احصائيات

الردود
4

المشاهدات
4615
 
غزلان هاشمي
أديبـة وأستاذة جامعية جزائرية

غزلان هاشمي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
20

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Oct 2011

الاقامة

رقم العضوية
10517
10-12-2011, 10:29 PM
المشاركة 1
10-12-2011, 10:29 PM
المشاركة 1
افتراضي حسن مجاد:"وحيدا كعادتي ....والوطن المغيب
هو همس قائم على الوجع....هو ارتحال في زمن الذاكرة الموسومة بالحنين.....هو ارتقاب للحظة الالتقاء في زمن الحرف وعالم الكلمة....هو بحث عن ذلك الحلم المسيج بالاستحالة ....ذلك ما وجدته في نص الشاعر العراقي المبدع الأستاذ حسن مجاد فما يبوح به النص؟
العنوان:"وحيدا كعادتي يا آراء أقلب كتاب الأسى"
يحاول العنوان الخروج عن المألوف بهروبه من شكل التوحد ،وبحثه عن الألفة اللغوية والإبداعية باتخاذه شكل المجموع أو الجملة،ويبدأ بلفظة"وحيدا" والتي ترد حالا للمخاطب ،إذ هي تحمل دلالة الغربة والوحشة والألم....ويستعجل الحال الظهور ،وكأن بالنص يحاول أن يموضع وجوده ضمن هذه الحالية المتأسسة على الوجع،أو يبني هويته على هذه اللحظة الثابتة المسيجة بالأنين،لترد المشابهة"كعادتي" تأكيدا للمواجه أو التشكيل المقابل الذي يكون انعكاسا مؤيدا أو لحظة مكررة تدل على المعاودة والاستمرارية والثبات المطلق الذي لا تغيير فيه،لتأتي أداة النداء والمنادى"يا آراء" إذ يخاطب النص بعيدا أو موجودا في أفق الانتظار.
وتتأخر الحركة الفعلية في زمن المستقبل"أقلب" ،حيث الاستمرارية وحيث النص في تصفح لكتاب الحزن يقلب أوراقه التي تبدو بلا انتهاء وكعادة مملة موجعة،ولذلك فالتأخير هو رغبة في تأجيل هذا الوجع وطرده ناحية الانتهاء والتتمة.
إذن في شكل العنوان ثورة على الوحدة ،حيث يستجمع النص كل العناصر اللغوية على اختلافها من أجل التعبير عن رفض الواقع المنبني على الانفراد،وفوق هذا تبدو الجملة خارجة عن صورتها المعقولة والمفترضة"أقلب كتاب الأسى وحيدا كعادتي يا آراء" أو ربما البدء بالمناداة "يا آراء أقلب كتاب الأسى وحيدا كعادتي"،وكأنها تحاول أن تحدد شكلها الخاص وتبني هويتها على المغايرة والاختلاف خروجا عن سلطة النسق اللغوي أو سلطة التشكيل المؤسس على الاستبداد والتطابق والفرض....،ومن هنا فالنص يحاول أن يحدد نموذجه الخاص في زمن المستقبل وفق منظور مغاير تعبيرا عن هوية التشتت والتبعثر في زمن الوحدة....
ويأتي الإهداء كنص أولي بعد العنوان/النص الموازي إذ يؤرخ لهذا الوجع ويشكل ذاكرة تحاول أن تموضع وجودها في شكل من الحضور المطلق والأولي.
وكانوا كلهم وصلوا
فلماذا لم تقل من قبل يا أبتاه أنك راحل
وأنهم سينسون "الأسامي" كلها
وجه طريقهم
وأنك سوف تذكرني
على أسوار موطنك المحاصر بالرماد وبالغسق
وتثير بادئة التهجي في حروف أسئلة الشفق
وتثير في جمر سؤالنا
يبدأ الخطاب الشعري بحرف العطف"واو" إذ يبدو النص معطوفا على كلام محذوف قد تعثر بوحه حسرة وحزنا على أحداث قبلية موجعة،لياتي الفعل الماضي الناقص"كانوا" وكأن بالنص يحس بوجود ينقصه الاكتمال أو ماض معبر عن حالة الفقدان،ومن ثمة فالكلية تستطيع تعويض هذا الحدث المهم الناقص لذلك يتبعها بالزمن المغيب"وصلوا" من أجل إقصائها أو طردها ناحية الذاكرة التي ستتلاشى يوما.وياتي السؤال الذي يستفيق على الواقع الآني حيث الرغبة في موضعة المستحيل"يا أبتاه" في زمن التحقق أو التعبير عن الألم المستمر الذي سيج بأمل التأجيل والطرد في اللحظة القادمة"تقل ـ ستنسون ـ تذكرني ـ تثير".
كيف الوصول وأنت محطة للتيه يعبر من خلالك
كل الضائعين إلى الحدود
وأنت قرنفل الوقت
ملح ذاكرة الرغيف
وأنت شاطئنا الذي يمتد سهوا في يباب الله يخترق الأفق
من أين للصبير يا وطني إذا اشتراه الأعجمي أن لا يبيع سوى اسم أعارته الأكاذيب
بالله عليك
أي الضفتين سيرسو الملح عليها
أخبرني فأنا شتلة طين يتفرع من رأسي دمار
بالله عليك أي الضفتين سيرسو الملح عليها
أخبرني عن قمر يلتف كغصن حول مجرتك المنسية
مكتوب في تقويم شهادة ميلاده
(مذبوح هذا المسكين خطية )
ويكلم النص هذا الوجود القابع في زمن الضياع المتمثل في الأب/الوطن في شكل المواجه أو المقابل آنيا،حيث الحضور ورغبة الإيجاد،لكنه يجعله ضمن إشكال يسائل اختلافاته وإمكاناته المتعددة التي تجعل منه هوية مطاردة لا امل لها في التحقق والتوقف عند لحظة الالتقاء أو الاكتمال"أنت محطة ـ أنت قرنفل الوقت ـ أنت شاطئنا..."وربما شكل النص في حد ذاته وتراوحه بين الجملة القصيرة والطويلة والمتوسطة هو تعبير عن هذه الحيرة في التعدد والبحث عن الإمكان الأصيل بين هذه الممكنات المختلفة،لذلك يعاود المستقبل"يبيع ـ سيرسو" على المساءلة لا الإجابات النهائية ،ومن ثمة يصبح الإبداع توليدا للإشكالات الوجودية لا إجابة جاهزة،ومن ثمة فهذه الإشكالات تحاول الإجهاز على النمطية الثابتة لتجعل من التوليد واللانهائية هوية النص،وحتى الماضي يظهر في سياق الوجع ومن هنا تظهر الرغبة في التغييب"اشتراه ـ أعارته". ويأمر النص الأب/الوطن في حالة رجاء يائس من الحصول على إجاباته أن يمده بإشارات من زمن الذاكرة تعينه على إكمال الاختلاف الشعري ومعرفة حقيقة الوجود الإبداعي الذي تظهر صورته ضمن هذه الأقواس المهمشة أو تلك المعاني المحايثة التي تخفي الهوية الأصيلة هوية الألم.
آراء خطايا
آراء رزايا
آراء كتاب مفتوح وقواميس جنود
وفاكهة لخليفتنا وعصى قيود
آراء نوايا
آراءمنايا
آراء طريق مفتوح للموت والأشياء المنسية
وتسكن الحركة الفعلية ليتأسس الوصف على مساحة صمت،إذ آراء/الحقيقة الموجعة تظهر باحتمالاتها المتعددة(خطايا ـ رزايا ـ كتاب مفتوح وقواميس جنود ـ فاكهة لخليفتنا وعصى قيود ـ نوايا ـ منايا ـ طريق مفتوح للموت وللأشياء المنسية)،ومن هنا يحاول النص أن يستجمع كل تلك العناصر المشتتة قبل أن تبدأ الذاكرة اللغوية في تحريك الأحداث،فآراء/الوطن ،آراء/اللغة أو آراء وجه النص الذي يعبر عن حقيقة غير معلنة تتأسس على الخطيئة،إذ يصبح الإبداع فعل اختراق لكل الأنساق المهيمنة،وفعل تدمير لكل قيمية ثابتة رغبة في بناء هوية جديدة حدودها الاختلاف.
وكانوا كلهم وصلوا
كانوا يضحكون ويشربون الشاي
في البيت المعبأ بالحمام
غير أنك يا ضحى آذار لم تصل
غير أنك يأكل متسع المسافة كيف تقتلني العبارة
حين ينطقها أحد
وكيف تضيق بي السماء حين أحس بأنك زائل في منفى الخرائط
أتعلم يا شتلة الطين المسافر في البراري
كيف ذبحت روحي حين أذكر أنك دائما موجود في لغتي
أتعلم
كم مرة حاولت أن ألغيك من رئة الجنوب
يواصل النص مخاطبته لذلك الزمن المرتحل عبر أريج الذاكرة(كانوا ـ وصلوا)،تلك الهوية التي ينقصها الاكتمال فتبحث عن نصفها الضائع باستعادة اللحظة القبلية ووسمها بالاستمرارية والبقاء الآني"يضحكون ـ يشربون ـ تصل ـ يأكل ـ تقتلني ـ ينطقها ـ تضيق ـ أحس ـ تعلم ـ أذكر ـ ألغيك"،وكأن به يعيش مأزق التعثر والتشتت حيث تتبعثر لحظته بين زمن التحقق وزمن الغياب"ذبحت ـ حاولت"،ويظل الوطن بأوجاعه كإمكان يلاحق اكتماله أو كحلم مسيج بالألم أو إيذان بالرحيل يطارده النص في زمن ملغى أو مضطرب بين الماضي والحاضر .إذن فالنص يعبر عن أزمته من خلال هذه التساؤلات المختلفة التي تبحث عن إجابات في جنوب اللغة/الوطن أو في تلك التشكيلات اللغوية التي عانت التهميش حينما قدمت على أساس أنها صورة لذاكرة مخربة لا تستعيد زمنها إلا ضمن يوتوبيا الحنين والاسترجاع المكلل بالوجع.
كانت الدنيا مدار
وقتها اشتعل النخيل بسعفه المملوء بالعجب
وغادرت الشواطئ موجها المولود في الزبد
من الأبد إلى الأبد
وكنت أنا المطارد بالذنوب والخطايا
وغادرت
القصص
الحكايا
نعش من ماتوا
وشيعهم غبار الراحلين إلى الحدود
غير أنك يا ضحى آذار لم تصل
ويظل الفعل الناقص الباحث عن اكتماله في لحظة الماضي"كانت"،حيث يشتغل النص على ذاكرة تفتش عما يرمم هويتها،إذ بعد أن يثير احتمالاته وإمكاناته في زمن التحقق معبرا عن حضور مستمر،ينهي بوحه بتأطير وجود الأب/الوطن ضمن مسارات الغياب عله يقصي تلك اللحظات الموجعة "اشتعل ـ غادرت ـ ماتوا ـ شيعهم"،ثم يغادر في الأخير زمنه الحقيقي باحثا عن زمن مغاير في لحظة المستقبل"تصل"،وكأنه يستعجل التغيير ويستعجل وجود مستقبل منفي أو نافي لكل مسببات الغياب.


قديم 10-13-2011, 12:16 AM
المشاركة 2
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أشكر لك أديبتنا السامقة أستاذة غزلان هاشمي موضوعك النقدي الرائع ، وهذه التعابير المعبرة ، وهذا الصدق الفتي.
بوركت ، وبورك اليراع.

قديم 10-13-2011, 01:29 AM
المشاركة 3
غزلان هاشمي
أديبـة وأستاذة جامعية جزائرية
  • غير موجود
افتراضي شكر
الأستاذ ماجد أشكر لك مرورك الكريم الذي عطر مقالي فتقبل امتناني الخالص

قديم 10-15-2011, 10:31 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قراءة جميلة للغاية وتدلل على قدرة فذة على العبور الى اعماق النص وكشف ما كمن هناك.

قديم 10-15-2011, 07:16 PM
المشاركة 5
غزلان هاشمي
أديبـة وأستاذة جامعية جزائرية
  • غير موجود
افتراضي شكر
الأستاذ أيوب امتنان خالص لكل ما قلته فتحية عطرة إليك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حسن مجاد:"وحيدا كعادتي ....والوطن المغيب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عند المغيب ياسَمِين الْحُمود منبر قصيدة النثر 8 03-22-2021 09:09 PM
جرح من أجاج محمد حمدي غانم منبر شعر التفعيلة 6 08-04-2012 07:00 PM
القصيدة الجماعية : الربيع والوطن نبيل أحمد زيدان منبر الشعر العمودي 70 05-02-2012 01:18 PM
|نحيب مداد| عزه الشهري منبر البوح الهادئ 5 01-09-2011 10:35 AM

الساعة الآن 02:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.