منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر سِحْـر المنابــر (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=65)
-   -   ** قائمة بالنصوص من منبر الشعر الفصيح.. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=3877)

خالدة بنت أحمد باجنيد 03-01-2011 06:31 PM

** قائمة بالنصوص من منبر الشعر الفصيح..
 
طلبت منّي العزيزة سحر مجموعة نصوص من منبر النصوص المميّزة ومنبر الشعر الفصيح، وهذه قائمة منتقاة راعيت فيها تنوّع الأسماء، وإن كان ذلك مدعاة لإغفال عدد من النصوص الرائعة..

وبعدما أرسلتها برسالة خاصّة للمتألقة/ سحر الناجي لتتطّلع عليها أولاً، أدرجها ههنا:


قسم الطين - عبد العليم زيدان:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?1482

وطني - سعيد العواجي:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?1623

حمامة الأمس - صلاح داود:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?600

وقالها: أو تذكرين - مقبولة عبد الحليم:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?953

مجرّد سؤال - د. طاهر عبد المجيد:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?986

بصمودهم نفضوا غبار المرحلة - أشرف حشيش:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?3665

على أنغام أغنية - حكمت خولي:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?3568

انعدام الرؤية - علي الحزيزي:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?3374

آمنتُ أنّ الشعر أنت - داليا الشريف:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?3523

صديقي المغنّي - إسماعيل خلف:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?2739

لم يخلق مثلها في البلاد - عمر أبو غريبة:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?2739

يا طيّبا- صبحي ياسين:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?1897

يا سيّد النجباء - معتز أبو شقير:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?1652

بكارة النسيان - حامد أبو طلعة:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?1596

إلى روح درويش.. أمطر قليلا - مجد أبو شاويش:
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?281

تحيتي للجميع..
.
.
.
خالدة..

عبدالرحمن آل ماضي 03-01-2011 11:17 PM


مع تحياتي أستاذه خالده باجنيد المحترمه

بعيداً عن أي غرض يخصني إذ أعفي الاخت الاعلاميه
سحر من ذلك !
بأي حق تغُفل عدد من النصوص الأدبيه للأخوه الشعراء
المتميزين من القائمه ؟ أو ليس من العدل أن تُختار لجنه
من ثلاثه أدباء كبار معك أيتها الفاضله فيختار كل منهم
مجموعه تضم أكثر من قائمتك المفضله المعلنه ؟
سؤال فقط لأصحاب الرأي والبصيره !

المخلص / أبو تركي

سحر الناجي 03-02-2011 08:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن آل ماضي (المشاركة 63716)
مع تحياتي أستاذه خالده باجنيد المحترمه

بعيداً عن أي غرض يخصني إذ أعفي الاخت الاعلاميه
سحر من ذلك !
بأي حق تغُفل عدد من النصوص الأدبيه للأخوه الشعراء
المتميزين من القائمه ؟ أو ليس من العدل أن تُختار لجنه
من ثلاثه أدباء كبار معك أيتها الفاضله فيختار كل منهم
مجموعه تضم أكثر من قائمتك المفضله المعلنه ؟
سؤال فقط لأصحاب الرأي والبصيره !

المخلص / أبو تركي

فاضلي الجليل .. وشاعرنا الرائع عبد الرحم آل ماضي ..
لم يتم سيدي إغفال أحد ألبتة , كل ما في الأمر أننا نمر في مرحلة انتقاء مبدئية ..
وقد قامت العزيزة خالدة مشكورة بوضع النصوص الأولية فقط ..
وبالنسبة لأعضاء اللجنة لم يتهاونوا في مهامهم , غير أن ظروفهم اليومية تؤخرهم قليلا فقط ..
أرجو أن يتسع صدرك لنا قديري , فما زلنا في بداية العمل فقط ..
وأحتاج إلى تعاونكم واقتراحاتكم وتوجيهاتكم ..
وكلي آذان صاغية لما تجود به نصائحكم ..
شكرآ كبيرة لملاحظتك قديري ..
وسلام على روحك ..

ماجد جابر 03-02-2011 08:04 PM

تحيّاتي
أشكركِ على حصافة رأيك ، لافُضّ فوكِ .

سحر الناجي 03-03-2011 10:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 63804)
تحيّاتي
أشكركِ على حصافة رأيك ، لافُضّ فوكِ .

ماجد جابر ..
أهلآ بكَ أخي الكريم في واحة الأدب والأدباء ..
والشكر لك سيدي لعبورك الوامض ..
سلام على روحك

سحر الناجي 03-03-2011 10:20 AM

1 - هروب / وليد بغدادي

( بعد إذن الرائعة القديرة خالدة سيكون هذا الموضوع خاص بنصوص قائمة الشعر الفصيح .. مع أزكى التحايا )

هروب


أصمت ٌ بعدما نطقـت دمائـي
وبعـد ٌ بعدمـا أدمنـت دائـي



وهجرٌ بعدمـا أشعلـت ِ قلبـي
بما لم تستطـع كـلُّ النسـاءِ



إلى أيـن الفـرار وكـلُّ درب
وأنت ِ أمام عينـي أو ورائـي



أأهربُ منك ِ أم تجريـن منـي
وهل يُجدي من الشمس اختفائي



فنحنُ اثنان نحـن إذا افترقنـا
ولكنْ ـواحد ٌ ـ عنـد اللقـاء



ِدعي صمت المخـاوف لليالـي
وطيري من فضـاءات العنـاء



ِوسيري فوق أنظمة التلاشـي
ودوسي قبلها مـدن الهبـاء



ِإلـى أي المآسـي قـد خلقنـا
كأنّـا قـد خلقنـا للبـكـاء



ِأحبـك ِ والليالـي شاهـدات ٌ
وكم ليـل ٍ تقاسمنـي بدائـي



أحبك ِ فوق ما يحويه وصـف
تركت جميع من يهوى ورائـي



وهل يدري بقيس ٍ غيـر ليلـى
إذا ضاقت بأشواقـي سمائـي



ولا أدري ألـيـل ٌ أم نـهـار
تساوى الوقت ُ عندي بالسواء



ِرويدك ِ ما تبقى غيـرُ بـاق
خذي ما شئت ِ منّـي بالهنـاء


وليد البغدادي

********************
وليد البغدادي
هشاشة ألم ما فتأ يتربص بالحنايا وينسج صوت للشوق ..
فقدتُ قطرة من جأشي سيدي وأنا أتراجع خطوة للوراء لما انتابني من دهشة ..
عل ما لمسته هنا بحدقي ليس بندم , وإنما سطوة لذكرى ستأفل بأفول الغدر ..
وعلها بادرة تهمهم بطيف قد يلوح قريبا مع يقظة الشمس ..
جميلة وأكثر هي أبياتك .. وتوعز لي بتكرار الزيارة
شكرآ كبيرة كخفقات قلبك الأبيض

سحر الناجي 03-03-2011 10:27 AM

2 - آمنتُ أنّ الشِّعرَ أنت ! / داليا الشريف


آمنتُ أنّ الشِّعرَ أنت !


كتبتها رداً على قصيدة كتبها لي زوجي الشاعر الجميل ..



هـــذي ذراعـــاي يـاحـبــي أمـدهـمــا
إليـكَ شوقـاً , فحـلّـق يــا مُتـيـم بــي



يا سيّد الشّعر , يامن قـد بُعثـتَ إلـى
قـومـي لتخرجـهـم مــن هـابــط الأدبِ



إنــــــــي لأول حــــــــواء مـــصـــدقـــة
قـد آمـنـتْ أنـكـم للشـعـر خـيـر نـبـي



فاضرب لهم مثـلاً, فـي الشعـر إنهمُ
لـم يؤمنـوا بـكَ , بـل سامـوكَ بالكـذبِ



كـل الأساطيـر قـد قيـلـت هـنـا كـذبـا
ًبـأن شعـركَ لـم ترسلـه فــي طلـبـي



وأنـهـا حُـبــك الـمـزعـوم مـــذ ولـــدتْ
وأنـهـا وحـيـكَ المـرسـول , ياعجـبـي!



كـأنـهـم مــــادرَوا أن الـقـريــض هــنــا
قد كان باسمي صريحـاً دونمـا حُجـب



(وإذ خياليَ في مجنـى الـرؤى شفـة
عجلـى تلامـس عنقـودا مـن العـنـب )



فهل يسـاوون مـن بنـت الرسـول لهـا
أمٌ , بـمــنْ بـاعـهـا رقـــاً أبـــو لــهــب!



وهل يساوون بنـتَ الريـحِ مـن جهلـت
من ذا أباها , فصاحت بالسحاب: أبي!



بـبــنــتِ خــيـــر عــبـــاد الله كــلــهــم
شريـفـةُ الأصل,والأغـصـان و النـسـبِ



لا والـذي مـن خيـار الخلـق أوجـدنـي
لا نستـوي مثـلاً , مهـمـا يُـقـارنُ بــي



أقولـهـا لــكِ هـمـسـاً , لا مـجـاهـرة :
ما الشعر يا أنتِ إن لم يشتمل لقبي!



رتّـل قصائـدَ عشقـي فـي مسامعهـم
إنّـي أعـيـذك مــن بــاغٍ علـيـك غـبـي



كم من مسيلمـةٍ فـي الشعـرِ مدعيـاً
وحيَ النبوة , لم يبرحَ خُطـى الكـذبِ

**************

داليا الشريف ..
ويح القلب يا باهية حين يذرف الشوق حرفا من حدق الإبداع ..
كحبة قمح .. تدحرجت على تربة الوعي وأثمرت سنابل الدهشة فوق رابية الحواس ..
أجمل ما في هذه القوافي هو نبض الوفاء ومساجلة الحنين بين شاعرين زوجين ..
لعل الوقت لم يخنه جحود هذا الزمن بعد .. وقصيدتكِ مثال رائع على ذلك ..
أجل .. كنت هنا ومضيت .. وإذا بي أقبض قبضة من أثر شعرك في ذاكرتي ..
سلام على روحك

سحر الناجي 03-03-2011 10:36 AM

3 - نحن ... وهم ! / عبد الرحمن آل ماضي


نحنُ ...وهم


1- تقولُ لي ابْنتي لما رأتْني
حزيناً ساهماً ماذا دهاكا؟

2- شرود الذهن لا تُصْغي لقول
ولست تُجيب إنْ داع دعا كـا.

3- فقلتُ لها وكيف سلوُ قلبي
وقد نصب العدو لنا شراكا

4- فمن شرق الخليج إلى محيط
جدالٌ بينهم أمسى عراكا.

5- لقد وُضعت لهم في كل أرض
مشاكل لن يروا منها فكاكا

6- فبين مذاهب شتَى تراهم
حيارى بين ذلكم وذاكا

7- مذاهب في السياسة فرقتهم
وما تبدي شعوبهم حراكا

8- وإن دبَ الحراك لأي شعب
سقوْه الويل منهم والهلاكا

9- ألا بؤساً لحكام طغاة
غباؤهمُ يبين لمن تذاكـى

10- أما لهمُ اتعاظ في اتحاد
أوروبي لم يروا فيه انتهـاكا.

11- فما عرفوا الخروج على نظام
وما تهوى شعوبهم احتكاكا

12- ولا عرفو االتشيَع نحو شخص
وقالوا ما لنا ربٌ سواكا!

13- ولا عشقوا ضريحاً قدَسوه
ينُادى أنْ أغثنا من نداكا !

14- ولكن قادة لهمُ عقول
تجنبهم إذا اختلفوا اشتباكا.


15- فيا شعب العروبة من خليج
إلى شط المحيط ألا أراكا !

16- تنام على الخنوع طوال قرْن
مجـاملة بربك ما كفاكا؟

17- ويا وطني ولا أعنيك حصراً
وفي روحي عناءٌ من عناكا

18- تنبه للمخاطر! إنَ فينا
ورب البيت من يهوى أذاكا.

19- فإن لم ينتبهْ عقلاء فينا
لأخطار التآمر من عـداكا

20- ستصبحُ في مهب الريح حتماً
ولن يجْديك ناع إنْ نعاكا

21- فلا فرجاً لنا إلا اتحادٌ
(بفيدرالية) تحمي حماكا!

22- سأزرع دعْوتي في كل جمع
وأنفُسُنا نقدمها فـداكا !


*************
عبد الرحمن آل ماضي ..
وما أجداك أيها الملثم بوشاح الأبوة المنسوج حنوا ..
أن تقر قولها تلك التي غزلت من زمنك حروفا وامضة بالحكمة ..
للبنوة صوت أحيانا يضاهي همس النجوم حين مناص ويوقظ القوافي الغافية في الصدور ..
بين سعير الفضول مضيت سيدي إلى رابيتك , فكان الشعر بردآ وسلاما ..
وكانت ترانيم الحزن تثبُ على الأبيات واجمة لتروي واقعنا الأليم ..

تقديري يا من ارتقيت انتباهنا بحبال من الشعر المدهش الوامض ..
وسلام على روحك


سحر الناجي 03-03-2011 10:47 AM

4 - مناجاة على ضفاف الشجن.. / ندى نصر

مناجاة على ضفاف الشجن..


وجئتُ إليك بقلبٍ نقيٍّ
يهاديكَ حبَّاً طهوراً تقيَّا


أتيتُ وكلِّي يموج اشتياقاً
فقد صرت كوني الفتونَ البهيَّا


ففيك وجدتُ شموخَ بلادي
وذاك الرحيقَ الأصيلَ الأبيَّا


لأنَّك دربُ السلام بعمْري
أسامحُ فيك الزمان الشقيَّا


لأنَّك أصلُ الجمالِ بروحي
أذوب افتتاناً وعشقاً ثَرِيَّا


لَجَمْتُ البوَاح، ولكنَّ شِعْري
إليك يزفُّ اشتياقاً جليَّا


وتلك دموعي تسطِّر وجدي
ويكتبُ نبضي قصيداً شجيَّا


فآهٍ لحبٍّ تغنَّى بصبري
وداعب عطري وزهري النديَّا


وآهٍ لحزنٍ يرومُ احتضاري
فيسفكُ عمرَ الشبابِ الزهيَّا


فراقك همٌّ يشقُّ ضلوعي
يُحيلُ اخضراري جدوباً عصيَّا


وناديتُ باسمك في كلِّ واد ٍ
لعلَّ النداءَ يُدَاني (الثُريَّا)


لأجلكَ ذقتُ مرارَ انكساري
وعشتُ الليالي ظلاماً عتيَّا


وعانيْتُ وجداً تلظَّى بجرحي
ومازلتُ أفنى لأُبْقيكَ فيَّا


ويشهدُ ربِّي بأنِّي سأبقى
على طول دربكَ صبَّاً وفيَّا


طبيبي..وجودي بدونكَ قيظٌ
فأيْن هواك يُداويه ريَّا؟!


مليكي..ملكت الشغافَ بحرفٍ
تسامى سناءً وسحراً زكيَّا


أحبُّك رغْم اندياحات شجوي
وأهوى المقامَ بظلِّ المُحيَّا


وآهٍ لحزنكَ أشقى فؤادي
وأدمى المواجد دمعاً سخيّا


تعالَ لأحملَ عنك العذابَ
وأُهديك فرحاً طوتْهُ يديَّا


فهَمُّكَ همِّي،وجُرحك جُرحي
ولا شئَ دونك يعني لديَّا


تعالَ-فدتك شموعُ حياتي-
ودعني أجوب مداك النقيّا


فإنِّي أحبُّ، وأزهو بحبِّي
فما كان ذنباً،ولا كان غيَّا


وما كان ضعفاً أُداريه خوفاً
ففيك ألبِّي نداءً عليَّا

بقلم/ ندى نصر

***************

ندى نصر ..
وجئتُ إليكِ ببصيرة أيقظها صوت يراعك المدهش ..
أشعر بحرف يتسلل ما بين المسامات حتى يستقر على كرسي الوعي مليا ..
وخطوتُ صوبكِ بهدوء كي لا أزعج حناياكِ بوقع فضولي ..
لله در القوافي حين تختزل المشاعر العذبة في حروف بهية ..
قد أعود مرارا هنا .. كي أقتص من ضجري بصخب الإبداع ..
سلام على روحك ..


سحر الناجي 03-03-2011 10:55 AM

5 - لَوْ تَرَاه سيدي خضرُ / عبده فايز الزبيدي

لَوْ تَرَاه سيدي خضرُ (غزل ) !!!



لو تراه سيِّـدي خَضِـرُ
ظالـمٌ قـد زانـهُ حــوَرُ

مائسُ الأعطافِ تحسبُـهُ
غصـنَ بـانٍ راح يهتَصـرُ

كاملٌ كالحُـوْرِ صنعتـهُ
قـد شكََكْنـا أنَّـهُ بـشَـرُ

ما رأينـا مثـل خلقتـه
جلَّ منْ يعطي و مـن يـذرُ

لو سألتَ الزَّينَ زورتَـهُ
فبديـعَ الحُسـنِ يعْـتـذرُ

أو بقولٍ قُمْـتُ أشغلـهُ
في شجيِّ القـولِ يخْتصـرُ

فاتنٌ و الستْـرُ يحْجُبـهُ
عنْ عيونِ النَّـاسِ يسْتتـرُ

كيف صبري عن مَحَاسِنِِه
ويح قلبـي كيـف يصْطَبِـرُ

فقريبُ الوصْـلِ باعَـدهُ
كيدُ واشي البَيْنِ و الخَطَـرُ

************
عبده فايز الزبيدي ..
أشهد أن مواسم القلوب قد فار تنورها وحامت هنا شرارات من نور ..
حريرية الدانتيل تفشت على وشاح شعرك فغطت مناكب الدهشة فينا ..
في كوخك الذي يحلق على مداه نورس الإبداع الباهظ ..
لولا شقشقة الحرف لما أنَّ شروق الوعي فينا وانتحل القرمزية ..
قد أكون جئت بعد الأوان .. ولكن كي أعيد ميلاد بوحك من جديد ..
سلام على روحك ..


سحر الناجي 03-03-2011 11:05 AM

6 - أين أمضي ؟ / ميرفت إدريس


أين أمضي ؟

وحنيني ...

ساهرٌ يقْتاتهُ صمت المدى

والفضا كلٌّ الفضا

قد صار سجنا من شجونٍ

أين
أمضي ....؟

كل آهاتي تترى يا تفاصيلَ القصيد

كل ّ أشعارٍ سكبت َ

في عيون غجريه

لم يعد يورقُ فيها

أيّ شهدٍ

من أراق الشهد جمرا في العيون العسليّه؟؟!!

أين أمضي؟؟

أيّها الساكنُ دهراًفي غوايات الكلام

إن عزفتَ الريحَ حرفا كالغمام

أيّ حرف ٍ يحتويني؟؟


*************

ميرفت إدريس ..
وأين المفر يا ماطرة إن عزَّ المقر في الصدور القاسية ..!
والشوق وحش أهوج يهمهم في الحنايا ويأكل بقايا السكون فينا ..
وليت تلك النجوم تدلّي لنا بوميضها حتى نرتقي مناكبها ونتخذها وطنا ..
في شوارع القلوب باتت العتمة ككائن ينخر أحشاء الضوء ..
والقناديل العابسة تكتف أنوارها لغضب الحنين .. وتأبى مكث التوهج ..
أردت المكث ولا أغادر .. ولكن رغمآ عني حان لي الرحيل ..
سلام على روحك ..

سحر الناجي 03-03-2011 11:21 AM

7 - صديقي المغني / إسماعيل الخلف

صديقي المغني
(إلى أبي مكسيم صاحب فرقة السنابل للأغنية الوطنية في حمص)

صديقي يُوزِّعُ أحزانَهُ
حينَ ينثرُ نبضَ الوترْ ..

يُذيبُ الخواءَ بصوتٍ

لهُ مثلُ فعلِ المطرْ ..

صديقي خبيرٌ
يرمِّمُ روحي ..،

و يجمعُ قلبي إذا ما انتثرْ ؛؛
*
صديقي ..
يؤثِّثُ دنيايَ بالأمنياتِ ،
و يزرعُ قلبي بسيِّدةِ الارتفاعِ الحنونةِ ..

أمِّ الهباتِ ..

أميرةِ كلِّ الشجرْ ؛؛

*
صديقي ..

يُحَمْحِمُ حينَ يلفُّ خطايَ الغيابُ

و يرسمُ دربَ الإيابِ على صَفَحاتِ القمرْ ؛؛

*
صديقي ..

سليلُ البراري ..

شبيهُ المِهارِ الطليقةِ ..

عزمٌ يفتُّ الحجرْ
*
صديقي ..

يُلَمْلِمُ حمصَ

و يمضي بها
إلى البحرِ حيناً

و حيناً إلى سورِ ترقا ..*

و ما من مفرْ

*
أطلْتُ الوقوفَ

على تلِّ ترقا

لعلّي أواجه حمصَ ..

أرى خالداً ، قد أناخَ بها

بعدَ طولِ السفرْ

*
أطَلْتُ الوقوفَ ،

أعبُّ العذيَّ ،

تناهى إليَّ

صياحُ جريحٍ ،

فناديتُ : يا ديكُ هذا زمانُ الخدرْ

*
أيا ديكُ :
لا تبكِ فقدَ الهوى

كلانا، أيا ديكُ ، عمداً نحرنا ..

و كيفَ يودُّ اللقا مَنْ نحرْ ؛؛؛

*

أيا ديكُ غنِّ

فإنَّ الغناءَ يواسي الجريحَ

و ينفضُ عنهُ الكدرْ
*


أيا ديكُ

طفْ بالبراري

تر الحزنَ ولَّى

إذا ما لمستَ الوترْ

***
إسماعيل خلف
وصاحبك في قوافيك لا تغفو أهزوجة البهاء التي يجدلها بأصابع حنجرته ..
ينام الفأل على كفية فتفوح روائح للقلوب المعطرة بالوفاء ..
ويبتسم القمر إذا ما أقبل المساء يتوكأ على عكاز من الظلام ..
هنا ..كان للوطن حكاية يترنم بها خزامى الخمائل الفارهة الجمال ..
استيقنتها ذاتي هذه الرائعة .. فحملت بعضها في ذاكرتي ومضيت ..
سلام على روحك ..)

سحر الناجي 03-03-2011 11:32 AM

8 - رصاصة شجرة الدر / دنيا العطار

رصاصة شجرة الدر .. !

تلك الرصاصة برهنت عما تُريد إذا تريد
حضورها رقص الوريد

حذق الحذر
حدُق النظر
كقذيفةٍ ها نثرها حرقٌ كما بارودها ..
وكما شظايا ما تريد

لنا رغاب سوف يلثمها:
شراهة شوكها ذاك السياج إذا يذوب بملحها
أسطورة اِستوطنت مهد الجراح وباغتت حلما وليد

يا أيها الوجع الذي ينساب صحوا
ها تدفق بالنزيف كجهلنا متعثرا بين الخطى
والأمس موت من خطايانا الكثار
وسترعورة هيكل وبكاء نعش عند ميلاد
العديد من العديد..

نعانق الدرب القديم مرارة كانت مضرجة بنا
بشهادة ذابت بفنجان لقهوتنا
تراكم خلف نكهتها التي .. شرفات مشجبها العنيد

يا شجْرة
الدر التي .. !

تلك الدروب عباءة للتيه والخيبات والظمأ الشديد
خانت مواسم نضجها بمكيدة غدها بليد
للحزن نزوات الرؤى ضاءت عجاف سنينها
ضاعت أهازيج الرؤى في مهدها. ضاعت بلا رأي سديد

يا شجْرة الدرِّ التي .. !

أما زوايانا فتندلع السياط بها ليبتكر الصراط
من الصبا المياس ضحكات المدى و تلاشيَ الأنفاس بالآفاق
منفى ثانيا بقصيدة من ثرثرات سوف يغرقُ في الصدى جُل العبيد


**********
دنيا العطار ..
تلك النحاسية صامتة الحراك إلا من هبوب كنقع الشؤم ..
ذاكرة فضفاضة في هذا الحيز الرائع ومليئة بالوجع ..
فكادت الدروب أن تنزع عنها حجارتها لتتوشح بضجيج الأطياف ..
وشجرة الدر وحدها باتت مآل النفوس التي تشتهي شكاية القلب الواجم ..
أحرف مضيئة يا باهرة وأنارت عبوري بوميض الدهشة ..
سلام على روحك



سحر الناجي 03-03-2011 11:41 AM

9 - مســــائي مطر / دكتور طاهر سماق

مسائي مطر

مسائي مطر
مسائي مساماتُ وجدٍ تعتق فوقَ السحابِ، تجددّ فيضَ صُوَر
مسائي أراجيحُ حُبٍّ تُطوِّحُني في خَفَر

مسائي انتشاءُ السكارى بزخَّاتِ عشقٍ جديد
ووعدٍ جديد
وحلمٍ فريد
يُضيّعني في شاطئيهِ اقتفاء الأثر

مسائي سيولٌ تُخطِّفُ منِّي التأني
وتودي بباقي اتزاني
وتسكُبُهُ في دروب القدر
مسائي مطر

فأيُّ حبورٍ تأتَّى لقلبي
وأيُّ غرورٍ رششتِ بدربي

فكُدْتُ من الزَّهو أن أتنصَّب في عرشِ مملكةٍ للغجر
يطوفونَ حولي برقصاتِ شدوٍ ..
وضربِ طبولٍ وصوتِ مزاميرَ تُبلي الضجر
وأذهلُ عنهمْ جميعاً وأمضي وترنيمَ شحرورةٍ في السَحر
ووقعَ المطر

فقد جمَّلتني ترانيمُ حبِّك
قد روادتني طيوفُ حلاكِ
وقد أنَّقتني وصوفُ كلامِكِ
قد ضمَّختني عطورُ غرامكِ
صرتُ بإيقاعِ حُبِّكِ عذبَ الغناءِشجيَّ الوتر
مسائي مطر
***************
دكتور طاهر سماق /
مساؤك دندنة وجد تخللت أصابع الليل كقطرات من فيض القلوب ..
في هنيهة الأصيل يعتمر الحدق ثلة من فوج الغروب ..
وعلى ضفاف النفس الهائمة يطل الغيم كآخر أساطير النهار ..
مطر شهي يبلل حواسنا كلما عبرنا ساقيتك الرقراقة ..
مطر .. ومزن شهية المرور بحرفك الطازج على حواسنا ..
شكرآ كشتاء تعلق البرق بناصيته على مشجب السماء ..
سلام على روحك ..))



سحر الناجي 03-03-2011 11:50 AM

10 - أمّوا سواكَ وأنتَ تقفو... / جهاد المعاضيدي

أموّا سواكَ وأنتَ تقفو

آثارهم...والبيدُ نزفُ

*

تركوكَ مُرمىً للذئابْ

وأنتَ تعذرُ ثم تعفو

*

حرقوا إهابكَ مرتين

وأنتَ تغفرها وترفو

*

كم حملّوك دمائهم

فحملتها...وبكَ أستّخفوا

*

ووقفتَ وحدك والرياح

تضج..والنيران سقفُ

*

لتكون أنت دريئةً

جبلاً..يظللهم...ليغفوا

*

لم يُرضهمْ الا اشتعالكَ

لا انطفائك...هم تكفّوا

*

*

تمشي على وقع الحروب

فكل شبرٍ فيكَ (طفُّ)

*

مسمارهم في النعش دُقَّ

وفجّروه....ولم يعفّوا

*

خاضوا بأرضك حربهم

كم أغرقوك..وكم..ليطفوا

*

دع عنك زور كلامهم

فالكل -إن غربلتَ- حلفُ

*

*

بانت وحسبك ما رأيت

عرفتهم...ثقلوا وخفوا

*

كن أنت انت فكلهمْ

ضدٌّ...عليكَ..متى ستصفو

*

كن واحداً لا تنقسم

نصفين...يا...فالقزم نصفُ

*

دع عنك حكام الطوائف...

يكنزون....وأنت تحفو

*

هم يشعلون حرائقاً

وتشيطُ أنت..ولا يكفّوا

*

في لعبةٍ مجنونةٍ

صدّقتها...فعلاكَ حتفُ

*

الطائفيةُ حربُ منْ؟؟!!!

جهلٌ وتخريبٌ....فخسفُ

*

مذ كنتَ كنتَ معّرفاً

نخلٌ ..وتيجانٌ...وسعفُ

*


يكفي حضورك يا بهيّ

مباركاً..ليقرَّ طرفُ

*

قد كنتَ أجمل موطنٍ..

أويعجز الشعراء وصفُ؟؟!!


*

اني لأعجز ها هنا

أعدو اليك وانت تجفو

*

اليوم أُنكرُ من تكون

ومن أنا...أتلامُ أُفُّ

*

إن قلتها وكفرتُ

بالاوثان...

أجمعها...


لتصفو

*************
القدير جهاد المعاضيدي
أمّوا الوجع الباذخ سيدي في قليب النفس الجانحة إلى الحلم ..
مواكب الألم وشرذمة من فوج الجروح لاح .. وناح على أطراف القوافي ..
ليتني كنت فيها ألفآ هذه البديعة التي هبت بكل روائع الوجع على روابينا الدهشة ..
وليتني مع هذا الهطول العذب , مسمار يلملم شتات النعش كي تعود إلى الأنام بصائر الرشد ..
مكثت هنا على أرصفة القصيدة مطولا .. ثم مضيت وأنا أتوشح بالدهشة المؤلمة ..
تقديري سيدي

سحر الناجي 03-17-2011 04:09 PM

11 - كبوة نفس / نبيل أحمد زيدان

كبوة نفس


قد أضاع الصحب قيداً وهوية
قد أضاع الصحب عنوان القضيه


كبوة النفس التي من فرط حبٍّ
سافرت نحو سماء الجدليه


وأنا المسكون عتقاً من كتابٍ
وسجلٍ فيه تاريخ المنيه


ممسكاً بالعروة الوثقى سبيلاً
داعياً لله أن تأتي البقيه


لثم الإحساس قلبي بودادٍ
فأزاح الوهمَ مهدَ النرجسيه


ياضمير الكون يا أهل سلامٍ
أين أنتم يوم أن صرنا ضحيه


يوم كان الخوض بحراً من دماءٍ
وهدير الموت يستجدي الحميه


كانت الأرواح تسمو في علاها
ما لها عهدٌ بقول العنتريه


والثكالى تضفر الأحزان صبراً
من ترانيمَ وآياتٍ جليَّه


ترضع الأطفال عزماً من نهودٍ
تسكن الأهداب حلم البندقيه


ما لها همٌّ لدرٍّ أو عطورٍ
أو ثيابٍ من خيوطٍ مخمليه


تنشد الأرض التي ستون عاماً
غُيِّبتْ....يا سائلاً لون الهويه


ترتجي العدل المقفى من شعورٍ
فيض بوحٍ من شفاهٍ بابليه


تقطر الشهد حروفاً في رحابٍ
من جنانٍ وقبابٍ مجدليه


لا تواري سوءة الذلِّ بجوعٍ
لم تكن يوماً مع القمح القضيه


لم يعد للوقت وقتٌ للتأني
فيقين الحقِّ في عين البَرِيَّه

*****

نبيل أحمد زيدان ..
قد أضاعوا كل شئ سيدي حتى قسماتنا التي تسلقتها أقنعة البرود ..
وأنت المسكون بهاجس البياض , يسوءك أن العروة الوثقى قد أنكست صوتها لصخب الظلام ..
ولن يجدي أن نرثي الضحية ونزجر الجلاد , فما عادت الشرائع تستمد قوانينها سوى من همهمات الغاب ..
قصيدة أوحت لي ذات بدء بالذهول والصمت ..
لذا فإني أمضي وأنا أمسك على جمرة من حزن ..
تحية ليقينك الأبيض ..
تقديري

سحر الناجي 03-17-2011 04:16 PM

12 - أم ترثي نفسها / دكتور طاهر عبد المجيد

هذه قصيدة واقعية وليست من خيالي. نظمتها في رثاء أمي الحبيبة في الأسبوع الأول بعد وفاتها قبل عامين بتاريخ 12/8/2008 تحت ضغط ظروفٍ موضوعيةٍ ونفسيةٍ خاصة أعطت للقصيدة بعض الخصوصية في مضمونها.

أم تَرثي نفسها
د. طاهر عبد المجيد

أتـى اليومُ الذي ما مِنـه بُـــدُّ
ولا مِنْ بعـدِهِ في العمرِ بَعْــدُ

وكنتُ أظنُّــــهُ عنـــي بعيـــداً
إلى أنْ جاءَ مثلَ الريحِ يعـدو

كأنّي لـم أعشْ مـن قبلُ يوماً
ولـم يعبثْ بنبضِ القلـبِ جُهدُ

ولـم أُرضِعْ صغيراً ما بقلبـي
كما لـو أنّ هـذا القلبَ نهـــدُ

تُرى هـل بينَنا يا مــوتُ ثأرٌ
قـديمٌ جئتَ تطلُبُــهُ وحقـــدُ؟

أم الشـوقُ الذي تخفيــه حيناً
على مضضٍ وحين تجوعُ يبدو؟

بـِودّي لـو تجرّبُ مــا نعانـي
وتـُدركُ ما الـذي يَعنيـهِ فَقــدُ

وكيف بنا تُحسُّ وهـل سيحنو
علـى ضـدٍّ من الأضدادِ ضـدُّ؟

ومثلك أنتَ مـــا ولدتـــهُ أمٌ
ولـم يُنْجِب ولم يحضنهُ مهـدُ؟

وتحيـا بيننا مــن غيـــرِ قلبٍ
وإن يـكُ فيك قلبٌ فهو صلدُ؟

أنا الأمُ التـي خُلقـتْ لتُعطــي
ومـــا لعطائهــــا إلاكَ حــــدُّ

أنا الأمُ التي انتظـرتْ طويــلاً
ولـم يفِ حَقها في الخلقِ فردُ

أنا بحـرُ العطـاءِ وكـلُ بحـــرٍ
سـوايَ أنا لــه جــزرٌ ومـــدُّ

أجـودُ بمـا لـديَّ ولا أبالـــي
إذا مـا نابنـي هجـرٌ وصــــدُّ

***
فيـا أحبـابَ قلبـي صدِّقونــي
قضـاءُ الله لـم يكتبْـــهُ نَـــرْدُ

هـو القدرُ الذي إنْ قـالَ شيئاً
فمـا فـي قولـــــهِ أخـــذٌ وردُّ

ويبـدو أنني استوفيْتُ عُمري
ورزقـي كلَّــهُ واليـومَ جَـــردُ

وعشـتُ بقدرِ ما يكفـي وهذا
نصيبي في الحياةِ فـلا تَحِـدُّوا

ولا تبكــوا علـيَّ فذاتَ يــومٍ
سيجمعُنـا إلـى الجنّاتِ خلـــدُ

وهـذي حــالُ دنيانا فشـــيءٌ
بهـا يَفنـى وشـيءٌ يَستجــــدُّ

وهـل أعطـت لنا الأيامُ شيئاً؟
فلـم تأخذْهُ أو هـلْ دامَ سعــدُ؟

ومـا الأرواح فـي الأجسادِ إلا
ودائــــع ذات يـومٍ تُستـــــردُّ

ولـو أنَّـا سَـــددنا كــــلَ بابٍ
سيبقـى المــوتُ باباً لا يُسـدُّ

ننازعـهُ السعادةَ دونَ جدوى
ومَـنْ منّا لهـذا الخصمِ نِــــدُّ

ولا ننفــكُّ نطلبهــــا كحُلــــمٍ
ودونَ بُلوغِها للمـوتِ عهـدُ

وتبقـى مثلَمـا كـانت ســراباً
ضحـاياهُ الكثيـرةُ لا تُعــــــدُّ

***
لقـد أغضبتُكـــم زمناً طويـلاً
بقــولٍ كلّــــهُ عَتبٌ ونَقــــــدُ

وكنتُ أظُــنُّ أنِّــــي بانتقادي
أُتَمِّمُ مـا بَنيـتُ ولا أهُــــــــدُّ

فإنْ آذيتُكـمْ وجرحـتُ فيكــمْ
مشاعِرَكـمْ فمـا لي فيه قصدُ

وإنْ عاتبتُكــمْ فعتـــــــابُ أمٍّ
لكــمْ فــي قلبهـــا سَنَدٌ يَـردُّ

وعـذراً إن قسـوتُ به قليــلاً
ففـي بعضِ العتابِ المرِّ شهدُ

ألم يكُ غيرَ موتي من سبيلٍ
ليجمـعَ بينكــــــم كالعقدِ ودُّ

وغيرَ البعدِ عنكم كـي يراني
حبيبٌ ربمــــا أعمـاهُ وَجــــدُ

فكـم شيءٍ توارى عنْ عيونٍ
لشــــدَّةِ قُربـــــهِ أبداهُ بعـــــدُ

وكــم شيءٍ تراه العين شــرَّاً
وفـي أعماقــهِ بالخيرِ وعـــدُ

وكـم من أنفسٍ بالحزن طابت
ولـمَّ قلوبهـا بالحــــبِ عِقــــدُ

ولـو أدركـتُ أنْ سيجيءُ يومٌ
ويَجمعُكـــم أمـامَ القبــــرِ وَردُ

لكنتُ اختـرتُ مَوتيْ من زمانٍ
ولكـنْ دونَ علـــمِ الغيبِ سَـــدُّ

بـودِّي لــو أعانقكــــم قليــــلاً
لتُشـرق بسمــةٌ ويجفَّ خـــــدُّ

وآتـي تحتَ جُنـحِ الليــلِ طيفاً
لأحضنَكـم إذا مـا اشتدَّ بَــــردُ

فـإنْ نمتـم أقبِّلكــمْ وأمضـــي
إلـى بيتـي فبيتـي الآنَ لحـــدُ

وأرجـعُ مع رحيلِ الليلِ فجراً
كعصفـورٍ على الشُّباكِ يَشدو

أسجِّـلُ مـا أراه علـــى شريطٍ
من الذكرى يروحُ معي ويغدو

***
أحبَّائــــي رحلــــتُ بـلا وداعٍ
وبي شـوقٌ لكـي أبقـى يشــدُّ

كـأن المـوت يعنـي كلَّ حـــيٍّ
سـوايَ أنا وعُمـري لا يُحـــدُّ

شُغلتُ عن الوصيَّة في حياتـي
بدنيـا كلُّهــــا هــــــمٌّ وكــــــــدُّ

وهـا أنذا أقـولُ لكـــــم بموتي
ليــومٍ مثـــل هــــــذا إِستعدُّوا

فإنَّ المـوت يعمـلُ في خفاءٍ
ولا أحــدٌ يُحسُّ بمـا يُعــــــدُّ

يُصـوِّبُ كــــل آونـــــــةٍ إلينا
سهامـاً لا تَطيشُ ولا تُـــــرَدُّ

سهامٌ لا تُفـرقُ بين كهـــــــلٍ
وطفـلٍ لـم يزلْ في المهدِ بعدُ

لكـم مـن هـــذه الدنيا نصيبٌ
فـلا يَذهبْ بـه سَفـــهٌ وزُهـدُ

وجِـدّوا فـي عبادَتِكـــم فإنــي
وجـدتُ اللهَ لا يُجزيـهِ حَمـــدُ

ومـن يجعـل له الرَّحمنُ نوراً
يسيرُ بـه فلـن يُؤذيــه كيـــدُ

وكونـوا للحقيقــةِ أوفيـــــاءً
فـلا أحــــــدٌ بـرأيٍ يستبـــدُّ

ومــا أهـــواؤنا إلا مـــــرايا
ترينـا مـن هو الخصـم الألدُّ

إذا الشيطان فرَّقكـم فكونــوا
كأجفـانٍ يفرقهــــــنَّ سُــهدُ

وكونوا في خصومتكـم غيوماً
يسـابقُ غيثَهـا بـرقٌ ورعــدُ

يهــونُ المستحيلُ علـى أيادٍ
تصيـرُ يـداً إذا ما جَــــدَّ جِــــدُّ

وأمـا أنتَ يـا مـنْ كـــلَّ يـــومٍ
تُحرِّرنـا يـداكَ وأنتَ عَبــــــــدُ

لقدْ حرّرْتَني مـن أسرِ جسمي
فـإنَّ الجســـمَ للأرواحِ قيــــدُ

وفي جسمي من الأدواءِ ما لمْ
يُطـقْ جبلٌ علـى الأهوالِ جَلْــدُ

أَخذتَ بأخـذهِ خجلي وخوفـي
فهــــا أنـذا أبـــوح بمــــا أَودُّ

أسـلُّ القول حين أريدُ ما لـــي
سوى صمتي لهـذا القول غِمدُ

فكمْ خجلي بنى لي من سجونٍ
علـى أرجائهـا حرسٌ وجنــــدُ

وكـم خوف الملامة شلَّ عقلي
ونغَّصَ عيشتي والعيشُ رغـدُ

ولكـــــن ما يُعزِّي الـروح أنّي
أموتُ ولي مـنَ الأحبابِ حَشدُ

وأنكَ مثلنا ستموت يومــــــاً
ولكن دون أن يَبْكيـــكَ وُلْـــدُ

د. طاهر عبد المجيد
*******

د. طاهر عبد المجيد ..
همستُ يومآ لأوراقي بأن الألم العظيم هو :
أن تتنهد ألما .. ولا تجد عبرات تغسل قلبك في هنيهة الحزن ..
وهنا أراك سيدي المكلوم قد ذرفت بشعرك عبرات مضيئة بارة.. في سيدة مصابك : أمك يرحمها الجليل ..
بل وجعلت الحبر ينطق ويبكي حتى هيج مدامعنا .. ودمعات الروح ..
رفاهية الرثاء سيدي .. رسمت على الحدق ذهولا .. وانكسارا ..
ووخيم الحزن حين يكون سرمديآ ,, إلا من صخب الضوء ..ضوء البر ..
وهذا الإنسكاب .. الذي حول نحيب قصيدك إلى لوحة مزدانة بالبهاء والروعة .. جعلني أيقن بأن :
أم لديها سَميُكَ لن تموت في القلوب..
رحمها الباري وأسكنها فسيح جناته ..
مواساتي

سحر الناجي 03-17-2011 04:27 PM

13 - تراتيلي أمام حرم الشعر / سعيد العواجي




(تراتيلي أمام حرم الشعر)


- قراءة أولية
حضنتُ رؤايَ أمام الرياحِ
وأفرزتها عن جروحي التي قد رماها اللظى في عروقي

وقلتُ: أيا عاصفات الأماني خذي ما أردتِ
فإن جذوري بعمق الحياةِ
وإن سمائي تعانق روحي
فيشتد يشتد بيني وبين الليالي الوثاقُ
ويرتد نحو المياه القراحُ



- الرحيل
رحلت إلى الفجر أحمل من سافرات المعاني أنين السؤالِ
أجر رداء المساء ليترك آثاره مثل وشم ورائي

فيبكي الطريق على من تراوده شهوة للجوابِ
يمد الغريق يديه ولا منقذ من سديم المحالِ
"وآليت ألا أكون كمن كان"
حتى ولو داهمتني الدروب بلحظ السكوتِ
فإني سأمشي إلى آخر الليلِ
أعلم أني سأنظر خلفي أرى هوةً في الطريقِ
وأعلم حين يَفِزُّ الرحيلُ

سيحمل في الخرج غيري الصباحُ


- حفيف نداء
سأصرخ في الكائنات بصوت تقطعه الزاحفاتُ
اللواتي وُلِدْنَ بِغُنْجٍ جوارَ ندائي
لعل المدى
يظل كأصغر حبة رملٍ تخاف رياحي
إلى من ستغدو رؤايَ ؟!
إلى الخاسرين ؟!
إلى العاشقين ؟!
إلى الشامتين ؟!
أترجع نحوي كخيبة (أمي الحياة) ؟!
أترجع تحمل خسرانها في إنائي؟!
فقلت: لربطة عنق الجمال الضياعُ
ولي دهشة الذيل حين يلامس أرضَ الكلامِ اليراعُ
سأصرخ أصرخ لكن إذا ما صرخت
سيذبل في لحظة للتجلي الصياحُ


- جناح ذاكرة
مشابك ذكرى من الماس صِيغَتْ
أُعَلِّقُها في صدور الذين سينسون أني
عشقتُ طريقي إليهم
وينسون أني بكيتُ عليهم
وجففتُ أوراقَ قولي الفصيح
وطرزتها من بهاء النقوش
وَدَقّّقْتُ في الرسم أجمل حرفٍ
كسيتُ بها عريَ من باعَ ودِّيْ
وطار بعيدا فهل سيعودُ مع الخافقاتِ
إذا ما عشقت جنوني الجناحُ؟!


- حداثة صبي
رسمتُ قناديل كرزٍ بأعين قومٍ حيارى
وجمّدتُ تلك البحار لترسو سفينة ساقي الفناءِ
فينزل منها صبي شقي يشاغب حول المزارعِ
يقطف من أعين العابرين بقايا السناءِ
يفر إلى ما يريدُ وليس إلى ما أريدُ
فأغضب دهرا أعيش صراعا عميقا
فهل سأكون كشيخٍ حكيمٍ
يُردِّدُ ما ينتج القوم منذ سنين عجافٍ ؟!
وإلا أكونُ الصبيَّ الذي لا يريد القديم
يظل كمهرٍ جموحٍ ولا يرتضي
بغير سياج الحديث سلاحُ؟!


- بئر الحكايات
تجف حكاياتُ قومي من البئر شيئا فشيئا
وينضب في الراحلين الكلامُ
فلا قول يبقى
ولا كلمة في الحناجر ترقى
يقولون ما لا يراه الغريب حيال الظمأْ
كما أنهم يسمعون من البيد ما جف منها
يريدون ماء ولكن دلو الوجود يعود بطين كريه
ويسكن فيه الصدأْ
فتسكت كل الحكايات فيهم
ويسكت من شهرزاد الكلام المباحُ


- قراءة أخيرة
أسجل بين المسافات فوق الوشاحِ :
أزيزَ رجالٍ - وهودج أنثى- دموعَ سرابٍ- تحرّك رملٍ- ولهفةَ طفلٍ –
سكوتَ رياحٍ - بريقَ هلالٍ- ولفتةَ برقٍ- جذورَ كلامٍ-
أسجل بين الفراغات وَقْعَ الخطى في الظلالِ
وأملأ حتى الزوايا بهمس الجمالِ
أعمّقُ في لوحتي لون شكلي
وأطبع فيها تراتيلَ قولي
ليعلو من الطين نحو سمائي الوشاحُ ...


سعيد العواجي
**************


سعيد العواجي ..
كفضول سقيم بالدهشة عريت وعيي من الخمول ومشيت على أطراف انتباهتي أتتبع أثر الجمال ..
عبرتُ "قراءة أولية" إلى " الرحيل" .. وتوقفت هنيهة عند " حفيف نداء " .. لألتقط أنفاسي ..
الفرق بين هطولك هنا .. وانسكابك هناك .. يكمن في تكثيف المعاني الزاخمة بالفلسفة الشعرية ..
لذا وجدتني أعود لتسلق كلماتك من جديد .. حتى عبرت " من جناح ذاكرة " إلى " حداثة صبي "
مكثتُ قليلا ثم تابعتُ المضي على أرصفتك المزدانة بقناديل البهاء حتى وصلتُ إلى " بئر الحكايات "
فرشفت من هناك قطرات من الفرح اللذيذ .. ومضيت وأنا أُمني نفسي بعودة قريبة ..
رائع أنت سيدي .. وتشبه كلماتك المعطرة أعلاه بالعذوبة ..
تقديري

سحر الناجي 03-17-2011 04:38 PM

14 - الشئ / تركي عبد الغني




الشيءْ
.
.
يُعَذِّبُكَ الْخَيارُ والاْخْتِيارُ
فَإِنَّ كِلا البَديلَيْنِ انْتِحارُ
.
فلا تَسْتَنْفِدِ الأيّامَ خَلْفي
لأنَّ العُمْرَ وَقْتٌ مُسْتَعارُ
.
وَإِنْ فَتّشْتَ في الأسماءِ عَنّي
فَإنّي الْمَرْكزِيَّةُ والمَدارُ
.
وَإنْ تَحْمِلْكَ نَفْسُكَ أنْ تَراني
فَليسَ عَليكَ إلاّ الإِعْتِذارُ
.
.




أنا في كُلِّ شَيْءٍ كُلُّ شَيْءٍ
وَفِيَّ الْمَسْلَكِيَّةُ والمَسارُ
.
وَمِنْ فَرَضِيَّةِ المَعْنى بَديلٌ
وَعَنْ جَدَلِيَّةِ اللّفْظِ اخْتصارُ
.
وفي أُفُقي انْبِعاثٌ وارْتِدادٌ
وَمَزْجٌ والْتِحامٌ وانْشِطارُ
.
وَفي كَفَّيَّ للطَّيَرانِ حَدٌّ
وفي عَيْنَيَّ لِلضَّوْءِ انْكِسارُ
.
.

وَإنْ لَمْ تَبْتَعِدْ كالبُعْدِ عَنّي
سَيُهْلِكُكَ الصُّعودُ والاْنْحِدارُ
.
وَلَنْ تَدْري ـ مِنَ الدَّوَرانِ ـ شَيْئاً
ولا مِنْ أيْنَ يَأْتيكَ الدُّوارُ
.
.

أنا الشّيْءُ المُؤَجَّلُ فاجْتَنِبْني
وَلَيْسَ على قوى الغَيْبِ اقْتِدارُ
.
فَلَمْ أَكُ في النّدى لِتَقول:ماءٌ
وَلَمْ أَكُ في اللّظى لِتَقول:نارُ
.
وَلَيْسَ لِسَيْرِ أزْمِنَتي حدودٌ
ولا لِجِهاتِ أَمْكِنَتي قَرارُ
.
وَليْسَ لأيِّ مُقْتَرِبٍ وُصولٌ
إلَيَّ..وَلا لِمُبْتَعِدٍ فَرارُ
.
وفيما أنْتَ فيهِ الْخَيْرُ بُعْداً
وَخَيْرٌ أنْ يكونَ لَكَ الْخَيارُ
.........

تركي عبد الغني ..
الشئ بالشئ يُذكر .. وقد ذكرتك كأمنية تروح وتجئ بأطياف البهاء على وعينا ..
فإن راقتك أهزوجتي بصوت المطر , فذاك رحيق قلبك الذي يفوح بروائح اللطف ..
عبثآ بحثت عن تمتماتك بين صولات البوح , فلم أجد إلا ما يزيدني انبهارا ..
أنت سيدي الذات المحلقة في بعد زمني صامت , فلا تهبط اللحظة الآن بقنديلك الوامض ..
أنت صهيل الحرف الذي يوقظ تقاسيم الدهشة على جباهنا ..
أنت رائع جدا سيدي
شكرآ للشئ الذي أدلقك روعة هنا



سلطان الركيبات 03-22-2011 03:45 PM

الأخت سحر طالعت كل النصوص
ورأيت ببعضها بعض الهنات من ناحية الوزن
أتمنى لك التوفيق والسداد في طباعة كتابتك
وأنا مستعد في مساعدتك
مودتي

سحر الناجي 03-23-2011 01:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الركيبات (المشاركة 66415)
الأخت سحر طالعت كل النصوص
ورأيت ببعضها بعض الهنات من ناحية الوزن
أتمنى لك التوفيق والسداد في طباعة كتابتك
وأنا مستعد في مساعدتك
مودتي


الشاعر الأنيق سلطان الركيبات ..
ليتك تسعفني بإصلاح هذه الهنات سيدي , حيث وكما تعلم لستُ بشاعرة أو ناقدة ..
وسأضيف اليوم بعضا من النصوص الأخرى للفصيح التي أرجو تكرمآ أن تتطلع عليها ..
شكرآ كأيقونة عرفان تنثر في الكون زهوا ..
سلام على روحك

سحر الناجي 03-23-2011 02:02 PM

15 - هي عودة / صلاح المعاضيدي
على شفتيك طبعت اشتياقي
كمَيْس الغصون وهمس السواقي
على وجنتيك نثرت دموعي
يطوف بقلبك ماء المآقي
على راحتيك نثرت حنيني
فذا قد نذرت ليوم التلاقي
أتيتك فجراً أناغي الأماني
أتيتك ليلاً فزاد احتراقي
أطوف أردد أحلى الاغاني
أنيسٌ ودنٌّ وخمرٌ وساقي
أذوب وتصهرني سافياتٌ
مررن بقلبي فأين انعتاقي
أذوب وتسحرني غانياتٌ
من الجن من وجدهنَّ انطلاقي
على موجة في رحاب الفسيح
أتيت أغني لكم يا رفاقي



**********

صلاح المعاضيدي
وعلى حافة حواسنا طبعت سيدي منثور الجمال لتبتل أحداقنا بقطرات من البياض ..
تلف أرواحنا بوشاح الهمس .. فنستعشر الدفء من شمسك الحانية ..
أبياتك تلونت بالشوق والوجيب .. فأطلقت المحبوس من دهشتنا خلف أبواب الوعي ..
شكرآ كبيرة كأفق ازدان بمغيب قرمزي ساحر ..
تقديري

سحر الناجي 03-23-2011 02:08 PM

16 - إليكِ / عبدالله بن عادل عبد الرحيم

" إليك ! "

هواكَ يسكنني روحًا إلى الأبدِ
وأنتَ تملكني يا صَبوةَ الخَلدِ

هواكَ يحبسُ لي الأنفاسَ ما عَبرتْ
ذكراكَ في خافقي بالشَّوقِ والسَّعَدِ

هواكَ بعثرني في كل ناحيةٍ
وأنتَ تجمعني في كلِّ مُقْتَصَدِ

كمِ انتهيتَ إلى نفسي بأغنيَةٍ
تميسُ حبًّا على ثغرِ المُنى الغَرِدِ ؟!

فتنتني بالهوى يا نزوةً سُكبتْ
على فؤاديَ منْ ريحانةِ الشَّهَدِ

فكيفَ أنسى يديكَ انسابَ بينهما
خَفْقُ الصبابةِ لمّا عانقتكَ يديْ

وكيف أنسى على التهيامِ وقفتنا
ونظرَتَينا تلاقتْ دونما سَهَدِ

تذوبُ فيَّ غرامًا شفّني وَلَهًا
وتبعثُ اللَّوعةَ السَّكرى على كَبِديْ

أعودُ منكَ إلى عينيكَ أحسبني
فررتُّ منَ حبِّكَ المجنونِ للأبدِ

هواكَ يرفعني شوقًا ويخفضني
وأنتَ تمزجني روحًا بلا جسدِ

أهيمُ فيكَ وأحلامي مدلَّهَةٌ
بطرفِكَ الناعِسِ الفتَّانِ في شَرَدِ

ويجهلُ الناسُ أنِّي مدنفٌ كلفٌ
وأنَّكَ اللَّاعجُ المخبوءُ في عضديْ

إليكَ تحملني يا ظبيَ نشوتنا
عيناكَ إذْ فترتْ في وجنةِ البَرَدِ

فما ابتدا الحسنُ إلّا بعدما فترتْ
وما انتهى الحزنُ إمَّا غبتَ يا أمديْ

فلا تسلنيَ عنْ وجدي وعن شغفي
ولا تلمنيَ إذْ أُودعتُ في الكَبَدِ

هواكَ يا رئتي أودى بأشرعتي
فصرتُ رهنًا لريحِ الحبِّ في جَهَدِ

هواكَ يُهلِكني، وأنتَ تملِكني
روحًا ، وتُسلِكني تيهَ الهوى الأبدِيْ

*************

عبد الله بن عادل عبد الرحيم
هوى .. وسكن .. وبعثرة , ثلاثة يبس القلب بهم سيدي بعد البياض ..
تفند الجمال لتوصم بالروعة كمنديل قد هبط من جبين الشمس ..
ولا يجرؤ على النسيان سوى فؤاد دأبه الرتابة ..
مستبشرة أنا بروعتك .. ومترقبة لآتيك الأبهى ..
شكرآ لك كبيرة .. ومرحبآ كثيرة
تحيتي

سحر الناجي 03-23-2011 02:21 PM

17 - أنا لا أقتل بحسامي / علاء الدين أديب


أنا لا أقتل الاّ بحسامي

كلّ مافيك مثير لاهتمامي...

حلوةالطلعةهيفاءالقوام

سحرت عيناك عيني فأبقت..
لهفة للشوق تسري بعظامي

هنّ أحلى كلّ ماودعت بعدي
وأعزّ اليوم ما يبدو أمامي

رغم كلّ الصدّ فيها والتجني
غير أني قاصد فيهامرامي

عشقت روحي جرحي منذ صرتِ
طعنةفي القلب من غير التئامِ

أرأيتِ ظالما تيّمَ مظلوما فأم..
سى الظلم أحلى من غرامِ

أسمعتِ قبل هذا اليوم انّ ال
عشق درب أو سبيل للتسامي

قد تسامى.. كلّ ما فيّ غراما..
وتبخرت فما أعتى ضرامي

أحرقت ناري ناري.. واصطباري..
لم يعد يسعف كبري ومقامي

لا تكوني مثل من عانيت منهم....
قد سأمت العيش في دنيا اللئامِ

إن طعم الموت في الهجران كبرا..
لا كطعم الموت في ذل الغرامِ

فإذا أحببت فالكبر قريني......
وإذا ما همت... فالزهو مدامي

لست من يهوى..ليهوى في خنوع..
انا لاأقتل الا......ّ بحسامي

قامتي أطول من أيام عمري....
وعلى هامة دهري بات هامي

فلمن يدركني أشرق شمسا..
ولمن يجهل... يشتد ظلامي

ولمن ينشق لا أبخل عطرا....
ولمن يقطف لاأحني قوامي

أنهليني الحبّ من كأس صفاءٍ
وخذي شريان عمر من غرامي

ولنكن قلبين عاشا في وئام
ولنكن روحين ذابا بانسجامِ

طالما فتشت عمّن يحتويني...
لم أجد غيرك قد ثار اهتمامي

فدعي بعضك من بعضي يدنو..
ولنذب كالثلج في حرّ الهيامِ


2/5/2002
*********



علاء حسين الأديب ..
أنا المُصيرة دهشة سيدي لنعومة القوافي التي كتمت شهقة البوح ..
كان شوقك حينذاك مشقة تقصم الروح وتشل أقدام اللقاء .. وتغرس للكينونة بتلات في تربة الشمس ..
كانت معانيك تزجر كل لاعج للفراق .. فبرحت الآن وتقلصت إلى تنهيدة .. فزفرة .. فصمت .. فهز للأكتاف ..
وربما - في ذات حين - لا مبالاة ..
أبياتك لها ملامح بيضاء تكشر عن أسنانها في وعينا الذي بات كالرخام ناعمآ إلا من صدى القول ..
ابتلعت معاناتك على مضض .. ورشفت عقبها قطرات من الدهشة التي كانت ذات مذاق شهي ..
وكما هو دأبك .. الجسارة والجرأة مدخل لك ولقصائدك البهية ..
شكرآ كقصيدة لا نمل تكرارها ..
تقديري

سحر الناجي 03-26-2011 01:58 AM

18 - دعيني أستريح إلى ضفافي / عبد الفتاح الصيري

دعيني أستريح إلى ضفافي


دعيني أستريح إلى ضفافي
وأسكب من فمي خمر القوافي

وأجعل من هموم النفس طيراً
يغرد للحياة على الشعاف

وتصبح سيرتي في الحب أنقى
وأطهر ما يكون من العفاف

كأني بالصباح وقد تبدَّى
كمنطلق الحجيج إلى الطواف

أعانق كل آمالي وأنسى
همومي كلها رغم الخلاف

دعيني فالحياة بلا سرورٍ
جحيمٌ لا يطاق مع الكفاف

تخافين العيون تصيب يوماً
فؤادي بالهوى والإختطاف

وأنت أصبته بالهم حتي
قتلت به الغرام ولم تخافي

فكوني زهرة الوادي شذاها
يطير به النسيم على الضفاف

هنالك نرتوي عشقا وإلا
خرجت إلى الحياة من الغلاف


*******
عبد الفتاح الصيري
الأحاسيس المبعثرة على حافة القوافي أشعلت نمط الدهشة في انتباهتي ..
جئت على عجل أتتبع هذا الوهج المضئ لسراج قصيدتك ..
وبين السطور التي صدحت بالعتاب الأبيض.. رأيت الأمنيات جيدآ حتى بانت ملامحها ..
وأيقظت مقطوعتك هاجس الحلم الذي حسبته ذوى مع كل غروب ..
قصيدة بلاريب ناضجة مبهرة المعاني ..
سأعاود الزيارة كلما اشتقت إلى نبذة ابداع شهية
تقديري سيدي

سحر الناجي 03-26-2011 02:06 AM

19 - الصورة النازفة (مجرد طفل عراقي) / عمر أبو غريبة

الصورة النازفة
(مجرد طفل عراقي)


شعر عمر ابو غريبة


أتنظرُ وجهي أم هو الموتُ ينظرُ
يُطلُّ من العينينِ والدمُ يقطرُ

خبا فيهما تَوقٌ يلوِّحُ صاخباً
وغار بريقٌ للشقاوةِ مُضمِرُ

أنا ها هنا يا قرّةَ العينِ لا تخفْ
فكُفَّ صراخاً في فمٍ منك يفغرُ

تشبّثْ بأهدابي الغريقةِ إنني
أخاف عليك النأيَ عني وأحذرُ

لك الحضنُ مهدٌ والدموعُ مراضعٌ
وهيهات يدنو منك تُرْبٌ معفِّرُ

أدافعُ كفّاً للمنونِ تشدُّهُ
وأرجو حياةً والمنيّةُ تزجرُ

وأبكي لعلّ الموتَ يعطفُ حانياً
فيمعنُ جذباً للصبيِّ ويسخرُ

يغالبني فيك الردى وهو غالبٌ
ويقهر عزمي قاهرٌ بك يظفرُ

أحدّق في عينيك والدمعُ يقطرُ
وما ثَمَّ إلا قاتلٌ يتبخترُ

أراه بكفِّ الغدرِ يخفي وراءه
قنابلَ للأطفالِ ثُم يفجِّرُ

أيا أمِّ لا تبكي فدمعُكِ وقعُهُ
أشدُّ من الموتِ الذي فيَّ ينخرُ

أيا أمَّنا هذي يميني فكفكي
بها عبرةً تكوي جراحي وتعصرُ

ويا أمّ صفحاً لُطِّخ الثوبُ من دمي
وثوبُكِ يا أمي من الطهرِ أطهرُ

وكنتِ طلبتِ الخبزَ مني فعاقني
كمينٌ بدربي للمنيةِ يحفرُ

ترصّدني يا أمّ وحشٌ بعودتي
وزمجر من تحتي انفجارٌ مُدمِّرُ

فأقلعتُ يا أمي كطيرٍ محلِّقاً
وفي كفِّ حتفي حطّ جنحي المكسَّرُ

رغائفُ خبزي في الطريقِ تبعثرتْ
حَبَوتُ لها لكنّ حَولي مبعثَرُ

فلا تغضبي أماهُ طال تأخّري
فما كنتُ يوماً قبلَها أتأخرُ

وعفوَكِ يا أمي لقد متُّ باكراً
وددتُ لكي لا تحزني لو أُعمَّرُ

على اللوحِ مُسجىً غارقٌ في دمائه
كأن فراتاً تحته يتحدّرُ

هنا رافدٌ منه ومنيَ رافدٌ
على وجنتي ينسابُ دجلةُ آخَرُ

روافدُ للأحزانِ والدمِ تلتقي
وتلطمُ أمواجي الخليجَ وتهدرُ

وما بين نهريِّ الدماءِ وأدمعي
يزمزمُ طوفانٌ من القهر يزأرُ

عراقُ ألمْ يُتخمْ من القتلِ والِغٌ
وقد فاض بالأشلاءِ فمٌّ ومنخرُ

عراقي الذي منه العروقُ شواخِبٌ
ونهري الذي من دورةِ الدمِ أحمرُ

ألمْ تنطفئْ لابنِ الزنا منك شهوةٌ
فما زال يحتزُّ الرقابَ وينحرُ

ألمْ يتجشَّاْ من دمائك فاسقٌ
يعبُّ دمَ الأطفالِ رطلاً ويسكرُ

فيا معشرَ الأذنابِ عبّوا جيوبَكم
من النفلِ والأسلابِ والقَوْدِ وانفِروا

بكَم بعتمُ حزنَ الثكالى ودمعةً
سفحنَ تساوي كلَّ نفطٍ يُكرَّرُ

أمرتزقٌ من لحمِنا وصِغارِنا
ببخسِ دنانيرٍ على القتلِ تُؤجَرُ

خذوا نفطَكم عني إلى غيرِ رجعةٍ
ونحُّوا مُداكم عن دمي وتقهقروا

وعرشكم الهاري على جثتي وهى
فروموا بمالِ النفطِ شعباً لتشتروا

وَلدنا وأرضعنا دُمىً تقذفونها
بأقدامكم كي تستجمّوا وتسمروا

وما يُطرب الأوغادَ في لهوِهم سوى
ذبيحٍ من الأوداجِ والحلق يشخرُ

وصرخةِ رَوعٍ من صبيٍّ مفزَّعٍ
تغشّاهُ موتٌ بالفجاءةِ يجأرُ

فيا شِسعَ بسطارِ الغُزاةِ تطامنوا
صَغاراً وأنتم بالصَّغارةِ أجدرُ

وبيعوا دمائي ما استطعتم وقَوِّدوا
فهيهات أنْ يرقى العبيدُ ويكبروا

وأنى لكم أن تكبروا يا حثالةً
من الخزيِ في كاساتِه تتقعَّرُ

ويا ظلَّ محتلٍّ تطاول خلفَهُ
إذا اعتدلتْ شمسُ الظهيرةِ يقصرُ

دمُ ابني وآلاف الدماءِ روافدٌ
لدجلةَ تجتاح الغُثاءَ وتعبرُ

وصرختُه المكتومةُ الآنَ رَجعُها
يزلزلكم بالرعبِ فاللهُ أكبرُ.


************

القدير جدآ .. عمر أبو غريبة
غضب يطرق زنزانة الوعي سيدي .. وبينونته أصفاد مطلية الذهب ..
ولهاة اللسان .. ركيزة قد تتكوم عليها غضبة للزمان ..
دماء توكز كرامتنا وتبلل قلوبنا الجافة بالأنين ..
وكما هو دأبك .. روعة البوح استحالت إلى أبيات ماسية تطوق جيد دهشتنا ..
جئت لأطلق هتاف مكبوا البحة في صوتي ويصرخ : ياإلهي ..
جئت لأصفق لك بأكف الروح .. فتقبلني ..
لا سيما إن مررتُ مجددا ..كي أتجرع مزيدآ من القهر ..
تقدير كبير كعملاق الكواكب المشتري ..
وسلام

سحر الناجي 03-26-2011 02:17 AM

20 - وطن .. وخمـر / شاكر الغزي

وطن .. وخمـر


نَمْ وسْطَ عيني ،
والتحفْ أهدابي
واقنعْ بها وطناً ...
وكأسَ شرابِ
نمْ وسطَ عيني ،
غلّقوا في وجهكَ الأبوابَ ،
قالوا هيتَ للأغرابِ
نمْ ،
وافترشْ حُلُمي الجميلَ ،
فمن سنينَ زرعتـُهُ ورداً ،
على أبوابي
واشربْ معتّقةَ الدموعِ .. بمحجري
لا نخبَ يُسكرُ .. مثلما أنخــابـــي
خمري مُعتَّقـةٌ ببيتِ إلهةٍ
قرأت بيوتَ الشاعرِ السيـَّابِ
إنّي غريبُ الدارِ ..
مثلكَ خائـفٌ
فعـلامَ تسألنــي عن الأسبــابِ ؟

*********

شاكر العزي ..
هل نغفر للقلب ثمالته حين ينخر الحزن كينونته ..!!
وأنى .. أن يجدنا الزمان ونحن ندس بخوفنا بين طيات صدور تجهش بفأل هزيل ..
لا شئ سيدي يبعث على الدفء سوى وجه وطن خال من الخدوش ..وندبات الإنكسار
أجهدني الشتات وأنا أقرأ هذه السكرة الشهية من شعرك ..
شكرآ كبيرة لهذا الحزن
تقديري

علي أحمد الحوراني 04-03-2011 10:15 PM


الأخت سحر الناجي

ادعوك لقراءة قصيدة ( فتشت في دفتر الأيام )

ستقرأين شعرا ً وهي منشورة في المنتدى

سحر الناجي 04-13-2011 08:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد الحوراني (المشاركة 67815)
الأخت سحر الناجي

ادعوك لقراءة قصيدة ( فتشت في دفتر الأيام )

ستقرأين شعرا ً وهي منشورة في المنتدى

علي أحمد الحوراني ..
سأفعل سيدي بحول الديان قريبآ ..
فقط أنا بحاجة لكومة سوانح زمنية لأسترد عافيتي ..
وسأكون معكم بمشيئة العظيم ..
سلام على روحك ..


الساعة الآن 08:39 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team