احصائيات

الردود
0

المشاهدات
6
 
كوكب العلي
من آل منابر ثقافية

كوكب العلي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
45

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Aug 2021

الاقامة

رقم العضوية
16817
يوم أمس, 11:27 PM
المشاركة 1
يوم أمس, 11:27 PM
المشاركة 1
افتراضي يـقيــن

قال لها بعد أن قرّر الرحيل:
أنتِ وحدكِ الآن،
كغصنٍ نسيته الشجرة،
وكاسمٍ سقط من فم الدعاء.

الأرض لا تنتبه لخطوكِ،
والريحُ تعبث بكِ
كأنكِ لا وزن لكِ في الوجود.

لا أحد ينتظركِ،
ولا أحد يفتقدكِ،
حتى الوجوه التي كانت مأوى
أغلقت نوافذها في وجهكِ
ومضت.

ابتسمتْ…
لا سخرية،
بل رحمةً به.

قالت له بصوتٍ مطمئن:
أتعرف ما الذي لا تراه؟
أنتَ تنظر إلى الفراغ،
وأنا أرى الامتلاء.
أنتَ تحصي الغياب،
وأنا أُحصي حضورًا
لا يُقاس بعدد،
ولا يهدّده رحيل.

أنا لستُ في العراء،
أنا في كنفٍ لا يُرى،
في ظلٍّ
لا تصنعه الجدران،
ولا تهدمه العواصف.

حين تساقطوا واحدًا واحدًا
لم أسقط،
كنتُ أُنزَعُ منهم
كما تُنزَع الشوائب،
لأُعادَ إليه
خفيفة،
واضحة،
بلا تعلّقٍ
يُثقِل القلب.

معي الذي
إذا ضاق صدري وسّعه،
لا بتبدّل الأيام،
بل بانشراحٍ
ينبع من داخلي.
وإذا تكسّر قلبي
جمعه
دون أن يترك فيه
أثر الانكسار.

معي الذي
علّمني أن الخسارات
ليست دائمًا فقدًا،
وأن بعض الأبواب
تُغلق
لأني لم أعد بحاجة
إلى ما خلفها.

معي الذي
يملأ فراغ روحي
لا بالأشخاص،
ولا بالضجيج،
بل بالطمأنينة
التي لا تزول
إذا تغيّرت الوجوه.

كيف أُسمّى وحيدة
وهو أقرب إليّ
من حبل الوريد؟
كيف يُخيفني الغياب
ومن معي
لا يغيب؟

إن غابوا
فذلك لأنهم كانوا ظلًّا
يتبدّد مع تغيّر الضوء،
أمّا هو
فنور
لا يعرف الغياب
ولا يحتاج دليل.

أنا لم أفقد العالم،
العالم هو الذي
لم يكن يتّسع
لمن وجدت الله،
ولا يحتمل
من لم يعد يُدار بالخوف
ولا يُمسَك بالخذلان.

من وجد الله
سقطت عنه حاجة التبرير،
وسكتت أسئلته أمام الناس،
وثبتت خطوته
ولو سار وحده.

لا عاد يطلب فهمًا،
ولا ينتظر اعترافًا،
ولا يُمسَك بيده أحد.

من وجد الله
وقف في موضعه الحق،
لا ترفعه يد،
ولا تُسقطه خيبة.




مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.