احصائيات

الردود
11

المشاهدات
13792
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
08-22-2010, 12:42 PM
المشاركة 1
08-22-2010, 12:42 PM
المشاركة 1
افتراضي وليم شكسبير

نشرت في مجلة الموقف الأدبي العددان 416 كانون الأول 2005


وليم شكسبير (1564 ـ 1616) ـ
ــ د.ممدوح أبو الوي* ـ سورية
* أستاذ جامعي لـه مؤلفات عديدة.‏

هو من أكبر وأهم الشعراء في العالم وأكثرهم شهرة. ولد الشاعر والمسرحيّ الإنكليزيّ شكسبير في الثالث والعشرين من نيسان عام 1564 في بلدة ستراتفورد، حيث كان والده بائع قفازات، وكان يقوم بذبح العجول بنفسه للحصول على الجلود لصنع القفازات. وتزوج شكسبير عام 1582 عندما بلغ الثامنة عشرة من عمره من سيدة تكبره بثمانية أعوام. وبعد زواجه بخمسة أشهر أنجبت زوجته ابنة لـه سماها سوزانا عام 1583، وأنجبت توأمين عام 1585 وهما جوديت وهامنت الذي توفى عام 1596 في الحادية عشرة من عمره. وبدأ يعمل في إحدى الفرق المسرحية، وبدأ حياته المسرحية ممثلاً ثانوياً، واستطاع الحصول على الشهرة بفضل قصائده، وأسس عام 1594 فرقة مسرحية وقام فيها بدور الممثل والكاتب والشريك في ملكية المسرح. واشترى عام 1602 قطعة أرض في بلدته ستراتفورد، وحصل على أجمل دار في بلدته. وحصل من الملكة على لقب جنتلمان.‏

ويرى معظم النقاد أنه كان يلم ببعض اللغات الأوروبية مثل اللاتينية واليونانية والفرنسية، وتدل مسرحياته أنه على معرفة جيدة بالتاريخ، وأنه استطاع الحصول على ثقافة واسعة، على الرغم من أنه لم يكن مخلصاً لزوجته، وكان يتعاطى شرب الخمر،‏

ولم يعثر النقاد على مخطوطات مسرحياته، كتب شكسبير سبعاً وثلاثين مسرحية، برع في كتابة المآسي، إلا أنّ ملاهي شكسبير لا تقل شأناً عن مآسيه، توفي والده عام 1602، ووالدته عام 1608، وعاد إلى بلدته عام 1612، وعاش فيها السنوات الأربع الأخيرة من عمره، إذ توفي عام 1616، في اليوم ذاته الذي ولد فيه، أي في الثالث والعشرين من نيسان، بعد أن بلغ الثانية والخمسين من عمره، ودفن جثمانه تحت هيكل كنيسة بلدة ستراتفورد، التي كانت آنذاك تمزقها الترعات الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت، ونقشت على قبره أبيات من شعره يطلب فيها عدم نبش قبره.‏

لقد أوصى شكسبير 1564 ـ 1616 بعدم نبش قبره، ودفن جثمانه في كنيسة، ولكنه لم يوص بعدم دراسة أدبه، والبحث عن أسراره الدفينة في مسرحياته الخالدة. يموت العظماء ويتركون لنا أعمالهم الخالدة التي نرى ضرورة دراستها لمعرفة بعض أسرارها، ولمحاولة حل بعض طلاسمها، ولتحديد ميزاتها. يرى الدكتور حسام الخطيب أنّ مآسي شكسبير الكبرى تشترك بميزات أهمها:‏

"تصور المآساة شخصية عظيمة وقعت في موقف صعب.." (1) ويتابع د. الخطيب فيرى أنّ شكسبير يعنى بتأكيد فكرة استمرار الحياة على الرغم من النهاية المأساوية لأبطاله، كما تجمع المسرحيات بين قوة الحبكة، وعمق الفكرة، بحيث تجتذب جماهير من مستويات متفاوتة الذكاء والثقافة، ويدور الصراع في مسرحياته بين العقل والعاطفة، والإخلاص والخيانة...‏

ولقد حقق شكسبير نجاحاً كبيراً بسبب موهبته الفريدة، وتجربته إذ كان، كما قلنا، ممثلاً وكان مشاركاً في ملكية المسرح، ولذلك راعى الناحية التجارية، وذوق الجمهور وكان يعرف إمكانيات المسرح التقنية في عصره، فلم تكن آنذاك إمكانيات الإضاءة المتوفرة الآن، و لم تكن مكبرات الصوت التي تستخدم في الوقت الحاضر موجودة آنذاك. ولعل من أهم ميزات الحبكة المسرحية عند شكسبير أنها تدور حول فكرة الانتقام. يقدم أحد الأشخاص على ارتكاب الشر والخطأ. ويقوم شخص آخر بالثار والانتقام، وبذلك تتكون المسرحية من سلسلة أحداث شر ينتج عنها شر آخر.‏

ومن بين ميزات شكسبير تلك الميزة التي أشار إليها خليل مطران (1869 ـ 1949) إذ يقول خليل مطران في مقدمة ترجمته لهاملت (1601) "إن في نفس شكسبير شيئاً عربياً بلا منازع وهو أبين فيها مما بان في نفس فيكتور هيجو.. وبه مثل ما بنا من الهيام في المبالغة التي لا يقبلها من الكتاب ولا يعقلها من القراء إلا الذين في تصورهم حدة وجماح كما يكون عادة عند الشرقيين وخصوصاً عند العرب، وعلى الجملة، ففي كل ما يكتبه شكسبير شيء من روح البداوة قوامة الرجوع الدائم إلى الفطرة الحرة" (2)‏

ـ من أهم أعمال شكسبير:‏

1ـ روميو وجولييت 1595.‏

2ـ يوليوس قيصر 1599.‏

3ـ تاجر البندقية 1600.‏

4ـ هاملت 1601.‏

5ـ عطيل 1604.‏

6ـ الملك لير 1605.‏

7ـ أنطونيو وكليوباترا 1607.‏

8ـ مأساة "ماكبث" 1606.‏


قديم 08-22-2010, 12:44 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
(روميو وجولييت) 1595‏


هذه المأساة نشيد للحب الصادق، الذي يتجاوز حدود الخلافات العائلية، لا بل يكون سبباً في الوصول إلى السلام والوفاق بين قلوب أبناء العائلتين المتخاصمتين. تجري الأحداث في مدينة فيرونا في إيطاليا، ويشبه موضوع المأساة إلى حد ما موضوع قصة قيس وليلى في الأدب العربيّ، حيث الحبّ القوي، ورفض الأب زواج ابنته من قيس، ورغبة شخص آخر في الزواج منها، إلا أنها تخلص لقيس.‏

شخصيات المسرحية:‏

كابوليت ومونتاغو: شيخان لأسرتين متعاديتين.‏

السيدة كابوليت: زوجة كابوليت وأم جولييت.‏

جولييت: ابنة كابوليت لم تكمل الرابعة عشرة، وهي وحيدة.‏

روميو: ابن مونتاغو.‏

بارس: فتى يرغب طلب يد جولييت.‏

تيبالت: ابن أخي السيدة كابوليت. أي ابن خال جولييت.‏

بنغوليو: ابن أخي مونتاغو، وابن عم روميو.‏

مركوشيو: صديق روميو.‏

تحبّ جولييت روميو دون أن تعرفه في حفلة راقصة، وأخذ يتسلل إلى حديقة منزلها وكان يحبّ سابقاً فتاة اسمها روزالين ويطلب من الأب لورنس أن يعقد قرانه على جولييت، وعن طريق المربية يتفق روميو مع جولييت على اللقاء في غرفة الأب لورنس من أجل عقد القران، ومات مركوشيو صديق روميو في أثناء مبارزة بالسيوف مع تيبالت أحد أقارب السيدة كابوليت وبالتحديد ابن أخيها ويقتله روميو أيّ يقتل تيبالت في أثناء مبارزة على أثر مقتل مركوشيو.‏

ويحكم الأمير على روميو بالنفي من فيرونا لأنّه قاتل ابن خال جولييت. ويتمنى والدا جولييت زواجها من بارس، وحددا موعدا لزفافها من بارس، ولكن روميو يتردد إليها ليلاً، يظن الوالدن أنّ ابنتهما تبكي على ابن خالها وأنهّا تبكي أكثر لأنّ روميو ما زال حياً ولا يعرفان أنهّا تبكي بسبب شدة حبّها لروميو.‏

وتعد الوالدة ابنتها بالثأر، ولكن جولييت تصرح لأمّها بأنّها تحبّ روميو. وعندما تشرح الوضع للأب لورنس، يقدم لها زجاجة شراب منوم، ويقول لها إنهّا عندما تتناول الشراب ستظهر وكأنهّا ميتة حقاً إذ تتوقف أعضاؤها عن الحركة وذلك لمدة اثنتين وأربعين ساعة، وستدفن في مدافن عائلتها وبعد ذلك تستيقظ وكأنهّا في نوم، ويأتي إليها روميو ويأخذها معه إلى منفاه، وبذلك تتخلص من مشكلتها.‏

وتتناول جولييت الشراب المنوم وبظن أهلها أنهّا ماتت وتدفن، ويذهب روميو إلى مدفن جولييت إذ عرف من أحد الخدم بموتها، قبل أن يلتقي الأب لورنس، الذي أرسل لـه رسالة إلا أنهّا لم تصله، وهناك في المدفن ليلاً يجد بارس ويتقاتلا بالسيوف، فيقتل روميو بارس الذي بدأ المبارزة رغم أنّ روميو رفضها في البداية وحاول التخلص منها.‏

ويبتلع روميو سماً كان قد أحضره معه وفي هذه اللحظة يأتي الأب لورنس، وتستيقظ جولييت ويطلب منها الأب أن تهرب إلى دير للراهبات ولكنها تحاول تناول السم الذي تناوله روميو، ولكن في الزجاجة لم يبق منه شيء. فتطعن نفسها بخنجر روميو.‏

ويتصالح والد روميو مع والد جولييت ولكن بعد موت روميو وجولييت. وتتصالح العائلتان. وكان عدد الذين قتلوا بسبب هذه الخلافات ثلاثة هم مركوشيو، قتله تيبالت ابن خال جولييت، الذي بدوره قتل على يد روميو، وبارس الذي قتله روميو بالمدفن، وانتحر روميو إذ شرب زجاجة السم، وانتحرت جولييت بخنجر روميو، عندما استيقظت من نومها فوجدت روميو منتحراً بالسم، ويقول مونتاغو والد روميو في نهاية المأساة لوالد جولييت:‏

"مونتاغو: إنمّا أنا عندي الكثير لك، سأنصب تمثالاً من الذهب الخالص لابنتك، طالما بقيت فيرونا معروفة باسمها لن تكون صورة أبهى من صورة جولييت الصادقة الأمينة.." (3)‏

ويجيب كابوليت:‏

"وأريد أن يكون روميو بجانب زوجه، وفي نفس الأبهة: ضحيتان شقيتان لما كنا فيه من العداء" (4) ويختتم أمير فيرونا المأساة بالكلمات التالية: "ما من مغامرة أشد ألماً من مغامرة روميو وجولييت" (5)‏

قديم 08-22-2010, 12:47 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مأساة "يوليوس قيصر" (1598 ـ 1599)‏

استمد شكسبير موضوع مسرحيته من سيرة حياة يوليوس قيصر (100 ق. م ـ 44 ق. م) المذكورة في كتاب "تاريخ حياة النبلاء اليونانيين والرومانيين"، الذي وضعه بلوتارك.‏

حكم يوليوس قيصر روما مدة سنتين ما بين عامي 46 ـ 44 ق. م وتكتلت مجموعة من المعارضة ضده بزعامة كاسيوس، الذي غضب لتعاظم سلطة يوليوس قيصر، فهو يعرفه عن قرب، فلقد أنقذه كاسيوس في إحدى المرات من الغرق، وأشرف عليه عندما أصيب بمرض الحمى في إسبانيا، واستطاع كاسيوس إقناع بروتوس للوقوف ضد يوليوس قيصر (100 ق. م ـ 44 ق. م) لأنّ الأخير ديكتاتور، فوافق بروتوس لأنّه ظن أنّ خلاص روما في التخلص من ديكتاتورية يوليوس قيصر (100 ق. م ـ 44 ق.م) ووقف ستون عضواً من مجلس الشيوخ ضد يوليوس قيصر. واتفقوا على اغتياله يوم 15 آذار عام 44 ق. م بخناجر كانت مخفية بين ثيابهم.‏

تبدأ المأساة باحتفالات يوليوس قيصر بانتصاراته في حروبه، إلا أنّ أعداءه لا يرغبون في إقامة هذه الاحتفالات، وكان كاسيوس هو المحرض الأول ضد يوليوس ويخبر العراف يوليوس قيصر بضرورة التزام الحذر يوم 15 آذار لأنّه سيحدث لـه شر ولكنّه لا يكترث. وتضطرب الطبيعة ليلة الرابع عشر من آذار، وتنشق القبور وتسير الأشباح، وتبدو أنوار غريبة في السماء.‏

وكان كاسيوس بحاجة إلى بروتوس لأنّ الأخير محبوب من قبل الشعب، وكان كاسيوس قد شارك في الحروب التي خاضها يوليوس قيصر ويعرف نقاط ضعفه ويرى أنّه لا يستحق هذه العظمة كلّها، ويقترح كاسيوس قتل أنطوني لأنّه صديق يوليوس قيصر فيعترض بروتوس لأنّ أنطوني بلا يوليوس قيصر لا يشكل خطراً.‏

ويتردد يوليوس قيصر في الذهاب إلى مجلس الشيوخ بسبب الكابوس الذي رأته زوجته في حلمها إذ رأت ماءً تنهمر من تمثاله والرومان يضعون أيديهم بدمه ونشوة السعادة تغمرهم، ولكنّ أحد أعدائه يقنعه أنّ تفسير الحلم أنّ قوته ستزداد.‏

يقول يوليوس قيصر عن الكابوس الذي رأته زوجته كالبورنيا "رأت في منامها الليلة الماضية تمثالي وقد انبجست منه مئة عين، تنفر منها الدماء الرائقة، وأتى عليها حشد من الرومان تغمرهم السعادة فغسلوا أيديهم في دمي" (6)‏

ويتسلم يوليوس قيصر رسالة وهو في طريقه إلى مجلس الشيوخ يحذره فيها أحد أصدقائه من المؤامرة ضده، إلا أنّه لم يقرأ الرسالة كما يحذره العراف دون جدوى.‏

ويقتل يوليوس قيصر، ويتظاهر أنطوني أنّه مع القتلة في حين أنه كان يحرض الشعب ضدهم، فيهرب بروتوس وكاسيوس من روما بسبب ثورة الشعب ضدهم، فتنتحر زوجة بروتوس إذ تبتلع الجمر، واسمها بورشيا.‏

ويحكم روما ثلاثة هم أنطوني وأوكتافيوس ابن أخي قيصر وليبدوس ويشن أوكتافيوس وأنطوني حرباً ضد كاسيوس وبروتوس. ويخسر كاسيوس المعركة ويطلب من أحد أصدقائه أن يطعنه بالسيف ذاته الذي قتل به يوليوس قيصر. ويموت ويظهر شبح يوليوس قيصر لبروتوس، ويفهم الأخير أنّ أجله قد دنا، ويطلب‏

من خادمه أن يحمل سيفه كي يلقي بروتوس بنفسه على السيف ويموت، وتمت هذه المعركة بعد مرور عامين على مقتل يوليوس قيصر أي عام 42 قبل الميلاد.‏

إنهّا مأساة تاريخية، وتعكس تيارين الأول يريد الحرية والثاني يريد عظمة روما وقوتها، ويجسد الأول كاسيوس وبروتوس ويجسد الثاني يوليوس قيصر، وكان التياران متكافئين تقريباً إلا أنّ النصر في النهاية كان لأتباع يوليوس قيصر الذي يرى كثير من المؤرخين أنّه كان يمثل الدكتاتوريّة والفردية في الحكم على الرغم من انتصاراته في حروبه التي ساعدت على تكوين عظمة روما في القرن الأول قبل الميلاد.‏

قديم 08-22-2010, 12:48 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مأساة "أنطونيو وكليوباترا" (1607)‏

كتب عن هذا الموضوع كلّ من المسرحي الإنكليزيّ برناردشو، ونظم أحمد شوقي (1868 ـ 1932) مسرحية شعرية بعنوان "مصرع كليوباترا" أراد أن يصور بها كليوباترا (69 ـ30) ق.م بطلة مصرية، ونظم بوشكين عن كليوباترا قصيدة شعرية بعنوان "الليالي المصرية".‏

وتأتي هذه المأساة لشكسبير تكملة لمأساة "يوليوس قيصر" (1599)، واستمد شكسبير موضوعها عن المصدر التاريخيّ نفسه، الذي استمد منه موضوع مأساة "يوليوس قيصر)، وهو كتاب "تاريخ حياة النبلاء اليونانيّين والرومانيّين" الذي وضعه بلوتارك، وقامت بين كليوباترا وأنطونيو علاقة حبّ، وتجري الأحداث في كل من روما والإسكندرية حيث كانت تقيم كيلوباترا (69 ـ 30) ق.م)، وسوريا، ويأتي رسول من روما ويبلغ أنطونيو أنّ زوجته واسمها فولفيا قد توفيت، ويقرر أنطونيو الرحيل إلى روما، بسبب وفاة زوجته فولفيا، ولأنّ بومبي حاكم جزيرة صقلية وسردينا أخذ يتمرد على قيصر روما، الذي تصله أخبار عن أنطونيو أنه يقضي وقته في الحبّ وصيد السمك وشرب الخمر، ويصل أنطونيو إلى روما ويتزوج أوكتافيا أخت القيصر، وتعلم كيلوباترا المعروفة بثقافتها وذكائها وجمالها بزواج أنطونيو وتحزن كثيراً، وقبل أن يعود إلى مصر مع زوجته أوكتافيا يقرر أنطونيو إيفاد أوكتافيا من اليونان (أثينا) لتصلح بينه وبين أخيها القيصر، إذ حدث سوء تفاهم بينهما، وبعد رحيل أوكتافيا تصل أخبار إلى القيصر بأنّ أنطونيو يحشد جيوشاً في مصر مع كيلوباترا ضد قيصر، وتنشب الحرب بينهما وينتصر قيصر في الحرب ويطلب أنطونيو من أحد أتباعه واسمه (إيروس) أن يقتله، إلا أن الخادم إيروس طلب منه أن يدير وجهه، فقتل نفسه بدلاً من يقتل أنطونيو، وبعد ذلك قام أنطونيو وطعن نفسه، ولكنّه لم يمت ويطلب من أتباعه وهو جريح أن يحملوه إلى ضريح كيلوباترا حيث يلفظ أنفاسه الأخيرة هناك بقرب كيلوباترا، التي تطلب من مهرج أن يجلب لها أفعى سامة واسمها أفعى النيل التي تقتل بلا ألم، وتموت بعد أن تلدغها الأفعى، إذ لم يسمح لها أتباعها بالانتحار بالخنجر، ويقرر قيصر دفن كليوباترا وأنطونيو في مدفن واحد، وينظر إلى جثمانهما ويقول: "ولكن تبدو الملكة وكأنهّا تنام نوماً هادئاً. كأنهّا تريد أن يفتن بها أنطونيو آخر" (7).‏

قديم 08-22-2010, 12:49 PM
المشاركة 5
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كوميديا "تاجر البندقية" (1600) م‏

شخصيات الكوميديا.‏

1ـ أنطونيو: تاجر البندقية.‏

2ـ باسانيو: صديق أنطونيو.‏

3ـ شايلوك: مرابي يهوديّ.‏

4ـ جسيكا: ابنة المرابي اليهودي.‏

5ـ لورنزو: حبيب جسيكا.‏

6ـ برسيا: فتاة يطلب يدها باسانيو.‏

7ـ نرسيا: صديقة برسيا.‏

يحبّ باسانيو برسيا ويطلب من صديقه أنطونيو نقوداً من أجل التقدم لطلب يد برسيا، ولكن نقود أنطونيو كلّها تحت رحمة البحر إذ أرسل سفنه للتجارة فطلب أنطونيو من باسافيو أن يقترض في البندقية مالاً وهو سيكفله.‏

يطلب باسانيو من اليهوديّ شايلوك ثلاثة آلاف دقي لمدة ثلاثة أشهر، وطلب اليهوديّ توقيع الصك من قبل أنطونيو وفي حال عدم الوفاء فإنّه سيقتطع رطلاً من لحمه في أيّ مكان من جسده، لأنّ أنطونيو كان قد احتقر اليهودي شايلوك سابقاً.‏

ولدى اليهودي ابنة اسمها جسيكا تحبّ فتى اسمه لورنزو ومستعدة للهرب معه ومعها نقود أبيها، وهربت ابنة اليهودي مع حبيبها بعد أن سرقت أباها، فلقد سرقت ألماستين وأخذ أبوها يصيح ويبكي.‏

ولقد ترك والد برسيا ثلاثة صناديق، الصندوق الأول ذهبي، والآخر فضي، والثالث رصاصي، يوجد في أحد الصناديق رسمها، ومن يعثر على رسمها يتزوجها، وترى صديقة برسيا واسمها نرسيا أن الفقر مثل الغنى كلاهما يتعب الإنسان، وفتح أمير مراكش الصندوق الذهبي فوجد فيه هيكل ميت، وورقة كتب عليها بعض أبيات الشعر.‏

والأمير الآخر الذي أراد أن يحصل على برسيا هو أمير أراغون الذي يفتح أحد الصناديق، ووجد فيه رأس أبله وأبيات شعر.‏

والشروط الثلاثة في فتح أحد الصناديق:‏

1ـ لا يخبر أحداً بالصندوق الذي يقع عليه الاختيار.‏

2ـ إذا لم يجد رسمها يمتنع بعد ذلك عن الزواج بغيرها.‏

3ـ لا يعترض على قدره، ويعود أدراجه مباشرة.‏

ويغرق مركب أنطونيو في عرض البحر، ويفتح باسانيو الصندوق الرصاصيّ فيجد رسم برسيا وأبيات شعر. وفي يوم عرسه تصله رسالة من أنطونيو ويخبره فيها أنّ اليهودي يطلب حياته وتقدم لـه برسيا المساعدة المالية.‏

لا يوافق الدوق على هذا القضاء وتدخل نرسيا وبرسيا في زي عالم حقوقيّ، ومن قبل العلامة في الحقوق ويرفض شايلوك ثلاثة أضعاف المبلغ لأنه كما يقول أدى القسم. وأراد أن يقتطع رطلاً من لحم أنطونيو من أقرب نقطة من قلبه، ولكن القاضي حذره أن عليه أن يقتطع رطلاً بالتحديد لا أكثر ولا أقل، دون أن تسيل نقطة دم واحدة، لأنه بموجب الصك يجب اقتطاع رطل، وفي حال مخالفة نص الصك فإنّ المرابي سيقتل وستصادر أمواله، ويوافق المرابي آنذاك على الحصول على ثلاثة أضعاف المبلغ الذي أقرضه، إلا أنّ القاضي يرفض، ويوافق شايلوك على استرجاع المبلغ دون زيادة، إلا أن القاضي لم يوافق أيضاً لأنّ المرابي اتبع وسائل منحرفة، ويرى القاضي أنّ أموال المرابي يجب أن تعود للدولة.‏

ويعطي شايلوك أمواله كلّها لابنته وزوجها، وتطلب برسيا التي تمثل دور القاضي، من باسانيو خاتماً، فرفض في البداية لأنّ زوجته أهدته إياه، ووافق على ذلك عندما طلب منه أنطونيو، وعندما عاد إلى البيت كانت برسيا التي مثلت دور القاضي قد سبقته إليه، وطالبته بالخاتم، فقال لها أنه أهداه للقاضي.‏

وتقول برسيا لباسانيو عن الخاتم:‏

"برسيا: وأنت لو علمت قيمة ذلك الخاتم.. ولو أدركت أن شرفك مرتبط بألا تتخلى عنه.. وأنا الآن على ثقة من أنّ الخاتم إنما أهدي إلى امرأة.." (8) ويجيبها باسانيو: "باسانيو: لا يا سيدتي، أقسم بشرفي، وبحياتي أنّ الذي أخذ الخاتم ليس امرأة، بل عالم حقوق.." (9). وكما نعلم بأنّ عالم الحقوق هذا لم يكن إلا برسيا نفسها، التي أعادت إليه الخاتم وطلبت منه المحافظة عليه.‏

تدعو كوميديا "تاجر البندقية" (1600) الناس إلى الصدق والإخلاص والأخلاق الرفيعة، والمحبة التي يجسدها أنطونيو وباسانيو وبرسيا، وكما تدعو الكوميديا الآخرين للابتعاد عن الجشع والطمع، والربا والحقد التي يجسدها شايلوك.‏

ولكن شكسبير (1564 ـ 1616) المسرحيّ العبقري، لم يصور لنا شخصية شايلوك تصويراً ساذجاً، فشايلوك حقود لأنّ أنطونيو كان قد احتقره، والشخصية الرئيسية هنا هي شخصية أنطونيو، الذي وافق على توقيع صك يقضي باقتطاع رطل من لحمه من أجل تلبية طلب صديقه باسانيو، فهو يتفانى في صداقته

قديم 08-22-2010, 12:51 PM
المشاركة 6
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
(هاملت) (1600)‏

تجري الأحداث في الدانيمارك في القرن الرابع عشر، إذ يرى حراس القصر طيفاً في منتصف الليل، وهو طيف الملك الذي قتله أخوه، إذ وضع سماً في أذنه وهو نائم، ولكن الناس يظنون أنّ أفعى لسعته، وكان الملك المقتول قد تبارز مع ملك النيروج، وقتله أثناء المبارزة، إلا أن ابن ملك النيروج، واسمه فورتنبراس أخذ يجند جيشاً للهجوم على الدانيمارك للثأر لأبيه، ولاستعادة الأملاك التي فقدها والده. إذ من شروط المبارزة أن من يقتل يخسر أيضاً أملاكه. ولكن ابن ملك النيروج بعد مقتل والده، لم يعترف بهذا الاتفاق، وحشد جيشاً لاسترجاع ما ضيعه والده.‏

ويرغب لايرت بن بولونيوس في العودة إلى فرنسا لمتابعة دراسته، إذ جاء فقط لتقديم التهاني للملك الجديد بالعرش. ويخبر هوراشيو ـ صديق هاملت وزميله في الدراسة أنّ الحارسين رأيا طيفاً يشبه طيف والد هاملت، وهو في لباسه الحربي، وقالا لـه ذلك. ورأى هوراشيو في الليلة الثالثة معهما الطيف نفسه في منتصف الليل.‏

ويخبر الطيف ابنه هاملت أنّ عمه الملك الحالي، قتله إذ وضع السم في أذنه وهو نائم في الحديقة، بعد أن أقام علاقة مع الملكة، وبذلك قام الملك الحالي بقتل أخيه والجلوس على عرشه، والزواج من الملكة التي كانت سابقاً عشيقة لـه. أيّ سلبه حياته وعرشه وشرفه. ويطلب الطيف من هامت الأخذ بالثأر، ويعده هاملت بذلك. إنّ مأساة "هاملت" من المآسي التي تعتمد على سلسلة من الأعمال الانتقامية، فكلّ جريمة هي ثأر لجريمة سابقة.‏

وكان هاملت يشعر أنّ قصة زواج عمه الملك الحالي من أمه بهذه السرعة غير طبيعية، وكان يشعر بذلك قبل أن يبوح لـه طيف أبيه بالسر. والآن أصبحت الأمور واضحة، ويطلب منه الطيف الأخذ بالثأر، والكتمان عن رؤية الطيف. وكان ملك الدانيمارك قد أرسل إلى ملك النيروج يطلب منه عدم حشد الجيوش ضد الدانيمارك، وكان الملك بالوقت ذاته يشعر أن هاملت غير طبيعي. ويشرح لـه رئيس الديوان واسمه بولونيوس أنّ سبب ذلك هو حبّه لابنته أوفيليا. ولكن هاملت يقول لأوفيليا أنه لا يحبّها. ويطرح هاملت سؤاله المشهور "نكون أو لا نكون." (10).‏

واتفق هاملت مع فرقة مسرحية تمثيل مقتل أبيه، ووافق الممثلون، دون أن يعرفوا هدفه، ويشاهد هاملت مع أوفيليا والملك والملكة التمثيلية وهي حول ملك قتل بوضع السم في أذنه. ولا يستطيع الملك القاتل، عم هاملت، متابعة مشاهدة التمثيلية، التي أعدها هاملت، وبذلك يعرف أنّ طيف والده كان صادقاً، لأنّ الملك القاتل غضب، ولو لم يكن قاتلاً لما غضب من مشاهدة التمثيلية التي تصور فعلته الإجرامية.‏

ويختبئ بولونيوس وراء الستار ليتنصت إلى حديث هاملت مع والدته، ويشعر هاملت أنّ أحداً يتنصت عليه فيطعنه بسيفه دون أن يدري أنه بولونيوس ويقتله ظاناً أنه عمه الملك، وتفقد ابنته عقلها بسبب موت أبيها، ويخبر الملك لايرت أنّ القاتل هو هاملت. وتغرق أوفيليا في النهر حزناً على أبيها أيّ أنها تنتحر. ويتحدث هاملت مع أمه ويرى طيف أبيه ثانية ويظن أنّ أمه ترى الطيف إلا أنها لم تره. وكان هاملت قبل مقتل أبيه يدرس في جامعة وتنبرغ في شمال ألمانيا.‏

ويطلب الملك من هاملت السفر إلى بريطانيا، ويزود مرافقيه بكتاب إلى ولي العهد فيها، يطلب فيه أن يقطع رأس هاملت على فور وصوله بالبلطة، ويقرأ الرسالة، ويخفيها ويضع مكانها رسالة أخرى كتبها بنفسه، إذ كتب فيها باسم الملك: "الرجاء قتل حاملي هذه الرسالة بلا إبطاء" وختم رسالته بختم أبيه المقتول، الذي كان ما زال يحتفظ به ولم يسافر، أيّ حول الفخ الذي نصب لـه إلى فخ نصب لأعدائه.‏

ويتبارز لايرت وهاملت بتحريض من الملك الذي يريد التخلص من هاملت، وسيف لايرت مطلي بالسم القاتل، وكان الملك قد أحضر شراباً ساماً في حال عدم قتل هاملت بالسم فسيقتله بالشراب، وتشرب الملكة عن طريق الخطأ كأس الشراب السام، وتموت بعد أن صرحت أنّ سبب موتها هو كأس السم. ويتبادلان السيوف ويطعن كلّ واحد منها الآخر ويموتان ويقتل هاملت الملك بالسيف المسموم.‏

وبذلك يقتل ملك النيروج ويقتل ملك الدانيمارك مسموماً وابنه هاملت وزوجته الملكة بالسم ويقتل أخوه الملك القاتل، ويقتل رئيس الديوان بولونيوس وابنه لايرت وابنته أوفيليا غرقاً، ويقتل المرافقان اللذان حملا رسالة قتل هاملت إلا أنّ هاملت استبدلها برسالة أخرى. ونرى أشكالاً متنوعة للموت بالسم عن طريق الأذن أو الفم، الموت بالسيف العادي والمطلي بالسم، والموت غرقا بالنهر. ويصبح فورتنبراس ملكاً على الدانيمارك بعد انتصاره في بولونيا، ويبقى حياً من شخصيات المأساة هوراشيو ويقتل أكثر شخصيات المأساة، وعدد الذين قتلوا عشرة.‏

من أقوال هيجل (1770 ـ 1830): "الرجل العظيم يجشم الدنيا مشقة فهمه"، وهذا ينطبق على مسرحية "هاملت" من هو هاملت؟ هناك شبه بين هاملت ولايرت وفورتنبراس، إذ كلّ واحد من هؤلاء الشباب الثلاثة يحاول الثأر لوالده، فورتنبراس يريد قتل هاملت لأنّ والد هاملت كان قد قتل والده، ولايرت يريد قتل هاملت لأن هاملت قتل والده بولونيوس ـ رئيس الديوان الملكي. وهاملت يريد الثأر لوالده من عمه. طبيعة هاملت مترددة، لم يقتل عمه مباشرة، سبب قتل أوفيليا ووالدها وأخيها، لم يكن صادقاً في حبه، وبالوقت ذاته يثير الشفقة، وهناك رأي لفرويد (1856 ـ 1939) في سبب تردده، إنه داهية إذ استطاع أن يقلب الحفرة التي حفرت لـه إلى حفرة لغيره، إذ غير الرسالة التي كانت تتضمن ضرورة قتله بالبلطة.‏

المجتمع الذي يعيش فيه هاملت مجتمع فاسد، الزوجة خائنة، والأخ خائن وقاتل، وهذان هما أم وعم هاملت. كتب عن مأساة "هاملت" بشكل مفصل الدكتور حسام الخطيب وتوقف عند موضوع تلكؤ هاملت، وكذلك عند رأي فرويد (1856 ـ1939) (11)‏

وكتب عنها إيفان تورغينيف (1818 ـ1883) مقالاً بعنوان "هاملت ودون كيشوت": "إنه يعبر عن الأنانية ويحلل كلّ أمر، ولذلك لا يعرف الإيمان إلى قلبه طريقاً، يعيش بكل قواه من أجل ذاته" (12) هذا أحد آراء توغينيف عن هاملت.‏

ويتابع إيفان تورغينيف (1818 ـ 1883) مقارناً بين الدون كيشوت وهاملت: "رأينا في هذين النموذجين تجسيداً لطبيعتين إنسانيتين متناقضتين تناقضاً جذرياً، إنهما نهايتان لمحور واحد تدوران حوله، ورأينا أن كل إنسان ينتهي بنسبة أو بأخرى إلى واحد من هذين النموذجين، بحيث أنّ كلّ واحد منا إما يشبه دونكيشوت، وإما يشبه هاملت" (13)‏

وهناك وجهة نظر للشاعر الألماني غوته (1749 ـ 1832) الذي رأى أن هاملت يمثل ذلك النموذج من الرجال الذين شلت عندهم القدرة على العمل مباشرة، شلها نمو العقل نمواً مفرطاً.‏

ولقد رأى جبرا إبراهيم جبرا أنّ سبب تردد هاملت يعود لإيمانه بعبث النظام الذي يسود الكون، فلو قتل عمه لما استطاع اقتلاع الفساد من جذوره، مع أنه كان يتألم لأنه لم يفعل شيئاً لدرجة أنه تظاهر بالجنون لكي يحمي نفسه من الجنون الحقيقي، الذي كاد أن يصيبه بالفعل بسبب معرفته للفساد المحيط به، والذي يكاد يغرقه. يقول جبرا إبراهيم جبرا: "وتظاهره بالجنون محاولة إيجابية منه لدفع الجنون عن نفسه" (14).‏

ولا يستطيع هاملت أن يحبّ حباً متفانياً، مخافة أن تصبح زوجته، فيما لو تزوج، خائنة مثل أمه، التي يفترض أن تكون قدسية وشريفة، على الأقل بنظر ابنها. ويرى في رغبة أوفيليا بالزواج منه إقبالاً على الفجور، إنه ظنين ويظن في كل شيء، ولكن لظنونه مبررات، لأنه يعيش في مجتمع فاسد، الأم فاسدة، والعم فاسد، ولذلك فهو لا يثق بالآخرين، لأنهم فاسدون ومجرمون، وبالتالي فما هو العالم الذي يجسده الملك كلوديوس؟ إنه يجسد العالم الفاسد الذي يجب أن يزول. وكذلك والدة هاملت، أما هاملت فإنه يجسد تلك القوة المرشحة من قبل غيبية بالقضاء على الفساد، ويبدأ هاملت بالفعل بالقضاء على الفساد، فيقتل رئيس الديوان عن غير قصد، أيّ أنه يبدأ بالقضاء على حاشية الملك ولم تصل يداه إلى الملك إلا بعد أن قضى على الحاشية وعلى كل من يحيط بالملك، وكان ثمن القضاء على الملك الذي يرمز إلى عالم الفساد باهظاً، إذ دفع هاملت حياته ثمناً لذلك. وجاءت قوة ثالثة، تكاد تكون غير متوقعة، وهي من النيروج، فجاء فورتنبراس وتسلم زمام السلطة بعد أن قتل كلّ من في القصر الملكي الدانيماركي تقريباً.‏

قديم 08-22-2010, 12:52 PM
المشاركة 7
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مأساة عطيل (1604)‏

نقلها إلى العربية عن اللغة الفرنسية خليل مطران (1869 ـ 1949) وبعد ذلك ترجمها جبرا إبراهيم جبرا عن اللغة الإنكليزية، ويرى جبرا إبراهيم جبرا أنّ اسم عطيل موجود باللغة الإيطالية وتعني الحذر، وليس هو تحريفاً لاسم عربي كما ظن خليل مطران. ولكن هل كان عطيل حذراً بالفعل؟ أم وقع في حفرة حفرت لـه.‏

تجري معظم أحداث المأساة في مدينة البندقية، مثلها مثل كوميديا "تاجر البندقية" (1600)، ولكن قسماً آخر من أحداثها، يجري في قبرص، موضوعها الأساس هو الغيرة القاتلة، غيرة زوج مخدوع على زوجته البريئة الشريفة، وغيرة صديق من صديقه.‏

ياغو حامل علم لعطيل، الذي هو مغربي شريف، قائد جيوش في خدمة البندقية، وكذلك في هذه المأساة كما في "تاجر البندقية" شخصية مغربية، فهناك أمير مغربي، وهنا قائد جيوش من أصل مغربي، ويتبع ياغو سيده عطيل المغربي فقط لكي ينتقم منه، وله وجهان، وجه مطيع، وآخر يخفي حبّ الثأر والانتقام، ويخاف أن يحصل عطيل على ديدمونة ابنة أحد أعيان البندقية واسمه برابانتيو، ويعتمد ياغو في الوصول إلى غاياته على الدسيسة، وعلى معرفته العميقة بشخصية ضحيته، وهو يجسد الشر، وكان يضمر الشر، ولا تظهر عليه علامات الإنسان الشرير، ولا يعرف الارتباك، لا يعرف الخوف إلى قلبه طريقاً، وذو إرادة صلبة قوية، وأناني إلى أبعد الحدود ولا يؤمن بوجود الحبّ والضمير والشرف، ومن يؤمن بهذه المفاهيم فهو ساذج أبله برأيه، فهو يقف خارج عالم الأخلاق نهائياً. يتلذذ بتعذيب ضحيته، وهو شديد الحساسية لأي شيء يمس كبرياءه، لأنه يعي تفوقه على الآخرين، إنه يكره عطيل لأنه جعل كاسيو ملازمه، وهو أيضاً ينزعج من كاسيو لأن عطيل فضله عليه، وهو يرغب في الحصول على منصب يليق بإمكانياته الكبيرة، يتعاون مع رودريغو وهو وجيه من وجهاء البندقية، لا يرغب به برابانتيو زوجاً لابنته ديدمونه، فيبلغ ياغو ورودريغو والد ديدمونة أن عطيل يلتقي بها، ويتزوج عطيل ـ الذي هو سليل بيت من البيوت المالكة ـ ديدمونة لأنه أحبها وأحبته. وعندها يبدأ ياغو بمحاولة تخريب بيت عطيل، إذ يحاول إقناعه أن ديدمونة خائنة، التي كانت ترافق زوجها في قبرص حيث جرت معارك انتصر فيها عطيل على الأعداء وأغرق سفنهم، فيقول ياغو لعطيل أنّ ديدمونة غشت أباها، ولديها الاستعداد لخداع زوجها: "تزوجتك دون أن تحصل على موافقته، وقد تغشك" ويبحث عن وسيلة يحاول فيها تخريب بيت عطيل بيد عطيل نفسه، ولأنه لا يستطيع تنفيذ المؤامرة بمفرده، يطلب من زوجته إميليا مساعدته، دون أن يشرح لها أنه يحيك خيوط مؤامرة. فيطلب من زوجته إميليا سرقة منديل زوجة عطيل، واسمها كما أشرنا ديدمونة، دون أن يشرح لها الأسباب، أو أنه يضمر الشر لأسرة عطيل، فتقول إميليا: "هذا المنديل هو أول تذكار أهداه المغربي إليها، وزوجي الغريب الأطوار، قد لاطفني، وسألني أن أسرقه لـه، غير أنها تحبّ هذه الهدية حباً جماً، لأن عطيل أوصاها ملحاً بالاحتفاظ بها أبداً ولهذا هي تحملها بلا انقطاع وتقبلها وتخاطبها" (15).‏

وتسرق إميليا المنديل وتعطيه لزوجها ياغو الذي يرميه في غرفة كاسيو.‏

ويقول لعطيل: "إنني كنت بائتاً منذ ليال مع كاسيو... تبينت أن كاسيو يرى حلماً.. سمعته يقول وهو مستغرق في رؤياه "حبيبتي ديدمونة لنكن حذرين ولنخف حبنا".. وحينئذ يا سيدي أمسك بيدي يشدها ويصيح "يالك من حسناء شهية" ثم طفق يلثمني بقوة.. ثم ألقى بساقه على فخذي وتنهد وعانقني وصاح: "لعن الله الحظ الذي وهبك للمغربي" (16). ويقول لعطيل إنه رأى المنديل بيد كاسيو.‏

ويطلب عطيل من ديدمونه المنديل متظاهراً أنه مصاب بزكام قوي، وهذا المنديل وهبته امرأة مصرية لأم عطيل، وكانت المصرية ساحرة، وقالت لها ما دام المنديل معك فزوجك يحبك وإن فقدته فقد تفقدي حبّ زوجك. وحافظت عليه إلى ساعة زفافها وأعطته لعطيل وأوصته أن يعطيه لزوجته، فلا يجوز فقدانه. وهو من الحرير الطبيعي.‏

ويقول ياغو لعطيل إنّ كاسيو اعترف لـه بفعلته، وأتفق وإياه أن يسمع حديثاً بينه وبين كاسيو ويكون عطيل مختبئاً، ووافق عطيل، وسمع الحديث دار حول امرأة أخرى كان خليلية كاسيو، وظن عطيل أن الحديث يدور حول زوجته ديدمونة.‏

ويسأل عطيل إميليا زوجة ياغو عن ديدمونة، ويتهم زوجته بالخيانة وكان ياغو يأخذ من رودريجو مجوهرات بحجة أنه يعطيها لديدمونة، ولم يعطها فيريد التخلص من رودريجو لكي لا يطالبه بالمجوهرات، ويريد أيضاً التخلص من كاسيو، فقال لرودريجو إنّ وفداً جاء من البندقية ويريد تعيين كاسيو مكان عطيل، فالأفضل التخلص من كاسيو، الذي سيكون في منتصف الليل عند خليلته. ويضرب كل منها الآخر رودريجو وكاسيو، ويضرب ياغو كاسيو ويكسر ساقه، كل هذا في الظلام ويهرب وبعد ذلك يعود في الظلام ويضرب رودريجو ويقتله.‏

يخنق عطيل ديدمونة بتهمة الخيانة مع كاسيو ولكن إميليا زوجة ياجو تكشف الحقيقة لعطيل أنّ المنديل هي أخذته وأعطته لزوجها دون أن تعلم أنه يبيت أمراً خبيثاً وإجرامياً، فيطعن عطيل نفسه حزناً على ديدمونة. ويكون قد طعن ياغو وجرحه، ولكنه لم يقتله، ويصف عطيل نفسه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: ".... رجل لم يعقل في حبه، بل أسرف فيه،... رجل رمى بيده (كهندي غبي جاهل) لؤلؤة، أثمن من عشيرته كلها، رجل إذا انفعل درت عينه، وإن لم يكن الذرف من دأبها، دموعاً غزيرة كما تدر أشجار العرب صمغها الشافي.." (17) ولعل هذه الأوصاف التي وصف بها نفسه أصدق من كل تحليل لشخصيته.‏

أما كاسيو الذي تسلم زمام الأمور، بعد موت عطيل فهو شاب طيب معجب بشخصية عطيل، ومخلص لـه، وأما زوجة ياغو إميليا فهي تشبه كاسيو في طيبها، هي تحب ديدمونة، وإن كانت دون أن تدري قد شاركت في المؤامرة التي أحاكها زوجها الشرير. وديدمونة إنسانة طيبة شريفة مخلصة لزوجها، صادقة لا تعرف الخداع وبالتالي فالصراع في هذه المأساة بين شخص شرير هو ياغو إلى أبعد الحدود وبين أشخاص لا يعرفون الشر هم عطيل وزوجته ديدمونة، وقعا ضحية طيبتهما، انتحر عطيل بعد أن خنق زوجته، وجرح عطيل ياغو ولكنه لم يقتله هل يعني هذا أن الشر باق، والخير سيموت؟ ولكن هناك أمل أنّ ياغو سيحاكم على فعلته القذرة.‏

قديم 08-22-2010, 12:54 PM
المشاركة 8
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مأساة "الملك لير" 1605‏

موضوع المأساة هو علاقة الآباء بالأبناء والعكس، ولكن هنا علاقة الملك لير ببناته البنت الكبرى: جونريل، البنت الوسطى ريغان، البنت الصغرى كورديليا.‏

يشعر الملك لير بتقدمه في السن فيقرر تقسيم أملاكه بين بناته الثلاث، فيعطي الكبرى حصتها وتشكره، وكذلك الوسطى، أما الصغرى والتي كانت ما زالت عازبة، فلم تكذب كما كذبت أختاها، ولم تقل لـه الكلام الذي أراده، ولذلك يقول لها أبوها "أتبرأ من نسبي وقرابتي لك" (18) ولذلك فهو يعطي حصتها لأختيها، ويتنازل عن الحكم والسلطة ويحتفظ بلقب الملك وبمئة فارس.‏

ويصرح الملك لير بأنه حرم ابنته الصغرى من الورثة، فيستغرب ملك فرنسا وهو أحد خطابها ويظن أنها فعلت شيئاً معيباً، ولكنها دافعت عن نفسها وقالت بأنها لم تفعل شيئاً معيباً، كلّ ما هناك أنها لم تكذب، ويقبل بها ملك فرنسا لأنه يريدها لذاتها ولا يريدها لثروتها ويتزوجها وتقول البنت الصغرى واسمها كورديليا: "ستظهر الأيام ما يخفيه المكر والرياء، فأولئك الذين يخفون الخبث واللؤم سيفضح أمرهم في نهاية الأمر" (19) ويحذر أحد النبلاء واسمه (كنت) من مغبة توزيع الملك لممتلكاته على ابنتيه، فيطرده الملك، ولكن هذا النبيل يعود متخفياً.‏

ويروي شكسبير في المأساة حكاية أسرة أخرى هي أسرة غلوستر، وله ابنان أحدهما شرعي والآخر غير شرعي، واسمه إدموند، ولا يحق للابن اللاشرعي أن يرث شيئاً عن أبيه غلوستر، ولذلك يحاول أدموند أن يحصل على الورثة بالطرق الخبيثة، مستغلاً أن أباه "أبله يصدق كل شيء" (20).‏

أما بالنسبة للملك لير فتبدأ ابنتاه بمضايقته، وتقول لـه الكبرى إن حاشيته سيئة الأخلاق وعددها كبير، لا بد من تقليص العدد، فيلعنها ويرحل إلى أختها، التي لم تكن أفضل من أختها الكبرى، ويحذره البهلول ويقول لـه إنه أخطأ عندما وزع ممتلكاته على بناته.‏

فتقول لـه البنت الوسطى إنّ أختها الكبرى على حق فلا حاجة لـه إلى هذه الحاشية الكبيرة، يكفيه خمسون فارساً لا بل خمسة وعشرون ولا حاجة لـه أبداً إلى الحاشية، فخدمها سيخدمونه وتطلب منه أن يعود إلى أختها الكبرى ليكمل شهره عندها، وبعد ذلك سيقضي شهراً عند الوسطى ويعود بعد ذلك إلى الكبرى، لأنّ الأختين كانتا قد اتفقتا على أن يقضي الملك لير عند كل واحدة شهراً بالتناوب. فيرحل عنها بعد أن يلعنها في جو ماطر عاصف.‏

وكانت ابنتاه تتمنيان لـه الموت، ويفقد الملك لير عقله، وتقتلع ابنتاه عيني رجل اسمه غلوستر لأنه أدانهما ووقف ضد فعلتهما، وكان ابنه اللاشرعي قد أبلغهما أنّ أباه خائن ولا يخلص ودهما، وقتل زوج البنت الوسطى واسمه الدوق كورنوول بيد خادمه، وتتنافس الأختان على حبّ إدموند الوسطى أصبحت أرملة فتريده زوجاً، والكبرى لا تحبّ زوجها وتقيم معه علاقة سرية.‏

ويهجم ملك فرنسا على الجيش البريطاني وينتصر الجيش البريطاني وتقع البنت الصغرى زوجة ملك فرنسا واسمها كورديليا في الأسر مع أبيها الملك لير.‏

وتوافق ريغان على الزواج من إدموند، وتسممها الأخت الكبرى، وتقتل الكبرى نفسها بعد ذلك، ووقع إدموند صريعاً على يد أخيه إدغار وكان إدموند قد طلب شنق كورديليا، والإدعاء بأنّها شنقت نفسها، وبالفعل شنقوها في السجن (21).‏

لم يكن هذا الموضوع جديداً في الأدب ولا في الشرائع الأرضية والسماوية فكلها تتحدث عن علاقة الآباء بالأبناء، وبعد شكسبير كتب تورغينيف (1818 ـ 1883) رواية بعنوان "الآباء والبنون" وكذلك ميخائيل نعيمة (1889 ـ 1988) كتب مسرحية حملت العنوان ذاته عام 1917 عندما كان في أمريكا.‏

إنّ موضوع الأخوة الثلاثة أو الأخوات الثلاث معروف في الأساطير والحكايات الشعبية، وعادة تكون الأخت الصغرى هي على حق كما حدث في مأساة "الملك لير".‏

يموت في هذه المأساة الملك لير وبناته الثلاث، ويقتل إدموند الخبيث، تجري بعض أحداث المأساة في البراري، حيث الوحوش الضارية، فلقد لا نستطيع التفريق بين الإنسان والوحش، فما هو الفرق بين ابنة تطرد أباها في ليلة عاصفة وبين الوحش، وما هو ذنب والدها، وما هو الإثم الذي اقترفه الملك لير؟‏

إنّ الإثم الوحيد الذي اقترفه الملك لير هو التفريط بحقوقه، وعدم قدرته على معرفة نوايا ابنتيه، وبالتالي فلقد انتقل من حالة القوة إلى حالة الضعف فأصبح لا يملك شيئاً، وفقد عقله.‏

وهناك مهرج في المأساة نشعر أحياناً أنّ أقواله صائبة وصحيحة إذ أصبحت أحوال الملك لير تشبه أحوال البهلول أو المهرج. تنازل الملك لير عن أملاكه، ولكنه لم يتنازل عن كرامته (22) فقد كليهما معاً، بما في ذلك عقله، لأنّ المفاجأة صعقته، لم يتوقع أن جشع ابنتيه سيبتلعه، تجسد المأساة شكلاً من أشكال الفساد، فساد الابنة تجاه أبيها، وبهذا فهي تلتقي مع مأساة "هاملت" حيث يلدغ الأخ أخاه والزوجة زوجها، هنا تلدغ الابنة أباها الطيب، الملك لير شيخ متقدم في السن، يعرف ابنتيه، فتوقع أنّ من يكرم الآخر ملكه، ولكن الآخر هنا تمرد ولسع، ومأساة الملك".. من سذاجته وإفراطه في الطيبة الذي بلغ حد الحماقة، فجر الكوارث على نفسه وعلى غيره" (23).‏

قديم 08-22-2010, 12:55 PM
المشاركة 9
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مأساة "ماكبث" 1606‏

تدور المأساة عن السلطة والاستبداد والطمع والجشع وكذلك عن القدر، مثلت لأول مرة عام 1606 تجري الأحداث في إسكتلندا في النصف الثاني من القرن الحادي عشر.‏

اسم ملك البلاد دنكن الذي اتصف بوداعته وله ابن خالة اسمه ماكبث معروف بقسوته فكانا طرفي نقيض. واستغل الناس وداعة الملك فثاروا عليه، وقاد الجيش الملكي ماكبث للقضاء على العصيان وساعده بانكوو، ويستطيع ماكبث القضاء على المتمردين، وعندما شعر قائد العصاة بفشل التمرد قتل أفراد أسرته، وانتحر، لأنه يعلم أن ماكبث سيفتك به وبأفراد أسرته، ومع هذا فعندما دخل ماكبث القلعة قطع رأس قائد المتمردين، وعلقه على سارية، علماً بأنه كان منتحراً، كما أسلفنا ليكون عبرة لغيره.‏

وأتفق أنّ ساحرات ثلاثاً، صادفن ماكبث وبانكوو في الغابة، وأبلغنه أنه سيصبح ملكاً، وأما رفيقه فلن يصبح ملكاً إلا أن من سلالته سيخرج الملوك.‏

واتفق ماكبث مع زوجته على اغتيال الملك دنكن، وينفذ الجريمة، ويضع الخنجرين الملطخين بدم الملك دنكن بيد حارسيه وهما نائمان لكي يتهم الحارسان بجريمة قتل الملك وهما منها بريئان، تقول زوجة ماكبث لزوجها: "هل ثمة مالا نستطيع فعله، أنا وأنت، في دنكن وهو بلا حراسة هل ثمة مالا نتهم به حارسيه المخمورين، فنحملهما تبعة غيلتنا الكبرى؟" (24)‏

ويقتل ماكبث الحارسين بتهمة أنهما قتلا الملك. وبذلك تحققت نبوءة الساحرات إذ أصبح ماكبث ملكاً. وأقدم على فعلته النكراء بدافع تعطشه للسلطة، وبتحريض من زوجته التي تتعطش للقب ملكة.‏

ولكن بعض النبلاء أحس أنّ هناك مؤامرة لعدم وجود مصلحة أو هدف لدى الحارسين في قتل الملك دنكن، ويصبح ماكبث ملكاً ولكن تقلقه النبوءة إذ لن يرث العرش أولاده بل أولاد بانكوو، ويرى عبث جريمته، إذ إنه ما هو إلا جسر لنقل العرش من دنكن إلى ورثة بانكوو، فيقرر استئجار مجرمين اثنين لاغتيال بانكوو، ومجرم ثالث للتجسس عليهما واستطاع أحد المجرمين قطع رأس بانكوو، أما ابنه فليانس فهرب، وأخذ ما كبث يحكم البلاد بالقسوة والاستبداد، وتتنبأ لـه الساحرة بأنّ ملكه سيزول عندما تهجم عليه الغابة، وأصبح ماكبث يخاف الناس جميعهم مثله مثل الطغاة كلهم، وأخذ الناس كلهم يخافونه، واستطاع نبيل اسمه ماكدف محاصرته مع غيره من النبلاء وأمر بقطع أغصان الغابة وأمر كل جندي أن يحمل غصناً أثناء الهجوم على ماكبث، فتحققت النبوءة، إذ تراءى لماكبث أن الغابة تهجم عليه، وقتل ماكبث وانتهت حياته الديكتاتورية التي استمرت سبعة عشر عاماً، أمضاها في الدسائس والمؤامرات والاغتيالات، استطاع الوصول إلى عرش الملك بعد أن قتله، وقتل غيره قبل ذلك وبعده، ولم ينج نفسه من القتل والبطش، وصدق من قال: وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.‏

قديم 08-22-2010, 12:58 PM
المشاركة 10
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
خاتمة:‏

ما أكثر الكتب التي صدرت عن مسرح شكسبير، وما أكثر المسارح التي عرضت مسرحياته، وما أكثر دور النشر التي أصدرت مؤلفاته، من بين الذين كتبوا عن المسرحي الإنكليزي الشهير الكاتب العربي من مصر أحمد أمين في كتابه "قصة الأدب في العالم" الجزء الثاني (25) حيث يقسم مراحل إبداعه إلى أربع مراحل. المرحلة الأولى قبل عام 1594 حيث أصدر قصيدته "فينوس وأدونيس" التي نشرت أكثر من عشر مرات خلال عشر سنوات، وقصيدته "لوكريس"، أما المرحلة الثانية برأي أحمد أمين فهي تمتد ما بين 1595 ـ 1601، إذ كتب خلالها ملهاة "تاجر البندقية" (1600) ومأساة "روميو وجولييت" (1595) ومأساة "يوليوس قيصر" (1599) و"هاملت" (1601) وتمتد المرحلة الثالثة ما بين عامي 1601 ـ1607 وكتب خلالها مأساة "عطيل" (1604) ومأساة "الملك لير" (1605) ومأساة "ماكبث" (1606) ومأساة "أنطونيو وكليوباترا" (1607)، والمرحلة الرابعة امتدت أربع سنوات ما بين عامي 1608 إلى 1612 حيث رحل إلى بلدته ستراتفورد وتقاعد عن العمل المسرحي.‏

ومن أشهر النقاد العرب الذين كتبوا عن شكسبير عباس محمود العقاد (1889 ـ 1964)، الذي ترك لنا مجموعة من الكتب عن مشاهير العالم منهم الشاعر الألماني غوته (1749 ـ 1832) ومنهم المسرحي الإنكليزي برناردشو، وكما خصص كتاباً عن حياة شكسبير وأدبه يقول فيه: "إن عظمة شكسبير أعجوبة خارقة ولكننا لا نبحث عنها لأننا نراها حيثما رأينا شكسبير في عمله، ورأينا أنه عمل عظيم قليل النظير بين أعمال النابهين على غراره" (26).‏

ويتابع عباس محمود العقاد: ".. خلق بطبيعة الحكيم المتأمل ولم يخلق بطبيعة القلق المناضل المدفوع إلى تبديل ما يخالفه من أمور زمنه" (27) ويتابع العقاد أنّ شكسبير لغز مثله مثل معظم العباقرة، وعلى النقاد دراسة هذا اللغز، ومن بين كبار الأدباء الذين درسوا شكسبير الروائيّ والمسرحيّ الروسيّ الكبير ليف تولستوي (1828 ـ 1910) ولكن آراءه عن شكسبير كانت سلبية على عكس عباس محمود العقاد (1889 ـ 1964).‏

الهوامش‏

1ـ د. حسام الخطيب، جوانب من الأدب النقد في الغرب، جامعة دمشق، الطبعة السادسة، عام 1994ص ، 98.‏

2ـ مسرحيات شكسبير الكاملة، بيروت، دار الجيل، المجلد الرابع، 1991، الطبعة الأولى، ص 10 ـ 11.‏

3ـ المصدر نفسه، المجلد الخامس ص 172، مأساة "روميو وجولييت"‏

4ـ المصدر نفسه.‏

5ـ المصدر نفسه.‏

6ـ شكسبير، يوليوس قيصر، بيروت، دار مكتبة الحياة، 1985، ص 98.‏

7ـ شكسبير، أنطونيو وكليوباترا، دمشق، مطبعة كرم، ط3، عام 1992، ص 98 ترجمة حرب محمد شاهين.‏

8ـ مسرحيات شكسبير الكاملة، مصدر سابق، تاجر البندقية، المجلد الثاني ص 258 ـ 229.‏

9ـ المصدر نفسه.‏

10ـ مسرحيات شكسبير الكاملة، بيروت، دار الجيل، المجلد الرابع، 1991 الطبعة الأولى، هاملت، ص 155.‏

11ـ د. حسام الخطيب، جوانب من الأدب والنقد في الغرب، ص 98 ـ 110 مصدر سابق.‏

12ـ مجلة الآداب الأجنبية، عام 1992، العدد 71، ص 70، ترجمة د. ممدوح أبو الوي.‏

13ـ المصدر نفسه، ص 71.‏

14ـ وليم شكسبير، المآسي لكبرى، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1990، الطبعة الثانية، ص 12 ترجمة جبرا إبراهيم جبرا.‏

15ـ مسرحيات وليم شكسبير الكاملة، المآسي، بيروت، دار الجيل، 1991، عطيل ص 69.‏

16ـ المصدر نفسه، ص 73.‏

17ـ وليم شكسبير، المآسي الكبرى، مصدر سابق، عطيل، ص 602 ترجمة جبرا إبراهيم جبرا.‏

18ـ شكسبير، الملك لير، بيروت، دار مكتبة الحياة، 1985، ص 21.‏

19ـ المصدر نفسه، ص 29.‏

20ـ المصدر نفسه، ص 39.‏

21ـ فيتو باندو لفي، تاريخ المسرح، الجزء الثالث، دمشق، وزارة الثقافة 1984.‏

22ـ يان كوت، شكسبير معاصرنا، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط2، 1980، ص 194.‏

23ـ الدكتور لويس عوض، البحث عن شكسبير، القاهرة، دار المعارف 1968، ص (126).‏

24ـ وليم شكسبير، المآسي الكبرى، مصدر سابق، ماكبث ص 691.‏

25ـ أحمد أمين، قصة الأدب في العالم، الجزء الثاني، القاهرة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1960، الطبعة الثانية، ص 208.‏

26ـ عباس محمود العقاد، المؤلفات الكاملة، المجلد التاسع عشر، بيروت، دار الكتاب اللبناني، الطبعة الأولى، 1981، ص 153.‏

27ـ المصدر نفسه ص (176).‏


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: وليم شكسبير
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية ماكبث مترجمة لـ شكسبير مها عبدالله منبر الآداب العالمية. 21 12-18-2019 12:23 PM
من كتب اعمال شكسبير؟ د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 2 07-16-2014 04:19 PM
شخصية المرأة عند شكسبير ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 14 12-26-2013 10:58 AM
نعيم الحلم - خلود الشعر / شكسبير سالم رزقي منبر الآداب العالمية. 6 06-06-2011 05:32 PM
(سوناتا) لـ وليم شكسبير (William Shakespeare) رقية صالح منبر الآداب العالمية. 82 01-05-2011 04:47 PM

الساعة الآن 10:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.