احصائيات

الردود
0

المشاهدات
14
 
إبراهيم ياسين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


إبراهيم ياسين is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
423

+التقييم
0.20

تاريخ التسجيل
Sep 2019

الاقامة

رقم العضوية
15917
يوم أمس, 10:47 PM
المشاركة 1
يوم أمس, 10:47 PM
المشاركة 1
افتراضي لاجئيْن
بين خيمتي وخيمتكِ
حفنةُ طين،
لكن بين قلبي وقلبكِ
مسافةُ حربٍ كاملة،
بمدافعها، ومقابرها،
ونشرات أخبارها التي لا تنام.

****
الخيام كلها متشابهة،
لكنني أحفظ طريق الريح إلى خيمتكِ،
وأعرف من صوت أوانيكِ
متى تنتهين من غسل الوجع.

****
أسمعكِ حين تسعلين،
فأفتح النافذة الخفيّة بيننا،
وأرسل لكِ دعاءً دافئاً
من بين أصابعي المرتجفة.

****
حين تضحكين،
تنطفئ القذائف في صدري،
وحين تحزنين،
أشعر أن المخيم يضيق أكثر،
وأن سقف السماء ينخفض حتى كتفيكِ.

****

في المساء،
أرى ظلّكِ يتسلّق جدار خيمتي
كما لو كان يعرف طريقه منذ الولادة،
يمرّ فوق بطانيتي،
ويجلس على صدري
مثل قطةٍ وجدت بيتها أخيراً.

****
الحرب مرّت من هنا،
تركت لنا ماءً مالحاً في العيون،
وصدوراً ضيّقة،
ومسافةً بين قلبين
لا تُقاس بالأمتار،
بل بعدد المرات التي نجونا فيها من القصف.
وبعدد المرّات التي أخفينا فيها خوفنا
حتى لا نربك من حولنا.

****
أريد أن أقول لكِ: أحبكِ،
لكن الكلمة في هذا المخيم
تبدو ترفاً يشبه شراء زهرة
في مدينة بلا ماء.
لذلك أكتفي بأن أمدّ لكِ رغيف الخبز الأكبر
حين يوزّعونه،
وأبتسم بلا سبب،
وأعود إلى خيمتي
كأنني عدت إلى صدركِ.



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 1 والزوار 2)
إبراهيم ياسين

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.