احصائيات

الردود
10

المشاهدات
6597
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,731

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
08-27-2010, 09:26 PM
المشاركة 1
08-27-2010, 09:26 PM
المشاركة 1
افتراضي ++ لك ياقدس ++ قصة من ستة فصول
++ لك يا قدس ++







- الفصل الأول-



أرجوك سيدي . . فأنا لست صغيرا كما تظنني. . لقد بلغت الرابعة عشرة في الشهرالماضي. .أرجوك وأتوسل اليك أن تقبل ا نضمامي لكم. . أرجوك . . اسمح لي . .
وسأكون عند حســـن ظنك . . .
ولم يستطع أمير الجماعة أن يسمح لثائر. . بالذهاب فهو يرى أنه ما زال صغيرا. . بل إنه يبدو أصغر من عمره بكثير. . و ما زال أمامه الكثير الكثير ليتعلمه . .
عاد ثائــر الى طريــق البيـت . . يجر نفســــه جراً. . عيناه مخضلتان بالدمع . .
لا يدري ماذا يفعـل . . فهو لن يستطيع الانتظار. . لقد قتلوا عابد أخاه الأصغر. . قتلوه بدم بارد وتركوا جثته ملقاة مشوهة في وسط الساحة . . حتى الصباح التالي. . لقد سهر الليل بطوله في الزقاق. . يطل من مكمنه بفزع. . ينتظر تراجع المجرمين . . اللذين تمترسوا خلف دباباتهم حتى الفجر . . عندها فقط تمكن من الوصول الى جثة أخيه . . يضمها ويذرف عليها الدمع . . حمل جثمان أخيه الشهيد . . ولم يرض من أحد أن يعاونه . . وقد جف الدمع في مقلتيه . . ويمم وجهه شطر البيت . . والبلدة كلها تسير في مواكبته . . يعزونه و يشدون من أزره وأزر عائلتـه . .
يتذكر تماما ما حصل بعد ذلك . . اذ أصرعلى دفن أخيه في فناء البيت . . و ما أن انتهت المراسم البسيطة . . حتى أحضر علم فلسطين و أقسم أمام الجمع . . لأنتقمن لك يا أخي . . ان روحي فداء لك ياوطني . . كان ذلك منذ عام مضى . . و صار يزور أخاه كل يوم . . ليقرأ له القرآن و يبشره باخبار المقاومة . . لا يتناول طعامه الا قرب ضريحه . . فقد كان صديقه و أليفــه في كل حيــن . .




كبر ثائر بسرعة . . نسي وراءه عمره وطفولته . . كان أمامه هدف ثابت . . عليه أن يحققه
. . تشابكت العواطف في قلبه الصغير. . وعاد بذاكرته الى الوراء . . الى عام مضى . . كانوا يلعبون قرب السوق . . وجمع كبير من الأهل و الجيران يبتاعون حاجياتهم و لوازمهم . . مرت طائرة هليوكبتر من بعيد . . لم يعرها أحد أي اهتمـام . . وظهرت ثانية قرب الظهيرة
. . ثم حصـلــــــت الفاجعــــــــة . . كانـت العملية سريعة و قاتلة . . صاروخ واحد أطلقته الطائرة وسط السوق . . سبعة عشر شخصـا تناثرت أشلاؤهم وسط باقي المصابين . . واصطبغت الساحة باللون الأحمر و تحولت البهجة الى حزن أسود . . و تحول الحزن بعد ذلك الى غضب . . في البدء ساد الخوف . . ثم أعقب ذلك شجاعة لا حدود لها . . شجاعة مع رغبة في الموت . . رغبة في الدفاع عن الأرض. .هل يظن الصهاينة أننا جبناء. . سنريهم من هو الجبان. . لا نهاب الردى . . حياتنا لأرضنا فداء . .

- الفصل الثاني-

في اليوم الثاني للمجزرة . . خرج المخيم في مسيرة هادرة . . حرقـوا العلمــين الاسـرائيلي و الأمريكي. .و مضوا يهتفون . . . .
مجـــرمون. مجرمـون. . . يهـــود غاصبـون . .
بالقــرآن والإنجيـــل. . . نحمي غزة والخليــل . .
و انتبهت طلائع الجند إلى ما يجري . . فتمترسوا في دباباتهم . . ثم شكلوا صفاً واحدا ً. . ثم بدأ سيل النيران ينطلق عشوائياً . . باتجاه الناس العزل . . تفرقت المظاهرة . . وجرى ثائر ينجو بنفسه . . وبطرف عينه لمح أخاه يسقط . . يتدحرج . . ثم يسكن . . اختبأ خلف أول ساتر يحميه . . و حاول أن ينظر. . أن يبحث . . أن يستنجد . . ولكن هيهات . . زخات من الرصاص كانت تمنعه . . تطلق على كل ما يتحرك . . و بقي في موقعه. . وحيداً حتى الفجر . . حين تراجعت الدبابات . .
وخلت الساحة . . إلا من جثة أخيه . .
أراد أن ينضم لمجموعات الإستشهاديين . . و لكن أحداً من أصدقائه الأكبر ســــــناً لم يرض أن يدله على الطريق . . وجدوه ما يزاال صغيراً . . فقرر أن يتصرف بمفرده . . تخفى
بين الأزقة ينتظرالظلام . . حتى شاهد حسام ابن الجيران . . يتجه متخفياً في طريق البساتين
. . تبعه بصمت و خفية . . دون أن يراه . . مدة ساعة كاملة . . وصلا بعدها إلى مكان بين البساتين . .اجتمع فيه حوالي العشرون شاباً . . يشكلون حلقة . . في طرفها يقف أميرهم . . لحية قصيرة . . ثياب بيض . . كأنها لباس الجنة . . يحيط رأسه بعلامة العز . . علامة الاستشهاديين . . نظرته مليئة بالتقى والورع . . تعشقه حين تراه . . .
" الســـــلام علـــيكــم ! ! ! ! " . .
فوجىء الجمع بالصوت الآتي من جهة الأشجار. . اقترب ثائر من أمير الجماعة . . و بنظرة ملؤها الثقة والاعتداد بالنفس. . قال له . . أنا ثائر
. . قتل الصهاينة أخي. . أريد أن أنتقم . .
أنا فداء للقدس . . قالها بصلابة الرجال . . و بدون تردد ! . . ســــكون كمم الأفواه . . شعور فخر و عز ملأ الأبدان . . لم ينبس أحد ببنت شفة . . فالموقف ينير القلوب . .

و ما حياتنا إلا مواقف نقابل بها المولى عز و جل في العلى يوم الحساب .

" تعال و اجلس بجانبي " . . وأومأ الأمير للطفل البطل . . أجلسه بقربه . . و مضى يكمل الدرس الديني و التوعية و التدريب . . و ما أن فرغ من واجبه . . حتى التفت صوب ثائر. . عرفه بنفسه و تعرف عليه . .
ومضى يقنعه أن يهتم بدراسته و أهله في الوقت الحاضر . . و بأنهم كلهم فداء للأقصى . . و هم لن يقصروا أبداً بحق أرضهم . . ولا بحق أخيه الذي اغتالته الأيدي الجبانة . . كان كلام الأمير مقنعاً . . وثقة إيمانية عظيمة تملأ حديثه . . و لكن ثائر كان في عالم آخر . . كلا ! . . لن أستطيع الإنتظار. . لقد عاهدت أخي على الانتقام . . كلا لن أنتظر أكثر من ذلك . . فقد آن الأوان . .
ومضى ثائر يتقلب في فراشه . . عساه يأخذ قسطاً من الراحة . .
و لكـن . .
هيهات لمن وهب حاضره لمستقبله أن يهدأ له بال أو تغمض له عين . .

*** يتبع


قديم 08-27-2010, 09:33 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
- الفصل الثالث-


"و لكن كيف ؟ ". . قالها لنفسه ثم اعتدل في جلسته. . و شعر بالنشاط يدب في أوصاله . . وبدأ بوضع خطته الخاصة . . التي تمكنه من قتل أكبر عدد ممكن من الصهاينة. . واستخدم عقله البكر في تحليل الموقف . . هو يحتاج إلى مباغتة الأعداء في مكمنهم . .في مكان تواجدهم . . و يحتاج أن يحمل معه كمية كبيرة من المتفجرات خفيفة الوزن . . و توكل على الله . . و بدأ ترتيباته لوحده . . حتى والديه . . لم يتمكنا من معرفة ما يجري . . لاحظا فقط أن ابنهما قد أصبح هادئاً و منظماً جداً . . و أحسا بأنه يخطط لشيء كبير لم يتلمسا كنهه . .


خلال أيام قليلة . . كان ثائر قد تعرف بشكل تفصيلي على المناطق التي تحيط ببلدته . .ووجد أن معسكر اليهود في طرف البلدة ، يحميه سور شائك كثيف . . وتحميه الدبابات . . وأبراج الحراسة . . و لكن . . وفي جزء واحد صغير منه . . كانت نباتات كثيفة تشكل حاجزاً طبيعياً يمنع الاقتراب أو المرور إلى المعسكر . . وعرف ثائر أن الجنود و الضباط يحتفلون ســـوياً كل يوم ســـــبت . . . إذن . . هذا هو الهدف . . و ستكون الخطة كما يلي :
سيزحف بين النباتات الكثيفة . . و يشكل لنفسه ممراً آمناً . . يصل به إلى السور الشائك . . و هناك عليه أن يحفر خندقاً . . يمر من تحت السور . . كي يتمكن من الدخول . . أما المتفجرات و المسدس الشخصي . . الذي لا شك سيحتاج إليه. . فسوف يستعيرهما من المخزن السري للجماعة . . و الخطة سوف تحتاج إلى خمسة أيام لإتمامها . . ومع ما في الخطة من مخاطرة كبيرة . . فقد وجد أنها تحقق المطلوب بشكل تام . .

في أحد أيام الآحاد . . و في الليل البهيم . . تسلل إلى المخزن السري للجماعة . . وأخذ ما يلزمه من متفجرات مع مسدس واحد و رباط واحد للرأس . . رباط الشهادة . . و اتجه صوب

الحاجز النباتي . . و زحف خلاله إلى أقصى مدى ممكن . . مستعملاً مقصاً عتيقاً وجده في البيت . . وعندما لاح شعاع الفجر قام بإخفاء كيس المتفجرات . . وأغلق مدخل النفق بأكمة نباتية من الأشواك . . وعاد أدراجه إلى المسجد . . فصلى الصبح واستمع إلى وصايا الإمام. . وتمنى لو يخبرالامام أن رسالته قد وصلت . . وأن حياته وحياة كل فلسطيني. . هي فداء لهذه الأرض . . وأسرع ثائر بعد ذلك إلى البيت. . ونام بعمق كبير لم يعرفه منذ وفاة أخيه . . سبع ساعات متواصلة. . استغرب أهله منه ذلك . . و أحسوا بذات الوقت بما ينوي أن يفعل. .


- الفصل الرابع-


كانت والدته تحبه حباً كبيراً. . ولكنهاأبداً لن تمنعه من الدفاع عن الأرض والعرض. . لقد ثكلت قبل زمن بوالدها . . ثم بأخيها . . ثم ثكلت بابنها . . ولكنها صمدت . . ووضعت في سلم أولوياتها. . أن القدس و الأرض تأتي أولاً وهي مؤمنة أن أولادها سيكونون اليوم أو غداً من الشهداء . . ولو هيأ الله لهم الشهادة . . فلن ترضى أبداً ان تكون عقبة في طريقهم . .


(( اللهم ارزقني شهادة من عندك. . وارزقها أبنائـي. . اللهم ســـهل طريقهـــا إليهم. . واجعلــها هدفــهم. . وخذهــم إليك. . إنـك ربي ســـميع الدعاء. .. إنـك على كل شـــيء قدير. .)) .


هكذا كان دعاؤها. . هربت من قلبها. . وضغطت على روحها. . وسيطرت على شعورها. . .

للـه كم أحبت ولديها . . للـه كيف كان شعورها لما تسلمت جثة ابنها. . ولكن اللــه الذي توكلت عليه وحده . . منحها القوة و الثبات . . ومنع عنها الخذلان . .

ومن يتوكل على اللــه فهو حسبه. . .

وبعد صلاة الظهر. . ذهب ثائر إلى جار لهم. . واستعار منه آلة التصوير التي تعطي صوراً فورية . . ثم ذهب لصديق عمره محمد . . وطلب منه الحضور للبيت معه لأمر هام . . وفي غرفته . . علق ثائرعلم فلسطين . . على الجدار العريض . . وكتاب اللـــه عن يمينه . . وصورة بندقية عن يساره . . ثم نثر بعض أصابع الديناميت حوله. . وأمسك المسدس بيده. . وأمسك بيده الأخرى رسالة كتبها بنفسه. . ولم ينس أن يضع شريط الشهادة حول جبينه. . .
و تم التقاط ثلاث صور. . الأولى لأهله . . والثانية لأمير الجماعة . . والثالثة لصديقه وكاتم سره. . وظهرت الصور الثلاث . . فيها الإقدام و الأمل . . فيها الشـــهـادة والإيمـــان . . يلفهـــا الصدق . . وتجللها الرهبــة. . ويملؤها :
أن اللــــه لا يغير ما بقومحتى يغيروا ما بأنفسهم. . .
الشجاعة و التصميم . . الانتقام . . التضحية والفداء . . حب الأرض . . معنى الحياة . . كل تلك المعاني قد اجتمعت في نظرة هذا الطفل . . وأطلت من بين ثنايا تلك الصور. . .

للــــه ما أجملك من طفل. . فتح جرحنا العربي . . وأخرج منه الأمل . . نثره عطراً وزهراً فواحاً. . انتثرعلى كل جيل مضى . . وكل جيل آت . . لقد سطرت ببطولتك العفوية مجداً ليس خليقاً إلا بالأمم . . .

أخذ محمد الصور الثلاث ولفها بعلم فلسطين . . وطواه بحجم المصحـف . . ووضع الكل في كـيس بســـــيط أخذه معه . . أخفى ســـره . . ومضى يبدأ بمــا انتهى إليــه ثائــر. . تتبع الجماعــــة . . عسى أن يقبلوه فــي صفوفهم . . ويكون امتداداً لصديقـه . . حباً بفلســطين . . وعشـقـا ًللأرض . . .


**** يتبع

قديم 08-27-2010, 09:38 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
- الفصل الخامس -


وتلت أيام قليلة بعد ذلك على منوال واحد. . حيث هيأ ثائر مجرافاً بسيطاً عند حداد البلدة . . يساعده على حفر الخندق . . ومضى يحفرويحفر يوماً بيوم . . حتى تمكن من تهيئة فجوة تسمح بمروره . . . إذن . . فكل شـــــيء أصبح جاهزا . . .
وجـــاء اليوم الموعــود . . يــوم الجمعة المباركـة . . وكـان موعد التنفيذ في الواحد ة . . فجر الســــبت . .
وقد كان هذا اليوم . . يوم فرحة بالنسبة للبطل . . أخذ صديقه وذهب معه يزور أهل بلدته . . يسلم على هذا و يمازح ذاك . . ومن لم يجده . . يلتقي به في المسجد. . . وفاجأ محمد صديقه بكلمات قليلة . . استقرت عميقاً في وجدانه . . وانشرح بها صدره . . " صديقي العزيز. . لن يطول غيابك. . انتظرني. . وسوف تجدني عندك ". . الحمدللـــه . . الحمدللـــه . . هكذا هلل ثائر. . خرج جوابــه من أعما قـــه . . وعلم أنه على الصراط المستقيم. . ما أحلاها من كلمــــات في مــثل هـذا الـيوم . .
وكلما اقترب الموعد. . زادت سعادة ثائر و حما سه . . و استعجل الزمن . . فالجنة صارت قريبة قريبة . . للـــــــه كم هي طويلـــــــــة هذه الحيــــــــاة . .
في فترة المساء. . ذهب ثائر إلى بيته. . قابله أهله بأحلى ابتسامة . .اعتبروا أن يومه هذا هوعيد لهم . . فتهـيأوا له . . ولم يزعجوه بسؤال أو تعليق . . كانوا يعرفون أنه على الطريق القويم . . نعم . . هذا هــــــو طريقنــــــا. . وهذا هو قدرنــــا . .
أخذ ثائر يبحث و يبحث في البيت عن شيء ما . . ولم يجده . . وأمه ترقبه من طرف خفي . . و فهمت بقلبها ماذا يريد ولدها . .أ حضرت له ثوباً أبيض كان لخاله الشهي د. . ودفعته إليه . . أهذا ما تبحث عنه! !
وبكل الحب. . وكل العاطفة . . قفز ثائر إلى صدر أمه يودعها و تودعه. . لقد قرأت أفكاره . . وعرفت ماذاينتوي . . وعرفت ماذا يريد . . الزمن يجري . .وقد قارب الوقت منتصف الليل






- الفصل السادس


ارتدى ثائر ثوبه الأبيض . .وقـبل أفراد عائلتـه فـرداً فـرداً . .ودع صديق عمره عند أطراف البلدة . . ومضى إلى مصيره وحيدا . . إلا من اللــــــــه معه . . وإلا من صور من سبقوه إلى الشهادة في ذاكرته . . لم يعرف الخوف إلى نفسه سبيلا ً. .
ومن يهب عمره في ســــــبيل قضية. . لا يشعر بالرهبة أبداً. . .
وصل ثائر إلى منطقة الهدف . . أزال الأكمة النباتية التي تخفي النفق . . وزحف إلى الداخل. .
تحزم بالمتفجرات. . حمل مسدسه. . مر تحت السور. . واقترب من الخيمة الكبيرة. . تتصاعد منها أصوات الصهايــنــة و ضحكــــاتهم . . ســــــترون ياأعداء اللـــه من يضحك أخــيـــرا . . .
وبسكين صغير معه . . أحدث ثقباً في قماش الخيمة كي يضع خطة الدخول . . شاهد في وسط الخيمة باراً خشبياً مرتفعاً . . فذهب خلفه من خارج الخيمة . . وأعمل سكينه في الحبل السفلي حتى قطعه . . ثم أبعد قماش الخيمة بهدوء و حذر ونزل تحته . . وفي لحظة واحدة . . كان قد أصبح في الداخل . . في وسط الصهاينة تماماً . . يخفيه البار المرتفع . . .
قرأ الفاتحة. . وقرأ آية الشهادة ودعا اللـــــــه. . " اللهم لا أملك في هذه الدنيـــاإلا نفسي. . أهبها لــك و في ســــبيلك. . اللهـــم تقبلهــــا منــي. . إنـك أنــــت الســـميع المجــيب " .
جهز مسدسه. . وقفز إلى وسط الجمع تماماً . . أطلق الرصاصة الأولى فأصاب الضابط الأول . . والثانية أصابت ضابطاً آخر. . وقبل ان يدرك أحد ماذا يحصل . . كان دوي انفجار عظيم يهز المعسكر . . ويهز البلدة من أقصاها إلى أقصاها . . ولم تسمع إلا كلمة واحدة . . اللــــــه أكبر . . اللــــــه أكبر . . .
لم ينج من الصهاينة أحد . . وكان عددهم كبيراً . . واستمر العدو بإخلاء قتلاه و جمع أشلائهم لساعات عديدة . . دلت على قوة الضربة و قساوتها . . .
أما في البلدة . . وبعد دقائق معدودات من سماع الانفجار. . أسرع محمد الصديق الوفي إلى أهل الشهيـــد . . يطرق الباب . . يظهر الوالد والوالدة ومن ورائهم الأخوات الصغار. . ويتوجه إليهم بوجه دامع يملؤه الحماس و الفخر. . لدي أمانة من ثائر. .أرجو ان تتقبلوها. .
. . ضم الوالد صديق ولده إلى صدره . . دلفا إلى الداخل . . وفتح الأمانـة فوجد العلـم و المصحف والصورة . . والرسالة . . رسالة قصيرة . . بسيطة . . أعطت المعنى الكامـل لحياة هذا المناضل البطل . . .

أهلـــي . . . أحبائــي . . . أصدقائـــي . . .
يـا أرض الرســــالات. . . يا قــــد س. . . .
إني أجـود بنفســــي فـــداء لكـــــم . . .
لقد انتقمـت لأخي . . وانتقمـت لأرضــــي . . .
هذا هو قدرنــــا . . . وهذا هو الطريـــق . . .
من ســــار عليـه . . وصل إلى الشـهـادة . . .
لا تنتظروا من يحرر فلـــسطين عنكـــــم . . .
لن نسترد القدس بالخطـب والهتافـــــات . . .
لن نستردها بالاتفاقيــات والمعاهـــــدات . . .
اتفاقـيات السلام مرفوضـــة مرفـوضـــة . . .
حرروهــــا بدمـــائـــــــــــكم . . .
واكــســـبوا بذلـــــك الجنــــــة . . .


ابنكم البار . . ثائر . .





انتهت




** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 08-27-2010, 09:53 PM
المشاركة 4
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سلام ُ الله عليك َ يا أحمد

وسلام ٌ وألف تحيـّة ٍ لـ قلمك

الفصل الأول

مشاهد دمويـّة من مسلسل الإجرام الصهيوني ّ تتكرّر كل ّ يوم ٍ عشرات المرّات

وثائر رمز ٌ للطفل الفلسطيني ّ المُجاهد الذي أُرضـِع َ حـُب ّ الوطن وشب ّ وهدفه الوحيد

الثأر للدماء التي أُهدرت بدون وجه حق ّ

أحمد ~

سـ أعود لاستكمال الفصول بـ مشيئة الله ~

قديم 08-28-2010, 06:26 PM
المشاركة 5
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفصل الثاني

لله در ّ هذا الثائر

تأجـّجت بداخله نار الانتقام والثأر لأخيه

فلن يهدأ حتى ينتقم

صغير السن ّ ولكن ّ همـّته تعانق السحاب

بمثل هؤلاء نفتخـِر ~

سـ أعود بإذن الرحمن ~

قديم 08-30-2010, 02:07 AM
المشاركة 6
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إلى جنات الخلد يا ثائر وكل ّ شهيد ٍ من أطفالنا الرجال الأبطال

فرّت من عيني ّ دمعة يملؤها الألم على دم هذا الطفل الفلسطيني الذي لم يجد غير روحه يقدّمها فداء ً للأقصى

وامتلأت أملا ً وفخرًا بأمثال هؤلاء الأبطال ..

الأديب الرائع أحمد فؤاد صوفي

دام َ لنا قلمك بهذا العطاء ..

شكري وتقديري الجم ّ ..

قديم 08-30-2010, 12:50 PM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أخي أحمد
سلام الله عليك

حيثما توجد قصة فلسطينية
تكون مغموسة بالدم ..

سلمت يداك يا أحمد ..



تحية ... ناريمان

قديم 08-30-2010, 09:11 PM
المشاركة 8
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأديبة العالية أمل محمد المحترمة

لمثلك أكتب . .
ولمثلك يكون الفخر عنوان . .
فما فائدة كاتب مجد ملتزم . .
إذا لم يوجد القارىء المجد الملتزم . .
الذي يقرأ القصة بإحساس وحماس ورغبة . .
فيصل إلى كنه القصة ويسبر أغوارها . .

إليك تحيتي وودي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 08-31-2010, 09:46 PM
المشاركة 9
ساره الودعاني
كاتبة وأديبة سعودية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثائر الطفل الذي ولد رجلا
ولم يذق طعم الصبا !

إستاذ احمد فؤاد صوفي
أعجبني إسلوبك في الكتابة
التكثيف والسلاسة معا..
تحيتي لك ولثائر..







خُــلــقــت حــواء مـــن ضـــلــع { آدم }

لــذلــك { هـــي } لا تـــشـــعــــر بـــالأمــــن حـــتـــى

يــــضـــع رأســهـــا عــــلـــى صــــدره !!!
قديم 09-02-2010, 03:22 PM
المشاركة 10
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

أديبتنا الكريمة ناريمان الشريف المحترم

نعم . . ما أخذ بالدم . . لن يعود إلا بالدم . .
إنها قصص البطولة . .
نقرأها صباح مساء . .
تشحذ الهمم . .
وتؤكد للجميع " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
وتؤكد أن المهم في الحياة ليس طولها أبداً . .
وإنما بماذا قضيناها . .

أشكرك ثانية . .
تقبلي احترامي وودي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ++ لك ياقدس ++ قصة من ستة فصول
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فصول السنا الأمين عمر منبر البوح الهادئ 11 01-25-2017 02:33 PM
فصول أمل سليمان إبراهيم منبر شعر التفعيلة 0 12-14-2012 01:08 PM

الساعة الآن 11:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.