احصائيات

الردود
13

المشاهدات
5420
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
02-20-2011, 10:55 PM
المشاركة 1
02-20-2011, 10:55 PM
المشاركة 1
افتراضي روبــرت بـــلاي








روبرت بلاي - Robert Bly

1923






أحد أبرز روّاد حركة التجديد الشعري الأمريكي وأحد أهم شعراء قصيدة النثر الجديدة الأمريكية والتي خرجت عن إسارالصيغة الفرنسية (برنار، بودلير، رامبو)، وصالحتها مع تراثات شعرية أخرى، أمريكية(والت ويتمان، إدغار ألن بو) وأمريكية جنوبية (نيرودا، فاييخو) وإسبانية (لوركا)، وألمانية (ريلكه، تراكل).




أصدر أكثر من 41 مجموعة شعرية، لعلّ أشهرها مجموعته المبكرة:

- (الصمت في الحقول الثلجية) - 1962

- (مجد الصباح) - 1969 والتي ضمّت قصائده النثرية

- و(هذه الشجرة ستمكث هنا ألف سنة) - 1985



كذلك كتب في النقد، والفلسفة، والسياسة (مناهضة الحرب الأمريكية في فيتنام بصفة خاصة)، وترجم العديد من الأعمال الشعرية الأوروبية والأمريكية الجنوبية والشرقية (مثل قصائد المتصوّف جلال الدين الرومي).




له 9 قصائد








هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-20-2011, 10:59 PM
المشاركة 2
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي





قصيدة في ثلاثة أجزاء



- i -



آه، في صباح مبكر أظن أنني سأعيش إلى الأبد


أنا مغطى بجسدي الفرح


كالعشب المغطى بسحابات خضرته





- ii -



ناهضاً من السرير، حيث حلمت


برحلات طويلة أبعد من الحصون والجمرات الحارة


الشمس تستلقي بسرور على ركبتي


لقد كابدت وعشت الليل


تحممت بناء مظلم، كأية ورقة عشب





- iii -



الأوراق القوية لشجرة البيسلان


غائصة في الريح، تدعونا للاختفاء


في قفار العالم


حيث سنجلس على ساق نبتة


ونعيش إلى الأبد كالثرى




ترجمة: حمزة عبود





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-20-2011, 11:01 PM
المشاركة 3
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي






الناســـك




الظلام يحلّ من خلال الظلام


يحلّ، قادماً من إفريز


إلى إفريز


ثمة رجل جسده تامّ متكامل


إنه يقف، والعاصفة تقف خلفه


ونصال العشب تتقافز وسط الرياح


الظلام يتجمّع طيّات طيّات


عند قدميه


إنه لا أحد.. وحين نبصره


نخلد إلى السكينة


ونبحر في أنفاق موت بهيج




ترجمة: صبحي حديدي







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-20-2011, 11:18 PM
المشاركة 4
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الحــرب والصمــت





انتشرت القاذفات
ودرجة الحرارة مستقرة
أذن زنجي تغفو داخل عجلة سيارة
قطع من الخشب تطفو
دون أن تنطق

....

يندفع بعض الأساقفة وهم يصيحون:
"لا توجد حرب"
وتتساقط القنابل
تاركة الغبار على شجر الزان

....

تسير ساق واحدة على الدرب
تاركة الأخرى خلفها.. تنشطر العينان
متطايرة في اتجاهين مختلفين

....

تتكاثر أسلاك الموت
يقطع الشريف ساقية السوداوين
ويدقهما بالمسامير إلى شجرة
قيادة السيارة عبر مينيسوتا
قال العريف
شعرت بالأسى عليه
ثم نجرت رأسه بطلقة بندقية
أمست هذه اللحظات
بلورات .. ذرات
لا يمكن للعشب إذابتها
مرحنا سيبلغ سدرة منتهاه في آسيا
وستنظر في قدحك لترى
قاذفات سوداء
مدننا هي المدن التي كنا نريد قصفها
الأسنان التي كشرت عنها "الأم"
ترفرف طائرات الهليكوبتر فوق الرؤوس
نحلة الموت قادمة
نصال قاتلة أشبه بعقد الطاقة العصبية
تحوم بعيداً ثم تعود
هذا انتصار هاميلتون
هذا انتصار بنك مركزي

....

يكذب الوزراء
يكذب أساتذة الجامعة
محررو أخبار التلفزيون يكذبون
ورجال الدين يكذبون
ماكنة هذه الأكاذيب؟
معنى ذلك إن البلد
يبغي قضاء نحبه

....

هذا ما يكون عليه الأمر
حين يعلن بلد غني الحرب
هذا ما يؤول إليه الأمر
حين تقصف الأكواخ
(توصف لاحقاً بأنها إنشاءات عسكرية)
هذا ما يكون عليه الأمر
حين يقتل المزارعون الفقراء
(يوصفون لاحقاً بأنهم "شيوعيون")
لأن معدل الكلفة اليومية للسرير
هي الآن مائتا دولار
نعمد إلى قصف مستشفيات الشمال

....

آليات ضخمة ترتفع جميلة عن ظهر الحاملة
تظهر الأجنحة فوق الأشجار
أجنحة ذات ثمانمئة برغي
محركات تحرق ألف غالون من البنزين
في الدقيقة تنطلق فوق الأكواخ
ذات الأرضيات المتسخة
يشعر الدجاج بالخوف
الذي يغزو عميقاً نقرة المنقار
بوذا وبادما سامباهافا
في غضون ذلك
تطفو على مياه بحر الصين
أعداد كثيرة من الجثث الرمادية
المولودة في روانوك
ويتوسع المحيط من كلا الجانبين
مدعوماً بحركة الأساطيل
ترفرف طائرات الهليكوبتر في الأعلى
نحلة الموت قادمة
نصال فتاكة مثل عقد الطاقة العصبية
تحوم ثم تعود
هذا انتصار هاميلتون
هذا انتصار بنك مركزي
تأتي طائرات ب ـ 52 من غوام
يقضي الأساتذة نحبهم داخل اللهب
تغفو آمال تولستوي داخل كومة النحل
لا تسأل عن الرحمة






الترجمة: فوزي محيدلي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-20-2011, 11:21 PM
المشاركة 5
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحذير إلى القارئ:


مخازنُ حبوب المزرعة تصبح أحياناً جميلة بالأخص عندما يكون الشّوفان أو القمح قد نفد, والرّيح كَنست الأرضيّة الخشنة. واقفين بالدّاخل, نرى حولنا- آتيةً عبر فتحات ألواح الحائط المنكمشة, خيوط الشّمس أو أشرطة ضوئها. وهكذا في قصيدة عن السجن، يرى المرء نوراً صغيراً لكنّ كمّ من طير وقع في الفخ في مخازن الحبوب هذه.

فالطائرُ، رائياً الحرّيّة في النور، يضطربُ مصطدماً بالحائط ويتراجع مراراً وتكراراً. المخرج هو حيث تدخل الفئران وتغادر؛ لكنّ ثقب الفأر منخفض حتّى الأرضيّة. حذار أيها الكتّاب إذن، عندما تظهرون النور على الجدر.


أقول إلى القارئ: احترس.. فالقرّاء الذين يُحبّون قصائد الضّوء قد يجلسون على شكل حَدَبة في الركن ما من شيء في أحشائهم طيلة أربعة أيّام، النور يتخافت والعيون مفتوحة متجمدة قد ينتهون كومةَ ريشٍ وجمجمةً على أرضيّة الخشب المنفرجة.



ترجمة عبد القادر الجنابي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-20-2011, 11:27 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



مهــــزوم



هذه الحرقة خلف عيني حين أفتح باباً


تعني أن الشيء السميك في جسدي قد انتصر


النوم الأكمد الثقيل مثل عشب أكتوبر


ينمو بعناد، مبتهجا بنصره حتى عند منتصف الليل


ويوم آخر يختفي وراء السفح


يجيء قاطنو الأسكيمو ليحيوه بصيحات حادة


الماء الأسود يرتفع فوق الحفرة الجديدة


القرد، وحيداً في قفصه المصنوع من الخيزران


يشم رائحة الأصلة، ويصرخ، دون أن يسمع أحد نداءه


القبر يتحرك إلى الأمام من مكمنه


ملتفاً ببطء، بحركات جانبية


ماراً تحت الأجمات وعبر أنفاق الورقة


....


تاركاً الكلاب والخراف مقتولة حيث ينام


شيء ما متوهج داخلنا، شيء


قام بخدمتنا على أكمل وجه، يهز قضبان خيزرانه


ربما يكون قد ذهب قبل أن نصحو


الاستيقاظ


إننا نقترب من النوم؛ براعم الكستناء في العقل


تمتزج بأفكار عن الألم


في لويزيانا، الشوارع المبتلة المنقوعة بالمطر


والبراعم المخضلة، من بين كل ذلك


جئنا، نفقا يندفع برفق باتجاه العتمة


العاصفة قادمة.. المنزل الريفي الصغير في منيسوتا


بالكاد يقوى على تحمل العاصفة


العتمة، العتمة في العشب، العتمة في الأشجار


حتى الماء في الآبار يرتجف


الأجساد تشع بالعتمة، وأزهار الأقحوان


معتمة، والخيول التي تحمل أثقالاً كبيرة من القش


إلى مخازن الحبوب العميقة حيث الهواء المعتم يتقدم


من الزوايا


نصب لينكولن، وحركة السير.. من الماضي الطويل


إلى الحاضر الطويل


طائر، منسي في هذه الإجهادات، يغني مبتهجاً


في الوقت الذي تنحرف فيه العجلة العظيمة، طاحنة


الحياء في الماء


غسيل، غسيل متواصل، في ماء ملطخ الآن


بالبراعم والجذوع المتعفنة


صرخات، نصف مكتومة، من تحت الأرض، الأحياء


قد استيقظوا أخيراً مثل الموتى





ترجمة: عبد الوهاب أبو زيد







هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-20-2011, 11:33 PM
المشاركة 7
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مباغَــتٌ بالمســـاء





ثمة غبار مجهول قريب منّا


أمواج تتكسّر على شطآن أعلى التلال


أشجار ملأى بطيور لم تقع أعيننا عليها من قبل


شِباك مسحوبة بأسماك سوداء



....



يأتي المساء، ونشخص بأبصارنا إلى الأعلى


فنراه جاء من خَلَل شِباك النجوم


من خَلَل أنسجة العشب


سائراً بتؤدة على امتداد ملاجئ المياه



....



لن ينقضي النهار، نقول لأنفسنا:


لدينا شَعْرٌ يبدو مولوداً من أجل ضياء النهار


ولكن، في نهاية المطاف
سوف تنهض مياه الليل الهادئة


وسيمتدّ جِلْدُنا ببصره إلى البعيد البعيد


تماماً كما يفعل تحت المياه



....



رجل يكتب إلى جزء من نفسه


أيّ كهف تقيمين فيه، مختبئة
رابضة تحت المطر؟


مثل زوجة، تتضوّر جوعاً، بلا أنيس


الماء يتساقط من رأسك، منحنية


على حنطة الأرض



....



ترفعين وجهك إلى المطر


الذي يسوق الوادي


عذراً، إنّ زوجك


في شوارع مدينة نائية، يضحك


من كثرة مواعيده


رغم أنه، ساعة الليل، يمضي بدوره


إلى غرفة عارية، غرفة صنعها الفقر


فيرقد قرب إبريق عارٍ، وقرب حوض


في غرفة بلا تدفئة



....



مَن بيننا هو الأسوأ حالاً؟


وكيف أنّ هذا الانفصال وقع؟



....



إلى ولدي نوح، في سنّ العاشرة


الليل يحلّ والنهار، ونهار يمضي بعد نهار


وما هو عتيق يظلّ عتيقاً


وما هو فتيّ يظلّ فتياً ويطعن في السنّ


الركام القَطَني لا يستردّ شبابه


ولا الثخانة تفقد ظلمتها


لكنّ الشجرة العجوز تواصل الحياة


والحظيرة تشخص واقفة سنين عديدة دون عَوْن


ولا يتيه المدافع عن الظلام والليل



....



الفرس يخبّ ناهضاً
ويخطر على قدم واحدة يلتفّ بجسده


والدجاجة تضرب المخالب في الجذور


جناحاها يتدفقان ويتمرّغان


لكنّ البدائي ليس ذاك الذي
يُطلق في الليل والظلام


وبتؤدة يقترب الرجل الطيّب


تهدأ ثائرته، ويجلس إلى المائدة



....



ولهذا فإنني لست فخوراً إلا بالأيام


التي انقضت في عذوبة غير منشطرة


حين تجلس لترسم
أو تصنع الكتب من تيلة القطن


وتحمّلها رسائل إلى العالم


أو تلوّن رجلاً تتصاعد النيران من رأسه


أو نجلس إلي المائدة
والشاي القليل صُبّ بعناية


ونقضي زماننا سويّة هكذا
في هدوء وحبور





ترجمة: صبحي حديدي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-20-2011, 11:37 PM
المشاركة 8
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




الحملقـة فـي وجـه





المحادثة تجعلنا أقرب كثيراً


إنها تفتح


أمواج الجسد المتكسر


تُدني السمك من الشمس


وتصلّب العمود الفقري للبحر


تجوّلتُ في وجه، طيلة ساعات


عابراً النيران السوداء


نهضتُ إلى جسد


لم يولد بعد


حاضراً مثل ضياء

يلتفّ حول الجسد


ضياء في غمرته

يتنقّل الجسد مثل قمر منزلق





ترجمة: صبحي حديدي





هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-20-2011, 11:40 PM
المشاركة 9
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
استفاقــــة





ثمة، في الأوردة، أساطيل تمخر العباب



انفجارات صغيرة عند خطوط المياه



ونوارس تلوّح في رياح الدم المالح




....




إنه الصباح.. نامت البلاد الشتاء كلّه



جُلّلت مقاعد النوافذ بجلود الفراء



والباحة غصّت بكلاب متحفّزة



وبأيدٍ مرتبكة تحمل الكتب الثقيلة




....




الآن نستفيق، وننهض من الفراش، ونتناول الإفطار



جهات الجنوب تنهض من مرفأ الدم



الغَبَش، الصواري الصاعدة



رنّة العُدّة الخشبية تحت ضياء الشمس




....




الآن نغنّي، ونؤدّي رقصات صغيرة

على أرضية المطبخ



جسدنا كلّه أشبه بمرفأ ساعة الفجر



ونعرف أنّ سادتنا غادرونا طيلة النهار






ترجمة: صبحي حديدي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)
قديم 02-20-2011, 11:44 PM
المشاركة 10
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي




القمر الأعلى والقمر الأسفل




الشمس تنحدر، والفضاء يعتم أكثر فأكثر


كلّ دقيقة.. الليل يثخن، يجرّ الأرض صوبه


....


وإذا كان جسدي هو الأرض، فما العمل بعدُ؟


ثم ها إنني هنا، أثخنُ كلما تقدّم الليل


والقمر يمكث في السماء


جزء منّي يظلّ في الأعلى هناك


كم المسافة حتى ذلك الجزء، هناك


....


للأرض أشياء أرضية، أرضية التكوين


متّصلة.. إنها تدنو من بعضها البعض


ملتمسة الدفء في وكر أوّل


في مِذْوَد؛ تحملها دفعة من الأذرع


ثُمّ كتلة من الصنوبر


البُوَيْمات تجالس بعضها في شجرة جوفاء


ولكننا انشطرنا


....


يحلّ الليل... فماذا بعدُ؟


شمسي ستنحدر أسفل الأرض


وتسافر وهي تئزّ


على امتداد درب الظلمة السفلي المحيطية


هنالك مئة من القدّيسين المنبطحين في استرخاء


يلقون نُتَف الظلام على الدرب


....


في منتصف الليل سأدلف إلى الداخل


وسأستلقي على سريري


وسيتلاشى قمر يبغته


سوف يسافر وحيداً


في أرجاء الأرض المعتمة، طيلة الليل


منزلقاً عبر الأذرع الممدودة إليه


وسوف أواصل هكذا، محملقاً


....


النائم سوف يمضي


نحو العتمة القصوى


مَن الذي سيرافقه؟


سوف يلتقي بسجين آخر


في برج محصّن، لعلّه الخبّاز




ترجمة: صبحي حديدي






هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.