احصائيات

الردود
44

المشاهدات
28084
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.40

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
09-02-2010, 02:51 PM
المشاركة 1
09-02-2010, 02:51 PM
المشاركة 1
افتراضي المتنبي : سر بقاؤه وخلوده؟؟

لا شك ان في شخص، وابداع المتنبي، وشعره تحديدا.. سر عظيم.. جعله خالدا، باقيا، ساحرا للعقول والقلوب، رغم مرور ما يزيد على الالف عام على وفاته...

- فما سر خلود المتنبي الرجل والشاعر؟

ساحاول هنا ان اقدم تعريف بشخصية المتنبي وصفاته وسمات شخصيتة، اضافة الى استعراض بعض النظريات والاجتهادات التي قدمها الباحثون في تفسير سر بقاء وخلود المتنبي. كما ساحاول تقديم ملخص عن بعض الدارسات الاخرى التي بحثت في سر عبقرية المتنبي وهي عديدة وبعضها القليل فقط تطرق كما سنرى الى "الجوانب النفسية" في شخصيتة، ثم نقدم تصورا جديدا لسر بقاء المتنبي وخلوده، يقوم على اساس "نظرية تفسير الطاقة الابداعية" والتي تفترض وجود علاقة بين اليتم والابداع في اعلى حالاته...

فما سر بقاء وخلود المتنبي؟


قديم 09-02-2010, 02:54 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المتنبي،
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيب الجعفي الكوفي، ولد سنة 303 هـ في الكوفةبالعراق، وعاش افضل ايام حياته واكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراءالعرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعرحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. وتدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ويقولون عنه بانه شاعر اناني ويظهر ذلك في اشعاره. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره وعمره 9 سنوات. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.
صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني.

قديم 09-02-2010, 02:55 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المتنبي وسيف الدولة الحمداني

ظل باحثاً عن أرضه وفارسه غير مستقر عند أمير ولا في مدينة حتى حط رحاله في إنطاكية حيث أبو العشائر ابن عم سيف الدولة سنة 336 هـ، واتصل بسيف الدولة بن حمدان، أمير وصاحب حلب، سنة 337 هـ وكانا في سن متقاربه، فوفد عليه المتنبي وعرض عليه أن يمدحه بشعره على ألا يقف بين يديه لينشد قصيدته كما كان يفعل الشعراء فأجاز له سيف الدولة أن يفعل هذا وأصبح المتنبي من شعراء بلاط سيف الدولة في حلب، وأجازه سيف الدولة على قصائده بالجوائز الكثيرة وقربه إليه فكان من أخلص خلصائه وكان بينهما مودة واحترام، وخاض معه المعارك ضد الروم، وتعد سيفياته أصفى شعره. غير أن المتنبي حافظ على عادته في أفراد الجزء الأكبر من قصيدته لنفسه وتقديمه إياها على ممدوحة، فكان أن حدثت بينه وبين سيف الدولة جفوة وسعها كارهوه وكانوا كثراً في بلاط سيف الدولة.
ازداد أبو الطيب اندفاعاً وكبرياء واستطاع في حضرة سيف الدولة في حلب أن يلتقط أنفاسه، وظن أنه وصل إلى شاطئه الأخضر، وعاش مكرماً مميزاً عن غيره من الشعراء في حلب. وهو لا يرى إلا أنه نال بعض حقه، ومن حوله يظن أنه حصل على أكثر من حقه. وظل يحس بالظمأ إلى الحياة، إلى المجد الذي لا يستطيع هو نفسه أن يتصور حدوده، إلى أنه مطمئن إلى إمارة حلب العربية الذي يعيش في ظلها وإلى أمير عربي يشاركه طموحه وإحساسه. وسيف الدولة يحس بطموحه العظيم، وقد ألف هذا الطموح وهذا الكبرياء منذ أن طلب منه أن يلقي شعره قاعداً وكان الشعراء يلقون أشعارهم واقفين بين يدي الأمير، واحتمل أيضاً هذا التمجيد لنفسه ووضعها أحياناً بصف الممدوح إن لم يرفعها عليه. ولربما احتمل على مضض تصرفاته العفوية، إذ لم يكن يحس مداراة مجالس الملوك والأمراء، فكانت طبيعته على سجيتها في كثير من الأحيان.

قديم 09-02-2010, 02:58 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
المتنبي وكافور الإخشيدي

الشخص الذي تلا سيف الدولة الحمداني أهمية في سيرة المتنبي هو كافور الإخشيدي. فقد فارق أبو الطيب حلباً إلى مدن الشام ومصر وكأنه يضع خطة لفراقها ويعقد مجلساً يقابل سيف الدولة. من هنا كانت فكرة الولاية أملا في رأسه ظل يقوي. دفع به للتوجه إلى مصر حيث (كافور الإخشيدي). وكان مبعث ذهاب المتنبي إليه على كرهه له لأنه طمع في ولاية يوليها إياه. ولم يكن مديح المتنبي لكافور صافياً، بل بطنه بالهجاء والحنين إلى سيف الدولة الحمداني في حلب، فكان مطلع أول قصيدته مدح بها كافور:

كفى بك داء أن ترى الموت شافياً وحسب المنايا أن يكن أمانيا


فكأنه جعل كافورا الموت الشافي والمنايا التي تتمنى ومع هذا فقد كان كافور حذراً، فلم ينل المتنبي منه مطلبه، بل إن وشاة المتنبي كثروا عنده، فهجاهم المتنبي، وهجا كافور ومصر هجاء مرا ومما نسب إلى المتنبي في هجاء كافور:

لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجــاس مناكــيد
نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد بشمن وما تفنى العناقيد

لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عود

من علم الأسود المخصي مكرمة أقومه البيض أم آباؤه السود

أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود


و استقر في عزم أن يغادر مصر بعد أن لم ينل مطلبه، فغادرها في يوم عيد، وقال يومها قصيدته الشهيرة التي ضمنها ما بنفسه من مرارة على كافور وحاشيته، والتي كان مطلعها:

عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد


قديم 09-02-2010, 03:04 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شعره وخصائصه الفنية

شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره، وحياته، فهو يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما يمثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقاً ولا يعنى فيها كثيراً بالمحسنات والصناعة.ويقول الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه في الادب والفن ان المتنبي يعتبر وبحق شاعر العرب الأكبر عبر العصور وكل من جاء بعده عيال عليه وادعى النبوة لغروره بشعره انه كان يقول الشعراء يسهرون الليالي حتى ينظموا الشعر واكن انا انام نومي الطويل والشعر ياتي لي

أغراضه الشعرية
المدح

الإخشيدي، ومدائحه في سيف الدولة وفي حلب تبلغ ثلث شعره أو أكثر، وقد استكبر عن مدح كثير من الولاة والقواد حتى في حداثته. ومن قصائده في مدح سيف الدولة:
وقفت وما في الموت شكٌّ لواقف *** كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم
تمـر بك الأبطال كَلْمَى هزيمـةً *** ووجهك وضاحٌ، وثغرُكَ باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى *** إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم

و كان مطلع القصيدة:
عَـلَى قَـدرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ *** وتَــأتِي عَـلَى قَـدرِ الكِـرامِ المَكـارِم
وتَعظُـم فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها *** وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ

الوصف
أجاد المتنبي وصف المعارك والحروب البارزة التي دارت في عصره وخاصة في حضرة وبلاط سيف الدولة، فكان شعره يعتبر سجلاً تاريخياً. كما أنه وصف الطبيعة، وأخلاق الناس، ونوازعهم النفسية، كما صور نفسه وطموحه. وقد قال يصف شِعب بوَّان، وهو منتزه بالقرب من شيراز :
لها ثمر تشـير إليك منـه *** بأَشربـةٍ وقفن بـلا أوان
وأمواهٌ يصِلُّ بها حصاهـا *** صليل الحَلى في أيدي الغواني
إذا غنى الحمام الوُرْقُ فيها *** أجابتـه أغـانيُّ القيـان

الفخر
لاتجسر الفصحاء تنشد ههنا*****بيتا، ولكني الهزبر الباسل
مانال اهل الجاهلية كلهم*******شعري ولا سمعت بسحري بابل
واذا اتتك مذمتي من ناقص******فهي الشهادة لي بأني كامل


الهجاء

لم يكثر الشاعر من الهجاء. وكان في هجائه يأتي بحكم يجعلها قواعد عامة، تخضع لمبدأ أو خلق، وكثيراً ما يلجأ إلى التهكم، أو استعمال ألقاب تحمل في موسيقاها معناها، وتشيع حولها جو السخرية بمجرد الفظ بها، كما أن السخط يدفعه إلى الهجاء اللاذع في بعض الأحيان. وقال يهجو طائفة من الشعراء الذين كانوا ينفسون عليه مكانته:




أفي كل يوم تحت ضِبني شُوَيْعرٌ *** ضعيف يقاويني، قصير يطاول
لساني بنطقي صامت عنه عادل *** وقلبي بصمتي ضاحكُ منه هازل
وأَتْعَبُ مَن ناداك من لا تُجيبه *** وأَغيظُ مَن عاداك مَن لا تُشاكل
وما التِّيهُ طِبِّى فيهم، غير أنني *** بغيـضٌ إِلىَّ الجاهـل المتعاقِـل




من أية الطرق يأتي نحوك الكرم *** أين المحاجم ياكافور والجلم
جازا الأولى ملكت كفاك قدرهم *** فعرفوا بك أن الكلب فوقهم
لا شيء أقبح من فحل له ذكر *** تقوده أمة ليست لها رحم
سادات كل أناس من نفوسهم *** وسادة المسلمين الأعبد القزم
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم *** يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
ألا فتى يورد الهندي هامته *** كما تزول شكوك الناس والتهم
فإنه حجة يؤذي القلوب بها *** من دينه الدهر والتعطيل والقدم
ما أقدر الله أن يخزي خليقته *** ولا يصدق قوما في الذي زعموا

الحكمة
اشتهر المتنبي بالحكمة وذهب كثير من أقواله مجرى الأمثال لأنه يتصل بالنفس الإنسانية، ويردد نوازعها وآلامها. ومن حكمه ونظراته في الحياة:
ومراد النفوس أصغر من أن *** نتعادى فيـه وأن نتـفانى
غير أن الفتى يُلاقي المنايـا *** كالحات، ولا يلاقي الهـوانا
ولـو أن الحياة تبقـى لحيٍّ *** لعددنا أضلـنا الشجـعانا
'وإذا لم يكن من الموت بُـدٌّ *** فمن العجز ان تكون جبانا
كذلك يقول:
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به *** في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
والهجر أقتل لي مما اراقبه *** أنا الغريق فما خوفي من البلل

مقتله
كان المتنبي قد هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني بقصيدة شديدة فلما كان المتنبي عائدًا يريد الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محسّد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّة، وكان في جماعة أيضًا. فاقتتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محشد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول غربيّ بغداد.
قصة قتله أنه لما ظفر به فاتك... أراد الهرب فقال له ابنه... اتهرب وأنت القائل

الخيل والليل والبيداء تعرفني .....والسيف والرمح والقرطاس و القلم




==


وصلات:

قديم 09-02-2010, 03:06 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نشأة المتنبي

بقلم د . زهير غازي زاهى

في هذا العالم المضطرب المتناقض الغارق في صراعه الاجتماعي والمذهبي كانت نشأة المتنبي وقد وعي بذكائه ألوان هذا الصراع وقد شارك فيه وهو صغير، وانغرست في نفسه مطامح البيئة فبدأ يأخذ عدته في أخذه بأسباب الثقافة والشغف في القراءة والحفظ. وقد رويت عن أشياء لها دلالاتها في هذه الطاقة المتفتحة التيسيكون لها شأن في مستقبل الأيام والتي ستكون عبقرية الشعر العربي.
روي أنه تعلم في كتاب. وروي أنه اتصل في صغره بأبي الفضل بالكوفة، وكان من المتفلسفة، فهوسه وأضله. وروي أنه كانسريع الحفظ، وأنه حفظ كتابا نحو ثلاثين ورقة من نظرته الأولى إليه، وغير ذلك مما يروى عن حياة العظماء من مبالغات . . .
ولم يستقر في موطنه الأول الكوفة وإنما خرج برحلته إلى الحياة خارج الكوفة وكأنه أراد أن يواجه الحياة بنفسه ليعمق تجربته فيها بل ليشارك في صراعاتها الاجتماعية التي قد تصل إلى أن يصطبغ لونها بما يسيل من الدماء كما اصطبغ شعره وهو صبي . . هذا الصوت الناشئ الذي كان مؤهلا بما يتملك من طاقاتوقابليات ذهنية أدرك أن مواجهة الحياة في آفاق أوسع من آفاق الكوفة تزيد من تجاربهومعارفه فخرج إلى بغداد يحاول أن يبدأ بصراع الزمن والحياة قبل أن يتصلب عوده، ثم خرج إلى بادية الشام يلقي القبائل والأمراء هناك، يتصل بهم ويمدحهم فتقاذفته دمشق وطرابلس واللاذقية وحمص.
كان في هذه الفترة يبحث عن فردوسه المفقود،
ويهيئ لقضيةجادة في ذهنه تلح عليه،
ولثورة حاول أن يجمع لها الأنصار، وأعلن عنها في شعره تلميحا وتصريحا حتى أشفق عليه بعض أصدقائه وحذره من مغبة أمره، حذره أبو عبد الله معاذ بن إسماعيل في اللاذقية، فلم يستمع له وإنما أجابه مصرا :

أبـا عبـد الإلـه معاذ أني



خفي عنك في الهيجا مقامي


ذكرت جسيـم ما طلبي وأنا



تخاطر فيـه بالمهج الجسام


أمثلـي تـأخذ النكبات منـه



ويجزع من ملاقاة الحمام ؟


ولو برز الزمان إلى شخصا



لخضب شعر مفرقه حسامي


إلا أنه لم يستطع أن ينفذ ما طمح إليه. وانتهى به الأمر إلى السجن. سجنه لؤلؤ والي الأخشيديين على حمص بعد أن أحس منه بالخطر على ولايته، وكان ذلك ما بين سنتي 323 هـ ، 324 هـ .

البحث عن النموذج :
خرج أبو الطيب من السجن منهك القوى . . كان السجن علامةواضحة في حياته، وكان جدارا سميكا اصطدمت به آماله وطموحاته، وأحس كل الإحساس بأنه لم يستطع وحده أن يحقق ما يطمح إليه من تحطيم ما يحيط به من نظم، وما يراه من فساد المجتمع. فأخذ في هذه المرحلة يبحث عن نموذج الفارس القوى الذي يتخذ منه مساعدا على تحقيق طموحاته، وعلى بناء فردوسه. وعاد مرة أخرى يعيش حياة التشرد والقلق، وقد ذكركل ذلك بشعره. فتنقل من حلب إلى إنطاكية إلى طبرية حيث التقى ببدر بن عما سنة 328 هـ، فنعم عند بدر حقبة، وكان راضيا مستبشرا بما لقيه عنده، إن الراحة بعد التعب، والاستقرار بعد التشرد، إلا أنه أحس بالملل في مقامه، وشعر بأنه لم يلتق بالفارس الذي كان يبحث عنه والذي يشاركه في ملاحمه، وتحقيق آماله.
فعادت إليه ضجراته التيكانت تعتاده، وقلقه الذي لم يبتعد عنه، وأنف حياة الهدوء إذ وجد فيها ما يستذل كبرياءه. فهذا الأمير يحاول أن يتخذ منه شاعرا متكسبا كسائر الشعراء، وهو لا يريد لنفسه أن يكون شاعر أمير، وإنما يريد أن يكون شاعرا فارسا لا يقل عن الأمير منزلة. فأبو الطيب لم يفقده السجن كل شيء لأنه بعد خروجه من استعاد إرادته وكبرياءه إلا أنالسجن كان سببا لتعميق تجربته في الحياة، وتنبيهه إلى أنه ينبغي أن يقف على أرض صلبة لتحقيق ما يريده من طموح. لذا فهو أخذ أفقا جديدا في كفاحه. أخذ يبحث عن نموذج الفارس القوي الذي يشترك معه لتنفيذ ما يرسمه في ذهنه.

قديم 09-02-2010, 03:08 PM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
بانتظار البقية ..
استمتعت بسيرة المتنبي


أشكرك ... ناريمان

قديم 09-02-2010, 03:09 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سِيرَةُ الْمُتَنَبِّي


بقلم


سلمان هادي الطّعمة


كربلاء - الجمهورية العراقية

لا أحسب شاعرا عربيا كان يمكن أن يكون في هذا العصر أبعد صرخة وأكثر حماسة وأورى زندا من هذا الشاعر. وقد لا أعدو الصواب إذا قلت أن المتنبي أغزر الشعراء فضلا وأوسعهم شهرة وأعلاهم منزلة، فقد رفع شأن الشعر العربي وأحله مرتبة لم تكن له من قبل، وحمل الراية عاليا، وفتح للشعراء طرائق الخلد، وسن لهم سنن المجد. وبذلك تبوأ مكانة رفيعة ومنزلة سامية، مما دفعنا إلى الإعجاب بعبقريته والافتتان بشعره.


عاد المتنبي إلى الكوفة ، ورجح بعض الباحثين أن ذلك كان سنة 315هـ، واستقر في الكوفة ، ولا نعلم على وجه التحقيق كيف قضى المتنبي حياته في الكوفة بعد عودته إليها، وكل الذي نعلمه أنه اتصل بشخص يعرف أبو الفضل الكوفي، وأبو الفضل هذا رجل قد ثقف الفلسفة. يقول صاحب الخزانة: إن أبا الطيب وقع في صغره إلى واحد يكنى أبا الفضل بالكوفة من المتفلسفة فهوسه وأضله كما ضل . ولا ندري إذا كان أبو الطيب قد درس عليه الفلسفة حقا! وكل الذي نعلمه أن صاحب الوساطة يذكر لنا شعره الذي تأثر فيه بالفلسفة اليونانية، فهل كان ذلك لأنه درس الفلسفة، أو كان من أثر هذه الآراء العامة التي كانت شائعة بين المثقفين في ذلك العصر‍! ونحن أميل إلى الاعتقاد الثاني، فدراسة الفلسفة لا بد أن تكون قد تركت لها آثارا على شعره. وقد مدح أبو الطيب أبا الفضل بقصيدة غريبة فيها أبيات تلفت النظر أنها في الحقيقة تحوي آراء هي التي حملت بعض الباحثين على القول باعتناق المتنبي لمذهب القرامطة. ولكن ناشر ديوان المتنبي يقول عنها إن المتنبي إنما قالها ليمتحن عقب أبي الفضل، وكلا التفسيرين يجانبان الواقع، فنحن نعتقد أن المتنبي إنما ذكر هذه الصفات وهذه الآراء ليفخم بممدوحه، وأن المتنبي لم ير بأسا في مدح من يعتنق هذه المبادئ فيقول مثلا:

يا أيها الملك المصفى جوهرًا من ذات ذي الملكوت أسمى من سما نور تظافرفيك لاهوتيّه فتكاد تعلم علم ما لم يعلما
ويهم فيك إذا نطقت فصاحة من كل عضو منك أن يتكلما
أنا مبصر وأظن أني نائم من كان يحلم بالإله فأحلما
كبر العيان عليَّ حتى أنه صار اليقين من العيان توهما _


ولكن هذا الكلام، وإن كان صريحا في ذكر الحلول، فلا يدل على أن المتنبي كان قرمطيا، وربما كانت هذه عقيدة ممدوحه أبي الفضل فذكرها تقربا إليه، وهو على كل حال، يدل على عدم اهتمام المتنبي بالتمسك بروح الدين. وبعد رجوعه من البادية إلي الكوفة ، لم يطل مكثه بها، فتركها إلى بغداد ، ولم يبق في بغداد طويلا، فخرج عنها إلى الشام. يقول طه حسين: إن المتنبي إنما ترك الكوفة بسبب عقيدته القرمطية خشية على نفسه من يؤاخذ، وأنه خرج إلى الشام بسبب هذه العقيدة ليتصل بالدعاة هناك ويعمل على نشر الفكرة


وكان محبًا للعلم والعلماء ذا قوةٍ حافظة فقد رأى يومًا رجلاً يعرض كتابًا بستين صفحة فأخذه منه ونظر فيه طويلاً وأعاده لصاحبه وأقبل يتلوه حتى آخره. وإنما لُقّب بالمتنبي لأنه ادَّعى النبوَّة في بادية السماوة وهي أرضٌ بحيال الكوفة مما يلي الشام. وهذا بعض كلامه الذي كان يزعم أنه قرآن أُنزل عليه:
"والنجم السيَّار والفلك الدوَّار والليل والنهار إنَّ الكافر لفي أخطار. امضِ عَلَى سننَك واقف أَثرَ مَن كان قبلك من المرسلين فإن الله قامعٌ بكَ زيغَ مَن ألحدَ في الدين وضلَّ عن السبيل".
ولما فشا أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الإخشيد فاعتقله وجعل في رجله وعنقه قرمتين من خشب الصفصاف. فكتب إليه المتنبي من السجن يستعطفه بالقصيدة التي مطلعها:

أيا خدَّدالله وردَ الخدود وقدَّ قدودالحسان القدود


فعفى عنه وأطلقه. ولم يزل بعد خروجه من الاعتقال في خمول وضعف حال حتى اتصل بأبي العشائر الحسنبن الحسين بن حمدان العدوي وكان بأنطاكية فمدحه بعدَّة قصائد. ولما قدم الأمير سيف الدولة أبو الحسن عليَّ بن عبد اللهبن حمدان العدَوي إلى أنطاكية قدَّم أبو العشائر المتنبي إليه وأثنى عنده عليه وعرَّفه منزلته من الشعر والآداب.



من ...مجلة العصبة

قديم 09-02-2010, 03:14 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غَزَلُ المتنبّي


أنطون سليم سعد


من العصبة الأندلسية

في الأقطار العربية نهضة مباركة تغمر قلوب المتأدبين بشعاع الاعتزاز، وهي تخليد ذكرى نوابغنا والتغني بمآثرهم، وليس أدل عليها من الاحتفالات التي أقيمت تذكارًا لانقضاء ألف عام على موت المتنبي. وما المتنبي سوى ذلك الشاعر العربي الفذ الذي استهوى النفوس وسحر العقول بسمو خياله، وجزالة ألفاظه، وروعة بيانه.

إن المتنبيذلك الغلام المطل من بين أطمار الفاقة والناشز في بادية "سماوة" لهو مفخرة العرب ومجدهم الخالد إذا ما فخرت أمم الأرض بنوابغها وفحول شعرائها، ففي كل بيت من قصائده الحكم المثلى المرتدية برود الفصاحة، والشافّة عن أرقّ المعاني وأجمل صور الخيال ما يقصر عنها الكثيرون من أكابر الشعراء الذين قبضوا على صولجان الشاعرية في العالم.
في كنوز أدب المتنبي نفائس لو عرضت في متاحف الأدب الغربي لكانت مدعاة لإجلال الأدب العربي وإحلاله المنزلة العليا، ولكن الأدب تبع للسيف وما ضعفت أمة وضيمت في عصبيتها إلا ضعف أدبها وانخفض شأنه.
لم يتناول الناقدون شاعرًا من شعراء العربية المبرزين تناولهم المتنبي، إلا أنهم صدفوا لأمر لا نعلمه عن درس ميوله وتحليل منازعه وما أحاط بتلك الشخصية الكبيرة من مفاعيل الحياة. على أنهم لو فعلوا لدخلوا منه في شعاب منبسطة الرحاب بعيدة المرامي ولأشرفوا على قمم من نفسه تكاد تناطح الجوزاء، وليس الذنب ذنبهم ولكنه ذنب الثقافة التي لم تنل منها العربية قسطها لا سيما وأن الذين تصدوا للمتنبي كانوا في عصر سادت فيه الصناعة اللفظية، وما يعرف اليوم بالعلم النفساني لم يكن له ثمت من أثر، لذلك نرى معظمهم كالقاضي أبي الحسن الجرجاني، وأبي الفتح عثمان بن جني، وأبي العلاء المعري، وأبي علي بن فوزجة البروجردي، من أكابر الأئمة والعلماء لم يجاوزوا في نقدهم مبنية واستعاراته ومصادر الاستقاء منها.

وإذا علمنا أن الحقد والحسد رانا على تلك الأقلام فلم تعن بغير الخفض من شأن الرجل والتنقص من كرامته بدا لنا وجه التقصير في درس شاعرية المتنبي وفنه، ولعله هو الذي أثار بتعاظمه وكبريائه حسد الحاسدين ونقمة الناقمين وقفل بيده باب التاريخ لمن أتى في هذا العصر يتخبط من حقيقته في ليلٍ دامس. يجمع المتنبي في شعره المدح والرثاء والفخر والهجاء والحماسة والحكمة والوصف والغزل، وقد أفاض في كل هذه الأبواب إلا الغزل فقد كان نصيبه يسيرًا من شعره، وإذا وقعت على ما يشوقك من رائع غزله وخالب تشبيبه فذلك إنه عادة الشعراء في ذلك العصر، ولعل إقلال المتنبي من الغزل وأعراضه عنه له صلة بخلقه، فقد كان مأثورًا عنه الزهد بالنساء والتحرُّم في الخمر، وفي الأبيات التالية دليل بيّن على ذلك. قال:

وغير فؤادي للغواني رمية وغير بناني للزجاج ركاب
تركنا لأطراف القنا كل شهرة فليس لنا إلا بهنَّ لعاب
أعزُّ مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب


وفي أبيات سواها قال:

تروق بني الدنيا عجائبهاولي فؤاد ببيض الهند لاببيضها مغرى


ولكن غزل المتنبي على قلته قد ازدان بدقة المعنى ولطف المبنى وجمال التصور ورقة الحس، وامتاز ببعده عن مواطن التبذل فبدا كالروضة الناضرة لا تأنف أية خريدة من أن تستأنس بشدو طيرها، وتستروح بأنفاس زهرها وريحانها.
لم يتكلف المتنبي الغزل بل جاءه عفوًا وفاضت به نفسه فيضانًا. قال وهو فتى:

أبلى الهوى أسفًا يوم النوى بدني وفرق الهجر بين الجفن والوسن
روح تردد في مثل الخلال إذا أطارت الريح عنه الثوب لم يبن
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل لولا مخاطبتي إياك لم ترني


ففي هذه الأبيات إغراقٌ في الخيال وإبداع في وصف النحول لم يسبقه إليه الشعراء الجاهليون والمخضرمون وعجز المولدون عن اللحاق به، وما صيغ على منواله إنما كان قبسًا من نوره، ووشلة من بحره.

قديم 09-02-2010, 03:18 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الغموض في شعر المتنبي
هل كان المتنبي يتعمّده

أعجز المتنبيكثيرًا من البلغاء ببلاغته، وتفوق على جميع شعراء عصره، وفرض على الأيام خلود شعره، ولكن بالرغم من هذا الإعجاز الذي اشتهر به جاءت بعض أبياته غامضة مبهمة. فهل كان الشاعر يتعمد الغموض والإبهام؟ وما السر في هذا الشذوذ الذي يتخلل أبياته الخالدة؟ ذلك ما يدور حوله البحث بين الأستاذين عبدالرحمن البرقوقي، ونقولا الحداد. وقد ذهب كل منهما مذهبا في هذا الموضوع.
مجلة الهلال


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: المتنبي : سر بقاؤه وخلوده؟؟
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الغلو في شعر المتنبي حسام الدين بهي الدين ريشو منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 9 08-17-2019 01:49 PM
المتنبي - سر بقائه وخلوده؟: أوراق ساخنة ( 10 ) ايوب صابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 11 12-09-2015 01:38 PM
مع المتنبي-1- صبحي ياسين منبر الشعر العمودي 2 07-10-2014 09:51 PM
المتنبي يسترد أباه .. دراسة في نسب المتنبي - عبد الغني الملاّح د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-04-2014 12:32 PM

الساعة الآن 10:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.