احصائيات

الردود
2

المشاهدات
4005
 
مرام عيّاد
من آل منابر ثقافية

مرام عيّاد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
196

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9739
05-28-2011, 03:56 PM
المشاركة 1
05-28-2011, 03:56 PM
المشاركة 1
افتراضي من وحشٍ ,, لِوحش
يبللني شعورٌ بالاشمئزازِ والأسى في كلِ مرةٍ أجدُ تلكَ الصورة بيدي , حيثُ تأخذني إلى عالمٍ قد رحلتُ عنهُ سابقاً , أنا لستُ ممن يستهونَ حفظ الذكرياتِ القبيحة ولكني وجدتُ نفسي مجبرةً على بوحِ ما نقشتهُ على صفحة ذكرياتِ الطفولة .
طفولةٌ قطْ لم تعرف معنى الاحتلال ولم تّخللها الذكريات الوحشية لهم _ وأقصدُ هنا بالطفولة:هي السنون التي عشتها قبل الخمس سنوات من عمري _ كنتُ أترجمُ في حينها كل مواقفِ الحياة ببراءةٍ مطلقة إلا ذلكَ الموقف الذي وقفَ أمام أفكاري كالمطب العالي واستحوذَ مني الحيز َالأكبر من الفضول ..
و في حديقة حيواناتٍ يهودية على أرض ِالمقدس والتي ُتعتَبرْ أكبر حدائقِ الحيوانات في فلسطين _والتي نادراً الفلسطينيين يزورونها_خطت أقدامي تلكَ الأرض , ونشرتُ في كلِ أرجائها ضحكاتي ومشاكساتي , بكائي وبراءتي المفرطة فقد كنتُ طفلةً يكسوها الدلال والأكثر روحُ الدعابة , كنتُ كالزئبق يصعبُ على أمي ربطي بين ذراعيها ; لذلك كانَ على أمي أن ترافقني كالظلٍ في كلِ خطوة أخطوها هناك .
لم تكن تعجبني القرود ولا الفيلة ولا.... كمثلِ إعجابي بالأسود , كنتُ أتشوقُ لرؤيتهم
أبي وأخوتي في العادة كانوا يمرون عنهم مرورَ الكرام ولكن في هذه المرة أطالوا الوقفة أمامها لإصرار أخي على النظرِ إلى اللبؤةِ وهي ترضعُ صغيرها , في بداية الأمر أحببتُ ذلكَ المشهد ولكن سرعانَ ما ذهبَ ذلكَ الشعور عندما رأيتُ الأسد في الجانب الأخر و جميع الناسِ حولهُ, مجتمعون حولَ نافذةٍ زجاجيةٍ كبيرة , أكلني الفضول لمعرفةِ ماذا يفعل; لذلكَ استغليتُ فرصةَ انشغالِ أهلي بالنظر إلى اللبؤة ومن دون ترددٍ ذهبتُ هناك , لم يكنْ هناك أيَ فلسطيني غيري فكلهم كانوا من الدولةِ المستعمرة , تخللتُ بينهم وصعدتُ على حافةِ النافذة العالية وعندما نجحتُ في الصعود صدمني ما رأيتْ , حقاً مشاعرُ فرحتي بالصعود تلاشتْ ودمعةٌ من عيني أوشكت على السقوط _كنتُ حينها أضع يدي على الزجاج ففظاعة المشهد أنساني رفعها _ أمعنتُ النظر له بخوف, كان يأكلُ بشراهةٍ فظيعة لحم غزالٍ صغير , ولم تمضي الدقائق إلا وقد تعالتْ صرخاتي ونزلت دموعي كشلالات تتخلل غابةٍ خضراء فقد تصورت حين لعق الأسد الزجاج أنه سيأكلني مثلَ الغزال الصغير ; لذالكَ لم أتردد في التراجع بقوة لخلف فسقطتُ بينَ الأرجلِ اليهودية , حملني يهودي وهو يضحكُ بأعلى صوتهِ ويتكلم بصخبٍ بكلمات أجهلُ ترجمتها , نظرَ إلي وابتسم وقبّلني وأنا والله كانت أطرافي ترتجف فقد هربتُ من وحشٍ حقيقي يأسرهُ الزجاج إلى أحضان شيطانٍ مخيف مُقنع بقناع الرحمة والحنان , كان من رجال الدين ( سكناج ) فهم يتميزون عن غيرهم من اليهود _ بعضُ الشيء هم مخيفون _ أذكرُ أنهُ أعطاني قطعة حلوى تبدو أنها شهية , تُرى هل أكلتها ..؟؟ حقا لست أدري ..!!
ولم تمضي الدقائق إلا وقد شعرتُ بالحنان والأمان بين ذراعي أمي , شكرهُ أبي وهو يضحك بصخب على طفلتهِ الشقية , وأمي قد أخذها الوقت في تهدءتي مع كلمات تتخللها الضحك ولم يكن هناك فرصة لتشكره.
هذا الموقف لم أستطع ترجمته قط , هل كان حقا موقفاً إنسانياً..؟؟ أم كان مثل ما وصفتهُ سابقا ًكان موقفاً مقنع بقناع الرحمة والحنان ..؟ ؟!!!!
ولكن حقاً الآن أتمنى لو أكلني الأسد حقا ًولا لامست شفاههُ اليهودية وجهي الفلسطيني !




قديم 05-28-2011, 11:51 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مساء الورداتخذت هنا مرام عياد في قصتها القصيرة أسلوب الخاطرة الذاتية لتحكي عن مشهد مهم من مشاهد الطفولة حفر عميقا في وجدانها و كانت له دلالات عميقة و موجعة كان ادراك الطفلة لوحشية الحيوان في الاعتداء على الحيوان الأضعف منه ما تستطيع ان تبحث من خلاله عن مبرر وحشية الانسان تجاه اخيه الإنسان .. فالصهيوني لا يقل وحشية عن الحيوان الاعجم في تعامله مع الامم غير اليهودية بشكل عام و مع الفلسطينيين بشكل خاص و يتخذ من اجل هذا وسائل كثيرة منها تلك الرقة المبطنة بالخبث و النوايا السيئة جدا و منها قتله للانسان بذات برودة الاعصاب التي يتناول بها طعامه هنا مرام سلطت الضوء على قضية مهمة تقول ان هذا الصهيوني لا يمكن بحال من الاحوال أن يكون انسانا و الدليل أن تلك الطفلة لم تتقبل رقته المصطنعة لانها بفطرتها تحس بانه كاذب مهما ادعى العكسأعتبر النص وثيقة جيدة عن فلسطينيي الداخل و طريقة تعاملهم مع المحتل الصهيوني و أخشى ما نخشاه ان تنسحب حالة التطبيع في العلاقات مع اليهود على الجميع حتى ننسى قضيتنا الاساسية و المصيرية و هي تحرير أرض الرباط شرفها الله من دنس الصهاينة سرد جميل و متماسكأحييك أ. مرام عياد

قديم 05-30-2011, 11:43 PM
المشاركة 3
مرام عيّاد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أ. ريم
ما أجملَ تعليقكِ أيتها الغالية
سرني توضيحكِ لما بوحتُ فيه هنا
محبتي!


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.