![]() |
|
_…ـ-* وجدان حالة العبودية *-ـ…_
إن من أعظم رتب العبودية أن يجد الإنسان نفسه عبدا لله تعالى بكل ما تحمله كلمة العبودية من معنى . كإحساسه بباقي صفاته الوجدانية كالأبوة والزوجية وغيرها .
وهذه حالة وجدانية لا نظرية قد لا تعتري حتى المعتقد ( بعبوديته ) للحق طوال حياته مرة واحدة .
فإذا كان العبيد بين يدي الخلق لهم إحساس باطني متميز عن الأحرار هو الذي يحركهم للقيام بوظائف العبودية تجاه مواليهم .
فكيف إذا أحس العبد بهذا الشعور بالنسبة إلى من الوجود ( منه وبه وله وإليه ) ؟! عندئذ يتحول وجوده إلى وجود متعبد بين يدي الحق بظاهره وباطنه
{ اللهم اجعل لساني بذكرك لهجا وقلبي بحبك متيّما }
حميد
عاشق العراق
22 - 11 - 2012
_…ـ-* اللوامة والأمارة *-ـ…_
إن من المعلوم إيداع المولى في نفوس عباده ما يردعهم عن الفاحشة ، وهو ما يعبر عنه بنداء الفطرة أو حكم العقل أو النفس اللوامة .
إلا أن ( تراكم ) الذنوب وعدم الاكتراث بتلك النداءات - بل العمل بخلافها - مما ( يطفئ ) ذلك الوميض الإلهي .
فلا يجد الإنسان بعدها رادعا في باطنه ، بل تنقلب النفس اللوامة إلى نفس أمارة بالسوء ، تدعو إلى ارتكاب بوائق الأمور إذ :
{ زين لهم الشيطان أعمالهم }..
ولهذا يستعيذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قائلا :
{ أعوذ بالله من سبات العقل }
( فسبات ) العقل يلازم ( استيقاظ ) الأهواء والشهوات ، إلى درجة يموت معه العقل بعد السبات
حميد
عاشق العراق
22 - 11 - 2012
_…ـ-* عدم الانشغال بالأسباب *-ـ…_
إن التوجه إلى المخلوقين - بجعلهم سببا لتحقق الخيرات - من دون الالتفات إلى ( مسبِّبية ) المولى للأسباب لمن موجبات ( احتجاب ) الحق تعالى عن العبد
إذ أن الخير بيده يصيب به من يشاء من عباده بسبب من يشاء وبما يشاء وكيفما يشاء .
وعليه فإن كل ( جهة ) يتوجه إليها العبد بما يذهله عن الله تعالى لهي ( صنم ) يعبد من دونه وإن كان ذلك التوجه المذموم مقدمة لعمل صالح .
ولـهذا قبّح القرآن الكريم عمل المشركين وإن ادعوا هدفا راجحا :
{ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }
فدعوى الزلفى لديه من غير السبيل الذي أمر به الحق تعالى لهي دعوى باطلة , من أيّ كان مشركاً كان فاعله أو موحداً .
وقد يكون سعي العبد الغافل عن هذه الحقيقة - حتى في سبيل الخير - موجبا للغفلة عن الحق المتعال .
و علامة ذلك وقوع صاحبه فيما لا يرضى منه الحق أثناء سعيه في سبيل الخير والذي يفترض فيه أن يكون مقربا إلى المولى جل ذكره .
حميد
عاشق العراق
23 - 11 - 2012
_…ـ-* الجن والشياطين *-ـ…_
اعتاد البعض على الخوف من قضايا الجن وإيذائهم لبني آدم مع ما ينسجونه في هذا المجال من أنواع الخيال والأساطير .
والأجدر بهم أن ينتابهم الخوف من حقيقة أشد ملامسة لواقع البشر وأخطر على مسيرته وهي قضية إبليس .
فانه قد أقسم على إغواء البشر بشتى صنوفه لا يستثنى منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين .
وهذا الخوف من الخوف ( المحمود ) بخلاف الخوف الأول لما يستلزمه من الحذر لئلا يقع في حباله .
والمشكلة في هذا العدو أنه لا يترك الإنسان حتى لو تركه وكف عن عداوته بل يزداد ( التصاقا ) بالعبد كلما ( أهمله ) أو داهنه .
حميد
عاشق العراق
23 - 11 - 2012
_…ـ-* برد الرضا *-ـ…_
قد لا يستوعب البعض حقيقة أن للرضا الإلهي برداً ( يحسه ) القلب النابض بالحياة الروحية مع أن العباد يعيشون هذه الحقيقة بالنسبة إلى بعضهم البعض .
فللرضا بين الزوج والزوجة والأب وولده والصديق وصديقه والراعي ورعيته ( بـرد ) يحسه كل طرف وخاصة بعد خصومة تلتها ألفة
وهذا الإحساس وجداني لا يختص بفرد دون آخر . ويصل الأمر مداه حتى ينعكس آثار برد الرضا على البدن من الإحساس ( بالسّكون ) تارة و( بالقشعريرة ) تارة أخرى .
فكيف يستشعر الإنسان هذا الشعور تجاه من هو فـانٍ ولاقيمة لبرد رضاه ولا يستشعره مع الحـي القيوم الذي بيده ملكوت كل شئ ؟!.
حميد
عاشق العراق
23 - 11 - 2012
_…ـ-* الذكر اليونسي*-ـ…_
إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً يأنس به في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس . فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره .
ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء وهو يونس ( عليه السلام ) بقوله :
{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } .
فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) و( التنـزيه ) و( الاعتراف ) بالخطيئة والملفت في هذه الآية أن الحق وعد بهذا النداء
الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا وهو ما يقتضيه التعبير بكلم ( وكذلك ) .
والمقدار المتيقن من الأثر
إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس ( عليه السلام ) من الانقطاع والالتجاء الصادق لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت .
حميد
عاشق العراق
24 - 11 - 2012
_…ـ-* إصلاح ذات البين*-ـ…_
ندب الشارع المقدس إلى بعض الأمور بشدة ومنها إصلاح ذات البين وذلك لأن المتخاصِمَين يصعب عليهما إصلاح الأمر بنفسيهما .
لاحتياج الأمر إلى ( نكران ) للذات - منهما أو من أحدهما - قد لا يوفق له عامة الخلق الذين يصعب عليهم نكران الذات وتجاوزها .
ولهذا قد تستمر دوامة الخصومة تلف المتخاصمين إلى آخر الحياة بما فيها من ارتكاب للمعاصي العظام :
كالغيبة ، والنميمة ، والقذف ، والقتل وغير ذلك وتعظم المصيبة عندما يجمعهما رحم قريب .
فالمصلح ( يخلّص ) المتخاصمين من هذه المهالك الكبرى ، بيسير من القول أو الفعل قد ( يمتد ) أثره إلى أجيال المتخاصمين
حميد
عاشق العراق
24 - 11 - 2012
_…ـ-* التعصب للحق*-ـ…_
قد يكون المتعصب للحق مذموما على تعصبه فيما لو اقترن بالجهل لأن المتعصب الجاهل قد يخطئ سلوك السبيل الشرعي في الترويج لحقه .
وبالتالي قد يسيء للفكرة نفسها بدلا من ترويجها ولكنه يبقى ( ممدوحا ) على شدة ( تعلّقه ) بالحق الذي أصابه في أصله وإن أخطأ في تعصبه .
ومن هنا لزم تنبيهه ليعمل على وفق الحق الذي آمن به وتعصّب له .
وقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال :
( فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه )
حميد
عاشق العراق
24 - 11 - 2012
_…ـ-* الإثنينية في التعامل *-ـ…_
إن من الممكن لمن يعيش أجواء متوترة - في المنـزل أو العمل - أن يعيش حالة من الإثنينية النافعة ، بمعنى مواجهة الأزمات بشخصه ( الظاهر ) للناس وهو الذي يعيش على الأرض بهمومها ومشاكلها .
وهذا الشخص الظاهر للعيان هو الذي قد يهان أو يعاقب إلا أن هناك شخصية أخرى لاتطالها يد البشر أبدا وهي شخصيته ( الروحية )
لأنها ليست من عالم المادة لتخضع للتهديد أو العقاب ، فالأمر كما وصفه أمير المؤمنين بقوله :
{ صحبوا الدنيا بأبدان ، أرواحها معلقة بالمحل الأعلى } .
وعليه فليس العبد ملزماً بأن يواجه الآخرين بهذه الشخصية وينـزّلها من عالمها الآمن ، ليكّدر صفوها بكدر أهل الدنيا .
فالإيذاء القولي والفعلي إنما هو متوجه لذلك الوجود المادي لا لهذه ( اللطيفة ) الربانية .
والذي يواجه الأزمات الأرضية هو ( شخصـه ) لا شخصيته
إلا إذا تعمد هو بسوء اختياره في زجّها فيما لا يحمد عقباه
حميد
عاشق العراق
24 - 11 - 2012
_…ـ-* هداية السبل بالمجاهدة *-ـ…_
قد ذكر القرآن بصريح القول أن هداية السبل مترتبة على الجهاد في الله تعالى فالذي لا يعيش في حياته شيئا من المجاهدة :
في نفسه أو ماله أو بدنه كيف يتوقع الاهتداء إلى تلك السبل الخاصة ؟ ! ومن هنا قد يعوّض الحق تقاعس عبده في المجاهدة وذلك بتعريضه لأنواع البلاء
رأفة به ولرفع آثار قعوده عن الجهاد المتمثل بحجبه عن السبل . ولو ( كلّف ) نفسه شيئا من المجاهدة ( لاندفع ) عنه بعض البلاء .
وبذلك يكون - بتثاقله إلى الأرض - قد خسر ( العافية ) و ( بركات ) المجاهدة المباشرة التي قد لا يعوّضها البلاء تماما .
حميد
عاشق العراق
25 - 11 - 2012
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 0 والزوار 30) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |