احصائيات

الردود
10

المشاهدات
6427
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
08-04-2011, 02:43 PM
المشاركة 1
08-04-2011, 02:43 PM
المشاركة 1
افتراضي غِلـْغامِش (ملحمة)
[justify]


غِلـْغامِش (ملحمة)

عاش غلغامش (كلكامش) Gilgames حسب لوائح الأُسر الملكية السومرية في المرحلة الواقعة بين 2750 إلى 2350 ق.م، وكان ملكاً للمدينة/الدولة المزدوجة أوروك - كولاّب Uruk-Kullab الواقعة في وادي الرافدين على الضفة الشرقية للفرات، وقد تشكلت حول شخصه باقة من الحكايات البطولية والأسطورية التي تسرد أخبار أعماله الخارقة وتوقه إلى الحياة الخالدة، محاولاً تجنب المصير البائس المحتوم للبشر الفانين.

ثمة عدد من الإبداعات الشعرية المغرقة في القدم تتناول موضوعاتها شخصية غلغامش وأعماله، كُتب أقدمها باللغة السومرية، تلتها من ثم أخرى باللغة الأكّدية، فالحثية، فالحورية، إلاّ أنه لم يتبق من بعضها عبر العصور سوى شذراتٍ أو كسور رُقم. وبجمع وإعادة صياغة مختلف الروايات ظهرت أول ملحمة ضخمة في الأدب العالمي في أرض بابل وباللغة الأكدية. وكان ظهورها نحو نهاية الألف الثانية قبل الميلاد في شكلها النهائي المكتمل، على اثني عشر لوحاً أو رُقماً، وهي الصيغة التي استخرجها الآثاريون من مكتبة قصر الملك آشور بانيبال Assurbanipal في مدينة نينوى. ويمكن تتبع تاريخ مادة الملحمة كالآتي:

1- مجموعة غلغامش السومرية: لم تصل مجموعة الحكايات السومرية إلى صيغة ملحمةٍ مكتملة فنياً ومضمونياً، بل تشكل معاً حلقة أعمال شعرية حول شخصية محددة، هي غلغامش. يعود تاريخ هذه المجموعة إلى مرحلة حكم الأسرة الثالثة بين 2110 و2003 ق.م. أما النصوص المتوافرة منها حالياً في متاحف العالم في شذرات مختلفة الطول فتعود إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد. وتتألف هذه المجموعة من:
‌أ - «غلغامش وأغّا Agga ملك كيش KiŠ» التي تروي خبر حصار أغّا لمدينة أوروك وتصدي الشاب غلغامش له بالاعتماد على الشباب، بعد أن خذله شيوخ المدينة وجنحوا إلى الاستسلام. ومن الأحداث يظهر إنكيدو Enkidu بوصفه عبداً قوياً ووفياً لغلغامش. لكن المفاجأة تكمن في عفو غلغامش عن الغازي، فيهبه الحياة.

‌ب - «غلغامش وحواوا Huwawa»: التي تروي قصة خروج غلغامش وإنكيدو إلى غابة الأرز (عند حدود نهر دجلة مع سورية حالياً) للقضاء على الجبار الشرير حواوا، ابتغاء المجد الذي سيخلد اسمه، وعندما ينجح غلغامش في إخضاعه وتقييده، يبتهل حواوا إلى إله الشمس أوتو Utu فيقطع إنكيدو رأسه، مما يؤدي إلى لعن أوتو لهما معاً.

‌ج - «غلغامش وإنكيدو وثور السماء»: بعد أن تمكن الاختصاصيون بالأسلوب المقارِن من ردم ثغرات النص الكثيرة، صارت الصيغة كالآتي: عندما تطاول غلغامش على إنّانا Innana (عشتار) إلهة أوروك، بأن ازدرى حبها وسخر من غوايتها ورفض هداياها، غضبت من غطرسة البشر وطلبت من رب الأرباب أن يعطيها الثور السماوي كي تعاقب به غلغامش ومملكته. وعندما أبدى الرب تمنعاً هددته ببعث الأموات من العالم السفلي، فرضخ. لكن غلغامش وإنكيدو تمكنا من قتل الثور.

‌د - «غلغامش وإنكيدو والعالم السفلي»: تروي القصيدة حكاية إنقاذ غلغامش شجرة «الحَلوب Halub» من الأفعى والنسر وعفريتة القفار، لصالح إنّانا، التي صنعت من خشبها كرسي عرش وسريراً لها، وطبلاً مع عصاة مكافأة لغلغامش. يُسر غلغامش بالهدية ويأخذ بضرب الطبل الفريد ليلاً ونهاراً، مما يقضّ مضاجع سكان المملكة، فتبتهل العذارى إلى الآلهة لتخلصهن من هذا العذاب، فيسقط الطبل وعصاه في فتحة أرضية تؤدي إلى العالم السفلي، وعندما يندب غلغامش خسارته يتطوع إنكيدو بالهبوط إلى العالم السفلي لإحضار الطبل وعصاه، لكنه لا يتقيد بتعليمات غلغامش، بل يسلك سلوكاً مناقضاً لها، مما يؤدي إلى بقائه هناك. وهنا يتقدم إله الحكمة لمساعدة غلغامش الحزين ولإنقاذ إنكيدو، وينجح.

‌ه - «موت غلغامش»: إن نص هذه القصيدة مشوَّه إلى حد يستحيل معه إعادة بنائه، إلا أن مدخل القصيدة يوحي بمضمونها: «لقد شاء رب الأرباب إنليل الجبار أن يصير غلغامش ملكاً، لكنه لم يشأ له أن يعيش حياة أبدية».

‌و - «موت إنكيدو»: على الرغم من الثغرات العديدة في هذه القصيدة، يُفهم من شذراتها المتبقية أن الآلهة قد حكمت على إنكيدو بالموت لقتله حواوا ولمشاركته في قتل الثور السماوي، ولا يستطيع غلغامش الفاني أن يقدم له أي مساعدة تحول دون ذلك، مما سبب له حزناً عميقاً وكرهاً للموت المقيت.


[/justify]


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 08-04-2011, 02:49 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]

2- تراث غلغامش في اللغة الأكدية:

‌أ - إن مجموعة غلغامش البابلية القديمة التي تتشابه إلى حد كبير مع المجموعة السومرية، مع ظهور ملامح خاصة بالمرحلة البابلية، تعود إلى الثلث الأول من الألف الثانية قبل الميلاد، وقد وُجِدَتْ نسخ منها منتشرة في أرجاء منطقة الرافدين كافة، وشكلت مادة ثرية لظهور «ملحمة الاثني عشر لوحاً».

‌ب - ملحمة غلغامش، أو ملحمة الاثني عشر لوحاً باللغة الأكدية النينوية، وهي تعود إلى نحو 1200 ق.م حين ظهر كاتب يدعى سين - لِقِه - أونّيني Sin-Leqe-Unnini الذي تمكَّن من جمع حكايات غلغامش المعروفة في عصره، وأعاد صياغتها شكلاً ومضموناً، في ملحمة مأسوية تعالج موضوعات الصداقة والبطولة والأفعال المجيدة والموت المرير والبحث اليائس عن الخلود، وكذلك موضوع العلاقة الوثيقة بين وجود الإنسان وقدره المحتوم والغامض الذي لا يمكن التنبؤ به.

وهذا النص المدوَّن على رُقم طينية هو الذي أمر آشور بانيبال نحو 650 ق.م بنسخه لمكتبة قصره في نينوى، كما وُجدت نسخ أخرى عنه في مدينة آشور وبالقرب من حرَّان وكذلك في أوروك نفسها. وبالمقارنة بين هذه النسخ تمكن العلماء الآثاريون من التوصل إلى صيغة النص المتداولة عالمياً منذ النصف الثاني من القرن العشرين، التي ترجمت إلى العربية أربع مرات، مرة من قبل طه باقر في العراق، وثانيةً من قبل محمد نبيل نوفل وفاروق حافظ القاضي في مصر، وثالثةً من قبل سامي سعيد الأحمر عن الأكدية، ورابعةً من قبل فراس السواح في سورية. وفي هذه الأسطورة البابلية ثمة أحداث وتفصيلات وأوصاف لم يرد ذكرها في الأشعار السومرية، ومنها خلق الآلهة لابن الطبيعة إنكيدو، رفيق الحيوانات والنباتات، وكيف تهذبه وتحضّره «عاهرة» المدينة ليصبح من ثم صديقاً حميماً لغلغامش يشاركه في أعماله البطولية كافة، إلى أن تعاقبه الآلهة بالموت لما ارتكبه من أخطاء بحقها، والحدث الآخر الذي يشكل نصف الملحمة تقريباً هو رحلة غلغامش بعد موت إنكيدو للبحث عن سر الخلود عند جده القصي أوتنابشتيم Utnapishtim وما يلاقيه من عناء ومخاطر خلالها، ولقاؤه بساقية الحان الحكيمة سيدوري، ثم لقاؤه بجده الذي يجرّعه الحقيقة المريرة حول نهاية البشر، والذي يهديه تعويضاً يتجلى في نبتة الشباب التي تسلبه إياها الأفعى، ليعود إلى أوروك كسير النفس ويبدأ بتشييد أسوارها المنيعة لحماية أهلها ومعابد آلهتها.
تبرز خصوصية ملحمة غلغامش في تأكيدها أسلوب الحياة والمفاهيم الدينية، وبلورتها فلسفة الحياة البابلية. وقد كان لها تأثير عميق في كثير من أساطير الآلهة والأبطال الإغريق، ويعزو عديدٌ من الباحثين كثيراً مما ورد في الكتب المقدسة إليها.

م ن ح- الموسوعة العربية


مراجع:
ـ صموئيل كريمر، من ألواح سومر، ترجمة طه باقر (القاهرة 1956).
ـ فراس السواح، قراءة في ملحمة جلجامش (دمشق 1978).

[/justify]

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 08-04-2011, 02:55 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]

الملحمة


الملحمة εποσ باليونانية وepicum باللاتينية وepic بالإنكليزية وépopée بالفرنسية وEpos بالألمانية؛ عمل أدبي سردي طويل منظوم شعراً، عُرف منذ القدم لدى معظم شعوب العالم، وأسس بتطور سماته المشتركة ما عُرف لاحقاً بالجنس الملحمي في الأدب إلى جانب جنسي الشعر والمسرح.

تسرد الملحمة مآثر بطولية مهمة في حياة شعب بعينه، مثل حرب حاسمة وأبطالها وأماكنها وتفصيلاتها، كما في ملحمة «مهابهاراتا» و«الإلياذة»، أو سيرة ملك بطل مثل «غلغامش» وراما في ملحمة «رامايانا» وأوليس في ملحمة «الأوديسة»، أو نشوء أمة كما في «الإنيادة». وهي تستخدم في متنها الأساطير والحكايات البطولية وقصص الآلهة وخرافات الحيوانات؛ لتقدم صورة شبه متكاملة عن عالم ما، تفترض أنه حقيقي، كما تتضمن تعليمات وشروحات دينية بقصد الإرشاد والتعليم.

كانت الملحمة قديماً تُتناقل شفاهة من جيل إلى جيل، ولاسيما في بلاطات الملوك وقصور الأمراء، مع مرافقة موسيقية غالباً، وترية أو نفخية، أو كليهما معاً، بما ينسجم مع إيقاعات السرد الحكائي من ناحية، وبما يوحي بالمشهد المصوَّر ومزاجه من ناحية أخرى: معركة، عرس، حفلة، احتفال، مناجاة فردية. ولاشك في أن رواة الملاحم في مختلف الحضارات كانوا يتمتعون بمواهب استثنائية على صعيد الحفظ وامتلاك ناصية اللغة والتعبير الحركي المرافِق بالوجه mimic وبالأطراف gestic وبطبقات الصوت vocalization، فيأسر الراوي مستمعيه بشخصه ويشدهم إليه بموضوعه.

وقد أدت تقاليد الرواة في أحايين كثيرة إلى تغييرات وإضافات أو اختصارات أو تأويلات نتج منها ظهور صياغات متعددة للملحمة نفسها، في العصر نفسه، أو بين عصر وآخر. وقد توافرت إشارات صريحة إلى ما سبق ذكره، سواء في الملحمتين الهنديتين «مهابهاراتا» و«رامايانا»، أو الإغريقيتين «الإلياذة» و«الأوديسّة».

وقد ظهرت أولى الملاحم في المجتمعات البشرية القديمة في مرحلة انتقالية بين النظام المشاعي والنظام الإقطاعي المبكر؛ ويرى هيغل في كتابه «علم الجمال» أن مؤلفي الشعر الملحمي حينذاك لم يمتلكوا تصوراً فردياً وحساً داخلياً منفصلاً عن وجود الجماعة (القوم) كلياً، ولهذا صارت أشعارهم ملكية عامة يتم تداولها وتناقلها من دون ذكر أسماء مؤلفيها، ولذا عُدت هذه الأشعار زمناً طويلاً نتاجَ الخيال الشعبي، ولاسيما عند شعراء الرومنسية (الإبداعية)، أو نتاجَ عدد من الشعراء ثم صاغها شاعر موهوب في زمن لاحق بأسلوبه الخاص فنسبت إليه، كحال هوميروس مثلاً، بحسب رأي كثير من الباحثين الذين ناقشوا ما سُميّ بالمشكلة الهوميرية.

ويرى بعض المستشرقين من المختصين في الأدب السنسكريتي أن نسبة «المهابهاراتا» إلى ڤياسا Viasa و«الرامايانا» إلى ڤالميكي Valmiki ما هي إلا من قبيل إسباغ نوع من القدسية على النصين، لما تتضمنانه من مسائل وشخصيات دينية ذات أهمية بالغة عند الهندوس. وبما أنه صار مؤكداً علمياً أن نصوص معظم الملاحم القديمة قد استغرقت قروناً عدة حتى اكتملت صياغاتها المتداولة حالياً فلا يمكن نسبتها إلى مؤلف وحيد.

وقد اقترح باحثون آخرون أن الشعر الملحمي يظهر عادة في أزمان أطلقوا عليها اسم «عصور البطولة» heroic ages التي مرت بها أمم متعددة في مرحلة اضطرارها إلى الدفاع عن هويتها الوطنية في وجه خطر ما. وإذا كانت هذه الأمم تمتلك ثروات طبيعية وافرة واقتصاداً نشيطاً فإنها تنتج عادة أرستقراطية قوية حاكمة ذات طابع عسكري يبحث قادتها عن تخليد أسمائهم باجتراح البطولات في المعارك، وبحفظ مآثرهم للمستقبل في الأشعار الملحمية.

ومن ثم يبدو أن الوظيفة الأساسية للشعر الملحمي في عصور البطولة هي تحفيز الروح القتالية عند المحاربين وتشجيعهم على الإقدام والتضحية بتمجيد أفعال آبائهم وأجدادهم نماذج للبطولة الوطنية. وكانت هذه الأشعار تُغنّى من قِبل رواة محترفين، قبل المعارك وبعدها وبمشاركة المحاربين أنفسهم، لخلق الروح الجماعية. وما يُستنتج من ذلك هو أن التقاليد الملحمية في الواقع هي تقاليد العائلات الأرستقراطية الحاكمة وأنسابها وبطولاتها، التي تؤهلها للاستئثار بالحكم وإدارة شؤون الرعية. وطالما بقيت الأمة أميةً استمرت شفاهية التقاليد الملحمية، التي لا تأفل مع زوال العصر البطولي واندثار العائلة الأرستقراطية، بل إنها تأخذ طريق النضج والصقل الفني، مع تحول وظيفتها لتصير نوعاً من التسلية الشعبية وصورة من ماضٍ تليد، حافل بالمغامرات والتضحيات والبطولات.

يدل البحث في أهداف الشعر الملحمي الشفاهي في عصور البطولة ما قبل تدوينه - بما فيها عصر الجاهلية عند العرب - على أن هذا الشعر كان يصور عادة الأفعال البارزة للملوك والأمراء وكبار المحاربين الذين ظهروا في تلك العصور في هذه الأمة أو تلك. ولما كانت وظيفة هذا الشعر في المقام الأول تمجيد هذه الأفعال وأصحابها، لا تسجيلها وحسب، فقد كان الشعراء، المجهولون غالباً، يبالغون في تصويرهم ويحيطونهم بهالة خارقة من العظمة والبطولة، تقارب النماذج الأسطورية المتخيلة التي يمتلك بعضها صفات عامة، وبعضها الآخر صفات خاصة بمكان بعينه وبخصوصية هذه الحضارة أو تلك.

لكن أبطال معظم الملاحم ولدوا نتيجة اتحاد غير شرعي أو غير طبيعي بين امرأة بشرية وكائن إلهي أو خارق، فيُهْجرون حال الولادة، وتُرضِعهم ذئبة أو لبوءة، ثم تتبناهم عائلة بسيطة متواضعة في بيئة ريفية، وينمون بسرعة مذهلة، وتكون أولى معاركهم مع وحش خارق، كالتنين مثلاً، من أجل فتاة بشرية يتزوجونها، ويموتون باكراً، غالباً، في ظروفٍ عجيبة غريبة كتلك التي أحاطت بولادتهم.

وفي تقاليد الشعوب الهندية الأوربية يولد البطل، غالباً، توءماً يحوز عقب ولادته الخارقة مناعة ضد الموت، سوى في نقطة ضعف في جسمه، مثل كاحله (آخيليوس في «الإلياذة») تكون السبب في مقتله.



[/justify]

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 08-04-2011, 02:56 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]

وفي معظم الأحيان يكون مربّيه حداداً، وقد يحدث أن يتنكر البطل في إحدى مراحل شبابه في زي امرأة، وقد يقهر تنيناً بثلاثة رؤوس، وسرعان ما ينجب ولداً من امرأة أجنبية أو غير بشرية تُنشئه في موطنها ويصير محارباً بقوة أبيه الذي لا يعرفه. وعندما يلتقيان يقتل الأبُ ابنَه في معركة ثنائية شرسة وطويلة. وسرعان ما يموت البطل نتيجة ارتكابه الخطأ تلو الآخر، وغالباً ما تكون أخطاؤه بمنزلة آثام لا تغتفر.

وهناك في اليابان مثلاً نموذج مغاير من أبطال الملاحم، فبعض المحاربين من الأرستقراطية الحاكمة ممن حازوا صفة بطل شعبي، يزوَّدون في حالات كثيرة- في قصصهم البطولية- بأربعة أتباع فائقي الشجاعة والإخلاص يُسمون حراس النقاط الأساسية الأربع، وهم أقرب الناس إلى سيدهم الذي يوصف عادة بكونه قائداً ألمعياً ممتازاً تعوزه القوة الجسدية، فيحمونه من أي خطر كان. وهم في وظيفتهم هذه بمنزلة نموذج أسطوري مأخوذ عن البوذية يمثل ملوك ديڤا Deva الأربعة الذين كانوا يحافظون على تعاليم بوذا من أخطار الشياطين.

أما عنترة العبسي، فيمثل نموذجاً مختلفاً تماماً، من حيث كونه عبداً مرذولاً من جهة وبطلاً مدافعاً عن الحمى من جهة أخرى. وعلى الرغم من كونه ابن سيد القبيلة من جاريته الزنجية، لكن عليه كسب حريته (إعتاقه من العبودية) ليكون أهلاً لحبيبته وابنة عمه عبلة؛ ومن ثم يجوز تأويل بطولاته المختلفة والخارقة على أنها وليدة دافع شخصي. كما يمكن النظر إلى الزير سالم بصفته نموذجاً مختلفاً أيضاً للبطل الملحمي إذ تكمن مأساة هذا الزير الشاعر المهلهِل في مطالبته أعداءه بتحقيق المستحيل على صعيد الممكن البشري: «أريد أخي كليب حياً!». وفي أثناء أربعين عاماً من الإصرار الأعمى على هذا المطلب، كان لابد من سقوط آلاف الضحايا من أبناء العمومة، وتشرد آلاف آخرين من غير طائل.

وثمة نموذج بارز في التقاليد الملحمية الهندية الأوربية يطلق عليه اسم «العقيدة الثلاثية» tripartite ideology أو «النظام ذو الوظائف الثلاث» tri functional system . وقد توصل الباحثون إلى اكتشاف هذه العقيدة الثلاثية لدى أمة هندية أوربية من مرحلة ما قبل التاريخ، استمر تأثير تفكيرها في الحضارات اللاحقة، بل حتى في لاوعي بعض الناطقين المعاصرين بلغات هندية أوربية. ترى العقيدة الثلاثية في الكون وجود ثلاثة مبادئ أساسية تتحقق بوساطة ثلاثة أنواع من البشر، هم: الكهنة والمحاربون ومنتجو الثروة. وانسجاماً مع هذه العقيدة (الفلسفة) وجد الباحثون في عدد من الملاحم الهندية الأوربية تفاعلات بين هذه الأنواع الثلاثة في إطار موضوعاتها المركزية، أي بين: الدين، المَلكية، القوة الجسدية، الخصوبة، الصحة، الثروة والجمال.

وخير مثال على ذلك هو ملحمة «المهابهاراتا» الهندية، ولاسيما منها جماعة البانداڤا من حيث تكوين بنيتها وتفاعلاتها عبر تجاربها المختلفة. وتعد هذه الملحمة تجسيداً للصراع الأسطوري بين الآلهة والشياطين، ينتهي بتدمير بعضهما بعضاً، تمهيداً لعالم جديد طاهر يقوده بعض الأخيار الناجين من الكارثة. والمثال الساطع الآخر على هذا النموذج هو القسم الأول من ملحمة الفردوسي«الشاهنامة» الذي يعتمد على العقيدة الزردشتية، أي على الصراع بين الخير والشر أو النور والظلمة.

أما ملحمة «غلغامش» الرافدية التي جمع أشلاءها وأعاد صياغتها الشاعر سين - لِقِه- أونيني نحو 1200 ق.م فتعالج موضوعات الصداقة والبطولة والمآثر المجيدة والموت المرير والبحث اليائس عن الخلود، وكذلك موضوع العلاقة الوثيقة بين وجود الإنسان وقدره المحتوم والغامض.

ينطوي التراث الأدبي العربي على كثير من الإبداعات الشفاهية التي تكاملت عبر العصور إلى أن دُونت فثبتت صيغتها المعروفة والمتداولة، وهناك منها ما يحمل سمات ملحمية واضحة من حيث المبنى والمعنى، مع اختلاف في لغة السرد، إذ إنها تجمع بين النثر والشعر معاً، لكنه نثر إيقاعي يكاد يقارب الشعر. ومن هذه الأعمال «السيرة الهلالية» و«سيرة الأميرة ذات الهمة» و«سيرة الملك سيف بن ذي يزن» و«سيرة شيبان مع كسرى أنوشروان» على سبيل الذكر لا الحصر. وقد كان الهدف منها تصوير مناقب الجاهلية كالحماسة والوفاء والجوار والشجاعة والعصبية والثأر، ولم تدوَّن هذه القصص الملحمية إلا ما بعد الإسلام، ولاسيما في أواخر العصر العباسي.

وبعد مدة طويلة من الكمون الملحوظ عادت الملحمة إلى الظهور في العصور الوسطى في أوربا، وترافق نموها لاحقاً مع بدايات ظهور الفن الروائي [ر. الرواية] . منها ما بقي مجهول المؤلف، ومنها ما ينسب إلى أدباء مشاهير. وأشهر هذه الملاحم «بيوولف» Beowulf الأنغلو- سكسونية (8 ق.م) و«نشيد هيلدِبراندا» Hildebrandslied (ق 9م) و«نشيد النيبلونْغِن» Nibelungenlied الألمانيان (ق 12م)، و«نشيد رولاند» Chanson de Roland الفرنسي (ق 12م) و«نشيد إيغور» Slovo o Polku Igoreve الروسي (ق 12م)، و«كالِڤلا» Kalevala الفنلندية (ق 19م)، و«إدَّا» Edda الإيسلندية (ق 12م)، ثم هناك «الكوميديا الإلهية» لدانتي و«رولاند الغاضب» لأريوستو و«الفردوس الضائع» لمِلتون و«القدس المحررة» لتاسو، و«المسيح المخلص» لكلوبشتوك و«أوبيرون» لڤيلاند و«هرمَن ودوروتيا» لغوته و«بان تاديوش» لميتسكييڤيتش، وهذا أيضاً على سبيل الذكر لا الحصر.

وهناك من الشرق ملحمة «مناس» Manas القرقيزية لرادلوڤ (ق 19م) وملحمة «مِمْ وزين» Mem û Zîn الكردية لأحمد خاني وملحمة «روعة الملوك» الحبشية (ق 13م) وملحمة «الملك غيسر» Gesser Chan التبتية (ق 11م) وملحمة «راماكين» Ramakien التايلندية (ق 18م) وغيرها كثير.


نبيل الحفار - الموسوعة العربية


مراجع:

ـ شوقي عبد الحكيم، موسوعة الفلكلور والأساطير العربية (دار العودة، بيروت 1982).
ـ جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، 1-2 (دار مكتبة الحياة 1983).
- G.DUMEZIL, Mythe et épopée, vol 1-2 (1968-1971).
- H.M. & N.K. CHADWICK, The Growth of Literature, vol.1. The Ancient Literatures of Europe (1932).
- J.B. PRITCHARD, The Ancient Near East (1958).
- R. CARPENTER, Folk Tale, Fiction and Saga in the Homeric Epics (1946).

[/justify]

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 08-04-2011, 10:22 PM
المشاركة 5
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبتنا الكريمة رقية صالح المحترمة . .

من الملاحم التي تفتح خيالنا عليها . .
وصحيح أنها من الأساطير . .
ولكنها لا شك تحمل ثقافات وأخبار عديدة ومتشعبة . .
وتستحق القراءة والتحليل . .

شكر من القلب على هذه المشاركة (الدسمة) . .
تقبلي من أخيك التحية والدعاء بالتوفيق . .
دامت أيامك بهيجة . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 08-13-2011, 10:58 PM
المشاركة 6
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبتنا الكريمة رقية صالح المحترمة . .

من الملاحم التي تفتح خيالنا عليها . .
وصحيح أنها من الأساطير . .
ولكنها لا شك تحمل ثقافات وأخبار عديدة ومتشعبة . .
وتستحق القراءة والتحليل . .

شكر من القلب على هذه المشاركة (الدسمة) . .
تقبلي من أخيك التحية والدعاء بالتوفيق . .
دامت أيامك بهيجة . .

** أحمد فؤاد صوفي **
تحيّاتي
أشكر لك أستاذنا القدير أحمد صوفي مرورك الكريم وعبق حديثك
.
والشكر موصول لصاحبة الصفحة الماتعة الأستاذة النشيطة في عملها والرائعة في أسلوبها ، الأستاذة رقية صالح، وأدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يحمي شامنا من كلّ فتنة .
وأقول بأعلى صوتي سأبقى مستمرا في تغطية المشاركات في منابر الآداب العالمية نيابة عن أستاذتنا العريقة رقية صالح حتّى تمكِّنها الظروف القاهرة بالعودة إلى سابق عهدها.
وأقول لك أستاذتنا إنّ مكانك ليس بشاغر، فلك في عنقي دين وانا أسدده الآن فأنا مكانك حافظا لمكانتك التي تستحقينها ، فلا تنزعجين.

بوركتما ووفّقكما الله.

قديم 08-16-2011, 02:31 PM
المشاركة 7
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تعودت الاختيارات الثرية لرقية الغالية و كأني بك تضعين منهج قسم اللغة الانجليزية لجامعة دمشق من خلال هذه الدراسات المختارة
شكرا لك من القلب غاليتي
محبتي

قديم 08-31-2011, 03:56 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أديبتنا الكريمة رقية صالح المحترمة . .

من الملاحم التي تفتح خيالنا عليها . .
وصحيح أنها من الأساطير . .
ولكنها لا شك تحمل ثقافات وأخبار عديدة ومتشعبة . .
وتستحق القراءة والتحليل . .

شكر من القلب على هذه المشاركة (الدسمة) . .
تقبلي من أخيك التحية والدعاء بالتوفيق . .
دامت أيامك بهيجة . .

** أحمد فؤاد صوفي **





سلام الله على أخي الأديب القدير
أ.أحمد صوفي

عيد فطر سعيد
شكراً لحضورك الوادع
وكلماتك قناديل نور
وأنامل نورانية تروي الذائقة أدباً وعلم
لك يانع شكري وفيض تقديري
دمت بحفظ الله ورعايته

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 08-31-2011, 04:05 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكر لك أستاذنا القدير أحمد صوفي مرورك الكريم وعبق حديثك .
والشكر موصول لصاحبة الصفحة الماتعة الأستاذة النشيطة في عملها والرائعة في أسلوبها ، الأستاذة رقية صالح، وأدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يحمي شامنا من كلّ فتنة .
وأقول بأعلى صوتي سأبقى مستمرا في تغطية المشاركات في منابر الآداب العالمية نيابة عن أستاذتنا العريقة رقية صالح حتّى تمكِّنها الظروف القاهرة بالعودة إلى سابق عهدها.
وأقول لك أستاذتنا إنّ مكانك ليس بشاغر، فلك في عنقي دين وانا أسدده الآن فأنا مكانك حافظا لمكانتك التي تستحقينها ، فلا تنزعجين.
بوركتما ووفّقكما الله.




أخي الأديب العزيز المربي الفاضل
أ.عبد المجيد جابر

مساؤك نرجس ومسائي ماتع بين أروقة الآداب
وأفنان حروفك الوارقة
أثابك الله لقيامك وصيامك وجعل لك
من هذا الشهر نافذة في الدعاء لكل الشهور
لك وذويك بلادك أمناً وسلاما وسرورا
وسعادة ويلتحفك بنعمته
حضورك الدائم وتغطيتك يشرح الصدر
وأفتخر به وعملك الدؤوب يفرح القلب وأعتز بك
كيف وبأي لغة أشكرك
لنبل أخلاقك وكرمك
دمت بحفظ الله ورعايته
مع التحية والتقدير
دمت بألف خير

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 08-31-2011, 05:06 PM
المشاركة 10
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تعودت الاختيارات الثرية لرقية الغالية و كأني بك تضعين منهج قسم اللغة الانجليزية لجامعة دمشق من خلال هذه الدراسات المختارة
شكرا لك من القلب غاليتي
محبتي




سلام الله على ياسمينة دمشق
أ.ريم الشام

عيد فطر سعيد
وأنا تعودت من فيض كلمات
عبقت بلوحة أدبية معبرة مضمخة بالمعرفة
وحضور مترف الألق يثمل الأنفاس
ويسكن الروح من عمق الكلمات
لروحك الهناء بوركت وأثابك الله
عاطر شكري
ومودة لا تنتهي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: غِلـْغامِش (ملحمة)
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مراجعة مختصرة لرواية باتشينكو ملحمة الانعتاق من الفؤاد والجسد زهراء الموسوي منبر الآداب العالمية. 9 11-17-2019 11:47 AM
ملحمة الصمت سمير الاسعد منبر القصص والروايات والمسرح . 2 08-23-2016 11:39 AM
ملحمة [ ضوء ] .. ~ صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 8 07-21-2013 12:34 AM
الأوديسة ’’ ملحمة هوميروس الدكتورة مديحة عتيق منبر الآداب العالمية. 4 09-05-2011 06:46 PM
ملحمة الدموع - الشاعر محمد الحسن منجد عبد السلام بركات زريق منبر ديوان العرب 5 10-16-2010 05:21 PM

الساعة الآن 04:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.