احصائيات

الردود
8

المشاهدات
1067
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.69

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
10-29-2020, 12:41 PM
المشاركة 1
10-29-2020, 12:41 PM
المشاركة 1
افتراضي بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اليوم هو يوم مبارك .. فيه ولد المصطفى صلى الله عليه وسلم .
لذلك آثرتُ اليوم أن أتحدث عن بردته ..
البُردة :
كساء مخطط يُلتحف به ، جمع أبرد وبرود وأبراد ، كساء مربع أسود صغير.
وبردة النبي .. خاصته
وأول من نسج قصيدة سميت فيما بعد البردة هو ( كعب بن زهير )
حيث دخل مسجد رسول الله مُخفيًا وجهه في عمامة، اندسَّ وسط المسلمين المقبلين على المسجد لأداء صلاة الصبح، يرتعد من شدة الخوف، فالرجل مقبل على امتحان عظيم لن تُنجيه منه إلا موهبته الشعرية، التي لطالما أنصفته وأعلت من قيمته بين قومه، فهل ستنقذ رقبته الآن؟
انتظر حتى فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من الصلاة، وأخذ نفسًا عميقًا لعله يكون الأخير له، واقترب منه، ثم حسر العمامة عن وجهه، وكان النبي لا يعرف شكله، جلس بين يديه وقال له متضرعًا: «هذا مقام العائذ بك يا رسول الله، أنا كعب بن زهير». وما أن نطق بِاسمِهِ حتى رفع أحدُ الأنصار سيفه طالبًا الإذن من النبي:
«دعني أضرب عنقه».
إلا أن الشاعر المخضرم كان بجعبته ما يمكن تقديمه للرسول أكثر من تلمّس العفو بجملة قصيرة، فانتصب من فوره واقفًا وسط القوم ينشد:

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ *** مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
غير عالمٍ بأنه لن ينال بقصيدته عفو النبي وحسب، بل مكانًا خالدًا في الشعر العربي إلى يوم الدين.
ومن أبياتها :
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني *** وَالعَفُو عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
مَهلًا هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال *** قُرآنِ فيها مَواعيظ وَتَفصيلُ

لماذا أهدر دمه رسول الله وكيف جاء معتذراً ؟

في العام الثامن الهجريّ ، سبق جبير بن زهير أخاه كعباً إلى الإسلام، تاركًا الأخير على وثنيته، فشقَّ عليه ما فعله وانتقد تصرفه على طريقته، فبعث إلى أخيه أبياتًا يلومه فيها على الإسلام، ويتعرّض فيها للنبي ولنساء المسلمين
بهجاء مُقْذِع ( فاحش ) ولما علم الرسول بأمر هذه الأبيات أهدر دمه، قائلًا لأصحابه: «من لقي منكم كعبًا فليقتله»، خاف جبير على أخيه، فبعث له رسالة يُطالبه فيها بالقدوم على النبي، وطلبِ الصفح منه، قائلًا له: «إن كانت لك في نفسك حاجة فطِرْ إليه، فإنه لا يقتل أحدًا جاءه تائبًا».
لما انتشر وعيد الرسول له في أرجاء الجزيرة أبت قبيلة كعب أن تجيره، فضاقت عليه الأرض بما رحبت، وهي مرحلة خلَّدها كعب في شعره بنفسه قائلًا:

يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم***إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُـلُــهُ *** لا أُلفِيَنـَّكَ إِنّــــــــي عَنــكَ مَشــغولُ


وفي ظل هذا الإحساس المضطرم الذي اختلطت فيه مخاوفه بتخلي الناس عنه برغبته في النجاة، تولدت قصيدته الخالدة في ذهنه، وتوجه بها إلى المدينة، حيث أنشدها في حضرة النبي بعد صلاة الصبح، وبلغ إعجاب النبي بها مليًّا أنه ظل يومئ بعلامات الإيجاب وهو ينظر لمن حوله داعيًا إياهم لتدبر معانيها، حتى بلغ بيتًا قال فيه:

إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ *** مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
والمهند من سيوف الهند المطبوعة، وهو من أقوى السيوف، وبهذا قصد ابن زهير تشبيه الرسول بالسيف المجلي الحاد المصنوع في الهند، وقد سلَّه الله في وجه أعدائه، بينما يهدي أتباعه ويضيء الطريق أمامهم. وما أن ألقى زهير هذا البيت حتى ألقى عليه النبي بردته، تكريمًا له وصيانةً لدمه.
وبالرغم من أن القصيدة كان اسمها الأصلي ( بانت سعاد )
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ *** مُتَيَّــمٌ إِثـرَها لَـم يُفدَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا *** إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ


إلّا أنها اشتهرت بلقب آخر هو «البردة»؛ بسبب ارتباطها بمنح النبي بُردته له تقديرًا لكلماته المادحة التي أنقذت رقبته.


أما مصير البردة .. فتقول كتب التاريخ ..
أن معاوية بن أبي سفيان حاول فيما بعد شراء بردة النبي منه بعشرة آلاف درهم فرفض، فاشتراها عقب وفاته من أبنائه بـ 20 ألفًا، وظلت تتناقل في دور المُلك حتى وصلت إلى الخلفاء العباسيين، الذين كانوا يلبسونها في الأعياد، إلى أن انقطع خبرها بعد اجتياح التتار للمنطقة. أما كعب نفسه فقد حسن إسلامه وعاش طويلًا، وعاصر الاقتتال بين علي ومعاوية، وانحاز للأول، ولم يجد طريقة لنُصرته في معركته إلا بسلاحه الذي لا يخيب، فقرض له قصيدة مدح.

يتبع .. بردة البوصيري

تحية .. ناريمان الشريف


قديم 10-29-2020, 10:33 PM
المشاركة 2
عبدالحكم
الشعراء العرب
  • غير موجود
افتراضي رد: بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم
أحسنت عرض جميل في يوم مبارك وما أحرانا أن نقتفي أثره ونتخلق بخلقه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين

قديم 10-29-2020, 10:49 PM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم
أحسنت عرض جميل في يوم مبارك وما أحرانا أن نقتفي أثره ونتخلق بخلقه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك أخي عبد الحكم
ما زال للموضوع بقية
تحية ... ناريمان

قديم 10-30-2020, 06:20 PM
المشاركة 4
عبدالرحمن محمد احمد
من آل منابر ثقافية
  • موجود
افتراضي رد: بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم
طرح جميل
وممتع
ومفيد

قديم 10-30-2020, 09:54 PM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم

بوركت أخي
أشكرك

قديم 10-30-2020, 10:00 PM
المشاركة 6
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم
بردة البوصيري


«بُردة» البوصيري.. درة قصائد مديح النبي
تقع في 160 بيتاً وعلى دربها سار الشعراء
خصص شعراء الصوفية قصائدهم في محبة الله عز وجل، فقد كانت الأشعار المحتشدة بمعاني الحب هي نجواهم ووسيلتهم للتقرب إلى الله عز وجل، وهي زادهم في طريق السالكين والترقي في المقامات والأحوال، وهي معينهم في دروب الحقيقة وأنوار المعارف، وإلى جانب ذلك وظف المتصوفة أشعارهم ونظمهم ونثرهم في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد برزت كثير من القصائد في محبة المصطفى تذكر أخلاقه وقيمه وتعاليمه وسنته، ومازالت ألسن الناس في العالم الإسلامي تردد العديد من تلك النصوص التي رسخت في أذهانهم، فقد تناقلوها، حيث تذكرهم بمواقف نبي الإسلام وشجاعته وخلقه، وهي السمات والصفات التي شهد بها العالم أجمع، ومازال كثير من الشعراء في العالمين العربي والإسلامي يكتبون الشعر في مدحه، فسيرته المجيدة تلهمهم وتدفعهم نحو قرض الشعر في مدح خير خلق الله.

يعد الإمام شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي (608 696 هـ)، من أشهر شعراء التصوف الذين برعوا في مدح المصطفى، وقد لقب بالبوصيري نسبة لمولده في بوصير بصعيد مصر، وتفوق في علوم اللغة والأدب وأصول البلاغة وقواعد العروض والقوافي، مع إتقانه حفظ القرآن الكريم والحديث، وقد تلقى تعليمه على يد كبار أئمة السنة وعلماء التصوف مثل أبو العباس المرسي، في الإسكندرية، واقترن اسم البوصيري بالمدائح النبوية، ولقيت نصوصه شهرة كبيرة بين الناس، ولعل أهم ما يميز تلك القصائد هو أنها تفيض رقة وعذوبة، فأشعاره تأتي كدفق وجداني صادق شفيف، حافلة بالمعاني، كما أن البوصيري أبدع في الألفاظ وتخير المفردات الساطعة، وحسن جودة النظم، وشكل لنفسه بصمة بل مدرسة خاصة به في مدح النبي، حتى تأثر به كثير من الشعراء في زمانه وما تلاه، فراحوا ينظمون الشعر على الطريقة ذاتها، وهو ما جعل قصائده تخلد بين الناس.
يقول في مطلعها :
ريم على القاع بين البانِ والعلمِ .. أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرمِ
رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا .. يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجمِ

وتتكون بردة البوصيري من قرابة 160 بيتا، قُسمت إلى عشرة أجزاء بدأها بالغزل البريء والنسيب النبوي، ثم التحذير من هوى النفس، ومدح النبي الكريم، وذكرى مولده الشريف، ومعجزاته، والإسراء والمعراج، وجهاد الرسول، قبل أن يختمها بالتوسل والتشفّع والمناجاة والتضرّع، ويقول فيها:

محمد ســيد الكونين والثقليـن والفريقين من عُرب ومن عجـمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـدٌ .. أبر في قولِ "لا" منه ولا "نعــمِ"
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته .. لكل هولٍ من الأهوال مقتحمِ
دعا إلى الله فالمستمسكون بـه .. مستمسكون بحبلٍ غير منفصمِ
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ .. ولم يدانوه في علمٍ ولا كرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ .. غرفا من البحر أو رشفا من الديمِ

دوافع

وقد لقيت قصيدته «البردة»، أو «الكواكب الدرية في مدح خير البرية»، صدى كبيراً بين المسلمين، وما زالت تُردد بينهم، فهي تعد من عيون الشعر العربي على الإطلاق، ومن بين أجمل قصائد مدح الرسول، ولها قصة رددها ونقلها كثير من المؤرخين، فيقال إن البوصيري قد ابتلاه الله بمرض الفالج، فانقطع في بيته يتقرب إلى الله تعالى في صباحه ومسائه، فكتب تلك القصيدة وصار يرددها وينشدها طوال يومه، حتى رأى في منامه ذات يوم أنه يقرأها في حضرة النبي، ورأى في ذلك الحلم أن الرسول الكريم قد خلع عليه بردته، فاستيقظ من النوم وقد شفاه الله، وهذا هو السبب في أن تشتهر القصيدة باسم البردة، وقد أكسبتها تلك الواقعة بعداً روحياً، فصار الناس يُقبلون على قراءتها؛ بل قارن كثيرون بينها وقصيدة البردة للشاعر الكبير كعب بن زهير التي ألقاها في حضرة الرسول، فأعجبته القصيدة وفصاحة كعب وحسن نظمه، فكان أن خلع عليه بردته، وقد نال بها عفو النبي، وخلدت بين الناس، فهي تعتبر أجمل قصائد المدح النبوي على الإطلاق، والتي يقول مطلعها:
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ

مُتَيّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ


لئن كانت بردة كعب بن زهير هي أكبر درة في قلادة قصائد المدح النبوي، فقد اعتبر النقاد والمؤرخون بردة البوصيري ثاني أجمل نص شعري في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم

يتبع ... على نهج البردة لأمير الشعراء ... أحمد شوقي

قديم 10-30-2020, 10:26 PM
المشاركة 7
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم
ومن بعد البوصيري اشتهرت قصيدة "نهج البردة" لأمير الشعراء أحمد شوقي التي افتتح أبياتها قائلا:

ريم على القاع بين البانِ والعلمِ .. أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرمِ
رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا .. يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجمِ


وقال فيها أيضا في مدح النبي عليه السلام:

لزمتُ باب أمير الأنبياء ومن .. يمسك بمفتاح باب الله يغتنمِ
فكلّ فضل وإحسان وعارفة .. ما بين مستلم منه وملتزمِ
علّقت من مدحه حبلا أعزّ به .. في يوم لا عزّ بالأنساب واللحمِ
محمّدٌ صفوة الباري ورحمته .. وبغية الله من خلق ومن نسَمِ
وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة .. متى الورود؟ وجبريل الأمين ظمي
سناؤه وسناه الشمس طالعة .. فالجرم في فلك والضوء في علَمِ


رائعة من روائع أمير الشعراء أحمد شوقي ، قصيدته نهج البردة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي معارضة لقصيدة البردة المشهورة للبوصيري ..معارضة عنوانها السير على نهج الأولين وتتبع خطاهم ، وهذا ما أكده أحمد شوقي ، وذاك هو الأدب .

وإذا كان البوصيري أول من ابتكر فنّ المدائح النبوية فبسّط فيه وأطال ، إلا أنه سبقه شعراء عدة في مدح سيد الخلق ، ومنهم كعب بن زهير صاحب قصيدة بانت سعاد في مدح الرسول الكريم

أما ظروف ومناسبة قصيدة نهج البردة
وضع الشاعر أحمد شوقي قصيدته نهج البردة كتذكار لحج حاكم مصر الخديوي ، وقدمها إليه ، فكانت أجمل تذكار وهدية ، أفاضت مشاعر شوقي الفياضة تجاه الدين ورسول الإسلام .
تعد قصيدة نهج البردة من أطول قصائد أحمد شوقي ، إذ تبلغ مائة وتسعين بيتا ، نسجها أمير الشعراء على أمواج البحر البسيط ، وسنعرض لكم بعض أبياتها على سبيل الإيجاز :
الله يشهد أني لا أعارضه * من ذا يعارض صوب العارض العرم
وإنما أنا بعض الغابطين ومن * يغبط وليك لا يذمم ولا يلم
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له * وأنت أحييت أجيالا من الرمم
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا * لقتل نفس ولاجاؤوا لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة * فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
يارب هبّت شعوب من منيتها * واستيقظت أمم من رقدة العدم
سعد ونحس وملك أنت مالكه * تديل من نعم فيه ومن نقم

بدأ قصيدته بمقدمة غزلية .. ثم وعظ النفس .. ثم مديح لنبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم
محمد صفوة الباري ورحمته * وبغية الله من خلق ومن نسم

وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة * متى الورود ؟ وجبريل الأمين ظمي
ثم يقص علينا الشاعر بعد ذلك بعض علامات ومعجزات نبي الرحمة المهداة ، منها قصة الراهب بحيرى المشهورة ، وتفجر الماء بين أصابعه ، وتظليل الغمامة له .
لما رآه بحيرا قال نعرفه * بما حفظنا من الأسماء والسيم
سائل حراء وروح القدس هل علما * مصون سرّ عن الإدراك منكتم
لمّا دعا الصحب يستسقون من ظمإ * فاضت يداه من التسنيم بالسنم


ويصف بعد ذلك مشهد نزول الوحي بأول آية وهي : اقرأ ، ثم ينتقل إلى الحديث عن معجزة القرآن الكريم ، بصفته الكتاب الخالد الباقي المتمم لجميع الرسالات السابقة .
ينتقل الشاعر إلى الحديث عن بشائر مولده صلى الله عليه وسلم ، في الوقت الذي ساد فيه الظلم والجهل والطغيان ، ومن بشائر هذا المولد تصدع إيوان كسرى .
وفي أبيات تشع جمالا وبراعة ، تطرق أمير الشعراء إلى معجزة الإسراء والمعراج ، وما لحقها من آيات عظيمة .
يواصل شوقي في ذكر معجزات سيد الخلق ، ويصف مشهد صاحبي الغار ، وحفظ الله لرسوله وصاحبه من كيد المشركين وتتبعهما ، لينتقل بعد ذلك إلى التأدب مع صاحب البردة البوصيري ، إذ يقر بأنه لا يعارضه بقدر ما أنه مجرد تابع وسائر على نهجه .

المادحون وأرباب الهوى تبع * لصاحب البردة الفيحاء ذي القدم
مديحه فيك حب خالص وهوى * وصادق الحب يملي صادق الكلم
الله يشهد أني لا أعارضه * من ذا يعارض صوب العارض العرم
وإنما أنا بعض الغابطين ومن * يغبط وليك لا يذمم ولا يلم

ويعقد مقارنة طريفة بينه وبين نبي الله عيسى عليه السلام ؛
يتصدى الشاعر بعد ذلك إلى المعادين للإسلام والذين يكيلون له أبشع التهم ، منها أنه دين حرب انتشر بحد السيف ، موضحا أن اللجوء إلى الحرب كان آخر وسيلة بعد استنفاذ كل السبل في الدعوة والنصيحة .

ويشير إلى ما لقيه المسيحيون الأوائل من جور واضطهاد ، والذي لم يحسم إلا بالقوة ، وفي نفس الوقت يدافع عن المبدأ الإسلامي في الجهاد الذي يلتزم بقواعد الأخلاق تراعي الذمم والمواثيق .
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا * لقتل نفس ولاجاؤوا لسفك دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطة * فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
والشر إن تلقه بالخير ضقت به ذرعا * وإن تلقه بالشر ينحسم

وفي حديث طويل يعقد أمير الشعراء مقارنة بديعة بين حضارة الإسلام وباقي الحضارات والأمم ، مشيرا إلى تفوق شريعة الإسلام وما بنته من عدل وقيم وأخلاق ، جعلتها في صدارة الأمم علما وسيادة ومعاملات .
ويفتخر الشاعر بخلفاء الإسلام ويشيد بأمجادهم ، ثم يثني على الخلفاء الراشدين مبينا فضلهم على أمة الإسلام .
ويصف الشاعر بعد ذلك افتتان الناس بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، وذهول عمر – رضي الله عنه – ، في حين يصور رباطة جأش أبي بكر – رضي الله عنه – وثباته ضد المرتدين .

وينهي الشاعر قصيدته بالصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحابته .

يا رب صل وسلم ما أردت على * نزيل عرشك خير الرسل كلهم
وصل ربي على آل له نخب * جعلت فيهم لواء البيت والحرم
وأهد خير صلاة منك أربعة * في الصحب صحبتهم مرعية الحرم


وفي خشوع وتضرع ، يرفع الشاعر ابتهالا إلى الله ، يدعو بالخير لأمة الإسلام ، في ظل التخلف والتمزق الذي تعيشه ، في حين تسير أمم أخرى نحو التقدم ، مؤمنا بقدر الله وحكمه ، طالبا اللطف في قضائه .
يارب هبت شعوب من منيتها * واستيقظت أمم من رقدة العدم
سعد ونحس وملك أنت مالكه * تديل من نعم فيه ومن نقم
رأى قضاؤك فينا رأي حكمته * أكرم بوجهك من قاض ومنتقم

قديم 10-31-2020, 02:28 PM
المشاركة 8
عبدالفتاح الصيري
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم
كتب الله أجرك استاذة ناريمان ...وزادك الله علما ومعرفة...
ألف تحية لك ولقلمك النشيط وذهنك المستنير.

مدونتي الشعرية على الرابط التالي:
http://www.fttah.com
قديم 10-31-2020, 04:48 PM
المشاركة 9
محمد عبد الحفيظ القصاب
الشعراء العرب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم
صلى الله عليه وسلم

الله وهذا الانتقاء البديع

وقلمك وارف الجمال والخصال

وهذه القمم من قصيد فاح بمسك حبيبنا المصطفى

صلى الله عليه وسلم

جعلها الله في ميزان حسناتك

تحياتي والمحبة

---------------------------
اللهم لك الحمد حتى ترضى ,ولك الحمد إذا رضيت , ولك الحمد بعد الرضا

إلهي دلّـني كيفَ الوصولُ؟
إلهي دلّـني مــاذا أقـــــولُ؟

محمد عبد الحفيظ القصّاب

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: بـُردةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعالوا نكتب 1000حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أميرة الشمري نسمات إيمانية 3123 01-26-2024 08:32 PM
لماذا لم تفتن النساء بجمال رسول الله صلى الله عليه وسلم مراقى محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 2 02-18-2015 12:37 AM
معاملة رسول الله صلى الله عليه وسلم للأطفال والصغار مراقى محمد منبر الحوارات الثقافية العامة 0 12-25-2014 09:09 PM
هل يجوز التبرك بالصالحين قياسا ً عليه صلى الله عليه وسلم عبدالسلام حمزة منبر الحوارات الثقافية العامة 4 09-21-2010 10:02 PM

الساعة الآن 07:06 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.