احصائيات

الردود
0

المشاهدات
550
 
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


مُهاجر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
478

+التقييم
0.37

تاريخ التسجيل
Feb 2022

الاقامة
مسقط

رقم العضوية
16905
08-08-2025, 10:52 AM
المشاركة 1
08-08-2025, 10:52 AM
المشاركة 1
افتراضي نور ووقار القلب
في حي هادئ تسكن نور، فتاة في السادسة عشرة من عمرها. لم تكن نور ككل صديقاتها اللاتي يسرن خلف كل موضة جديدة، أو يبالغن في الزينة. كانت نور تمشي في الشارع بخطوات واثقة وهادئة، تلبس لباسًا محتشمًا نظيفًا، لا تصرخ ولا ترفع صوتها في غير حاجة، تنظر إلى من تحدثه بعينين صافيتين محافظًا على حياءها، دون خجل أو تردد. هذا هو السمت: هيئتها الظاهرة التي تنبئ عن طهارة باطنها.

ذات يوم، في المدرسة، حاولت بعض صديقاتها إقناعها بتجربة فستان قصير جدًا وملفت، قائلات: "يا نور، كل البنات يلبسن هكذا! ستظهرين أجمل وأكثر جاذبية!". ابتسمت نور ابتسامة لطيفة، وهزت رأسها برفق وقالت: "جمال المرأة الحقيقي، يا صديقاتي، ليس في ما تكشف، بل في ما تستر. ليس في الصراخ، بل في الهدوء. ليس في تقليد كل شيء، بل في الحفاظ على كرامتك واحترامك لذاتك. هذا هو العفاف الذي يحمي قلبي ويرضي ربي".

لم تفهم بعضهن كلماتها في البداية، لكنهن لاحظن كيف أن نور، بسمتها الوقور وعفتها، كانت محط احترام الجميع. المعلمات يكن يثقن بها ويستشرنها في أمور المدرسة. زملاؤها في الفصل يستمعون باهتمام عندما تتحدث، لأن كلامها كان محكمًا ومفيدًا، خالٍ من الكلمات البذيئة أو السخرية المؤذية. حتى جيرانها في الحي كانوا يلقونها بالتحية بكل تقدير، ويقولون: "هذه فتاة مؤدبة، عفيفة الطبع، نقية القلب".

وفي يوم من الأيام، دخلت نور محاضرة عن الأخلاق في الجامعة المحلية (كانت تزورها مع مدرستها). وقفت شابة متبرجة تقدم عرضًا، لكن حديثها كان ممتلئًا بالغرور والتفاخر الفارغ. ثم جاء دور نور لتسأل سؤالًا. وقفت بكل هدوء ووقار، حجابها مرتب، صوتها واضح معتدل، سؤالها عميق ومحترم. ساد الصمت في القاعة، وكل العيون تتجه إليها بإعجاب. بعد المحاضرة، جاءتها أستاذة كبيرة في السن، وهمست في أذنها: "ابنتي، لقد سررت بسمتك وعفتك. تذكري دائمًا: الحياء زينة، والعفاف درع، والوقار تاج لا يليق إلا بمن يعرف قدر نفسها."

عادت نور إلى بيتها، قلبها يرفرف بالطمأنينة. نظرت إلى والدتها الحكيمة، التي كانت قدوة لها في العفاف والسمت منذ صغرها، وقالت: "أمي، اليوم فهمت أن العفة ليست قيودًا، بل حرية. حرية من رقابة الناس، ومن استغلال الضعفاء، ومن ابتذال الجسد. والسمت ليس تكبرًا، بل هو احترام للنفس وللآخرين، هو لغة صامتة تقول: أنا إنسانة كريمة، احترمني كما أحترم نفسي."

أدركت نور أن جمالها الحقيقي ينبع من داخلها، من طهارة قلبها، وعفتها في القول والعمل، ووقارها في الملبس والمشية والحديث. كانت كاللؤلؤة المصونة في صدفها، لا تظهر إلا لمن يعرف قيمتها، فتشرق بنورها الخاص، نور العفاف والسمت، الذي لا يخفت مع الزمن، بل يزداد تألقًا وبهاءً.

---

خلاصة القيم في القصة:

-العفاف:
يشمل حفظ اللسان، غض البصر، الترفع عن التفاخر، حماية القلب، واحترام الذات والكرامة. يتجاوز الملبس ليشمل السلوك والقيم الداخلية.

-السمت:
هي الهيئة الظاهرة المرتبطة بالباطن، وتظهر في: الملبس المحتشم والنظيف، المشية الهادئة الواثقة، الصوت المعتدل والواضح، النظرات المحتشمة مع وجه بشوش، والأدب في الحديث والاحترام في الحوار.


-النتيجة:
الفتاة التي تجمع بين العفاف والسمت تحظى باحترام الناس وتقديرهم، وثقة الكبار والأقران، وطمأنينة القلب، وحماية من سوء الظن والأذى، وجمال داخلي دائم لا يزول.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نور ووقار القلب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صوت القلب عبدالرحمن محمد احمد منبر الشعر العمودي 2 08-30-2021 12:23 PM
رسائل .. من القلب الى القلب.. الجيلالي محمد منبر البوح الهادئ 225 07-15-2019 12:47 PM
من بين حنايا القلب سها فتال منبر البوح الهادئ 122 04-28-2018 03:31 AM
ريتا دوف: من القلب الى القلب عادل صالح الزبيدي منبر الآداب العالمية. 0 02-20-2017 11:35 PM

الساعة الآن 07:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.