احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2783
 
عبدالرحمن إبراهيم زين
من آل منابر ثقافية

عبدالرحمن إبراهيم زين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
18

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Jan 2009

الاقامة

رقم العضوية
6231
12-19-2010, 10:09 PM
المشاركة 1
12-19-2010, 10:09 PM
المشاركة 1
افتراضي نحن ...والعولمة
منذ وجد الإنسان على ظهر البسيطة وجد معه فضوله المستمر الذي كان دائما يدفعه إلى استكشاف غموض ما حوله من مظاهر الطبيعة والتساؤل عن سبب وكيفية حدوثها وعلى مر العصور السحيقة منذ اكتشاف النار واختراع الكتابة توالت الحضارات وتوالت معها انجازات الإنسان وتواصلت مسيرة الإنسان نحو اكتشاف غموض كل ما يحيط به في محاولة منه لتسخير الطبيعة لصالحه والتحرر من القيود التي فرضتها عليه طبائع الأشياء وتقدم العلم بخطوات بطيئة طوال تلك العصور الماضية والتي نتج عنها تراكم كميات ضخمة من الخبرات والمعلومات التي اكتسبها الإنسان حتى انفجرت تلك الذخيرة الضخمة من العلم الذي جمعته البشرية طوال قرون عدة في مختلف المجالات لينتج ما نعيشه الآن من تقدم هائل في العلوم والتكنولوجيا والتي مكنت الإنسان من اكتشاف معظم قوانين الطبيعة وجعلته يمتلك أجهزة تمكنه من فعل أشياء لم تكن لتخطر على بال أحد من أسلافه ومن أهم مظاهر هذا التقدم الذي تقدم وسائل الإتصالات والتي أثرت في حياتنا وغيرتها تغييرا جذريا
هذا التقدم تمخض عن كثير من المفاهيم والمصطلحات والنظريات التي غيرت نظرتنا إلى الكون ومن أهم تلك المفاهيم مفهوم
العولمة
إن العولمة قربت أجزاء العالم حتى لم يعد هناك اعتبار في العصر الحديث للمسافات الجغرافية البعيدة وتقلص العالم حتى أصبح قرية عالمية صغيرة ينقل ما يحدث في أحد أطرافها إلى الطرف الآخر في نفس اللحظة إلى الطرف الآخر وكان نتاجا لذلك اقتراب الثقافات التي عاشت منعزلة عن بعضها فأصبح المرء وهو جالس في مقعده لا يبرح مكانه يمكنه الإطلاع على أي ثقافة شاء وعلى عادات وتقاليد أي شعب في سهولة ويسر
والعولمة كأي شئ له إيجابيات وسلبيات ونذكر هنا بعض إيجابيتها فقد ساعدت على تقدم العلم والمعرفة بسبب سهولة تداول المواد العلمية والاكتشافات كما ساهمت في تطور الإقتصاد والسياسة وغيرها من المجالات بسبب سهولة تدفق المعلومات والأموال والسلع والأفكار والتي صارت متاحة لكل فرد
كما لعبت العولمة دورا مهما في نمو الوعي لدى الشعوب وانفتاحها على العالم بأسره ودفعت مسيرة تقدمها ومكنتها من الاستفادة من من خبرات غيرها من الأمم
العولمة شئ مهم لا غنى عنه في حياتنا المعاصرة سواء على مستوى الفرد أم على مستوى الجماعة .
لا تخلو العولمة أيضا من السلبيات فقد تتضمن زيادة الفجوة الإقتصادية والحضارية القائمة حاليا في العالم بين الدول الفقيرة التي تزداد فقرا والغنية التي تزداد غنى
قد تتضمن أيضا هيمنة ثقافة واحدة ماديا ومعنويا وقيامها بتهميش الثقافات الأخرى خصوصا في ظل وسائل الإعلام التي تبثها الدول المتقدمة بكل قوتها وقدراتها التكنولوجية
كما قد تتضمن احتمال صدام الحضارات وصراع المناطق الحضارية المختلفة ودخولها في حروب عالمية دامية
خلاصة القول أن العولمة غير مكتملة المعالم والملامح وهي عملية مستمرة تكشف كل يوم عن وجه جديد من وجوهها المتعددة.
يجب علينا كمجتمعات عربية نامية أن نتعامل مع العولمة بشئ من الحذر فنتعامل معها وفقا لمصالحنا الوطنية كمل يجب إعادة النظر في مناهج التعليم والثقافة والإعلام من أجل تحصين مواطنينا من هيمنة وسائل الإعلام السائدة والحفاظ على ثقافتنا وهويتنا وتوريث التراث مصونا من كل عيب إلى الأجيال القادمة
كما أنه من المطلوب من مجتمعاتنا العربية استعادة مساهمتها في بناء الحضارة العالمية ويجب علينا أيضا أن نستفيد من العولمة في إطار ثقافتنا الدينية الإسلامية وبالشكل الذي يحافظ عليها ولا يهددها بالتهميش وأن تعطى الأولوية لها كما يجب أن نتمسك بثقافتنا الغالية العتيقة حتى لا تضيع في ظل تلك التيارات العاصفة من صراع الثقافات والذي يشهده العالم
والسؤال الذي يطرح نفسه

هل تستطيع المجتمعات العربية التعامل مع العولمة؟؟؟



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:46 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.