ستورك..
“ لا يمكنك تغيير القوانين قبل تغيير الطبيعه البشريه أولا.”
_ الممرضه جريتا
“ لا يمكنك تغيير الطبيعه البشريه قبل تغيير القانون أولا.”
_ الممرضه يوفون
9- أم
الأم فى التاسعة عشرة.. لكنها لا تشعر أنها بهذا الكِبر !
لا تشعر بازدياد حكمتها !, لا تستطيع التعامل مع هذا الموقف أفضل من طفله
صغيره..
متى .. تتسائل .. توقف عن كونها طفله ؟!
القانون يقول أنه عندما أتممت الثامنة عشرة... لكن القانون لا يعرفها.
مازالت مُتألمه من آلام الولاده.. تمسك برضيعها بين ذراعيها و تقربه إليها.
الوقت بعد الفجر .. فى الصباح البارد .تتحرك بين الأزقه الخلفيه.. لا يوجد أى شخص فى الأنحاء..
صناديق النفايات تُلقى بظلالها الزاويه على الأرض,زجاجات مكسوره فى كل مكان, تعلم أن هذا هو الوقت المثالى من اليوم لفعل هذا,يوجد فرصه أقل لوجود حيوانات القيوط و الحيوانات التى تعيث بالقمامه.
لا تستطيع تحمل فكره أن يعانى الطفل ... دون جدوى.
حاويه نفايات خضراء كبيره تلوح فى الأفق أمامها,موضوعه بالتواء على رصيف الزقاق الغير مستوى ..
تحمل الطفل بشده.. كما لو أن الحاويه ستنموا لها أيادى و ستسحب الطفل
فى أعماقها القذره ...تتحرك بينما تتجنبها خوفا .. و تُكمل طريقها فى الزقاق..
كان يوجد وقت ... بعد تمرير قانون الحياه ...حينما كانت الحاويات كتلك مغريه للفتيات أمثالها,فتيات بائسات, سيتركوا رُضع غير مرغوب فيهم فى القمامه ..!
لقد انتشر الأمر حينها بصوره كبيره ... حتى لم يعد حدث جدير بالذكر فى
الصحف..
لقد أصبح فقط .. جزءا من الحياة.
طريف ,قانون الحياه كان من المفترض أن يحمى قداسه الحياة.عوضا عن ذلك ..جعل الحياه رخيصه.
حمدا لله على مبارده ال(ستورك),ذاك القانون الرائع الذى أعطى للفتيات أمثالها بديل أفضل.
بينما يتحول الفجر لبوادر الصباح .. تترك الأزقه و تدخل أحد الأحياء ..الذى يزداد رُقيه مع كل طريق تعبره !
المنازل كبيره .. و مُرحبه ,هذا هو الحى المناسب لعمليه ال(ستورك)..
تختار المنزل بدهاء ,ليس المنزل الأكبر.. و لا هو الأصغر أيضا, مدخله من الشارع قصير جداا.. لذا يمكنها الهرب بسرعه ,و مكسو بأشجار كثيفه .. لذا لن يراها أحد من الداخل ولا فى الخارج حينما تترك الرضيع ..
تقترب من الباب ,الأضواء مازالت مطفأه فى المنزل.. جيد.
يوجد سياره فى الممر.. تأمل أن يؤكد هذا أنهم بالمنزل .
تصعد سلالم الشرفه بحذر شديد.. حريصه ألا تصدر صوتا..ثم تنخفض على ركبتيها .. واضعه الرضيع النائم على دواسه الأقدام ..!
الرضيع ملفوف ببطانيتين, و طاقيه من الصوف تغطى رأسه ,تُعدل البطانيات و تجعلها مشدوده ...هذا هو الشئ الوحيد الذى تعلمت فعله,كأُم.
تفكر فى ان تضغط على الجرس و تجرى, ثم تُدرك أنها ليست فكره جيده ..فلو أمسكها أحد .. فهى مُجبره على الاحتفاظ بالطفل. فهذا أيضا جزء من مبادره ال(ستورك)...لكن حينما يفتحوا الباب و لا يجدوا سوى الطفل.. ففى نظر القانون ..انه (مِلك لمن وجده) ,سواء أرادوه أم لا .. فالطفل, قانونيا ملكهم.
منذ اللحظه التى علمت أنها حامل فيها .. علمت على الفور أن الأمر سينتهى
هكذا..مع أنها آملت ... حين تراها أخيرا ... لا حول لها ولا قوه .. قد تغير رأيها.
لكن.. من كانت تُمازح؟! بدون المهاره ولا الرغبه فى أن تكون أم فى هذا الوقت من حياتها.. ! ال (ستورك) كان خيارها الأفضل...
تجد أنها قد تباطئت أكثر من اللازم..الآن يوجد ضوء فى الدور العلوى,لذا .. تجبر نفسها على النظر بعيدا عن الرضيعه النائمه..
و ترحل..
تجد قوه فجائيه تحل بها , بعد زوال العبء عنها,الآن لديها فرصه ثانيه فى الحياه .. و تلك المره ,هى متأكده من أنها ستكون أذكى.!
بينما تُسرع نحو الطريق..تُفكر كيف أنه من الرائع أن تحظى بفرصه ثانيه,
أن تتخلص من مسئولياتها بتلك السهوله. 
 
10- ريسا
على بُعد عده شوارع من الطفل ال(ستورك).. على حافه غابه كثيفه ,تقف ريسا فى مدخل أحد المنازل و ترن الجرس,و تفتح الباب امرأه فى بُرنُس الحمام !
تبتسم ريسا للمرأه ابتسامه عريضه :“مرحبا.. اسمى ديدى.. و أنا أجمع الملابس و الطعام لمدرستنا..نحن .. ك.. نعطيهم للمشردين.. و الأمر كمسابقه .. أيا من يُجمع أكثر .. يكسب رحله لفلوريدا أو شئ ما,لذا سيكون رائعا حقا حقا لو قمتى بمساعدتنا ...”
المرأه الناعسه تحاول أن توقظ عقلها ليواكب دعوه ديدى لمساعده المشردين,لا تستطيع المرأه تجميع أى كلمه مما قالته .. لأن ديدى تتكلم بسرعه فائقه ..! لو امتلكت ريسا علكه , لنفخت بها فقاعه فى منتصف كلامها لإضافه بعض الأصاله للشخصيه.
“ أرجوكى..أرجوكى..يا جميله.. أرجوكى.. الأمر هو .. أننى فى مكان آخر الآن ...!” وتتنهد المرأه, مستسلمه لحقيقه أن ديدى .. لن تذهب خاويه اليدين.
و أحيانا أفضل طريقه للتعامل مع الفتيات كتلك .. هو فقط بإعطائهم شيئا..!
“سأعود حالا..”, تقول المرأه.
بعد ثلاث دقائق .. تمشى ريسا من المنزل بحقيبه مليئه بالملابس و الأطعمه
المعلبه.
“ كان هذا رائعا ..!” يقول كونر ... الذى كان يشاهد الأمر مع ليف من حافه
الغابه.
“ماذا أقول..؟ فأنا فنانه ..!” تقول ريسا ..,” إنه كالعزف على البيانو .. عليك أن تعرف أى المفاتيح تضرب ..”
يبتسم كونر ..:”أنت على حق.. هذا أفضل من السرقه بكثير."
“فى الواقع,” يقول ليف.., “الخداع .. هو سرقه ..!”
ريسا تشعر بالضيق و عدم الارتياح لهذا الرأى,لكن تحاول ألا تظهر ذلك..
“ربما هو كذلك..” يقول كونر, “ لكنها سرقه بأناقه ."
انتهت الغابه ببدايه مساكن متصله, المروج المشذبه تحولت للون الأصفر كذلك أوراق الشجر..لقد أخذ الخريف زمام الأجواء بوضوح.
المنازل هنا تكاد تكون متطابقه, لكن ليس تماما, مليئه بناس تكاد تكون متطابقه, لكن ليس تماما.
انه عالم تعرفه ريسا فقط خلال المجلات و التلفاز..بالنسبه لها, فالضواحى هى مملكه ساحره, ربما لذلك السبب كانت هى من امتلك الشجاعه للتوجه للمنزل و الإدعاء أنها ديدى ,لقد جذبها الحى كرائحه الخبز الطازج الذى يُخبز فى أفران منزل ولايه أوهيو الثالث و العشرين..!
أعمق فى الغابه, حيث لا يمكن رؤيتهم من نوافذ أحد المنازل.. بدأو فى تفقد
حقيبه بضائعهم.. كما لو كانت مليئه بحلوى الهالويين.
يوجد بنطال و قميص أزرق يلائما كونر , و معطف يلائم ليف ,لا يوجد ملابس لريسا... لكن لا بأس ..! يمكنها أن تدعى أنها ديدى مجددا فى منزل آخر ..
“مازلت لا أعرف ما الفرق الذى سيصنعه تغير ملابسنا؟”يسأل كونر,
“ألا تشاهد التلفاز؟” تقول له ريسا.. فى برامج الشرطه, دائما يصفوا مرتكبى الجرائم و ما يلبسونه فى نشره الإيه بى بى*”,
“نحن لسنا مجرمون”, يقول كونر.. “نحن آوول.!”
“نحن مجرمون..” يقول ليف..,”لان ما تفعلونه .. أعنى, ما نفعله .. هو جريمه فدراليه* !”
“ماذا؟.. سرقه الملابس؟” يسأله كونر.
“ لا, سرقه أنفسنا .. ما أن تم توقيع أمر التفكيك, جميعنا أصبحنا ملكيه حكوميه... فكوننا آوول يجعلنا مجرمون فدراليون”.
لا يلائم هذا الكلام ريسا ,و لا كونر لنفس السبب. لكن كلاهما يغضا الطرف عنه ..!
تلك الرحله داخل منطقه مأهوله بالسكان, خطيره .. لكنها ضروريه. ربما بانقضاء النهار يمكنهم إيجاد مكتبه حيث يستطيعو تحميل بعض الخرائط .. ويجدوا لأنفسهم منطقه بريه كبيره بما يكفى ليتيهو فيها للأبد.
يوجد إشاعات عن وجود مجتمعات خفيه من الآوول, لربما يجدو إحداها.
بينما يتحركو بحذر فى الحى, تقترب منهم امرأه, فقط فتاة.. ربما فى التاسعه
عشر أو العشرون من عمرها,تسير بسرعه, لكن بطريقه غريبه.. كأنها مصابه أو تتعافى من واحده ..!
ريسا متأكده أنها ستراهم و ستتعرف عليهم..
لكن الفتاه تمر بجانبهم دون حتى أن تنظر إليهم.. و تهرع نحو الناصيه .. 
11- كونر
مكشوفون . ضعفاء ... يتمنى كونر لو كان بإمكانهم البقاء فى الغابه,لكن يوجد فقط عدد محدود من الجوز و التوت يمكنه أكلهم ..سيجدوا الطعام فى المدينه, الطعام و المعلومات.
“هذا هو أفضل وقت حتى نمر دون ملاحظتنا..”يخبر كونر الآخرون..” الجميع مستعجلون فى الصباح.. متأخرون عن العمل .. أو أيا ما كان..”
يجد كونر صحيفه فى الشجيرات, وقعت خطأ من فتى التوصيل,
“انظرا لذلك..!” يقول ليف, “صحيفه, يا له من شئ رجعى..!”..” هل تتحدث عنا؟” يسأله ليف... يقول هذا كأنه شئ جيد..
ثلاثتهم تصفحو الصفحه الرئيسيه..(الحرب فى استراليا, ساسه الملك), نفس الأشياء القديمه..
يقلب كونر الصفحه بطريقه خرقاء.. فصفحاتها كبيره و غير مريحه.. يسهل
تقطعهم و يتأثرو بالهواء كالطائره الورقيه ,مما يصعب عمليه القراءه. لا ذكر لهم فى الصفحه الثانيه, ولا الثالثه.
“ربما هى صحيفه قديمه..” تقترح ريسا ..
يتفقد كونر التاريخ أعلى الصفحه.. “لا, انه اليوم”.. يقاتل ضد الهواء ليقلب الصفحه ..” آه, ها هى”
عنوان الخبر يقول ..(حادثه على الطريق السريع ), إنه مقال صغير جدا.. حادثه سياره صباحيه .. الخ ,الخ ,الخ..المرور تشابك لساعات .. الخ,الخ,الخ..
ذكر المقال سائق الحافله الميت.. و حقيقه أن الطريق أُغلق لثلاث ساعات..
لكن, لا شئ عنهم..!
يقرأ كونر السطر الأخير فى المقال بصوت عالٍ..” من المعتقد أن نشاط
الشرطه فى المنطقه قد شتت السائقين, مما أدى للحادثه.”
جميعهم مصعوقون.. بالنسبه لكونر, فيوجد شعور بالارتياح .. شعور بانه نجى من شئ هائل..
“لا يمكن أن يكون هذا صحيح..” يقول ليف..” لقد تم اختطافى .. أو ,, أوه... على الأقل هم يعتقدو كذلك.. يجب أن يكون هذا فى الأخبار..!”
“ليف محق” تقول ريسا..,” دائما يوجد حوادث متعلقه بالمتفككين فى الأخبار..
إن لم نُذكر, فيوجد سبب لذلك..”
لا يصدق كونر أنهم ينظران لفم الحصان المهدى لهم *,و تكلم ببطء كما لو أنهم أغبياء :” لا يوجد تقرير عنا, يعنى لا يوجد صور, هذا يعنى أن الناس لن يتعرفو علينا.. لا أرى كيف يمكن أن يكون هذا مشكله؟ “
ريسا تطوى ذراعها..: “لماذا لا يوجد صور؟”
“لا أعلم , ربما الشرطه تُخفى الأمر لأنهم لا يريدوا أن يعلم الناس أنهم أخفقوا..!”
تهز ريسا رأسها:” لا يبدو الأمر صائبا...”
“ من يهتم كيف يبدو الأمر؟؟!”
“اخفض صوتك..!” تقول ريسا بهمسه غاضبه ..
يعانى كونر لابقاء اعصابه تحت السيطره ..لا يقول شيئا, خوفا من أنه سيبدأ
بالصياح مجددا و سيلفت الأنظار لهم .
هو يرى أن ريسا متحيرة بخصوص الموقف, و ليف ينظر ذهابا و ايابا لهم.. (ريسا ليست غبية), هكذ يفكر كونر..(ستدرك أن هذا شئ جيد, و انها قلقه دون
سبب), لكن , تقاطع تفكيره و تقول:” لو لسنا فى الأخبار, اذا من سيعلم أننا أحياء أم أموات؟.. أترى, لو الأمر منتشر فى الأخبار أنهم يتعقبوننا, اذا حين يعثروا علينا يجب عليهم القبض علينا بالمخدر و أخذنا ليتم حصادنا , صحيح ؟”
لا يعلم كونر لماذا تقر الحقائق الواضحه ..” اذا, ماذا تعنين؟”
“ماذا لو ... هم لا يريدو أخذنا لنتفكك.. ماذا لو ,يريدونا أموات ؟”
يفتح كونر فمه ليقول لها كيف أن هذا الأمر غبى !, لكن .. يوقف نفسه .. لأن ما قالته ليس غبيا على الإطلاق..
________________________________
APB:all points bulletin
نشرة المواصفات, هى رساله عبر الراديو لجميع رجال الشرطه تحمل مواصفات المجرمين او العربات المسروقه
جريمه فدراليه : جريمه تقع تحت طائله الاتحاد الفدرالى, هو نظام حكومى فيه الولايات يكونو وحده متكامله مع بقاء كل ولايه مستقله بذاتها فى الشئون الداخليه.
ينظر لفم الحصان الهديه : تعبير بمعنى أن تكون غير شاكر للهديه التى حصلت عليها, او بمعنى ألا ترفض شئ جيد حدث لك, حيث تنظر لشئ واحد و تتجاهل بقيه الميزات.