احصائيات

الردود
2

المشاهدات
6268
 
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


هند طاهر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,200

+التقييم
0.43

تاريخ التسجيل
May 2010

الاقامة

رقم العضوية
9308
08-28-2010, 01:51 AM
المشاركة 1
08-28-2010, 01:51 AM
المشاركة 1
Thumbs up الحرب على الاباحيه قبل ان يصبح التغيير مستحيلا
قبل بضعة عقود فقط، كان للإباحية مفهوم واضح ومحدد، ولم تكن العائلات تخشى على أبنائها وبناتها طالما تمكن الأهل من إحكام الرقابة، فشاشات التلفزيون لم تكن تتيح أكثر من قناتين أو ثلاث تتبع للحكومة، والأفلام الرومانسية كانت تُعرض غالباً بعد منتصف الليل مع إخضاع بعض المشاهد الفاضحة لمقص الرقيب.
التغيير في جيلنا الحالي لا يقتصر على الانفتاح أمام مئات القنوات، ولا على إمكانية وصول الصور والأفلام الفاحشة إلى يد المراهقين عبر الإنترنت والجوال، فالمصيبة الأكبر في رأيي هي في تغير مفهوم الإباحية نفسه، وفي عدم الاتفاق على حدود الممنوع والمسموح.

لم تتجاوز الأفلام الرومانسية قديماً – على سوئها- حدود الحب المفضي إلى الزواج، وبالرغم من كل مشاهد الرقص والقبلات وإثارة الغرائز فقد كان الهدف في النهاية هو زواج بطل الفيلم من عشيقته الحسناء، أما اليوم فلم تعد مشكلتنا فقط مع وجود هذه اللقطة أو تلك، بل مع القصة نفسها التي تقوم عليها الأفلام والمسلسلات وحتى الرسوم المتحركة!
كتبنا وكتب الكثيرون قبل سنوات عن الكوارث الأخلاقية التي يتسبب بها بضعة رجال أعمال ومتنفذين عرب ممن يستثمرون في فتح القنوات الفضائية غير المسئولة، وتساءلنا عن شرعية سيطرة هؤلاء على عقول البشر من خلال ما يبثونه بلا حسيب ولا رقيب.
المراهقون والمراهقات يتابعون كل يوم تقريباً مشاهد تجمع بين شاب وفتاة على الفراش مع غطاء مشترك يستر جسدين عاريين.

الرقابة هنا تدافع عن نفسها بأن المشهد ليس إباحياً، فليست هناك قبلات ولا سلوك جنسي ولا كلمات بذيئة، ولكنهم لا ينكرون أن قصة الفيلم كلها مبنية على الإباحية، وعلى شرعية الحمل قبل الزواج، بل إن بعض الأفلام التي تشاهد على هذه القنوات تروّج للجنس والحمل دون زواج بكل وضوح، حتى إن فكرة أحد الأفلام كانت تدور بالكامل حول السخرية من والد الخطيبة ذي العقلية المتخلفة لانزعاجه من حمل ابنته قبل عقد القران، بينما كان أهل العريس وجميع من في الفيلم يذكّرون الرجل بأن الزنا أمر مقبول في القرن الحادي والعشرين، وقد انتصر موقفهم في النهاية!
المسلسلات التركية التي أدخلتها القنوات العربية حديثاً زادت من سوء ما بقدم ، فما زال المتكسبون من بث هذا الفحش يدافعون بخلو المشاهد من القبلات الساخنة، ويدعمون موقفهم بأن مصدر هذه الأعمال بلد مسلم، ولكن المضمون الفاحش الذي استفز المعارضين بقوة أكبر وجعلهم ينتبهون إلى ما كان غائباً عن أذهانهم في الأفلام الأجنبية.

هذه القنوات "العربية" تجاهلت الرأي العام واستخفت بعقول الناس وأخلاقهم وعقائدهم، بل إن بعضها تحالف مع قنوات الصهيونية "روبرت مردوخ" لإنشاء قناتين جديدتين لبث ما تنتجه شركة "فوكس" بترجمة عربية، ففي إبريل 2008م، بدأت "فوكس للأفلام" بث أفلامها بسقف رقابة شبه معدوم، ثم تبعتها "فوكس للمسلسلات" بالطريقة نفسها.
هنا يبدو أن كل ما سبق قوله من نقد واحتجاج ليس مسموعاً، ولماذا يُسمع طالما لم يخرج عن دائرة المقالات والبرامج الحوارية ولم يصل إلى درجة الغضب الشعبي؟.. قنوات فوكس لا تعترف بمقص الرقيب الذي اضطرت بعض القنوات " العربية" إلى استخدامه، ولا تبالي بما يقال ما دامت غرائز الشباب تكفل لهم نسبة مشاهدة معقولة، ولن نتحدث هنا عن أي مؤامرة يقف وراءها أمثال "مردوخ"!

أحد الأمثلة القريبة مسلسل "عائلة سمبسون" الكرتوني الشهير، والذي بدء أول موسم له قبل عشرين سنة في الولايات المتحدة ونجح في استقطاب ملايين المشاهدين من الكبار والصغار، قامت بعض قنواتنا بدبلجته تحت اسم "عائلة شمشون"، واقتطعت منه الكثير من المشاهد، أما قناة "فوكس للمسلسلات"، فلم تجهد نفسها لا في الدبلجة ولا في الرقابة، وما زالت تعرض المسلسل الكرتوني الذي نجد فيه نفس المشاهد التي نراها في أفلام الكبار، فهناك شاب وفتاة يجمعهما الفراش مع غطاء مشترك ، وهناك من يدمن على الكحول ويذهب إلى جلسات العلاج، وهناك حديث واضح ومكشوف عن الجنس، والمسلسل يعرض في الأوقات الذي يعتاد الأطفال فيها على متابعة أفلام الكرتون، والأهل لا يجهدون أنفسهم عادة في مراقبة ما يشاهده أطفالهم ولا يعرفون أصلاً أن هناك ثمة كرتون للكبار فقط !
في جعبتي عشرات الأمثلة، من أفلام ومسلسلات وحتى إعلانات تجارية تعرض على هذه القنوات وتروج للإباحية بكل صفاقة، نعم قد يخلو البعض من المشاهد الساخنة، ولكن الجنس والحب قبل الزواج قد أصبحا مألوفين كثيراً لكل من يعتاد المشاهدة، وقريباً ستتغير المفاهيم في المجتمع مع زوال الحاجز النفسي ودوام الألفة والاعتياد، ولن يحتاج هؤلاء إلى إقناعنا بالعقل والحجة فلديهم من الصبر ما يكفي لانتظار النتائج على مهل، وكما نرى فالتغيير أسرع مما نتوقع ولا يحتاج إلى الكثير من الصبر.

قبل خمسين سنة فقط، استنكر آباؤنا الفحش في السينما، وكان الأمر مقصوراً على الأفلام التي تعرض في دور يقصدها الشباب، وبعد فترة وجيزة بدأت التلفزة الحكومية بنقل هذه الأفلام إلى داخل البيوت واكتفت بعرضها بعد منتصف الليل. اعتاد الناس على المشاهدة والصمت، وسقطت الحواجز النفسية، ولم يعد هناك من يعترض.
قبل خمس عشرة سنة، خرج الإعلام عن يد الحكومة، وبدأ رجال الأعمال المتنفذون ينافسون الحكومة على التحكم في رأي الشعوب وثقافتهم وأذواقهم. استنكر الناس كعادتهم في البداية، وانطلق الدعاة في ترهيب من يمتلك الأطباق اللاقطة وحتى ملاحقتهم، دون أن يفعلوا شيئاً في حق من يمتلك القنوات ويتحكم في البث، ثم اعتاد الناس مشاهدة الأفلام الأجنبية التي كانت مقصورة على دور العرض ومحلات تأجير الفيديو، وأصبحت الأفلام تعرض على مدار الساعة بالمجان. لم يعد هناك من يعترض، بل هناك من يشكر القنوات على هذه الخدمة المجانية.
قبل سنوات قليلة جداً كنا نناضل لمنع الكليبات الفاضحة، لم ننجح أيضاً في ذلك، وهدأت موجة النقد، فيما تضاعف عدد القنوات المتخصصة في هذا الفحش، وتحولت فتيات الإثارة إلى نجمات، واعتاد الناس على تقبل وجودهن الدائم على الشاشة، بل وعلى سماع آرائهن في المجتمع والسياسة. لم يعد الفحش مقبولاً فقط، بل أصبح شرطاً للنجاح، حتى اندفعت فنانات مخضرمات إلى التعري للحاق بالركب، ولم يعد يعترض أحد!
ما هو التالي؟!.. إلى متى يستمر هذا الخنوع والضعف؟.. الاكتفاء بالمقالات وبرامج الحوار لم يعد كافياً، فلا بد من غضب شعبي يجبر صناع القرار على التحرك. مائة دعوى قضائية فقط كانت كافية لتغيير اتجاه الكثير من الأمور عندما ظهر "المجاهر بالمعصية" على إحدى هذه القنوات ليتحدث عن فواحشه في جدة، فلماذا لا يتكرر الأمر في حق البقية؟ ولماذا لا يكون هناك تنظيم وتحرك مدروس لإنقاذ هذا الجيل والأجيال القادمة؟ ولماذا لا نتحرك الآن قبل أن يصبح التغيير مستحيلاً؟


المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار
قديم 08-28-2010, 03:23 AM
المشاركة 2
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أختي العزيزة هند..
أقدر لك هذا القلم الجميل، الذي سرد المعاناة بكل تفاصيلها، وأرجو أن تتحصني ضد الضغط والسكر عندما تقرأين أسطري القادمة..
هل تعلمين أن في الرياض "العاصمة" شارع يعرف عند الشباب ومعظم ساكني الرياض بــ"شارع إبليس"، في وسط الرياض تقريبا وأرقى أماكنها، لأن فيه كل ما لذ وطاب من الأطباق الفضائية والرسيفرات وبطاقات القنوات الإباحية، ولكن الأجمل (وقمة الاستخفاف بعقولنا) أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تمنع بيعها جهارا نهارا داخل المحلات المتزاحمة في ذلك الشارع، وعندما تريدين رسيفر يتلفت العامل يمينة ويسرة، ثم ينطلق إلى مكان مجهول (في الغالب فيلا أو شقة) ليحضره على (طبق) من خوف!!
وأصدقك القول أنني لا أعرف مبررا لذلك سوى أن الهيئة ستصادر تلك الرسيفرات فقط !!
وهو تبرير يستخف بعقولنا، بل قمة الاستخفاف، واعذريني لن أشرح كيف؟!
أما الأمر الآخر، فهل تعلمين أنه إلى عهد قريب (أعتقد إلى الآن) مازال يمنع وضع الأطباق الفضائية فوق المنازل بشكل فاضح في مسقط رأسي (الباحة)، وأحمد الله أنني أسكن في قرية تحيط بها الجبال من جميع الجهات وثبت الــ(دش) على رأس جبل!! لأن العقوبة مصادرة ذلك الطبق المسكين !
كل التقدير لك سيدتي.
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!
قديم 08-28-2010, 03:42 AM
المشاركة 3
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

صباح الخير إستاذه هند طاهر..

ليس من باب التشاؤم أن اقول أن التغيير مستحيل

بل هو من باب الحقيقة

والحرب ومقاومة الأباحية ستزيد الطين بلل

والأستسلام أيضا غبن للعقول

ليكن لنا امل بنشر الوعي بشكل

اكبر..

العزيزة هند

طاب قلبك وحفظكِ ومن تحبين..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الحرب على الاباحيه قبل ان يصبح التغيير مستحيلا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسرِقْ حَتى أراك ..!! أحمد النجار منبر القصص والروايات والمسرح . 2 06-18-2014 10:58 PM
التعذيب .....متى يصبح من الماضي ؟! هايل القنطار منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 05-15-2013 08:35 PM
هل فعلا لدى المثقف العربي رغبة في التغيير ؟ غزلان هاشمي منبر الحوارات الثقافية العامة 26 04-28-2012 09:29 PM
رياح التغيير داتيه . . ام خارجيه ؟ علي الحزيزي منبر الحوارات الثقافية العامة 12 04-10-2011 03:07 AM

الساعة الآن 09:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.