احصائيات

الردود
4

المشاهدات
5647
 
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي

محمد عبدالرازق عمران is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
850

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة
البيضاء / ليبيا

رقم العضوية
10226
02-21-2012, 01:53 AM
المشاركة 1
02-21-2012, 01:53 AM
المشاركة 1
Lightbulb ألف شمس مشرقة
( ألف شمس مشرقة )
[justify]بهذا العنوان الشعري الواثق ( ألف شمس مشرقة ) ينجح الروائي الأفغاني خالد الحسيني في تجسيد إرادة الحياة لدى البشر والإيمان بالأمل مهما كان حجم المأساة .
في بلده أفغانستان المثقل بالحروب والصّراعات ، نعثر على صورة أخرى حقيقية أيضا كرّس الكاتب قلمه لتعريف العالم بها : أفغانستان بلد الحضارات القديمة والآثار والحصون والثقافات المتعددة التي ينهض بها الشعراء والفنانون والصوفيون ، هناك حيث عاش الناس حياتهم الطبيعية في العلم والعمل رجالا ونساء قبل أن تقع بلادهم في مرمى الصراعات والنفوذ للقوى الكبرى .
هكذا ندخل مجتمعا جديدا في هذه الرواية بخلفيته السياسية والتاريخية ونقارب قصة البطلتين مريم و ليلى اللتين ستحكيان قصة أفغانستان في السنوات الخمسين الأخيرة .
تشاء الأقدار أن تكون مريم وليلى زوجتان لرجل واحد ، لم ترغب أيّ منهما بذلك لكنه القسر الاجتماعي الذي يجبرهما على ذلك ، وبفعل الغيرة الأنثوية تبدأ علاقتهما متوترة ومشحونة ، لكنها مع الأيام وبمواجهة رجل قاس ومتخلف ومتسلط تشتبكان في علاقة إنسانية حارّة تدفع فيها مريم حياتها ثمنا من أجل ضرّتها .
في التفاصيل التي يبرع فيها الروائي نعرف أن مريم هي ثمرة علاقة غير شرعية بين أبيها الرجل الغني المتنفذ ، وبين خادمته التي يحكم عليها أن تتحمل إثم هذه العلاقة وحدها ، وهكذا تقيم في منطقة نائية ويتكفل الأب بنفقاتها وزيارتها كل أسبوع ، ورغم قسوة ما تعرفه مريم عن نفسها بأنّها ابنة حرام ، والذي تشبّهه بأنّه شئ بشع كالحشرات والصراصير ، إلاّ أنّها كانت شديدة الحبّ والتعلق بأبيها الذي كان نافذتها الوحيدة على العالم بهداياه الصغيرة وأحاديثه المتنوعة ، ولا تلبث هذه العاطفة أن تتفتت تماما عندما تصدمها حقيقة هذا الأب الذي يمتنع عن لقاءها في بيته بعد تجشمها عناء الوصول إليه ، ثم يعمد إلى تزويجها وهي في الخامسة عشرة من رشيد بائع الأحذية الخمسيني ، أمّا ليلى فهي ابنة عائلة مثقفة تزوج والداها بعد تعارفهما في الجامعة ونشأت متسلحة بعلمها وطموحها لتكون ( أيّ شئ تريدينه ) في خدمة البلد كما كان يقول والدها ، وكانت تعيش قصّة حبّ مع جارها طارق صديق العائلة أيضا ، تحلّ المأساة على كابول بصراع المجاهدين على السلطة وقصفهم للمدينة فتتوقف ليلى عن الدراسة ويغادر طارق مع أهله إلى باكستان ، وتتفاقم الأمور بموت عائلة ليلى بعد قصف بيتهم وإنقاذها من قبل الجار رشيد الذي سيتزوجها في وقت لاحق .
تعايش الزوجتان تحت سقف واحد واقعا حياتيا شديد القسوة يتقاطع فيه القهر الاجتماعي مع العوز المادي وصلف الزوج واستبداده الذي أضحى الآن يتعاطف مع حركة طالبان التي استولت على البلاد وأصدرت مجموعة الأوامر والنواهي : منع خروج النساء وإطلاق اللحى وإغلاق الجامعة وإحراق الكتب ومنع الفنون وتدمير الآثار والمتحف الوطني وفوق ذلك معاقبة المخالفين بالجلد أو البتر أو القتل ، وتعبر في صفحات الرواية محطات قاسية تفرض نفسها كفعل لا إنساني يطعن كرامة البشر ويهدرها ، ومن ذلك ما حدث عند ولادة ليلى ومعاناتها لتصل إلى مستشفى نسائي بعيد تكتشف أنّه خال من كل المستلزمات الطبية ، وتمارس فيه الطبيبة عملية الولادة القيصرية من دون مخدر وهي مرتدية البرقع الملتزمة به ، في محطة ثانية تعاني ليلى صنوف المهانة عندما تقوم بزيارة إبنتها في الميتم الذي أجبرها الزوج عليه بسبب الفقر ، ففي كل زيارة تتعرض إلى ركلات وصفعات وشتائم طالبان لخروجها وحدها في الشارع وتتحمل هذه الآلام من أجل رؤية ابنتها .
في محطة تمرد وأنعتاق تحاول مريم وليلى الهرب من حياة الشقاء مع رشيد وتعانيان لتدبير خطة الرحيل ، لكن سفرهما وحدهما دون رجل يكشف الأمر ويعيدهما إلى الزوج الذي يفرغ طاقة حقده وساديته بضرب مبرح ومدمي لهما يعقبه السجن من دون طعام أو شراب ، وفي أكثر المحطات حزنا وإيلاما نشهد مصير ميم المأساوي وعنفوان الرّوح القوية التي تحملها وهي ذاهبة إلى تنفيذ حكم طالبان عليها بالموت ، وكيف تدعو الله ألا تضعف أو تتوسل لتمضي إلى قدرها المحتوم ( كصخرة في قاع النهر معجونة بالتمرد الذي يسكنها ) كما تصفها ليلى .
تقدم الرواية بنجاح عالما إنسانيا مؤثرا موازيا للحياة ، وتحفل بالمشاعر والعواطف التي تشتعل في قلوب النساء معبرة عن إنسانيتهن المجروحة في عالم قاس ، تقول مريم لأبيها : كنت أصلّي لتعيش مائة عام ، لم أكن أعرف أنك تخجل بي ، وفي رسالة متأخرة يكتب لها أبوها متمنيا أن تسامحه على تقصيره نحوها ن وعندما ترتدي البرقع بعد زواجها تشعر أنها محمية من نظرات الناس التي يمكن أن تعرف عارها القديم ، وعندما تفقد حملها ترى في نظرات زوجها أنها كانت ( عبئا عليه ليس إلاّ ) ، أمّا ليلى المتعلمة فيتلبسها شعور بالراحة عند لبسها البرقع لأنّه لن يتعرف عليها أحد في الشارع ليشفق عليها ويرى أن ( طموحها الشّامخ تحطم ) لكنها تتجرأ أمام زوجها على وصف أتباع طالبان بأنهم متوحشون وأنّه منهم .
يجتهد خالد حسيني في روايته ليدفع بقصة بلاده إلى واجهة الحدث في العالم ، ونتعرف من خلالها إلى تاريخ أفغانستان وحضارتها وتركيبة الشعب الأفغاني من الباشتون الطائفة الأكبر والطاجيك والأوزبك والهزارا ومن اللغات الفارسية ، والأوردو ، ونعلم أنّ الباشتون حكموا أفغانستان 250 سنة ، أمّا الطاجيك فقد حكموا تسعة اشهر فقط ، ويحيل إلى التحدي والازدراء الذي يصبغ العلاقة عندما تحكم مجموعة لفترة طويلة ، كما ويطلعنا على تاريخ أفغانستان منذ سقوط الملكية وتحول البلاد إلى جمهورية ، وإلى فترة الحكم الشيوعي التي يتناول فيها جميع الأطراف المؤيدة والمعارضة ، ثم استلام المجاهدين وحربهم لاقتسام السلطة التي يسيطر عليها في النهاية الطالبان .
تدين الرواية الصراع على أفغانستان الذي أشعل الحروب والدمار والفوضى والفقر ، وشرّد الأفغان خارج أوطانهم بأعداد تجاوزت المليونين ، كما تدين الرواية العنف الذي مورس على النساء بسحق إنسانيتهن ومنعهن من العلم والعمل ورميهن خلف الأسوار ، لكن الرواية تنجح هنا في إظهار إرادة الحياة لدى النساء وتوق أرواحهن للتحدي والبقاء ، لمعرفتهن أنّ وراء الليل الطويل ألف شمس مشرقة . [/justify]

( محسنة الخطيب / لبنان )


* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 02-21-2012, 12:26 PM
المشاركة 2
سها فتال
كاتبة وأديـبـة
  • غير موجود
افتراضي
أحسنت أخي محمد

بارك الله فيك على النقل الطيب

قديم 02-24-2012, 05:44 PM
المشاركة 3
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
* سها .. سعدت بحضورك المؤثر هنا .. شكرا لك .. مودتي .

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )
قديم 04-23-2012, 09:55 PM
المشاركة 4
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
جميل وأشكرك.
بوركت ، وبورك اليراع.

قديم 06-10-2012, 04:15 AM
المشاركة 5
محمد عبدالرازق عمران
كاتب ومفكر لـيبــي
  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
جميل وأشكرك.
بوركت ، وبورك اليراع.
* سعدت بحضورك المؤثر هنا .. شكرا لك .. مودتي .

* ويأتيك بالأخــــبار من لم تزوّد .
( طرفة بن العبد )

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ألف شمس مشرقة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أشرقت... ريم بدر الدين منبر الفنون. 1 09-16-2010 05:07 AM

الساعة الآن 07:50 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.