![]() |
|
عدم الانشغال بالأسباب
إن التوجه إلى المخلوقين - بجعلهم سببا لتحقق الخيرات - من دون الالتفات إلى ( مسبِّبية ) المولى للأسباب لمن موجبات ( احتجاب ) الحق تعالى عن العبد
إذ أن الخير بيده يصيب به من يشاء من عباده بسبب من يشاء وبما يشاء وكيفما يشاء .
وعليه فإن كل ( جهة ) يتوجه إليها العبد بما يذهله عن الله تعالى لهي ( صنم ) يعبد من دونه وإن كان ذلك التوجه المذموم مقدمة لعمل صالح .
ولـهذا قبّح القرآن الكريم عمل المشركين وإن ادعوا هدفا راجحا :
{ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }
فدعوى الزلفى لديه من غير السبيل الذي أمر به الحق تعالى لهي دعوى باطلة من أيّ كان مشركاً كان فاعله أو موحداً .
وقد يكون سعي العبد الغافل عن هذه الحقيقة - حتى في سبيل الخير - موجبا للغفلة عن الحق المتعال .
و علامة ذلك وقوع صاحبه فيما لا يرضى منه الحق أثناء سعيه في سبيل الخير والذي يفترض فيه أن يكون مقربا إلى المولى جل ذكره .
حميد
عاشق االعراق
15 - 6 - 2012
الجمعة 26 رجب 1433هج
الجن والشياطين
اعتاد البعض على الخوف من قضايا الجن وإيذائهم لبني آدم مع ما ينسجونه في هذا المجال من أنواع الخيال والأساطير .
والأجدر بهم أن ينتابهم الخوف من حقيقة أشد ملامسة لواقع البشر وأخطر على مسيرته وهي قضية إبليس .
فانه قد أقسم على إغواء البشر بشتى صنوفه لا يستثنى منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين .
وهذا الخوف من الخوف ( المحمود ) بخلاف الخوف الأول لما يستلزمه من الحذر لئلا يقع في حباله .
والمشكلة في هذا العدو أنه لا يترك الإنسان حتى لو تركه وكف عن عداوته بل يزداد ( التصاقا ) بالعبد كلما ( أهمله ) أو داهنه .
حميد
عاشق االعراق
15 - 6 - 2012
الجمعة 26 رجب 1433هج
برد الرضا
قد لا يستوعب البعض حقيقة أن للرضا الإلهي برداً ( يحسه ) القلب النابض بالحياة الروحية مع أن العباد يعيشون هذه الحقيقة بالنسبة إلى بعضهم البعض .
فللرضا بين الزوج والزوجة والأب وولده والصديق وصديقه والراعي ورعيته ( بـرد ) يحسه كل طرف وخاصة بعد خصومة تلتها ألفة وهذا الإحساس وجداني لا يختص بفرد دون آخر .
ويصل الأمر مداه حتى ينعكس آثار برد الرضا على البدن من الإحساس ( بالسّكون ) تارة و( بالقشعريرة ) تارة أخرى .
فكيف يستشعر الإنسان هذا الشعور تجاه من هو فـانٍ ولاقيمة لبرد رضاه ولا يستشعره مع الحـي القيوم الذي بيده ملكوت كل شئ ؟!.
حميد
عاشق االعراق
16 - 6 - 2012
السبت 27 رجب 1433هج
الذكر اليونسي
إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً يأنس به في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس .
فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره .
ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء وهو يونس ( عليه السلام ) بقوله :
{ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } .
فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) و( التنـزيه ) و( الاعتراف ) بالخطيئة والملفت في هذه الآية أن الحق وعد بهذا النداء الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا وهو ما يقتضيه التعبير بكلمة ( وكذلك ) .
والمقدار المتيقن من الأثر إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس ( عليه السلام ) من الانقطاع والالتجاء الصادق لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت .
حميد
عاشق االعراق
16 - 6 - 2012
السبت 27 رجب 1433هج
إصلاح ذات البين
ندب الشارع المقدس إلى بعض الأمور بشدة ومنها إصلاح ذات البين وذلك لأن المتخاصِمَين يصعب عليهما إصلاح الأمر بنفسهما .
لاحتياج الأمر إلى ( نكران ) للذات - منهما أو من أحدهما - قد لا يوفق له عامة الخلق الذين يصعب عليهم نكران الذات وتجاوزها .
ولهذا قد تستمر دوامة الخصومة تلف المتخاصمين إلى آخر الحياة بما فيها من ارتكاب للمعاصي العظام :
كالغيبة ، والنميمة ، والقذف ، والقتل وغير ذلك
وتعظم المصيبة عندما يجمعهما رحم قريب .
فالمصلح ( يخلّص ) المتخاصمين من هذه المهالك الكبرى ،
بيسير من القول أو الفعل قد ( يمتد ) أثره إلى أجيال المتخاصمين
حميد
عاشق االعراق
25 - 6 - 2012
الاثنين 6 شعبان 1433هج
التعصب للحق
قد يكون المتعصب للحق مذموما على تعصبه فيما لو اقترن بالجهل لأن المتعصب الجاهل قد يخطئ سلوك السبيل الشرعي في الترويج لحقه .
وبالتالي قد يسيء للفكرة نفسها بدلا من ترويجها ولكنه يبقى ( ممدوحا ) على شدة ( تعلّقه ) بالحق الذي أصابه في أصله وإن أخطأ في تعصبه .
ومن هنا لزم تنبيهه ليعمل على وفق الحق الذي آمن به وتعصّب له .
وقد روي عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) أنه قال :
( فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه )
حميد
عاشق االعراق
25 - 6 - 2012
الاثنين 6 شعبان 1433هج
الإثنينية في التعامل
إن من الممكن لمن يعيش أجواء متوترة - في المنـزل أو العمل - أن يعيش حالة من الإثنينية النافعة ، بمعنى مواجهة الأزمات بشخصه ( الظاهر ) للناس وهو الذي يعيش على الأرض بهمومها ومشاكلها .
وهذا الشخص الظاهر للعيان هو الذي قد يهان أو يعاقب إلا أن هناك شخصية أخرى لاتطالها يد البشر أبدا وهي شخصيته ( الروحية )
لأنها ليست من عالم المادة لتخضع للتهديد أو العقاب ، فالأمر كما وصفه أمير المؤمنين بقوله :
{ صحبوا الدنيا بأبدان ، أرواحها معلقة بالمحل الأعلى } .
وعليه فليس العبد ملزماً بأن يواجه الآخرين بهذه الشخصية وينـزّلها من عالمها الآمن ، ليكّدر صفوها بكدر أهل الدنيا .
فالإيذاء القولي والفعلي إنما هو متوجه لذلك الوجود المادي لا لهذه ( اللطيفة ) الربانية .
والذي يواجه الأزمات الأرضية هو ( شخصـه ) لا شخصيته
إلا إذا تعمد هو بسوء اختياره في زجّها فيما لا يحمد عقباه .
حميد
عاشق االعراق
27 - 6 - 2012
الأربعاء 8 شعبان 1433هج
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 0 والزوار 24) | |
|
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ومضة | عبدالحليم الطيطي | المقهى | 0 | 12-14-2021 05:04 PM |
ومضة | عبدالرحمن محمد احمد | منبر الشعر العمودي | 6 | 08-02-2021 08:30 PM |
ومضة عابرة | صفاء الأحمد | منبر البوح الهادئ | 2 | 02-06-2017 12:03 AM |
مليحة.. (ومضة) | ريما ريماوي | منبر القصص والروايات والمسرح . | 2 | 02-24-2015 10:48 AM |
ومضة | خا لد عبد اللطيف | منبر القصص والروايات والمسرح . | 4 | 01-08-2011 05:55 PM |