احصائيات

الردود
23

المشاهدات
18819
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.39

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
11-24-2010, 05:20 PM
المشاركة 1
11-24-2010, 05:20 PM
المشاركة 1
افتراضي افول صنم - ميشال أونفري
لم يترك الفيلسوف ميشال أونفري، شيئا يذكر في سيغموند فرويد. ألقى به أرضا، واتهمه بالدجل والهرطقة والاحتيال والنصب وتمجيد الفاشية وشخص موسوليني بالخصوص، واستغلال مرضاه من أجل تحقيق الكسب المادي... وقدمه في صورة دجال وكاذب ومنحط. أكثر من هذا، يبدو فرويد في كتاب ميشال أونفري الصادر بعنوان ''أفول صنم.. الفرية الفرويدية''، كرجل مدمن على الكوكايين يسيطر عليه الجشع، ويصفه بأنه ''طائفي'' ذو ميول ''معادية للسامية'' و''ملفق أساطير كاذبة'' يعمم ''مرضه الأوديبي على الإنسانية بأسرها''، ناعتا التحليل النفسي بـ''العلاج الوهمي''. وكتب عنه: ''ثمة شخص انجذب إلى أمّه، ورغب في أن يمارس الجنس معها، حمل اسم سيغموند فرويد، وطوّر نظرية عقدة أوديب وسوّق لهذه المسألة في العالم برمته''. واعتبر أونفري المحللين النفسانيين بمثابة ''طائفة'' دينية جديدة تستغلّ سلطتها الرمزية لابتزاز المرضى.
وقدم أونفري تاريخا نيتشويا لفرويد، والفرويدية، والتحليل النفسي. وكشف أن فرويد كان منبهرا بنيتشه لكنه طمس ذكره عمدا، فقد كان على يقين أنه لن يكون في مستواه. وبحسب أونفري، فإن نيتشه كان أول من اكتشف مسألة اللاوعي، لكن احتيال فرويد حال دون إبرازه لهذه الحقيقة العلمية.

http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=4007

- ما هي مبررات ميشال أونفري في هجومه على فرويد؟
- هل تغلب عقل اليتم ( اونفري ) على عقل المهوس بالجنس (فرويد)؟
- هل اونفري يتيم ؟

دعونا نتعرف هنا على ميشال اونفري ، دوافعه، ومعدن معوله الذي هدم فيه صنم فرويد...هل صنعه الموت؟


قديم 11-25-2010, 10:37 AM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
Michel Onfray

Michel Onfray (born January 1, 1959 in Argentan, Orne, France) is a contemporary Frenchphilosopher who adheres to hedonism, atheism[1] and anarchism[2]. He is a highly prolific author on philosophy with more than 50 written books.
He has gained notoriety for writing such works as Physiologie de Georges Palante, portrait d'un nietzchéen de gauche, Politique du rebelle : traité de résistance et d'insoumission, Traité d'athéologie : Physique de la métaphysique, and La puissance d'exister.
His philosophy is mainly influenced by such thinkers as Nietzsche, Epicurus, the cynic and cyrenaic schools, Julien Offray de La Mettrie, and individualist anarchism.
Born to a family of Normanfarmers, he graduated with a Ph.D. in philosophy.
He taught this subject to senior students at a technical high school in Caen between 1983 and 2002, before establishing what he and his supporters call the Université populaire de Caen, proclaiming its foundation on a free-of-charge basis, and the manifesto written by Onfray in 2004 (La communauté philosophique).
Onfray's book, Traité d'Athéologie "became the number one best-selling nonfiction book in France for months when it was published in the Spring of 2005 (the word "atheologie" Onfray borrowed from Georges Bataille). This book has just repeated its popular French success in Italy, where it was published in September 2005 and quickly soared to number one on Italy's bestseller lists."[1]
He endorsed the French Revolutionary Communist League and its candidate for the French presidency, Olivier Besancenot in the 2002 election, although this is somewhat at odds with the libertarian socialism he advocates in his writings.[citation needed] In 2007, he endorsed José Bové - but eventually voted for Olivier Besancenot - , and conducted an interview with the future French President Nicolas Sarkozy, whom he declared was an 'ideological enemy' for Philosophie Magazine.[5]
Onfray himself attributes the birth of philosophic communities such as the université populaire to the results of the French presidential election, 2002.
His latest book "Le crépuscule d'une idole : L'affabulation freudienne", published in 2010, has been the subject of considerable controversy in France for its criticism of Freud. He recognizes Freud as a philosopher but he points out the considerable cost of Freud's treatments and casts doubts on the effectiveness of his methods. [1]

- السيرة الذاتية لميشيل أنفري لا تظهر شي عن طفولته...وهناك قفزة من الولادة الى الحصول على شهادة الدكتوراه!
- هل هناك محاولة لاخفاء احداث طفولة أنفري بهدف كبت آلام الطفولة تلك؟
- هل في ذلك مؤشر الى ان طفولة أنفري كانت مأساوية؟
- هل هو يتيم؟؟؟؟
- هل يمكن لشخص ان ينتج 30 كتاب وهو ما يزال في السادسة والاربعين دون ان يكون يتيم؟
- ثم من اين جاءت هذه الافكار المتطرفه؟ هل الالحاد والتطرف الديني وجهان لعملة واحدة مصدرها الم الطفولة المعذبه؟

كل المؤشرات تشير الى ان أنفري يتيم (مكثف اليتم) فهل هو كذلك؟

قديم 11-25-2010, 12:43 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أفول صنم: الأكاذيب الفرويدية" : تحطيم الطابع القدسي والأسطوري لفرويد


المصدر : البوابه- ادب وثقافه


بروكسل: صدر مؤخرا كتاب جديد للفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري عن دار النشر كراسي، معنون بـ "أفول صنم: الأكاذيب الفرويدية".



ويعد التحليل النفسي ومؤسسه فرويد أحد الأساطير المؤسسة للفكر الفرنسي في بعض مناحيه، ويأتي هذا الكتاب لتحطيم الطابع القدسي والأسطوري لصورة التحليل النفسي بصفة عامة كعلم.



ومن خلال الكتاب يتتبع أونفري حياة فرويد مؤسس التحليل النفسي وسيرته العلمية، ويلفت نظر القارئ إلى أنه قد قرأ كل أعمال فرويد، وهو ما زال مراهقا، كما أنه قرأ جل ما كتب عن حياته، وكذلك مراسلاته التي أفاد منها الكثير.



ما يقوله أونفري عن فرويد خلال كتابه الجديد هو جمعه كل الموبقات التي قيلت عنه، وصهرها في قالب تحليلي، ويربط بين ما أنتجه فرويد من نظريات وبين هذه الصورة.



وطبقاً لأونفري كان فرويد ذا علاقة متشنجة مع أبيه لدرجة أنه كان يتمنى له الموت، إضافة إلى أنه كان ذا حياة جنسية مضطربة، من جانب أخر اتسم فرويد بالحب الشديد للمال وكان يرفض علاج واستقبال الفقراء، ومن الناحية السياسية لم يخف فرويد إعجابه الشخصي بموسيليني، هذا على المستوى الإنساني.



أما على المستوى العلمي فيوضح اونفري إن فرويد يعد غشاش معرفي كبير، إذ كان يزور بعض نتائج أبحاثه، ويفتري كذبا في بعضها الآخر لدرجة اختراع مرضى وحالات لم يستطع أحد لا من تلاميذه ولا من غيرهم إثبات وجودها، أما فيما يخص عمق نظريته، فهي إما انعكاس لمزاجه المنحل والمرضي وإما سرقة من أبحاث سبقته أو عاصرته، فهو كان بارعا في إخفاء مراجعه ومصادر أفكاره.



وقد لاقى كتاب أونفري هذا هجوماً شديداً ومنهم إليزابيث رودنيسكو المؤرخة المعروفة للتحليل النفسي، والعضوة في الجمعية الفرويدية بباريس، التي تعتبر من حراس التحليل النفسي ومعتقداته، حيث اتهمت أونفري بالجهل الأكاديمي، وبارتكاب أخطاء شنيعة فيما يخص تواريخ بعض الإصدارات، وكذلك الجهل باللغات التي كتب بها الشيء الكثير عن فرويد وعن حياته، كالألمانية والإنجليزية والإيطالية، واقتصاره على المترجم إلى الفرنسية، وأنه لم يبحث خلال عمله هذا في الأرشيفات ولا في الكتب المعتمدة عن حياة فرويد، إضافة إلى جهله التام بكثير من المقربين إلى فرويد الذين كتبوا عنه بدقة، إلى درجة أن حياته أصبحت معروفة بكل تفاصيلها اليومية.


- هل فعلا يوجد لدى ميشيل أنفري ما يكفي من المصوغات لمهاجمة اسطورة علم النفس التحليلي؟ ام ان سيرتة الشخصية ( يتمه إن كان يتيما او بؤس طفولته) جعلت منه ذلك الثوري الذي يرفض ان يأخذ بالسائد والمألوف كمسلمات وهي التي دفعته الى مهاجمة نظريات فرويد؟
- ويظل السؤال هل كان ميشيل أنفري يتيما؟ وكيف كانت طفولته؟

قديم 11-25-2010, 01:14 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
خبر : كتاب ميشال أونفري ''أفول صنم.. الفرية الفرويدية''


المصدر: منتدى المهندس




لم يترك الفيلسوف الفرنسي ميشيل أونفري شيئا لفرويد الى طرحه أرضا، واتهمه بالدجل والهرطقة والاحتيال والنصب وتمجيد الفاشية وشخص موسوليني بالخصوص، واستغلال مرضاه من أجل تحقيق الكسب المادي... وقدمه في صورة دجال وكاذب ومنحط. أكثر من هذا، يبدو فرويد في كتاب ميشال أونفري الصادر بعنوان ''أفول صنم.. الفرية الفرويدية''، كرجل مدمن على الكوكايين يسيطر عليه الجشع، ويصفه بأنه ''طائفي'' ذو ميول ''معادية للسامية'' و''ملفق أساطير كاذبة'' يعمم ''مرضه الأوديبي على الإنسانية بأسرها''، ناعتا التحليل النفسي بـ''العلاج الوهمي''. وكتب عنه: ''ثمة شخص انجذب إلى أمّه، ورغب في أن يمارس الجنس معها، حمل اسم سيغموند فرويد، وطوّر نظرية عقدة أوديب وسوّق لهذه المسألة في العالم برمته''. واعتبر أونفري المحللين النفسانيين بمثابة ''طائفة'' دينية جديدة تستغلّ سلطتها الرمزية لابتزاز المرضى.

وقدم أونفري تاريخا نيتشويا لفرويد، والفرويدية، والتحليل النفسي. وكشف أن فرويد كان منبهرا بنيتشه لكنه طمس ذكره عمدا، فقد كان على يقين أنه لن يكون في مستواه. وبحسب أونفري، فإن نيتشه كان أول من اكتشف مسألة اللاوعي، لكن احتيال فرويد حال دون إبرازه لهذه الحقيقة العلمية.

والحقيقة أن أونفري أعاد أطروحات البروفيسور الفرنسي ايف دولاج الذي سبق له وأن صور فرويد ''كقاضي تحقيق ومستنطق مُضعّف بمهووس جنسي يهوى شرّه لأنه وجد في تمرين التحليل النفساني رضا لهوسه الايروسي، تماما كحبّ مدمن الكوكايين أو المورفين للسمّ الذي يتجرّعه''.
ويبدو فرويد حسب دولاج ''كصاحب ذهن منحرف خاضع لمفاهيم منهجية انجرّإلى نسب طابع عالمي لعنصر على حدة، لا يطبّق سوى في حالات خاصة. جعله ذلك يلجأ إلى تبديل مسار الحقائق والتفسيرات ليؤطرها ضمن تصوّره المسبق. حمّل العقل البشريتشوّها كان ضحيته الأولى''.
كتاب أونفري أوجد جدلا كبيرا في الأوساط الثقافية الفرنسية... ومن كثرة الإقبال على الكتاب، وصف الفيلسوف برنار هنري ـ ليفي، ميشال أونفري، بأنه ''تبسيطي'' و''سخيف''. وأمطره بوابل من النعوت مثل ''سخيف ومن دون فائدة وعلى شفا التفاهة''، وأنه قدم ''نسجا من أفكار سطحية أكثر منها شريرة''. غير أن أونفري رد ''ما تعنيني صيحات الغضب والاستنكار'' من ''أولياء فرنسا من ذوي المتعفن''. وتدخل باسكال بروكنير لمساندة برنار هنري ليفي (وقبله آلان فينكينرولت) واعتبر أن إسقاط الأحكام المبرمة بكتّاب الماضي، يشبه محاكم التفتيش. واعتبر أن من شأن المقاربة المفرطة في التعالي أن تجنح صوب ما يشبه الماكارسيّة الفلسفية
لكن العارف لخبايا المشهد الفكري والفلسفي في فرنسا، يدرك جيدا أن ليفي، مصاب بجنون العظمة وهوس الغيرة، فهو يدرك أنه أصبح أقل أهمية بكثير من ميشال أونفري، الذي يعد أكثرالفلاسفة شعبية في فرنسا في السنوات الأخيرة. وفي ظل اختفاء الأسماء الفلسفية الكبيرة والمؤثرة فكريا وليس إعلاميا، يبرز اسم ميشال أنوفري كفيلسوف لم يستسلم لإغراء الثرثرة الإعلامية وبريق الكاميرات التلفزيونية، مثلما فعل ليفي، ومن سارعلى خطاه من الفلاسفة، فبرهن أنه وريث حقيقي لكبار الفلاسفة الذين صنعوا مجد فرنسا وألقها الفكري، فأصبح يمثل في فرنسا تيارا برمته يسمى بـ''يسار اليسار'' المناهض. وقد استقال أونفري منذ سنوات من المؤسسة الجامعية الرسمية الفرنسية، وأسس الجامعة الشعبية بمدينة كون (شمال فرنسا). لقد بنا أونفري خطابه الفكري على فلسفة المتعة، وأعاد قراءة المعلّمين الكبار (سبينوزا ونيشته بالأخص) فأسس لليسار المعادي لليبراليّة.
المصدر :الجزائر: حميد عبدالقادر جريدة الخبر





- إن موقف أونفري من فرويد تشير إلى حالة استثنائية من الفكر والثورة وهي حتما ناتجة عن سيرة حياة استثنائية فهل لزوار هذا المنبر المساعدة في العثور على تفاصيل طفولة أونفري؟ والتي أتصورها بائسة اكثر من كونه ابن عائلة مزارعين فقيرة؟ وماذا يمثل الدفاع عن فرويد بهذه الاستماته؟


- هل يفترض اصحاب مدرسة التحليل النفسي ان فرويد امتلك القدرة المطلقة على فهم النفس الانسانية ؟


- هل كان يمكن لعقل شخص ان يكتب مثل هذا الكتاب ويتحدى السائد والمالوف من مدرسة التحليل النفسي لولا انه يتيم وهو بالضرورة يمتلك عقل يفوق عقل فرويد!؟ وقدرة اعظم من قدرة فرويد خاصة ان تراكم المعرفة والمعلومات عملت لصالحه؟



ويظل السؤال هل كان أونفري يتيما وهل خدمه يتمه في رؤية الامور من زاوية اخرى؟


قديم 11-26-2010, 12:53 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
رسالة مفتوحة إلى ميشال أنفري

الخميس 20 أيار (مايو) 2010
بقلم: جرار حداد ....ترجمة : مختار الخلفاوي

مثّل صدور كتاب ميشال أونفري " أفول صنم: الفرية الفرويديّة" (Le crépuscule d'une idole, l'affabulation freudienne ) صدمة فكريّة داخل أوساط الإنتلجنسيا الفرنسيّة عامّة، وبين الفرويديّين من الفلاسفة والمحلّلين النفسيّين على وجه الخصوص. وكعادة الوسط الثقافي الفرنسيّ في مثل هذه الأحداث، فقد كانت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها فضاء للنقاش والجدل، والسباب والحرب أيضا.

واتُّهِم مؤلّف الكتاب الحدث الفيلسوف الفرنسيّ "ميشال أنفري" (Michel Onfray) من قبل خصومه بكتابة سيرة مزوّرة لأبي التحليل النفسيّ سيغموند فرويد ( 1856 – 1939 )، وبأنّه بصدد "فلسفة مشهديّة" تقوم على الاستفزاز وحبّ الظهور من خلال التشكيك في ركائز التّحليل النّفسيّ..

فيما يلي رسالة مفتوحة إلى "أنفري" كتبها المحلّل النفسيّ التونسيّ الفرنسيّ "جيرار حدّاد"، ونشرتها جريدة ( لومند ) الفرنسيّة بتاريخ 10 – 5 – 2010 - المترجم ]

العزيز ميشال أونفري

لست أدري إن كان اسمي يعني لك شيئا مّا، لأنّي أشكّ في أنّك قرأت لي. أنا، وعلى العكس منك، قرأت، منذ فترة، أحد كتبك بشيء من التعاطف. في ذلك الكتاب، تحدّثتَ عن رغبة أبيك المزارع في زيارة القطب الشماليّ. وبمحبّة البُنوّة، فقد أوفيتَ بالنذر، حينما سمحت ظروفك الماليّة. اسمح لي، فقد وجدتُ في هذه الذكرى رائحة فرويديّة. أعتقد أنّه، وفي أثناء دراستك المعمّقة لآثار فرويد، قد غاب عنك أمرٌ جوهريّ، مؤدّاه أنّ تلك الآثار الفرويديّة قد بنيتْ، برمّتها، على حبّ أوّل، حبّ الأب. أحيلك على الفصل السابع من كتابه "سيكولوجيا الجماهير". لقد أعلن فرويد، منذ زمن بعيد، تلك الحقيقة المجرّبة. وإنّي، على كلّ حال، قد جرّبتها في حياتي: موتُ الأب هو، بلا شكّ، أعظم ألم يمكن أن يبتلى به المرء.

لقد تردّدت، كثيرا، قبل أنْ أتدخّل في هذا الكمّ الهائل من ردود الأفعال التي أثارها كتابك الأخير. ثمّ، أزمعت أمري لأنّ ذلك فوق استطاعتي، ولأنّ الأشياء المفرطة ليست، دائما، مدعاة إلى الترك والعدول. فما يزال، هناك، متّسعٌ لتناول جملة من القضايا التي أثرتَها، أكتفي منها بملاحظة واعتراض.

كنتُ قد استفدتُ من جلسات التحليل النّفسيّ لدى المحلّل الذي كان الأوّل من حيث كلْفَة الأتعابٍ في باريس، وقتها، أعني جاك لاكان. ولا سبيل إلى مقارنة المائتي فرنك ( فرنسيّ ) كلفة الحصّة في سنة 1981، بأيّ حال من الأحوال، بالأربعمائة وخمسين أورو التي "عثرتَ" فيها على دليل إدانة لجريمة مزعومة. فمنْ له القدرة، فعلا، على دفع تكاليف علاجه بمبلغ 10.000 أورو في الشهر؟

كان على حاسبة جيبك أن لا تقع في زلّة خطيرة كهذه.

ثمّ، إنّك وجدتَ، أيضا، في صفحات كتابك السبعمائة دليل جدّية في العمل، غير أنّني لن أنجرّ إلى إهانة إبستمولوجيّ في قيمتك بالإشارة إلى بطلان حجّة تقيس الحقيقةَ بميزان الصفحات، ولأنّه، في مواجهة تلك الصفحات السبعمائة، تنتصب، أيضا، آلاف الصفحات الجدّية الموثّقة.

ولكنْ، دعنا من كلّ هذا لنأتيَ إلى ما أعدّه أساسيّا، وهو ما لم ينلْ حظّه من الردود. القضيّة الأساسيّة تتمثّل في هذا السؤال الملموس والعمليّ: هل للتّحليل النفسيّ من جدوى؟ هلْ خفّف التّحليل النفسيّ من أعْباء الناس أم لا؟

ملايين من الرجال والنساء، منذ فرويد، استفادوا من جلسات التحليل النفسيّ. وملايين من الرجال والنساء، مثلك، درسوا بجدّية فكر فرويد. أعني، بصفة خاصّة، شهودا لا ينتمون إلى المهنة : توماس مان ، شنيتزلر، السّمِيّيْن تسفايغ (ستيفان وأرنولد ) حتّى لا نذكر آينشتاين الذي لم يرَ في مناقشة فرويد ما يعيب. على أنّي أخصُّ بالحديث كلّ أولئك الذين خلّفوا شهادات عن الفائدة التي غنموها من التحليل النفسيّ.

من هؤلاء جورج باطاي. فحين طُلب منه أن يتحدّث عن موقفه من التحليل النفسيّ، يوما في برنامج إذاعيّ دُوِّن فيما بعد، وطلب منه أن يذكر ما إذا كانت ملكته الإبداعيّة ستتعرّض للتخريب لو باشر حصصا علاجيّة في التحليل النفسيّ، بمَ أجاب باطاي؟ أسوق إجابته من الذاكرة بأنّه ما كان ليكتب سطرا واحدا، لو لم يقم بتحليله النّفسيّ.

ما رأيكَ في هذه الشهادات؟ أهي افتراءات؟ أم هي عكاكيز معلّقة في مغارة لورد؟ [ يقصد الكاتب المحجّة الكاثوليكيّة في مدينة لورد الفرنسيّة Lourdes– المترجم ]

كنتَ قد لمتَ، أخيرا، ب. هـ. ل. [ برنار هنري ليفي (B.H.L) – المترجم ] حقّ الملام لأنّه لم يقرأ كتبك، فيما أنتما تشتركان في نشر كتبكما لدى دار النشر نفسها. قد يكون هناك كتّاب آخرون ينشرون لدى الناشر نفسه، ممّا يجعل مؤاخذتك تنطبق عليك، أيضا. أذكر، هنا، كتاب ماري كاردينال (les mots pour le dire )، وفيه تشهد الكاتبة بأنّ التحليل النفسيّ قد أنقذ حياتها. هل كان هذا، أيضا، من أثر وهمٍ محض؟

كان من الممكن أن تقرأ، لدى الناشر نفسه، لكاتب آخر. أستسمحك في ذكره مادام يخصّني شخصيّا. لك أن تقرأ في كتاب لي قصّتي الشخصيّة مع المعالجة النفسيّة، مع تكاليف الأتعاب المدفوعة، ومدّة الحصص، وغيرها. وأنا، اليومَ – في خريف العمر - مدين لتلك المعالجة بإلإيمان بأنّ هذه الحياة تستحقّ أنْ تُعاش.
عكّازة أخرى معلّقة في مغارة لورد؟ إلى هذا الحدّ، أسألك: من يهذي؟

عندما أصغيت إليكم في ذلك اليوم [ بالمناسبة ألم يعلّمك هذا النجاح الإعلاميّ الإصغاء؟ ] تتكلّم بثقة وتبتسم بهزء ابتسامة اليقين، فكّرتُ أنّ هيئة كتلك تعود إلى ثلاثة احتمالات: إمّا أنّها هيئةُ باحث توصّل، بعد أشغال مضنية، إلى اكتشاف المعادلة ( الفيزيائيّة ) E = mc2. وإمّا أنّها تحيل إلى ذلك القدّيس بولس الذي اكتشف يسوع المخلّص على طريق دمشق. الاحتمال الثالث والأخير أن تكون تلك الهيئة لشخص يعاني من البرانويا، فلا يرى في ما يحيط به إلاّ معنى المؤامرة التي يكتشف هو خيوطها.

لست أدري إلى أيّ الفئات الثلاث تنتمي أنت؟

وفي كلّ الأحوال، ينبغي أن تعرف ماذا يعني كلامك. لقد بصقتَ في وجوه الملايين من الناس الذين يدينون بشيء ما إلى فرويد وإلى تلاميذه. وهذا عملٌ لا أبرّئك منه.

صحيح، فأنتَ تعوّدْتَ هذا الصنيع. لقد بصقتَ، منذ زمن، في وجوه الملايين من الناس حين لم ترَ في إيمانهم باللّه إلاّ ضربا من الأفيون. لقد بصقت في وجوه الجلّة كـ"هرمان كوهين" أو "ليبوفيتش" اللّذيْن يعتبران "كانط" إحدى العجائب التي أنتجها الذكاء البشريّ. أمّا أنت، فكانط، لديك، ليس إلاّ العقل الملهم للنازيّ إيخمان.

لنكن واضحيْن. أنا معجب بك ! لقد عثرتَ، مغتنما حالة الجهل المعمّم، على التدبير المناسب، وهو أنْ تقوّض دعائم حضارتنا. صار من اللاّزم أن تقرأ، لدى ناشرنا المشترك، كتابي عن مدمّري الثقافة الموسوم بـ (Les Biblioclastes ). فهل تكون أحدَهم؟

وفي هذه القضيّة بالذات، ليست عوارض الحالة في شخصكم، بقدر ما هي في الحماسة التي يبديها الجمهور لكم. هذه الحماسة وصمة عار على جبين الثقافة التي نتقاسمها.

مع خالص التقدير.


====


- ها نحن نعثر على معلومة مهمه حول يتم ميشيل أنفري فكأنه يشترك مع صاحب الرسالة في يتم الاب؟ لكننا نحتاج الى تواريخ.
- ولا شك ان انتقاد ميشيل أنفري لكانت ( اليتم ) لهو مؤشر الى حجم مأساة أنفري فهو يسعى ليكون فوق الجميع مدفوعا بتلك الطاقة الهائلة التي تشكلت كنتيجة لمآسي طفولته التي ازعم انها لا بد ان تكون مزلزلة؟ فما هي طبيعة هذه الطفولة ؟

قديم 11-26-2010, 10:48 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
حوار مع الفيلسوف ميشال أونفري لـ''الخبر''
''التحليل النفسي هذيان طائفي لا يشفي..'

لم نحبذ الخوض مع الفيلسوف الفرنسي، ميشال أونفري في مضمون كتابه الأخير ''أفول صنم.. الفرية الفرويدية''، الذي أثار نقاشا ساخنا في فرنسا. في هذا اللقاء السريع أردنا أن نعرف موقف الفيلسوف من الجدل الدائر حول كتابه.
ألا يدل رد الفعل الصارم والعنيف ضد ''الفرية الفرويدية'' عن صحة التحليل النفسي الجيدة في فرنسا (8 ملايين شخص تحت التحليل). كيف تفسر هذا النجاح الكبير في فرنسا؟
أليس من المدهش أن لا نعثر في سيل المقالات البغيضة التي نشرت على تحليل نقدي واحد لعملي؟! كلها لعن وسباب، تجريم لأفكاري ولشخصي، طفولتي وعائلتي وحتى حياتي الجنسية. لقد مارسوا أسلوب ''من فمك أدينك''، مواجهة الخصم بكلامه أو أفعاله كحجة عليه، إلى درجة أنني لو كنت من هواة المحاكم القضائية لكان بإمكاني رفع أكثر من عشر قضايا بدعوى القذف. لا يدل رد الفعل الدفاعي المتهور الذي تتحدث عنه عن ''صحة التحليل النفسي'' بقدر ما يدل على ''سوء صحة المحللين النفسانيين العقلية'' الذين تفّهوا أنفسهم مبيّنين أنهم لم يشفوا أبدا من آفة السحر وإلا لماذا كل هذا الكره، الهذيان، الازدراء، الأذى والضغينة؟ ليس هناك ذرة عقل في القضية، لا يوجد سوى دماغ زواحف.
وهل من تفسير لنجاح كتابك ''الأفول''؟
تسألني عن سرّ نجاح الكتاب والمسألة بسيطة؛ باختصار أنا في النهاية رجل حرّ لا ينتمي إلى ذلك العالم الصغير الضيق الذي يستميت في الدفاع عن الحانوت المربح جدا، باحث مدقق يعمل في الريف، بعيدا عن الطُغم الباريسية والأجواء الليلية، شخص لا يأتي نجاحه إلا من قرائه وليس من تكوين شبكة علاقات صداقة تسهل فتح الأبواب، أنا إنسان يعمل منذ 20 سنة دون أدنى تواطؤ مع ذلك العالم الصغير، إنسان يقول بلا مواربة ما يتمنى الكثيرون قوله في يوم من الأيام: التحليل النفسي هذيان طائفي لا يشفي..
كيف تعلل وجود ذلك الكم الهائل من ردود الأفعال السلبية حول كتابك؟ هل هي دوافع علمية، سياسية، اقتصادية أو هي من طبيعة أخرى؟
هي لا تخرج من مجال الكراهية والحسد والغيرة والبغضاء أي ما يسميه سبينوزا ''الأهواء الحزينة''. هذا نوع من البؤس الثقافي والعقلي ـ لا أرغب أن أضيف ''وجنسي أيضا'' كي أتجنب التشابه معهم.. ولكن دعني أقول لك باختصار: فلتتمتع هذه الحفنة من البشر التي تفرض قانونها الفكري في باريس بالشتم والقذف! لا شيء يعوض سيل الرسائل التي تصلني كل يوم من أناس بسطاء ومتواضعين يشكرونني على أنني فعلت بـ''التحليل النفسي'' ما فعلته بالديانات التوحيدية في ''كتاب الإلحادولوجيا''
لم يتردد بعضهم في الحديث عن مؤامرة عالمية ضد التحليل النفسي يقودها ''السّلوكيون''، بتنسيق مع شركات الدواء العابرة للقارات، ألا يمكن أن يكون كتابك عرضة لتقاطع نيران الحرب بين قرص الدواء وسرير المحلل النفسي؟
تدل نظرية المؤامرة دون أدنى صعوبة على خبل العقل.. لا يمكن أن يقول المرء أكثر من ذلك..

حسنا.. ولكن ماذا تقول للذين وجدوا في كتاب ''أفول صنم، الفرية الفرويدية'' استمرارا لـ''الكتاب الأسود للتحليل النفسي'' بوسائل أخرى؟
إنهم غير مجانبين للصواب، وبما أن التاريخ أثمن من الأسطورة، يشرفني أن يكون عملي ضمن عمل مؤرخي الأفكار الذين أنجزوا ''الكتاب الأسود'' بدل أن يكون قريبا من أسطورة موجّهة للأطفال تبثها ميليشيا فرويدية، تدافع عن عقيدة كاذبة ومتخلّفة.

المصدر :باريس: حاوره حميد زناز جريدة الخبر

----------
- هل وجه اونفري فعلا ضربة قاضية للتحليل النفسي من خلال كتابه هذا؟
- وهل يعتبر الهجوم الشخصي على أنفري من انصار الفرويدية عجز على تفنيد افكاره؟
- وهل يعتبر ذلك النجاح لانفري يجعلنا امام بداية عهد جديد ينظر فيه للشخصية الانسانية من منظار آخر مختلف؟
- ان كان كذلك هل قدم انفري البديل وما هي اسس نظرية انفري؟
- هل ادرك انفري اهمية اثر الفجيعة على الشخصية الانسانية؟
- هل كان انفري يتيما فكانت فجيعيته هي سر عبقريته وغزارة انتاجه ومهاجمته على صنم فرويد؟
- وما هي الحجج التي استخدمها انصار المدرسة الفرودية في تسفيه ما يطرحه انفري؟

يبدو ان أنفري قد اصاب الفرويديه في مقتل ولذلك هب انصار الفرويدية للدفاع عن صنمهم بهذه الشراسه والانفعال ولكن هل ادرك أنفري سر قدرته هذه على تجاوز هذا الصنم؟

هل هو اليتم؟ هل كان انفري يتيما؟ فكان الموت عنده القوة الدافعة وليس الجنس كما يقول فرويد؟


ان احد اهم الحالات العلاجية التي بني فرويد عليها نظريته في التحليل النفسي كانت للمريضه Ann O وطبعا فرويد في علاجه كان يعتقد بأن عقدة الكترا هي سبب مرضها (اي حب الطفلة لابيها) لكننا نجد ان هذه الفتاة كانت قد فقدت اباها في سن الثامنة والاغلب ان يتمها وصدمة الموت هو الذي دفعها للجنون...فهل كان شفاء Ann O رمية من غير رامي؟ فبينما كان فرويد يعالج تلك الفتاة من عقدة الجنس وحبها لابيها حدث ان شفيت لان محور علاجها كان الحديث عن الاب فحقق لها ذلك الحديث بعض التوازن ..فهل اخطأ فرويد في تحليلة واصاب انفري في هجومه على اساس التحليل النفسي والقائم على العلاقة الجنسية بأن الطفل ووالديه؟


هل أونفري يتيم؟ واين يمكن ان نجد نسخه من كتابة الجديد عربي او انجليزي؟

قديم 11-26-2010, 11:17 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
انفجار قنبلة فيلسوف اللذة في معبد التحليل النفسي

حسن أوزال


GMT 6:00:00 2010 الأربعاء 9 يونيو



لا مراء أن كتاب الفيلسوف الفرنسي مشيل أونفراي بعنوان: "أفول صنم: الأكذوبة الفرويدية" أسال كثيرا من المداد، و أثار ما لا يحصى ولا يعد من النقاشات، وبخاصة في فرنسا معقل التحليل النفسي. و توخيا منا لتوضيح ما بوسعنا توضيحه، في ما يتصل بالموضوع، سأحاول الدلو بدلوي اعتمادا بالأساس على كتابه: "freud une chronologie sans légende" الصادر عن دار غراسي 2010.
في استهلاله لكتابه "أرخبيل النجوم" يتحدث أونفراي على نحو دقيق و مبهر عما يدعوه "معنى الجسد الأوتوبيوغرافي" راميا بذلك إلى التوكيد على أن كل فكر، فكر، إنما هو نتاج كمياء جسد صاحبه، و كل فلسفة فلسفة لا تعدو أن تكون حصيلة فوران ذات و صدى دقات قلب فيلسوف بلحمه و دمه. فالأفكار و التصورات قبل أن تملأ مساحة الأوراق الفارغة و ترسو على وجه الصفحات الناصعة البياض، تتسلل إليها مندفعة بفضل التفاعل الكيميائي للجسد، فتأتي قوية أحيانا و ضعيفة أحيانا أخرى، وذلك بالطبع انسجاما مع حالات الفتور و القوة ذاتها التي تعتري الجسد. فالجسد إذن "هو المادة الوحيدة التي منها ينبعث النص المكتوب، لأن الجسد يصير عملا إبداعيا بفضل كمياء الكتابة، والعكس كذلك وارد وصحيح"(1) بناء على هكذا طرح يرى أونفراي ألا مناص لفهم أي عمل إبداعي كيفما كان، من وصله بالسيرة الذاتية لصاحبه. و نهج أسلوب المقارنة ما أمكن، مابين السيرة الذاتية و الأعمال الكاملة و كذا المراسلات. فلا شك أننا عندما نقارن فقط، يمكننا أن نفهم على حد تعبير ميلان كونديرا. وبدون مقارنة نفتقد لا الخيط الناظم الذي يُسعفنا على الفهم الجيد فحسب، بل نسيء حتى التقدير؛ أقصد تقدير الكاتب من جهة و عمله من جهة ثانية. على هذا النحو إذن أَقدَم أونفراي على قراءة فرويد. ولا يفوتني بالمناسبة، أن أسجل مسألة هامة، مفادها أن فيلسوف اللذة كان في بداياته يبدي إعجابه لفرويد كما لا ينفي انبهاره بأطروحات و مواقف رائد التحليل النفسي. لكنه حدث أن فوجئ ذات مرة، لَمَّا كان ينوي تقديم دروس في الفرويدية لطلبته بالجامعة الشعبية، فوجئ بشخصية لا تتناسب و الصورة القبلية التي في أذهان الناس، كما في ذهنه هو أيضا. من ثمة شرع يتفحص أطروحات المعارضين لفرويد و هم كثر، منهم تلامذته و مجا يليه. وبعدها راح يبحث في الأرشيف، سيما رسائل المدعو "فليس"؛ فوجد أول ما وجد أن هذه الأخيرة أُتْلِف النصيب الأكبر منها، و بخاصة تلك التي كان يبعث بها "فليس" لفرويد و لم يُنْشر ما تبقى من المراسلات لدى" فليس" إلا بعدما تم تنقيحها. و في هذا الباب يقول مصطفى زيور أحد رواد التحليل النفسي في العالم العربي، في كتابه "في النفس" الصادر عن دار النهضة العربية للطباعة و النشر ببيروت سنة 1986 في الصفحة 57: "طلع علينا عام 1950 بحدث هام في تاريخ التحليل النفسي، فقد أتيح لبعض تلامذة فرويد اكتشاف مجموعة من الرسائل كتبها لصديق له يدعى "فليس" fliess فيما بين سنة 1887 و 1902 أي في السنوات التي شهدت ميلاد التحليل النفسي و سجل فيها خواطره و نضاله أثناء اكتشافاته الكبرى، فألقت ضوءا على حقبة فريدة في تاريخ المعرفة. "بناء على هذا الكلام لزيور يتبدى أن لهذه المراسلات بالفعل أهمية قصوى، إلا أن طريقة التعامل معها تختلف حد انقلاب ما هو أهم إلى تافه والعكس وارد. تساؤلي في هذا السياق، إن كان حقا لنا أن نتساءل هو كالتالي: لماذا لم يكشف مصطفى زيور عما كشف عنه أونفراي؟ لماذا ظل على مسار كتابه يتكلم عن عبقرية فرويد تماما كما يتكلم البعض عن عبقرية الرسل و الأنبياء؟ لماذا غاب عنه أن الرسائل تنطوي على خلل؟ لماذا لم يطرح على نفسه وهو المتخصص في مجال علم النفس أن المرسل إليه فرويد أتلف ما بيده من رسائل "فليس"؟ هل كل هذا الإغفال طرأ بحسن نية؟ ربما، لكن لِنَعُد إلى الهفوات، التي كشف عنها أونفراي. يقول هذا الأخير بأن "فرويد عمل على إتلاف رسائل "فليس" وسعى إلى إتلاف رسائله هو أيضا، إلا أنه فوجئ لما وجدها تباع و تشترى عند أحد الكتبيين، وبعد رحلة غريبة نشرت هذه المراسلات منقحة منذ سنين. لكن أول طبعة فرنسية كاملة تعود فقط إلى سنة 2006 (ص. 20-21). ويضيف أونفراي مشيرا إلى عام 1936: "لما علم فرويد بأن رسائله إلى فليس تباع عند أحد الكتبيين، تمنى لو اقتناها حتى بنصف الثمن، من أجل إتلافها. هكذا اشترتها Marie Bonaparte و منعت تصفحها حتى مرور 100 عام على وفاة فرويد" (ص. 37) وفضلا عن ذلك يشير أونفراي في موضع آخر (ص. 25): "بأن المنع طال أيضا مراسلات فرويد و أخت زوجته مينا التي تم قبرها بـ "La Freud collection de la bibliothéque du congrés de washington ". "كل هذا الحظر و الترسانة من الحصار الذي لن يفك عن أرشيف فرويد حتى سنة 2057 على حد تأكيد أونفراي يدفعنا إلى التعاطف مع فيلسوف المتعة، في طرح هكذا السؤال: "ولماذا كل هذا المنع طالما ليس هنالك كما يدعي البعض ما يستحق الكثمان؟" (ص. 43)
الحق أن فرويد بحسب هذا الحفر الأركيولوجي، ليس لا بعالم و لا بطبيب ولا بمفكر، الرجل بكل بساطة Conquistador أي مغامر لا بوصلة تحكمه، يقول الشيء ونقيضه، ويفعل مالا يقول ويقول مالا يفعل. هذه الأوصاف ليست لي، ولا لأونفراي حتى لا يُلام أحدنا، بل هي وهذا هو الخطير لفرويد نفسه، فهو من كتب يوم 1 فبراير 1900 في رسالة إلى فليس: "إني لست إطلاقا، لا رجل علم و لا ملاحظ أو مجرب ولا حتى مفكر، أنا لست إلا Conquistador بطبعي" (ص. 28)هكذا عاش الرجل باحثا عن الشهرة والمال. و إن مارس الطب فليس لأنه راغب في العلم أو ما إليه (يكتب لـفليس يوم 1يناير سنة 1896 بأن هدفه الأول كان هو الفلسفة و في 2 أبريل من نفس العام يضيف: "لقد أصبحت طبيبا نفسيا رغما عن أنفي" (ص. 23))، وعندما ادعى الإلحاد فقد بقي يؤمن على نحو ما أفهم الإيمان. أي أنه عاش منافقا وإلا كيف به" يجهر بإلحاده سنة 1886 (13 شتنبر) فيعقد زواجا مدنيا ثم يصمم فيما بعد الغد إقامة حفل ديني. كما يفتح عيادته يوم خروج اليهود بقيادة موسى من مصر، وعلى ذكر موسى فهو الشخصية الأسطورية التي خصص لها كتابا يبين فيه أن أب اليهود ليس يهوديا" (ص. 19) و توضيحا لهذا الميل الخرافي لدى فرويد يحيلنا أونفراي على سنة 1921 قائلا: "أن رائد التحليل النفسي يذهب في "Psychanalyse et télépathie "إلى أن ثمة علاقة مابين التنجيم و التحليل النفسي، ونفس الشيء يؤكد عليه في Rêve et télépathie (1922). لقد كان فرويد يؤمن بالخرافة و يعتقد في العدادة La numérologie و يتعاطى طقوس الرقية تفاديا للحظ العكر، كما مارس التخاطر مع ابنته "أنا" سنة 1925 مصرحا لـ"Jones" بحكمه المسبق المؤيد للتخاطر، لكنه يرفض البوح به علانية. (ص. 33). أما عن شغفه بالمال و تكديس الثروات فحدث ولا حرج إذ يورد المحلل النفسي Sandor Ferenczi رأيا لفرويد تجاه مرضاه في journal clinique يقول فيه: "المرضى مجرد دهماء، لا يصلحون إلا لأن يضمنوا لنا عيشنا وهم مادة للتعلم، ليس بوسعنا على كل حال مساعدتهم" (ص. 35) ليس هذا الرأي غريبا عن طبع فرويد فهو من يرد في مذكراته (ماي 1912) على سؤال طرحه عليه Ludwig Binswanger مستقصيا رأيه في مرضاه، فيقول: "إني ألوي أعناقهم جميعا" (ص. 30) وبالطبع فهو من يقطع حتى رقباتهم حين نعلم مثلا أن إبان حياة فرويد وبالضبط سنة 1920" كان، ثمن حصة واحدة من التحليل لمدة ساعة واحدة، فوق أريكة فرويد تقدر بـ25 دولار(أي مايناهز 415 أورو 2010) وإذا عرفنا أن عدد الزبناء الذين يتوافدون على الأريكة طيلة يوم واحد يتراوح حينها ما بين 8 و 10 أشخاص، تأكدنا من أن المبلغ الإجمالي في اليوم الواحد هو 3600 أورو. ولذلك كان فرويد لا يعالج الفقراء بحيث يرى استحالة معالجة أناس لا مال لديهم و لا ثقافة و لا إيمان حتى بنجاعة الأريكة. "(ص. 32) لا أحد اليوم ينكر أن الطب يكلف ماديا لكن التحليل النفسي يفرض مبالغ مالية خيالية و يكفينا أن نعرف بأن فرنسا تعج لوحدها بما يناهز 5000 محلل نفساني، كلهم يعيشون على الريع و الأرباح التي يحصلون عليها من حصص العلاج، و للذكرى نستشهد هنا بمثال يورده أونفراي ويعود تاريخيا إلى عام 1956(شهر آب/ اوغسطس)حيث "حينئذ ستحلل أنا فرويد، مارلين مونرو، لبضع أيام وهكذا يصبح اليوم ربع ثروة الممثلة الأمريكية في ملك مؤسسة أنا فرويد" (ص. 39)هذا بخصوص حب المال، أما فيما يخص هلوسة الشهرة، فإن فرويد ينشد العظمة منذ أن كان طفلا لأمه، التي "خصصت له دونما بقية إخوانه، غرفة لوحده، في شقة تتكون من ثلاث غرف و مكتب. وبلغ دافع الدلال بالأم إلى حد منع دروس ابنتها في البيانو لأن فرويد ينزعج جراء انبعاث الصوت". (ص. 12) وسيكتب في كتابه تفسير الحلم بأن: "امرأة بدوية عجوز، كانت قد تنبأت لأمه الفرحة بميلاد ابنها الأول، بأنها وهبت العالم هدية هي هذا الرجل العظيم" لا لشيء إلا لأنه ازداد بشعر كثيف و أسود اللون. وبعيدا يقول "هل يعود نشداني للعظمة إلى هذا الأساس؟" (ص. 11) وحوالي 1867-1868، صودف أن التقى وهو بصحبة والديه، بمقهى بـPrater (فيينا) شاعرا جوالا وعرافا ينبئه بأنه سيصبح يوما ما رجلا عظيما. و يذكر في تفسير الحلم بأنه تأثر بالغ التأثر بهذه النبوءة الثانية التي جاءت تؤكد نبوءة المرأة العجوز. (ص. 12) تكاد توحيني هذه الهلوسات بتلك التي نلقيها لدى سائر المبعوثين من السماء هداية للناس و ترشيدا لهم للصراط المستقيم أمثال موسى، محمد، عيسى... لذلك كان معاصرو فرويد الفطنون يندهشون أيما اندهاش من الترهات التي يزف لهم بها، وعند صدور كتابه "تفسير الأحلام " وهو كما أكد زيور أعظم مؤلفاته من غير شك، استقبل استقبالا سيئا من معاصريه من العلماء، فها هو ذا البروفسور"ليبمان" الأستاذ بجامعة برلين يكتب قائلا: "لقد انتصرت في هذا الكتاب الأفكار الخيالية للفنان على الباحث العلمي" (ص. 60 من كتاب مصطفى زيور سالف الذكر) نلمس هذا الضرب من الفانتازم لدى فرويد في العديد من النواحي، فهو من عانى من إحباطات متكررة سواء على مستوى الحياة الخاصة أو على مستوى الحياة المهنية. فهو كما صرح تلميذه رايش (أنظر كتاب بول روبنسون بعنوان: اليسار الفرويدي، تعريب شوقي جلال و لطفي فطيم، دار الطليعة بيروت، ص. 31) من حقق صفقة زواج خاسرة، إثر اقترانه بـ"مارتا برنس" القبيحة المنظر بحسب فرويد نفسه وفي وقت يعاني فيه ماديا. يكتب في رسالة بعثها إليها يوم 2 غشت 1882: "أعرف كل المعرفة أنك لست جميلة، على نحو ما يتصوره الرسامة والنحاتة؛ و إذا ما أردتُ أن أفصح لك عن ذلك بتعبير واضح، أجدني مجبرا على البوح لك بأنك لست جميلة" وفي رسائل أخرى يكتب لها أنه يتعاطى الكوكايين لما لها من مفعول جيد من الناحية الجنسية (2 يونيو 1884)... وهذا لم يَحُل دونما إبدائه نوعا من الغيرة المرضية تجاه خطيبته التي منعها من الاختلاط بالرجال بمن فيهم حتى ابن عمها أو خالها. ليعترف يوم 22 آب / اوغسطس 1883 قائلا: "إن لي بكل تأكيد، نزوعا نحو السلطة" وخلال هاته الفترة أيضا كان فرويد يكتب رسائل غرام و حب لأخت زوجته المدعوة مينا (Peter Gay ,Freud. une vie ,P. 90 ). (ص. 14-15) لذلك نعرف سر صراعه مع رايش الذي يقول: "إن هناك عدة عوامل سيكولوجية منعت فرويد من قبول فكرة المساواة بين الاكتفاء التناسلي وبين الصحة النفسية... لقد كان ضحية زيجة غير موفقة وإنه من الناحية التناسلية غير راض بالمرة. وهذا هو السبب في أنه كان يخشى لاشعوريا نظرية الأورجازم (الرعشة). "(بول روبنسون، مرجع مذكور ص. 31). إن فرويد على ما يظهر يعيش الارتباكات كلها وسيد التناقضات من ألفها حتى يائها، فهو إذ يتعاطى الكوكايين تأجيجا لجنسانيته يأمر الناس الذين يعانون جنسيا بالثقة في العلاج بالتحليل النفسي، والاكتفاء بالتداعي الحر والاستلقاء فوق أريكته. فالرجل إذن يرغب في كبت هذه الطاقة لا تحريرها والإبقاء على أمراض العصاب لا علاجها. "يكتب في الأخلاق الجنسية الثقافية و العصاب المعاصر: "إن علاج العصاب الناتج عن الزواج سيكون بالأحرى الخيانة الزوجية." (ص. 25) وبعد عشر سنوات من إدمان الكوكايين، أي يوم 12 يونيو 1895 سيكتب لفليس "إني في حاجة للكثير من الكوكايين" يستعملها بغاية الحماسة والجرأة سيما في الأمسيات حيث يكون مدعوا عند شاركو. ويكتب من باريس إلى خطيبته التي بقيت في فيينا بأن هذه المادة تغبط و تؤجج حتى فيما يخص الجنس. فيخرج إلى بيوت البغاء؛ ولربما كان ذلك هو السبب في انعدام انتظام دقات قلبه، وليبيدواه الضعيفة و حالات الذعر والهلع المتكررة، ومشاكل وتيرة أنفه وكذا إصاباته بالزكام الحاد لمرات عديدة و جنونه الدوري... وفي سنة 1885 ينصح في مقاله حول الكوكايين sur la Cocaine بحقن المادة l’injection لأحد مرضاه هو Fleischel-Marscow و يكتب في تفسير الحلم (1900) بشكل مغلوط أنه إنما قال بابتلاعها l’ingestion... الهدف من وراء هذه الكذبة هو التغاضي عن خطأه الذي أودى بحياة صديقه. ففي اللحظة التي كان يكتب فيها بحثه بعنوان Sur la cocaine كان فرويد مع ذلك يعرف أن حالة صديقه تسوء يوما عن يوم. يكتب بهذا الصدد إلى زوجته يوم 12 ماي 1884: "مع Fleischel ساءت الأمور وتكاد تحول دونما ابتهاجي بأي نجاح"ومن ثمة عمل سنة 1885على إتلاف كل الأوراق و المذكرات والوثائق و المراسلات، وكذا كل ما كتب حتى يصعب على كتاب سيرة حياته المحتملين في المستقبل، الكشف عن الحقائق. هكذا لن تعثر عن Sur la Cocaine ضمن سيرته الذاتية." (ص. 17-18) و في سنة 1893 يزعم أنه تخلى عن الجنس خدمة للتحليل النفسي، الذي هو "علم" تَحَصَّله بعد التسامي بليبيدوه، ثم يحلم في 31ماي 1897 بنكاح بنته "ماتيلد"؛ وفي رسالة إلى "فليس" في يوم 8 فبراير من نفس العام، أي 16 أسبوعا بعد موت أبيه Jakob يزعم فرويد بأن هذا الأخير مارس الجنس مع أبنائه و بناته الشابات ليُعِدَّ نظرية في الإغواء بحسبها يُرجع كل الأعصبة إلى اغتصاب الأب لأبنائه. فادعى أنه يستند ههنا على 18 حالة... وعالج في عيادته، عملا بهذه النظرية. لكنه بعد ردود فعل الآباء الذين لم يقبلوا نعتهم بمغتصبين لأبنائهم، يتراجع فرويد أمام و اقع أمر العيادة التي غدت تعاني الفراغ. لكنه مع ذلك لم يتراجع أبدا عن تفسير الأعصبة بالصدمة الجنسية الطفولية والأبوية." (ص. 25-26) فضلا عن ذلك يكتب في رسالته إلى فليس بتاريخ 15 مارس 1898: "إني أنام أثناء التحاليل مابعد الظهيرة. فيُنَظِّر لهذه الأكدوبة العملية ليبرر أن بوسع المحلل أن ينام خلال حصص التحليل، مبلورا مفهوم الإنتباه المتردِّد l’attention flottante. (ص. 27)لذلك صرحت زوجة فرويد سنة 1920 للمحلل الفرنسي René laforgue بأنها لا ترى في نظريات زوجها إلا شكلا من أشكال البورنوغرافيا(ص. 39) و سوف تؤكد Sophie سنة 2003 وهي بنت حفيد أو حفيدة فرويد و صاحبة مؤلف بعنوان : "A l’ombre de la famille Freud ,Comment ma mére a vécu le XX siécle,éd. des Femmes، لصحيفة Tronto Star الصادرة يوم 16 نونبر 2003: بأن فرويد و هتلر يتقاسمان البيئة نفسها. وكانا يتقاسمان أيضا هوس السيطرة على الناس، باعتمادهما حقيقة واحدة، الأول بفضل خطابة لامعة و الثاني بفضل قوة وحشية. ولكونهما كانا محط إعجاب مريديهما، خلقوا حركات قوية. و في اعتباري إن هتلر و سيغموند فرويد هما الرسولان المنافقان اللذان عرفهما القرن العشرون"(ص. 41)
خلاصة القول أن أونفراي، بهده الإستراتيجية في التفكيك، يتقاطع ومواقف كل من دولوز وفليكس غاتاري اللذين ألفا كتابا هاما في هذا الصدد هو كتاب "أوديب مضادا"، تناولا فيه أطروحات الأودبة بشتى أصنافها، وأكدا أن المشاكل الحقيقية ليست فحسب مشاكل نظرية بل هي كذلك مشاكل سياسية وإيديولوجية، وكان المحلل النفسي غاتاري محقا عندما يردد: "أنه قبل الوجود هنالك السياسة" وبهذا الشكل يصعب علي الانتهاء دونما الحديث عن مريدي المعبد الفرويدي، لا بل عن لا نزاهتهم كما يؤكد أونفراي، إذ منذ ظهور "الكتاب الأسود للتحليل النفسي، سنة 2005، بفرنسا كاشفا لأول مرة عن الأوهام الفرويدية، ستنشر "إليزابيت رودنسكو" كتابا بعنوان: "pourquoi tant de haine ? Anatomie du livre noir de la psychanalyse éd. Navarin وستمضي في الحرب بكل ما أوتيت من عنف، ضد هذا الكتاب، بدعوى أن فرويد تم المس بشخصه ونعته بأقبح الأوصاف من قبيل: "كذاب، منافق، سارق وكاره للنساء، مدمن على الكوكايين، كثوم وداعية، مهووس جنسيا وشغوف بالمال والسلطة، دكتاتور خدع العالم بأسره بواسطة مذهب خاطئ" والحال أنها كلها ادعاءات مغرضة بحسبها. إن رودينسكو بذلك إنما تدافع عن فرويد يقول الحقيقة باستمرار، تدافع عن رجل علم عبقري، ومخترع جريء، متحرر ومناصر للنساء، رجل لم يسبق له أبدا أن تعاطى الكوكايين، مفكر نزيه، ذو أفكار صارمة، زاهد في الجنس ول يكترث بالمال و لا بالسلطة، رجل ديمقراطي عظيم و يهودي ليبرالي يجسد تماما فلسفة الأنوار... وبعدئذ بعام أي سنة 2006 سيظهر كذلك كتاب بعنوان: "ضد الكتاب الأسود للتحليل النفسي" تحت إشراف Jacques-Alain Miller صهر جاك لاكان، كدعم للنص المنشور سنة 2005؛ لكن الحقيقة أن هذا الكتاب إنما هو نتيجة أشغال الندوة التي انعقدت أساسا، انتقادا لطرق العلاج السلوكي المعرفي، يوم 9 أبريل 2005، أي بمعنى آخر خمسة أشهر قبل وجود الكتاب الأسود. ومنذئذ كل قراءة نقدية لفرويد فهي تصب في مجرى TCC المتهمة بالدفاع عن نصيبها في السوق. "(ص. 42-43). يبقى أخيرا التوكيد على أن أونفراي لا يكن أي حقد لفرويد قدر ما يرى فيه ذلك الفيلسوف الذي لا يحب الفلاسفة، فهو من اقتنى كتب نتشه وادعى أنه لن يقرأه، و ما أن داهمه الموت في آخر مشوار حياته، حتى أبان عن جسارة عز نظيرها، جسارة كانت ذات نفحة رواقية، على اعتبار أن فرويد هو من طلب من طبيبه حقنه بالمورفين تسريعا لوتيرة الموت. وفضلا عن ذلك كان في هذه اللحظات الحاسمة من عمره قد بدأ في تقديم اعترافات لم يستطع البوح بها من ذي قبل.

الهوامش:
(1) Michel Onfray ,L’Archipel des cométes, Journal hédoniste III Grasset P. 14
ملحوظة: تشير أرقام الصفحات الواردة في النص إلى كتاب: "Freud une chronologie sans légende éd. Grasset 2010


المصدر- موقع ايلاف
--------------------------------
اقتباس من المقال اعلاه" أن كل فكر، فكر، إنما هو نتاج كمياء جسد صاحبه، و كل فلسفة فلسفة لا تعدو أن تكون حصيلة فوران ذات و صدى دقات قلب فيلسوف بلحمه و دمه. فالأفكار و التصورات قبل أن تملأ مساحة الأوراق الفارغة و ترسو على وجه الصفحات الناصعة البياض، تتسلل إليها مندفعة بفضل التفاعل الكيميائي للجسد، فتأتي قوية أحيانا و ضعيفة أحيانا أخرى، وذلك بالطبع انسجاما مع حالات الفتور و القوة ذاتها التي تعتري الجسد. فالجسد إذن "هو المادة الوحيدة التي منها ينبعث النص المكتوب، لأن الجسد يصير عملا إبداعيا بفضل كمياء الكتابة، والعكس كذلك وارد وصحيح"(1) بناء على هكذا طرح يرى أونفراي ألا مناص لفهم أي عمل إبداعي كيفما كان، من وصله بالسيرة الذاتية لصاحبه".

اقتباس من المقال اعلاه" أن كل فكر، فكر، إنما هو نتاج كمياء جسد صاحبه، و كل فلسفة فلسفة لا تعدو أن تكون حصيلة فوران ذات و صدى دقات قلب فيلسوف بلحمه و دمه. فالأفكار و التصورات قبل أن تملأ مساحة الأوراق الفارغة و ترسو على وجه الصفحات الناصعة البياض، تتسلل إليها مندفعة بفضل التفاعل الكيميائي للجسد، فتأتي قوية أحيانا و ضعيفة أحيانا أخرى، وذلك بالطبع انسجاما مع حالات الفتور و القوة ذاتها التي تعتري الجسد. فالجسد إذن "هو المادة الوحيدة التي منها ينبعث النص المكتوب، لأن الجسد يصير عملا إبداعيا بفضل كمياء الكتابة، والعكس كذلك وارد وصحيح"(1) بناء على هكذا طرح يرى أونفراي ألا مناص لفهم أي عمل إبداعي كيفما كان، من وصله بالسيرة الذاتية لصاحبه".

- هل اصاب انفري في وصفه لمصدر الافكار؟
- هل حقا ان الجسد هو مصدر لكمياء الكتابة؟
- ام ان الامر يتعلق بكيماء ما يحدث في الدماغ على اثر حصول فجيعة الموت والمآسي كما تقول نظريتي في "تفسير الطاقة الابداعية" والتي بنيت على اساس ملاحظة ان معظم العباقرة الخالدون هم من الايتام وعلى اعتبار ان اليتم يشكل اهم مسببات تولد الطاقة الابداعية؟
- هل الجسد هو المادة الوحيدة التي ينبعث منها النص الابداعي وما هو دليل أنفري على ذلك ..وهل قدم أنفري مثل هذا الدليل ام انه اقام طرحه على حجج فلسفية لا اساس علمي او احصائي لها؟
- ثم ما سر اعتبار الجسد هو اساس الفعل الابداعي لدى أنفري...هل كان أنفري سويا من الناحية الجسدية وما سر نظريته في المتعة...فهل تم استغلاله جنسيا او الاعتداء عليه وهو صغير؟


لا بد من التعرف على طفولة أنفري بل تفاصيل سيرته الذاتية فكما يقول هو حتى تتضح لنا الصورة؟

قديم 11-27-2010, 01:44 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
- يتضح من خلال الاطلاع على فرويد وأنفري بأن السر في ما هما عليه كان يرتبط ارتباطا مهما ووثيقا بالطفولة فهل تصنعنا الطفولة ؟

قديم 11-27-2010, 06:52 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أفول معبود ” الأباطيل الفرويدية - كتاب لميشيل أنفري

كتبهاعبداللطيف حباشي ، في 30 مايو 2010 الساعة: 16:43 م


———————————————
" أفول معبود " الأباطيل الفرويدية - كتاب لميشيل أنفري



يثيرميشيل أنفري * Michel Onfray صخبا إعلاميا كبيرا قبيل إصداره الأخير«أفول معبود ، الأباطيل الفرويدية » عن منشورات كراسي Grassetأبريل 2010 . وذلك نظرا للجرأة الزائدة التي طبعت آراء الكاتب في تناوله لشخصية سيغموند فرويد و تراثه القكري.

لقد سبق لميشيل أنفري أن تحدث في إحدى الحوارات الصحفية التي أجريت معه سنة 2007 ،عن مشروع كتاب حول التحليل النفسي سيجرد فرويد و علم الأعصاب من تلك السلطات المطلقة التي حظيا بها لزمن طويل، كمحاولة لإعادة تأهيل التحليل النفسي الذي وصفه ب: " شامانية " ** ما بعد حديثة.

ويعد كتابه الحالي عودة إلى فكر أب التحليل النفسي سيغموند فرويد،حيث يرى ميشيل أنفري
أنه ثمرة قراءاته الغزيرة لمؤلفات فرويد و مراسلاته ، وتجاوزلما تلقاه أيام الدراسة عن العلاج
و اكتشاف اللاشعور، وقد اطلع أيضا على نتاج المعارضين للفرويدية و خاصة "الكتاب الأسود للتحليل النفسي" .. مما مكنه من اكتشاف صدقية آراء "بورش جاكوبسون" و "فان ريلاير" حول فرويد، خلافا لما كان يعتقده الآخرون.
وخير دليل - حسب أنفري – على استعمالات وأباطيل فرويد ، هو إقدامه على التخلص من دلائل إدانته ، كما نفى عنه توصله إلى علاج مرضاه ، سواء تلك العلاجات المتعلقة ب "أنا أو" Anna O " رجل الذئاب أو المتعلقة بالصغير " هانس ".

ونكاية في معارضيه ، يعتبر ميشيل أنفري أن تحريره لأربعين صفحة من المراجع ضمن كتابه، هو نوع من الإعتراف موجه لأولئك الذين جعلوا من إنجاز عمله أمرا ممكنا.

ويقترح أن تتم قراءة الفرويدية قراءة نيتشية موضحا أن التحليل النفسي ماهوإلا السيرة الذاتية لفرويد الذي قد صنع من استيهاماته الشخصية حقائق علمية كونية.

و نظرا لما يحتويه الكتاب من نقد لاذع لشخصية فرويد فمن المحتمل أن يجر ذلك على صاحبه العديد من الإتهامات و على رأسها معاداة السامية ، لكن م.أنفري يثير انتباه متهميه المفترضين إلى أن فرويد نفسه سبق أن قام بتقديم إهداءات تنويه و امتداح لشخص موسولني و أيضا دعم النظام الفاشي لدولفوس Dollfuss ونبه أنفري إلى مساومته مع ابن عم كورين Goring من أجل إطالة أمد التحليل النفسي في ظل النظام النازي.
يقول م.أنفري: " هذه هي الوقائع ، فليست المرآة هي المتهمة بقبح من ينظر فيها ".

وفرويد - بالنسبة لأنفري - شخصية مهووسة بفكرة الإستمناء التي يعتبرها مرضا ويعتبر الشواذ جنسيا غير مكتمليـن وأن المرأة أقل وضعا من الرجل لافتقارها إلى قضيب …
و حسب م.أنفري دائما، ففرويد يعتبر أن النزعة الجنسية لم توجد من أجل التحرر بل إن قمعها هو الذي يعجل بالحضارة، فمع الفرويدوماركسية و ماي 1968 كان للتحليل النفسي أثر في ظهور الثورة الجنسية لكن فرويد لم يكن ليستسيغ ذلك قطعا لأنه كان يبغض وظيفة الأوركازم لدى وليم رايش.
أما عن ولع فرويد بالمال فيرى م. أنفري أنه على الرغم من تدنيسه للمال فقد اعتبر فرويد علاج الناس بالمجان أمرا مستحيلا بالنسبة إليه لأن هناك مستشفيات لذلك ، و يسرد أنفري بعض ما جاء في مراسلة فرويد لزوجته مارتا Martha من تأكيد على حاجته إلى المال و بحثه عن المكانة و الرغبة في أن يكون معروفا و معترفا به و غنيا ، و قد كان يبحث عن كل السبل المؤدية إلى ذلك ، وأنه كان يتقا ضى عن كل حصة فحص قرابة 450 أورو بالعملة الحالية نقدا بالطبع ، أي بمعدل 8 إلى 10 مرضى في اليوم ، 5 أيام في الأسبوع .

و يعتبرم . أنفري أن التحليل النفسي بمثابة إرهاب فكري وهو يقاربه بديانة شيخ طائفة ، و يرى أن فرويد أكد على أن عقدة أوديب كونية دون تقديم دلائل على صحة هذه الرواية و التي أصبحت حقيقة تدرس، و القصد منها- كقولة من الإنجيل - هو سريانها حول الكوكب بكامله ، حتى في أوساط العائلات الإفريقية أو لدى الإسكيمو.. ويوجه أنفري لومه لفرويد على اعتبارأن هذا الأخير لم يتقبل خطأه عندما كان الأمر كذلك.
و فرويد - في نظر أنفري – ليس سوى مزورللنتائج ، حتى عندما قام بعلاج صديق له كان معرضا للموت مقتنعا أنه عثر على الدواء الشافي بواسطة الكوكايين .
كما يثير أنفري أيضا تآمر تلامذة فرويد في إخفاء مراسلاته و كتاباته ، التي تضم مراسلات بينه و بين أفراد أسرته و أيضا خليلته تم إيداعها بصندوق واستمر التكتم عليها… الشئ الذي يثير فضول أنفري على اعتبار أن الحذرالذي يلف أمر الأرشيف يـبدوتصرفا غير عادي ، خاصة بالنسبة لمن ليس له ما يخفيه.

و لم يسلم لاكانLacan بدوره من سهام ميشيل أنفري و من انتقاداته ، فقد وصف شخصيته – في نهاية كتابه - بالهذيان والتهريج وبعدم إضافة الجديد إلى فرويد و أن اللاكانية لم تكن سوى ظاهرة ثانوية باريسية تطبعها نسبة من التفاهة .
ولا كانLacan في تصورأنفري لم يحدث أعطابا سوى لدى المثقفين كما أن فرانسوا دولتو عندما اعتمدت فرويد فقد أضافت له قوة القناة الإعلامية فرانس أنتير، و أصبحت بذلك تقدم الاستشارة لفائدة الأمهات اللواتي يهاتفنها مستفسرات حول حالة أطفالهن الذين لازالوا يتبولون في الفراش وهم في سن الثامنة ، أما هي(دولتو) فتجيبهن بثقة في النفس عن أشياء غريبة ، مبدية النصائح و محسسة إياهن بالذنب.. وتضحى الفرويدية ضربا من الفكرالمشترك..

وعلى الرغم من انتقادات أنفري لهؤلاء ، فإن ظهور الكتاب سيجعله في قلب المعركة ، التي قال بصددها أنه مستعد لخوضها لأنه يعرف جيدا أصحابها و مدى وزنهم - خاصة - داخل المجتمع الباريسي . إلا أنه يعتز بمكانته العلمية و مواقفه النزيهة –كما يقول- و بالتالي فهو من يطرح الوقائع و على الآخرين مهمة الإجابة.
***************************************

أما مؤرخ التحليل النفسي ألان دو ميجولا Alain de Mijolla فيرد على م.أنفري معتبرا محاولته مجرد استئناف بدون تجديد لمحاكمة مفتوحة استمرت منذ 1915 .ولذلك فهو لايتفق مع أفكار ميشيل أنفري وإن كان يحترم حقه في إبدائها ..

يرى دوميجولا أنه منذ اكتشاف وانتشار التحليل النفسي ظلت الفرويد ية محط نقد واعتراضات ، كما كان فرويد نفسه في مرحلة أولى موضوع سخرية لاذعة وقدح يضعه في صف الخلاعة ، خاصة في أوساط بورجوازية فيينا . وبعد ذلك مالت الإنتقادات تدريجيا صوب النظريات الفرويدية التي كانت تعتبر مبهمة وروحانية ..

يسلط دوميجولا الضوء على طبيعة الإنتقادات التي لم تغيرقط من تيماتها ، وتوالت منذ مايقارب المائة عام ، فلا جديد تحت الشمس كما قال ، لكن النزوع طمعا في الأصالة يدفع إلى الكبث(الإستضمار) ، أحيانا خلف قناع الجهل بالأشياء، جهل دروس الماضي ومتتالياتها .
وفي نهاية رده يشير دو ميجولا إلى أن الحرب والإحتلال قد أنزلا على فرويد والتحليل النفسي صمتا جليديا ووعد بإضافة بعض التوضيحات في الجزء القادم من مؤلفه ، فرنسا وفرويد 1946 – 1981 ، مذكرا بأن فرويد كتب خلال سنة 1914 : " تمكنت خلال السنوات الأخيرة ربما أكثر من عشرات المرات أن أقرأ بأن التحليل النفسي أضحى في الوقت الحالي ميتا ، ومتجاوزا بشكل نهائي ومقصيا ، وكان بإمكان ردي أن يكون مشابها لما تضمنته برقية مارك توين التي وجهها للصحيفة التي أذاعت خبر موته خطأ ،( تقول البرقية ): " معلومة خبر موتي جد مبالغ فيها ". بعدكل من هذه الإعلانات الجنائزية فقد ربح التحليل النفسي إما مناصرين جدد ا ومتعاونين أوخلق لنفسه تنظيمات جديدة ، فأن تعلن ميتا لهو أثمن- رغم كل شيء- من أن تصطدم بصوت الموت."
و يتساءل دوميجولا بمكر بعد سرد أقوال فرويد كرد على خصومه:
"أليست الكراهية بمثابة الوجه الثاني للحب ؟ "
و يختم توضيحاته قائلا: " سأستعير خلاصة أخرى من الحكمة العربية القائلة : " الكلاب تنبح و القافلة تسير."
أما جواب ميشيل أنفري فكان: "لا كراهية ضد فرويد."
مهما يكن الأمر فإن هذا الجدل الدائرلايعفي من قراءة الكتاب..
هوامش :
———
- للمزيد من التفاصيل : com Interview François Lestavel - Parismatch.

* تربى ميشيل أنفري داخل ملجأ للأيتام ، و لم تمنعه طفولته القاسية ووسطه الأسري الفقير، و حالته الصحية الغير مستقرة (إصابته بنوبة قلبية في سن 28 و نوبتين من السكة الدماغية) من تألقه في مجال البحث والكتابة حيث ألف ما يربوعن 50 كتابا..

---------
يوضح الاخ عبد اللطيف حباشي هنا ان أنفري تربى في ملجأ ايتام لكننا ما نزال بحاجة لتفاصيل اكثر عن طفولته؟



قديم 11-28-2010, 09:23 AM
المشاركة 10
سلطان الركيبات
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الحبيب أيوب
أرى موضوعك هذا القسم غير مناسب له
فهذا القسم مخصص للنصوص التي تحتاج إلى نقد
سأنقله إلى قسم منبر الآداب العالمية
فتقبل تحيتي

الشعر ما أوجع وأمتع

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: افول صنم - ميشال أونفري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تماوجات وانزياحات بين الوطنية وحب الوطن في خاطرة (جفت دموعي فجف المداد) ميساء الب زهير منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 06-27-2019 02:05 PM
مؤلفات ميشال فوكو د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 1 06-29-2014 03:55 PM
ما حقيقة النفس , هل هي جزء من أجزاء البدن ? عبدالسلام حمزة منبر الحوارات الثقافية العامة 6 01-05-2011 11:01 AM
++ زيف الحضارة ++ قصة على خمسة أجزاء أحمد فؤاد صوفي منبر القصص والروايات والمسرح . 4 08-14-2010 06:27 PM

الساعة الآن 02:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.