احصائيات

الردود
6

المشاهدات
6019
 
محمد معمري
مُحـب للحكمـة

محمد معمري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
97

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Dec 2008

الاقامة

رقم العضوية
6100
10-26-2010, 04:35 PM
المشاركة 1
10-26-2010, 04:35 PM
المشاركة 1
افتراضي قراءة في "الشجرة البديعة" لمحمد معمري

قراءة في "الشجرة البديعة" لمحمد معمري




الشجرة البديعة


أرباب العصر غوصا تسللوا في نبع "ميمير"..
عين الإله "أوين" العتيقة فقئوها، وتركوه يقلب وجهه في السماء!..
اغتصبوا العذروات الثلاث: "أورد، فرداندي، سكولد"؛ إلا أن عذريتهن مريمية..
وعلى الحية "نيدهيغ" سلطوا الصقر الأسود..
فتمكنوا من الصعود عبر شجرة "إيغدراسيل" إلى السماء..
فاختطفوا "حاتور".. وكان جزاءها جزاء سنمار..
ويحاولون تغيير جذور الشجرة...

بقلم: محمد معمري
**************


قد تبدو هذه القصة صعبة للغاية نظرا لرمزيتها وتكثيفها والإسقاط.. باستخدام مصطلحات الأسطورة.. لكن في الحقيقة ليست صعبة بالنسبة للقارئ الذي قرأ الأساطير...

من هذه الزاوية رأيت أن أقدم للقارئ الكريم قراءة في هذه القصة لهدفين رئيسيين: أولهما تقريب القارئ من النص، والثاني معرفة كيف يشتغل الكاتب على نصوصه...

* العنوان
إن النص الذي بين أيدينا عنونه الكاتب بـــ: "الشجرة البديعة"، ونلاحظ أن العنوان جملة اسمية مُعرّفة؛ مما يدفعنا للتفكير القريب، وبذلك نطرح السؤال: أي شجرة يتحدث عنها؟ فتسقط في ذهننا للوهلة الأولى عدة احتمالات؛ ولكن في الحقيقة لا نكتشف سر الشجرة البديعة حتى نقرأ النص ونعيد قراءته مرات، ونبحث عن المرجعية والتناص؛ حينها نستطيع فهم العنوان كما ينبغي. لذلك سأترك شرح العنوان حتى يتضح من خلال المرجعية والتناص.

1- المرجعية
لجأ الكاتب إلى كتاب: "سحر الأساطير"، للكاتب م. ف. ألبيديل، ترجمة د. حسان ميخائيل اسحق، الطبعة الأولى 2005، المطبعة: دار علاء الدين، الصفحة: 125 / 128، فصل: الشجرة البديعة.

2- التناص
اعتمد الكاتب على اسم "حاتور" الذي ورد في بداية الفصل، وهي أسطورة مفادها أن الإنسان القديم كان يعتقد أن "الحب" عنصرا كونيا من شأنه النظام، والتناغم، والجمال من أين يستمد البشر هذه العنصر.. لذلك جعلوا إلهة الحب.. وعند المصريين تُسمّى "حاتور". فكانت في القصة رمزا للحب وفقا للاعتقاد...
ثم اعتمد كذلك على أسطورة شجرة "إيغدراسيل"، وهي أسطورة اسكندنافية، حيث انتقى منها الأسماء وجعلها رموزا مكثفة من خلالها يتم الإسقاط على الواقع.
وسيأتي بيان كل اسم في موضعه.

3- الطابع الديداكتيكي
تناول الكاتب أسطورة "حاتور"، و"أسطورة شجرة "إيغدراسيل"، أرباب العصر هم من يسيطرون على العالم اقتصاديا، وسياسيا، ومعلوماتيا... وبين الأسطورتين، وأرباب العصر إسقاط.. فهي قريبة من القارئ الذي سبق له أن قرأ الأسطورتين، وكذلك للقارئ الذي يدفعه النص للبحث عن الأسطورتين.. وبعيدا عن المرجيعية فهناك أساطير أخرى قد استعملت نفس الشجرة، والإله "أودين" عوض "أوين"... من هذا الباب يظن الكاتب أنها قريبة من هذا القارئ.. كما استخدم الترقيم الذي يساعد القارئ كثيرا..

4- الانزياح
استعمل الكاتب هنا الانزياح بأقسامه الثلاثة:
- الانزياح الدلالي:
[عين الإله "أوين" العتيقة..]، نجد هذه الجملة ابتدأت بمفعول به، وكلمة "العتيقة" التي هي استعارة، والأصل وردت في القرآن الكريم {البيت العتيق}، وترمز إلى القدم والقدسية..من تم كان تقديم "عين" بسبب الأهمية والقدسية؛ والإله "أوين" في الأسطورة ترك عينه في نبع "ميمير" رهنا ليضاعف من حكمته ولكي تعلو هذه الشجرة فوق النبع المائي.. وبذلك كان الرهن بين زمنيين متعاقبين، لأنه في الأسطورة يرمز إلى الإله الأعلى الذي يرجع بين الفينة والأخرى إلى النبع الذي ترك فيها عينه...

- الانزياح التركيبي:
[أرباب العصر غوصا تسللوا..]، نجد هذه الجملة ابتدأت بفاعل، وكان هنا الانزياح بسبب الأهمية..

- الانزياح الصوتي:
نلاحظ تكرار كلمة الشجرة، الأولى معرفة باسمها، والثانية معرفة بــ: [ال] الشمسية؛ وتكررت بسبب الأهمية والقدسية..

5- الإيجاز
نجد الكاتب فيما يخص الإيجاز قد استعمله بنوعيه:
- إيجاز القصر:
[وكان جزاءها جزاء سنمار.. وهذا ما يُسمّى بإيجاز البلاغة..

- إيجاز الحذف:
وهو ما تتميز به باقي القصة..

6- الإضمار
انطلاقا من العنوان ونحن نعيش لحظات الإضمار: الشجرة، تركوه يقلب وجهه في السماء، أورد، فرداندي، سكولد، الحية "نيدهيغ"، سلطوا الصقر الأسود..، وكان جزاءها جزاء سنمار، ويحاولون تغيير جذور الشجرة.

- الشجرة: يختفي فيها مفهوم الماضي والحاضر والمستقبل، [وذلك من خلال الفصول الأربعة التي تتغير فيهم الشجرة]، والأجداد والأبناء والأحفاد، [ وذلك من خلال الجذور والجذع والأغصان]...

- تركوه يقلب وجهه في السماء: أي تركوه يبحث عن معرفة لماذا فقئوا عينه التي تركها رهنا..

- أورد، فرداندي، سكولد:

"أورد" تعني "ما كان"، "فرداندي": تعني "ما هو كائن"، "سكولد": تعني "ما سوف يكون"..

- الحية "نيدهيغ": تحاول كل يوم أن ترمي هذه الشجرة، وحارستها..


- سلطوا الصقر الأسود..، أضمر هنا الصراع بينه وبين الحية.

- وكان جزاءها جزاء سنمار: أضمر هنا الجزاء وهو القتل غدرا.. والسبب قدم عملا فيه خيرا؛ فإذا كان سنمار بنى قصرا لم يبن مثله، وعاهد الملك أن لا يبني مثله فقتله.. و"حوتار" إلهة الحب...

- ويحاولون تغيير جذور الشجرة: أي يحاولون تغيير جذور الإسلام...

7- الحذف
لعلنا نلتمس الحذف انطلاقا من العنوان مرورا بالنص حتى القفلة..

8- الاختزال
إن كل جملة قام الكاتب باختزال ما يمكن؛ حيث لو ضربنا مثلا في الجملة الأولى سنقرأ: [ الذين يسيطرون على العالم اقتصاديا وسياسيا و... درسوا دراسة عميقة مجريات الشعوب والمجتمعات دون أن يشعروا بأدنى شيء...]، هذه الجملة تم اختزالها وتكثيفها حتى تحولت إلى هذا التعبير: [أرباب العصر غوصا تسللوا في نبع "ميمير"..]؛ هكذا تم الاختزال في كل جملة..

9- الترقيم
نلاحظ الكاتب قد استعمل القوسين العلويين لحصر كل اسم من أسماء الآلهة، والحية، والشجرة، والنبع؛ كما استعمل النقطتين الأفقيتين للدلالة على كلام محذوف، والنقطتين العموديتين للدلالة على عدد وأنواع العذروات، الفاصلة، والقاطعة، وثلاث نقط للدلالة على أن هناك كلام كثير يُقال في هدا المضمار..

10- التكثيف
نجد الكاتب في هذا النص قد استعمل أربعة أقسام من التكثيف:
1- التكثيف البنائي:
يتضح لنا من خلال الإيجاز، والإضمار، والحذف والاختزال، والترقيم.. أنه كل ركن من أركان القصة القصيرة ومميزاتها قد لعب دوره في السرد..

2- التكثيف الدلالي:
يتضح من خلال الإيحاء، والتلميح، والإيماء، والرمزية، والخيال، والإيهام.. أنه كل ركن من هذه الأركان قد لعب دوره في النص حيث يتجلى ذلك في المسكوت عنه بوضوح تام..

3- التكثيف التجريدي:
نجد الكاتب هنا قد اعتمد على شخصيات أسطورية وقارن قيمها بقيم أرباب العصر...

4- التكثيف البنيوي
نلاحظ هنا كيف تطرق الكاتب إلى أرباب العصر بصورة مكثفة حيث أرباب العصر الذين يسيطرون على العالم هم أرباب الاقتصاد، التكنولوجيا، السياسة، المنظمات.. العلوم... كلها أصبحت آليات تضر الإنسان وتدمره.. من هذا الباب يصور لنا الكاتب الواقع الحقيقي...

11- البنية
يتبين لنا خيط البنية في هذا النص حيث القصة قد احتوت على العناصر الأساسية للقصة. فالقصة انطلقت مباشرة بحدث الغوص، وهذه الطريقة نجدها حتى في القصة، والقصة القصيرة، وتتصاعد الأحداث حتى النهاية في نسيج سردي يحكي لنا وقائع القصة...

12- السرد
نلاحظ هنا كيف ترجم الكاتب الصورة الباطنية للنص في حبكة سردية بأسلوب يتميز به الكاتب محمد معمري، وبسرد شخصي؛ لأن هناك فقط شخصية واحدة التي تروي لنا القصة..

13- الشخصية
نجد الكاتب هنا قد جعل لقصته نوعين من الشخصيات:
- الشخصية المحورية:
أرباب العصر؛ ويصورهم لنا الكاتب شخصيات هستيرية، أي تحب ملذات الحياة.. وتتقن لعب الأدوار للبلوغ إلى مبتغاها..

- الشخصيات الثانوية:
الإله "أوين"، الإلهة "حاتور"، ويصورهما لنا الكاتب شخصيات سوية لأنها تخلق توازنا مع نفسها، والبيئة، والناس..

- شخصيات ثانوية رمزية:
العذروات؛ ليست بشخصيات إنما هي رموز: : أورد تعني "ما كان"، فرداندي: تعني "ما هو كائن"، سكولد: تعني "ما سوف يكون".. أي الأقدار والمكتوب والمصير...
- الحية، والصقر، رمز لشخصيات حقيقية، فالحية تمثل خطر الأشخاص الذي يهدد أرباب العصر، والصقر يمثل الشخصيات التي يستخدمها أرباب العصر، بعد ترويدها، من أجل خلق صراع بينهما...

14- المقابلة
نجد في هذا النص المقابلة بين:
- أرباب العصر، والإله "أوين"؛ فأرباب العصر يمثلون التسلل، فقأ العين، الاغتصاب، خلق الصراع، القتل، العمل على تغيير جذور المجتمعات... والإله "أوين" يمثل العناية التامة بالشجرة الكونية حيث يضع عينه رهنا في النبع المائي، ويسهر على نموها، لأنها تمثل الزمن والخلافة البشرية، والكون... وبذلك تكون المقابلة اعتراضية المعنى بين الحرب والسلم...

- أرباب العصر، في اغتصاب العذروات، والعذروات هي أقدار ومصير ومكتوب... لن يستطيعوا تغييرها مهما فعلوا؛ وبذلك هي مقابلة اعتراضية المعنى بين الوهم والحقيقة...

- الصراع بين الحية والصقر، فالحية تتميز بخطر سمها، وتدافع عن نفسها وعن المكان الذي تكون فيه.. والصقر يمثل الصياد الماهر الذي يتميز بمخالبه الحادة وتركيزه على اصطياد فريسته؛ وبذلك تكون هنا المقابلة اعتراضية المعنى حيث الخطر يقابل إزالته...

- أرباب العصر، والإلهة "حاتور"، قتلوا الإلهة "حاتور" التي تمثل الحب الذي يكون بين البشر من أجل التناغم والتنظيم والجمال في العالم... وبذلك تكون المقابلة اعتراضية المعنى بين الجريمة والحب...

ـ أرباب العصر، والشعوب، حيث يحاولون تغيير جذور الشعوب، هذه المحاولة ينجم عنها صراعات بين الشعوب، وبين الطوائف والديانات... وبذلك تكون هنا المقابلة اعتراضية المعنى حيث يقابل المكر والاحتيال والنفاق العصري.. سذاجة الشعوب...

15- المقاربة
تتجلى هنا المقاربة في سلوكيات أرباب العصر من فقأ العين، والاغتصاب، وخلق الصراع، والقتل، ومحاولة تغيير الجذور.. ونظام الحياة الصحيح معروف عند كل الناس.. إلا أن هناك تساؤلات حول نظام الحياة؛ هذه التساؤلات تخص المتلقي لتكتمل لديه المقاربة بين سلوكيات أرباب العصر، ونظام الحياة...

16- المفارقة
نلاحظ في هذا النص المفارقة بين أرباب العصر، والإلهين، وبين الوهم والحقيقة، وبين أرباب العصر والشعوب.. كلها مفارقات جسدها الكاتب بأسلوب المفارقة عن طريق التفاعل مع الأحداث باستعمال المفارقة اللفظية والتركيبية...

وتأتي المفارقة في نهاية النص بمحاولة استمرارية انطلق من الماضي، ونعيش حاضرها، وتتطلع نحو المستقبل بتغيير جذور الشعوب وجعلهم علمانيون عولميون.. بشرا لا يصلح سوى للاستهلاك وتنقضي صلاحيته مع تدهور الاستهلاك... لكنهم نسوا أن للإنسان فطرة تدفعه نحو تقاليده وأعرافه وعرقيته ووطنه وشخصيته ودينه.. ورغم انحرافهم لابد له من العودة إلى أصله...

17- الإيماء
لقد استعمل الكاتب في هذا النص الإيماء الواضح الذي يتجلى في الجملة التالية: [وتركوه يقلب وجهه في السماء!..]، أي يبحث عن معرفة سبب فقأ عينه من طرف أرباب العصر..

18- الإيحاء
نلاحظ في هذا النص أن الكاتب قد اعتمد على المرجعية والتناص والخيال الذي استطاع به أن يجسد النص إلى واقع ملموس؛ لذلك بعودة المتلقي إلى المرجعية والتناص، ويغص بخياله هو الآخر لأن النص ظاهره أسطورتين، وباطنه واقع مُعاش...

19- التلميح
نجد التلميح في جملتين:
- [..عذريتهن مريمية..]، مريمية نسبة لمريم العذراء؛ أي أنهم اتهموا مريم العذراء بالخيانة.. لكنها كانت شريفة وبعيدة عن أي تهمة؛ لكن القدر والمكتوب والمصير.. أشياء لها مفعولها الذي لا يستطيع تغييره أي بشر عبر الزمن...

- [وكان جزاءها جزاء سنمار..]، ونجد الكاتب هنا قد استعمل مثلا متواترا، ويعني قتل فاعل الخير، لأن سنمار مهندس برتغالي طلب منه الملك النعمان بناء قصر له لم يبن مثله، ولن يبن مثله لأي أحد كيفما كان فاتفقا.. ولما انتهى من بنائه قاما بجولة في القصر.. ولما وقفا في شرفة عالية دفعه الملك النعمان فهوى إلى الأرض ومات.. لهذا أصبح يضرب هذا المثل...

20- الإيهام
نلاحظ الكاتب هنا كيف طوع اللغة بمكونات مصطلحات الأساطير في فضاء بين الخيال والحقيقة؛ وبالتالي فالأدوات التي استعملها تبرز ركن الإيهام بقوة... حتى يظن المتلقي فقط أن الكاتب قد لعب بقوة الرمزية فحسب...

21- الرمزية
نجد في هذا النص أربعة أنواع من الرمزية:
- الرمزية التناصية:
وهي الأسماء التي وردت في التناص للأسطورتين: الشجرة البديعة، "ميمير"، "أوين"، "أورد، فرداندي، سكولد"، "نيدهيغ"، "إيغدراسيل"، "حاتور"

* الشجرة البديعة:
ترمز إلى شجرة الكون التي تجمع بين الزمن بماضيه وحاضره ومستقبله، وخلافة البشر التي تمثل جذورها الأجداد، والجذع الأبناء، والأغصان الأحفاد في دورة زمنية تشبه الفصول الأربعة...

* "ميمير": نبع مائي منه تسقى الشجرة الكونية، ويرمز إلى الحياة التي يبثها في الكون...

* " أوين": يرمز إلى كل من يعمل بإخلاص وتضحية من أجل الخير للجميع...

* "أورد، فرداندي، سكولد":


"أورد" تعني "ما كان"، "فرداندي": تعني "ما هو كائن"، "سكولد": تعني "ما سوف يكون".. أي يرمزن إلى الأقدار والمكتوب والمصير، كما يرمزن إلى زمن الماضي والحضار والمستقبل...

* "نيدهيغ": ترمز إلى حارسة الشجرة...

- الرمزية الأدبية:
* "أرباب": ترمز إلى أصحاب السلطة والنفوذ والكراسي والقيادة...

* "جذور الشجرة...": ترمز إلى أصل الإنسان وفطرته وقوميته وشخصيته...

* "الصقر" يرمز إلى الافتراس، والقنص عن طريق الترويض...

* "الأسود": يرمز إلى الظلم، الشر، الظلام...

- الرمزية الشعبية:
* "الأسود": لون في الرمز الشعبي يعني الشر ويتطاير منه الكثير في المجتمعات كأنه رمزا للشؤم.. وبذلك يكون رمزا يجمع بين الأدبي والشعبي...

22- الخيال
نرى الكاتب في هذا النص كيف استطاع أن يصور الباطن الواقعي في صورة خيال استمدها من التناص الخاص بالأساطير، فأعطت صورة أخرى للظاهر يختفي فيها الشيء الكثير بقيمة رمزية تجسد الواقع الحي والمستمر، أي أن القصة لازالت مستمرة وقد انطلقت من الماضي، ونحن نعيش حاضرها، وتبقى مفتوحة نحو المستقبل...

23- السخرية
تتجلى السخرية في هذا النص في المفارقات بين الشخصيات المحورية، أرباب العصر، والشخصيات الثانوية، الإلهين، وهي مفارقات التضاد الواضحة في سياق النص، وكذلك في ما هو فوق النص...

24- الوصف
نلاحظ أن الكاتب قد استعمل الوصف المكثف في: [.. غوصا..]، [.. العتيقة..]، [.. يقلب وجهه..]، [.. مريمية..]، [.. الأسود..].

25- القراءة للنص
لكل قصة أربع قراءات:
1- القراءة الظاهرية:
وهي ما قمنا به من العنوان إلى الوصف.

2- القراءة الباطنية:
يصور لنا الكاتب عن طريق الإسقاط مفارقات بين أرباب العصر وشخصيات أسطورية، حيث يجسد لنا الواقع المر الذي يهطل على قلوبنا وعقولنا ونحن ندير ظهورنا لهذا الواقع سواء أكنا على وعي وأهملناه بحكم الحضارة والتقدم والتطور والتكنولوجيا، أو جهلناه.. فالكاتب ينبهنا لخطورة الموقف حيث أرباب العصر الذين يسيطرون على الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والسياسة.. يعملون على تغيير العالم بشتى الطرق، والوسائل.. فهم يتسللون إلى النبع الذي تترسخ فيه جذورنا ويحاولون تغيير خلق الله.. كأنهم يريدون تغيير النظام الكوني.. وكل عين يرونها ترقب وتضحي من أجل الخير للنظام الكوني وللبشر يعملون على تدميرها.. ولا يسع عقل الإنسان سوى البحث عن معرفة الأسباب.. لكن حيلهم ومكرهم ونفاقهم العصري وحب الملذات... تجعلهم يعملون على إيهام العقل البشري حتى لا يصل إلى الحقيقة.. ويظنون أنهم قد غيروا النظام الكوني بفسادهم وتدميرهم و... لكنهم يمكرون، والله خير الماكرين.. فالقدر، والمكتوب والمصير كلها في اللوح المحفوظ لا يغيرها سوى الله وحده سبحانه وتعالى، وإذا رأوا تغييرا ظنوا أن ذلك باستطاعتهم.. وحتى يبقوا هم الأقوياء في العالم يعملون على خلق الصراع بين الشعوب والطوائف والديانات.. ويمدونهم بالأسلحة ويغرقونهم ديونا حتى ينهار الجميع... وبذلك يصعدون قمة العالم ويقتلون الحب بين الشعوب والطوائف والديانات حتى تسود الكراهية والعنصرية... ويصلون في النهاية إلى مبتغاهم وهو تغيير جذور البشر؛ حتى تسود العلمانية والعولمة.. ويبقى الإنسان طبقتين، طبقة الأرباب، وطبقة المستهلك الذي تنتهي صلاحيته بانتهاء منتوجاتهم...

3- القراءة التأويلية:
يمكن لكل قارئ حسب ثقافته وفكره وقوة خياله أن يِِؤول النص كيف يشاء، والنص الذي بين أيدينا قابل لعدة تأويلات...

4- قراءة خلفية النص
هذه القراءة نقرأ من خلالها شخصية الكاتب، من حيث تمكنه من اللغة، من الأدوات التي يشتغل عليها، مضمون النص، رسالة النص، ربط مضامين وأفكار النص بنصوص الكاتب ونخرج بنبذة موجزة عن شخصية الكاتب...


بقلم: محمد معمري



قديم 10-27-2010, 06:24 PM
المشاركة 2
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك على جميل الطرح
و بديع القراءة.
بيد أن لي مداخلة متواضعة كمظهر من مظاهر إعجابي بقلمك
1. الأسطورة التي كتبتها آنفاً و اكتنفها الغموض من جهة الأسماء الأعجمية
هي عين ما ذكره القرآن الكريم عن آدم و حواء و إبليس و الشجرة ,
و فيها إشارة لما ذكره القرآن حول غراب قابيل و هابيل
سؤالي هنا لماذا عدلت عن مسميات شخوص القصص القرآني (الحقائق القرآنية) الموحدة إلي معرفات مشابهة من ثقافات شتى؟
2. كثرة الشخوص أثقلت ق. ج. ج كثيرا.
3. الحشو اللغوي كقولك ( ... نبع "ميمير"..
عين الإله "أوين" ،
اغتصبوا العذروات الثلاث: "أورد، فرداندي، سكولد"؛
وعلى الحية "نيدهيغ" سلطوا الصقر الأسود..
فتمكنوا من الصعود عبر شجرة "إيغدراسيل" إلى السماء.. )

فلو ذكرت اسم الأسطورة لتمَّ المراد بإيجاز.
4. ما إسقاطك التي ترميه في دواخلنا اليعربية من ثقوب الروح التي تلقتك و قصتك الجميلة؟
فالحقيقة مجرد الصراع العام لم يقنعني أنك أبدعت ما أبدعت لإيصال التدافع الكوني فحسب.
أرجو توضيحك أخي الحبيب.

محبتي الخالصة من شوائب الحياة و الآداب.

قديم 10-27-2010, 09:17 PM
المشاركة 3
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[FONT=Comic
سؤالي هنا لماذا عدلت عن مسميات شخوص الأسطورة القرآنية الموحدة إلي معرفات مشابهة من ثقافات شتى؟
[[/SIZE][/FONT]


الأخ عبده فايز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو تعديل المصطلح ( الأسطورة القرآنية ) إلى

الحقائق القرآنية . ولك الشكر الجزيل .

قديم 10-27-2010, 09:21 PM
المشاركة 4
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الأستاذ محمد معمري

شكرا ً على الإثراء والإفادة

وأنا أشارك أخي عبده في موضوع كثرة الشخصيات

حتى لو كانت رمزية , ولكل متلقي وجهة نظر ومرآة

تخصه للعمل الفني .

دمت أستاذا ً معطاء ً كريما ً .

قديم 10-28-2010, 12:50 PM
المشاركة 5
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم
عبدالسلام حمزة
أشكرك على جميل حرصك
نعم , ما قلته هو الأَولى و الألبق بكتاب الله عز وجل.
محبتي لك و لقلمك.

قديم 11-10-2010, 07:16 PM
المشاركة 6
محمد معمري
مُحـب للحكمـة
  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك على جميل الطرح
و بديع القراءة.
بيد أن لي مداخلة متواضعة كمظهر من مظاهر إعجابي بقلمك
1. الأسطورة التي كتبتها آنفاً و اكتنفها الغموض من جهة الأسماء الأعجمية
هي عين ما ذكره القرآن الكريم عن آدم و حواء و إبليس و الشجرة ,
و فيها إشارة لما ذكره القرآن حول غراب قابيل و هابيل
سؤالي هنا لماذا عدلت عن مسميات شخوص القصص القرآني (الحقائق القرآنية) الموحدة إلي معرفات مشابهة من ثقافات شتى؟
2. كثرة الشخوص أثقلت ق. ج. ج كثيرا.
3. الحشو اللغوي كقولك ( ... نبع "ميمير"..
عين الإله "أوين" ،
اغتصبوا العذروات الثلاث: "أورد، فرداندي، سكولد"؛
وعلى الحية "نيدهيغ" سلطوا الصقر الأسود..
فتمكنوا من الصعود عبر شجرة "إيغدراسيل" إلى السماء.. )

فلو ذكرت اسم الأسطورة لتمَّ المراد بإيجاز.
4. ما إسقاطك التي ترميه في دواخلنا اليعربية من ثقوب الروح التي تلقتك و قصتك الجميلة؟
فالحقيقة مجرد الصراع العام لم يقنعني أنك أبدعت ما أبدعت لإيصال التدافع الكوني فحسب.
أرجو توضيحك أخي الحبيب.

محبتي الخالصة من شوائب الحياة و الآداب.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم محمد الصالح منصوري أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك ومشاعرك الطيبة وتعليقك القيم...
1- الفرق بين الأسطورة والقرآن الكريم هو أن الأسطورة من خيال الإنسان؛ وباختصار، فالأسطورة حكاية خيالية ليس لها حقائق، أي مبنية على الكذب إن صح التعبير... أما القرآن الكريم فهو حقائق مطلقة...
وإدا أردت أن أرمز إلى أشياء نبيلة وصادقة يكون بطبيعة الحال القرآن الكريم والأحاديث، وتراثنا.. لكن عندما يكون الظلم والمكر والفساد والخداع والنفاق العصري والطغيان... لابد أن أستعمل الأساطير وما شابهها...

2- ربما كثرة الشخوص أثقلتها، والعذروات لسن بشخصيات..
وإن قلنا أن كثرة الشخصيات تثقل القصة.. فعلى أي قاعدة بنيت حكمك؟

3- إن كنت ترى الجمل التي ذكرت حشوا، فأنا لا أرى ذلك! [نبع ميمر]، كمن قال: "نهر دجلة"، فهل نهر دجلة حشوا؟
وما ذكرت سوى أشخاص، أو أشياء وأسماءها...

4- القصة القصيرة جدا من شأنها تعدد التأويلات، وما قلته في قراءتي ليس هو النهاية...
واستعمال الأسطورة من أجل الإسقاط على الواقع يفي بغرضه.. والواقع واضح مثل وضوح الشمس، إنما تختلف التعابير من شخص لآخر...
مودتي وتقديري

قديم 11-10-2010, 07:21 PM
المشاركة 7
محمد معمري
مُحـب للحكمـة
  • غير موجود
افتراضي

الأستاذ محمد معمري

شكرا ً على الإثراء والإفادة

وأنا أشارك أخي عبده في موضوع كثرة الشخصيات

حتى لو كانت رمزية , ولكل متلقي وجهة نظر ومرآة

تخصه للعمل الفني .

دمت أستاذا ً معطاء ً كريما ً .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم عبد السلام حمزة أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك ومشاعرك الطيبة وتعليقك القيم...
الشخصية المحورية هم "أرباب العصر"، الباقي ليس سوى رموز.. ومن قال أن كثرة الشخصيات تثقل القصة يفدني بالقاعدة التي استند إليها حكمه...
مودتي وتقديري


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قراءة في "الشجرة البديعة" لمحمد معمري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوار ادبي حول رواية "موت صغير" الفائزة بالبوكر لمحمد علوان ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 19 06-19-2017 03:31 PM
لوحة "بين حسرة الفأس وابتسام الشجرة" عمر مصلح منبر الفنون. 8 10-05-2013 10:41 PM
التحليل الأدبي لقصيدة" سر عمري "لليلى يوسف:بقلم ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 5 05-02-2012 01:22 PM
دعوة إلى ترجمة "Arab Voices in Diaspora " لليلى المالح إلى العربية الدكتورة مديحة عتيق منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 15 04-09-2012 01:41 PM

الساعة الآن 11:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.