احصائيات

الردود
1

المشاهدات
23
 
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


مُهاجر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
474

+التقييم
0.37

تاريخ التسجيل
Feb 2022

الاقامة
مسقط

رقم العضوية
16905
يوم أمس, 02:56 PM
المشاركة 1
يوم أمس, 02:56 PM
المشاركة 1
افتراضي من أكون؟
كم يسير الواحد منا في مناكب الأرض،
غير أنه يسير وذاته قد فارقته وانفصلت عنه!
وبذلك تراه يبحث عنها في أعين وألسُنِ مَن يحيطون به
من أهل وأصدقاء وجيران، حتى يتجاوزهم ليشمل الأعداء!

ويبحث عنها في يقظته ونومه، في إنجازاته،
وهواياته ومبادئه، يبحث عن ذات مطمئنة.
غير أنه متخبط في بحثه، فوقود سعيه إحباطٌ
بطعم اليأس، ولولا ذلك لوجدها.

فحقيقة الذات لا تكون من صناعة الذات،
كونها تأتمر بأمرك؛ فهي عجينة أنت من يشكل ماهيتها،
وأنت من يحدد عناصرها وكنهها، وأنت من يغذيها،

إما بالشك والحزن والفشل، وإما باليقين
والسعادة والنجاح. فمن هنا كان لزاماً أن يكون المرء ذاته،
ليعرف هويته ومَن يكون. ومن هنا نعلم ضرورةَ

وجود الانسجام بين الداخل والخارج،
وسماع ما يصدح به الداخل؛ ليكون فهم الذات
هو المحرك والباعث لمعرفة ما يحيط بنا في
خارج محيطها.

"فلا يزال الكثير من الناس يبحث عن الأمان وهو جاهلٌ
بحقيقة ذاته! فأنَّى يكون له ذلك الأمان"؟!

نخلع عن جسد سعينا ثوب التذمر والتقهقر،
فالنفس تراود الإرادة عن نفسها لتصرفها عن بذلها،
لتكسر بذلك مجاديف المحاولة. وما كان لصادق النية

أن يجعل من تلك المحبطات أن تنال من عزيمته،
فهو قد نذر نفسه لإدراك ما يعيش لتحقيقه من هدفه.
فهما طريقان لا ثالث لهما، يعيش على طرفيهما:
إما موت يحول بينه وبين تحقيقه، وإما فوزٌ بتحقيقه.
وبين هذا وذاك تكون الثقةُ بالذات هي سر النجاح والفلاح.

كيف؟
ولماذا؟
ومتى؟

ما كانت لتلك التساؤلات أن تبرز في قلب،
أو تقدح في فكر، إلا وكان فراغاً يغري تهافتَ
تلك التساؤلات. وإذا قلنا: حب الفضول لمعرفة المجهول،
وما عنه سُكِت، يكون تجوزاً منا من أجل أن نقف،

ولو على محض افتراض، على نقاط الاختلاف.
فلكل إنسان وسائله الخاصة للبحث:
فمنهم مَن يبدأ خطوة البحث من حيث يكون الاتفاق
في أي قضية، ومنهم من يلجأ لجوانب النزاع والخلاف،

كي يكون محايداً في بحثه كي لا يُنجَرَّ إلى تجاذبات العاطفة،
وما يشده إلى الإقناع والاقتناع من تلك التراكمات
التي تربى عليها من ضرورات الإيمان التي هي قطعية الثبوت.

وما كانت لقدمٍ أن تَزِلَّ لولا الإبحارُ في علومٍ لا يُعِيها،
ولا يعلم مدى عمقها ولا يدري مداها، ذلكَ الإنسان.
وليْتَ مَن يسعى للبحث عن الحقيقة يُبقي ما نشأ عليه،
وترسخ في قلبه وعقله من إيمان وهو يشق طريق البحث،
بحيث إذا ما طالت عليه المدة والمسافة، تبقى تلكم العوالقُ
من الإيمانيات له طوق نجاة وسراج هداية للرجوع.

أما من خلع ما اعتنقه من مبدأ ومنهج حياة،
ومَخرَ لجج البحث ثم صعب عليه الوصول لهدفه،
يبقى وسط الطريق يخبط خبط عشواء،
وقد ضل الطريق ليموت في بحر عميق،

ليموت موت غريق. فمن هنا وجب أن تُبنى
الشخصية على احترام الذات ومعرفة ما يحييها،
وما يقويها، كي لا تكون عرضة للتقلبات،
وخاضعة لكل المغريات.

البعض يستمد شخصيته ويستجدي معرفة ذاته
من خلال إذابتها في مكونات غيره!
ليكون مسخاً لشخصية لا تناسب شخصيته،

ليعيش في عالمه وهو يعاني من انفصام في شخصيته.
بذلك يبقى في هذه الحياة يتنفس من رئة غيره،
كافراً بقدرته على إيجاد ذاته بين ذوات غيره.
والمخرج بيده، وما عليه غير إيجاد ما يعيد
به ذاته لجسده.

غالب المخالفات المؤدية للمهلكات، تلك التصرفات
التي تبقي العقل خارج نطاق تغطية الفعل،
لتكون العاطفة هي المسير والمسيطر.

فبذلك تكثر الأخطاء وتتكاثر الإخفاقات.
ما أودع الله العقل في البشر إلا ليتدارك به الخطأ،
والخلاص من الخطر، إلا أن يكون مقدراً،

وقد كُتِب قدراً على الأثر.
فالعقل ما جُعِل إلا مناط تكليف،
وهو المرشد والقائد؛ بحيث يخلع من الإنسان
نظارة القصور عن إدراك المخاطر.

وما ينتج من تصرفات لا يتصرفها إلا معتوهٌ ومجنون.
فمن ذلك كان لزاماً توافقٌ وتلازمٌ في القول والعمل
مع اشتراك العقل والقلب؛ ليكونان في موضع
التشاور والتناصح.

عندما نخاطب... نُخاطب من دان قلبه وكنهه لله،
فكان حثيث سعيه، وفعله وقوله، وأخذه وتركه،
وحركته وسكونه يراقب المولى حتى في أنفاسه.

فذاك نصحنا له ما هو إلا تذكيرٌ للاستمرار في ذلك الطريق،
والثبات عليه. أما الصنف الآخر فقد أبهرته الحياة،
وما اكتنفها من مغريات ليبتعد بذلك عما يحرك قلبه
من همس الإيمان، وما يناغي الوجدان.

فذلك الإنسان جعل بينه وبين خطاب الإيمان محلَّ تراخٍ وشد،
فهو بين حياء من نظرة الغير وبين رفض،
كونه وجد الانفلات من قيود اللوازم
والواجبات سر الحياة!

فهو يحب عيش المنفتح الذي تستهويه الحرية؛
حاله كحال الطير الطليق. فهذا الذي يحتاج أن يُجذَب
من خلال ما ينجذب إليه ويغريه.
فكان الطعم هو الحث على الاستماع
إلى صوت الذات التي قيَّدها بقيد الإهمال والاحتقار.

فبذلك يكون الرجوع إلى جادة الطريق.
فكم في الطريق من متساقط؟!
محطمة ذواتهم، مشوهة معالمها،
تنتظر من ينفض عنها ذلك الغبار المتراكم
الذي شوَّه جمالها ونقاء حقيقتها.

قد ينكر الإنسان ذاته، وقد ينفي عنها انتسابه،
ولو أن حقيقة أمرها تطرق عليه بابه.
وفي أفضل الأحوال لعله يجاريها،
ويلبس عليها ذاتاً مزيفة!

ليُسكت تلك الفطرة التي تستدعي التحاق الذات بالجسد.
وما على الإنسان في حال غياب الإحساس بفهم الذات،
إلا أن يعلم بذلك أصل حقيقتها، وما يريده في الحياة:
أن يستقر على المبدأ، وأن يخضع الذات لما يريده منها،

لتكون رهينة أمره ونهيه.
ولا يضير الخصام والخلاف مع الذات،
ويبرز الاستقرار إذا ما كان للإنسان هدف في الحياة؛
ليصبَّ اهتمامه لتحقيق ذلك الهدف
الذي يأمل أن يكون واقعاً يلامس أرض تطلعاته.
وإذا ما انتهى صوت الخلاف، تُبْرَم ورقة اتفاق:
أن نعيش مع الذات حياة المهادنة والسلم
والسلام.

وجب علينا أن نثق بأنفسنا، وذلك بجعل بينها
وبين المثبطين جداراً محفوظاً
يحفظنا من تلك الرسائل السلبية التي توقفنا
عن العطاء والبذل.

ولابد أن نجعل شحنة ووقود البذل تأتي من ذواتنا،
كي نضمن الوصول لغاياتنا. فالناس يتفاوتون
في ردات أفعالهم.

لهذا نترك تلك الأمزجة،
ونكون من أنفسنا أقرب.


قديم يوم أمس, 03:06 PM
المشاركة 2
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: من أكون؟
1. مَنْ جَهِلَ حَقِيقَةَ نَفْسِهِ تَحَيّرَ فِي مَسَالِكِ الأَرْضِ،
وَمَنْ أَدْرَكَ كُنْهَ ذَاتِهِ أَضَاءَ لَهُ سِرَاجُ الْهُدَى فِي الظُّلَمِ.

2. ذَاتُكَ طِينَةٌ بِيَدِكَ تُصَوِّرُهَا،
فَإِمَّا صَنَعْتَهَا صَرْحاً يَشُدُّ ظَهْرَكَ،
وَإِمَّا دَكَّهَا الْيَأْسُ فَصَارَتْ رَمَاداً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ.

3. لِتَكُنْ ثِقَتُكَ بِذَاتِكَ سِلَاحاً يَكْسِرُ سُهُولَةَ الْإِخْفَاقِ،
وَلْتَكُنْ مَوَاثِيقُ عَزْمِكَ حِصْناً يَرُدُّ سُهُولَةَ الإِرْهَاقِ.

4. مَنْ أَذَابَ شَخْصِيَّتَهُ فِي غَيْرِهِ عَاشَ مَسْخاً يَحْمِلُ وَزْرَ اغْتِرَابِهِ،
وَمَنْ صَانَ كِيَانَهُ مِنْ تَقَلُّبَاتِ الْأَهْوَاءِ أَصْبَحَ سَيِّدَ احْتِرَامِهِ.

5. عَقْلٌ بِلا قَلْبٍ.. سَفِينَةٌ بِلا دِلٍّ تَغْرَقُ فِي لُجَجِ الْهَوَى،
وَقَلْبٌ بِلا عَقْلٍ.. نَارٌ تَأْكُلُ بَرْدَ الْحِكْمَةِ وَتَلْهَثُ!

6. لَا تَنْظُرْ لِمَا يَقُولُ الْمُثَبِّطُونَ،
وَاقْطَعْ طَرِيقَ الشَّكِّ بِمِدْيَاقِ الْيَقِينِ..
تَجِدْ نَفْسَكَ قَدْ وَصَلْتَ.

7. الذَّاتُ الْجَائِعَةُ إِلَى الْأَمَانِ لَنْ تَشْبَعَ إِلَّا إِذَا اسْتَوْطَنَتْ حَقِيقَتَهَا،
وَالرُّوحُ الضَّالَّةُ عَنِ الْهُوِيَّةِ لَنْ تَسْكُنَ إِلَّا إِذَا عَادَتْ إِلَى مَنْبَعِهَا.

همسة ؛
"فإذا استعرتَ من ذاتك شعلةَ الثقة،
فاعلم أنك صَنعتَ نجمًا لا يغيب.. فكن أنت".


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من أكون؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قد لا أكون إبراهيم ياسين ومضات شعرية 7 01-29-2023 11:48 AM
لن أكون جاريتك غادة الشيباني منبر البوح الهادئ 6 11-04-2010 06:48 PM
لن أكون جاريتك غادة الشيباني المقهى 0 10-27-2010 08:51 AM
ما زلت أجهل من أكون أنا في ذاتك ؟؟؟ آمنة محمود منبر البوح الهادئ 9 08-27-2010 12:27 PM

الساعة الآن 01:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.