احصائيات

الردود
8

المشاهدات
6308
 
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي


عبدالسلام حمزة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,945

+التقييم
0.57

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8997
08-14-2010, 08:09 PM
المشاركة 1
08-14-2010, 08:09 PM
المشاركة 1
افتراضي الحلم الضائع
الحلم الضائع

إهداء إلى .....


عرفها في سنته الدراسية الأولى , سنة التغرب عن الأهل والحاجة إلى حنان صديق ٍ أو

صديقة تربط بينهما علاقة نديّة نقيّة كبياض الثلج , كانت بيضاء رقيقة السلوك والبشرة تمتاز

بعينين سوادوين فيهما عمق المرأة وبراءة الأطفال , وجد فيها الصديقة الصافية , قربت بينهم

الدراسة والحاجة إلى صديق ليحملا معا ًأعباء الغربة .

وأحسّت هي بحماية إنسان لمست فيه شهامة الرجال والغيرة على نسائه .

فبعد لقائهم الأول أحست بأنه يخاف عليها كأهله ومحارمه , كانت معه تتصرف على سجيتها

كطفلة ٍ, تشكي له , تفتح قلبها , تكلمه بما لا تستطيع أن تكلم أحدا ً غيره , يسمعها

يساعدها , يوجهها , تحس بنبرات خوفه عليها , تنتشي بهذا الإخلاص وترى في عينيه

صدقه , ونبل أخلاقه , وبراءة مقصده , وتمّر الأيام , ويكبران معا ً , وتكبر الأحاسيس ؟

يتشوق إلى لقائها وهي تقابله بشوق أكبر , كان تفكيرهما السامي وأخلاقهما العالية وتربيتهما

النبيلة كلها تزيد في الاقتراب مع الحفاظ على الحدود .

يلجأ أليها حين يغضب , و حين يحزن , وحين يحتاج إلى من يسمعه ؟

كانا يتخاطبان عن بعد دون رسائل أو هاتف ! لكنه سر ٌّ بين قلبين أبيضين نقيين , يحسُّ بها

عندما تحتاجه ,ويلبي نداءها الخفي وهي توقن بأنه سيلبيها مجرد أن تطلبه في قلبها , فهي

تؤمن بأنه يحسّ بها عندما تحتاجه !

وتفرح - فرح الشجر بقدوم المطر - عندما تراه - من نافذتها - مقبلا ً , يسأل الحارس

عنها , وبدوره يطلبها .

تقول له بأنها تحس بخطواته عندما يخرج قاصدا ً مسكنها فتتجهز منتظرة وصوله !

لأنها تعلم بأنه لا يحب الانتظار وخاصة بين كل تلك الصبايا في المدينة الجامعية , تنزل وهي

تكاد أن تطير من فرحها ,تلتقي العينان وتصبح الوجوه مرآ ة لفرح الإبتسامات , ابتسامات

تنبع من قلب يلهف برؤية الوليف الذي اعتاد عليه , تكاد أن تحتضنه ويكاد أن يأخذها بين

ذارعيه .

يمشون , يسرحون , يتناولون قهوة سريعة , يتناقشون يتنبؤن بالمستقبل , ويكبران معا ً

ودنت سنة التخرج ,ودنا الفراق , كانا يلتقيان والقلق يهمين عليهما , ثم ماذا ؟ .. ماذا بعد

كل هذا ؟

ما الذي تخبئه الأيام لهما , مرّت عليهما لقاءات طويلة دون كلام , كان الصمت وكانت

العيون تخفي رقراق الدمع !

تجرأ يوما ً ! سألها من فرط إحساسه بها وإشفاقا ً على مشاعرها ؟ ماالذي تأملين مني ؟

أجابته برقتها ولطافتها الآسرة , وبريق عينيها السوداوين والتي حاولت جاهدة أن تكبح

فيض الدمع فيهما ! وتنهدت بعمق وقالت : لاشيء !

فأنا منذ السنة الأولى سمعتك تصارحني بأني لست فتاة أحلامك ؟

ومنذ ذلك اليوم وأنا لم أطمح يوما ً أكثر مما يجمعني بك الآن !

طأطأ رأسه خجلا ً ! عاتب قلبه على قساوته , وفي نفس الوقت غمرت نفسه راحة خفية لأنه

لم يغشّها يوما ً , هكذا برّر لنفسه ؟

خمس سنوات مضين على هذا الكلام , هو لم يعد يذكر الموقف ؟ ولم يذكر ما قاله يوم ذاك ؟

أمّا هي فلم تنس َ !

أطرق رأسه , سرح طويلا ً وساد الصمت , واحتارت الكلمات ؟

قال لها بصوت - يكاد أن يُسمع - : نعود للبيت ؟

قالت وصوتها كأنه قادم من نفق بعيد : كما تشاء . مشيا بخطوات ثقيلة وأفكار شاردة ,

وكان الصمت رفيقهما .

الفراق يحاصرهم , حبها وإخلاصه والصدق الذي جمع بينهما , كل تلك المشاعر لم تستطع

أن تهدم ذلك الجدار الذي زرعه بكلامه منذ السنة الأولى ؟ !

أوصلها إلى غرفتها , مشيت بتثاقل ٍ وجمود كأنها تساق إلى الموت لأنها أيقنت بأنها

خسرته , لوّحت بيديها وهي تودعه ,وفي عيونها رجاء لم يستطع أن يشفع عنده بالرجوع !

فهي تعرفه بأنه يعني ما قاله منذ خمس سنوات .

صعدت أدراج مسكنها , وبقي هو متسمّرا ً في مكانه , لم تعد قداماه تطاوعه بالمسير ,

أحس بغمامة كبيرة من الحيرة غطّت تفكيره ؟

نظر إليه حارس الوحدة , وكأنه قرأ ما يدور في خلده فقال له , لا تتركها إنها تحبك !

فزاد ألمه وأحس بوجع الضمير !

واختلطت عليه المشاعر بين إحساس ٍ بالذنب , والدفاع عن قراره الواهم ,ولكنه في النهاية

برّء نفسه - من حبها - بأنه لم يغشّها !

فهورغم ( كل سلوك الحب ) ؟ لم يقل لها يوما ً بأنه يحبها , ومشى مبتعدا ً عنها محاولا ً

إسكات صوت ضميره مدافعا ًعن نفسه بأنه ما وعدها يوما ً بالزواج ! مشى وهو يظن بأنه

بريء من كسر قلبها ؟ ؟ ! وبأن الزمن سيتكفل بدواء الجروح .

ربّما لم يجرؤ أن يسمي الأمور بأسمائها ؟ ربما هي ظروفه ؟ وربما يمنّي نفسه بأنه سيلقى

من يحبها لتكون زوجته في مستقبل أيامه !

زفر َ , زفرة ً قوية أعلن لنفسه انتهاء المحكمة لصالحه وبأنه بريء من جراحاتها وعمق

آلامها .

ومضى ... ومضت , وانتهت الدراسة , و باعدت بينهم المسافات , وانقطعت عنه أخبارها .

لكنه أبدا ً يحنُّ أليها ؛يبحث عنها في كل ركن وزاوية , كم يشتاق إليها ! يسأل عنها

الصباحات .. والقمر ؟

يسأل عنها المسافات والدروب ؟ يسأل عنها المقاعد والأشجار التي جلسوا في ظلالها ؟

يسأل عنها طاولة المقهى ويبحث عن جواب في عيون الندلاء ؟

لكنها رحلت , وأخذت معها جزءًا من فؤاده وزرعت في قلبه حنينا ً إلى حبها ورائحة شعرها

وسواد عينيها , ونبرات صوتها , ودلالها الطفولي عندما كانت تغضب منه !

وفرح عينيها عندما كانت تراه .

آه كم استوفى الشوق منه ؟ كم ثأر لها ؟ وكم سقاه المرّ من جناية يده ؟ كم أحسّ بالندم

عليها !لأنه أيقن بأنها لن تتكرر في زمانه ! !

ورغم كل المسافات يسأل الصحارى , والأودية , والريح , ورذاذ المطر عن خصلات

شعرها , وبريق عينيها تحت ظلال القمر .

ثم أيقن بأنه لن يرى ذلك الملاك مرة ثانية , ربما في حياته ؟

عبدالسلام حمزة


قديم 08-14-2010, 11:55 PM
المشاركة 2
سهى العلي
أديبة وقاصة لبنانية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ القدير عبد السلام حمزة




لأنه لم يرى منها ما يُعيبها
ولأنها تعلقت فيه وأحبته
أحس بالالتزام تجاهها
من دون قصد..


قصة رقيقة بريئة قاسية على أبطالها

حرفك جميل



دمتَ بكل خير






.



مِلءُ السَنابِلِ تَنْحَني بتواضُعٍ والفارِغاتُ رؤوسُهنّ شوامِخُ

كُنْ في الحَياة كَشارِب القَهْوة.. يسْتَمتِعُ بها رُغْم سَوادِها ومَرارَتِها


.

قديم 08-15-2010, 02:53 AM
المشاركة 3
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة سهى العلي

مرورك الكريم أسعدني ,


ربما لتوازن الحياة يكون السلوك بين المحبين على هذا النمط ؟

ربما هو الزهد فيما بين يديك والبحث عن المفقود ؟

ربما هو توقع الأحسن أو الأجمل أو الأنسب ؟ ولكن حكما ً ليست الأكثر إنسجاما ً .

سلمتي يا أخت سهى على كلاماتك وأنا سعيد بحضورك البهي

لك تحياتي

قديم 08-15-2010, 01:08 PM
المشاركة 4
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أخي عبد السلام
سلام الله عليك ..
حقيقة ممتعة هذه القصة .. وبذات الوقت قاسية
فما أصعب أن يتعلق الانسان بآخر وتباعد بينهما المسافات !!
ومن ثم يفقد الأمل في رؤيته تماماً

أحسنت



..... ناريمان

قديم 08-16-2010, 01:15 AM
المشاركة 5
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخت ناريمان

الذكريات كنزيز جرح أبى أن يندمل

هكذا يقول حاله من كان بطلا ً لهذه القصة

تحياتي لك ناريمان الشريف

قديم 08-16-2010, 07:01 AM
المشاركة 6
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ليس بريئـًا من تحطيم حلمها

بل كان قاسيـًا عليها وعلى نفسه

أحيانـًا لا نحتاج أن نقول ( أحبك َ أو أحبك ِ )

فـ كل ّ همسة ٍ وحركة ٍ تقولها

لكن .. تضيع أحلام ويبقى الأمل ~

أخي عبد السلام

أسلوب قصصي ممتع جدًا

سـ ننتظر الجديد بكل تأكيد

لك َ التقدير والاحترام ~


//


همســـة بكل ّ ود ّ :

بعد إذنك تم ّ تعديل بعض الكلمات إلى :

نداءها ~ رفيقهما ~ جزءًا

وبعض الهمزات التي سقطت سهوًا ~

قديم 08-21-2010, 05:46 PM
المشاركة 7
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخت الكريمة أمل

أسعدني بأنك فهمتي ما أردت إيصاله

جزاك الله خيرا ً على المرور والتعديل ,

سلمت يداك يا أمل

قديم 08-22-2010, 12:57 AM
المشاركة 8
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أرى أن بطل القصة من النماذج البشعة في المجتمع
وهو يختبىء وراء أخلاق ومبادىء لا يمتلكها
فقد ظلم الحبيبة ظلماً فادحاً
ولو اعتبرها صديقة فقط فبأي حق فعل ذلك
وتعلقهما ببعضهما هل هو تسلية لمدة خمس سنوات ! !

عزيزي . .
أنت وصفت بشكل واضح شخصيتين موجودتين بيننا
وكان القص جيداً واللغة بسيطة والتسلسل واضح
أما قفلة النهاية فهي ضعيفة لا تحمل دهشة أو فجاءة أو تنوير
وهذا ما كان القارىء يتوقعه
لماذا لا تعيد صياغة النهاية بشكل جديد وقد يتشكل أمامنا نهاية جديدة ! !

تقبل تحيتي وودي
دمت بخير

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 09-12-2010, 05:11 PM
المشاركة 9
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


الأخ أحمد فؤاد صوفي

كل عام وأنتم بخير

كلماتك مصدر سرور

شكرا ً لمرورك الكريم


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الحلم الضائع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في الوقت الضائع ..! ( ق.ق.ج ) ناريمان الشريف منبر القصص والروايات والمسرح . 12 01-11-2021 09:00 PM
معنى "الجمل" في قوله تعالى: (حتى يلج الجمل فى سم الخياط) ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 7 01-04-2020 04:26 PM
الجيل الضائع في الادب الامريكي - د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 1 01-09-2017 05:45 PM
الجيل الضائع في الادب الامريكي – د. زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 0 02-24-2014 04:19 PM
لي هذا الحلم سالم رزقي منبر البوح الهادئ 13 06-26-2011 06:15 AM

الساعة الآن 04:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.