احصائيات

الردود
89

المشاهدات
26750
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
03-10-2011, 09:07 PM
المشاركة 1
03-10-2011, 09:07 PM
المشاركة 1
افتراضي شارل بودلير .. Charles Baudelaire





شارل بودلير .. Charles Baudelaire



(1821ـ 1867)


شارل بودلير Charles Baudelaire شاعر فرنسي، ولد في باريس، وكان في السادسة من العمر حين توفي والده الثري جوزيف فرانسوا الذي كان يمارس الرسم هاوياً، وغالباً بحضور طفله. وتزوجت أمه كارولين، بعد وقت قصير، من ضابط كبير اسمه جاك أوبيك أضحى في ما بعد سفيراً لبلاده. وخلَّف هذا الزواج في نفس الطفل شرخاً عميقاً لم يبرأ منه قط، وظلَّ يعد أوبيك دخيلاً، ولاسيما بعد أن وُضِع في مدرسة داخلية.


ولعل حرمان الطفل المرهف الحس من حدب أمه قد ولَّد عنده تمرداً وعناداً، وانصرافاً إلى المطالعة، فلما أضحى شاباً، مال إلى الشعر وبرّز فيه بين أقرانه، غير أنه كان متلافاً، مسرفاً في عبثه وتبذيره، وحاولت أسرته أن تثنيه عن مغريات باريس، فحملته على الرحيل من دون رغبة منه، في باخرة إلى الهند، ولكن الحنين إلى باريس لجَ بالشاعر، فآب إليها ليستأنف مجونه ولهوه، مما حمل أسرته، بتوجيه من زوج أمه، على أن تحد من استهتاره وتجعل أمر الإنفاق عليه من الثروة الطائلة التي آلت إليه من أبيه منوطاً بموافقة وصي شرعي، وكان هذا بخيلاً لم يهتم بمشاعر الشاب الشاعر الأنيق المعلق القلب بغانية خلاسيةٍ تدعى جان دوفال أرهقته بنزواتها.

وعاش الشاعر حياةً مترعةً بالأسى، فقد أصيب بالزهري، ومني بالحرمان والعسر حتى وفاته.



من هذه الحياة المضطربة بين الحب المشبوب الخائب، والمرض، استوحى بودلير قصائده الرائعة التي تنتظم كّلها في ديوان وحيد، سماه «أزهار الشر» LesFleursduMal أحدث عند نشره في عام 1857 جدلاً عنيفاً بين بعض فئات المجتمع الفرنسي المحافظة، وأقيمت على الشاعر وناشره دعوى، بحجة أن بعض قصائد الديوان تنافي الخلق القويم وتصدمه، بما تضَمنت من جرأة فاضحة في وصف الشهوة ومفاتن الجسد، وحكمت المحكمة على الشاعر بدفع ثلاثمئة فرنك، ودانت ستّ قصائد من الديوان، محرمة إعادة نشرها.


ولئن خلف هذا الحكم في نفس الشاعر خيبة ومرارة من نحو، فلقد عمل من نحو آخر على أن يرفد الديوان بشهرة لم يظفر بها أيّ ديوان شعري في فرنسا. وظل بودلير يتابع نشاطه الأدبي، فنشر مؤلفات في النقد الفني لفتت الأنظار إليه، وفاجأه مرض الفالج في بروكسل وهو بعد كهل، ومنها نقل إلى باريس طريح الفراش، عاجزاً عن الحركة والكلام، حتى قضى نحبه.



إن أبرز ما قدم بودلير، في أدبه وحياته معاً، هو ذلك الصراع القائم بين الخير والشر اللذين كانا يتجاذبانه دوماً، وقد عبر هو نفسه عن طبيعة هذا الصراع بقوله:


«إني أشعر، مذ كنت طفلاً، أن هناك نزعتين، تستبدان بنفسي، لأترجح حائراً، بين كراهية الحياة وبين الشغف بها إلى حد الوجد والنشوة».

وحين كانت كراهية الحياة ترجح على وجدها فقد كان يشعر أنه فريسة للسأم المقيت الذي وصفه جان بول سارتر Sartre في دراسته المستفيضة عن بودلير بأنه لم يكن سأماً فكرياً، بل سأماً حسياً عصبياً.


وكان بودلير يدعو هذا السأم Spleen ويعني به السويداء الكئيبة القاتمة. وكان يلجأ بغية الانعتاق منها، إلى الحشيش والخمرة. وقد عبر عن قلقه المترجح بين الخير والشر، بصيغة أخرى، في قوله:


«إن في قلب الإنسان نزعتين متضادتين، تنحو به أولاهما إلى الله وتنحو به ثانيتهما إلى الشيطان، فالتوجه إلى الله هو الرغبة في السمو درجة نحو المراقي الإنسانية، أما التوجه إلى الشيطان فهو الانحدار درجة نحو قاع الحيوانية».


أراد بودلير أن يراقب دخيلة نفسه، كما لو أنها منفصلة عنه، وكانت حياته كلها سلسلة من الإخفاق المستمر في أن يبصر ذاته على حقيقتها، وكان يكتفي، فيما هو يتأمل فيها، بأن يسبر بمبضعه الخفي الحاد مواضع الجراح ليفتحها ويحركها وينفضها بشعره ونثره.


وتأتى أحداث عام 1848 التي ألهبت أوروبا كلها، وفرنسا خاصة، أن تهب بودلير الفرصة السانحة ليطلق نقمته المكظومة من عقالها، ويفصح عن حماسته لمظاهر التمرد الشعبي العارم إزاء الهيمنة والحواجز الاجتماعية المصطنعة التي كان يكرهها، متنكباً بندقيته خلف المتاريس. وفكر في لجة الثورة أن يمضي إلى زوج أمه ليغتاله ويتخلص منه ـ كما اعترف بذلك في ما بعد ـ بيد أن مشاعره المتجاوبة مع أوار الثورة لم تلبث أن خمدت مع انطفاء تلك الانتفاضة.



إن هذا الموقف السياسي الذي التزمه بودلير، في تلك الحقبة العصيبة، يفسر طرفاً من النقمة التي كانت تمور في عطفيه إزاء مجتمعه الذي حرمه من كل ما كان يتوق إليه ويتمناه: الثروة والمجد والحب والوفاء والحنان الصادق. غير أنه لم يُعرف عن بودلير أي نشاط سياسي أو أي عمل اجتماعي ظاهر، فقد كان يعتقد مخلصاً «أن العمل السياسي والعمل الاجتماعي ينطويان على النفاق والكذب والوهم، أما الدين فلا يتأتى له أن يزجي الحل المرجو، لأن الله ـ في رأيه وعلى الرغم من إيمانه ـ لا يقدم للخاطىء التوبة المجدية المخلصة، بل يضيف إلى عذابه توقاً إلى الطهر، أشبه بالسراب».


ولقد وجد في التأنق المفرط Dandysme ما يميزه من الآخرين، ليشعرهم بتفرده وسمو شخصه، كما ألفى، فيما هو يغالي بشعره ونثره، في الكشف عن خبيئة نفسه ووصمها بكل غميزة ونقيصة تنالان من خلقه، ما يرضي نزعة التحدي لديه ورغبة التمرد على مواضعات مجتمعه الظالم.


كان الفن وحده، شعراً كان أم نثراً، المجلى الوحيد الذي يبث فيه سورة غضبه ونقمته، كما يتألق فيه ويسمو على الآخرين، مؤكداً أن مصور الحياة الحقيقي هو الذي يستطيع أن ينتزع من الواقع جانبه الملحمي والأسطوري. وكانت الحياة الباريسية خصبة متنوعة، فاستوحى منها وسبر خفاياها، وعبر عن ذلك كله في مختلف آثاره:


«الصالونات» LesSalons و«الفراديس المصطنعة» Paradisartificiels و«طرائف جمالية» Curiositésesthétiques وغيرها، وقد برز فيها بودلير ناقداً فنياً تشكيلياً ذا نظرة واعية، تعرف أن تتذوق وتقَوِّم وتبرز مكامن الجمال الحقيقي في الفن.



وقد عُرف عنه أنه كان يحب أن يختلف إلى مراسم الفنانين ليتحدث إليهم، وكان قلمه يعرف كيف يحسر، في نقده، عن جمالية اللوحة وأسرار ألوانها و موسيقى أصباغها (كما كان يحلو له بهذا التعبير أن يضفي الموسيقى على اللون)، هكذا تيسر له أن يقوِّم آثار أنغر وكورو ودي لاكروا الذي كان يصفه بأنه أسمى قمة بين قمم التصوير في جميع العصور، ولم يقتصر نقده على الفنانين المصورين فحسب، بل تجاوزه إلى عمالقة النغم فكتب عن «تانهاوزر» Tannhäuser ومؤلفها الموسيقار الألماني فاغنر Wagner، فكان من أوائل الذين نبهوا إلى عبقريته الموسيقية.



أثار ديوان «أزهار الشر» جدلاً وتطلعاً وإعجاباً ظل يتسع حتى عصرنا الحاضر، وقد لخص فيكتور هوغو رائد الإبداعية (الرومنسية) ـ وكان من المعجبين به ـ الشعور السائد نحو هذا الديوان بقوله: «لقد خلق في الشعر الفرنسي رعشة جديدة».


وتنتظم معظم قصائد الديوان تحت عنوان «سويداء ومثل أعلى» Spleen et Ideal ويعني به سأم الشاعر وسويداءه من نحو، وظفره بمتع الحياة ولذاتها التي تأتى له أن يتذوقها من نحو آخر، فهناك أشياء شتى في ميسورها أن تخلق فكرة المثل الأعلى المنشود، على تناقض موضوعات Thèmes هذا المثل، كالدين والخطيئة والرذيلة وسراب الفراديس المتوهمة المصطنعة.








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 09:12 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





وقد جاء كتابه «قصائد من نثر» Poèmesenprose كما لو أنه تتمة لديوان «أزهار الشر»، متناغماً معه في النسق نفسه الذي أملته روح بودلير القلقة، ضمن رؤية مستجدة، تهمس فيها الأصوات وتتكلم الألوان وتتحدث الروائح، لتخلق الرعشة العجيبة، الحلوة، مفسحة آفاقاً رحيبة من الأفكار والخواطر الشفافة، وعلى نحو تلمح فيه وتوحي أكثر مما توضح وتفسر، إنها تلك الرعشة التي عناها هوغو، والتي عرف بودلير جيداً كيف يريقها في شرايين كلماته.



وقد كشف بودلير، مصادفة، بعض مؤلفات إدغار آلِن بو Edgar A . Poe رائد الحداثة الأمريكي، في القصة والشعر، وكان لاطلاعه عليها أثر كبير في منحى شعره نفسه، وعكف على نقل أقاصيصه الخارقة، وبعض قصائده إلى اللغة الفرنسية.



كان موقف بودلير من الإبداعية (الرومنسية) السائدة في عصره، يماثل موقف رائد البرناسية تيوفيل غوتييه Théophile Gautier ـ حتى لقد أهدى إليه ديوانه عاداً إياه معلمه الأول ـ وذلك برفضه العاطفة النَواحة، المتدفقة في الإبداعية.



وقد مال بودلير، في البدء، إلى مفهوم الفن من أجل الفن الذي رفعه البرناسيون، لأنه كان يميل إلى الأسلوب المحكم المصفى، مؤمناً بأن الشعر الحقيقي يتجلى بصياغته وموسيقاه اللفظية، وأن الجملة الشعرية تستطيع أن تنفض الإحساس بالرأفة أو المرارة أو الرهبة وغيرها، بإيرادها الألفاظ والمترادفات والحروف الملائمة في النسق المناسب، مما يخلق جو الإيحاء المبتغى المطلوب، وعلى نحو قد يتجاوز في دلالته المعاني التي تتضمنها الألفاظ وتحتويها. بيد أن بودلير ألفى، فيما بعد، أن مفهوم الفن من أجل الفن عقيم، جاف، خال من الحياة.



رأى بودلير أنه ينبغي للشاعر الملهم أن ينفذ إلى جميع العلاقات القائمة ما بين الإنسان والطبيعة، وأن عليه أن يضرب في غابات من الرموز الطيعة المنسجمة التي تفتح له آفاقاً من المعرفة لأسرار الكون، فيضحي شعره كما الموسيقى الهامسة قادراً على الإيحاء والإيماء، كما يتاح له أن يستجلي كل ما يتسق بين حواسه من تطابق وتراسل، فيما هو يرى إلى الأنغام والألوان والعطور تترقرق متناغمة متجاوبة بعضها يفضي إلى بعض متآلفاً منسجماً، وقد لخص نظريته الطريفة في قصيدته «التراسل» Correspondance. وعدّ كثير من النقاد هذه القصيدة مدخلاً إلى فهم شعر بودلير وتذوق جماله الآسر.



كان ديوان «أزهار الشر» تعبيراً عن ثورة في الشعر الفرنسي، بل في الشعر الأوربي كله، بعد أن ترجم إلى معظم اللغات، وقد أضحى عام 1857 استهلالاً لعصر جديد في الشعر، فقد تأثر به رائد الرمزية مالارميه في قصائده الأولى، كما تأثر به رامبو عاداً بودلير، الشاعر الأعظم والمتنبىء الملهم، وأشار فيرلين إلى بودلير أنه أول من استنزل لعنة الشعر، وذاق حلوه ومره.



أما بول فاليري فقد عدَه سيداً من سادة الكلمة التي تمتلك سيرورتها وتتضمن بقاءها دوماً، واعترف أندريه بروتون بأن السريالية، إنما تمتح من منهله السخيَ الثر. فقد تسنى لديوان «أزهار الشر»، أن يفرع الحدود ويتأثر بصوره الرائعة المستجدة الشائقة الفريدة جميع الشعراء الذين لمسوا ما فيه من جدة وسحر، وما تزال الدراسات النقدية تتوق حاسرة عما في شعر بودلير من رونق وأسر، وما تزال آثاره في النقد الفني، منفسحاً لكثير من الآراء والخواطر التي تفصح عن ذائقته الفنية الناضجة، الواعية، في استجلاء روائع اللوحات، وأطايب اللحن والنغم.




بديع حقي



- - - - - - -


مراجع:


ـ باسكال بيا، بودلير، ترجمة صلاح الدين برمدا (وزارة الثقافة، دمشق 1985).

ـ لوك ديكون، بودلير، ترجمة كميل داغر (المؤسسة العربية للدراسات والنشر1985).



-CHARLES BAUDELAIRE, Oeuvres Complètes, bibliothèque de la Pléiade, NRF (Gallimard, 1954).
- JEAN PAUL SARTRE, Baudelaire (Edition Gallimard, Paris 1947).
- PASCAL PIA, Baudelaire par lui-mème (Edition du Seuil, Paris 1954).



الموسوعة العربية




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 09:17 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


عدد القصائد(89)






البجعة


le cygne



مهداة إلى الشاعر فيكتور هوغو



أفكر بك يا أندروماك


هذا النهر الصغير الفقير


الذي كان المرآة الكئيبة


التي تألق عليها في الماضي


جلال آلام ترمُّلك


وهذا (السيموا) الكذاب


الذي كبّرته دموعك


كل ذلك أخصب فجأة ذاكرتي المبدعة


وأنا أجتاز (الكارّوزيل) الجديد


باريس القدية لم يعد لها وجود


فشكل المدينة يتبدّل


واأسفاه بأسرع مما يتبدّل قلب الإنسان


إني أرى وبعين الخيال فقط


معسكر الأكواخ وخيام السّيرك


والبراميل والأعشاب والكتل الصمّاء


التي لوّنها ماء الحضر بالأخضر


والأشياء التافهة المتنوعة


التي تلتمع في النوافذ


هناك كانت تنتشر قديماً


حيوانات العرض


وهناك رأيت ذات صباح


في تلك الساعة


التي يهب فيها العمال من نومهم


تحت السماء الصافية الباردة


وتطلق الدِّمن فيها زوبعة قاتمة


في الهواء الساكن


بجعة هاربة من قفصها


تضرب الأرض بقائمتيها


وتجرجر ريشها الناصع


على الأرض الوعرة


وتفتح منقارها عند ساقية جافة


وتعَفِّر جناحيها بالتراب


والحنين يشدّها


إلى جمال بحيرة موطنها


ولسان حالها يقول:


أيتها المياه متى تنهالين أمطاراً


ويا أيتها الصاعقة متى تنقضّين


فتراءى لي الطائر الخرافيّ العجيب


التاعس كأنسان (أوفيد)


وهو يتجه نحو السماء الداكنة الزرقة


الساخرة القاسية


وقد مدّ رأسه المتلهِّف


فوق عنق متشنج


كأنه ينحي باللائمة على الله


باريس تتبدل لكن شيئاً واحداً


في نفسي الكئيبة لم يتبدل


فالقصور الجديدة والمنشآت


والأكوام والضواحي القديمة


كلها أصبحت في نظري منحوتة رمزية


وأعز ذكرياتي أصبحت أثقل


من كتل الصخور


وأمام هذا (اللوفر)


تعذبني صورة معينة


إني أفكر ببجعتي الكبيرة


بحركاتها القلقة


المضحكة السامية كحركات المنفيين


والتي تغذيها رغبة سامية


وأفكر بك با أندروماك


وأنت ترتمين


بين ذراعي زوج عظيم


كالحيوان العاجز بين يدي


بيريس الرائع


وتنحنين مسلوبة الفكر


بجانب قبر فارغ


يا أرملة (هكتور)


وزوجة (هيلينوس)


وأيضاً أفكر بالزنجية المسلولة المعروقة


تدوس في الوحل مُفتشة


عن ثمار جوز الهند الإفريقية


بعينين زائفتين وراء أسوار الضباب


وأفكر بكل من فقد شيئاً


لا يمكنه تعويضه


بالذين يشربون دموعهم


ويمتصون آلامهم


كيتامى الذئبة الطيبة الناحلين


الذابلين كالأزهار


أفكر بالغابة التي أصبحت


منفى لعقلي


فتدق في صدري


ذكرى قديمة كما يدق البوق


أفكر بالبحارة المنسيين


فوق جزيرة ضائعة


بالأسرى والمغلوبين


وبكثيرين غيرهم






ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 09:23 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




المنارات



ريبنز Rubens



يا نهراً للنسيان


وبستاناً للكسل


ووسادة من لحم غضّ


لا للغزل


ولكن لتزدحم عليها الحياة


وتضطرب بغير انقطاع


كما يضطرب الهواء


في الفضاء والموج في البحر



ليونارد دي فنشي Leonard de Vinci


يا مرآة عميقة فاتحة تلوح فيها فاتنات الملائكة


بابتساماتهن الغامضة من خلال جبال الجليد


وأشجار الصنوبر التي تحاصر بلادهم


رامبراندت Rembrandt


أيها المشفى الحزين


المملوء بالهمسات


المزين بصليب ضخم تفوح منه الصلوات


من بين الأقذار ممزوجة بالدموع


لم يظفر من الشتاء إلا بشعاع مفاجئ


مايكل أنج Miehel Ange


أيها المكان الغامض الذي تختلط فيه


العمالقة بالمصلوبين


وتنتصب الأشباح الجبارة


ممزّقة أكفانها عند الشفق ممدودة الأصابع


بيجي Puget


أيها الإمبراطور الحزين


للمحكومين بالأشغال الشاقة


أيها القلب المملوء كبراً


والرجل الشاحب الكئيب


يا من عرفت كيف تلملم


الجمال من ملامح الأوغاد


ويا غضب الملاكمين وقحة الحيوان


واتو Watteau


أيها الكرنفال الذي تهيم


فيه القلوب الكبيرة مضيئة كالفراش


والزخرف الغض المجنّح


الذي يغمره نور الثريات


فيسكب الجنون


على هذا المرقص الصاخب


غويا Goya


أيها الكابوس المملوء


بالأسرار المجهولة والأجنة


التي تطهى في اجتماع السّحرة والأطفال


والعجائز بأيديهن المرايا عاريات


يسوين من جواربهن لإغواء الشياطين


دي لاكروا De lacroix


يا بحيرة من دم


يسكنها ملائكة أشرار


تظللها غابة من أشجار الصنوبر


الدائمة الخضرة تمر بها


تحت سماء حزينة أنغام غريبة


كأنها زفرة مجنونة


من زفرات الموسيقي


ويبير Weber


هذه الشتائم واللعنات والشكاوى


والنشوات والعويل والدموع والصلوات


كل ذلك ليس سوى صدىً تردده المتاهات


وأفيون إلهيّ للقلوب الفانية


والصرخة التي يرددها آلاف الحراس


والإيعاز الذي ترجّع آلاف الأبواق صداه


والمنارات التي تضيء فوق القلاع


ونداء الصيادين التائهين في الغابات


حقاً يا مولاي إن خير شهادة نرفعها إليك


هي هذه الزفرة الحارة


التي تنتقل من جيل إلى جيل


لتموت على شاطئ أبديتك




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 09:27 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



كآبة (1)


spleen




يصبّ شهر الأمطار الغاضب


على المدينة كلها


من قربته المفعمة بالأمواج المتدفقة


برداً مظلماً على السكان الشاحبين


القاطنين إلى جوار المقبرة


وموتاً على الضواحي المغلفة بالضباب


يفتش هرّي عن مرقد فوق البلاط


وهو يحرك جسده الهزيل الأجرب دون كلل


في حين تهيم روح شاعر عجوز


في الميازيب بصوت حزين


كصوت شبح أنهكه البرد


الناقوس ينتحب والحطبة المشتعلة


ترافق بصوت حاد صوت الرقاص المبحوح


أما أعرج (الكبّة) ونبت (البستوني)


الإرث المشؤوم لعجوز مصابة بالاستسقاء


فقد جلسا يتحدثان بحزن


عن حبهما الراحل


في لعبة مليئة بالروائح الكريهة




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار



- - - - -





كآبة(2)


spleen




كثيرة هي ذكرياتي كأني عشت ألف عام


إنها خزانة ضخمة مزدحمة الأدراج


بأوراق الجرد والأشعار


والبطاقات الرقيقة


والدّعاوى والأغاني العاطفية


وخصلات الشعر الكثيفة


الملفوفة بالبراءات


إن ما تخفيه من الأسرار


أقل مما يخفيه وجداني الحزين


إنها كهف وهرم واسع يحوي من الجثث


فوق ما تحويه الحفرة الجماعية


أنا مقبرة عافها القمر, يسعى فيها


كما يسعى الندم


دود طويل ينقضّ دائماً بنهم


على الأعزاء من أمواتي


أنا بهو قديم تملؤه الزهور الذابلة


تسكنه أكداس من الأزياء


التي فات زمانها


وتستنشق فيه عبير حق مفتوح


رسوم الباستيل الشاكية


ولوحات (بوشيه) الشاحبة


لا شيء يعادل في الطول


الأيام المتعثرة


عندما يرزح تحت ركام ثقيل


من ثلوج السنين


الضجر تلك الثمرة المُرّة


لللامبالاة الكئيبة


ليأخذ أبعاداً تجعله أبدياً


فيا أيتها المادة الحية لم تعودي


سوى صخرة يحيطها رُعب غامض


تنام في قلب صحراء مغبرّة


كأبي هول تجاهله عالم غافل


وأزيل عن الخريطة


فبات مزاجه سوداوياً


ولم يعد يغني إلا على الضوء الشاحب


لأشعة الشمس الغاربة




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار- جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 09:31 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



كآبة(3)


spleen




ما أشبهني بملك لبلاد أمطارها كثيرة


غني ولكن عاجز


شاب ولكن عجوز مهدم


يكره انحناءات مؤدبيه


ويشعر بالملل من كلابه


كما من بقية الحيوانات


فلا الطريدة تستطيع أن تدخل إلى نفسه


المرح ولا العُقاب


ولا شعبه الذي يسقط ميتاً أمام شرفته


وحتى قصائد مهرّجه المفضل المضحكة


لم تعد قادرة على تسلية هذا المريض القاسي


فقد تحوّل سريره الموشّى إلى قبر


وسيدات الحاشية اللواتي يجدن كل لأمير جميلاً


لم يعدن قادرات على ابتداع زينة فاجرة


تنتزع الابتسامة من هذا الهيكل العظمي


والعالِم الذي يصنع له الذهب


عجز عن أن ينتزع من كيانه


هذا العنصر المتهدم


وحتى حمامات الدم التي انتقلت إلينا من الرومان


والتي يتذكرها الجبابرة في أواخر أيامهم


لم تستطع أن تعيد الدفء


إلى هذه الجثة الحمقاء


التي يسيل في شرايينها


بدلاً من الدم


ماء نهر النسيان العَفِن




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار


- - - - - -






كآبة(4)


spleen




عندما تنطبق السماء المكفهرّة


الثقيلة كالغطاء


على النفس الحزينة


فريسة السأم الطويل


وتل كلّ دائرة الأفق بذراعيها


وتصب عليها نهاراً قاتماً


أشد حزناً من الليالي


وعندما تتحول الأرض إلى سجن عَفِن


ويغدو الأمل وطواطاً


يضرب الجدران بجناحيه


ورأسه بالسقوف المتداعية


وعندما يرسل المطر خيوطه الهائلة


مقلداً بها قضبان سجن واسع


وينسج شعب أخرس


من العناكب الدنيئة


شباكه في تلافيف أدمغتنا


تفاجئنا دقات أجراس غاضبة


وتطلق نحو السماء عويلاً مخيفاً


عويل النفوس الهائمة بلا وطن


عندما تلجّ بالنواح والشكوى


وعندها تتتابع في نفسي أرتال متباطئة


من العربات الجنائزية


لا يتقدمها طبل ولا موسيقا


فالأمل يبكي مقهوراً


والقلق الفظيع المتجبّر


ينحني فوق رأسي ليغرس فيه


عَلمه الأسود





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 09:34 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




موت الفقراء


la mort des pauvres




إنه الموت الذي يعزّي واحسرتاه


وهو الذي يحملنا على الحياة


إنه غاية الحياة والأمل الوحيد


الذي يرفعنا ويبعث كالإكسير النشوة في نفوسنا


ويزوّدنا بالجرأة التي تجعلنا نتابع الطريق إلى النهاية


عبر الإعصار والثلج والجليد


هو الضوء المتموّج في آفاقنا السّود


إنه الفندق الذائع الصيت


الذي يوفر الطعام والراحة والنوم


إنه الملاك الذي يحمل بين أصابعه السحرية


الرقاد ونعمة الأحلام السعيدة


ويسوي مضاجع الفقراء والعراة


هو مجد الآلهة ومخزن الغلال الرمزي


وكيس نقود الفقراء وموطنهم القديم


إنه الرواق المفتوح

على الآفاق المجهولة




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 09:36 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




موت العشاق


lamortdesamants




سيكون لنا مضاجع مفعمة بالعطور الناعمة


وأرائك عميقة بعمق القبور


وزهور غريبة على الرفوف تتفتح لأجلنا


تحت سموات لا أحلى ولا أجمل


وسوف يكون قلبانا مصباحين كبيرين


يستنفدان متنافسين البقية الباقية من حبهما


ويعكسان أنوارهما المضاعفة


على روحينا: المرآتين التوأمين


وفي مساء وردي اللون رمزي الزرقة


سنتبادل وميض الحب الوحيد


كزفير طويل مثقل بحرارة الوداع


وسيأتي ملاك مخلص فَرحْ


ليفتح الأبواب


فيبعث الحياة في المرايا الخامدة


واللهب المنطفئ




ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 09:39 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



العطر


le parfum




أيها القارئ هل استنشقت مرة


في نشوة وشره بطيئين


رائحة هذه الحبة من البخور


الذي يملأ أرجاء كنيسة


أو هل شممت حقّ مِسك فتيق


يا لها من فتنة عميقة ساحرة


يسكرنا فيها الماضي المتجدد في الحاضر


هكذا العاشق على صدر معبود


يجني من الذكريات زهرتها الشهية


فمن شعرها الكث المطواع


هذا الحق الحي وهذه المبخرة للمخدع


يتصاعد عبير وحشي أشقر


ومن ثيابها الحريرية المخملية


المشبعة بشبابها الطاهر


يتصاعد عبق الفراء





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 03-10-2011, 09:41 PM
المشاركة 10
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




إيقاع المساء


harmoniedusoir




ها قد جاء الوقت الذي فيه تهتزّ


كل زهرة على ساقها وتفوح كالمبخرة


فالألحان والعطور تدور في نسيم المساء


كما تدور الرقصة الكئيبة والنشوة الفاترة


كل زهرة تفوح كمبخرة


والكمان يرتعش كالقلب المعذب


أيتها الرقصة الكئيبة والنشوة الفاترة


السماء حزينة جميلة كمذبح كنيسة واسع


الكمان يرتعش كالقلب المعذب


قلب رقيق يكره العدم الأسود الفسيح


وسماء حزينة جميلة كمذبح كنيسة واسع


والشمس تغرق في دمها المتجمد


قلب رقيق يكره العدم الأسود الفسيح


يلتقط كل بقية من ماضيه المضيء


والشمس تغرق في دمها المتجمد


وذكراك في نفسي تتألق


كواجهة مذبح مقدس





ترجمها عن الفرنسية


حنّا الطيّار - جورجيت الطيّار






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: شارل بودلير .. Charles Baudelaire
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأعمال الشعرية الكاملة - شارل بودلير د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-17-2014 09:57 PM
ll~ شارل بودلير / Charles Baudelaire ~ أغنية الخريف أمل محمد منبر الآداب العالمية. 6 09-18-2013 08:36 PM
||~ Charles Baudelaire / شارل بودلير أمل محمد منبر الآداب العالمية. 11 05-11-2012 06:47 PM
شارل بودلير عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 0 12-12-2011 06:37 AM

الساعة الآن 01:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.