احصائيات

الردود
5

المشاهدات
5897
 
محمود عباس مسعود
أديب وباحـث ومترجــم

محمود عباس مسعود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
59

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة

رقم العضوية
10426
11-16-2011, 09:46 PM
المشاركة 1
11-16-2011, 09:46 PM
المشاركة 1
افتراضي من الموسوعة الأثرية: غزو قمبيز لمصر
طلب بعض الأصدقاء ممن قرأوا قصة (ذكاء فرعوني بامتياز) وموضوع (الطبقات في مصر القديمة) تزويدهم بمزيد من المعلومات/القصص من موسوعة (عادات وتقاليد المصريين القدماء)، فوعدت بالمحاولة، وقمت بترجمة المعلومات التالية ببعض التصرف، إذ استبدلت بعض كلمات بغيرها، بحسب ما رأيته مناسباً، دون الإخلال بروح النص.. فتفضلوا..

زار (الحكيم والمشرّع اليوناني) صولون مصر إبان حكم عمسيس Amasis (حاكم مصر – من الأسرة السادسة والعشرين)، وقد أعجب كثيراً بشرائع المصريين التي أتاحت – بفضل سخاء الملك – مرافق البحث والدراسة لطالبيها، فقام بإضافة العديد من تلك الشرائع إلى قوانين الأثينيين.

كان عمسيس من كبار مشجعي الفنون، تشهد بذلك الصروح التي ما زالت قائمة، وكذلك ما دوّنه قدامى الكتبة...

ولأنه كان أحد سكان مدينة سيس Sais فقد انصبّ همه بشكل خاص على تحسين تلك المدينة وتطويرها. لذلك قام بتشييد المدخل العملاق للمدينة تكريماً للآلهة مينيرفا Minerva. هذا المدخل هو مبنى فخم فاق كل مبنى آخر من حيث نوع وحجم وروعة الحجارة التي استعملت في بنائه. ووضع أمامه عدة تماثيل ضخمة، إضافة إلى سلسلة من تماثيل أبي الهول، التي شكلت الجادّة المفضية إلى المدخل الرئيسي.

هذا المدخل أو الصرح كان عبارة عن بلاط ضخم مفتوح في الوسط ومحاط من الداخل بصفوف من الأعمدة، إضافة إلى بروج هرمية الشكل أمام المبنى، مما شكل أحد المنافذ أو الممرات إلى معبد مينيرفا على غرار مداخل معابد طيبة Thebes

لهذه الغاية جمع عمسيس حجارة ذات سماكة مدهشة، جُلِب بعضها من مقالع ممفيس والبعض من شلالات سين Syene . لكن بحسب المؤرخ اليوناني هيرودوتس أن ما يبعث على الإعجاب هو مبنىً مؤلف من حجر واحد تم جلبه من مدينة (أو جزيرة) ألفنتين Elephantine التي تبعد عن (سيس) مسافة عشرين يوماً. وقد تم انتقاء واستخدام ألفيّ رجل من فئة النوتية على مدى ثلاث سنوات لنقل الحجر العملاق إلى سيس... هذا الحجر لا يزال قائماً عند مدخل المعبد. والسبب من إبقائه على حاله هو أن المهندس المكلف بالمهمة سئم من طول مدة العمل وسُمع وهو يتأوه أثناء سحب العمال للحجر، وكان عمسيس حاضراً في تلك اللحظة، فأمر على الفور بالتوقف عن العمل وعدم تحريكه من موضعه. في حين يؤكد البعض أن أحد العمال مات سحقاً أثناء سحب الحجر ولذلك صدر الأمر بوقف العمل.

قدّم عمسيس الكثير من الهدايا الفخمة لمعابد أخرى في كل من مصر العليا والسفلى... وهناك صروح ما زالت قائمة في أنحاء متفرقة من مصر، إحداها المسلة الصوانية في تل الطماي Tel-et-mai

قرب نهاية عهد هذا الملك بعث قمبيز Cambyses (ملك الفرس) رسولاً إلى مصر يأمر عمسيس بأن يزوجه ابنته. تلك الخطوة جاءت بتحريض من أحد رعايا عمسيس، وكان عدواً له (أي لعمسيس.)

هذا الرجل كان طبيباً، وعندما طلب قورش Cyrus (والد قمبيز) من ملك مصر أن يزوده بأفضل نصيحة لعلاج مرض من أمراض العيون، أجبر عمسيس الطبيب على ترك زوجته وأسرته والذهاب إلى فارس.

راح الطبيب يفكر بطريقة للثأر من عمسيس على هذا المعاملة فحرّض خليفة الملك على طلب ابنة عمسيس لأحد سببين: إما لحرمان عمسيس من ابنته أو لإثارة حفيظة قمبيز برفضه تزويجها منه.

كان عمسيس يكره ويحتقر ملك الفرس ومقتنعاً بأن معاملته لابنته لن تكون مشرّفة ولائقة بمقام أميرة مثلها، لذلك لم يكن مستعداً لقبول العرض. لكنه خشي التصريح برفضه، وبدلاً من أن يرسل ابنته أرسل نيتاتس Neitatis ابنة الملك المتوفي، وكانت بارعة الجمال والجاذبية. فأمر عمسيس بإلباسها أفخر الثياب وتزيينها بأروع الحلي، ثم أرسلها إلى بلاد فارس على أنها ابنته.

بعد وصولها بقليل، وبينما كان قمبيز يخاطبها على أساس أنها ابنة عمسيس، كشفت له عن الخديعة التي حاكها رجل قام بخلع والدها عبريس Apries وقتله واستولى على العرش بمساعدة جماعة متمردة منشقة. استشاط قمبيز غضباً لهذه الأنباء وقرر إعلان الحرب على المعتدي على حقوق غيره، وعلى الفور قام بتجهيز حملة على مصر.

بحسب هيرودوتس هذا هو السبب لغزو قمبيز لمصر، لكن ذلك يبقى تخميناً غير مدعوم بأدلة قاطعة.

ومهما كان سبب الحرب، من المؤكد أن قمبيز كان مستاءً للغاية من عمسيس، ولذلك تعرضت مصر لدى غزو ملك فارس لها لمعاملة بربرية شنيعة.

دُمّرت المعابد والمباني العامة، ونـُبشت القبور وأحرقت الجثث، وتعرض الدين للإهانة، وتم نهب وتدمير الممتلكات الخاصة وكل ما يمكن نهبه أو إتلافه. التماثيل الذهبية والفضية والتحف الثمينة تم إرسالها إلى فارس، وتم أخذ العديد من المصريين أسرى وسيقوا إلى تلك البلاد.

مات عمسيس قبل ستة أشهر من وصول الفرس مما حال دون شفاء صدر قمبيز من التنكيل بملك مصر. وبالنظر إلى الطريقة التي تعامل بها الفرس مع جثمان عمسيس، فقد كان محظوظاُ لوفاته قبل وصولهم ووقوعه حياً بين أيديهم، ولعدم معرفته بالفظائع التي كانت على وشك الحدوث.

هناك ظروف عديدة ساهمت في القرار الذي اتخذه قمبيز لغزو مصر وخلع عمسيس، بصرف النظر عن الإهانة التي قد يكون وجهها له هذا الأخير، أو الطموحات التي كانت تراود امبراطوراً حديث العهد.

من بين الأسباب التي يذكرها هيرودوتس أن أحد مساعدي عمسيس، واسمه فانيس Phanes كان متميزاً بذكائه وقدراته العسكرية. ولسبب ما لم يكن هذا الرجل على وفاق مع عمسيس فهرب من مصر في قارب لغرض التخابر والتشاور مع قمبيز. وبما أنه كان واسع النفوذ وقوي التأثير، وعلى دراية دقيقة ووثيقة بمصر وأحوالها، كان لا بد من إفشال مخططه.

أرسل عمسيس واحداً من أكثر الخصيان ولاءً في سفينة حربية لإلقاء القبض على فانيس وإعادته. المطاردة كانت ناجحة، وتم أخذ فانيس إلى ليشيا Lycia لكن فانيس تغلب على الحراس بالحيلة والدهاء فنجا من الأسر وفرّ إلى بلاد فارس.

على الفور قبل قمبيز خدماته وأصغى باهتمام للمعلومات القيّمة والنصائح التي قدّمها له عن مصر وعن المحاذير التي يجب أن يتنبّه إليها أثناء عبوره الصحراء.

وبناء على مشورته تم عقد معاهدة مع أعراب الصحراء لتزويد الفرس بمرشدين وبكميات وافرة من الماء. وبحسب هيرودوتس: "أمر أمير الأعراب بتحميل كل جماله بزقاق (حاويات مصنوعة من الجلد)، مملوءة ماءً، وتوجّه بها إلى (مكان في) الصحراء بانتظار وصول قمبيز وجيشه."

إثر موت عمسيس اعتلى العرش ابنه بسامنيتوس Psammenitus، وإذ كان على دراية بالمخاطر المُحْدِقة بمملكته، لا سيما خطر غزو قمبيز لها، قام بتجهيزات كبيرة لتحصين الجبهة الأمامية والدفاع عنها؛ فتقدّم بقواته والقوات الآيونية والكارية Carian (نسبة إلى كاريا جنوب غرب الأناضول) باتجاه بلوسيوم Pelusium وخيّم في سهل بالقرب من مصب النيل.

أما الفرس فقد قطعوا الصحراء وعسكروا مقابل جيش بسامنيتوس، وتهيأ الطرفان للقتال. كان الإغريق مستاؤون من غدر فانيس الذي أتى بغازٍ غريب إلى مصر، ورغبوا في أن يبرهنوا له عن استيائهم من فعلته النكراء فجلبوا ولديه إلى ساحة رحبة وذبحوهما فوق وعاء كبير أمام بصر والدهما.

بعد ذلك قاموا بمزج دم ولديه بالخمر، ولدى انتشائهم اقتحموا موقع العدو. تطور النزاع وعمّ الجبهة بطولها وعرضها، ولفترة طويلة لم تحسم المعركة لصالح أي من الطرفين. أخيراً حدثت مذابح رهيبة في الجانبين فقررت قوات بسامنيتوس التوقف عن القتال والهرب.

الآن أصبح الطريق مفتوحاً أمام الغازي، من بلوسيوم إلى ممفيس، فسارع إلى العاصمة القديمة لمصر السفلى. وإذ كان يأمل في شروط لصالحه، دون الحاجة إلى خوض معركة أخرى، أرسل قمبيز أحد الفرس في زورق للعلاج عند أحد الأطباء المصريين. ولكن ما أن رأوا القارب يدخل ممفيس حتى هجموا عليه من القلعة فحطموه ومزّقوا ملاحيه تمزيقاً.

ما أن تناهى الخبر إلى قمبيز حتى استبد به غضب عارم فحاصر على الفور ممفيس، وإذ أحالها إلى ركام أعمل السيف في رقاب أهلها. وقد أسِر الملك واقتيد ألفان من الفتية ممن هم بعمر ابن بسامنيتوس يتقدمهم الأمير الصغير وأجبروا على السير صفاً أمام الفاتح، ثم أعدموا انتقاماً لذبح الرسل...

أصبحت إذ ذاك مصر إحدى ولايات فارس، وكانت الأسرة السابعة والعشرين تتألف من قمبيز وسبعة من خلفائه.

والسلام عليكم

المصدر: The Manners and Customs of the Ancient Egyptians
المجلد 1 الصفحات 128-132

ترجمة: محمود عباس مسعود


غاية الحياة معرفة الذات
http://www.swaidayoga.com/

الحوار الذي أجراه معي الشاعر الجزائري الأستاذ ياسين عرعار على الرابط التالي

http://www.saddana.com/forum/showthread.php?t=10887
قديم 11-16-2011, 10:20 PM
المشاركة 2
سمر عز الدين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
معلومات رائعة لم اكن اعرفها من قبل ..
شكرا لك

قديم 11-17-2011, 02:51 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد
أستاذي الكريم محمود عباس مسعود
أشكرك لقيامك بترجمة هذه المعلومات المهمة
نحتاج فعلا لغعادة قراءة التاريخ
الموضوع مكانه في منبر التاريخ
تحيتي لك
نسخة منه إلى مجلة منابر ثقافية مع االتقدير

قديم 11-17-2011, 03:19 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
قديم 11-17-2011, 09:53 PM
المشاركة 5
محمود عباس مسعود
أديب وباحـث ومترجــم
  • غير موجود
افتراضي
معلومات رائعة لم اكن اعرفها من قبل ..
شكرا لك

يسعدني أن المعلومات أعجبتك.
أهلا ومرحباً بك



.

غاية الحياة معرفة الذات
http://www.swaidayoga.com/

الحوار الذي أجراه معي الشاعر الجزائري الأستاذ ياسين عرعار على الرابط التالي

http://www.saddana.com/forum/showthread.php?t=10887
قديم 11-17-2011, 09:56 PM
المشاركة 6
محمود عباس مسعود
أديب وباحـث ومترجــم
  • غير موجود
افتراضي
مساء الورد
أستاذي الكريم محمود عباس مسعود
أشكرك لقيامك بترجمة هذه المعلومات المهمة
نحتاج فعلا لغعادة قراءة التاريخ
الموضوع مكانه في منبر التاريخ
تحيتي لك
نسخة منه إلى مجلة منابر ثقافية مع االتقدير

الأستاذة الأديبة ريم بدر الدين
يسعدني أن هذه المعلومات أضافت جديداً لمنبر التاريخ
شكراً على إضافتها إلى المجلة
وعلى حضورك المتألق
تحياتي وأطيب تمنياتي


.

غاية الحياة معرفة الذات
http://www.swaidayoga.com/

الحوار الذي أجراه معي الشاعر الجزائري الأستاذ ياسين عرعار على الرابط التالي

http://www.saddana.com/forum/showthread.php?t=10887

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: من الموسوعة الأثرية: غزو قمبيز لمصر
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المدينة البيضاء الأثرية أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 04-05-2022 09:52 PM
البترا/ المدينة الأردنية الأثرية . أحمد فضول منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 10 07-16-2019 02:35 AM
تحيا مصر ( الف مبروك لمصر ام الدنياا) هند طاهر المقهى 4 06-09-2014 12:49 PM
من الموسوعة الأثرية: ذكاء فرعوني بامتياز ومعلومات مثيرة... محمود عباس مسعود منبر الآداب العالمية. 8 01-02-2012 05:40 AM
<<< منطقة الدفي الأثرية.. «فخاريات وصخور» قبل 200 سنة من الميلاد >>> ساره الودعاني منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 0 04-20-2011 08:55 AM

الساعة الآن 12:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.