احصائيات

الردود
23

المشاهدات
11537
 
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي


أمل محمد will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
17,196

+التقييم
3.23

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة
المملكة العربيّة السعوديّة ~

رقم العضوية
7870
08-05-2011, 05:23 PM
المشاركة 1
08-05-2011, 05:23 PM
المشاركة 1
Arrow ||~ كتاب ثلاثون درسـًا للصائمين للدكتور : عائض القرني ~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الكـُـتـّـاب الذي تستهويني القراءة له شيخنا الفاضل الدكتور : عائض القرني

وبـ مناسبة شهر رمضان ، هذا كتاب ( ثلاثون درسـًا للصائمين )

سـ أطرحه ُ طيلة هذا الشهر بـ مشيئة الله ..

شـُكري لـ شيخنا ولـ كل ّ من سـ يـُتابع ~


~ ويبقى الأمل ...
قديم 08-05-2011, 05:24 PM
المشاركة 2
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم




الإهداء




إلى كل صائم قائم . إلى الذين ذبلت شفاههم من الصيام .




وجفت أكبادهم من الظمأ . وخمصت بطونهم من الجوع .




إلى من صام رمضان إيماناً واحتساباً أُهدي هذي الكتاب



عائض

~ ويبقى الأمل ...
قديم 08-05-2011, 05:27 PM
المشاركة 3
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مرحبا بالزائر الكريم

صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه إذا رأى الهلال قال : (( ربي وربك الله هلالُ خيرٍ

ورشدٍ ، اللهم أهله علينا بالسلامة والإسلام والأمن والإيمان )) ( ).

ورمضان أشرفُ الشهور ، وأيامُه أحلى الأيام ، يعاتب الصالحون رمضان لقلة الزيارة ،

وطول الغياب ، فيأتي بعد شوقٍ ، ويفد بعد فراق ، فيحييه لسان الحال قائلاً .


مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام
يا حبيباً زارنا في كل عام

قد لقيناك بحبٍّ مفعمٍ
كل حبٍّ في سوى المولى حرام

فاقبل اللهم ربي صومناً
ثم زدنا من عطاياك الجسام

لا تعاقبنا فقد عاقبنا
قلقٌ أسهرنا جُنح الظَّلام

والعجيب أن هذا الضيف يصلح الله بمقدمه القلوب ، ويغفرُ بزيارته الذنوب ، ويستر

بوصوله العيوب ، فحيَّ هلا وسهلاً به .

//

~ ويبقى الأمل ...
قديم 08-05-2011, 05:31 PM
المشاركة 4
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هديه صلى الله عليه وسلم في الصوم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد .


يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : (( وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر

رمضان الإكثارُ من أنواع العبادات ، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارسه القرآن

الكريم في رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسله ، وكان أجود

الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ( ) ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن

الكريم ، والصلاة والذكر والاعتكاف .


وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخصُّ غيره به من الشهور ، حتى إنه كان

ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة ، وكان ينهى أصحابه عن

الوصول ، فيقول له : إنك تواصل ، فيقول : (( لستُ كهيئتكم ، إني أبيت عند ربي

يُطعمني ويسقيني )) ( ) .


والله عز وجل رسوله عند هذا الوصال بلطائف المعارف ، ودر الحكم وفيض أنوار

الرسالة ، لا أنه طعام وشراب حقيقة ، إذ لو كان كذلك لما كان عليه الصلاة والسلام

صائماً .


فلما قرّت عينه عليه الصلاة والسلام بمعبوده ، وانشرح صدره بمقصوده وتنعم باله

بذكر مولاه ، وصلح حاله بالقرب مِن ربّه نسي الطعام والشراب كما قال الأول :


فزادُ الرُّوح أرواحُ المعاني
وليس بأن طعمت ولا شربتا

فليس يُضيرك الإفتارُ شيئاً
إذا ما أنت ربك قد عرفتا


والرسول صلى الله عليه وسلم أذكر الذاكرين وأعبدُ العابدين ، جعل شهر رمضان

موسماً للعبادة ، وزمنا للذكر والتلاوة . ليله صلى الله عليه وسلم قيام يناجي مولاه ،

ويضرع إلى ربه يسأله العون والسداد والفتح الرشاد، يقرأ بالسور الطوال ، ويطيل

الركوع والسجود ، شأن النهم الذي لا يشبع من العبادة ، جعل من قيامه الليل زادا

وعتادا ، وقوة وطاقة . قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ (المزمل:1) ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾

(المزمل:2) وقال تعالى ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً

مَحْمُوداً ﴾ (الاسراء:79) .


ونهاره عليه الصلاة والسلام دعوة وجهاد ونصح وتربية ووعظ وفتيا.


• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل في صوم رمضان إلا برؤية محققة أو

بشهادة شاهد واحد( ).


• وكان عليه الصلاة والسلام يحث على السحور ، فقد صح عنه أنه قال : "تسحروا فان

في السحور بركة"( ) لان وقت السحور مبارك ، إذ هو في الثلث الأخير من الليل وقت

النزول الإلهي ، ووقت الاستغفار. قال تعالى﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ (الذاريات:18)

وقال تعالى ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ (آل عمران: من الآية17)


ثم إن السحور عون على الصيام والعبادة ، ثم هو صرف للنعمة في عبادة المنعم سبحانه

وتعالى .


• وكان عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه أمرا وفعلا يُعجل الإفطار بعد غروب الشمس

( ) ، فيفطر على رطب أو تمر أو ماء( ) لان خالي المعدة أوفق شئ له الحلاوة ، فكان

في الرطب والتمر ما يوافق الصائم الجائع .


• وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد))

( ). فكان. فكان عليه الصلاة والسلام بخيري الدنيا والآخرة.


• وكان يفطر صلى الله عليه وسلم قبل أن يصلي المغرب ( ) .


وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (( إذا اقبل الليل من ها هنا ، وأدبر من

ها هنا فقد أفطر الصائم)) ( ).


• وسافر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصام وأفطر ، وخيروا الصحابة في الأمرين


• وكان يأمرهم بالفطر إذا دنوا من عدوهم ليتقووا على قتاله ( )


• وخرج صلى الله عليه وسلم لبعض غزواته وسراياه في رمضان بل كانت بدر الكبرى

في رمضان ، فنصره الله نصرا ما سمع العالم بمثله ، وأفطر صلى الله عليه وسلم في

غزوتين من غزواته ، في رمضان( ) كما أخبر بذلك عمر رضي الله عنه عند الترمذي

وأحمد ، ولم يحدد صلى الله عليه وسلم تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحد ولا

صح عنده في ذلك شيء .


• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يدركه الفجر وهو جنب من أهله ، فيغتسل بعد

الفجر ويصوم( ) وكان يقبل بعد أزواجه وهو صائم في رمضان( )، وشبه قبلة الصائم

بالمضمضة بالماء.( )


• وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إسقاط القضاء عمن أكل وشرب ناسيا ، وأن الله

سبحانه هو الذي أطعمه وسقاه( )


والذي صح عنه عليه الصلاة والسلام : أن الذي يفطر الصائم : الأكل والشرب والحجامة

( ) والقيء( ). والقرآن الكريم دل على أن الجماع مفطر كالأكل والشرب .


• واعتكف عليه الصلاة والسلام في العشر الأواخر في رمضان( ) فجمع قلبه مع الله

تعالى ، وفرغ باله من هموم الدنيا ، وسرح عين قلبه في ملكوت السموات والأرض ،

وقلل من التقائه بالناس ، فأكثر من التبتل والابتهال ودعاء ذي الجلال والإكرام . وعكف

قلبه على مدارسة الأسماء والصفات ، وعلى مطالعة الآيات البينات ، والتفكر في

مخلوقات رب الأرض والسموات ، فلا اله إلا الله كم من معرفة وحصلت له ، وكم من

نور ظهر له ، وكم من حقيقة ظفر بها ؟ فهو اعلم الناس بالله ، وأخوف الناس من الله ،

وأتقى الناس لله ، وأبلغ الناس توكلا على الله ، وأبذل الناس لنفسه في ذات الله فعليه

الصلاة والسلام م تضوع مسك وفاح ، وما ترنم حمام وناح ، وما شدا بلبل وصاح .

//


~ ويبقى الأمل ...
قديم 08-05-2011, 05:34 PM
المشاركة 5
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لماذا شرع الصيام ؟



الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .


فلله في شرعه أسرار ، وله في أحكامه حكم، وله في خلقه مقاصد ، فمن هذه الأسرار والحكم

والمقاصد ما تدركها العقول، ومنها ما تقف عندها كالة، وقد أخبر سبحانه عن بعض حكم الصيام فقال

تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾(البقرة:

183) إذن فالصوم طريق لتقوى الله عز وجل ، والصائم اقرب الناس إلى مولاه جلت قدرته ، جاع

بطن الصائم فصفا قلبه ، وظمأت كبد الصائم فدمعت عيناه ، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :

((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم

يستطع فعليه بالصوم فانه لو وجاء))( )


• الصوم يضيق مجاري الطعام والدم ، وهي مجاري الشيطان ، فتقل وسوسته .


• الصوم يضعف الشهوة وخطرات السوء وواردات المعصية فتشرق الروح .


• الصوم يذكر الصائم بإخوانه الصائمين من الجائعين المحتاجين والفقراء والمساكين ، فيرحمهم

ويعطف عليهم ويمد يده بالعون إليهم .


يا صائما ترك الطعام تعففا
أضحى رفيق الجوع واللواء


أبشر بعيدك في القيامة رحمة
محفوفة بالبر والأنداء



• الصوم مدرسة لتربية النفس ، وتزكية القلب ، وغض البصر ، وحفظ الجوارح.


• الصوم سر بين العبد وبين المعبود سبحانه ، ففي الصحيح أن الله عز وجل " كل عمل ابن آدم فانه

لي وأنا أجزي به"( ). لان الصوم لا يطلع عليه إلا الله تعالى بخلاف الصلاة والزكاة والحج .


عرف السلف الصالح الصيام قربة لله عز وجل ، ومضمارا للسباق وموسما للخيرات، فبكوا فرحا

لاستقباله ، وبكوا حزنا عند فراقه .


عرف السلف الصيام فأحبوا رمضان واجتهدوا في رمضان ، وبذلوا نفوسهم في رمضان ، فجعلوا من

لياليه قياما وركوعا وسجودا ودموعا وخشوعا ، وجعلوا من نهاره ذكرا وتلاوة وتعليما ودعوة

ونصحا .


عرف السلف الصيام قرة عين وراحة نفس ، وانشراح صدر ، فربوا أرواحهم بمقاصده ، وزكوا

قلوبهم بتعاليمه ، وهذبوا نفوسهم بحكمه .


• كان السلف كما صح عنهم يجلسون بمصاحفهم في المساجد ، يتلون ويبكون ، ويحفظون ألسنتهم

وأعينهم عن الحرام .


• الصيام يا صائمون وحدة للمسلمين ، يصومون في زمن ويفطرون في زمن ، جاعوا معا ، وأكلوا

معا ، ألفة وإخاء ، وحب ووفاء .


• الصيام يا صائمون كفارة للخطايا ومذهب للسيئات ، صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :

((الجمعة إلى الجمعة ، والعمرة إلى العمرة ، ورمضان إلى رمضان ، كفارات لما بينهما ما لم تؤت

كبيرة)) ( ) .


• والصيام يا صائمون صحة للنفس ، لأنه يستفرغ المواد الفاسدة، ويريح المعدة ويصفي الدم ويطلق

عمل القلب ، فتشرق به الروح ، وتصفو به النفس ، وتهذب به الأخلاق .


• إذا صام الصائم ذات نفسه ، وانكسر قلبه وخفت مطامعه ، وذهبت شهواته ، لذلك تكون دعوته

مستجابة لقربه من الله عز وجل .


• في الصيام سر عظيم ، وهو امتثال عبودية لله عز وجل ، والإذعان لأمره والتسليم لشرعه ، وترك

شهوة الطعام والشراب والجماع لمرضاته.


• والصيام انتصار للمسلم على هواه ، وتفوق للمؤمن على نفسه ، فهو نصف الصبر ، ومن لم

يستطع الصيام بلا عذر فلن يقهر نفسه ولن يغلب هواه.


• والصيام تجربة هائلة للنفس ، لتكون على استعداد تام لتحمل المشاق والقيام بالمهام الجسام من

جهاد وبذل وتضحية وإقدام . وذلك لما أراد طالوت أن يقاتل أعداءه ابتلى الله قوم طالوت بنهر . وقال

لهم طالوت ﴿ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ﴾ (البقرة:

من الآية249) .


فنجح أهل الصبر وفاز منهم من غلب هواه ، وتخلف عن الجهاد عبدة الشهوات المقهورون تحت

سلطان طبائعهم.


ولعل بعض حكم الصوم تتلخص في أنه تقوى لله عز وجل ، وامتثال لأمره وقهر للهوى، انتصار على

النفس ، وتهيئة للمسلم في مواقف التضحية وضبط للجوارح ، وكبح للشهوات ، وصحة للجسم ،

ومكفر للسيئات ، وألفة وإخاء ، وشعور بجوع الجائعين ، وحاجة المحتاجين، والله أعلم .


//

~ ويبقى الأمل ...
قديم 08-05-2011, 05:37 PM
المشاركة 6
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القرآن الكريم وشهر رمضان



الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .


فالقران الكريم يحب رمضان ، ورمضان يحب القران الكريم ، فهما صديقان حبيبان . قال تعالى ﴿

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: من الآية

185).


نزل القران الكريم كله إلى سماء الدنيا من اللوح المحفوظ في رمضان ، وتشر هذا الشهر بنزول هذا

الكتاب فيه ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يتدارس القران الكريم مع جبريل عليه السلام في

رمضان ، يسمعه ويتدبره ويتلوه ويتأمل عبره ، ويعيش أنداءه ، ويسرح طرف القلب في خمائله ،

ويطلق كف الحب في كنوزه .



إن الصائم للقارئ يؤلف في صيامه بين رمضان وبين القرآن الكريم ، فيعيش هذا الشهر مع هذا

الكتاب العظيم الذي قال الله فيه ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾(صّ:

29) ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ (محمد:24) ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ

عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ﴾(النساء:82)


القران الكريم في رمضان له طعم ومذاق ، وله إيحاءات خاصة ودلالات من نوع آخر .


القرآن الكريم في رمضان مخضل الإنداء معطر النسمات شذي الأنفاس .


القران الكريم في رمضان يعيد ذكرى نزوله ، وأيام تدارسه ، وأوقات اهتمام السلف به.


صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( اقرؤوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه"( )وقال

صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن وعلمه"( ) وقال عليه الصلاة والسلام " اقرءوا

الزهراوين ، سورة البقرة وآل عمران ، فانهما تأتيان كغمامتين أو غيابتين ، أو كفران من طير

صواف تظلان صاحبهما يوم القيامة "( ) وقال عليه الصلاة والسلام" الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به

مع السفرة الكرام البررة ، والذي قرأ القرآن وهو يتعتع فيه له أجران "( )


سمعتك يا قران والليل غافل
سريت تهز القلب سبحان من أسرى


فتحنا بك الدنيا فاشرق صبحها
وطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا


أسلافنا إذا قدم رمضان فتحوا المصاحف وحلوا وارتحلوا مع القران الكريم .


ثبت عن الإمام مالك أنه كان في رمضان لا يتشاغل الا بالقرآن الكريم، وكان يعتزل التدريس والفتيا

والجلوس للناس ، ويقول شهر القرآن الكريم.


بيوت سلفنا كان لها في رمضان خاصة دوي كدوي النحل ، تشع نورا وتملأ سعادة ، كانوا يرتلون

القرآن ترتيلا ، يقفون عند عجائبه ويبكون عن عظاته ، ويفرحون ببشارته ويأتمرون بأمره

وينتهون بنهيه .


صح أن ابن مسعود رضي الله عنه قرأ على رسولنا صلى الله عليه وسلم أول سورة النساء( ) فلما

بلغ قوله تعالى ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً ﴾ (النساء:41)


﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً ﴾ (النساء:41) قال له عليه الصلاة

والسلام " حسبك الآن " قال . فنظرت فإذا عيناه تذرفان ، إنه المحب سمع كلام حبيبه

فبكى :


إذا اشتبكت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى


فأما من بكى فيذوب وجدا
لأن به من التقوى حراكا


صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه استمع لأبي موسى رضي الله عنه ثم قال له " لو رأيتني وأنا

استمع إلى قراءتك البارحة ، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود" فقال أبو موسى : لو علمت يا

رسول الله أنك تستمع لي لحبرته لك تحبيرا( )


والمعنى لجملت صوتي أكثر وأكثر ، فجعلت القران الكريم به أكثر تأثيرا وروعة وجمالا.


كان عمر رضي الله عنه إذا اجتمع الصحابة قال : يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيندفع أبو موسى يقرأ

بصوته الجميل وهم يبكون :


وإني ليبكيني سماع كلامه
فكيف بعيني لو رأت شخصه بدا


وتلا ذكره فحن حنينه
وشوق قلوب العارفين تجددا


لما فسدت أمزجة المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين ، ظهرت التربية معوجة ، والفطرة معكوسة

، والإفهام سقيمة.


لما استبدل القران الكريم بغيره حل الفساد ، وكثر البلاء ، واضطربت المفاهيم ، وفشلت العزائم .


القران الكريم مهمته هداية الناس إلى طريق الله المستقيم .


القران الكريم نور وشفاء لما في الصدور وعلم وثقافة ومعرفة وبرهان.


القران الكريم حياة وروح وإنقاذ وسعادة وأجر ومثوبة.


القران الكريم تعاليم ربانية ، ودستور الهي ، وحكمة خالدة .


فهل لنا أن نعيش مع القران الكريم في رمضان وغير رمضان ، وهل لنا ان نعرف عظمة القران

الكريم فنملأ حياتنا سعادة بالقران الكريم ، ونورا بالقران الكريم ، وإشراقا مع القران الكريم ، هل لنا

أن، نفعل ذلك ؟



//

~ ويبقى الأمل ...
قديم 08-05-2011, 05:38 PM
المشاركة 7
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وغدًا بإذن الله لنا لقاء ~

~ ويبقى الأمل ...
قديم 08-06-2011, 05:55 PM
المشاركة 8
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حداء الصائمين


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد .

للصائمين نغمات خاصة ، وأهازيج موقرة وحداء خالد .

للصائمون أكثر الناس ذكرا لله عز وجل تسبيحا وتهليلا وتكبيرا واستغفارا ، إذا طال النهار على

الصائمين قصروه بالأذكار ، وإذا آلمهم الجوع أذهبت حرارته الأذكار ، فهم من ذكرهم في متعة ، ومن

تسبيحهم في سعادة . يذكرون الله فيذكرهم : ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ (البقرة: من الآية152) ﴿

ويشكرونه فيزيدهم ﴾ (إبراهيم: من الآية7)

الصائمون الصادقون يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم .

الصائمون الصادقون تطمئن قلوبهم بذكر الله ، وتسعد أرواحهم بحب الله ، وترتاح نفوسهم بالشوق

إلى الله صح عنه عليه الصلاة والسلام أ،ه قال :"مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي

والميت "( ) فلا إله إلا الله كم من ميت ما عرف الذكر وهو يعيش في الحياة ويأكل ويشرب ويسرح

ويمرح ؟ ولكنه ما عرف الحياة أبدا .

وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "سبق المفردون . قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟

قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات"( )

الصائم الذاكر أسبق الناس إلى الخيرات ، سريع إلى الجنة ، بعيد عن النار ، سجلاته مليئة بالحسنات

، مفعمة بالخيرات ، فهنيئا له .

صح عنه عليه الصلاة والسلام أ،ه قال لرجل سأله عن عمل يتشبث به . قال له : " لا يزال لسانك

رطبا من ذكر الله "( )

والتعبير هذا جميل كل الجمال ، غاية في الروعة ، نهاية الإبداع ، كيف يجوع الصائم وهو يذكر الله

دائما ، كيف يظمأ الصائم وهو يسبح بحمد الله أبدا .

أذكرونا مثل ذكرانا لكم
رب ذكرى قربت من نزحا


واذكروا صبا إذا مر بكم
سكب الدمع ونادى الفرحا


الذاكرون الله كثيرا هم الذين يذكرونه مع خروج الأنفاس وتلاقي الشفتين . وتعاقب اللحظات .

الذاكرون الله كثيرا سجلوا بذكرهم أعظم الأجور وأعلى الأمنيات وأجزل الأعطيات.

إذا أعرض بعض المقصرين عن ذكر رب العالمين ، اجتاحتهم الهموم ، وأحدقت بهم الغموم ، وتوالت

عليهم الأحزان ، عندهم الدواء ولكن تناولوه ، ولديهم العلاج ولكن ما عرفوه : ﴿ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ

الْقُلُوبُ ﴾ (الرعد: من الآية28)

صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : " من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة

"( )فكم من النخيل يفوت أهل النوم الثقيل والعبث الطويل .

أتشفق للمصر على الخطايا
وترحمه ونفسك ما رحمتا


تقطعني على التفريط دوما
وبالتفريط دهرك قد قطعتا


صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " لئن أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر

أحب إلى مما طلعت عليه الشمس"( )

ما هي الدنيا ؟ ما هو ذهبها ؟ وما هي فضتها ؟ أي شئ قصورها ودورها ؟ هكذا يزنها عليه الصلاة

والسلام ، ويثمنها فكل ما طلعت عليه الشمس لا يساوي " سبحان الله ولا اله إلا الله والله أكبر "

فهل من ذاكر يملأ ساعاته بهذه الكلمات الغاليات ليجدها يوم العرض الأكبر نورا وحبورا وسرورا.

صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من

إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا بلى يا

رسول الله : قال ذكر الله تعالى "( )

كان الأبرار إذا صلوا الفجر يذكرون الله عز وجل حتى يرتفع النهار ، كان بعضهم ينشر مصحفه بعد

صلاة الفجر فيسرح طرفه في الآيات البينات والحكم البالغات فيملأ صدره نورا وديوانه أجرا .

إن المقصر كل التقصير من فاته رمضان ، ولم يسعد فيه بذكر ربه ، ولم يصرف ساعاته في تسبيح

مولاه .

فهل من مثابر يغتنم أنفاس العمر ودقائق الزمن ؟

دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني


فارفع لنفسك قبل موت ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثاني

//

~ ويبقى الأمل ...
قديم 08-06-2011, 10:29 PM
المشاركة 9
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحيّاتي
أشكر لكِ أستاذتنا القديرة أمل محمد هذا الموضوع الديني الماتع.
بوركتِ ، وبورك اليراع.

قديم 08-08-2011, 12:13 AM
المشاركة 10
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
رمضان مدرسة للجود والعطاء



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد .
قال سبحانه وتعالى ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ﴾ (البقرة: من الآية110) قال سبحانه ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:261)
في الصحيح أن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة( ).
إن الصيام يدعو إلى إطعام الجائع واعطاء المسكين وإتحاف الفقير.
وشهر رمضان موسم للمتصدقين وفرصة سانحة للباذلين والمعطين :
الله أعطاك فابذل من عطيته
فالمال عارية والعمر رحال

المال كالماء إن تحبس سواقيه
يأسن وإن يجر منه يعذب منه سلسال

ما أجمل البذل وما أحسن الصدقة وما أجمل العطاء
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " إن لله ملكين يناديان في كل صباح أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا"( )
كلما أنفق العبد أخلف الله عليه ببسطة في الجسم وراحة في البال وسعة في الرزق .
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"( ) والخطايا لها حرارة في القلوب واشتعال في النفوس ، ونار موقدة في الحياة ، ولا يطفئ هذه الحرارة والاشتعال إلا الصدقة.
الصدقة باردة على القلب طيبة على الروح ، تحت الخطايا حتا.
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة ، حتى يقضى بين الناس( ) " عجيب جد عجيب للصدقة ، ظل وارف ولها أوفياء يتظلل في ظلها العباد يوم القيامة ، وكل بحسب ظله الذي أنتجته صدقته في الدنيا .
كان عثمان بن عفان رضي الله عنه صاحب مال وعنده ثراء في مرضاة ربه تبارك وتعالى ، جهز جيش تبوك وشرى بئر رومة للمسلمين ، وتصدق وأعطى ولسوف يرضى .
وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه غنيا موسرا ، فتصدق مرة واحدة بحمل سبعمائة جمل على فقراء المدينة ليكافئه الله على ما فعل .
• في الناس صائم لا يجد كسرة خبز ولا مذقة لبن ولا حفنة تمر .
• في الناس صائم لا يجد بيتا يؤويه ، ولا مركبا يحمله ولا لا صاحبا يواسيه.
• في الناس صائم لا يجد ما يفطر به أو يتسحر عليه .
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " من فطر صائما كان له مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيئا "( )
الصالحون يزيد كرمهم في رمضان ، فيبذلون ويعطون وينفقون.
كان كثير من الأخيار يتكفل بإفطار جماعات من الفقراء والمساكين طلبا للأجر العظيم والثواب الجزيل من الله تعالى .
كانت مساجد السلف تمتلئ بالطعام المقدم للفقراء فلا تجد جائعا ولا محتاجا.
والعجيب أن كل ما ينفقه العبد في أكله وشربه ولباسه، فان زائل لا محالة إلا ما ينفقه في مرضات الله عز وجل .
يقول عز من قائل :﴿ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ﴾ (التغابن:17) .
أيها الصائم إنك ببذلك وعطائك تقرض ربك ليوم فقرك وحاجتك وضرورتك يوم الفقر والمسكنة ، يوم التغابن.
أيها الصائم شربة ماء ومذقة لبن وحفنة تمر وقليل من الطعام والمال واللباس والفاكهة تسديها إلى محتاج هي طريقك إلى الجنة .
أيها الصائم تالله لا يحفظ المال مثل الصدقة ، ولا يزكي المال مثل الزكاة .
مات كثير من الأثرياء من الأموال والكنوز والدور والقصور ما الله به عليم ، فأصبح كل ذلك حسرة عليهم ، وندامة وأسفا ، لأنهم ما جعلوه في مصارفه .
وغدا يظهر لك الربح من الخسران والله المستعان.

//

~ ويبقى الأمل ...

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: ||~ كتاب ثلاثون درسـًا للصائمين للدكتور : عائض القرني ~
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المسلكيات للدكتور إبراهيم السكران ملخص كتاب الاثري رشيد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 09-01-2023 04:16 AM
كتاب عصر القرود فيصل الغامدي منبر رواق الكُتب. 7 11-13-2020 09:26 PM
قراءة في كتاب "انطونيو التلحمي رفيق تشي جيفار للدكتور سميح مسعود بقلم د. عبد المجيد ج ماجد جابر منبر رواق الكُتب. 5 12-27-2019 08:51 PM
من درر الشيخ د. عائض القرني (فن التطنيش لمن أراد أن يعيش) د/ محمد الزهراني المقهى 8 11-05-2010 10:28 PM
كتاب ~ مفتاح النجاح ~ الشيخ الدكتور عائض القرني .. أمل محمد منبر رواق الكُتب. 39 09-25-2010 07:13 PM

الساعة الآن 10:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.