احصائيات

الردود
0

المشاهدات
4928
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
09-06-2011, 01:52 AM
المشاركة 1
09-06-2011, 01:52 AM
المشاركة 1
افتراضي دراسة عن الحب
عبد الله علي باسودان


دراسة عن الحب

أراد الله أن نعشق لما أوجد الحسنا
والقى الحــب في قـــــلبك اذ القاه في قلبي

مشـــــــــيئته...وما كانت مشـــيئته بلا معنى
فان احــــببت ما ذنبـــــك او احـــببت ما ذنبي

دعي اللاحي وما صنــف والقالـــي وبهتانـــه
اللجـــــدول ان يجـــري وللـــزهرة ان تعبـــق

وللاطيـــار ان تشــــتاق ايـــارا والـــــوانــــــه
وما للقلب وهو القلب ان يـهوى وأن يعشق
ا ا يليا أبو ماضي

الحب فطرة فطرها الله تعالى في الإنسان. وبالحب قامت السماوات والأرض.و جائزومحمود و مأموربه في الإسلام و مطلوب في كل نواحي الحياة والاحاديث كثيرة ومتواترة تحض عليه إلا أن يؤدي هذا الحب إلى حرام .

كما أن الحب في الشهوة جائزة ويثاب عليه المسلم إذا وضع شهوته في الحلال. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بما رواه أبوذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وفي بُضع أحدكم صدقة ) - أي في جماعه لأهله - فقالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم
( أرأيتم لو وضعها في الحرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) رواه مسلم 720

وعن ابن القيم رحمه الله

قضى الله قضاءً لا يرد من أحب غيره عذبه به في الدنيا ولا بد، فلنحذر في حبنا لبني البشر فانه قد يوقعنا في الشرك الاصغر وهو ما يصطلح عليه بشرك المحبة فليكن حبنا الاول لربنا ثم حبنا لعباده تبعا لحبه فلا نحبهم الا لأ نه يحبهم ولما يفعلونه من طاعاته. وإحتناب محارمه.

و في تفسير الآية الكريمة في قوله تعالى ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب﴾ يقول الآلوسي في (روح المعاني): التزيين للشهوات يطلق ويراد به خلق حبها في القلوب، وهو بهذا المعنى مضافاً إليه تعالى حقيقة لأنه لا خالق إلا هو، ويطلق ويراد به الحض على تعاطي الشهوات المحظورة، فتزيينها بالمعنى الثاني مضاف إلى الشيطان، تنزيلاً لوسوسته وتحسينه منزلة الأمر بها والحض على تعاطيها.

وعن الفخر الرا زي في التفسير الكبير

اختلفوا في قوله تعالى : (زين للناس حُب الشهوات من النساء .....) من الذي زين ذلك؟ أما أصحابنا فقولهم فيه ظاهر وذلك لأن عندهم خالق جميع الأفعال هو الله تعالى وأيضاً قالوا: لو كان المزين الشيطان فمن الذي زين الكفر والبدعة للشيطان، فإن كان ذلك شيطاناً آخر لزم التسلسل، وإن وقع ذلك من نفس ذلك الشيطان في الإنسان، فليكن كذلك الإنسان، وإن كان من الله تعالى، وهو الحق فليكن في حق الإنسان كذلك، وفي القرآن إشارة إلى قوله:" رينا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا " القصص 63. يعني إن اعتقد أحدنا أغويناهم فمن الذي أغوانا، وهذا الكلام ظاهر جداً.

ثم يقول الفخر الرازي ما ذهب إليه القاضي إذ يقول: إنه تعالى أطلق حب الشهوات، فيدخل فيه الشهوات المحرمة ومزين الشهوات المحرمة هو الشيطان، ثم يضيف: إنه تعالى ذكر القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وحب هذا المال الكثير إلى هذا الحد لا يليق إلا بمن جعل الدنيا قبلة طلبه ومنتهى مقصوده، لأن أهل الآخرة يكتفون بالغلبة.( انتهى.)

وكذلك نرى للصوفية قول مطابق لما أشرنا إليه وهو قول مكي بن أبي طالب في تفسيره [الهداية إلى بلوغ النهاية] روي عن عمر أنه قال: لما نزلت هذه الآية: (زين للناس حب الشهوات من النساء....)) الآن يا رب حين زينتها فنزل قوله تعالى" قل أُ نبئكم بخير من ذلك ,,, "ألآية أل عمران 15. فالمعنى: زين الله للناس ذلك ابتلاءً واختباراً منه كما قال: "إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلؤهم ...." .الكهف 7.( انتهى.)

و قول آخر في قوله تعالى : " و هديناه النجدين " طريق الخير وطريق الشر فليختار بإرادته أيهما يريد فا لامر واضح لأن الانسان مخيرلا مسير في ذلك ، وإ نما هو مسير في أمور أخرى مثل الأقدار وما يصيب الإنسان من مرض وكوارث وغيرها.

وعن الحسن البصري ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " جاء رجل إلى رسوالله صلى الله عليه وآله وسلم فقال " يارسول الله مالي لا أحب الموت ؟ قال هل لك مال ؟ قال نعم ، فقدمه بين يديك، قال الرجل لا أطيق ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم " المرءُ مع ماله ، إن قدمه أحب أن يلحق به وإن أخره أحب أن يتخلف معه. "

علامات الحب عند ابن حزم الاندلسي :

للحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي فأولها :
إدمان النظر، والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمعبرة لضمائرها والمعربة عن بواطنه. فترى الناظر لا يطرف، يتنقل بتنقل المحبوب وينزوي بانزوائه، ويميل حيث مال.
ومنها الإقبال بالحديث. فما يكاد يقبل على سوى محبوبه ولو تعمد ذلك، وإن التكلف ليستبين لمن يرمقه فيه، والإنصات لحديثه إذا حدّث، واستغراب كل ما يأتي به ولو أنه عين المحال وخرق العادات، وتصديقه وإن كذب، وموافقته وإن ظلم، والشهادة له وإن جار، واتباعه كيف سلك وأي وجه من وجوه القول تناول
ومنها الاسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه، والتعمد للقعود بقربه والدنو منه، واطراح الأشغال الموجبة للزوال عنه، والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى مفارقته، والتباطؤ في الشيء عند القيام عنه.
ومنها بهت يقع وروعة تبدو على المحب عند رؤية من يحب فجأة وطلوعه بغته.
ومنها اضطراب يبدو على المحب عند رؤية من يشبه محبوبه أو عند سماع إسمه فجأة.
ومنها أن يجود المرء ببذل كل ما كان يقدر عليه مما كان ممتنعاً به قبل ذلك، كأنه هو الموهوب له والمسعي في حظه، كل ذلك ليبدي محاسنه ويرغب في نفسه.
وهذه العلامات تكون قبل استعار نار الحب وتأجج حريقه وتوقد شعله واستطارة لهبه.
فأما إذا تمكن وأخذ مأخذه فحينئذ ترى الحديث سراراً، والإعراض عن كل ما حضر إلا عن المحبوب جهاراً.
ومن علاماته وشواهده الظاهرة لكل ذي بصر, الإنبساط الكثير الزائد والتضايق في المكان الواسع والمجاذبة على الشيء يأخذه أحدهم وكثرة الغمز الخفي والميل بالإتكاء والتعمد لمس اليد عند المحادثة ولمس ما أمكن من الأعضاء الظاهرة وشرب فضلة ما أبقى المحبوب في الإناء وتحري المكان الذي يقابله فيه. ويعرض للصادق المودة أن يبتدئ في الطعام وهو له مشته فما هو إلا وقت، ما تهتاج له من ذكر من يحب صار الطعام غصة في الحلق وشجى في المرء. وهكذا في الماء وفي الحديث فإنه متبهجاً فتعرض له خطرة من خطرات الفكر فيمن يحب فتستبين الحوالة في منطقه والتقصير في حديثه، وآية ذلك الوجوم والإطراق وشدة الانفلاق، فبينما هو طلق الوجه خفيف الحركات صار منطبقاً متثاقلاً حائر النفس جامد الحركة يبرم من الكلمة ويضجر من السؤال .
ومن علاماته حب الوحدة والإنس بالانفراد، ونحول الجسم دون حد يكون فيه ولا وجع مانع من التقلب والحركة والمشي. دليل لا يكذب ومخبر لا يخون عن كلمة في النفس كامنة. والسهر من أعراض المحبين.
ومن علاماته أنك ترى المحب يحب آهل محبوبه وقرابته وخاصته حتى يكونوا أحظى لديه من أهله ونفسه ومن جميع خاصته.
والبكاء من علامات المحب ولكن يتفاضلون فيه، فمنهم غزير الدمع هامل الشؤون تجيبه عينه وتحضره عبرته إذا شاء، ومنهم جمود العين عديم الدمع.
ومن آياته مراعاة المحب لمحبوبه، وحفظه لكل ما يقع منه، وبحثه عن أخباره حتى لا تسقط عنه دقيقة ولا جليلة، وتتبعه لحركاته (أنتهى)

الحب : هو إيثار المحبوب على جميع المصحوب . وموافقة الحبيب في المشهد و المغيب. وإيثار مراد المحبوب على مراد المحب . و استلاء ذكر المحبوب على قلب المحب
و الحب نار مقدسة تحرق في الوجدان دنس الشر ، تمحو من القلب حقده ، ومن النفس سأمها ومن الجسد خموله ، و لا يترك لهبها غير الخير و الأمل و الطهر و النشاط ... هو الميل الدائم بالقلب الهائم . ومنذ فجر التاريخ نرى الشعر ابلغ تعبيرعن مشاعر الحبيب لحبيبه وإذا قرأنا التراث الإسلامي وجدنا من كبا ر أامة المسلمين و من التابعين وغيرهم من أحب وتغزل بحبيبته بأشعار تذوب لها القلوب رقةً وعذوبة وهذا ثابت في أشعارهم.

! ونستعرض بعض الأشعار التي قيلت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من كبار التابعين . فهذا كعب بن زهير عندما جاء إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم معلناً إسلامه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده بعد صلاة الفجر وقبل أن يأتي في مدح النبي صلى الله عليه وسلم تغزل في حبيبته وأظهر أكثر محاسنها ومحاسن جسدها بعشرات الأبيات ولم ينكرعليه الرسول صلى الله عليه وسلم بل أهدى له بردته وبيعت هذه البردة من ورثته لمعاوية بعشرين الف درهم ثم بيعت لأحد خلفاء بني العباس بأربعين الف درهم. ومن ينكر ذلك فقد أخطأ النجعة.

يقول كعب في هذه القصيدة من التغزل

وا التشبيب في محبوبته أبياتاً تذوب رقة وعذوبة منها الأبيات التالية :

بانت سعاد فقلبي اليَوْمَ مَتْبول
مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ

وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا
ِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ

هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً
لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ

تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ
كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ

شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ
صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ مَشْمولُ

تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ
مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ

أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّها صَدَقَتْ
مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ

لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِها
فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ

فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ بِها
كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ

ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ
إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ

فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ
إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ

كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا
ومــا مَـواعِـيدُها إلاَّ الأبـاطيلُ

أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو مَـوَدَّتُها
ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْويلُ

أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لا يُـبَلِّغُها
إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ

ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاَّ غُـذافِـرَةٌ
لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ

مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ
عُـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ

تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ
إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ

ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْمٌ مُـقَيَّدُها
فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ

غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكومٌ مُـذَكَّرْةٌ
فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيلُ

وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ
طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ

حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ
وعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ

يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ يُزْلِقُهُ
مِـنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيلُ

عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ
مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ

كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْها ومَـذْبَحَها
مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ

تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ
فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ

قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ بِها
عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ

تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ
ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ تَـحْليلُ

سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً
لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ

كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا عَـرِقَتْ
وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ

يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً
كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ

وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ
وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا

شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ نَصِفٍ
قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ مَـثاكِيلُ

نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها
لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ

تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها ومَـدْرَعُها
مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ

تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ
إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ

وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ
لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ

فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ
فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ

كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ
يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمول.

وهذا القاضي الإمام الفقيه عبدالوهاب المالكي
يقول :

و نائمة قبلتها فتنبهت و قالت تعالوا و اطلبوا اللص بالحد

فقلت لها إني فديتك غاصبٌ و ما حكموا في غاصب بسوى الرد

خذيها وكفي عن اثيم ظلامة
و ان انتي لم ترضي فالفا على العد

فقالت قصاص يشهد العقل أ نه على كبد الجاني الذ من الشهد

فباتت يميني وهي هيمان خصرها و باتت يساري وهي واسطة العقد

فقالت الم تخبر بانك زاهد فقلتُ بلى مازلت ازهد في الزهد.

وهذا الفقيه المجاهد العلم عبدالله بن المبارك يقول هذا الغزل الرقيق :

ليت هنداً أنجزتنا ما تَعدْ
وشَفَتْ أنفسنا مما تَجِدْ

واستبدتْ مرة ً واحدة ً،
إنما العاجز من لا يستبدْ

زَعَموها سَأَلَت جاراتِها
وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد

أَكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني
عَمرَكُنَّ اللَهَ أَم لا يَقتَصِد

فَتَضاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها
حَسَنٌ في كُلِّ عَينٍ مَن تَوَد

حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن أَجلِها
وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد

غادَةٌ تَفتَرُّ عَن أَشنَبِها
حينَ تَجلوهُ أَقاحٍ أَو بَرَد

وَلَها عَينانِ في طَرفَيهِما
حَوَرٌ مِنها وَفي الجيدِ غَيَد

طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا
مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِد

سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى
تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَرَد

وَلَقَد أَذكُرُ إِذ قُلتُ لَها
وَدُموعي فَوقَ خَدّي تَطَّرِد

قُلتُ مَن أَنتِ فَقالَت أَنا
مَن شَفَّهُ الوَجدُ وَأَبلاهُ الكَمَد

نَحنُ أَهلُ الخَيفِ مِن أَهلِ
مِنىً ما لِمَقتولٍ قَتَلناهُ قَوَد

قُلتُ أَهلاً أَنتُمُ بُغيَتُنا
فَتَسَمَّينَ فَقالَت أَنا هِند

إِنَّما أَهلُكِ جيرانٌ لَنا
إِنَّما نَحنُ وَهُم شَيءٌ أَحَد

حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت
عُقَداً يا حَبَّذا تِلكَ العُقَد

كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا
ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعَد غد

وكذلك عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أحد فقهاء المدينة السبعة من كبار التابعين قال عنه الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز: لمجلس من عبيد الله لو كان حيا، أحب إلي من الدنيا وما فيها. وإني لأشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال، فقالوا: يا أمير المؤمنين، تقول هذا مع شدة تحريك وشدة تحفظك؟ قال: أين يذهب بكم؟ والله إني لأعود برأيه ونصيحته ومشورته على بيت المال بألوف وألوف.

وكان الإمام الزهري يقول: سمعت من العلم شيئا كثيرا، فظننت أني اكتفيت حتى لقيت عبيد الله فإذا كأني ليس في يدي شيء! نراه. يقول هذه الابيات الغزلية الرقيقة :

شققت القلب ثم ذررت فيـه
هواك فليم فالتمام الفطور

تغلغل حب عشمة في فؤادي
فباديه مع الخافي يسيـر

تغلغل حيث لم يبلغ شـراب
ولا حزن ولم يبلغ سروري .

ويقول:

كتمت الهوى حتى أضر بك الكتمُ
ولامـك أقـوام ولومهـم ظلـم

ونمّ عليـك الكاشحون و قبلهـم
عليك الهـوى قد نم لو نفع النم

وزادك إغـراء بها طـول بخلها
عليك وأبلى لحم أعظمك الهـم

فأصبحت كالنهدي إذ مات حسرة
على إثر هند أو كمن سقي السم

ألا من لنفس لا تمـوت فينقضي
شقاها ولا تحيا حياة لها طعـم

تجنبـت إتيـان الحبيـب تأثمـا
ألا إن هجران الحبيب هو الإثـم

فـذق هجـرها إن كنت تزعم أنه
رشاد ألا يا ربما كذب الزعـم
وكان يقول هذا الغزل والتشبيب ولم يكن يخفي ما في قلبه، بل كان إذا لقيه ابن المسيب فيسأله ماهذا الغزل والتشبيب يا عُبيد الله فيقول له لابد للمصدور أن ينفث.

وللشاعر الفقيه والعالم الشريف الرضي هذه الأبيات الغزلية الرائعة :

يا ظبية البان ترعى في خمائله
ليهنك اليوم ان القلب مرعاك

الماء عندك مبذول لشاربه
وليس يرويك الا مدمعي الباكي

ونرى القاضي سوار ( الأصغر) بن عبد الله من أ كبار فقهاء القرن الثالث يقول في محبوبته :

سلبـت عظامي لحمهـا فتركتهـا
عـوارى في أجلادهـا تتكسـر

وأخليـت منهـا مخّهـا فكـأنهـا
أنابيب في أجوافها الريح تصفر

إذا سمعـت باسم الفـراق ترعّدت
مفاصلها من هـول ما تتحـذر

خذي بيدي ثم اكشفي الثوب
فانظري لى جسـدي لكنني أتستـر !

وليس الذي يجري من العين ماءها
ولكنهـا روح تـذوب فتقطـر

وعروة بن أذينة الفقيه المحدث شيخ الإمام مالك يقول :

إن التي زعمـت فـؤادك ملها
خلقت هواك كما خلقت هوى لها

فبك الذي زعمـت بها وكلاكم
يبدي لصاحبه الصبـابـة كلها

ويبيت بين جوانحي حـبٌّ لهـا
لو كان تحـت فراشهـا لأقلها

ولعمرها لو كان حبـك فوقها
يوماً وقد ضحيـت إذ ن لأظلهـا

وإذا وجدت لها وساوس سلـوة
شفع الفؤاد إلى الضمير فسلها

بيضاء باكرها النعيـم فصاغها
بلبـاقـة فـأدقهـا وأجلهـا

منعـت تحيتها فقلـت لصاحبي
ما كان أكثـرها لنـا وأقلها!

فدنا فقـال ، لعلهـا معـذورة
من أجل رقبتها، فقلت : لعلها

بلغ من إعجاب أبا السائب المخزومي لما سمعها حلف أنه لا يأكل بها طعاما إلى الليل!.ـ
وهذا من أروع الشعر وأحلاه، وهذا شعر شاعر لم ينطق بالشعر تقليدا، وإنما قال عن شعور، ونطق عن حب، فما يخفى كلام المحبين يقول :

قالت ( وأبثثتها وجدي فبحت به ):
قد كنت عندي تحب الستر، فاستتر

ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها:
غطى هواك وما ألقى على بصري

يقول عروة بن أًذينة :

إذا وجدت أوار الحب في كبدي
عمدت نحو سقاء الماء أبترد

هبني بردت ببرد الماء ظاهره
فمن لحر على الأحشاء يتّقد!؟

ونرى كثيراً من أحب حباً جارفاً ولم يشاهد حبيبته في حياته كجبرا ن خليل جبران ومي زيادة الأديبة المعروفة وصاحبة الصالون الأدبي المعروف ، هو في المهجر الامريكي و هي في مصر وكان حبهم نابعاً من خلال اعجاب ثقافات بعضهم الآخر .
يقول علماء النفس في ذلك مثل هذا الحب أرسخ وأقوى أنواع الحب لأن الآفكار والمعتقدات و الثقافات من الصعوبة بمكان أن تنسى أو تلغى .

و يحكى أن الإمام محمد بن داود الظاهري جاءته يوما فتيا مضمنها

يا ابن داود يا فقيه العراق ِ أفتنـا في قواتل الأحداق

هل عليها بما أتت من جناح أم حلال لهـا دم العشـاق؟

فأخذ الورقة وتأملها طويلا ثم كتب خلفها
عندي جواب مسائل العشـاق فاسمعه من قرح الحشا مشتاق

لما سألت عن الهوى هيجْتني وأرقت دمعًا لم يكن بمراق

إن كان معشوقًا يعذب عاشقًا كان المعـذب أنعم العشاق




...
[/size][/size][/size][/SIZE]



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: دراسة عن الحب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دراسة بالحبر الجاف ابتسام السيد منبر الفنون. 11 04-27-2021 05:23 PM
دراسة الأدب العربي - مصطفى ناصف د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-23-2014 08:50 PM
الحب مظلوم للأسف : أسراره وروائعه.. تحليل وحلول ( دراسة وبحث ) نزهة الفلاح منبر الحوارات الثقافية العامة 23 11-15-2013 04:15 AM
|| دراسة .. عن البردوني ||| ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 10 08-03-2011 02:05 AM
<< دراسة موجزة عن >> عبدالله الحامد >> ساره الودعاني منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 07-19-2011 06:41 AM

الساعة الآن 03:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.