قديم يوم أمس, 10:03 PM
المشاركة 371
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
في معتركِ الحياةِ، تأتيكَ الخيباتُ أضعافَ ما ترجو، لِقَدَرٍ أرخى سُدولَهُ على إدراكِ الحكمةِ، فلا تُدركُ لها سبيلاً، ولا تعرفُ لها قُبولا.

وبينَ حناياهُ، نصيبُ صبرٍ نالهُ وافرُ الحظِ، ونصيبٌ آخرُ دونهُ قاسمٌ شائبهُ، من حُرِمَ في قلبهِ وجودَه، فظلّ بين وجدهِ وفقده، مسلوبَ العهدِ ووعده.

أفالصبرُ مكتسبٌ يُرجى؟
أم منّةٌ من ربٍّ يُهدى؟

وما لدوافعِ البقاءِ من مَهرب، إن لم يكن الساعي واثبَ الخطى، مؤمنًا بمطلوبه، عارفًا بموهبه.

وإلّا، كان خاملَ السعيِ، مرسلَ الأماني، لا رجاء له في مأمول، والموتُ أقربُ إليهِ من الوصول.

فكم من قلبٍ نازعَ قدرَهُ بالصبرِ حتى دانَ له المأمول، وكم من نفسٍ أنكرت حقائقها، فضاعت في بحورِ المجهول.

وما بين ابتلاءٍ يُبقيكَ راكعًا، ونعمةٍ تُبقيكَ خاشعًا، يختبرُ الله فيكَ الصبرَ واليقين، ويرفعُ بالرضا مَن لاذَ به مستكين.

قديم يوم أمس, 10:03 PM
المشاركة 372
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
ما عدتُ أمدّ يدي لطيفٍ لا يُمسك،
ولا أرجو ظلاً إن كان لا يَحجب،
فقد تعلّمتُ أن الاكتفاء نعمة،
وأن الرضا لا يُشرى، ولا يُطلب.

اكتفيت، لا لأن القلب جفّ،
بل لأن العطاء حين لا يُقدّر… يُهدر،
ولأن الشعور إذا لم يُصن… يُكسر،
ولأن الكرامة لا تُربّى في حضنٍ بارد،
ولا تُزهِر في أرضٍ لا تُسقى بالمودة.

سئمت الانتظار عند أبوابٍ لا تُفتح،
والتعلّق بأرواحٍ لا تبادل،
والبحث عن دفءٍ في صدورٍ مُقفلة،
تعطيك الوعد… وتنكر الوجود.

تعلّمت أن القلبَ ليس محطة،
ومن دخل لا يملك حقّ البقاء إن لم يُجِد السكنى.
تعلّمت أن الانكسار ليس قدَري،
وأن الانحناء لا يُشبهني،
فرفعتني خُذلتي، حين خفضتني الثقةُ بغير أهلها.

أصبحت أزهر بصمتي،
وأُزهِرُ في وحدتي،
لا أُعاتب الغائب، ولا ألاحق المارّ،
فمن أراد البقاء، لن يحتاج إلى نداءٍ ولا إنذار.

قلّبتُ صفحات القلب، فوجدت أن أصفاها ما كُتب بالحذر،
وأدفأها ما لمسته كفّ الاتزان، لا كفّ الانكسار.

ما عدت أبحث عن النصف الآخر في أحد،
اكتشفتُ أن الاكتمال يبدأ حين لا يُنقِصني أحد.
فأنا لي، وبيني وبين قلبي عهد،
أن لا أُطفئ وهجي، لأضيء لغيري الوهم.

في الاكتفاء سلام،
وفي السلام حياة،
وفي الحياة… يكفيني أن أكون،
دون أن أكون لأحد.

قديم يوم أمس, 10:04 PM
المشاركة 373
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
أُحاذرُ حرفي حين يندلق، ألّا يُؤذي أحدًا...
أهدهد مشاعري،
وبعضي... وكُلّي في خطر.

على شاهقِ الوحدة أُكابرُ بالاكتفاء،
وعلى وقع أنغامِ السعادة أُصارعُ الانكسار،
كأنّي أتمايلُ على جراحٍ لا تُرى.

أُحاول جاهدًا زرع بذرة الأمل في أرض البقاء،
لكنّ الأرض يَباب،
ولا مطر يُواسيها...
ولا يدٌ تمتدُّ لتربّت على كتف الغرس.

أتُراني أُلفّعُ حياتي بالسواد؟
وصحيفةُ يومي يعلوها البكاء؟
ومن حولي لا يعدون أن يكونوا هباء؟

يمرّون كسحابةٍ لا ماء فيها،
ولا ظلّ يَرفق،
ولا دفء يُقيم.

أهازيجُ كآبة،
مزاميرُ شقاء،
لوعةُ حاضر،
وتركةُ ماضٍ لا يرحل...
ضياعٌ له رائحة، كأنّه يسكنني.

أهجُو وريثَ الذل،
حين أناخَ مَطاياه في دارِ اغتراب،
كأنّه لم يُخلّف سوى انكسارٍ يتناسل،
وسؤالٍ يتكرّر في كل زاوية:
إلى متى...؟

أُقاومني كثيرًا،
أُعيد لملمة ما تناثر منّي،
أكتبني دون حروف،
وأصمتُ كثيرًا... علّ الصمتَ يربّتُ على وجعي،
أو يهمسَ لي بأنني ما زلتُ على قيد الشعور.

قديم يوم أمس, 10:04 PM
المشاركة 374
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
كيف أُقيم عدلًا في محكمة الهوى؟
وكلّ الأدلة تُبرِّئك من الغياب،
وتلك مكامنُ الحضور تُبرِّئك من ذنب الغياب،
وتُلقي باللوم على قلبٍ أفردَ لك العشقَ الحلال،
وفي قلبي نبضُ وفاءٍ، غالقًا ما دونه ألفُ باب.

كيف أزن الحُب بميزانٍ بشري؟
وفيه تختلّ الحدود والمعايير،
وهو يسرقني من بينِ نبضِ قلبي،
يلهج لك بالحُبّ طوعًا،
وبين عارضٍ يُناكف صدقَ المشاعر،
ويُسقطني في دائرةِ المحاسبةِ والأَسْر.

أأيّ عقلٍ يقوى على هذا السُّهاد؟
ووجهك يقتحم أحلامي،
وصوتك يتسلّل من شقوقِ الصمت،
فيوقظ في داخلي
طفلًا يُعاند واقعَ الأمر.

ما ذنبي إن اختلّ توازني؟
أأنا مَن اختار أن يسكنك؟
أم أنتَ من تسلّلت خفيةً،
وزرعتَ في صدري وطنًا
لا يُنازعه أحد؟

أطلبك... لا بصوتٍ يسمع، بل بصمتٍ يفيض.
من مكانٍ عميقٍ في القلب،
من رعشةٍ تسكن أطراف الانتظار،
من دعاءٍ لا يُقال،
من حنينٍ يتلبّس النبض، ويصوغك بينه وبين الحياة.

أطلبك... كما يطلب الغيمُ وعد المطر،
كما تشتاق الأرضُ ظلّ المساء،
كما ينادي النجمُ نوره البعيد،
فلا أنت بعيد، ولا النداء يصمت.

أطلبك... لا سؤالًا، بل شعورًا.
أنت المعنى في الفراغ،
والنبض في السكون،
والصوت الذي لا يحتاج إلى نُطق،
لأن الحنين أبلغ من الكلام.

فدعني أطلبك كما أنا،
حرفًا هادئًا في عاصفة،
وصمتًا يتكلم حين تغيب،
وشوقًا لا يريد جوابًا

قديم يوم أمس, 10:05 PM
المشاركة 375
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
الصمتُ ليس سَلامًا دومًا،
فربّ سكوتٍ يخفي وجعًا مقيمًا، وهمًّا لا يُطاق له حِملًا ولا لَومًا.

وربما الحزنُ، أوسعُ من دمعٍ يُسكَب،
وأعمقُ من شكوى تُكتَب،
بل قد يسكننا كغيمٍ بلا مطر،
ويمضي بنا كظلٍّ بلا أثر.

كم من وجعٍ مرَّ،
لم نجد له اسمًا نُنادِيه،
ولا قلبًا يُجاريه،
ولا رفيقًا يُخفّف عنّا بعضًا من أَساهُ ويُبقيه.

نملكُ نعمةَ النُطق،
فنظنّ أن من لا يشكو لا يَشعر،
لكن… ماذا لو كانت الأرواحُ من حولنا تَئنّ،
والكائناتُ تَحزن،
لكن بِلُغاتٍ لا نَفهمها، ومواجعَ لا نُترجمها؟

ماذا لو أنّ الورقة حين تُنتَزَع من غصنها،
تَبكي؟
لكن بكاءها بلا صوتٍ ولا لون، فلا نَراه.

وماذا لو أن الحجرَ يحمل ذاكرةً لا تُنسى؟
وأن الماءَ حين يُهجر، يَعرف الخُذلان لكنه لا يَشكُو؟

نحن لا نُحسنُ إلّا سماعَ أنفسِنا،
ولذلك… نَجهل كم من الأشياءِ حولَنا تتألّم، بصمتٍ أشدُّ من صوتنا.

قديم يوم أمس, 10:07 PM
المشاركة 376
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
في دياجيرِ الليلِ أسري، وكأنّي ببعضي يتلمّسُ فُتاتَ يقين،
والبعضُ الآخرُ يُفتّشُ في جيوبِ الغيبِ، لعلّ فيه أجدُ نفسي التي غيّبها طويلُ السُّهاد.

وعلى ظهري أحملُ أسفارًا من الأسئلة، كما عشّشت في عقلي،
تراوحُ مكانَها، لا تنفكُّ عنّي.
وفي كلّ مرةٍ أوهمُ نفسي – كي أقطعَ الطريق – بأنّ إجابةَ السؤالِ ستكونُ عند نهايةِ الطريق!

وما في قلبي إلا نافذةٌ واحدة، أطلُّ منها على الجهاتِ الأربع،
وأضفتُ معها اثنتين من الجهات!

ومع هذا...
يُفضي بي الحالُ إلى جدارٍ مسدود؛
جدارٍ كتبتُ عليه ذاتَ وهمٍ: "هنا مرّ حلمٌ، ولم يَعُدْ."

فالذينَ رحلوا لم يأخذوا صُوَرهم،
لكنّهم تركوا في الصوتِ صدىً،
وفي الهواءِ رائحةَ وداعٍ ما زالت تُربكُ أنفاسي.

قديم يوم أمس, 10:08 PM
المشاركة 377
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
قرأتُ لأحدهم، وهو يقول:
"ليت الحياةَ كتابٌ، نعود متى شئنا إلى الفصلِ الذي أسعدَنا."

وفي ذلك...
أمنيةٌ تغرقُ في بحرِ المستحيل،
وعبارةُ يأسٍ يُهدّدها التيهُ الطويل.

فالحياةُ ماضية، لا تلتفتُ لركبٍ تخلّف،
حاملةً معها الذكريات،
وفي هودجِها مرٌّ زُعاف،
وشهدٌ حلوُ المذاق.

تُسافرُ بنا بين أملٍ خافت، وألمٍ جارف،
تنسجُ من لحظاتها فرحًا عابرًا،
وتُخبّئ في طيّاتها وجعًا غائرًا.

ليست فصلًا نُعيده،
ولا مشهدًا نُعيد تمثيله،
بل صفحةٌ تمضي،
وحكايةٌ تُكتبُ بمدادِ القَدر،
لا عودةَ فيها، ولا مفرّ.

قديم يوم أمس, 10:09 PM
المشاركة 378
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
وفي نبضِ قلبي يلهجُ اشتياقًا لوصلك،
وعواملُ الغياب تنهشُ في عضُدِ الاصطبار،
تُضعفني المواجع، ويشيخ في عيني الأمل،
كأن العمر كلّه انتصافٌ لانتظارك...

ومواعيدُ اللقاء عبثَ بها الغياب،
وتلك الوعودُ نكثَ الوفاءُ بها غدرَ الزمان،
فبتُّ أجمع من بقايا اللحظاتِ ما يردُّ رمقَ الحنين،
ولا يردُّك.

حكاياتٌ ثكلى...
يحكي واقعَها لسانُ حالٍ،
أرهقته الحروف،
وعزَّ عليه أن يجد في اللغة متّسعًا لحزنه.

أوهامٌ حلّت مكان الأحلامِ
التي لطالما غرسناها في أرضِ الرجاء،
فأينعَت سرابًا،
وذوت قبل أن تُزهر في كفّينا لحظة صدق.

ما ظننتُ حينها،
ونشوةُ العشقِ تُخفي ما قد يُناكفُ الوصولَ من الأقدار،
أنّ الطرق تُباغت المشتاقين بالخسارة،
وأنّ الهوى قد يُعجَزُه النقاء.

حتى تصحّرت أرضُ الأمنيات،
فباتت بعدها بقايا يَباب،
وأصبحتُ أنا…
ظلًّا لما كنتُ عليه،
وصدىً لما كنتُ أرجوه منك.

قديم يوم أمس, 10:10 PM
المشاركة 379
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
يستفرغ الواحدُ منّا من مكامنِ الذاكرة أوجاعَ الأمس،
حينَ يستغرق في محاولةِ الخلاص من عقدةِ الماضي...
يمدّ يده إلى أرشيفٍ من الأسى،
يحاول أن يطوي صفحاته،
لكن الحروف ما زالت رطبةً بالبكاء.

بعد أن طالَ النحيب،
وتقلّصت الآمالُ في إدراكِ النصيب،
بات الصبرُ هشًّا،
تتكئ عليه بقايا حلم،
وتتدلّى منه خيباتٌ لا تُحصى.

أحراشٌ يمتدّ نابتها،
حتى تسوّرت جدرانَ الممكن،
وعشّشت في زوايا الصبر،
تُقيم بين أضلاع القلب
كغصّةٍ لا تبرح،
وكأن الانتظارَ أصبحَ هو المقام الوحيد.

هي خواطرُ تصبّ في ذاتِ المعنى،
تُسكَب من حبرِ المعاناة،
وتستشرفُ الخلاص من لججِ المستحيل،
علّ الرجاء، وإن خفت صوته،
يجدُ له منفذًا من بين ضلوعٍ أنهكها الترقّب.

لستُ من الذين يخضعون لفرضِ الواقع،
لأنّ يقيني بربي الخالق،
فأمرُه بين الكافِ والنون،
وإذا أمرَ، فليس لأمرِه دافع،
فمن بيده مفاتيح الفرج،
لا يُعجزه مطلب،
ولا يُخلف وعدًا لعبدٍ طرق بابه صادقًا.

قديم يوم أمس, 10:12 PM
المشاركة 380
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
إلى ذلكَ المارِّ على دثارِ الوفاءِ، الذي باتَ خرابًا ينعقُ فيه الغرابُ المنكوبُ...
لكَ الألمُ — يا عابرَ القيمِ — حين تعبرُ عليها فلا ترى سوى أطلالٍ شاخصةٍ تروي حكايةَ الزوالِ، وأثرًا بعدَ عينٍ تهمسُ بأنّ المروءَةَ قد نُفيت من ديارِ الإنسان!
مخلّدٌ ذكرُها من غيرِ أن تُسكن، ولم يكن نصيبُها غيرَ دمعٍ على ضريحِها يُسكبُ، كأنّها قيمةٌ وُئدت في رحمِ التزاحم، وبُعثت في ذاكرةِ الأسى والخذلان.

اهتزّت بوصلةُ التعريفِ والتصنيف، وتلاشت الحدودُ بينَ النقيضِ ورديفِه،
حين باتَ الوفاءُ شعارًا للتزيينِ لا للتبيين،
وصار الإخلاصُ قناعًا يُلزَقُ بصاحبِه ليعبُرَ من خلالِه إلى غاياتِه وأطماعِه،
في زمنٍ تلوّثت فيه الموازينُ، وارتدى الزيفُ رداءَ الصدقِ حتى خُيّل للناسِ أن الظلَّ هو النور!

نطوفُ — عبرَ آلةِ الذاكرةِ — على أرصفةِ الحنين، نقلبُ ألبومَ اللحظاتِ العابرة،
نبحثُ عن الأيامِ الغابرة ونحنُ نرفُلُ مع الإخوة،
وتعلو وجوهَنا الضحكاتُ الماطرة،
فتتلاشى كلُّها كما تتلاشى الألوانُ عندَ انطفاءِ الضوء،
والجاني... تلك المشاغلُ القاهرةُ التي اغتالت بساطَ القربِ باسمِ الانشغال!
إليكَ رسالةً أبعثُها من بريدِ قلبي،
رويدكَ... فبعضي وكُلِّي قد اشتاقَكَ،
فقد تبعثرتُ بعدكَ كما تتبعثرُ أوراقُ الخريفِ في وجهِ الريح،
والأنواءُ المضطربةُ تعصفُ في بقايا حياتي،
وأنا كالسفينةِ في لُججِ الضياعِ غارقةٌ،
ألوّحُ بنداءِ لا يُسمع، وأستنجدُ بظلٍّ غابَ في غياباتِ المسافةِ والزمن!

فيا أيّها الإنسانُ الذي أضاعَ بوصلةَ الوفاءِ،
أما آنَ لقلبِك أن يستفيقَ من سباتِ المصلحةِ؟
أما آنَ أن نُعيدَ للحبِّ نُبله، وللعهدِ صدقه، وللإخلاصِ وجهَه الأول؟


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.