احصائيات

الردود
12

المشاهدات
5516
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
07-30-2011, 12:20 AM
المشاركة 1
07-30-2011, 12:20 AM
المشاركة 1
افتراضي تاريخ ما أهمله التاريخ
عبدالله علي باسودان

تاريخ ماأهمله التاريخ


من فرسان العرب ا لبواسل

قيس بن الخطيم.

هو قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سود من شعراء قبيلة الأوس المشهورين، إحدى قبائل المدينة المنورة. كان قومه الأوس يفتخرون به في معاركهم على الخزرج فقد كان من الشجعان الذين لم يشق لهم غبار ويمتاز بأخلاق عالية وكانت أشعاره من روائع الشعر يتفجر من جوانبها الحكم والاعتداد بالنفس والفروسية والأخلاق العالية

عاش يتيم الأب لم يعرف سبب وفاة أبيه حيث أمه لم تخبره بمن قتل أباه مخافة عليه أن يـُقتـل لأخذ الثأر بأبيه وجده كما قُتِل أبوه ليأخد بالثأر لجده. كان قاتل أبيه من بني عبد قيس من بني بكر وقاتل جده من بني عمرو بن ربيعة. ويقال إن أم قيس مخافة أن يُقتل ولدها بأخذ الثأر لأبيه وجده عمدت إلى كومة تراب عند عتبة دارهم ووضعت عليها أحجاراً وكانت تقول له: هذا قبر أبيك وجدك.

وفي ذات يوم بينما كان يصارع أبناء قبيلته ويغلبهم حسب عادته ثار أحدهم فقال لقيس: والله لو جعلت شدة بأسك على من قتل أبيك و جدك؟ فقال له قيس مستغرباً ومن قتل أبي وجدي قال الفتى سل أمك تخبرك.

ذهب إلى أمه غاضباً وسألها كيف مات أبي و جدي فقالت له يا بني إن أباك وجدك قتلا فالذي قتل أباك رجل من عبد القيس من هجر، وأما جدك فقد قتله رجل من بني عمرو بن ربيعة يكنى"مالك". قال قيس لأمه لن أرتاح حتى آخذ الثأر لأبي وجدي، فقالت له أمه مادام الأمر كذلك فإن مالكاً من قوم خداش بن زهير ولأبيك عند خداش معروف ونعمة فاذهب إليه فاستشره في أمرك واستعينه يعينك.

خرج قيس مسرعاً ونادى في قومه من يقوم برعاية أُمي العجوز وينفق عليها من حائط بستاني هذا ما دامت على قيد الحياة ثم يعود هذا البستان له وأن رجعت فمالي عائد إليّ ؟ وله أن يأكل من تمره، فقام رجل من قومه وقال أنا أقوم برعايتها.

ذهب قيس إلى خداش بن زهير فلم يجده ثم نام تحت شجرة يجتمع فيها أضياف خداش وطلب من امرأة خداش طعاماً فأحضرت له إناء فيه تمر فأخذ تمرة وقسمها نصفين وأكل النصف الآخر وأبقى النصف الآخر في الإناء وذهـب لقضاء بعض حاجته، وعند عودة خداش رأى قدم قيس وكان خداش من ذوى الخبرة في الفراسة فقال لزوجته: هذا قدم قيس بن الخطيم .

عندها أقبل قيس وعرفه بنفسه وبالأمر الذى جاء من أجله و ذكّره بنعمة أبيه عليه فقال خداش كنت أتوقع هذا الأمر منك ، أما قاتل جدك فهو من قومي وسأعينك أن تأخذ بالثأر لجدك منه، فإذا اجتمعنا في نادينا فاجلس أنت الى جانبه وأتحدث إليه فإذا ضربتُ فخذه فقم واقتله، وتم لقيس ما أراد فقتل قاتل جده وعندها ثارالحاضرون على قيس ليقتلوه فمنعهم خداش وقال والله إنه قاتل جده وله أن يأخذ بالثار من جده.

وفي اليوم التالي انطلق خداش مع قيس عدة أيام حتى اقتربوا من قبيلة هجر، عندها قال خداش لقيس: اذهب أنت فأسأل عن قاتل أبيك، فإذا دللت عليه قل له أن لصاً من قومك عارضني في طريقي وأخذ متاعي وعندما سألت عن سيد القبيلة دلوني عليك فانطلق معي تعيد لي ما سلبه اللص مني، فإن رافقك وحده فتنال منه بغيتك، وإن خرج مع غيره فاضحك وقل له إن سيد قبيلتنا إذا دعي الى اللص من قومه يخرج وحده تكفيه هيبته وسوطه عن سيفه وقومه فإذا رأه اللص أعطاه كل ما يريد هيبة له، فإن أمر قومه بالرجوع، فقد سنحت لك الفرصة بما تريد، وإن أبى إلا أن يرافقوه فأتني بهم فإني أرجو أن نقتله ومن معه. واستظل خداش تحت ظل شجرة ونفذ قيس ما أشار إليه خداش وجاء الرجل معه وحده واستطاع قيس أن يقتله. عندها قال خداش لقيس إنّا إذا مررنا الآن طلبنا قومه فلنسلك مكاناً قريباً من مقتله فإن قومه لا يظنون أنك أنت الذى قتلته وأقمت قريباً منه، وخرج القوم فوجدوا سيدهم مقتولاً وأخذوا يبحثون عن قيس فلم يجدوه.
ولهذا الحادث قال قيس قصيدته التي يقول فيها:

تَذَكَّـرَ لَيلـى حُسنَهـا وَصَفا ئها
وَبانَت فَأَمسى مـا يَنـالُ لِقاءَهـا

وَمِثلِكِ قَد أَصبَيـتُ لَيسَـت بِكَنَّـةٍ
وَلا جارَةٍ أَفضَـت إِلَـيَّ حَياءَهـا

إِذا ما اِصطَحَبتُ أَربَعاً خَطَّ مِئزَري
وَأَتبَعتُ دَلوي في السَخاءِ رِشاءَهـا

ثَأَرتُ عَدِيّاً وَالخَطيـمَ فَلَـم أُضِـع
وِلايَـةَ أَشيـاءٍ جُعِلـتُ إزاءَهـا

ضَرَبتُ بِذي الزِرَّينِ رِبقَـةَ مالِـكٍ
فَأُبتُ بِنَفسٍ قَـد أَصَبـتُ شِفاءَهـا

وَسامَحَني فيها اِبنُ عَمروِ بنِ عامِرٍ
خِـداشٌ فَـأَدّى نِعمَـةً وَأَفـاءَهـا

طَعَنتُ اِبنَ عَبدِ القَيسِ طَعنَةَ ثائِـرٍ
لَها نَفَذٌ لَـولا الشُعـاعُ أَضاءَهـا

مَلَكتُ بِها كَفّـي فَأَنهَـرتُ فَتقَهـا
يَرى قائِماً مِن خَلفِها مـا وَراءَهـا

يَهـونُ عَلَـيَّ أَن تَـرُدَّ جِراحُـهُ
عُيونَ الأَواسي إِذ حَمِدتُ بَلاءَهـا

وَكُنتُ اِمرِأً لا أَسمَعُ الدَهـرَ سُبَّـةً
أُسَبُّ بِهـا إِلاَّ كَشَفـتُ غِطاءَهـا

وَإِنِّيَ في الحَربِ الضَروسِ مُوَكَّـلٌ
بِإِقدامِ نَفـسٍ مـا أُريـدُ بَقاءَهـا

إِذا سَقِمَت نَفسي إِلـى ذي عَـداوَةٍ
فَإِنّي بِنَصلِ السَيفِ بـاغٍ دَواءَهـا

مَتى يَأ تِ هَذا المَوتُ لا تَبقَ حاجَةٌ
لِنَفسِيَ إِلاَّ قَـد قَضَيـتُ قَضاءَهـا
وَكانَت شَجاً في الحَلقِ ما لَم أَبُؤ بِها
فَأُبتُ بِنَفسٍ قَـد أُصِبـتُ دَواءَهـا

وَقَد جَرَّبَت مِنّي لَدى كُـلِّ مَأقِـطٍ
دُحَيٌّ إِذا ما الحَربُ أَلقَت رِداءَهـا

وَنُلقِحُهـا مَبـسـورَةً ضَرزَنِـيَّـةً
بِأَسيافِنـا حَتّـى نُـذِلُّ إبـاءَهـا

وَإِنّا مَنَعنـا فـي بُعـاثٍ نِساءَنـا
وَما مَنَعَت مِلمُخزِياتِ نِساءَهـا

كان قيس بن الخطيم جميلاً، قال عنه واصفوه ما رأته فتاة إلا سلب عقلها وذلك من وسامته وروعة جماله. وكان لسان قبيلته الأوس وشجعانها وقائدها في المعارك والوقائع التي كانت تدور رحاها بين قبيلته والخزرج وكان من شجعانها الأشداء. دخل في مساجلات مريرة مع شاعر الخزرج حسان بن ثابت. وكانت له الغلبة في معظم المواقف .

وعندما جاء الإسلام دخل معظم أهل المدينة في الإسلام على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه وكذلك زوجته دخلت في الإسلام ولم يسلم قيس فكان يضايقها ليصدها عن الإسلام، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فلما كان موسم الحج جاءه النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه قيس معظماً له ومرحباً به، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن امرأتك قد أسلمت، وإنك تؤذيها فأُحب أن لا تعرض لها قال قيس: نعم وكرامة يا أبا القاسم لست بعائد في شيء تكرهه، وعرض عليه الإسلام، فقال له: أنظرني إلى الحول ثم أعود إليك، فلما قدم المدينة قال لزوجته: إن صاحبك قد لقيني فطلب إليّ أن لا أعرض لك، فأنك وأمرك. وقيل إنه مات في نفس العام قبل أن يسلم. وقيل أنه أسلم.

كان سبب موت قيس أن تآمر الخزرج على قتله حين كان ماراً بالقرب من حصون الخزرج رُمى بثلاثة أسهم أصاب احدها صدره فأدى إلى مصرعه وقبيل أن يلفظ أنفاسه ثار له أحد رجال الأوس فقتل أحد زعماء الخزرج أبا صعصعة يزيد بن عوف النجّاري، وأتى برأسه إلى قيس وهو يحتض ليراه قيس و يعلم أن دمه لم يذهب هدراً.

عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً في مجلس ليس فيه إلا خزرجي ثم استنشدهم قصيدة قيس بن الخطيم:
أتعرف رسماً كالطراد المذهب
فأنشدها بعضهم، فلما بلغ إلى قوله :

أجالد في يوم الحديقة حاسراً
كأن يدي بالسيف مخراق لاعب

التفت الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: هل كان كما ذكر؟ فشهد له ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وقال: والذي بعثك بالحق لقد خرج إلينا يوم سابع عرسه وعليه غلالة ومخلقة مورّسة وهو يجالدنا بسيفه.

مناوراته الشعريه مع حسان بن ثابت رضي الله عنه :
كان حسان بن ثابت رضي الله عنه من قبيلة الخزرج وكانت بين الخزرج والأوس معارك ونزاعات طاحنه وكان اليهود في يثرب هم الذين يشعلون هذه المعارك التي دامت عشرات السنين وكانت الغلبة في جميع المعارك للخزرج لكن بعد أن اشترك قيس بن الخطيم في هذه المعارك انقلبت المعارك في صالح الأوس وذلك لأنه اشترك فيها من الأوس رجل شجاع شديد البأس هو قيس بن الخطيم وقد أبلى في هذه المعارك بلاًءً حسناً وكانت بينه وبين حسان بن ثابت شاعر الخزرج معارك شعرية وكانت لقيس الغلبة فيها وتبارى فيها كل من حسان وقيس في عرض أشعاره يمدح فيها قبيلته ويهجو قبيلة خصمه، وكانت أحدى مناورات حسان بن ثابت أن قال قصيدة يتغزل فيها في أخت قيس ليلى لكي يثيرغيرة قيس قائلاً:

لَقَد هاجَ نَفسَكَ أَشجانُها
وَعـاوَدَها اليَومَ أَديانُها

تَـذَكَّرُ لَيلى وَما ذِكرُها
وَقَـد قُطِعَت مِنكَ أَقرانُها

وَحَجَّلَ في الدارِ غِربانُها
وَخَـفَّ مِنَ الدارِ سُكّانُها

وَغَيَّرَها مُعصِراتُ الرِياحِ
وَسَـحُّ الجَنوبِ وَتَهتانُها

فما كان من قيس أن رد عليه بقصيدة يتغزل في عمرة زوجة حسان وكانت هذه القصيده هجوماً لاذعاً الأمر الذى جعلت من قيس شاعراً ذائع الصيت وكان مما قاله:

أَجَـدَّ بِـعَـمـرَةَ غُـنيانُها
فَـتَـهـجُرَ أَم شَأنُنا شانُها

وَإِن تُمسِ شَطَّت بِها دارُها
وَبـاحَ لَـكَ اليَومَ هِجرانُها

فَما رَوضَةٌ مِن رِياضِ القَطا
كَـأَنَّ الـمَصابيحَ حَوذانُها

بِـأَحـسَنَ مِنها وَلا مُزنَةٌ
دَلـوحٌ تَـكَـشَّفُ أَدجانُها

وَعَمرَةُ مِن سَرَواتِ النِساءِ
تَـنـفَـحُ بِالمِسكِ أَردانُها

ومن روائع شعره:

أتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرَادِ المذهبّ لعمرة وحشاً غير موقف راكب

ديارَ التي كادتْ ـ ونحنُ على مِنًى ـ تَحُلُّ بنا، لولا نَجاءُ الرَّكائبِ

تبدت لنا كالشمس تحت غمامة إذا حاجبٌ منها وضَنّتْ بحاجبِ

ولم أرها إلا ثلاثاً على منى وعَهْدي بها عَذْراءَ ذاتَ ذَوائبِ

ومِثْلِكِ قد أصْبَيْتُ ليستْ بكَنّة ٍ ولا جارة ٍ ولا حَلِيلة ِ صاحبِ

دعَوْتُ بني عَوْفٍ لحَقْنِ دمائهمْ فلمّا أبَوْا سامحْتُ في حَرْبِ حاطبِ

وكُنْتُ امْرءاً لا أبْعثُ الحَرْبَ ظالماً فلمّا أبَوْا أشْعَلْتُها كُلَّ جانبِ

أربت بدفع الحرب حتى رأيتها عن الدفع لا تزداد غير تقارب

فإذْ لم يَكُنْ عَنْ غاية ِ الموْتِ مَدْفعٌ فأهْلاً بها إذْ لم تَزَلْ في المَرَاحبِ

فلما رأيت الحرب حرباً تجردت لبست مع البردين ثوب المحارب

مُضَاعَفَة ً يَغْشَى الأناملَ فَضْلُها كأنَّ قَتيرَيْها عُيُونُ الجنادبِ

أتت عصبم الكاهنين ومالك وَثَعْلَبَة َ الأثْرِينَ رَهْطِ ابن غالبِ

رجال متى يدعوا إلى الموت يرقلوا إليه كإرْقالِ الجِمَالِ المَصَاعِبِ

إذا فزعوا مدوا إلى الليل صارخاً كَمَوْجِ الأتيّ المُزْبِدِ المُتراكِبِ

أرى قِصَدَ المُرَّانِ تَهْوي كأنّها تذرع خرصان بأيدي الشواطب

صَبَحْنا بها الآطامَ حَوْلَ مُزاحِمٍ قَوَانِسُ أُولى بَيْضِنا كالكَواكبِ

َوَانّكَ تُلْقي حنظلاً فوق بَيْضِنا تَدَحْرَجَ عَنْ ذي سامِهِ المُتقارِبِ

إذا ما فررنا كان أسوا فررانا صدود الخدود وازورار المناكب

صدود الخدود والقنا متشاجر ولا تبرح الأقدام عند التضارب

إذا قصرت أسيافنا كان وصلها خطانا إ لى أعدائنا فنضارب

أجالِدُهُمْ يَوْمَ الحَدِيقة ِ حاسِراً كأنَّ يدي بالسّيفِ مخراقُ لاعبِ

وَيَوْمَ بُعاثٍ أسْلَمَتْنا سُيُوفُنا إلى نَسَبٍ في جِذْمِ غَسّانَ ثاقِبِ

يعرَّينْ بيضاً حينَ نلقى عدونَّا ويغمدن حمراً ناحلاتِ المضاربِ

أطاعَتْ بَنُو عَوْفٍ أميراً نهاهُمُ منِ السِّلْمِ حتى كان أوَّلَ واجبِ

أويتُ لعوفٍ إذْ تقولُ نساؤهم َرْمِينَ دَفْعاً: لَيْتَنا لم نُحارِبِ

صَبَحْناهُمُ شَهْباءَ يَبْرُقُ بَيْضُها تبينُ خلاخيلَ النسّاء الهواربِ

أصابت سراة ً مِ الأغرّ سيوفنا وغُودِرَ أولادُ الإماءِ الحَواطِبِ

ومنّا الذي آلى ثلاثين ليلة عنِ الخمرِ حتى زاركمْ بالكتائبِ

رضيتُ لهمْ إذْ لا يريمون قعرها إلى عازبِ الأموالِ إلا بصاحب

فلم تمنعوا منّا مكاناً نريدهُ لكُمْ مُحْرِزاً إلا ظُهُورَ المشارِبِ

فهلاَّ لَدَى الحَرْبِ العَوَانِ صَبَرْتمُ لوقعتنا، والبأسُ صعبُ المراكبِ

أرْناكُمُ بالبِيضِ حتى لأنْتُمُ أذَلُّ مِنَ السُّقْبانِ بَينَ الحلائبِ

ولمّا هَبَطْنا الحَرْثَ قال أميرُنا: حرامٌ علينا الخمرُ ما لم نضاربِ

فسامحهُ منّا رجالٌ أعزَّة ٌ فما بَرِحُوا حتى أُحِلّتْ لِشارِبِ

فَليْتَ سُوَيْداً راءَ مَن جُرَّ مِنْكُمُ ومَن فَرَّ إذْ يحْدُونَهُمْ كالجلائبِ

ومن شعره:
سل المرء عبدالله إذ فر هل رأى
كتائبنا في الحربِ كيفَ مصاعها

ولوْ قامَ لمْ يلقَ الأحبّة َ بعدها
تَضَاءلَ مِنها حَزْنُ قَوْرى وقاعُها

إذا هم جمع بانصراف تعطفوا
تعطف ورد الخمس أطّت رباعها

تركنا بعاثاً يوم ذلك منهم
وقَوْرَى على رَغْمٍ شِباعاً ضِباعُها


قديم 07-30-2011, 06:55 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
عاش قيس بن الخطيم يتيم الأب لم يعرف سبب وفاة أبيه حيث أمه لم تخبره بمن قتل أباه مخافة عليه أن يـُقتـل لأخذ الثأر بأبيه وجده كما قُتِل أبوه ليأخد بالثأر لجده. كان قاتل أبيه من بني عبد قيس من بني بكر وقاتل جده من بني عمرو بن ربيعة. ويقال إن أم قيس مخافة أن يُقتل ولدها بأخذ الثأر لأبيه وجده عمدت إلى كومة تراب عند عتبة دارهم ووضعت عليها أحجاراً وكانت تقول له: هذا قبر أبيك وجدك.

وفي ذات يوم بينما كان يصارع أبناء قبيلته ويغلبهم حسب عادته ثار أحدهم فقال لقيس: والله لو جعلت شدة بأسك على من قتل أبيك و جدك؟ فقال له قيس مستغرباً ومن قتل أبي وجدي قال الفتى سل أمك تخبرك.

ذهب إلى أمه غاضباً وسألها كيف مات أبي و جدي فقالت له يا بني إن أباك وجدك قتلا فالذي قتل أباك رجل من عبد القيس من هجر، وأما جدك فقد قتله رجل من بني عمرو بن ربيعة يكنى"مالك". قال قيس لأمه لن أرتاح حتى آخذ الثأر لأبي وجدي، فقالت له أمه مادام الأمر كذلك فإن مالكاً من قوم خداش بن زهير ولأبيك عند خداش معروف ونعمة فاذهب إليه فاستشره في أمرك واستعينه يعينك.



استاذ عبدالله باسودان


شكرا لك على اهتمامك بتاريخ الادب وهذه المعلومات المهمة فلن يكون قيس استثناء وهو يمتلك كل تلك الصفات فهو حتما يتيم...وهذه المعلومة تعزز طرحي بأن هناك علاقة بين اليتم والابداع. وعليه ساضيفه الى موسوعة الايتام التي يمكن الوصول اليها هنا.
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=512

قديم 07-30-2011, 09:20 PM
المشاركة 3
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي عبدالله باسودان
أخي الكاتب القدير أيوب صابر

سلام الله عليك ورحمته وبركاته

أشكرك جزيل الشكر على مرورك الذي سرني كثيراً من كاتب قدير.

هناك الكثير من اليتامى المبدعين عرباَ وعجماً. إن شاء الله سأزودك بهم مع تواريخ حياتهم.

رمضان مبارك وكل رمضان وأنت وجميع الأخوة إلى الله أقرب.

قديم 07-31-2011, 11:40 AM
المشاركة 4
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي عبدالله باسودان
أخي الكاتب القدير أيوب صابر

كنت وعدتك بكتابة عدد كبير من اليتامى المبدعين، وبعد أن مررتُ على صفحات مدونتك وجدت أن

جميع ما عندي قد سجلته في مدونتك ، والمثل العربي يقول " لا يفتى ومالك في المدينة " فأنت أهل

لها ، ما شاء الله على ما دونه وفقك الله وبورك في مجهودك الجبار.

قديم 08-01-2011, 03:49 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكرك استاذ عبد الله

صحيح ان القائمة تشتمل على عدد كبير من الايتام لكني استهدف كل الايتام ولا بُد ان هناك ايتام لم تسجل اسماؤهم. سأكون بانتظار اي اضافة او معلومة حتى اتأكد من وجود الاسم ام لا.
كما انني ادعو كل من يهتم بتاريخ الادب للمشاركة في رصد الايتام المبدعين ليتم ادراجهم في موسوعة الايتام على الرابط.

شكرا لك

قديم 08-04-2011, 11:19 AM
المشاركة 6
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي عبدالله باسودان
الأستاذ الأديب القدير أيوب صابر

تحيةً وتقديراً

المبدعون الموجودون لدي :

طرفة بن العبد
أبو الطيب المتنبي
حنا مينا
نزار قباني
جبران خليل جبران
جمال عبد الناصر
صدام حسين
تشارلز ديكنز
اندريه مالرو
د يكارت

يمكن أن يكون الفيلسوف الفرنسي اندريه جد مؤلف كتاب " الإبن الضال" منهم، غير متأكد بإمكانك التأكد من ذلك.

مع أخلص أمنياتي لك با لتوفيق.

قديم 08-04-2011, 12:11 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اشكرك استاذ عبد الله

لوحظ

هل يمكنك لطفا تأكيد يتم نزار قباني؟ ربما ان مأساة قباني كانت في انتحار اخته. هل لديك مصدر لهذه المعلومة اي يتم نزار قباني.

وفيما يتعلق بالفيلسوف الفرنسي المذكور هذا ما عثرت عليه وهو ما يؤكد "ان كل عبقري عظيم يتيم حتما".

أندريه جيد (بالفرنسية:André Gide، أنجريه جيد) (22 نوفمبر 1869 - 19 فبراير 1951) كاتب فرنسي. ولد أندريه جيد في باريس في عائلة بورجوازية بروتستانتية، وتلقى تربية قاسية ومتزمتة بسبب وفاة والده وهو صغير السن حيث امه فنورمندية كانت متسلطة. كان أندريه معتل الصحة، وكان منذ صغره يشعر انه مختلف عن الآخرين. لم تكن دراسته المدرسية منتظمة، فعاش طفولة مشوشة.


قديم 08-04-2011, 05:54 PM
المشاركة 8
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي عبدالله باسودان
أخي واستاذي الناقد الأديب القدير

نزار قباني توفت والدته وهو لا يزال طفلا صغيرا جداً

بالمناسبة الفيلسوف الانجليزي كولن ولسن مؤلف كتاب اللامنتمي "the outsider"
وضائع في سوهو adrift in soho هل كتبت عنه؟

قديم 08-04-2011, 07:10 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شكرا يا استاذ عبد الله.

من الطبيعي ان يكون نزار قباني يتيم فعبقريته وقدرته على كتابة الشعر باسلوب السهل الممتنع لا يمكن ان تتأتى من دون الم اليتم وواضح انك تبدو متأكد من موضوعة نزار قباني لكنني بحاجة للمصدر حتى يكون كلامنا موثق .

اما بخصوص ولسن فهذا ما هو متوفر عنه ولكني وجدت ان مؤلفه الاول مثير للاهتمام فقد عرف الكثير عن صفات المبدعين وهو في الغالب يتم الام:
كولن هنري ولسون (26 يونيو 1931) كاتب إنجليزي ولد في ليسستر في إنجلترا.
ولد كولن لعائلة فقيرة من الطبقة العاملة. تأخر في دخول المدرسة، وتركها مبكرا في سن السادسة عشر ليساعد والده، عمل في وظائف مختلفة ساعده بعضها على القراءة في وقت الفراغ، بسبب من قراءاته المتنوعة والكثيرة، نشر مؤلفه الأول (اللامنتمي)1956 وهو في سن الخامسة والعشرين. وتناول فيه عزلة المبدعين(من شعراء وفلاسفة) عن مجتمعهم وعن اقرانهم وتساؤلاتهم الدائمة، وعزا ذلك إلى الرغبة العميقة في ايجاد دين موضوعي وواضح يمكن له ان ينتقل إلى الاخرين، دون أن يقضوا حياتهم في البحث عنه. كان الكتاب ناجحا جدا، وحقق اصداء نقدية قوية، وجعل من الشاب الفقير كولن نجما في دوائر لندن الثقافية، وصارت أخباره الخاصة تتصدر اعمدة النميمة الصحفية، اثر ذلك على كولن كثيرا وصار يتخذ موقفا من الصحفيين والنقاد، الذين سرعان ما بادلوه نفس الموقف، وهاجموا كتابه على أساس انه "مزيف " وملئ بالنفاق. رغم ذلك، لا يزال ينظر للكتاب على انه ساهم بشكل أساسي في نشر الفلسفة الوجودية على نطاق واسع في بريطانيا.
نظر إلى كولن ولسون، على انه ينتمي إلى مجموعة "الشباب الغاضبين"، - وهم مجموعة من الشباب المثقف المتمرد قدموا عدة اعمال مسرحية في الخمسينات- رغم أن قليلا جدا كان يربطه بهم من الناحية الفعلية.
كتابه الثاني (الدين والتمرد) 1957 قوبل بهجوم شديد من النقاد الذين كرروا وصفه بالمزيف والكذاب.كذلك ظل النقاد مع معظم كتبه التالية، لكن الرواج التجاري ظل ملازما لمعظم كتبه التي نالت هجوم النقاد أو لا مبالاتهم. واصل ولسن الإنتاج دون اهتمام لهجوم النقاد، وقد تنوعت موضوعات كتبه بين الفلسفة، وعلم النفس الإجرامي، والرواية. في الفلسفة اكمل سلسلة اللامنتمي :عصر الهزيمة 1959، قوة الحلم 1961، اصول الدافع الجنسي 1963 ما بعد اللامنتمي 1965 في الرواية كتب عدة مؤلفات روائية منها : طقوس في الظلام 1960، ضياع في سوهو 1961، رجل بلا ظل 1963، القفص الزجاجي 1966، طفيليات العقل 1967 يربو عدد مؤلفات كولن ولسن الآن على المائة كتاب.و قد الفت عنه عدة مؤلفات نقدية.
" اللامنتمي هو الإنسان الذي يدرك ماتنهض عليه الحياة الإنسانيه من أساس واهٍ، وهو الذي يشعر بان الاضطراب والفوضويه أكثر عمقاً وتجذراً من النظام الذي يؤمن بهِ قومه.. انه ليس مجنوناً ؟، هو فقط أكثر حساسية من الاشخاص المتفائلين صحيحي العقول.. مشكلته في الأساس هي مشكلة الحرية.. هو يريد أن يكون حراً ويرى أن صحيح العقل ليس حراً، ولا نقصد بالطبع الحرية السياسية، وانما الحرية بمعناها الروحي العميق.. ان جوهر الدين هو الحرية ولهذا : فغلبا ما نجد اللامنتمي يلجأ إلى مثل هذا الحل إذا قـُـيَّض لهُ أن يجد حلاً.. ! " كولن ولسن
إنه لمن الغريب أن كولن ولسن قد حقق شهرة كبيرة في العالم العربي لأنه لا يكاد يكون معروفا في بلدان أوربية عديدة ولم يعترف به ككاتب جاد أبدا. إتجه بعد كتاباته الأدبية إلى الكتابة عن التصوف والسحر وعالم ما بعد الموت. يصنف كولن ولسن في الغرب باعتباره كاتبا دجالا.
[عدل] من أعماله
  • أصول الدافع الجنسي.
  • الإنسان وقواه الخفية
  • الاستحواذ
  • الجنس والشباب الذكي
  • الحالم
  • الشعر والصوفية
  • اللامنتمى
  • المعقول واللامعقول
  • اله المتاهة
  • رواية الشك
  • سقوط الحضارة
  • طقوس في الظلام
  • عالم العناكب
  • فكرة الزمان عبرالتاريخ
  • ما بعد الحياة
  • ما بعد اللامنتمى
  • موسوعة الالغاز المستعصية
  • الحاسة السادسة
  • راسبوتين وسقوطالقياصرة

قديم 08-05-2011, 12:45 AM
المشاركة 10
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي تاريخ ما أهمله التاريخ
عبدالله علي باسودان



تاريخ ما أهمله التاريخ


عدي بن زيد العبادي.

هو عدي بن زيد بن حمَاد بن زيد بن أيوب العبادي ينتهي نسبه الى تميم. كان من دهاة وحكماء العرب، معظم شعره حكم ومواعظ خاصة في حياة الإنسان بعد الموت. وكان فصيحاً ويحسن الفارسية وكان من خيرة من يجيد الرمي بالنشاب، كان جده أيوب قد فر من اليمامة إلى الحيرة وكانت الحيرة في ذلك الوقت تحت إمرة المنذر وعندما توفي أيوب رأى نفر من أهل اليمامة ابنه زيد فقتلوه، وكان حمَاد بن زيد صغيراً فتربى عند المنذر أمير الحيرة فولد له زيد والد عدي، وعندما ولد عدي أرسله زيد إلى كسرى فتربى هذا الشاعر عند كسرى فأصبح أول سفير بين أعجميين هما فارس والروم.
كان زيد أول من كتب بالعربية في ديوان ملك فارس فجعله ترجماناً بينه وبين العرب، وعندما توفي المنذرسأل كسرى عدي فيمن يوليه من أبناء المنذر فأشار عليه بتولية النعمان لأنه كان صديقه وقريباً منه واحتال عدي في ذلك حتى ولاه من بين إخوته.
تزوج عدي هنداً بنت النعمان لكن لم تدم المودة بين عدي والنعمان طويلاً فقد وشى به أعداؤه إلى النعمان فزعموا له أنه يقول أنه لعب دوراً في توليته على الحيرة بعد أبيه دون إخوته وهكذا أوغروا صدره فانتهز النعمان فرصة مجيء عدي من عند كسرى ذات مرة وأمر بحبسه ولم ينفعه استعطافه ولا ما نظمه من أشعار في مديحه وقال في ذلك:

ألا من مبلغ النعمان عني علانية وما يغني السرارُ
بأن المرء لم يـُـخلق حديداً ولا هضباً تـوقَّله الوبار
ولكن كالشهاب سناه يخبو وحادي الموت عنه ما يحار
فهل من خــالـدٍ إمَا هلكنا وهل بالموت يا للناس عار

وقوله :
أبلغ النعمان عنّي مالكاً أنني قد طال حبسي وانتظاري
لو بغير الماء حلقي شرقٌ كنت كا لغصَّا ن بالماء اعتصاري

وقوله:
أَلا مَن مُبلِغُ النُعمانِ عَنّي فَبَينا المَرءُ أَغرَبَ إِذ أَراحا
أطَعتُ بَني نَفيلَةَ في وِثاقي وَكُنّا مِن حُلوقِهِمِ ذُباحا
مَنَحتُهُمُ الفُراتَ وَجا تبيه وَتَسقينا الأَواجِنَ وَالمِلاح

كتب عدي لأخيه أن يبلغ كسرى بما حدث وعندما وصل الخبر إلى كسرى أمر النعمان بإطلاق سراحه ولكن الوشاة غرروا بالنعمان فقتله في سجنه بالحيرة، غضب كسرى حين علم بذلك على النعمان غضباً شديدا وكان هذا الغضب من أهم الأسباب في قضائه عليه.
يقال أن عدي بن زيد العِباديّ ممن تنصَّر ودان بدين المسيح، وكانت له حظوة عند النعمان بن امرئ القيس، فحضر عنده يوماً والنعمان في أحسن زِيٍّ في مجلسه مع ندمائه فلما شرب النعمان وطرب قال لعدي: كيف ترى هذا النعيم الذي نحن فيه يا أبا زيد ؟ فقال: إنه حسن لو كان لا ينفَدُ، ومسرة لو كانت تدوم، فقال: أو كل ما أرى إلى نفاد؟ قال: نعم، أبَيْتَ اللّعْن، فقال النعمان: وأي خير فيما يفنى؟ فلما رأى عدي ذلك منه طمع في وعظه، فجعل يعظه، فلما خرج معه رأوا أثناء طريقهم مقبرة فقال عدي للنعمان أيها الملك أتدري ما تقول هذه القبور؟ قال: لا، قال: إنها تقول:

أيها المخبون على الأرض المجدون
مثلما أنتم كنا وكما نحن نكونوا

فظهر على النعمان خشية ورعدة من شدة الخوف. ثم إنهم مـّروا بشجرات متَناوِحاتٍ بينها عين ماء جارية فقال عدي : أتدري ما تقول هذه الشجرات أبَيْتَ اللّعْنَ؟ قال: لا، قال: إنها تقول:

مَن رآنا فليحد ث نفسه أنه موفٍ على قرن زوالِ
وصُروف الدهر لا يبقى لها ولما تأتي به صُمُّ الجبال
رب ركب قد أناخوا حولنا يشربون الخمر بالماء الزلالِ
ثمّ أضحوا عَصَفَ الدهرُ بهم وكذاك الدهر يُودي بالرجال
وكذاك الدهر يرقى بالفتى في طلاب العيش حالاً بعد حال

فوقع كلامه منه موقع الرهبة والخشية فقال له: ائتني عند السحر، فإن عندي أمراً أطلعك عليه، فأتاه فوجده قد لبس مِسوحاً.
وقيل إنه قال له: قد علمت أن القبور لا تتكلم، والشجرة لا تتكلم، وإنما أردت موعظتي، ففيم النجاة ؟ فقال له عدي: تترك عبادة الأوثان وتدين بدين المسيح عليه السلام، فتنصَّر النعمان.

ومن جيـِّد شعره في الحكم والمواعظ:

وعاذلة هبت بليل تلومني .
فلما غلت في اللوم، قلت لها: اقصدي

أعاذل إن الجهل من لذة الفتى .
وإن المنايا للرجال بمرصد

أعاذل ما يدريك أن منيتي
إلى ساعة في اليوم أو ضحى الغد

ذريني ومالي، إن مالي ما مضى
أمامي من مال إذا خف عوَّدي

وللوارث الباقي من المال فاترك
عتابي إ ني مصلح غير مفسد

كفى زاجرا للمرء أيام دهره
تروح له بالواعظات وتغتدي

بليت وأبليت الرجال، وأصبحت
سنون طوال قد أتت دون مولدي


فما أنا بدع من حوادث، تعتري
رجالا، أتت من بعد بؤس بأسعد

فنفسك فاحفظها من الغي والخنا
متى تغوها يغو الذي بك يقتدي

وإن كانت النعماء عندك لامرئ
فمثلا بها فاجز المطالب وازدد

ولا تقصرن عن سعي من قد ورثته
وما اسطعت من خير لنفسك فازدد

عن أبو زيد الأ نصاري النحوي لو تمنيت أن أقول الشعر ما قلت إلا شعرعديًّ بن زيد العبادي :

أتعرف رسم الدار من أم معبد:

أتعر ِفُ رَسمَ الدارِ مِن أُمِّ مَعبَدِ عَم وَرَماكَ الشَوقُ قَبلَ التَجَلُّدِ
َأعاذِلَ ما أَدنى الرَشادَ مِنَ الفَتى وأَبعَدَهُ مِنهُ إِذا لَم يُسَدَّدِ
َأعاذِلَ قَد لاقَيتَ ما يَزَعُ الفَتى وَطابَقتَ في الحِجلَينِ مَشيَ المُقَيَّدِ
أعاذِلَ ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي لى ساعَةٍ في اليَومِ أَوفي ضُحى غَدِ
َأعاذِلَ مَن يُكتَب لِهُ المَوتُ يَلقَهُ كِفاحاً وَمَن يُكتَب لَهُ الفوزُ يَسعَدِ
أَعاذِلَ إِنَّ الجَهلَ مِن لَذَّةِ الفَتى وَإِنَّ المَنايا لِلرِجالِ بِمَرصَدِ
َفذَرني فَمالي غَيرَ ما أُمضِ إِمَضى أَمامِيَ مِن مالي إِذا خَفَّ عُوَّدي
َحُمَّت لِميقاتٍ إِلَيَّ مَنِيَّتي وَغودِرتُ قَد وُسِّدتُ أَو لَم أُوَسِّدِ
َلِلوارِثِ الباقي مِنَ المالِ فَاِترُكي عِتابي فَإِنّي مُصلِحٌ غَيرُ مُفسد
كَفى زاجِراً لِلمَرءِ أَيّامُ دَهرِهِ تَروحُ لَهُ بِالواعِظاتِ وَتَغتَدي
بَلَيتُ وَأَبلَيتُ الرِجالَ وَأَصبَحَت سِنونَ طِوالٌ قَد أَتَت دونَ مَولِدي
َأ لستُ بِمَن يَخشى حَوادِثَ تَعتَري رِجالاً فَبادوا بَعدَ بُؤسٍ وَأَسعُدِ
فنَفسَكَ فَاِحفَظها عَنِ الغَيِّ وَالرَدى متى تُغوِها يَغوَ الَّذي بِكَ يَهتَدي
َوإن كانَتِ النَعماءُ عِندَكَ لِاِمرِئٍ فَمَثِّل بِها وَاِجزِ المُطالِبَ وَاِردُدِ
وَإِن أَنتَ فاكَهتَ الرِجالَ فَلاتَجِم فقل مِثلَ ما قالوا وَلا تَتَزَنَّدِ
إِذا أَنتَ نازَعتَ الرِجالَ نَوالَهُم فَعِفَّ وَلا تَطلُب بِجَهدٍ فَتَنكَدِ
عَسى سائِلٌ ذو حاجَةٍ إِن مَنَعتَهُ ِمن اليَومِ سُؤلاً أَن يَسُرَّكَ في غَدِ
سَتُدرِكُ مِن ذي الفُحشِ حَقَّكَ كُلَّهُ حِلمِكَ في رِفقٍ وَلَم تَتَشَدَّدِ
وَساِسِ أَمرٍ لَم يَسُسهُ آبٌ لَهُ وَرائِمِ أَسبابِ الَّتي لَم تُعَوَّدِ
َوراجي أُمورٍ جَمَّةٍ لا يَنالُها سَتَشعَبُهُ عَنها شَعوبٌ لِمُلحِدِ
وَوارِثِ مَجدٍ لَم يَنَلهُ وَماجِدٍ أَصابَ بِمَجدٍ طارِفٍ غَيرِ مُتلِدِ
فَلا تَقعُدَن عَن سَعيِ ما قَد وَرِثتَهُ و َما اِسطَعتَ مِن خَيرٍ لِنَفسِكَ فَاِزدَدِ
إِذا ما رَأَيتَ الشَرَّ يَبعَثُ أَهلَهُ وَقامَ جُناةُ الشَرِّ بِالشَرِّ فَاِقعُدِ
وَبِالعَدلِ فَاِنطِق إِن نَطَقتَ وَلا تَجُر وَذا الذَمِّ فَاِذمُمهُ وَذا الحَمدِ فَاِحمَدِ
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
وَفي الخَلقِ إِذلالٌ لِمَن كانَ باخِلاً ضَنيناً وَمَن يَبخَل يَذِلَّ وَيُزهَدِ
أَفادَتني الأَيّامُ وَالدَهرُ إِنَّهُ وَدادي لِمَن لا يَحفَظُ الوِدِّ مُفسِدي
وَلاقَيتُ لَذّاتِ الغِنى وَأَصابَني قَوارِعُ مَن يَصبِر عَلَيها يُخَلَّدِ
إِذا ما كَرِهتَ الخَلَّةَ السوءَ لِاِمرِئٍ فَلا تَغشَها وَاِخلِد سِواها بِمِخلَدِ
إذا أَنتَ لَم تَنفَع بِوُدِّكَ أَهلَهُ وَلَم تَنكِ بِالهَيجا عَدُوَّكَ فَاِبعُدِ
وَمَن لا يَكُن ذا ناصِرٍ عِندَ حَقِّهِ يُغَلَّب عَلَيهِ ذو النَصيرِ وَيَعتَدِ

وعن تقلبات الدهر يقول:
إِنَّ لِلدَهرِ صَولَةً فَاِحذَرنَها لا تَنامَنَّ قَد أَمِنتَ الدُهورا
قَد يَبيتُ الفَتى صَحيحاً فَيَردى بعدَ ما كانَ آمِناً مَسرورا
إنَّما الدَهرُ لَيِّنٌ وَنَطوحٌ يَترُكُ العَظمَ واهِياً مَكسورا
فسَلِ الناسَ أَينَ آلُ قُبَيسٍ طَحطَحَ الدَهرُ قَبلَهُم سابورا
خَطَفَتهُ مَنِيَّةٌ فَتَرَدّى وَهوَ في المُلكِ يَأمُلُ التَعميرا
وَبَنو الأَصفَرِ المُلوكُ كَذا لَم ترُكِ الدَهرُ مِنهُمُ مَذكورا
لا أَرى المَوتَ يَسبِقُ المَوتَ شَيءٌ نَغَّصَ المَوتُ ذا الغِنى وَالفَقيرا

والمتتبع لشعر أبي العتاهية في العصر العباسي يرى أنه أشبه بشعر المواعظ والحكم لشعرعدي بن زيد العبادي. ويقال أن بداية شعر عدي بن زيد العبادي أن كسرى بعثه إلى قيصر الروم في بيزنطة ببعض الهدايا و عند رجوعه مر بدمشق ومن هناك بدأ يقول الشعر.

وعن ابن قتيبة في كتابه طبقات الشعروالشعراء أن أبو عبيدة ذكرعن أبي عمرو بن العلاء قال: " كان عدي بن زيد في الشعراء بمنزلة سُهيل في النجوم يعارضها ولا يجري مجاريها، والعرب لا تروي شعره لأن ألفاظه ليست بنجدية وكان نصرانيً من عباد الحيرة قد قرأ الكتب.

وفي قول للأ صمعي: كان عديُّ لا يُحسن أن ينعت الخيل وأُّخذ عليه قوله في صفة الفرس فارهاً ولا يقال للفرس فاره إنما يقال له جزاد وعتيق ويقال للكودن والبغل والحمار فاره ووصف الخمر بالخضُرة ولم يعلم أحدٌ وصفها بذلك. بقوله:

والمَشرَفُ الهندي نسقي به أخضر مطمو ثاً بماء
[/size
]


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تاريخ ما أهمله التاريخ
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الزمن و التاريخ الدكتور سمير المليجى منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 0 06-14-2017 01:57 PM
تاريخ ما أهمله التاريخ عبدالله باسودان منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 3 09-22-2011 10:22 PM
كوشان التاريخ مطر ابراهيم منبر قصيدة النثر 12 03-10-2011 12:28 AM
مصر وصفحات من التاريخ منى شوقى غنيم منبر الحوارات الثقافية العامة 1 02-21-2011 08:35 PM
أيام من التاريخ عبير جلال الدين منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 3 09-12-2010 10:51 PM

الساعة الآن 07:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.