احصائيات

الردود
1

المشاهدات
14278
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
08-10-2010, 11:36 PM
المشاركة 1
08-10-2010, 11:36 PM
المشاركة 1
افتراضي قصص صينيّة معاصرة "سبع حكايات خرافيّة لهونغ ريون"

قصص صينيّة معاصرة "سبع حكايات خرافيّة لهونغ ريون"

ــ ت.براءة زين الدين
نشرت في مجلة الموقف الأدبي العدد 424 أغسطس /20061
ـ الثعلب يصون النظام‏

سرق الثعلب دجاجة من قنِّ الدجاج وافترسها تحت شجرة العنَّاب. رآه الغراب من أعلى الشجرة ولامه قائلاً: "ما هذه الجريمة التي ارتكبتها؟ تقتلُ في وضح النهار!".‏

أجاب الثعلب: "هُراء، أنا أقوم بتنفيذ مهمتي، عليَّ أن أعاقب هؤلاء الذين يخلُّون بالنظام الاجتماعي. لقد سبحت الدجاجات في البركة طيلة فصل الصيف ولوَّثت الماء فلم نعد نستطيع الشرب منه".‏

ـــ ما أدليتَ به هو خطيئة ارتكبتها البطات، كيف تأتي وتعاقبُ الدجاج؟ وهل رأيت بأمِّ عينك الدجاجَ وهو يوسِّخ الماء؟.‏

تابعَ الثعلب نقاشه: "ما الخطأ في إحضار الدجاج للمحاسبة؟، إنَّ الدجاج أكثر إيذاءً، فكلَّ يوم عند بزوغ الفجر يصيح بصوتٍ عالٍ حتى لا يدع أحد في سلام، أليس من المفترض أن يُعاقَب؟".‏

ـــ إذا كان الصياح يزعجكَ فإنه بسبب الدِّيكة وليس الدجاجات.‏

قال الثعلب: "إن الدجاجة أسوأ. تضع عدداً من البيوض وبعدها تفقِسُ وتصبح صيصاناً، ألم ترها في الحقول تقود مجموعات كبيرة من الصيصان تُقوقي وتنبشُ الحبوب والبذور؟".‏

أجاب الغراب: "يبدو لي هذا منطقياً جداً، لم أفكِّر أبداً أن السيّد الثعلب كان مهتماً ليس فقط بالنظام الاجتماعي، بل بالمحاصيل في الحقول أيضاً. لكنَّ الدجاجة التي التقطتها فتيّة ولم تبدأ بعد بوضع البيض!.‏

غضب الثعلبُ وقال: "هذا هُراء، صحيحٌ أنها لا تستطيع أن تضع البيض الآن ولكن عاجلاً أم آجلاً سوف تفعل. هذا ما حدث! فكيف كنت سأعالج الأمر؟ منطقيٌّ أم غير منطقي، لا توبخني وأنت تعتلي فرع الشجرة، إذا كان لديك شيئٌ تقوله انزل وقُله وجهاً لوجه".‏

عندها عرفَ الغرابُ ماذا يخبئ الثعلب، ولم يطر إلى الأسفل.‏
2 ـ العشب ودوارة الريح‏

ـــ قالت ورقة متطاولة من العشب الذي ينمو على أعلى الجدار لدوارة الريح: "إنَّ الناس ينتقدونني دائماً لأنني أتمايل مع كل الرياح، ولكن حقيقةً أنتِ الأسرع للتمايل مع الريح ورُغم ذلك لا يقول الناس شيئاً عنكِ، إنَّ ذلك حقاً لظلم".‏

أجابت دوّارة الريح: "أنتِ مخطئة إن من واجبي أن أعرِّف الناس ما هوَ اتجاهُ الريحِ، فعندما يكون هناك نسيم أحدّدُ اتجاهه بسرعة وبدقِّة لأحذِّر الناس. ولكن ماذا عنك؟ عندما يهبُّ النّسيم تنحنين وتشعرين بهِ خلسةً أما عندما تهب الرياح القوية فإنَّكِ تتراجعين بمجرَّد أن تشعري بقوتها وهي مقتربة. فلا تنكري الاختلاف الجوهريُّ بيننا: فعندما تأتي الرياحُ أقابلها مباشرةً وأبيّن اتجّاهها بينما تتمايلينَ أنت معها. فكيف لك أن تحتاري بين قضيتين مختلفتين كليَّاً؟".‏
3 ـ طائرتان ورقيتان‏

في حضن السماء طارت طائرتان ورقيتان، خيطاهما كانا متشابكين، وبروحيهما الساميتين قررتا التنافس لتريا من التي تستطيع أن تطير أعلى. إلى جانبهما كان هناك نَسْرَان يتسابقان، وما إن حلَّق النسران في انطلاقةٍ نحو الأعلى داخل السماء الزرقاء حتى انحنت الطائرتان وتعرجتا وفشلتا في القيام بالعمل ذاته.‏

بعد ذلك، سألت الطائرتان النسرين: "نحن جميعاً نتنافس في السماء الزرقاء ذاتها، كيف لكما أن تطيرا عالياً بينما نحن لا نستطيع؟".‏

أجاب أحد النّسرين قائلاً: "إن مبادئ منافستنا مختلفة، فمبدؤنا هو اللحاق بالمنافس، بينما مبدؤك هو إعاقة منافسكِ من اللحاق بك.‏

سألت الطائرتان: "وما الفرق بين الاثنين"؟‏

قال النّسرُ: "إنهما مختلفان تماماً، فبالنسبة لمنافستنا إذا الآخر استطاع أن يدركني، أبذل قصارى جهدي لألحق به، وإذا تقدمت عليه هو أيضاً سيبذل جهداً أكبر، وفي النتيجة يكون كلانا قادراً أن يرتفع عالياً في السماء. أما بالنسبة لمبدئكما فإذا استطاع المنافس أن يطير أعلى منك تبذلين كل الجهد لسحبه نحو الأسفل وكأنّك تقولين إذا لم أستطع أن أطير عالياً فلن أدعك تفعل، هكذا تفكِّران أنتما الاثنتين وطبيعي إذاً أن تخسرا!".‏

طائرتان متشابكتان نالتا الفشل في رحلتيهما الجويتين. وفي الحياة من يدري كم من طائراتٍ لها المصير نفسه.‏


1 كورمورانت: طائر كبير الحجم، يقتات بالزواحف والأسماك.‏


قديم 08-10-2010, 11:40 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: قصص صينيّة معاصرة "سبع حكايات خرافيّة لهونغ ريون"
*كل حادث ولهُ سبب‏


بقلم: شامينونك‏

في الحقيقة ليسَ لديَّ ما أقولـهُ، سيّداتي وسادتي في وكالة الأنباء؛ لا توجّهوا لواقط الصوت نحوي، ولا تدوّنوا ما سأقول.‏

"ليسَ لديّ أدنى أفكار حولَ العلاقة بينَ الصينيين والماليزيين. وفي الحقيقة، لم أفكّر بأيِ شيءٍ يخصُّها.‏

ببساطة وجدتُ أمس الأوّل، وأنا في طريقي إلى البيت محفظةَ جيب، وكنتُ قد عدتُ من مقهى ليلي. فتحتُها ورأيتُ بعض الأوراق النقديّة الأجنبيّة في داخلها. كان ذلك ليلاً، فخشيتُ من الوقوف وحدي في الطريق؛ أنتظرُ صاحِبَها، لذلك ذهبتُ إلى أقربِ نقطة شرطة. قد قالوا لي إنها نقود أميركيّة قيمتها فوق العشرة آلاف دولار. بصراحة لم أرَ في حياتي أموالاً كثيرة، ولذلك فقد شعرتُ بالخوف، وأردتُ في تلكَ اللحظة أن أمضي إلى البيت في أسرعِ وقتٍ ممكن، لكن الشرطة طلبت معرفة عنواني، فقدَّمتُ لهم بطاقتي الشخصيَّة.‏

هذا الصباح علمتُ أنهم عثروا على صَاحب النقود، ومنذ لحظات علمت ُأنه رجلُ أعمال ماليزي. كيفَ لي أن أعرف أنَّ ما فعلتُهُ البارحة كان يفيدُ في مساندةِ العلاقة بين الصينيين والماليزيين!" يبدو لي أنكم لن تدعوني أذهب حتى أبوحَ لكم بشيء آخر، حسناً دعوني أعترفُ لكم بسرٍ؛ بشيءٍ لم أقلْهُ لأحدٍ من قبل.‏

كيفَ لي أن أتكلّم؟ هل من الممكن أن أمتنعَ عن الكلام؟ تُريدونني أن أتحدّث؟ حسناً.‏

"كانت أمّي طيلة أربعين عاماً عاملةَ تنظيفات، وفي العام الماضي تقاعدت، وقد كانت النفايات خلال تلك السنوات، تُنقل وتكوّم في الجبال، وكان يوجدُ بين تلكَ الأكوام دائماً مالٌ وأدوات قيّمة. وقد بيّنَ الكتابُ الذي ضَمّ المعلومات المأخوذة عن عاملي التنظيفات أن والدتي في الأعوام الأربعين من خدمتها سَلّمت مئة وثمان وأربعين ساعة يد، وسبعَ عشرة قلادة، وستة وثلاثين خاتماً ذهبيّاً، ومئتين وستاً وستين محفظة جيب، عدا العملات والأوراق النقديّة. وكان هناك أكثر ممّا يُعد أو يُحصى. يوماً ما...". هل تسمحونَ لي بلحظة؟ أود أن أخرج قليلاً إلى الشرفة.‏

"يوماً ما انتزعت أمي مولوداً، كان طفلةً ملقاة بجانب الطريق، وتلك الطفلة لم تكن غيري أنا! أحبُّ أمّي الحاليّة، على الرغم من أني أحياناً....‏

حسناً، الآن هل فهمتم كل شيء، هل من حاجة لكي أقولَ المزيد؟!!‏

*عودة‏

بقلم: ليو زانينغ‏

وأخيراً عادت ـــ إلى هذه المنطقة الجبليّة بعدَ غيابٍ دامَ عشرينَ عاماً! وهذا الشاب الوسيم الذي يمشي خلفها الآن، هل هو الصبي نفسه، الذي أخذته معها قبلَ عشرينَ عاماً؟‏

لقد عرفها كبارُ السن في القرية، وأغلب الظن، بسبب هذا الشاب، ببنيته ووجهه، وخصوصاً ببسمتِهِ الدافئة، التي تذكّر بالمعلم جان. كانَ ابن جان، وهذا ما توصّلوا إليه من النظرة الأولى. أما فيما يتعلق بها؛ فقد كان هناك شك في قلوب الناس حول هويّتها؛ وذلكَ لغيابها عن القرية عشرين عاماً، مع أنها في الأساس وخلال السنوات الثمانية التي درّسَ فيها جان في القرية نادراً ما كانت تزورها، وقد حدثَ ذات يوم أن زارتهُ وأمضيا معاً عشرة أيام قبل أن تقررّ العودة إلى بلدتها، وعندما حثّها جان على البقاء قالت لـَهُ: إن الحياة هنا معزولة ومقفرة، فيما عدا أنصاف الساعات القليلة من السعادة، التي يمضيانها معاً كل ليلة! معزولة ومقفرة لدرجة يود الإنسان جراءَها أن يقتل نفسه، ولحسن الحظ فقد استطاعت ـــ خلال فترة وجودها القصيرة مع جان، تلك التي لم تتجاوز عشرة الأيام ـــ أن تحمل، وتضعَ صبيّاً بعد تسعة أشهر.‏

لقد كانا على وفاقٍ تام، ولم يكن هناك احتمال لغير ما حدث، فقد غرقَا في الحبِ حتى أذنيهما، ولاسيّما خلال المرحلة الدراسيّة في دار المعلّمين.‏

بعد التخرّج اختار جان التدريس في هذه المنطقة الجبليّة النائية، المقفرة والمرعبة، ولم تعارضه أو تلحق بهِ، مع أنها تزوّجته، وهكذا عاشا؛ كلٌ منهما بعيد عن الآخر. حصلت هي على عمل في بلدتها، ورفضت أن ترافقه إلى هذه المنطقة البعيدة بهدف التدريس، على الرغم من الدعوات الصادقة لها من قبل سكان القرية، وقيادة المقاطعة. لم يلمْها جان أبداً، وذلك لأن لكل إنسان ميوله الخاصة ـــ من وجهةِ نظره ـــ فلماذا يضحّي الواحدُ بنفسه لأجل الآخر؟! الحبُ علاقةُ تفاهم متبادل وليست فرض الأفكار على الطرف الآخر.‏

في مثل هذا اليوم، منذُ عشرين عاماً، تعرّضت هذه المنطقة إلى فيضان مفاجئ، وقد أودى اندفاعُ جان لإنقاذ تلاميذه الذين جرفهم السيل بحياته، فبقيَ في هذه الأرض القفر الفقيرة إلى الأبد. يومَها سارعت إلى المجيء مصطحبةً طفلها. لم تكن تنتحب، ولم يبد عليها الشعور بالذنب أو الندامة؛ بل بدتْ وكأنّها مخدّرة.‏

عندما غارت القرية إلى بلدتها، قالت للقرويين إنها ستعود يوماً ما. عشرونَ عاماً مضت وهاهي ذي تعودُ من جديد. خدّدتْ وجهها السنون؛ وصبغت صدغيها باللون الأبيض، تضاعيفُ المشقّة ارتسمتْ على جبهتها، واستقّرَ حزنٌ ثقيل في عينيها المتعبتين. ذهبت إلى قبر جان برفقة الشاب، ركعت على ركبتيها وبكت: "جان هونغ لقد عدتُ ومعي ولدنا شانر، هاهو ذا قد تخرّجَ في كليّة المعلّمين، وجاءَ ليعلّم الأطفال هنا، هو من لحمك ودمك، وينتمي إلى هذهِ المنطقة الجبليّة أيضاً.‏


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: قصص صينيّة معاصرة "سبع حكايات خرافيّة لهونغ ريون"
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين كلّ من "البِشْر" و"الهشاشة" و"البشاشة" : ماجد جابر منبر الدراسات النحوية والصرفية واللغوية 4 04-11-2022 08:23 PM
الفرق بين " الوَقـْر " بالفتح . و" الوِقْـر " بالكسر " دكتور محمد نور ربيع العلي منبر الحوارات الثقافية العامة 19 05-15-2021 07:12 PM
عودة حساب "البريك" على "تويتر".. ويتهم 3 فئات بالتسبب بإغلاقه علي بن حسن الزهراني منبر مختارات من الشتات. 0 09-13-2013 12:28 AM
التحليل الأدبي لقصيدة"ملاكي" للأديبة "فيروز محاميد" بقلم: ماجد جابر ماجد جابر منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 2 09-04-2012 11:11 PM

الساعة الآن 12:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.