احصائيات

الردود
8

المشاهدات
7660
 
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي


ايوب صابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
12,766

+التقييم
2.40

تاريخ التسجيل
Sep 2009

الاقامة

رقم العضوية
7857
02-08-2011, 11:31 PM
المشاركة 1
02-08-2011, 11:31 PM
المشاركة 1
افتراضي مؤنس الرزاز : دعوة لاعادة قراءته
في ذكرى وفاته التاسعة والتي تمر اليوم نجد الكثير يقال عن مؤنس الرزاز، عن عبقريته وحضورة الذي كان وعن قدراته الابداعية وعن صفاته الشخصية وغزارة انتاجه رغم قصر عمره...حتى ان الاديب هشام عودة في مقاله له نشرت في جردية الدستور يدعو لاعادة قراءة مؤنس الرزاز وهو ما يشير الى ان مؤنس كان سابق لعصره وهو ايضا له قدرة على التنبؤ وقراءة المستقبل كما تقول بعض التعليقات من كتاب عرفوه ..لكن يتضح بجلاء ان اهم عامل من العوامل التي صنعت عبقرية مؤنس الرزاز ومنحته تلك العبقرية القدرات الفذة الاستثنائية يتم تجاهله ولا يكاد يذكر ابدا وهو يتمه ... وقد اوردت جريدة الغد الاردنية هذه المعلومة في حديثها اليوم عن الرزاز ومن هنا فانني سأحاول هنا اعادة قراءة الرزاز ليس بسبب تجلياته وعبقريته الادبية البارزة والتي يبدو انها لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه في حياته فقط ولكن كونه عبقريا فذا صنعه يتمه.

-----------------------
من هو مؤنس الرزاز ؟

مؤنس منيف الرزاز


(1951-2002 م) روائي أردني ولد في مدينة السلط. الرزاز هو ابن المناضل الأردني منيف الرزاز الذي عاش في الأردن فترة من حياته. له عدد كبير من الروايات ونشرت أعماله الكاملة عام 2003 بعد وفاته. رواياته:



- تيتم وهو صغير ( المصدر جريدة الغد الاردنية تاريخ 8-2-2011 ).
  1. أحياء في البحر الميت،
  2. جمعة القفاري ( يوميات نكرة)
  3. اعترافات كاتم صوت
  4. حين تستيقظ الأحلام
  5. متاهات الأعراب في ناطحات السحاب.
  6. ليلة عسل
  7. الشظايا والفسيفساء
  8. النمرود (مجموعة قصصية)
  9. مد اللسان الصغير في وجه العالم الكبير (مقالات ساخرة)
  10. رواية سلطان النوم وزرقاء اليمامة
  11. قبعتان ورأس واحدة
له العديد من الكتابات المنشورة في صحف عربية واسعة الانتشار. شغل منصب رئيس تحرير مجلة افكار الثقافية الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية حتى وفاته.



التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 06-29-2011 الساعة 08:22 PM
قديم 02-08-2011, 11:33 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مؤنس الرزاز .. خصوصية استثنائية ودعوة لإعادة قراءته من جديد
عمان ـ الدستور ـ هشام عودة



تسعة أعوام مرت على رحيل الروائي مؤنس الرزاز ، الذي رحل في مثل هذا اليوم من عام 2002 ، حين كانت عمان تحتفل بتتويجها عاصمة للثقافة العربية ، لتكون الخسارة التي لحقت بالوسط الأدبي في الأردن خسارة مضاعفة. ومؤنس الرزاز ، الأديب والمفكر والسياسي والمناضل والحزبي والإنسان ، كان واحدا من أبرز الأسماء الأردنية التي تركت بصمات واضحة في المشهد الثقافي العربي بشكل عام. "الدستور" ، وهي تحيي الذكرى التاسعة لرحيل الرزاز ، ذهبت إلى استنطاق عدد من أدباء الأردن ، الذين ظل مؤنس بالنسبة لهم أخا وصديقا وأستاذا ومبدعا.

الشاعر حكمت النوايسة ينظر إلى ذكرى رحيل مؤنس بوصفها حدثا أدبيا وسياسيا وإنسانيا ، فيقول: في هذه الأيام تأخذ ذكرى رحيل الروائي والمناضل مؤنس الرزاز خصوصية استثنائية ، فطالما حلم بما يمور في الساحة العربية الآن من تغييرات ، وبما يفرضه اللاعبون الجدد ، شباب الأمة ومستقبلها ، من أجندات خارج تكهنات السياسيين والفصائل التي تحوّلت إلى أشخاص. ويؤكد النوايسة أن ما تركه مؤنس من أدب هو أدب استشرافي يصلح الآن للقراءة أكثر من سبق ، وهذا ديدن الأدب الخالد الذي كلما قدح زناده الحياة تكشّف عن جوهر مأتلق ، ويحسن بنا أن قراءة "متاحة الأعراب في ناطحات السراب" كما يحسن بنا أن نقرأ أدبه قراءة الباحثين عن المعرفة ومصادرها ، عندما يوحي إلينا أن نكتشف فرانز فانون ويونغ ونحن نرى الآن الأمة التي آمن بها تنفض عن جسدها الغبار وطبقات المحتلين.

من جهته ينظر الروائي هزاع البراري إلى هذه الذكرى من منظار الأديب والصديق ، فيقول: "تمر السنوات وتشتعل الذكرى وينهض مؤنس في كل مرة وكأنه يستفيق من جديد ، ليكتب روايته التي ذهب وهو يحمل بذور فكرتها معه ، وما نحن إلا من ينبش عن تلك البذور لنتقاسم كتابتها شعرا ونثرا على مدى السنوات المقبلة ، فإن تأثير الإنسان في مؤنس لا يقل أهمية عن حضوره الإبداعي في نصوصنا وقراءاتنا ، فنحن إذ نكتب نصا ما لا نستلهم هذا الموروث (المؤنسي) وإنما نماشيه ونواكبه ونأخذ منه كما نعطيه". "وأعتقد أن مؤنس الرزاز من خلال مراحل حياته المضطربة وانتماءاته السياسية بالإضافة إلى صمته العميق ، وريشته التي ترسم بانزواء ، كلها تشكل مع رواياته حالة فريدة في الساحة الثقافية المحلية والعربية" ، ذلك ما قاله البراري قبل أن يضيف: "وفي هذه المناسبة نحن بانتظار نشر سيرته الجوانية ليطلع العالم على الجوانب الأخرى التي أسهمت في البناء الفكري والنفسي لمؤنس وأسهمت في وضع حارطة طريق لحياته التي مضت سريعا".

أما الشاعر زياد العناني فيدعو هو الآخر من جهته إلى إعادة قراءة ما أنتجه مؤنس الرزاز من أدب وسواه ، مشيرا أنه يلمس حضور مؤنس الآن أكثر من أي وقت مضى حيث يقول: لو كان مؤنس بيننا اليوم لقرأنا له نصوصا مختلفة ، حول ما يجري في شوارع الوطن العربي ، فقد ظل حتى يومه الأخير يراهن على مثل هذا التغيير الذي تفرضه الجماهير العربية بدمها وغضبها ، لكن علينا أن نعترف ايضا ، كما يقول العناني ، أن غياب روائي كبير بمواصفات مؤنس قد ترك أثرا ملموسا في الساحة الأدبية المحلية بحجم الخسارة التي تركها غيابه كإنسان ، وبهذه المناسبة فإنني ادعو كل من يعنيهم الأمر إلى إعادة قراءة النتاج الأدبي والفكري للروائي مؤنس الرزاز ، لأن من شأن مثل هذه القراءة الجديدة ان تمنحنا القدرة على فهم وتحليل الملامح والظروف التي عاشها الراحل في حياته التي ظلت مكتظة بالحركة.



وكان الرزاز مستشارا في وزارة الثقافة ، ورئيسا لتحرير مجلة أفكار ، وانتخب عام 1994 رئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين ، كما أنتخب عام 1993 أميناً عاماً للحزب العربي الديمقراطي الأردني. نشر مقالات سياسية يومية في صحيفة الدستور في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي ، وفي صحيفة الرأي في تسعينيات القرن الماضي وحتى وفاته في الثامن من شباط ,2002

نال الرزاز الذي ولد عام 1951 جائزة الدولة التقديرية في الآداب للعام 2000 في حقل الرواية ، وصدرت له جملة من النصوص والمجموعات القصصية: مد اللسان الصغير في مواجهة العالم الكبير ، (خواطر) ، البحر من ورائكم ، النمرود ، وفاصلة في آخر السطر.

وفي حقل الرواية صدرت له: أحياء في البحر الميت ، اعترافات كاتم صوت ، متاهة الأعراب في ناطحات السراب ، جمعة القفاري ، يوميات نكرة ، الذاكرة المستباحة وقبعتان ورأس واحد ، مذكرات ديناصور ، الشظايا والفسيفساء ، سلطان النوم وزرقاء اليمامة ، عصابة الوردة الدامية ، حين تستيقظ الأحلام وغيرها.




التاريخ : 08-02-2011

قديم 06-29-2011, 06:52 PM
المشاركة 3
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
هكذا انت استاذ ايوب

تمتعني مواضيعك

وما تبحث به وعنه

رائع

تقبل تحيتي والود




لا سواكِ يكبلني بالحُب

قديم 06-29-2011, 09:06 PM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اشكرك استاذا احمد

في الواقع ليتين اتلك مزيد من الوقت فهناك الكثير من الدراسات الضرورية مثل هذه عن هذا العبقري اليتيم.


قديم 06-29-2011, 09:06 PM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مؤنس الرزاز روائي الانهيار العربي
الخميس, 04 فبراير 2010
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فخري صالح


عن دار الحياة



خلال العمر القصير الذي عاشه على هذه الأرض استطاع مؤنس الرزاز (1951- 2002) أن ينجز أحد عشر عملاً روائياً، إضافة إلى مجموعتين قصصيتين وعدد من الترجمات. والأهم من ذلك أنه وضع الرواية في الأردن على خريطة الكتابة الروائية العربية. وكان إصرار مؤنس على إنجاز الرواية تلو الرواية، لا تفصل بين الواحدة والأخرى سوى أشهر قليلة، سبباً في التفات عدد كبير من الروائيين والنقاد العرب إلى ما كان ينجزه الكاتب الشاب الذي لم يكن بلغ الثلاثين من العمر عندما انطلق في رحلته المحمومة لكتابة روايات كثيرة. وغزارة إنتاجه في الكتابة الروائية في سنوات حياته الأخيرة تشير إلى أن مؤنس كان يخاف أن يدهمه شبح الموت قبل أن يكمل مشروعه الذي زاوج فيه بين حرفة الكاتب المتملك لناصية النوع الروائي وحرارة التجربة الشخصية التي وزعها الكاتب على أعماله كلها. وهكذا توالت رواياته، بدءاً من ثلاثيته: «أحياء في البحر الميت» و «اعترافات كاتم صوت» و «متاهة الأعراب في ناطحات السراب»، وانتهاء بـ «ليلة عسل»، لتقيم معماراً عزّ مثيله في مسيرة هذا النوع الروائي في الأردن.



وأدرك مؤنس أن عليه أن يبدأ كتابته مما انتهت إليه الكتابة الروائية العربية في السبعينات وما حققه جيل الستينات من تطوير للكتابة الروائية المحفوظية. ولعل «أحياء في البحر الميت» ترجّع صدى «أنت منذ اليوم» لتيسير سبول و «المتشائل» لإميل حبيبي، إذ يقيم الكاتب تناصاً مع هذين العملين ويخبر القارئ أن روايته تطمح إلى كتابة الواقع بطريقة قريبة من شكل تمثيل الواقع العربي المعاصر في هذين العملين الروائيين الأثيرين إلى نفسه. وتقيم رواية مؤنس الأولى، في الوقت نفسه، جسور نسب مع الرواية الحديثة في العالم ممثلة في «البحث عن الزمن الضائع» لمارسيل بروست و «عوليس» لجيمس جويس وغيرهما من كلاسيكيات الرواية الحداثية في العالم. في تلك الرواية، التي تحكي عن انهيار القيم والمؤسسات القومية، وتشير بصورة غير مباشرة إلى تجربة مؤنس ووالده منيف الرزاز السياسية المرة، يؤسس مؤنس لشكل من الكتابة الروائية تعبر فيه التقنيات والشكل وزوايا النظر وأنواع الرواة عن أطروحة الانهيار التي تسكن أعماله الروائية التالية حيث يعمد إلى العناية بالشكل الروائي والمعمار المعقد للسرد، وتصبح تقنية تعدد الرواة وزوايا النظر حجر الأساس في أسلوب كتابته الروائية.
في «أحياء في البحر الميت» ينسحب الكاتب من عمله مختفياً وراء إحدى شخصياته مضاعفاً فعل الاختفاء بجعله شخصية مثقال طحيمر الزعل تختفي وراء عناد الشاهد. وتكمن فرادة «أحياء في البحر الميت» في هذه اللعبة السردية، حيث يصبح البناء الروائي شديد التركيب، وتصبح الشخصيات الروائية شبحية، وتنسب فعل الكتابة الروائية إلى بعضها بعضاً، فيكتب عناد الشاهد ويعيد مثقال تنظيم أوراقه. ويبدو هذا المدخل الذي تتوسله الرواية تبريراً للعبة الشكل الروائي الجديد وإيهاماً للقارئ (في لعبة تغريب بريختية معكوسة) أن العمل ليس سوى هلوسات غائب عن الوعي والعالم، ويتوسل الروائي هذا الشكل للفت انتباه القارئ إلى بؤرة التجربة وأعماقها الغائرة، أي إلى التجربة السياسية الفاشلة التي خاضها عناد الشاهد.
ليسـت «أحـياء في البحر الميت» مجرد باكورة روائية بل هي عمل تأسيسي نـجـد فـيه بــذور أعـمـال الرزاز التـالـيـة التي وسعت من أفق أطروحة الانـهيار وأقـامت من الشخصيات والأحداث والأفكار والـتأمـلات برهاناً على صحتها في الرواية والواقع. كان مؤنـس مـسكوناً بهذه الأطروحة يحاول تجسيدها في عمله الـروائي والتعبير عنها في مقالاته الصـحافية حتى تمكنت منه وأصبحت هاجسه وديدنه في الحياة والكتابة.
في روايته «اعترافات كاتم صوت» يعيد مؤنس الرزاز تركيب أطروحة الانهيار من خلال تحليل واقع المؤسسة الحزبية القومية التي تحولت إلى مؤسسة توتاليتارية مرعبة تأكل أبناءها، وتستبدل الحزب القائد بالقائد الأوحد، مؤدية إلى تبخر فكرة الثورة وعلاقتها بالجماهير التي ادعت أنها قامت من أجلها. وقد استعمل مؤنس، للتعرف الى تحولات السلطة وتوالد القمع وازدياد سطوته، تقنية الأصوات وزوايا النظر المتعددة من خلال إعطاء الكلام للقامع والمقموع والشخصيات المراقبة في الآن نفسه. وتجلو هذه الشخصيات في حكاياتها وتأملاتها فكرة التحلل وسقوط القيم والمشاريع القومية الكبرى عبر تآكل الحزب والفكرة التي يقوم عليها. وعلى رغم تخلل سيرة مؤنس الشخصية لـ «اعترافات كاتم صوت»، إذ إن أسرته حاضرة بوضوح في هذا العمل كما هي حاضرة في «أحياء في البحر الميت» وفي أعماله التالية، فإن تقنية زوايا النظر تتيح المجال للكاتب لكي يخفي، ما أمكنه، بعد السيرة الذاتية في العمل، معمقاً هذا البعد الأساسي في أعمال مؤنس الروائية كلها.
ينبغي أن نتنبه في هذا السياق الى أن روايات مؤنس تستند إلى نتف من حياته الشخصية، والأمكنة التي عايشها، والأشخاص الذين التقاهم أو أقام معهم صداقات عميقة طوال حياته. لكن هذا البعد الشخصي في تجربته الروائية يجري تغريبه، وتذويبه في مادة الرواية التجريبية التي تقوم لديه على اختبار السرد وقدرته على تصوير الواقع في رواية تشكك بمادتها على الدوام، ما يجعل القارئ في «اعترافات كاتم صوت» (التي تستند في مادتها الروائية إلى حكاية إقامة منيف الرزاز الجبرية في ظل حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين ووفاته وهو رهن تلك الإقامة وعودته إلى الأردن في تابوت) يحار في طبيعة العلاقة بين شخصية كاتم الصوت والرجل الذي يفكر في قتله. إن غاية هذا العمل الروائي هي سبر غور الشخصيات، والتعرف إلى آليات تفكير مثل هذه الشخصيات العصابية التي يستخدمها الحاكم المستبد للقتل والتخلص من مناوئيه في السلطة.
في «متاهة الأعراب في ناطحات السراب» يبني مؤنس الرزاز رواية الطبقات المتراكبة واللاوعي الجمعي الغائر، حيث يستخدم الكاتب نظرية عالم النفس السويسري كارل غوستاف يونغ عن طبقات اللاوعي الجمعي، المتراصفة طبقة وراء طبقة والتي تكرر نفسها في لاوعي الأفراد، لبحث كيفية تفكير العرب المعاصرين، والتمثيل روائياً (من خلال توالد الشخصيات من بعضها بعضاً، وحلول الواحدة منها محل الأخرى، والاعتماد في ذلك على عقيدة التناسخ) على شدة تأثير الماضي وأزماته في حياة العرب في الزمان الحاضر. ولكي يستطيع الروائي إقامة بنائه السردي الذي يستند إلى فكرة مستلة من علم نفس الجماعات، ويجعل في الإمكان تمثيل هذه الفكرة روائياً، من دون أن تتحول الشخصيات إلى مشاجب للأفكار وترجمة للقراءة النظرية للتاريخ، فإن الرزاز يستخدم أسلوب «ألف ليلة وليلة» السردي، حيث تتوالد الحكايات من الحكايات، ويتشابك السرد، وينشق وعي الشخصيات الآتية من الماضي السحيق والمقيمة في الحاضر في الآن نفسه، مؤسساً بذلك معماراً روائياً مركباً يسبر أغوار النفسية العربية في اصطدامها بزمان التكنولوجيا المعاصرة والهيمنة الغربية.
نعثر على هذه العلاقة التناقضية بين مادة الحكاية الواقعية والحكاية نفسها في «جمعة القفاري» و «مذكرات ديناصور» حيث تتميز الشخصيتان الرئيستان في هذين العملين بانفصالهما عن الواقع المحيط بهما، واغترابهما عن البيئة الاجتماعية وعدم قدرتهما على معايشة الواقع من حولهما. ومن هنا تنشأ المفارقة والباروديا (المحاكاة الساخرة) والسخرية المرة الجارحة في النص الروائي. ويكتشف القارئ أنه بإزاء عالم انكشف خواؤه الداخلي. كما تذكرنا الشخصيات التي يقوم الرزاز بتخليقها (جمعة القفاري في رواية «جمعة القفاري»، والديناصور في رواية «مذكرات ديناصور»، وبئر الأسرار في روايتي «سلطان النوم وزرقاء اليمامة» و «حين تستيقظ الأحلام») بـ «متشائل» إميل حبيبي و «الجندي الطيب شفايك» للكاتب التشيكي ياروسلاف هاشيك، وبالطبيعة المعقدة لهذه الشخصيات التي يكشف هؤلاء الروائيون من خلالها عن المستور والمحجوب من مادة الواقع اليومي، مبرزين بذلك التناقض الحاد بين المثال والواقع.
عليّ أن أشير في النهاية الى أن الأعمال الأخيرة، بدءاً من «جمعة القفاري: يوميات نكرة» (1990) وانتهاء بـ «ليلة عسل» (2000)، قد كتبت تحت ضغط التعبير عن موضوعة جديدة تطورت في كتابات مؤنس، وهي تدور حول فكرة الإنسان الهامشي، أو أبله العائلة (بتعبير جان بول سارتر في كتابه عن الروائي الفرنسي غوستاف فلوبير) أو ما يقع في دائرة الظل تطحنه الحياة اليومية الحديثة اللاهثة.
سيطرت الرغبة في فهم التحولات الاجتماعية والتكوينية التي ضربت قرية كبيرة كالعاصمة الأردنية عمان في ثمانينات القرن الماضي، إلى درجة حولتها إلى مدينة استهلاكية تشوهت فـيها الـقيم، على روايات مؤنس الأخيرة

قديم 06-29-2011, 09:19 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
في رحيل الروائي الاردني مؤنس الرزاز - مجرة جمهوريات في صراع


كتبها مؤنس الرّزاز ، في 24 كانون الثاني 2007 الساعة: 17:58 م


د.حسن ناظم

كتب مؤنس الرزاز، في آخر عدد من مجلة أفكار قبيل وفاته يقول: وأتفكر اليوم في أواخر عام 2001، تري لماذا قاومت أمراضي هذه كل تلك المقاومة المستميتة؟ (أفكار ع 161) في اللحظة التي تساءل فيها مؤنس الرزاز عن سبب مقاومته الأمراض، كف عن الحياة وكان الذي كان يديم حياته هو تلك المقاومة المستميتة والمثابرة لكل ما كان يجب أن يعتاده، ويتآلف معه كجزء من كيانه وهو الأمر الذي أدركه متأخراً بعد فوات الأوان.
في الأعداد الأخيرة القليلة من مجلة أفكار دأب مؤنس الرزاز علي نشر بعض من اعترافاته، وحين أتأمل هذا النزر من سيرته الجوانية، أشعر ان مؤنساً مر خاطفاً في هذه الحياة، ليس لأنه ارتقي وهو في الخمسين، ولا لأن سنوات قابلة كان يمكن ان يعيش فيها مبدعاً وإنساناً محبا ومحبوبا (فهو يدرك بعمق أنه يتمتع بحب أصدقائه كما كتب ذات مرة) بل لأنه مر خاطفاً بين تبديدين: أولهما، إنه بدد عمره الآتي حين تساءل عن مقاومته الأمراض فهجع هجعته الأخيرة وثانيهما يقول فيه: غير انني بددتُ ثلاثة أرباع عمري في محاولات يائسة للانقلاب علي طبيعتي المغايرة كي أتحول رجلاً آخر لا علاقة له بي، وعزاؤنا بين هذين الضياعين أنه ظل كما هو يضج بالمفارقات والنقائض ويتعايش معها حتي النفس الأخير، ويبدع من خلالها، وعلي ذلك وباستيحاء شذرات اعترافاته تتخلخل في ذهني مقولة يولد الإنسان إما إفلاطونيا أو أرسطياً وفي ظني أن مؤنساً كان كليهما، وقد حاول مرتين أن يكون أحدهما فقصد مصحات الغرب ليعالج كآبته المزمنة، وأتاح للأطباء ان ينالوا من طبيعته ربما من إفلاطونيته في العام 1974 فعاش بعد هذا عيشة ارسطية حتي عام 1978 وسرعان ما انبعث إفلاطون فيه ثانية وبقي الأستاذ وتلميذه يتصارعان فيه حتي أعلن مؤنس الاستسلام واعترف بهما معا فيه قبيل وفاته.
في الشذرات من سيرته الجوانية عدد مؤنس الرزاز مرة إعاقاته: مرض كآبة مزمن وحاد إدمان الكحول، العجز عن معالجة تفاصيل الدنيا المادية اليومية، لكنه مثلما يدرك إعاقته يدرك مواهبه وفرادة شخصيته، فهو الموهوب الذي باركه الله بهبة الإبداع والخلق وهو الرهيف الشفيف الحساس، وهو النمرود الذي يدرك اختلافه لكنه يشطر بوعي رأيه باختلافه هذا أولا حين دمج إعاقاته بمواهبه فقال: هذا الكيان كله هو مؤنس، الوحش والقديس، القرصان والفيلسوف، الغرائزي والمثالي، البطل والمشوه، وثانيا حين سلك مسلكين متضادين التضاد أشده أمام إعاقاته فشاء تارة أن يفصلها عن مواهبه فتواطأ مع الأطباء خلاصاً من المعاناة يقول: كانوا في المصح

قديم 06-29-2011, 09:27 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ذكريات عن مؤنس الرزاز
محمود شقير - عن موقعه

وأنا أعيد قراءة "جمعة القفاري.. يوميات نكرة" المكتوبة بأسلوب هزلي ظريف، لاحظت كيف يكتب مؤنس رواية أردنية بامتدادات عربية وبأفق إنساني يتسع لهموم إنساننا العربي المعاصر.

لاحظت كيف يحتفي الكاتب بعمان دون مبالغة أو افتعال. كيف يعدد أسماء مدن أردنية وقرى، ما يعطي المكان في الرواية مكانة مرموقة ويسبغ على الرواية نكهة محلية خاصة. لاحظت كيف يسرد أسماء كتاب أردنيين وأسماء سياسيين أردنيين كان لبعضهم دور بارز في الماضي القريب، في حين أن بعضهم الآخر ما زال يؤدي دوراً بارزاً حتى الآن.
لاحظت كيف استوعب مؤنس، ولم يمض على عودته إلى عمان سوى بضع سنوات، التغيرات التي فعلت فعلها في النسيج الاجتماعي للمدينة وفي منظومة القيم. كيف استوعب ما يجري في عالمنا من تغيرات سلبية حادة، تركت أثرها علينا وعلى غيرنا. وكيف جسّد كل ذلك في عمل فني هزلي ممتع.
وأنا أعيد قراءة الرواية، لاحظت كيف أن معاناة مؤنس بسبب حساسيته المفرطة، تزداد تفاقماً، ولا ينفع فيها النصح الذي ورد في الصفحات الأولى من الرواية، حينما يقول الدكتور جوزيف، لجمعة، الشخصية الرئيسة في الرواية، التي تعبر عن مؤنس على نحو ما: تصالح مع نفسك يا جمعة، وتصالح مع الحياة، وإلا أصبت بانهيار عصبي أو جلطة مبكرة.

2

وأتذكر مؤنس حينما كنا ننهمك في التحضير لانتخابات رابطة الكتاب (كانت الرابطة تخلط السياسة بالثقافة، تتحدى الحكومة بين الحين والآخر على نحو ما، ولا تكف عن الدعاية لأفكار اليسار). قبل موعد الانتخابات بشهرين أو أكثر قليلاً، تبدأ اجتماعاتنا الدورية التي اعتدنا عقدها في البيوت. نلتقي في بيت هذا الصديق أو ذاك، لنضع خطتنا في التحرك لكسب الانتخابات. وهذا يتطلب بالضرورة اتصالات مثابرة بأعضاء الهيئة العامة للرابطة.
كان مؤنس يحضر هذه الاجتماعات أو أغلبها على وجه التحديد، والاجتماعات تستغرق وقتاً طويلاً لاشتمالها على تفاصيل كثيرة مملة. قبل نهاية الاجتماع بقليل، كان مؤنس يردد مطلع أغنية سيد درويش: أنا هويت وانتهيت! يرددها متلفظاً بها لا مترنماً، ولا يلبث أن ينهض متأهباً لمغادرة المكان (في رواية جمعة القفاري، لاحظت أن مؤنس يقول على لسان بطل روايته: تعلمنا ترديد مطالع الأغاني من دون أن نحفظ الأغاني بالذات).
استعان مؤنس بالكثير من تفاصيل حياته اليومية لكي يغني أدبه الروائي، بحيث يبدو أدباً مشخصاً طالعاً من حرارة التجربة وخصوصيتها.

3

وكانت لنا أمسيات كثيرة.
واحدة منها في بيت مؤنس.
ذات مرة، جاء وفد من الكتاب السوفيات إلى عمان، فاستضافهم مؤنس في بيته (كم كنا مغتبطين لوجودهم بيننا، لأنهم قادمون إلينا من بلد ثورة أكتوبر! وهذا وحده كان كافياً بالنسبة لنا لتوفير مساحة من الانسجام). لكننا جلسنا في البيت ونحن لا نعرف كيف نتفاهم معهم. وكنا ننتظر وصول زملاء لنا ممن يعرفون اللغة الروسية.
قمنا قبل وصول العارفين باللغة، بمحاولة لم تكن ناجحة. حاولنا إدارة حوار بيننا باللغتين الروسية والعربية، واعتقدنا أننا نتقدم في الحوار على نحو ما. حينما وصل زملاؤنا، روينا لهم تلك المحاولة المرتجلة، فاكتشفنا بحسب ما قالوه لنا، أننا كنا نحطب في واد، وأصدقاؤنا من الكتاب السوفيات يحطبون في واد آخر. لكننا مع وجود الترجمة التي تيسر التخاطب بين المتخاطبين، بقينا حتى ما بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً ونحن نشرّق ونغرّب حتى أشفينا غليلنا إلى التفاهم مع وفد صديق، قدم له مؤنس في بيته كل أشكال الحفاوة والاحترام.

4

كتبت في دفتر اليوميات:
كنت ذاهباً إلى رام الله هذا الصباح. حينما اقتربت من حاجز قلنديا العسكري، أوقفت سيارتي خلف سرب طويل من السيارات. هنا يحكم العسكر قبضتهم على المكان. هنا أتعذب كل يوم وأنا ذاهب إلى عملي. أنتظر ساعة أو ساعتين كل يوم. جاءني صوت مؤنس من إذاعة مونت كارلو. مؤنس يتحدث عن الأدب، وعن الكتابة وعن هموم الحياة. يتحدث عن ابنته التي أصبحت صبية لها رأيها في أمور كثيرة.
مؤنس يتحدث بصوته الرخيم، يتحدث بتؤدة ووقار.
كانت مونت كارلو تعيد بث حديث طويل أجرته معه قبل الغياب.

صحيفة الاتحاد/ حيفا/ الجمعة 8 / 6 / 2007

قديم 07-11-2011, 08:12 AM
المشاركة 8
اسماعيل عشا
فـارس الكلمـة
  • غير موجود
افتراضي
رحم الله الاديب الراحل مؤنس الرزاز
وكل الشكر لك استاذ أيوب على هذه
الدراسة النقدية التي سلطت الضوء
على أحد رموز الادب العربي المعاصر

قديم 07-23-2011, 09:06 PM
المشاركة 9
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ اسماعيل عشا

شكرا على المرور والاهتمام. لعل الوقت سيعفنا لتقديم المزيد حول هذا المبدع وغيره من العباقرة الافذاذ اصحاب الرؤيا الثاقبة والقدرة الاستشرافية.


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: مؤنس الرزاز : دعوة لاعادة قراءته
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هايك كامرلينغ أونس أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 04-09-2022 09:26 PM
تاريخ قريش - حسين مؤنس د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-26-2014 11:15 PM
تاريخ قريش - حسين مؤنس د. عبد الفتاح أفكوح منبر رواق الكُتب. 0 05-10-2014 03:00 PM
اسكتشاتي بقلم الرصاص صلاح المسلماني منبر الفنون. 5 12-17-2013 02:46 PM

الساعة الآن 06:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.