احصائيات

الردود
4

المشاهدات
3700
 
محمد محضار
من آل منابر ثقافية

محمد محضار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
401

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Jan 2011

الاقامة
المغرب

رقم العضوية
9663
01-27-2011, 01:26 PM
المشاركة 1
01-27-2011, 01:26 PM
المشاركة 1
افتراضي العذراء والدم
العذراء والدم................نص لمحمد محضار

في إحدى الأماسي الصيفية الهادئة، توقفت سيارة فخمة قرب بيت معزول بحواشي المدينة، وترجل منها رجل تجاوز الأربعين م عمره، تبدو عليه علامة الوقار وملامح الأبهة، يرتدي بدلة قمحية اللون، إتجه صوب باب البيت، نقره بضع نقراتـ،، وعندما فتح ظهرت على عتبته عجوز في حدود الستين من عمرها، حيته بحرارة، فرد على تحيتها وقال:
- كيف حالك يا خالتي زينب؟
- بخير، تفضل
دلف الرجل صحبتها إلى داخل البيت، فقادته إلى غرفة الجلوس، حيث استقر به الحال فوق كنبة جلدية، وسألها ضاحكا:
- كيف حال صبياتك؟
- إنهن على أحسن حال يا أستاذ ، هل تريد إحداهن؟
- ليس الآن .. لكن خبريني هل وجدت لي فتاة عذراء؟
ردت العجوز بخبث:
- إنك رجل محظوظ... فمنذ أسبوعين جاءت لتعمل في أحد البيوت المجاورة صبية في الخامسة عشرة من عمرها وهي عذراء...
قاطعها متلهفا:
- إذن وجدتيها
- وليس أمامي الأن سوى البحث عن الخطة المناسبة لجلبها لك،و هذا أمر بسيط... فهي يتيمة الأبوين، أو قل مقطوعة من شجرة، ولن تمانع في شيء إذا ملأنا بطنها وجيبها.
- إنك خارقة للعادة
ألقت عليه العجوز بنظرة ثاقبة وقالت:
- أظن أن الأمر سيتطلب منك مالا كثيرا
- لايهم، اطلبي ما تشائين، سأدفع بسخاء
- قامت العجوز، من مكانها واقتربت منه وهمست:
- هل أنادي لك على إحدى الصبيات .. لتمرح بعض الوقت.
رفع إليها رأسه وقال:
- المهم هو العذراء، أريد فتاة عذراء بأي ثمن
-اطمئن يا أستاذ ، بعد أسبوعين ستكون العذراء بين يديك .
قام من مكانه ، أصلح ربطة عنقه، ثم أدخل يده في جيب بنطلونه، وأخرج بعض الأوراق النقدية، مدها للعجوز وهو يقول:
- تفضلي ي خالتي زينب.
وردت العجوز وعيناها تبرقان:
- شكرا لك ياسيدي أنت رجل سخي بحق .
- سأكون أكثرسخاءا، لو قضيت حاجتي.
انسحب خارجا، ركب السيارة، ثم انطلق بين شوارع المدينة الهادئة، كانت تتصارع في رأسه عشرات الأفكار وتُضيق الخناق حوله. رأى ماضيه يسترسل في التداعي أمام عينيه، اسفلت الطريق المضاء بمصابيح سيارته، كان يبدو أمامه كمرآة تعكس سنوات عمره الملهوفة من الزمان، ذاكرته اخرجت مخزونها، وامتزج الماضي بالحاضر، تفجرت في اعماقة أشجان أعوام دفينة، واشتد رنينها في ذاته، داهمته على حين غرة صورة العذراء، عندما توقف أمام إشارة المرور واصطدمت عيناه باللون الأحمر، تذكر الدم، تراقصت أجزاؤه السفلى ، عاود المسير من جديد أشعل لفافة تبغ ليهدئ نفسه بعض الشيء، ثم غرق في بحر الماضي، لاحت أمامه أجزاء مضببة من طفولته ومراهقته وشبابه، فمضى يربط بينهما.
كان ابن شيخ القبيلة ووجيهها الحاج عمر، كان واحدا من بين عشرة إخوة وكانت أمه واحدة من بين أربع نساء، كان منطويا على نفسه، قليل اللعب مع أبناء الدوار، شديد الخجل والخوف، ، وأبوه لم يكن ينتبه إليه إلا لماما، تعلم في مدرسة القرية، وأكمل دراسته بالمدينة، لكن المدينة لم تغير شيئا في طباعه فقد ظل مفرطا في التقوقع والانغلاق، وكانت علاقته بالمرأة لا تكاد تتعدى أحاديثه القليلة مع أمه، وأخواته، ولاشيء غير هذا، بنات المدينة كن بالنسبة له غولا مخيفا لا يقدر على مجابهته. لما أتم دراسته اشتغل في المدينة، الشغل لم يدخل هو الآخر أدنى تغيير على سلوكه. بعد موت والده آلت له ثروة لم يكن يحلم بمثلها، وجد نفسه يدخل دنيا المال وانتبه إلى نفسه، دارت بدماغه فكرة الزواج لكن كيف؟ وهو لا يعرف ما يقدم أو ما يؤخر مع المرأة، لجأ في الأخير إلى أمه التي تدبرت الأمر، وخطبت له ابنة أحد أثرياء القرية، وفي ليلة "الدخلة" أو ليلة العمر كما يحب أن يسميها البعض وجد نفسه صحبة عروسه في غرفة واحدة، وتهادى إلى أسماعه ضجيج وصخب الأهل والأحباب وهم يرقصون، ويغنون، منتظرين قطعة الثوب المخضبة بالدم، اجتاز مرحلة الخجل، بعد حمام بارد من العرق، وأقبل على عروسه .. لكن أين الدم؟؟ الثوب أبيض لاتكاد تظهر عليه نقطة واحدة حمراء، دارت به الدنيا، تلكأت الكلمات في فمه وانساب صوت عروسه تخنقه الدموع المسترسلة على وجنتيها:
- استرني يا سيدي لو عرف أبي سيقتلني
ورد هو:
أين الدم أنت لست عذراء؟
- لقد نال من شرفي ابن عمي الذي يدرس في فرنسا، لا تفضحني وأقسم أني سأخلص لك مدى العمر. ورق قلبه لدموعها وقال:
- إذا تنازلت أنا عن حقي ، فماذا نفعل مع الآخرين إنهم يريدون الدم.
- المسألة بسيطة
قالت هذا ثم أخرجت شفرة وجرحت ساعدها، خبضت الثوب بالدم ومدته له قائلة:
- أعطيهم الدم
هكذا تزوج ورضي بامرأة ثيب، لكنها صدقته القول وأخلصت له بل"أسعدته، فانطلق في مشوار نجاح متواتر، وتفتح على الحياة وأصبح له أصدقاء وأصحاب سلخوا عنه ثوب الانطواء وجروه إلى دنيا اللذة والشهوة الحمراء. وتقدم به العمر، لكنه ظل وفيا لحياته التي بدأها بعد الزواج.
وعرّفه أحد زملائه على العجوز المدعوة زينب التي تدير وكراً للتجارة في أعراض صبايا قاصرات وانبأه أنها تجلب لزبنائها من حين إلى آخر حسب الطلب فتيات عذروات، فأصاب النبأ في نفسه الموقع الحسن، وأسر للعجوز برغبته في صبية عذراء، فوعدته أن تلبي مطلبه.
وهاهي ذي تعده اليوم بإمكانية تحقق غرضه بعد أسبوعين، فليستعد ليعيش ليلة العمر.
في الليلة الموعودة تأنق في هندامه وصبغ بعض الشعيرات البيضاء التي كانت تجلل فوديه، ثم ذهب إلى العجوز التي استقبلته ببشاشة وقادته من جديد إلى غرفة الجلوس، وسألها بلهفة.
- هل العذراء موجودة؟
- بالطبع وقد هيأتها لك، لتبدو كعروسة في ليلة دخلتها.
- حسنا فعلت يا امرأة.


قال هذا ثم أدخل يده في جيب جاكيتته البنية، وأخرج رزمة من الأوراق النقدية رمى بها للعجوز وقال:
- تفضلي يا خالتي زينب
- شكرا ياسيدي
قدم لها ايضا علبة صغيرة كان يمسكها بين يديه وتمتم:
- هذه الهدية للفتاة.. قدميها لها.
- سأذهب إليها كي تستعد...
- انسحبت العجوز، والتحقت بالصبية التي كانت تنتظر بداية المجزرة بإحدى غرف النوم ، قدمت لها العلبة وقالت:
- خذي هذه الهدية
فضت الفتاة غلاف العلبة، كانت سلسلة ذهبية جميلة،
- ضعيها حول عنقك... وخذي هذا المال ثم استعدي
قالت هذا ومدت لها جزءا من الأوراق التي تسلمتها منه، ثم خرجت قاصدة قاعة الجلوس.
كان ما يزال ينتظر، طرق أذنية صوت العجوز وهي تقول:
- هيا يا سيدي الفتاة في انتظارك قام من مكانه، تبعها، توقفت، وأشارت إلى الباب، ثم قالت:
-يمكنك أن تفتح الباب وتدخل
وضع يده على المزلاج، ضغط عليه، دفع الباب ودخل، وجد نفسه أمام صبية في ربيعها الخامس عشر، ذات شعرأرجواني يتهدل على كتفيها العاريتين، وعينين عسليتين تفيض البراءة من بؤبؤيهما، وجسد طفولي ينضج بالطهر. إقترب منها لمس جيدها براحته وقال:"ما اسمك يا بنية"، وردت الصبية:" اسمي سلمى"، صمت لحظة وقال: " هل أفهمتك السيدة زينب كل شيء"،
- أفهمتني وأنا موافقة.
جلس على السرير، طلب منها أن تخلع ثيابها،.. فعلت، لاح له جسدها البلوري، تسلل وحش الشهوة إلى دواخله، اقترب منها، من جديد، لمس صدرها بيده. تراجع فجأة الى الخلف كمن لسعته
عقرب، أمسك رأسه بين راحتيه، وصرخ : "لا، هذا غير ممكن لا لا.."
نظرت إليه الفتاة بخضوع وقالت: - ماذا حدث يا سيدي؟؟
أعاد اللمس مرة أخرى، تكررت، نفس الحالة، ما حدث يا ترى؟؟
اختلطت الامور أمام عينيه، من أمامه الآن، هل سلمى، أم ابنته سناء؟ إنه لا يكاد يلمس جسد سلمى حتى يرى ملامح ابنته سناء قد تمثلت فيها. ارتمى على السرير كالكلب المسعور، اضطرب، رفع رأسه الى الفتاة وقال:
البسي يا بنيتي ثيابك، مكانك ليس هنا، ستجدين أختا لك في بيتي، خرج إلى العجوز سألته:
- هل نلت الوطر؟
قابلها بوجوم متجاهلا سؤالها، وقال:
- سآخذ الفتاة معي.

- هل ستتزوجها؟
- لا سأتبناها. ستعيش مع ابنتي وزوجتي.
ضحكت العجوز وقالت:
- هل جننت
لم يلتفت إليها وخرج صحبة الفتاة.






محمد محضار مارس 1986

نشرت هذه القصة بجريدة العلم المغربية سنة 1986


قديم 01-27-2011, 08:45 PM
المشاركة 2
علي بن حسن الزهراني
أديب وإعلامي سعودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصة جميلة ومعبرة أخي محمد..
تأثرت كثيرا بأحداثها، ولكن لعلنا نستفيد أن من ستر عبدا في الدنيا ستره الله في الآخرة.. كما أن الإنسان يجب أن يتقي الله في أعراض المسلمين، وأن من راودته نفسه على فعل الفاحشة عليه أن يتذكر أن لديه أما وأختا وزوجة وبنتا لا يرضى عليهن ما ارتضاه لبنات المسلمين..
تقديري لك أستاذي.
أبو أسامة

زحمة وجوه وعابرين!
قديم 01-28-2011, 12:37 AM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديب الكريم محمد محضار المحترم

بداية . . أرحب بك في منابر الخير . .
عسى أن تجد فيها المتعة والفائدة . .

أما عن القصة . .

فهي قصة مؤثرة . . تحوي كماً كبيراً من العبر . .
كما أنها قصة متكاملة ومتقنة . .

بورك القلم . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 01-29-2011, 02:36 AM
المشاركة 4
محمد محضار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
قصة جميلة ومعبرة أخي محمد..
تأثرت كثيرا بأحداثها، ولكن لعلنا نستفيد أن من ستر عبدا في الدنيا ستره الله في الآخرة.. كما أن الإنسان يجب أن يتقي الله في أعراض المسلمين، وأن من راودته نفسه على فعل الفاحشة عليه أن يتذكر أن لديه أما وأختا وزوجة وبنتا لا يرضى عليهن ما ارتضاه لبنات المسلمين..
تقديري لك أستاذي.
أبو أسامة
شكري لك استاذي الجليل على تعليقك القيم ، الذي يصب اتجاه الفكرة الرئيسية للنص ،

قديم 01-29-2011, 02:37 AM
المشاركة 5
محمد محضار
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأديب الكريم محمد محضار المحترم

بداية . . أرحب بك في منابر الخير . .
عسى أن تجد فيها المتعة والفائدة . .

أما عن القصة . .

فهي قصة مؤثرة . . تحوي كماً كبيراً من العبر . .
كما أنها قصة متكاملة ومتقنة . .

بورك القلم . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **
بوركت أخي أحمد على هذا التجلي الجميل ، ترحيبك طوق ياسمين في عنقي أيها المجيد


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: العذراء والدم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خيانة مزدوجة/ قصة والحل الأمثل نزهة الفلاح منبر القصص والروايات والمسرح . 2 03-10-2014 07:38 PM
العذراء ياسر علي منبر القصص والروايات والمسرح . 4 10-01-2013 08:01 PM
طيبة العذراء منى عائض البدراني منبر الشعر العمودي 15 04-01-2012 01:24 AM
الطريق العذراء/ The road not taken ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 6 08-09-2011 10:50 PM

الساعة الآن 07:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.