احصائيات

الردود
46

المشاهدات
13665
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
11-12-2010, 02:12 AM
المشاركة 1
11-12-2010, 02:12 AM
المشاركة 1
افتراضي فدريكو غارسيا لوركا : Fedrico Garcia Lorca 1898 - 1936


ولد الشاعر والكاتب المسرحي الإسباني (فدريكو غارسيا لوركا) في قرية فوينتي باكيرو في إسبانيا (عين البقارين من ضواحي غرناطة) في الخامس من حزيران – يونيو عام 1898 في بيت هادئ وجميل وكان والده من ملاّكي الأرض الصغار، أما والدته فكانت تعمل في حقل التعليم. وفي عام 1909 انتقلت عائلته إلى قلب مدينة غرناطة.

وفي هذه السنوات بدأ دراسته الثانوية، وأتاحت له الحالة الاقتصادية الجيدة لعائلته أن يعيش حياة مرفهة، فترك بيت العائلة واستقل بنفسه في بيت على ضفة نهر إلدارو الذي يحتضن قواعد (قصر الحمراء). ومن هنا بدأت اهتماماته الأدبية فالتحق بالجامعة عام 1914 حيث تخصص في الفلسفة والآداب. وبدأ بنشر ثصائده الأولى في العام 1916.

كان لوركا في مطلع حياته شاباً متديناً يشارك في الطقوس الكنسية ويحضر صلوات الآحاد، حتى حدثت له حادثة جعلته يتمرد على هذه الطقوس، ويبتعد عن الالتزامات الدينية، حتى أنه هاجم الدين بعنف في قصيدته الموجهة إلى الموسيقار دي فايا، مما أثار غضب هذا الأخير، لما يعرفه من مدى تمسُّك الناس بالدين في إسبانيا، وفي منطقة الأندلس بالذات.

أما الحادثة: فهي أنه يوماً بعض الإساءة للعرب في إحدى الطقوس التي كان يداوم على حضورها وإتمام مراسمها، وكان لوركا يحب العرب برومانسية جامحة فوقف صارخاً: (دعونا من هذه الاحتفالات الحمقاء، فمهما فعلتم فإن الحمراء ستبقى عربية). فلوركا لم يكن من أولئك الذين يحسبون للاتفاقات الاجتماعية حساباً ولن تقدر الأخلاقية الساكنة السائدة أن تستعبده، فقد كان شعلة من التمرد. وأراد التعبير عن أفكاره من خلال وسيلة ما، فأسس مجلة(الديك)، لكنه اكتشف أنه ما زال غير قادر على التكلم بحرية تماماً عما يريد، فقرر الهجرة إلى مدريد، وكان ذلك في عام 1919.

ومن مدريد بدأت شهرته ونضجت شاعريته، واتسعت ممارساته الأدبية، خاصة بعد تأسيس فرقته المسرحية (لابراكا) عام 1927، إذ كتب عدّة مسرحيات لاقت نجاحاً وشهرة واسعتين، حتى أصبح واحداً من أكثر شعراء جيله شهرة.

لكن بعض الباحثين لا يستعبدون احتمال جريان بعض الدم العربي في عروق لوركا، مما يفسّر –حسب قول كان كامب- ازدهار الصور الشديدة النمو والحنين المكتوم الذي يجري في أكثر قصائده لا يُضاهى في التعبير عن الإحساسات الطبيعية التي تتكشف عنها البقعة التي نشأ فيها.

ويعتقد الكاتب الفرنسي لويس بارو أن (الروماسيرو جيتان)، أي (أغانٍ غجرية)، لم تكن إلا(تكملة للأزجال المغربية التي كانت تُغنَّى في غرناطة في الحقبة التي جعل فيها العرب من الأندلس أجمل مملكة).

وفي العام 1930 سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث أمضى فيها قرابة العام، أصدر خلاله ديوان (شاعر في نيويورك). وفي العام 1934 رحل بصحبة فرقته المسرحية إلى الأرجنتين حيث تعرّف بالشاعر بابلو نيرودا.

وفي 14 نيسان/ إبريل 1931 أعلنت الجمهورية في إسبانيا، وتخلّى ألفونسو الثالث عشر آخر الملوك الإسبان عن الحكم نتيجة لهزيمة الملكيين في الانتخابات الشعبيّة. لكن بدأت أحزاب أخرى تؤسَّس وتتحد، حتى بدأت حرب (أهلية طاحنة عام 1936، انتهت في العام 1939 بسقوط ما يقرب من نصف مليون قتيل... كان من بينهم الشاعر لوركا، الذي لم ينتم إلى حزب، ولم يمارس فعلاً مضاداً ضد أي قوة من القوى المتصارعة بمعنى الفعل الحقيقي، بل كل ما قام به هو أنه ثار على بعض المفاهيم الاجتماعية وتوقف عن الالتزام بها، وسخر من الطقوس الدينية التي سبّبت غضب المحافظين عليه.

ويعتقد البعض أن قصيدته الموجهة إلى الموسيقار دي فايا كانت المسمار الأول الذي دُقَّ في نعشه، وحين أتيحت الفرصة لهؤلاء المحافظين انتقموا لإيمانهم ومعتقداتهم وشرفهم بإرقاة دمه.
كما اتهم بفعل اللواط، وكان هذا الاتهام حقيقياً، وقد أشار إلى هذا كل الذين كتبوا عنه ولم يدفع أحد هذه الصفة عنه، كما أن له قصيدة وجّهها إلى الشاعر الأميركي ولت ويتمان (Walt Whitman) ، تشير إلى هذا الأمر بشكل واضح. فاستغلّ بعض الباحثين هذه المعلومة عن لوركا ليقول بأن اليمين الكاثوليكي أراد أن يطهِّر المجتمع من الشواذ، وأن مقتل لوركا كان نتيجة خصومات بين لوطيين. لكن الحقيقة غير ذلك، فهو لم يُقتل لهذا السبب، بل لثورته على المفاهيم والمعتقدات السائدة في حينه.

ففي 17 آب/ أغسطس 1936 ألقى جنود الجنرال فرنسسكو فرانكو (قائد الثورة الإسبانية ضد الجمهورية) القبض على لوركا، وفي صباح اليوم التالي قاموا بإعدامه بأمر من فرانكو نفسه.

من مؤلفات لوركا الشعرية: (شاعر القصص الغجري)، (مرثية مصارع ثيران)، (شاعر في نيويورك)، (ماريانا)، (بيت برناردا ألبا).

من أعماله المسرحية: (الزفاف الدامي، سُميت أيضاً بعرس الدم)، (يرما)، (الإسكافية العجيبة)، (المأساة المضحكة).



المصدر: (موسوعة المعارف العامّة – الأدب – ندى جميل اسماعيل) – المركز الثقافي اللبناني. www.Iccpublishers.tk


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 11-25-2010, 01:58 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد
قرأت الكثير عن موت هذا الشاعر و قرأت انه لم يكن له علاقة بالسياسة من قريب و لا من بعيد لكن قتله تم بطريق الخطأ أو لانتقام شخصي لكن من يقرأ لوركا يدرك البعد السياسي الكامن في اشعاره و الذي يبطنه في انتظار ان يستخرجه القارىء من بين السطور
من أعماله الجميلة اعراس الدم و هو عمل مشرحي شعري جميل يكاد يكون تأريخا لمنطقة من اسبانيا في حقبة معين عن بعض عاداتها الاجتماعية
أ. رقية صالح
الكاتبة و الباحثة الرائعة في الاداب الاجنبية
أسعد في كل مرة اقرأ لك فيها
محبتي دوما

قديم 12-02-2010, 03:09 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد



قرأت الكثير عن موت هذا الشاعر و قرأت انه لم يكن له علاقة بالسياسة من قريب و لا من بعيد لكن قتله تم بطريق الخطأ أو لانتقام شخصي لكن من يقرأ لوركا يدرك البعد السياسي الكامن في اشعاره و الذي يبطنه في انتظار ان يستخرجه القارىء من بين السطور
من أعماله الجميلة اعراس الدم و هو عمل مشرحي شعري جميل يكاد يكون تأريخا لمنطقة من اسبانيا في حقبة معين عن بعض عاداتها الاجتماعية
أ. رقية صالح
الكاتبة و الباحثة الرائعة في الاداب الاجنبية
أسعد في كل مرة اقرأ لك فيها

محبتي دوما



الأستاذة الفاضلة ريم الشام

مساك الفل والياسمين الدمشقي

لقلمك طعم مميز ولحضورك ألق خاص

وجمال مرورك من حروفك لأسبح في نهر الجمال

سعدت أكثر بوجودك آمل أن تنال جميع مواضيعي إعجابك

تقديري ومودة لا تنتهي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-14-2010, 12:18 AM
المشاركة 4
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
معلومات قيمة تنعش الذاكرة . .

تقبلي تحيتي . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 12-14-2010, 07:14 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
معلومات قيمة تنعش الذاكرة . .

تقبلي تحيتي . .

** أحمد فؤاد صوفي **



مساء الجوري الأستاذ الفاضل أحمد صوفي

لمرورك رائحة العطر


تحيتي وتقديري



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-14-2010, 07:19 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

فدريكو غارسيا له(46) قصيدة:




قصيدةُ الحضورِ الرهيب





أريدُ الماءَ محمولاً من مرقدِه


أريدُ الريحَ متروكةً دون أنهار


أريد الليلَ مطروحاً بلا عيون


وقلبي دونَ زهرةِ الذهب


وأريد أن يتحدثَ الثورُ مع الأغصان


وأريد أن تتخلصَ الدودةً من الظلال


وأريد أن تلمع أسنانُ الجماجم


وأريد أن يتغلغلَ الأصفرُ في الحرير


أستطيع أن أرى مبارزةَ الليلِ الجريح


متلوياً في نزالِه مع النهار


أنا أقاوم حلولَ السمِ الأخضر


والأقواس المكسورة حيث يعاني الوقت


لكن لا تغمرني بنور جسدك العاري


كما لوِ الصبّار الأسود فتحَ الخيزران


دعنى في حسراتِ الكواكبِ المظلمة


لكن لا تريني خصرك البردان



* * * *




ترجمة: عدي الحربش






قصيدة الغرام الغير مرتقب





لا أحدَ أحاطَ بسرِ عطرِ


الماجنوليا السوداءِ في رحمِك


لا أحد علمَ أنكِ عذبتي


طيرَ الغرامِ الطنانِ بين أسنانِك



....



ألفُ مهرٍ فارسي أسلمَ للنوم


في ساحةِ جبينكِ المضاءةِ بنورِِ القمر


عندما كنتُ - عبرَ أربعِ ليالٍ


أعانقُ خصرَكِ .. عدوَ الثلج


....


نظرتكِ مابينَ الجصِ والياسمين


كانت غصناً شاحباً من البذور


فتشتُ في قلبي كي أمنحكِ


الرسائل العاجية المسطرة بـ دوماً



....



دوماً .. دوماً .. يابستانَ لوعتي


جسدكِ يهربُ مني دوماً


الدم في عروقكِ وسط فمي


وفمكِ دونَ نورٍ يرقبُ موتي



****


ترجمة: عدي الحربش


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-14-2010, 07:28 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأحداث التي حصلت لحلزونٍ مغامر




هناكَ عذوبة طفولية


في الصباحِ الساكن


الأشجار مدّت


أذرعها نحو الأرض


ضبابٌ متردد


غطى الحقول المبذورة


والعناكب نسجت


دروبها الحريرية


خيوطاً تمتد عبر البلور النقي


للهواء


في أيكةِ نبات الحور


ينبوعٌ أخذ يردد


أغنيته وسط العشب


والحلزون المسالم


مواطن الأخدود المحفور


متواضع .. وبسيط


أخذ يتأمل المنظر


السكون الرباني


للطبيعة


أعاره إيماناً وشجاعة


متناسياً أشجانَ منزلهِ


الوثير – أسرّ في نفسهِ عزماً


أن يرى نهاية الطريق


بدأ يزحفُ حتى دخلَ


غابة اللبلابِ


والقرّاص .. وقتَ الظهر


كان هناك ضفدعان عجوزان


يتمددانِ تحتَ الشمس


بمللٍ .. يضايقان الضفدعات العجائز


" هذه الأغاني الحديثة"


أحدهم تمتم ..


" بلا معانٍ.. كلها هكذا


ياصاحبي" أجاب


الضفدع الآخر الذي كان


مصاباً وشبه أعمى


" عندما كنت صبياً .. اعتقدت


أن الربّ لو سمع أخيراً


غنائنا .. سوف يرينا


بعض الرحمة.. ولكن المعرفة التي اكتسبتها


- وقد عشت وعمرت طويلاً -


دفعتني أن أطرح إيماني جانباً


والآن .. لست أغني ثانية"


الضفدعانِ ابتهلا


طالبينَ الصدقة


من ضفدعة صغيرة


مرّت بغرور


مخلفةً وراءها أوراق العشب الراقصة


متطلعاً في الغابة المظلمة


الحلزون أصابهُ الفزع


حاولَ أن يصرخ.. لم يقدر


الضدعان اقتربا منه


" هل هو فراشة؟ "


سألَ شبهُ الأعمى


" هو يملك قرنين صغيرين"


أجاب الضفدع الآخر


" إنه الحلزون. حلزون


هل جئت من أرض بعيدة ؟ "


" أنا جئت من بيتي .. وأريدُ


أن أرجعَ إلى بيتي في الحال "


" إنه مخلوق جبان جداً "


هتف الضفدع الأعمى


" هل سبقَ لك أن غنيت؟" " أنا لا أغني "


قال الحلزون.. " ولا تصلي .. أيضاً؟ "


" لا .. لم أتعلم كيف أصلي "


" ألا تؤمن بحياةٍ أبدية؟ "


" ماهذه ؟ "


" ماذا! أن تعيشَ دائماً


في أكثر المياه هدوءاً



يتبع
.
.
الأحداث التي حصلت لحلزونٍ مغامر

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-14-2010, 07:33 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بجانب تربةٍ خصبة

تنتجُ مايكفي للأكل "

" عندما كنت صغيراً أخبرتني


في أحدِ الأيام جدتي المتوفاة


أنني حين أموت سوف أغادر


نحوَ الأغصان الغضة


في أكثر الأشجار علواً "


" جدتك كانت ملحدةً


الحقيقة هي ماتسمع


منّا.. آمن بما نقول "


قال الضفدع الغاضب


" لماذا أردت أن أرى نهاية الطريق؟"


تنهّد الحلزون.. " حسنن .. صدقتكم


و بالحياةِ الأبدية


التي تبشران بها " ..


الضفدعان


تحركا جانباً مستغرقان بالتفكير


والحلزون المرعوب


أكمل طريقه ضائعاً وسط الغابة


الضفدعان الشحاذان


بقيا مثل أبي الهول


أحدهما سأل:


" هل تؤمن بحياةٍ أبدية؟ "


" لا بالطبع " كان الجوابُ المفجع


للضفدع المصاب الأعمى


" إذن .. لماذا أمرنا


الحلزون بأن يؤمن؟ "


" لماذا؟ لا أدري "


قال الضفدع الأعمى.


" تملأني العاطفة فجأة


حين أسمع صوت صغاري


يتضرعون بحرارةٍ


إلى الربِ وسط مجاري الري " ..


الحلزون المسكين


حاول الرجوع. تلك اللحظة ملأتِ الطريق


أمواج الصمت


تدفقت من جوفِ أيكة نبات الحور


صادفَ جماعةً


من النملِ الأحمر


كانت في فوضى عارمة


يسحبنَ خلفهنَّ


نملةً أخرى


قرون استشعارها


منتزعة


صاح الحلزون:


" أيها النملات .. تعقلنّ !


لماذا تعاملنَ بهذا الشكل


رفيقتكنّ؟


أخبرنني ماذا صنعت؟


سوف أحكم ضميري في الأمر


أيها النملات .. أخبرنني "


النملة شبه الميتة


قالت بأسى:


" رأيت النجوم"


" ماهي النجوم؟ " صرختِ


النملات بعصبية


سأل الحلزونُ


يتبع

.
.

(الأحداث التي حصلت لحلزون مغامر)

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-14-2010, 07:35 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
- مفكراً – " نجوم؟ "


" نعم " أعادتِ النملة


" رأيت النجوم


تسلقت أعلى الأشجار


في أيكةِ نبات الحور


ورأيت آلافاً من العيون


داخلَ ظلمتي "


سأل الحلزون:


" لكن ماهي النجوم؟ "


" إنها أضواء نتقلدها


فوق رؤوسنا "


" نحن لا نراهنّ "


علقتِ النملات


وأضاف الحلزون: " عيناي


لا تريان شيئا خلف الأعشاب "


النملات صرخن


- ملوحاتٍ بقرونهنّ -


" سوف نقتلكِ أيتها النملة. أنتي


كسولة ومنحرفة


قانونكِ الوحيد هنا: العمل! "


" رأيت النجوم "


قالتِ النملة الجريحة


وكان حكمُ الحلزون:


" انفوها ..


أما البقية فليرجعن إلى العمل


أغلب الظنِِ أنها ستموتُ


قريباً من الإعياء "


عبرَ عذوبة الهواءِ الباعثة للغثيان


مرّت نحلة


استنشقت النملة – وسطَ آلامِ موتها


المبرحة – رائحة المساء الضخم


وهتفت: " هذهِ هي من سوف تأتي


لتأخذني إلى النجوم "


النملات الباقيات


هربنَ بسرعة عند رؤيتها ميتة


تنهدَ الحلزون


وغادر بأفكارٍ خدرةٍ


مشوشة


عن الحياةِ الأبدية. " الطريق


بلا نهاية!" هتف قائلا ..ً


" ربما بهذا الإتجاه


يصل المرء إلى النجوم


ولكن خطواتي الخرقاء


سوف تمنعني من الوصول


يجب ألا أفكر بالنجوم"


الضباب غطّى كل شيء


من الشروق الهزيل إلى السديم


أجراس الكنيسة البعيدة


دعتِ الناس إلى الصلاة


والحلزون المسالم


مواطنُ الأخدود المحفور


بذهولٍ ..و بدونِ سكينة


أخذ يتأملُ المنظر



****



ترجمة: عدي الحربش

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 12-14-2010, 07:42 PM
المشاركة 10
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

قصيدة الغرام اليائس





الليل يرفض أن يأتي


كي لا تستطيعين المجيء


ولا أستطيع القدوم


لكن سوف آتي


رغم أن عقرب الشمس ينهش وسط صدغي


لكن سوف تجيئين


بلسانٍ ألهبته قطرات المطر المالح


النهار يرفض أن يأتي


كي لا تستطيعين المجيء


ولا أستطيع القدوم


لكن سوف آتي


رامياً للضفادع قرنفلي الممضوغ


لكن سوف تجيئين


عبر مجاري الظلمة الطينية


الليل والنهار يرفضان القدوم


كي أموتَ من أجلكِ


وتموتين من أجلي



****



ترجمة: عدي الحربش







رومانسية القمر، لونا





تأتي لونا إلى كيرِ الحِدادة


بتنورتها الداخليةِ والناردين


والصبيُ يحدقُ، يحدقُ


الصبيُ يحدقُ بقوة


يهبُ النسيمُ بارداً


فتحركُ لونا ذراعيها


كاشفةً عن ثدييها


عن حرارةِ ونقاءِ ثدييها


"اهربي، لونا، لونا، لونا


فلو عثرَ الغجرُ عليكِ


إذن لصنعوا من قلبكِ


قلائدَ وخواتمَ فضّة"


"يا صبيُ، دعني ارقُص


فحينَ يأتي الغجرُ


سيجدُونكَ فوقَ السندانِ


وعيونُكَ الصغيرةُ مُغلقة"


"اهربي، لونا، لونا، لونا


أستطيعُ أن أسمعَ حوافرَ خيلهم "


"يا صبيُ، امضِ ولكنْ


لا تطأ بياضي المُنشّأ"


الفرسانُ يقتربونَ أكثر


قارعينَ الطبولَ والثرى


وفي جوفِ السندانِ


الصبيُ يغلقُ عينيه


عبرَ بستانِ الزيتون


يأتي الغجرُ، بلونِ البرونز


رؤوسهم مرفوعةُ للأعلى


عيونُهم نصفُ مغلقة


ها، كيفَ تغني بومةُ الليل!


كيفَ تغني فوقَ شجرِ الليل!


تمضي لونا، عبرَ السماء


ممسكةً بيدِ الصبيّ


في جوفِ كيرِ الحدادةِ


يبكي الغجرُ ويعوِلون


والنسيمُ يراقبُ، ويراقبُ


النسيمُ يراقبُ طوالَ الليل



____________




"لونا" هو الاسم الاسباني المؤنث لكلمة "قمر" العربية



ترجمة: عدي حربش

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: فدريكو غارسيا لوركا : Fedrico Garcia Lorca 1898 - 1936
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فيديريكو غاسيا لوركاFederico Garcia Lorca غادة قويدر منبر الآداب العالمية. 2 12-04-2011 10:50 PM
أعراس الدم ـ مسرحية/ فيدريكو غارثيا لوركا ريم بدر الدين منبر رواق الكُتب. 0 11-25-2010 02:38 PM

الساعة الآن 06:01 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.