عارية فوق قبري !
عارية فوق قبري !
عندما أموت اتركوا قبري يعبث بي.. دعوا القطط تغرز مخالبها في عظمة رأسي، والكلاب تنثر نجاستها على مخيط ردائي..
اتركوا نباشي القبور يسرقون عظامي، وفتات أقدامي التي تسبح بحمد الله..
ويحك أيتها القطط الهمجية، والكلاب البرجوازية !
ألم أنهك عن الوقوف على عتبات قلبي؟! ويحك إن هذا قبري !
ألم تكوني تبحثين عن عظمة بالية تختصمين عليها... مع البشر؟!
كل البشر !
كفي عن ذلك، فقد آن لك أن تذهبي بعيدا هناك، هناك، هناك، حيث اللحوم البيضاء، الخالية من العظم، والشحم، والدم أيضا !
إني أرى شبها بك يستفز استفزازي، وبعض برودة أعصابي التي ماتت مع القمر، والضياء، والظل، والمطر، ولكنها مشبعة بالجرح، واليأس، والدم المتخثر على صهوة جواد الانكسار، وحرية الانكسار، في لحظات العقم الجسدي عن مصافحة صورة يد بائسة، اختبأت في حقيبة الضوء، تخفي احتراقها فوق سطح سحابة صيفية كأنها ورقة.. فقط ! ورقة..
أشعل سيجارة أعصابي وأسير وحدي، فأنا لم أخلق إلا وحدي، وأنا لا أستطيع إكمال الربع الأخير من حكاية المرض الخبيث إلا وحدي.. أكاد أخفيه في جسدي المريض، وبين ثيابي المريضة، وتفضحني عيوني المريضة أيضا ! كلما تحرك في داخلي ألم من أجل طفل لا يعرف إلا أنا، وأنا، وأنا.. وأنا لا أجيد سوى الافتتان بلغته القريبة من قلبي، وقلبه القريب من فؤادي، وفؤاده الساكن في قلبي..!
أعلم أني أهذي، وفؤادي يهذي، وقلبي يهذي أيضا !
أريد أن أبكي حتى يملني البكاء، وأتحدث في حسرة الدموع عن قارب الأحلام الغارق في بحيرة الحلوم العقيمة.. وهيهات هيهات العقيم يلد حلما !
أبحث عن حب جديد في الصيف، وأنتظر غدرا جديدا في الشتاء، ومللا في الربيع، وتساقطا للأقنعة في الخريف..
مللت هذا الانتظار !
هل تعلمون؟!
أريد أن أموت، وعندما أموت لا أريد عزاء منكم، ولا طارقا يطرق قبري، فأنا ميت، ولن أرد عليه ! حتى أنت أيتها القطط، وأنت أيتها الكلاب، وأنت أيتها السيدة الواقفة على جحيم رفاتي، العارية فوق قبري !!
تقديري لكم جميعا.
أبو أسامة
زحمة وجوه وعابرين!
التعديل الأخير تم بواسطة علي بن حسن الزهراني ; 05-20-2011 الساعة 04:30 PM
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
