منبر البوح الهادئلما تبوح به النفس من مكنونات مشاعرها.
أهلا وسهلا بك إلى منتديات منابر ثقافية.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
رسائلُ حُبٍّ خططتُها بحروفِ الوجدِ، ولكنّني خبّأتُها في جيوبِ الصّمتِ.. ابتساماتٌ كتمتُها خلفَ ستائرِ الخجلِ، ودموعٌ حبستُها كي لا يرحمَني أحدٌ!
أحببتُ أناسًا في صمتِي، فغادروني في ضجيجِ الوداعِ.. واكتشفتُ حقيقةً مرّةً: كلُّ تحوُّلٍ في حياتي كان يُسبقُه فراقٌ.. فراقٌ لصورةٍ قديمةٍ، أو لظنٍّ زائفٍ، أو لحلمٍ ميّتٍ ظللتُ أسحبهُ كجرحٍ لا يندملُ!
ظننتُ أنّ الزّمنَ هو من غيّرني.. ولكنّ الحقيقةَ كانت أقوى: الذّكرياتُ كانت تضغطُ عليَّ كالرّيحِ العاتيةِ، تدفعُني لأن أخلعَ عنّي قشورَ الماضي، وأرتدي جلودًا جديدةً تُشبهُني!
الذّكرياتُ ليست فقط ما نحملهُ في العقلِ.. بل أيضًا ما نخجلُ من حملهِ في القلبِ!
ذلكَ اليومُ الذي خذلتُ فيهَ صديقًا بِجُبنِي..
تلكَ اللّحظةُ التي تظاهرتُ فيها بالقوّةِ وأنا أتهاوى تحتَ وطأةِ الضّعفِ..
كلمةٌ جارحةٌ ألقيتُها على أمّي ثمّ ندمتُ كأنّني ألقيتُ حجرًا على مرآةٍ!
أصدقاءُ تركتُهم ظنًّا منّي أنّني سأجدُ نفسي في مكانٍ آخرَ..
كلُّ ذلكَ يعودُ الآنَ.. لا لِيُؤلِمَني، بل لِيُعلّمَني!
التحوُّلُ الحقيقيُّ بدأ حينَ توقّفتُ عن الهربِ من ذاكرتي..
حينَ فتحتُ صندوقَ الماضي، لا لأبكي عليهِ، بل لأقرأهُ ككتابٍ مقدّسٍ!
وحينَ قلتُ لنفسي:
"نعم، هذا ما كنتُ عليهِ.. وهذا ما صرتُ إليهِ..
وبينَ الاثنينِ.. طريقٌ طويلٌ مِنَ الخيباتِ، والدّروسِ، والانكساراتِ، والانتصاراتِ!"
نعم.. ما زالتْ هناكَ أيّامٌ لا أفهمُها.. وقراراتٌ أندمُ عليها.. وأشخاصٌ أشتاقُ إليهم..
لكنّي الآنَ أعرفُ..
أنّ الذّكرى ليستْ سجنًا، بل جسرٌ..
وأنّ التّحوّلَ ليسَ أن تصبحَ شخصًا آخرَ، بل أن تعودَ إلى نفسِك الحقيقيّةِ بعدَ أنْ تُجرّدَكَ الحياةُ من الأقنعةِ!
وهذا ما أفعلهُ كلَّ يومٍ.. أتذكّرُ لأتغيّرَ.. أتغيّرُ لأتّزنَ..
وأمضي.. لا مَلَكًا ولا شيطانًا.. بل إنسانًا يحملُ تناقضاتِهِ بِصدقٍ!
اليومَ، وأنا أنظرُ إلى الماضي، أعرفُ أنّ الرّحلةَ لم تنتهِ..
فما زلتُ أتعلّمُ، وأكتشفُ، وأسقطُ، وأنهضُ..
الماضي ليسَ مجرّدَ ذكرياتٍ.. بل هو دمٌ يسري في عروقِ حاضري، ونورٌ يُضيءُ دربي إلى مستقبلي..
فيا أيّها الماضي.. أنت لستَ عدوًّا.. بل أنتَ المُعلّمُ الذي لا يتعبُ، والدّليلُ الذي لا يضلّ!
إلى كل المارين هنا...
هنا سؤال يبحث عن إجابة يكون لنا فيها مدخل، لنغوص في عمق القضية لنستخلص علة معاناتنا في هذه الدنيا؛
هذه الدنيا... هل نحن فيها مُسيرون أم مُخيرون؟
بحسباني من المارين هنا .. والموجَّه إليهم النداء؛
ألتزمُ التزامًا أدبيًّا بالمشاركة والرد، ولأنه موضوع يروقني
الإدلاء فيه، بدلوي الصغير
أتمنى أن يكون الوقتُ صديقي
وأن أعود إلى هذه الواحة الأدبية الحواء
تحياتي
لشاعر يجوب بنا الآفاق على بساطٍ من سحر شاعريته:
جراحًا ونزفًا وضِماداتٍ ناصعة الصدق، تسعى نحو الالتئام
وقبل المغادرة أقول: كلنا في رحلة الحياة: نتألم لنتعلم
واللام هنا هي لامُ العاقبة؛ وليست لام التعليل
فلستَ وحدكَ شاعرنا المبدع
وابقَ بخير عميم