احصائيات

الردود
38

المشاهدات
13250
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-22-2011, 09:44 PM
المشاركة 1
02-22-2011, 09:44 PM
المشاركة 1
افتراضي فـــروغ فرخــزاد Forugh Farrokhzad


فروغ فرخزاد Forugh Farrokhzad






نبذة حول الشاعر:


فروغ فرخزاد: Forugh Farrokhzad - 1935 – 1967



ولدت فروغ فرخزاد سنة 1935 في طهران، وتزوجت في السابعة عشرة من عمرها، من رسام الكاريكاتير الإيراني برويزشابور وأنجبت منه ابنها الأوحد كاميار، لتنصرف إلى الشعر، وإلى علاقة عمرها الحميمة مع القاص الإيراني الشهير إبراهيم كلستاني بعد طلاقها من زوجها.


أول دواوينها الشعرية كان بعنوان(أسير) ثم(حائط) ثم(عصيان) و(ولادة أخرى) كما صدر كتاب احتوى مختارات من شعرها. عملت فروغ إلى جانب ضخ الشعر، في إعداد وتصوير وتمثيل الأفلام منها(البحر) و(الخطوبة) و(الماء والحرارة) و(البيت الأسود) وسواها. كما عاشت حياتها القصيرة توفيت في عمر الثانية والثلاثين إثر حادث سير سفراً وشعراً وأفلاماً، وكرّمها المخرج الإيطالي (برناردو برتولوجي) حين أنجز فيلماً عنها مدته ربع ساعة.



لها (25) قصيدة.


المصدر: الموسوعة الشعرية للآداب العالمية


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 09:52 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قلبي يحترق على الحديقة



(ج 1)






لا أحد يفكر بالأزهار


لا أحد يفكر بالأسماك‏



لا أحد يريد تصديق أن الحديقة تحتضر‏



أن قلب الحديقة متورم تحت الشمس‏



وأن ذهن الحديقة ينزف، بهدوء، ذكرياتٍ خضراء‏



وحس الحديقة كأنه شيء مجرّد‏



يتفسخ في انزواء الحديقة‏



باحة بيتنا منعزلة‏



باحة بيتنا تتثاءب في انتظار هطول غيمة غريبة‏



حوض البيت فارغ‏



والنجوم الصغيرة عديمة التجربة‏



يتساقطن من شاهقات الأشجار على التراب‏



وبين النوافذ الباهتة لبيوت الأسماك‏



يأتي، في الليالي، صوت سعال‏



باحة بيتنا منعزلة



الأب يقول: فات أواني‏



فات أواني‏



لقد حملت أوزاري‏



وأتممت عملي‏



وفي غرفته، من الصبح حتى الغروب‏



هو إما يقرأ الشاهنامه (*)‏



أو ناسخ التواريخ(**)‏



الأب يقول للأم:‏



اللعنة على كل سمكة وكل طير



ما همني، إذا مِتُّ



أكانت الحديقةُ أمْ لمْ تكنْ‏



يكفيني راتب التقاعد



الأم كل حياتها سجادة مفروشة‏



على عتبة رعب جهنم



الأم تقتفي آثار أقدام خطيئة‏



في أعماق كل شيء



وتظن أن الحديثة ملوثة‏



بسبب كفر شجرة



الأم مذنبة بالفطرة‏



الأم كل يوم تقرأ الدعاء‏



وتعزّم على كلَّ الأزهار‏



وتعزّم على كلَّ الأسماك‏



وتعزّم على نفسها‏



الأم في انتظار يوم الظهور



وحلول المغفرة



أخي يسمي الحديقة مقبرة‏



أخي يسخر من شغب الحشائش‏



ويعدُّ جثث السمكات المتعفنة‏



تحت جلد الماء المريض



أخي مدمن فلسفة‏



أخي يرى شفاء الحديقة في انهدامها



إنه يسكر‏



يضرب بقبضته الحائط والباب‏



يريد أن يقول: أنا متوجع، تعب، يائس



يأسه مثل بطاقته الشخصية وتقويمه ومنديله‏



وقداحته وقلمه



يأخذه معه إلى الزقاق والسوق



يأسه من الضآلة بحيث يضيع كلَّ ليلة‏



في زحام الحانة






- - - - - - -


(*) الشاهنامه: كتاب سير الملوك الفرس، ألفه الفردوسي سنة 300 هـ، يحكي فيه تاريخ وأساطير الفرس حتى دخول العرب بلاد فارس.‏

(**) ناسخ التواريخ: كتاب تاريخي لمؤلفه لسان الملك الميرزا محمد تقي سبهر - الذي عاش في زمن الدولة القاجارية.




يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 09:57 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





قلبي يحترق على الحديقة


(ج 2)


وأختي التي كانت صديقة الزهور‏


وكلمات قلبها الساذجة‏


عندما تضربها أمي


تأخذ الزهور إلى محفلها العطوف الصامت‏


أحياناً تستضيف عائلة الأسماك‏


إلى الشمس والحلوى


بيتها في الجانب الآخر من المدينة‏


هي داخل بيتها الاصطناعي‏


مع أسماكها الحمر الاصطناعية‏


وفي حماية حب زوجها الاصطناعي‏


وتحت أغصان أشجار تفاحها الاصطناعية‏


تغني أغاني اصطناعية‏


وتصنع أطفالاً طبيعيين


كلما جاءت تزورنا‏


تتوسخ أذيال تنورتها من فقر الحديقة‏


تستحم بالكولونيا


هي كلما جاءتنا‏


تكون حبلى


باحة بيتنا منعزلة


باحة بيتنا منعزلة


في كل يوم يأتي من وراء الباب صوت انفجار‏


جميع جيراننا يزرعون في تراب حديقتهم القذائفَ‏


والبنادقَ بدلَ الزهور


جيراننا يغطّون أحواضهم المبلّطة


الأحواض، رغماً عنها


صارتْ مخازن سرية للبارود


وأطفال زقاقنا ملأوا حقائبهم المدرسية‏


قنابلَ صغيرة


باحة بيتنا دائخة


أخاف الزمن الذي أضاع قلبه‏


أخاف التصور العبثيِّ لكل هذه الأيدي‏


أخاف من تجسّم غرابة كل الوجوه


أنا وحيدة‏


مثل تلميذة تعشق درس الهندسة بجنون‏


وأعتقد أن من الممكن أخذ الحديقة إلى المستشفى‏


أعتقد‏


أعتقد‏


أعتقد‏


قلب الحديقة تورم تحت الشمس‏


قلب الحديقة ينزف، بهدوء، ذكرياتٍ خضراء





ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: عمدني بنبيذ الأمواج

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:05 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




بأي شيء؟*



نوم نوم نوم

هو النوم

فوق حبات الرمل الحارة

تحت أشعة الشمس الحادة


***


من بين الجفون النصف المفتوحة

ينظر المهموم إلى:

غزارة مياه ظفائري المبللة

تجري فوق صدره

ورائحة عطر خمرة جسده

قد هبت في جسدي


***


انظر إلى المهموم:

مالت السماء نحو وجهه

ويده في حبات الرمل الحارة

وبه قطع مسكورة من الصدف

قد خط خطاً مضيئ غير واضح


***


أحبها

كالبذرة للنور

كالحقل للرياح

كالزروق للموج

أو طائراً في العلالي

أحبها


***


من بين الجفون النصف المفتوحة

انظر إلى المهموم:

ليت مع هذا الهدوء ومع هذا الصفاء

وبين سواعدي

أن تصبح تراباً

مع هذا الهدوء ومع هذا الصفاء

وبين سواعدي

تحت ظل ضفائري

لحظة تذوقك الخمر

ناحية عطش جسدي الشاب

كهطول المطر الناعم

كالقمر المدلل

ليتك تصبح تراباً

ليتك تصبح تراباً


***


حتى آخر جسد

في حملة الأيام البعيدة

لم يأخذ من لون ورائحة جسدك

ولم تتطبع مع جسدك

حتى آخر امرأة

لا تنم في منخفض صدرك

لا تغفو بجانب بيتك

لا تجري صوب بيتك

لا تسمعك نغمة القلب



***



* باكدام است؟ معناها (بأي شيء) وهي قصيدة من ديوان أسير.



يتبع
.
.
.


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:08 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بأي شيء؟*

(ج 2 )




من بين الجفون النصف المفتوحة


انظر إلى المهموم:


كالأمواج أنت من ساحلي


تبتعد


وكذلك تبتعد


نحو الأفق اللامحدود


كنور ثاقب



***



بأي شي تستطيع


أن تبقي هذا الحب السرمدي؟


بأي قبلة؟ بأي شفة؟


في أي لحظة، في أي ليلة؟



***



ليس مثلي أنا اصبحت


مثل الأيام


مثل الفصول


مثل عش الطيور


كالثلج على سطوح المنازل


هذه النهاية


أصبحت غباراً في وسط الظلال


مثل صورة قديمة


تمزقت إرباً إرباً



***



بأي فكر تستطيع


أن تهرب من زوال الأيام والآلام !


بأي دمعة تستطيع


أن ترفع الحجاب عن رؤية حيرة الزمان


بأي يداً تستطيع


أن تبقي هذا الحب السرمدي؟


بأي يد؟



***



نوم.. نوم .. نوم


هو النوم


فوق حبات الرمل الحارة


تحت أشعة الشمس الحادة





- - - - - -




ترجمة: إيفان كريم

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:16 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الذي لا يشبه أحداً

(ج 1)





إني رأيت حلماً: أحدهم سيأتي‏



إني رأيت حلمَ نجمة قرمزية‏



أهدابي ترفّ‏



وأحذيتي تتراكب‏



لأكنْ عمياء إذا كذبتُ‏



أنا رأيت تلك النجمة القرمزية‏



عندما لم أكن نائمة‏



أحد ما يأتي‏



أحد ما يأتي‏



أحد أجمل‏



لا يشبه أحداً، ليس مثل أبي، ليس مثل أنسي



ليس مثل يحيى، ليس مثل أمي



إنه مثل الذي يجب أن يكون‏



وطوله، أطول من أشجار بيت البنّاء



ووجهه‏



أكثر إشعاعاً من وجه صاحب الزمان‏



ومن شقيق سيد جواد.. الذي رحل



إنه يرتدي زيّ الحارس، لا يخاف



ولا يخاف حتى من سيد جواد- الذي‏



يملك كل غرف بيتنا



واسمة مثل الذي تناديه أمي في أول الصلاة وآخرها:‏



يا قاضي القضاة‏



يا صاحب الحاجات‏



بمقدوره أن يقرأ بعين مغمضة‏



كل كلمات كتاب الصف الثالث الصعبة



وبمقدوره طرح الألف من العشرين مليوناً



بلا تخاذل



يستطيع أن يستلف ما يحتاج من بضائع‏



من دكان سيد جواد‏



يستطيع، مرة أخرى، أن يجعل مصباح الله ‏



الذي كان أخضرـ كان مثل صبيحة السحر أخضرـ‏



يجعله يضيء على سماء مسجد مفتاحيان-(1)‏



آخ‏..



كم هو الضياء جميل‏



كم الضياء جميل‏



وكم يتمنى قلبي أن يمتلك يحيى عربة‏



وسراجاً



وكم يتمنى قلبي‏



أن أجلس على عربة يحيى‏



بين البطيخ والرقي‏



وأدور حول ساحة محمدية - (2)‏



آخ..



كم هو ممتع الدوران حول الساحة‏



كم هو ممتع النوم فوق السطح‏



كم هو ممتع الذهاب إلى حديقة ملي - (3)‏



كم هو لذيذ طعم البيبسي



كم هو ممتعة سينما فردين - (4)‏





(1) مسجد في طهران.‏
(2) ساحة في جنوب طهران.‏
(3) ملّي: متنزه كبير وسط طهران.‏
(4) سينما فردين: سينما في جنوب طهران.‏



يتبع
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:19 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




الذي لا يشبه أحداً


(ج 2)




وأنا كم أحب هذه الأشياء الممتعة‏


وكم يتمنى قلبي أن‏


أشدّ ضفيرة بنت سيد جواد


لم أنا صغيرة إلى هذا الحدّ‏


حيث أضيع في الشوارع؟‏


ولماذا أبي ليس صغيراً‏


ولا يضيع في الشوارع


لم لا يفعل شيئاً لتقريب يوم مجيء هذا‏


الذي يأتي في منامي؟‏


وأهل محلة المسلخة‏


الذين تراب حدائقهم أيضاً ملطخ بدم‏


وماء أحواضهم ملطخ بدم‏


ورف أحذيتهم ملطخ بدم‏


لم لا يفعلون شيئاً‏


لم لا يفعلون شيئاً؟‏


كم هي كسولة شمس الشتاء‏


أنا كنست درجات عتبة البيت‏


وغسلت زجاج النوافذ أيضاً


لماذا أبي‏


في النوم فقط‏


يرى الحلم؟‏


أنا كنست درجات عتبة البيت‏


وغسلت زجاج النوافذ أيضاً‏


أحد ما يأتي‏


أحد ما يأتي‏


أحد ما، معنا بقلبه، معنا بنفسه، معنا بصوته‏


لا يستطيع الإمساك بقدومه‏


وتكبيله وزجّه في السجن‏


هو الذي تطفل تحت أشجار يحيى القديمة‏


ويوماً إثر يوم‏


يكبر.... يكبر‏


هو الآتي من المطر، من صوت هدير المطر‏


من بين همس ورود الأطلس‏


من فوق سماء توبخانة - (5)


في ليل الألعاب‏ النارية


يبسط المائدة ويقسّم الخبز‏


ويقسم البيبسي‏


ويقسم حديقة ملي


ويقسم شراب السعال‏


ويقسم يوم التسجيل‏


ويقسم غرف المستشفى‏


ويقسم أحذية البلاستيك‏


ويقسم سينما فردين


ويقسم أشجار بنت سيد جواد‏


ويقسم كل ما عملته الريح‏


ويعطيني نصيبي‏


لقد رأيت حلماً..



___________




(5) التوبخانة: ساحة في جنوب طهران، ومعناها ساحة المدفع.



ترجمة: ناطق عزيز - أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: - عمدني بنبيذ الأمواج -

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:30 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد

(ج 1)




وهذه أنا‏


امرأة وحيدة‏


على عتبة الفصل البارد


في بدء إدراك الوجود الملوث بالأرض


ويأس السماء البسيط الحزين‏


وعجز تلك الأيدي الإسمنتية


مضى الزمن‏


مضى الزمن ودقّت الساعة أربع مرات‏


دقت أربع مرات‏


اليوم أول شهر دي- (1)‏


أنا أعرف سرّ الفصول‏


وأفهم كلام اللحظات


المنقذ يرقد في لحده‏


والتراب، التراب المضياف‏


علامة السكينة


مضى الزمن ودقت الساعة أربع مرات‏


تأتي الريح في الزقاق‏


تأتي الريح في الزقاق‏


وأنا أفكر باقتران الزهور‏


وبالبراعم ذات السيقان النحيلة، فقيرة الدم‏


وبهذا الزمن المتعب المسلول‏


والرجل العابر من جنب الأشجار الرطبة‏


الرجل الذي حبال شرايينه الزرق‏


كالأفاعي الميتة، تزحف من طَرَفِيْ حلقومه‏


إلى الأعلى، وبصدغيه الهائجين يكرّر ذلك‏


اللفظَ المدمى:‏


ـ سلاماً‏


ـ سلاماً‏


وأنا أفكر باقتران الزهور


على عتبة الفصل البارد


في محفل عزاء المرايا‏


والحشد المعزي للتجارب باهتة اللون‏


وهذا الغروب اليانع بحكمة الصمت‏


وهذا الذي يعبر هكذا‏


صبوراً وقوراً‏


حائراً‏


كيف يؤمر بالوقوف؟‏


كيف يقال له: أنت لست حياً؟‏


إنه لم يكن حياً أبداً


تأتي الريح في الزقاق‏


غربان العزلة، وحيدة‏


تدور في الحدائق الشائخة الكسلى‏


والسلّم... يا لارتفاعه الحقير


لقد أخذوا معهم كلَّ صفاء القلب‏


إلى قصر الحكايات‏


والآن، مرة أخرى


مرة أخرى كيف ينهض شخص إلى الرقص‏


ويحلّ ضفائر طفولته في الماء الجاري


والتفاحة التي اقتُطِفَتْ في النهاية‏


وشُمّتْ‏


ستدحرجها الأقدام




(1) ذي: الشهر العاشر في السنة الإيرانية ويقابله الكانونان من السنة الميلادية.‏


يتبع

.

.




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:34 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد


(ج 2)





حبيبي يا حبيبي الأوحد‏


كم من غمامة سوداء تنتظر يوم ضيافة الشمس‏


كأنها في مسير على هيئة التحليق‏


يومَ تجلّى ذلك الطائر‏


كما لو من الخطوط الخضراء للتخيّل


هذه المستنقعات الجديدة التي تستنشق شهوةَ النسيم‏


كأنما الشعلة‏


الشعلة البنفسجية التي تلتهب في ذهن النوافذ الطاهر‏


لم تكن سوى صورة بريئة للمصباح


تأتي الريح في الزقاق‏


هذا أول الانهدام‏


يومها أيضاً عندما انهدمتْ يداك، هبّت الريح


أيتها النجوم العزيزة‏


أيتها النجوم الورقية العزيزة‏


عندما يعصف الكذبُ بالسماء


كيف اللجوء إلى سُوَر الأنبياء الخجلين؟‏


نحن مثل موتى آلاف آلاف السنين‏


سنلتقي‏


وعندها ستحكم الشمس على أجسادنا بالفساد


بردانة أنا وكأني لن أدفأ أبداً‏


حبيبي، يا حبيبي الأوحد كم هو عمر هذا النبيذ


أنظرْ فهنا ما أثقل الزمن‏


وكيف الأسماك تمضغ لحمنا‏


لمَ، دائماً، تتركني في قعر البحر؟‏


بردانة أنا وبي ضيق من الأقراط الصدفية‏


بردانة وأعرف‏


أن من بين كل الأوهام الحمر الوحشية للشقائق‏


لن يتبقّى سوى‏


بضع قطرات من الدم‏


سأهجر الخطوط‏


سأهجر عدّ الأرقام‏


ومن الأشكال الهندسية الضيقة‏


سألجأ لمساحة الحس الواسعة‏


أنا عارية، عارية، عارية


عارية كالصمت بين كلامي عن الحب‏


وجروحي كلها بسبب الحب‏


الحب، الحب، الحب


أنا التي أنقذتُ تلك الجزيرة من انقلاب المحيط‏


وانفجار الجبل‏


ومن فناء سرّ ذلك الوجود المتحد‏


الذي وُلدت الشمس من أحقر ذراته





يتبع
.
.



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-22-2011, 10:40 PM
المشاركة 10
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



فلنؤمنْ بحلول الفصل البارد


(ج 3)



سلاماً أيها الليل المعصوم‏


سلاماً أيها الليل، يا من تستبدل عيون ذئاب‏


الصحراء‏


بحُفَر من عظام الإيمان والثقة


وعلى ضفاف أنهارك، ثمة أرواح الصفصاف‏


تشمُّ أرواح الفأس الرؤوم


أنا آتية من عالم تستوي فيه

الأفكار والكلام والأصوات‏


عالم مثل جحر الأفاعي‏


عالم مليء بأصوات أقدام أناس‏


في لحظة تقبيلهم إيّاك‏


ينسجون في أذهانهم حبل إعدامك


سلاماً أيها الليل المعصوم‏


بين النوافذ والرؤية‏


دائماً ثمة فاصلة‏


لِمَ لمْ أنظرْ؟‏


مثل الزمن الذي عبر فيه رجل

من جنب الأشجار الرطبة


لِمَ لمْ أنظر؟‏


كأن أمي بكت تلك الليلة‏


تلك الليلة التي بلغت فيها وجعي‏


وانعقدت النطفة‏


تلك الليلة غدوت عروس عناقيد الأكاسيا‏


تلك الليلة كانت أصفهان

ملأى بإيقاع البلاط الأزرق‏


وهذا الذي كان نصفي عاد إلى نطفتي‏


وأنا أراه في المرآة‏


كالمرآة طاهراً ومضيئاً‏


ناداني‏


فصرت عروس عناقيد الأكاسيا


كأن أمي بكت تلك الليلة‏


ياللضياء العبثي المتلصص

في تلك الكوّة الموصدة‏


لِمَ لمْ أنظر؟‏


كلّ لحظات السعادة تعرف‏


أن يديك ستنهدمان‏


وأنا لمْ أنظر‏


إلى أن انفتحتْ نافذة الساعة‏


وغرّد الكناري الحزين أربع مرات‏


غرد أربع مرات‏


والتقيتُ بتلك المرأة الصغيرة‏


التي كانت عيناها مثل عشين خاويين‏


من السيمرغ - (2)‏


وكانت تروح هازّةً فخذيها‏


كأنها تقود بكارة أحلامي

العظيمة إلى سرير الليل


ترى هل سأمشط ضفائري في الهواء ثانية؟‏


ترى هل سأزرع البنفسج في الحدائق ثانية؟‏


وهل سأضع الشمعدانات في المساء وراء النافذة؟‏


هل سأرقص فوق الكؤوس ثانية؟‏


وهل سيأخذني جرس الباب ـ مرة أخرى ـ

إلى‏ انتظار الصوت‏



(2) السيمرغ: طائر أسطوري معناه بالفارسية الثلاثين طائراً، استخدمه الصوفية رمزاً دالاً على الذات الإلهية، كما (في كتاب منطق الطير) لفريد الدين العطار.‏


يتبع
.
.




هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.