احصائيات

الردود
1

المشاهدات
37
 
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


مُهاجر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
474

+التقييم
0.37

تاريخ التسجيل
Feb 2022

الاقامة
مسقط

رقم العضوية
16905
يوم أمس, 04:05 PM
المشاركة 1
يوم أمس, 04:05 PM
المشاركة 1
افتراضي رواية الخميائي _ تحت المجهر _
السلام عليكم سادتي الأكارم /
هذه محاولة متواضعة مني للوقوف على بعض فصول الرواية:

ومع استدلالهم واستلهامهم من ذلك الإرث العلمي والحضاري للعرب خاصة، وللعجم عامة من المسلمين،
لا بد أن يُدْخِلوا بعض المغالطات، ليلبسوها طهارةَ تلك الإنجازات التي فتحت أعينَ العالم لما يُسمى العلمَ النظريَّ والتجريبيَّ،
ليضعوا أقدامَهم على طريق العلم، لتكون انطلاقتُهم بذلك النَّفَس الذي تنفَّسَه القدماءُ من علماء العرب والعجم من بُنيان الإسلام.
وإن كانت براءةُ الاكتشافات والاختراعات أدرجوها في قوائم إنجازاتهم!

الرواية في مجملها تعرُجُ على البحث عن الذات، جاعلةً صفحةَ الكون ناطقةً لا يفهمها إلا مَن أصغى لهمساتِه، وفكَّ شفرةَ أسرارِه.
يَنطلق من فكرة بديهية بسيطة، يَنطلق من محيطه الضيق، ليلاقي الفضاءَ الفسيح الذي يضجُّ بالأسرار. يمرُّ على مواقف وشخوص تبيِّن له معالمَ الطريق،
من رؤيا قضَّت مضجعه، إلى أمل يتبلور ليرى فيه مستقبلَه. يَخرُج من حيز الرعي ومناجاة الأغنام التي حَوَى وتعلَّم همسَها وحركتَها،

إلى أن تدرَّج في حَمْل واكتناز مخيلته لمعلومات، فلربما قَصُر عقلُه المنكفئ على ذاته عن استيعاب كُنْهِها. يحدوه الفضولُ لتعلُّم المزيد، فوجد في رصد المعرفة متعةً
تُضفي لحياته طعماً لم يذق حلاوتَه من قبل. أناخ مطيةَ بحثه في أول مراحله عند تلك المنجمة، ليجد عندها التفسيرَ لتلك الرؤيا التي تكررت في منامه مرتين،
ليستصحب معه الفكرةَ التي غُرست في مخيلته عن أولئك الغجر الذين لا يعرفون معنى للحياة غير النصب والاحتيال.

ومع هذا وذاك ساقه الفضولُ لكشف المجهول، مُتناسياً ذلك المخوفَ من النصب والاحتيال. وما طلبت المنجمةُ نصيبَها من ذلك الكنز المدفون
إلا إعادةَ الروح لجسده، حيث جعلت من ذلك فرصةَ الهروب من استقطاع ما لديه من نقود. لينتقل بعد ذلك إلى تجربة أخرى، فيلتقي بذلك العجوز
الذي كان له الأثر البالغ في فتح آفاق تفكيره، بحيث رافقه بحديثه في غالب رحلته، وكأنه ظلُّه الذي لا يفارقه. حيث بيَّن له بعضَ الأمور وأرشده إلى بعض الإشارات،
وإن كان في تبيانها نوعٌ من الغموض، ليجعل له مساحةً يعمل بها عقله، ليصل بنفسه إلى المقصود.

ما زلتُ أبحر في تلك الرواية التي تعجُّ وتضجُّ بالإشارات،
والرموز، والإيحاءات:
نجدُ في طياتها الحكمةَ، العبرةَ، التوجيهَ، الدعوةَ، المراجعةَ.
تنساب بين مساماتها بعضُ المصطلحات أو الأفكار التي تحتاج لتنقيةٍ والوقوف على أعتابها، لكونها تخالف المبادئَ،
وما نؤمن به من ضوابط الشرع من حُرمة. وفي المحصلة:

في طواف ذلك الشاب الباحث عن الكنز الذي "نتجاوزُ" وصفَ ذلك الكنز على أنه كنزٌ ماديٌّ ومجازيٌّ،
ليفتح الأبوابَ بسعيه الحثيث، ليعرف حقيقةَ نفسه وذاته. أخذ الخيطَ الموصلَ للحقيقة من ذلك الملك العجوز.

جميلةٌ تلك اللفتةُ عندما ساق تلك التجربةَ مع ذلك الباحث عن الزمردة، وبعد البحث وتحطيم تسعمائةٍ وتسعةٍ وتسعين حجراً،
كان الدرسُ أن الإنسان لا يستسلم، فلربما يكون النجاح في المحاولة التالية. نتوقف ليعاود أنفاسَه ويعيدَ نشاطَه.
ولعل الواحدَ منا يسير في الحياة مُتخبِّطاً خبطَ عشواء، ليس له هدفٌ يعيش من أجله. ولربما حالفنا الحظُّ حين يُساق لنا من ينبِّهنا ويوقفنا مع ذواتنا،
ولعل انفراجةً وافقت ساعةَ راحة البال، لتُغيِّر لنا نمطَ الحياة، لننتقل من رتابتها إلى تجديدها.

يمرُّ الساعي إلى الجديد بما يجعله متناغماً مع الكون، باحثاً عن إكسير هذه الحياة. وبينما هو مُجِدٌّ في طلبه صادقاً ومؤمناً بقضيته،
تُعْتريه الظروفُ وتُغالبه حشرجاتُ النفس حين يخفق القلبُ ويجذبه نحو ما يُسكِّن به همَّه وتُنْعِش روحَه. ولربما كان ذلك مثبِّطاً لعزيمته.
فما كان حبُّه لتلك الفتاة إلا باباً من أبواب البلاء والابتلاء، لتُقاس به درجةُ اليقين بهدفه. تنحرف بوصلةُ المجد، ولعل في ذلك زيادةً وتبياناً بأن الرحلة لم،
ولن تكن مفروشةً بالورود، بل يتلفَّعها الشوك. وكم هو جميل ذلك الانسجامُ والتلاحم حين يغوص الإنسان في ذاته ومكوناته، يستمع لنبض قلبه وجوارحه،
لتكون لغةً تتجاوز المعاجمَ الشارحةَ لمعناها. لوجود ذلك الرابط المتلازم الذي يكون القلبُ مستودعَه، والبصرُ والبصيرةُ اللتانِ تقودان ذلك الإنسان
الذي يُضفي عليه المصداقية.

ولكوننا نحن معشر المسلمين لنا شريعتُنا، وما يضبط حركتَنا وسكونَنا هو البوصلةُ التي عليها نسير، فقد كفانا اللهُ مؤونةَ البحث عن الصانع الأول لكل الخلق.
ما ينقصنا هو تسخيرُ تلك الحصيلة العقدية في عملية التأمل والتدبر في الكون. أما فيما جاء في الرواية، فهو بحثٌ مُضنٍ يستحق العناءَ لبلوغ الحقيقة المطلقة
التي تجمعُ شتاتَ المبعثر في جنبات هذا الكون.

تلك الأسطورة:
هي سرُّ الحياة التي يحيا من أجل تحقيق غايتها ذلك الإنسانُ المدركُ لحقيقتها. تنشأ كحلمٍ وأمنيةٍ يتبعها سعيٌ،
وعملٌ يُحصِّنها يقينٌ، وإيمانٌ يظلِّلها وينافح عنها أملٌ. واللبيبُ من يتدرج في الوصول للغاية الأُولى، بحيث يُجدِّد الأهدافَ.
فالإنسان قد يصل لمبتغاه، حينها تنطفي جذوةُ المبادرة والحراك. ولعل هناك مغالبةً تحول بينه وبين الوصول لهدفه.

من هنا:
كان لزاماً أن يُجدِّد ويضع في الحسبان البدائل. وما نراه اليوم تلك الأمنياتُ التي أُودعت في مستودعات التسويف والإهمال!
ليكون المستحيلُ هو حقيقةُ الحالم الوسنان. ولنا في بطل قصتنا خيرُ مثالٍ في ترحاله وانتقاله من حال إلى حال.
نجد لتحركات بطل الرواية إشاراتٍ يجدها تَطلُّ برأسها بين فينة وأخرى، نافخةً لروح عزيمته إذا ما توارت عنه معالم الطريق.
فالإشارات قد تكون معالم، وقد تكون مؤشراتٍ ومنبِّهات، وقد تكون علاماتٍ وبراهينَ صدقٍ لذاك المقال لذاك الناصح.


قديم يوم أمس, 04:09 PM
المشاركة 2
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: رواية الخميائي _ تحت المجهر _
وفي ذلك الفصل، والحديث عن تلك الرحلة التي كانت وجهتها الصحراء القاحلة،
كنتُ بين الماضين والممتطين لتلك الركاب،
أتنقل بفكري أعيش المشهد،
وكم شدني ذلك النداء من قبل الدليل وقائد المسير،

حيث طلب منهم القسمَ كلٌّ بما يؤمن به،
أكان بالله رب العالمين، أكان المسيح،
أكان بوذا، أكانت الطبيعة، وما تعدد من ذلك وما تنوعت الانتماءات والاعتقادات،

حينها رأيتُ في ذلك تجرداً وتجريداً
من كل الألقاب العلمية،
والألقاب الاجتماعية ليتساوى الجميع،

أخذتُ من ذلك عبرةً بأن تلك المكتسبات ما هي إلا عارضةٌ زائلةٌ والأصل هو الباقي،
ليكون قوامُ الإنسان ما يؤمن به من مبادئ، وما يتبناه من أخلاق، لتكون له خيرَ زاد،

وفي الطريق وفي تلك الصحراء لا يُسمع إلا صفيرُ الريح، ولا يُشاهد إلا صحراءٌ في مداها سرابٌ،
انتقالٌ من ضجيج وصياح أطفال ومزاح وشجار، ما هي إلا لحظةٌ عابرةٌ وكأنهم دخلوا حياةَ الموات والبرزخ فلا تسمع لهم همساً!
يترقبون ما ينتظرهم من أخطار، وأيديهم على صدورهم يتمتمون ويلهجون بالدعاء، وما أن وصلوا تلك الواحةَ إلا وقد خرجوا من عالم الأرواح،
ليعبروا عالمَ الأشهاد، حينها تنفسوا الصعداء،

"من هنا علينا تذكرُ ذلك اليوم الذي نُفرد فيه، وتنتزع منا الألقابُ والمسميات،
ويتخلى عنا أقربُ الناس إلينا، ولا يكون لنا شفيعٌ وأنيسٌ غيرُ صالح الأعمال".

من تلك الصحراء القاحلة وذلك الصمت الرهيب الذي يشبه صمتَ أصحاب القبور،
إلى الرجوع لعالم الشهود حيث اللقاءُ الهادرُ الذي سكنَّ تلك الهواجسَ،
وبدد تلك المخاوفَ من فاجعات المفاجآت في وسط تلك الرمال،

حينها كان الفضولُ يحرك كوامنَ ذلك الإنجليزي الذي يمني نفسه بلقاء ذلك الخيميائي لينهل من علومه،
كلٌّ قد اشتغل بما جاء من أجله من تَّبَضُّعٍ، ومنهم من لاقى أهله وأصحابه، وصاحبنا اكتفى بالبحث مع ذلك الإنجليزي عن طريدته ومبتغاه،
ولنا أن نعيش مع ذلك الوصف الذي وصف به النسوةَ من جلباب وتلك العادات والتقاليد والمعاملات،
وعرَّج على وجوب احترام ما يؤمنون به من عادات، ومع هذا عندما اجتمع بطلُ القصة بفاطمة،
جرى على لسانها ذلك التذمرُ والضيقُ من تلك العادات التي أتعبت كواهلَهم ليجعل من تلك العادات نوعاً من الكبت،
والتسلط والإكراه الذي فُرِض عليهم عنوةً!

بعيداً عن الخوض في الاحتمالات ونبش ما تخفيه وتواريه الكلمات، نجد ذلك اللقاءَ لقاءَ بطلِ القصة مع تلك الفتاة،
الذي أنساه مبتغاه وهدفه، وذلك الحب الذي تجاهل الدين، وتسوَّر حدودَ المحظورات من الفوارق الطبقية،
والمجتمعية، ليكون الحب هو العنوانَ والصخرةَ التي تحطم كلَّ التباينات والاختلافات،
بصرف النظر عن كون ذلك من المحرمات وما يدخل في تفاصيل الشرع،

لكوننا نعرج على الرواية، ولا يفوتنا ذلك الوقوف عند ذلك الخضوع،
وذلك الاسترخاء والركون إلى إلقاء عصا الترحال للوصول لذلك المنشود من الكنوز والغنى الموعود،
فقد خمدت جذوةُ الحماسة والإصرار بعدما شاهد واجتمع بالحبيب،
وكأن تلك المعاني المادية تضاءلت وخفت بريقُها أمام تلك المشاعر الجياشة،
التي تملَّكت العقلَ والقلبَ وكلَّ جارحة في ذلك المرء.

ولنا أن نتأمل في ردة فعل تلك الفتاة التي داست على قلبها لتُغَلِّبَ مصلحةَ ذلك المجد، الذي قطع الأميال والفيافي والقفار من أجل إدراك المأمول،
لتكون له سنداً، ورافداً، ومغذياً، ونافخاً في عزائمه الروحَ، من ذلك نستخلص أن ذلك الحب الذي تجرد من جاذبية العاطفة الآنية الحدوث،
التي لا ترى مستقبلَ الأمور هو المرشح والمؤهل ليكون جذورُه في أرض الحب سرمدياً ما بقيت في الجسد الروحُ،
وما كان من ذلك الشاب إلا تجهيزُ متاع سفره بعد أن أخذ تلك الجرعات والمحفزات ليشق طريقَه بأمل وتفاؤل،
فهناك من ينتظر نجاحه ورجوعه.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: رواية الخميائي _ تحت المجهر _
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيف الدولة الحمداني أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 09-07-2023 06:23 AM
عيد الحب .. تحت المجهر عمر مسلط منبر الحوارات الثقافية العامة 4 02-24-2014 09:47 AM
أبو فراس الحمداني عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 3 02-13-2012 04:40 PM
أبو فراس الحمداني عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 12-14-2011 09:17 AM
أعمال فنيه لا ترى الا بواسطة المجهر تيمه الشمري منبر الفنون. 10 02-24-2011 12:01 AM

الساعة الآن 06:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.