احصائيات

الردود
67

المشاهدات
22882
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.66

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
10-07-2010, 07:38 AM
المشاركة 1
10-07-2010, 07:38 AM
المشاركة 1
افتراضي من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس )
أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أإنْ بَكَتْ ورقاءُ في غُصْنِ بانْ
تَصدّعتْ منك حصاة ُ الجَنَانْ
وأذكرَتْهُ من زمانِ الصّبا
طيبَ المغاني والغواني الحسان
كيفَ رَمَتْ بالنّارِ أحشاءَهُ
ذاتُ هديلٍ في رياضِ الجِنانْ
يُرنّحُ الغصنَ نسيمٌ بها
معانقٌ بين الغصون اللدان
ومقلتاها لو بكتْ عنهما
فاللؤلؤ الرّطبُ له مقلتان
ما ذاك إلاّ لنوى غربة ٍ
قسا عليها الدهرُ فيها ولانْ
حمامة َ الأيك أبيني لنا
من أين للعجماء نُطقُ البيان
هل خانكِ المخزونُ من دمعة ٍ
بكى بها عنك فمن خان هان
يا ليلة ً عنّتْ لعيني شجٍ
للدمع ما بينهما لجّتانْ
سوداءُ تْخفي بين أحْشائِهَا
من فَلَقِ الإصباح طفلاً هِجان
كأنما قرطُ الثريا لَهُ
في أُذْنِها خَفَقُ فؤادِ الجبان
كأنما فوقَ قذالِ الدجى
لجامُ طرفٍ ما له من عنان
كأنَّما الإظلام بحرٌ طما
والشرقُ والغربُ له ساحلان
كأنَّما الخضراءُ من زُهْرِها
روضة خرقٍ نورها أقحوان
كأنَّما النَّسران قد حَلّقَا
كي يُبْصِرَا حَرباً تُثِيرُ العُثَان
كأنما انقضّا وقد آنسا
مصارعَ القتلى التي ينعيانْ
كأنَّما الجوزاءُ مختالة ٌ
تسحبُ فضلاً من رداء العنان
كأنها راقصة ٌ صوّبَتْ
وزاحمَ الغربَ بها منكبان
كأنَّما شُدّتْ نطاقاً فما
تبدو لها تحتَ ثيابٍ يدان
كأنَّما الشهبُ الّتي غَرّبَتْ
شهبُ خيولٍ في استباقِ الرّهان
كأنَّما الصّبحُ لهُ راحة ٌ
تلقط في الآفاق منها جمان
نَكّبْتُ عن ذِكْرِ الهوى والمها
ونفيها للشيخِ غير الهوان
واهاً لأيّام الشباب الذي
ظلّ به يحلم حتى اللسان
سلني عن الدّنْيا فعندي لها
في كلّ فنّ خبرٌ أو عيانْ
فما على الأرض عليمٌ بما
تجتمع الشهبُ له في القران
ولا مكانٌ تتجارى به
خيلُ القوافي غيرُ هذا المكان
ولا ندى فيه ضروبُ الغنى
إلاَّ ندى هذا، مليكِ الزّمان
هذا عليٌّ نجل يحيى الّذي
في قَصْدِهِ نيلُ المنى والأمان
هذا الذي في الملك أضحى له
عرضٌ مصونٌ، ونوالٌ مُهانْ
هذا الذي شامَ لنصرِ الهُدى
منْ غيرِ شمّ كلَّ عَضْبٍ يمان
مَنْ بشرُهُ تَرْجَمَ عن جوده
والجود في البشر له ترجمان
من تلزمُ الناسَ له طاعة ٌ
قد أمرَ اللهُ بها في القُرآنْ
فمشرقا الأرضِ على فضله
لمغربيها أبداً حاسدان
القاتلُ الفقرَ بسيفِ الغنى
بحيثُ حدّاهُ له راحتان
والثابتُ الحلمِ إذا ما هفتْ
له من الحلم هضابُ الرّعان
لا يَعْرِضُ المطلُ لانجازه
ولا يشين المنّ منه امتنان
تمنّ ما شئتَ على فضله
من الأماني وعليه الضمان
مُملَّكٌ تخفقُ راياته
فيتّقيهِ مَنْ حوَى الخافقان
لقاؤه مُرْدٍ لأقرانه
إذا تلاقتْ حلقات البطان
يبني بركضِ الجرد من أرضه
سماءَ نقع يومَ حربٍ عوان
يكرّ كاللّيْثِ مُبيدا إذا
ما عرّدَ النكسُ وخامَ الهدان
ضرْباً وطعناً بشبا مُنصُلٍ
كأنَّه لفظٌ له معنيان
نورُ هُدى ً في الصدر من دسته
ونارُ بأسٍ فوقَ ظهر الحصان
لا تخشَ من كيد عدوّ الهدى
إنّ عليّاً لعليهِ مُعانْ
عانى خداعَ الحربِ طفلاً فما
يُقعْقعُ القِرْنُ له بالشنان
حمى حِمى الإسلام من ضَيمهِ
واستنصرَ الحقَّ به واستعان
يقدّمُ الأبطال في جحفلٍ
والطيرُ والوحش له جحفلان
معتادة ً أكْلَ لحوم العدى
عذت خماصا ثم راحت بطان
من كلّ ذئبٍ أو عُقابٍ له
كلَّ مكرٍ، فيه شلوٌ خِوانْ
من كلّ مرهوب الشّذا مُقدمٍ
بَرْدٌ عليه حرُّ لذْعِ الطّعان
يِغْشَى بهِ الطِّرْفُ صدورَ القنا
فهو سليمُ الرّدْفِ دامي اللبان
إذا التقى الجمعان في مأزقٍ
وفلّ بالطعن سنانٌ سنانْ
يامن يُفيضُ العرفَ من راحة ٍ
مفاتحُ الأرزاقِ منها بنان
بقيتَ للجود حليفَ العُلى
فأنتَ والجودُ رضيعاً لبانْ
وإن تلاكَ العيدُ في بهجة ٍ
فأنْتَ عيدٌ أوّلٌ، وهو ثان


قديم 10-07-2010, 07:38 AM
المشاركة 2
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبا هاشم هشمتني الشفار
( عبد الجبار بن حمديس )


أبا هاشم هشمتني الشفار
فلله صبري لذاك الأوار
ذكرت شخيصك ما بينها
فلم يدعني حبّه للفرار

قديم 10-07-2010, 07:39 AM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
( عبد الجبار بن حمديس )


أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
وأنتَ مقيمٌ في قيودكَ عانيا
وإنْ لمْ أُبارِ المُزْنِ قطرا بأدمعٍ
عليكَ فلا سُقيتُ منها الغواديا
تعريتُ من قلبي الذي كان ضاحكاً
فما ألْبَسُ الأجْفانَ إلا بواكيا
وما فرحي يومَ المسرّة ِ طائعاً
ولا حَزَني يوْمَ المساءَة ِ عاصيا
وهل أنا إلاّ سائلٌ عنك سامعٌ
أحاديثَ تبْكي بالنّجِيع المعاليا
قيُودُكَ صيغتْ من حديدٍ ولم تكنْ
لأهلِ الخطايا منك إلا أياديا
تعينك من غير اقتراحك نعمة ٌ
فتقطعُ بالابراقِ فينا اللياليا
كشفتَ لها ساقاً وكنتَ لكشفها
تحزّ الهوادي أو تجزّ النواصيا
وقفنَ ثقالاً لم تُتِحْ لط مشية ً
كأنَّك لم تُجْرِ الجفاف المذاكيا
قعاقع دُهمٍ أسهرتكَ وطالما
أنامتْكَ بِيضٌ أسْمرَتْكَ الأغانيا
و ماكنتُ أخشى أن يقال: محمدٌ
يميلُ عليه صائب الدهر قاسيا
حسامُ كفاحٍ باتَ في السجن مغمدا
وأصبحَ من حليِ الرياسة ِ عاريا
وليث حروب فيه أعدوا برقِّه
وقد كان مقداماً على الليث عاديا
فيا جَبَلاً هَدّ الزمانُ هضابَهُ
أما كنتَ بالتمكين في العزّ راسيا
قُصِرَتَ ولمّا تقضِ حاجتِكَ التي
جرى الدهر فيها راجلاً لك حافيا
وقد يعقلُ الأبطالَ خَوْفُ صيالها
ويُحكمُ تثقيف الأسودِ ضواريا
أقولُ وإني مُهْطِعٌ خوفَ صيحة ٍ
يُجيبُ بها كلٌّ إلى الله داعيا
أسَيْرَ جبالٍ وانْتشارَ كواكبٍ
دنا من شروط الحشر ما كان آتيا
كأنَّكَ لم تجعل قناك مَراودا
تَشُقُّ من الليل البهيم مآقيا
ولم تزد الإظلام بالنقع ظلمة ً
إذا بَيّضَ الإصباحُ منه حواشيا
ولم تثن ماء البيض بالضرب آجناً
إذا صُبّ في الهيجا على الهام صافيا
ولم تُصْدِرِ الإلالَ نواهلاً
إذا ورَدَتْ ماءَ النحور صوافيا
وخيلٍ عليها كلّ رامٍ بنفسه
رضاكَ إذا ما كنتَ بالموت راضيا
وقد لبسوا الغدْرانَ وهي تموجّتْ
دروعاً وسلُّوا المرهفات سواقيا
وكم من طغاة ٍ قد أخذتَ نفوسهمْ
وأبقيتَ منهم في الصدور العواليا
بمعترك بالضرب والطَّعن جُرْدهُ
تمرّ على صرْعى العوادي عواديا
مضى ذاك أيام السرور وأقبلتْ
مناقِضَة ً من بعده هي ما هيا
إذِ المُلْكُ يمضي فيه أمرك بالهدى
كما أعلمت يمناك في الضرب ماضيا
وإذ أنْتَ محجوبُ السرادق لم يكن
له كلماتُ الدهر إلاّ تهانيا
أمرٌ بأبوابِ القصور وأغتدي
لمن بانَ عنها في الضمير مناجيا
وأنشد لا ما كنت فيهنّ منشدا
ألا حيّ بالزُّرْق الرسوم الخواليا
وأدعو بينها سيّدا بعد سيّدٍ
ومن بعدهم أصبحتُ همّاً مواليا
وأحداث آثار إذا ما غشيتُها
فَجَرتُ عليها أدمعي والقوافيا
مضيتَ حميدا كالغمامة ِ أقشعَتْ
وقد ألْبَسَتْ وشْيَ الربيع المغانيا
سأدمي جفوني بالسهاد عقوبة ً
إذا وقفت عنك الدموعَ الجواريا
وأمنعُ نفسي من حياة ٍ هنيئة ٍ
لأنّكَ حيٌّ تستحقُّ المراثيا

قديم 10-07-2010, 07:40 AM
المشاركة 4
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أبرُوقٌ تلألأتْ أم ثغورُ
وليالٍ دجتْ لنا أم شعورُ
وغصُونٌ تأوّدَتْ أم قدودٌ
حاملاتٌ رمّانهنّ الصدّور

قديم 10-07-2010, 07:40 AM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
( عبد الجبار بن حمديس )


أبكاهُ شيبُ الرأسِ لما ابتسمْ
وعادَهُ في السقم طيفٌ ألَمَ
من غادة ٍ في وصل هجرانها
يَقْنَعُ منها بوصالِ الحُلُم
صوّرَ منها شوقهُ صورة ً
في فكرة ٍ ساهرة ٍ لم تنم
قالقلبُ يُذكي جذوة ً تلتظي
والعينُ تُدري عبرة ً تنسجم
غيداءُ تاجُ الحسنِ من غيرها
يُضحِي لديها وهو نَعْلُ القدم
أثمرَ بالرّمان من قَدّها
غُصْنٌ ومن أطرَافها بالعَنَم
لمياءُ تبدي الدرّ من أشنبٍ
يحرق بالأنوار جُنحَ الظُّلم
يُبرِدُ حرّ الشّوق ترشافُهُ
عنكَ بمعسولِ الثنايا شَبم
كأنما برقٌ ومسكٌ به
إليه يدعوك بشَيمٍ وشمّ
والصبحُ في مشرقه هازمٌ
والليلُ في مغربه منهزم
أرى اختلافَ الناس دانوا به
في صِيدِ عُرْبٍ منهم أو عجم
وابنُ عليّ حسنٌ سيّدٌ
بلا خلافٍ في جميع الأمم
مُملَّكٌ في كفّه صارم
عزّ به دين الهدى واعتصم
مُبَدِّدُ المعروف من كفّه
وللعلى شملٌ به منتظم
منفّذُ الأمرِ كريمٌ إذا
قالَ: نعم فابْشِرْ بنيلِ النّعم
ومُرهفٍ الحدّ إذا سَلّهُ
سال إلى ضرب الطلى واضطرام
يخطفُ رأسَ الذِّمْرِ قطفاً به
كَحذفِ حرف اللين جزماً بلم
يصرّفُ الرمحَ على طوله
كأنما صُرّفَ منه قلم
لئن همى من راحتيه الحيا
فالبدرُ منه يحتبي بالديم
يُهْدِى به مَنْ ضَلّ في ليله
توقُّدَ النارِ برأسِ العلم
تُقبِّلُ الآمالُ منه يدا
فهي لأفواه الورى مُستلم
منتصرٌ بالله في حربه
لله من أعدائه منتقم
في رَبْعِهِ الرحبِ سماءُ العلى
طالعٌ فيها نجومُ الهمم
كم ضربة ٍ أوسعها سيفهُ
فهو لسانٌ ناطقٌ وهي فم
تعدو سراحينُ الوغى حوله
مجلِّحاتٍ بأسودِ الأجم
يا من وجدنا الجودَ من بذله
ملءَ الأماني، وعدمنا العدم
بقيتَ في الملك لِصونِ العلى
ونضرة ِ الدين، ورَعي الذمم

قديم 10-07-2010, 07:41 AM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أبى الله إلا أن يكون لكَ النصرُ
وأن يهدم الإيمان ما شاده الكفرُ
وأن يُرْجعَ الأعلاجَ بعد عِلاجها
خزايا على آثارها الذلّ والقهرُ
ليهنك فتحٌ أولغ السيف فيهمُ
ولاح بوجه الدين من ذكره بشرُ
بِسَعْدٍ كساكَ الله منه مهابة ً
وإشراقَ نور منه تقتبسُ الزُّهر
ودون مرامِ الروم فيما سموْا له
قلائدُ أعناقٍ هي القضبُ البتر
وخطية ٌ تختطّ منهم حيازماً
وأحداقها زرقٌ وأجسادها حمرُ
إذا أُشْرِعَتْ للطّعنِ سَرَتْ كأنَّما
كأن حبياً ساكباً فيضَ ودقه
أشبّهها بالقطر يبدي تألقاً
بأطرافِ أغصان يحاصرها غُدْرُ
وَسُحْبٌ بأجوافِ الكنائن أودعت
شآبيبها نبلٌ من الزنج لا قطر
وخيلٌ ترى خيلَ العلوج، مضافة ً
إليها، حميرا لا التي نتج القَفْرُ
كأنّ على العقبان منها ضراغماً
فأنيابها عصلٌ وأبصارها جمرُ
وحمرُ دماءٍ كالخمور التي سقوا
تحمّرَ منها في الظبا ورقٌ خضرُ
بنو الأصفرِ اصفرّت حذاراً وجوههم
فأيديهمُ من كل ما طلبوا صفرُ
تنادوا كأسراب القطا في بلادهم
وكان لهم في كلّ قاصية ٍ نَفْرُ
ولمّا تناهى جمعهمْ ركبوا به
تولْتْ جنودُ الله بالّريح حَرْبَهُمْ
وليس لمخلوقٍ على حربها صبر
فكم من فريقٍ منهمُ إذ تفرقوا
له غَرقٌ في زخرة ِ الموج أو أسر
وظلّت سباغُ الماءِ وهي تنوشُهُمْ
فلا شلو منهم في ضريحٍ ولا قبرُ
فإن سَلِمَ الشطرُ الذي لا سلامة ٌ
له من ظُبا الهيجا فقد عَطِبَ الشطر
أتوْا بأساطِيلٍ تمرّ كأنَّها
وخيلٍ حَشَوا منها السفينَ ولم يكنْ
لها في مجال الحرب كرّ ولا فرّ
وقد ركبتْ فرسانُها صَهَواتِها
سلاهبُ أهدوْها إليك ولم يكنْ
جزاءٌ لذاكَ من علاك ولا شكر
فسلْ عنهم الديماسَ تسمعْ حديثهم
فهم بالمواضي في جزيرته جَزْر
وما غنموا إلاّ مُنى ً كذبتْ لهم
وكان لهم بالقصْرِ عن نيلها قصر
شَرَوْهُ فباعوا بالرّدى فيه أنفساً
أربحٌ لهم في ذلك البيع أم خُسْر
وقد طمعوا في الزعم أن يثبتوا له
جناحين يُضْحي منهما وهوَ النّسْر
وراموا به صيدَ البلاد وغنمها
فأضحى وقد قصّت خوافقه العشرُ
أُذيقوا به حصراً أذلّ عرامهم
كما ضاق عند الموت عن نفسٍ صدر
وجرّ إليهم في جبال من القنا
مناياهم بالقتل جحفلكَ المجرُ
وقائِدكَ الشهمُ الذي كان بينهمْ
صبيحة لاقاهم على يده النصرُ
رأوا بأبي إسحق سحقاً لجمعهم
فإبْرامُهُمْ نَقْضٌ ونظمهمُ نثر
ولو لبثوا في ضِيقِ حصرهمُ ولمْ
يَطِرْ منهمُ شوقاً إلى أجلٍ عُمْر
لقامَ عليهم منجنيقٌ يُظلّهمْ
بِصمّ مرادٍ ما لما كَسَرَتْ جبر
إذا وُزنَ الموتُ الزؤامُ عليهمُ
بكفّة وزّانٍ مثاقيله الصخرُ
فكم جهدوا أن يفتدوا من حِمامهم
بأوزانهم تبراً فما قُبِلَ التبر
هناكَ شَفى الإسلامُ منهم غليلَهُ
بطعن له بترٌ وضربٍ له هبرُ
وكانوا رأوا مَهْدِيَّتَيْكَ وفيهما
لعزِّ الهدى أمرٌ فهالهمُ الأمرُ
كأن بروجَ الجوّ منكَ رمتهمُ
بشهبٍ لها نارٌ وليس لها جمرُ
فما للعلوج امتدّ في الغيّ جهلهم
أما كان فيهم مِنْ لبيبٍ له حجرُ

قديم 10-07-2010, 07:42 AM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أبيع من الأيام عمري وأشتري
( عبد الجبار بن حمديس )


أبيع من الأيام عمري وأشتري
ذنوباً كأني حين أخْسَرُ أربحُ
فهلاَّ أذبت القلب من حرق الأسى
وصَيّرْتُهُ دمعاً من العين يُسفح
وأنّي وفي عقبى الشباب عقوبة ٌ
أُسَرُّ بها ـ بئس السرورُ ـ وأفرح

قديم 10-07-2010, 07:42 AM
المشاركة 8
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
( عبد الجبار بن حمديس )


أجلُو عَرُوساً بخدّها خَجَلٌ
كالورد لوناً ونشرها عبقُ
كأنَّما كوكبٌ يصافحني
مجوَّفُ الجسم روحهُ شفقُ
حمراءُ مشمولة ٌ لها عمرٌ
في طرفٍ منه دهرها غَرقُ
أسالها حُمرة َ العقيق فلي
من لؤلؤٍ، بعد شربها عرق
راحٌ أضافتْ إلى دمي دمها:
طبائعٌ في المزاج تَتَفِق
وللثّرَيا يدٌ مُخَتَّمَة ٌ
منها بناناً خضابُها الغَسَقُ
كأنها والصباح يقطفها
عنقودُ نَوْرٍ له الدّجَى ورق
وفحمة الليل كلما اعترضتْ
ألْهَبَ فيها اتّقادَهُ الفلق
عجبتُ من مُحرقٍ ومحترقٍ
لا فحمة ٌ منهما ولا حرق

قديم 10-07-2010, 07:43 AM
المشاركة 9
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
( عبد الجبار بن حمديس )


أجُمْلٌ على بُخْلِ الغواني وإجْمالُ
تفاءلتُ باسمٍ لا يصحّ به الفالُ
وحلّيتُ نفسي بالأباطيلِ في الهوى
ونفسٌ تُحلّى بالأباطيل مِعطالُ
وكنتُ كصادٍ خالَ رَيّاً بقفرة ٍ
وقد غيضَ فيها الماءُ واطّردَ الآلُ
أيشكو بحرّ الشوق منك الصدى فمٌ
وماءُ المآقي فوق خدّك هطّال
وتَغْرِسُ منك العينُ في القلب فتنة ً
ووجدٌ جناها بالضمير وبلبالُ
ولا بدّ من أمنية ٍ تخدعُ الهوَى
لِتُدْرَكَ منها بالتعلّلِ آمال
فمثّلْ لعينيكَ الكرى فعسى الكرى
يزورُكَ فيه من حبيبك تمثال
وسلْ أرجَ الريحَ القبولَ لعلّهُ
لمعرضة ٍ عَطْفٌ عليك وإقبال
وإن لم تَفُزْ فَوْزَ المحبّين بالهوى
فقد نلتَ من برحِ الصبابة ِ ما نالوا
وليلٍ حكى للناظرين ظَلامُهُ
ظَليماً له من رَوْعَة ِ الصبح إجفال
كأنَّ له ثوباً على الأفْق جيبه
وقد سُحِبَتْ منه على الأرضِ أذيال
عجبتُ لطودٍ من دُجَاهُ تهيله
لطائفُ أنفاسِ الصباحِ فينهال
وقد نَشَرَتْ في جانبيه ليَ النّوَى
قفارا طواها بي طمّر وشملال
ودون مصوناتِ المها بذلُ أنفس
تريك ولوعَ البيضِ فيهنّ أبطال
وفي مُضّمَرِ الظلماءِ كالىء ُ ظبية ٍ
بثعلبة ٍ يُسْقَى بها الموت رئبال
فصيحٌ بأسماءِ الكماة ِ مبارزا
لِتُعْمَلَ فيها بالمهنَّد أفْعال
فيا بُعدَ قُربٍ لم يبتْ فيه نافعاً
بسيرك بالبزلِ الرواسمِ إيغال
سقامَ جفونٍ ما لها من إبلال
لدى الغِيد غَرْثانان: قلبٌ وخلخال
فتاة ٌ تداوي كلّ حين بصحتّي
سقام جفونٍ ما لها منه إبلالُ
منعَّمة ٌ سكرى بصهباء ريقة ٍ
لها في اللمى طعمٌ، وفي الخدّ جريال
نظرتُ إليها نظرة ً عَرَفَتْ بها
إشارة َ لحظٍ، بالصبابة ، عُذالُ
فقالوا: لأدْمَى خدَّها وَحْيُ طَرْفِهِ
فقلتُ: لعمري فتّحَ الورد إخجالُ
فلجّوا وقالو: جنّة كَذّبَتْ بها
ظنونٌ ظنَنّاها، ويا صِدْقَ ما قالوا
أبنتَ كريمِ الحيّ هل من كرامة ٍ
تُرفَّعُ مخفوضاً به عندك الحالُ
نهضتِ إلى هجرِ الوصالِ نشيطة ً
وأنتِ أناة ٌ في النواعم مكسال
أرى العينَ من عينيك جانسن خِلقه
فمن أجلها حوليك ترتعُ آجال
فما لكِ عنَّا تنفرين نِفارَها
أفي الخَلْقِ منّا عند شكلِك إشكال
متى نتلقّى منكِ إنجازَ موعدٍ
وفعلُكِ ذو بخلٍ وقولكِ مفضالُ
وفيكِ على الرُّوَّاضِ إدلالُ صعبة ٍ
ينالُ بها عزَّ امرىء القيس إذلال
ويُقْسِمُ للتقبيل فوكِ مُصَدَّقاً
بأن التي تحوي القسيمة متفالُ
ولو سُلّ روحي من عروقي لردّهُ
إليّ رضابٌ من ثناياكِ سلسال
أرى الوَقْفَ أضحى منك في الزند ثابتاً
ولكنْ وشاحٌ منك في الخصرِ جوّال
وأنتِ مكذبِ الماءِ يُحْيَي وربَّما
غدا شَرَقٌ من شربه وهو قَتّال
أيُؤمَن منك الحتف والكيدُ في الهوى
وطرفُكِ مُغْتالٌ وعِطْفُكَ مُخْتال
حبيسٌ عليكِ العُجبُ إذْ ما لبسته
من الحسنِ نعلاً عند غيركِ سربال
ولابسة ٍ ظلَّيْ دُجاها وأيكهِا
وللسجع منها في القلائد إعمال
تَكَفّلَ في الوادي لها بنعيمها
رياضٌ كوشيِ العبقري وأوشالُ
شدَتْ فانثنى رقصاً بكلّ سميعة ٍ
من الطير مهتزّ من القُضْبِ ميّالُ
فهل علماءٌ في الشوادي مصيخة ٌ
إليهنّ خْرْسٌ بالترنّم جُهّال
فورقاءُ لم تأرقْ بحزنٍ جفونُها
وبلبلة ٌ لم يدرِ منها الأسى بالُ
وأذكرتِني عَصْرَ الشبابِ الذي مضى
لبُرديَ فيه بالتنعّمِ إسبالُ
ونضرة َ عيشٍ كان عمّيَ جامداً
به حيث تِبْري في الزجاجة سيّال
ودارٍ غدونا عن حماها ولم نَرُحْ
ونحن إليها بالعزائم قُفّال
بها كنت طفلاً في ترعرع شِرّتي
أُلاعبُ أيّام الصّبا وهي أطفال
كستني الخطوبُ السودُ بيضَ ذوائب
ففي خلّتي منها لدى البيض إخلال
أبعد أنيسات الهوى أقطعُ الفلا
ويسنح لي من وحشها الجأب والرّالُ
ومن بعد وردٍ في مقيلي وسوسنٍ
أقيلُ ومشمومي بها الطّلْحُ والضال
أحالفُ كورَ الحرفِ من كل مهمهٍ
تَوارَدَ فيه الماءَ أطْلَسُ عَسّال
له في حِجاجِ العين نارية ٌ، لها
إذا طُفئتْ نارية ُ الشمسِ، إشعال
ويهديه هادٍ من دلالة ِ معطسٍ
إلى ما عليه من ظلام الفلا خال
إذا جاء في جنح الدجى نحو غيله
تصدّى له في القوس أسمرُ مُغتالُ
تطيرُ مع الفولاذ والعُودِ نحوه
من الموْت في الريش الخفائفِ أثْقال
ولي عزمة ٌ لا يطبعُ القينُ مثلها
ولو أنَّهُ في الغمد للهامِ فَصّال
وحزمٌ يبيتُ العجز عنه بمعزلٍ
ورأيٌ به اللبس يُرفعُ إشكال
أصيرُ أخفاف النجيب مفاتحاً
لهمّ عليه للتنائف أقْفال
واركبُ إذ لا أرض إلا غُطامطٌ
مطيَّة َ ماءٍ سَبْحُها فيه إرقال
حمامة َ أيْكٍ ما لها فوق غُصْنها
غِناءٌ له عند المعرّيْ إعوال
وأقسمُ ما هوّمتُ إلاّ وزارني
على بُعْده الوادي الذي عنده الآل
بأرضٍ نباتُ العزِّ فيها فوارسٌ
تصولُ المنايا في الحروب إذا صالوا
تظلّلهم، والروع يشوي أوارُهُ،
ذوابل فيها للأسنة ذُبَال
إذا أطفأ الدجنُ الكواكبَ أسرجوا
وجوهاً بها تُهدى المسالكَ ضُلاّلُ
فمن كلّ قرمٍ في الندي هديرهُ
إذا ما احتبى قيلٌ من المجد أو قال
شُجاعٌ يصيدُ القِرْنَ حتى كأنَّهُ
إذا ما كساهُ الرمحُ أحقبُ ذَيّالُ
وموسومة بالبِيض والسمر هُلْهِلَتْ
عليهنّ من نسجِ العجاجاتِ أجلالُ
فقرّحها يومَ الوغى ومهارُها
فوارسها منهم ليوثٌ وأشبالُ
ألا حبّذا تلك الديارُ أواهلاً
ويا حبّذا منها رسومٌ وأطلالُ
ويا حبذا منها تنسمُ نفحة ٍ
تؤدّيه أسحارٌ إلينا وآصالُ
ويا حبّذا الأحياء منهم وحبّذا
مفاصلُ منهم في القبور وأوْصَال
ويا حبّذا ما بينهم طولُ نومة ٍ
تُنَبّهُني منها إلى الحشر أهوالُ

قديم 10-07-2010, 07:44 AM
المشاركة 10
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
( عبد الجبار بن حمديس )


أحِنّ إلى العشرين عاماً وبينَنا
ثلاثون يمشي المرءُ فيها إلى خلفِ
ولو صحّ مشيٌ نحوه لا بتدرته
فجئتُ الصِّبا أحبو على العينِ والأنْفِ


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من شعراء العصر الأندلسي ( عبد الجبار بن حمديس )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من شعراء العصر الأندلسي ( إبن هانئ الأندلسي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 47 09-07-2020 11:45 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( حيدر بن سليمان الحلي ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 17 01-10-2012 08:19 PM
الأدب العربي في العصر الأندلسي رقية صالح منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 9 08-04-2011 09:04 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( ابن خفاجة ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 105 10-07-2010 10:50 PM
من شعراء العصر الأندلسي ( ابن زيدون ) ناريمان الشريف منبر ديوان العرب 58 10-01-2010 07:32 PM

الساعة الآن 03:32 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.