احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2006
 
عبد الرحيم صابر
من آل منابر ثقافية

عبد الرحيم صابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
71

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Sep 2012

الاقامة

رقم العضوية
11515
09-23-2017, 01:05 PM
المشاركة 1
09-23-2017, 01:05 PM
المشاركة 1
افتراضي كن أنت
[justify]الحياة وكما تعلم يا صديقي ملأى بالناجحين في مختلف المجالات المتنوعة، ممن برزوا بين أقرانهم وتفوقوا، فتاريخ الحياة مليئة جنباته بالكبار قدرا العالين مكانة، من الذين حققوا على أرض الواقع ما اختلج نفوسهم من أحلام، ونالوا من الدنيا آمالهم، ولمسوا من ذلك في واقعهم ما كان من قبل لهم مجرد مُنية - بالسعادة والترقب - تغمر قلوبهم.

فلعظم أثرهم على الناس وبليغ وقع تأثيرهم دب ساريا في أوساط الناس المختلفة حفظ سيرهم حفظ صدور، تحكى وتروى. وحفظ سطور، تدون وتوثق، لكي تستقى العبر من مسيرتهم، وتستخلص العظات من حياتهم، وتقتفى خطوات مناهجهم وتتبع. فتُجدد بالنظر في شدة صبرهم همم القلوب الفاترة، وتُبعث نسمات روح عزيمتهم إحياءً للنفوس الخائرة، سعيا وقصدا ليكونوا لغيرهم قدوة في استلهام صفة التحمل والجلد، وأسوة في رسم معالم سبيل تحقيق الهدف وبناء مناراته، وخط مسلك الفلاح وسط أزمات الدنيا ومجرياتها العضوض.

كلنا سواء في محبة الطموح والطمع في التميز وإن تغيرت نحو ذلك دوافعنا ومقاصدنا، فجميعنا يمني النفس الآمال العريضة، ويرسم لوحة مستقبله بريشة متعددة الألوان من الأماني الكبار، كلنا مشرئب الأعناق، يتطاول ببصره، يرنو للمعالي، يخفق قلبه شوقا لرؤية أحلامه تتحقق على بساط واقعه ومعاشه، فيسعى ويكد جاهدا لأجل ذلك يتمثل خطوات سَير الناجحين، ويتبع سننهم حذو القذة بالقذة ظنا منه ورجاء في أن يصل إلى نيل مراده، ويرسم مراحل ومعالم مسيرة حياته هو نسخةً مطابقة لنسخة حياتهم هم، لكنه وللأسف لا يدرك أنه وبصنيعه ذاك إنما يحيا انعكاسا لصورة غيره لا لصورته، فيفقد ذاته بينما كان يتقمص ذاتا وكيانا آخر، فيعز عليه بعد ذلك إيجاد نفسه الضائعة في متاهة الحياة.

وهو مسلك خاطئ فهما وتطبيقا، ومنهج للنجاح غير سديد ولا رشيد، ولا يوصل صاحبه لمقصد ولا يحقق له غاية، إذ تفقد في خضم دروبه أهم ميزة لك وهي كيانك وذاتك، فتضيع منك باقتفائك له سنين مديدة من عمرك. إذ سير الأعلام ونجاحاتهم إنما سيقت حكاياتها، وصيغت وسبكت حروف محطاتها لأجل شحذ الهمم وإيقاظ العزائم، وبث روح الحياة وتجديدها لمن تُحتضر آمالهم من جراء ضغط واقعهم، إنها سير نجاح دونت لتحيا نبراسا يضيء لليائسين طريق باب الأمل مجددا بين جنباتهم روح الرجاء.

ولم يكن أبدا خط تلك السير والتذكير بها لأجل الاحتذاء الملاصق، بل لاستخلاص الأسس العامة للنجاح من الصبر والجلد والمتابعة والأمل وضرورة التخطيط … ونحوها من مرتكزات التفوق المتنوعة المختلفة، ثم الثقة والسير ببصيرة على أنها أسباب موصلة للغاية والمقصود. فمجريات حياتنا يا صديقي متنوعة ومتباينة، قد تلتقي في صور وتفترق في أخرى، فلسنا على نسق واحد، بل تختلف ظروفنا وحيثياتها فتختلف آثار ذلك على كل فرد منا. فقد تحول ظروفك بينك وبين استلهام مرحلة ما مبثوثة في إحدى قصص النجاح، لكنها قد تهب لك في الوقت نفسه مقوما تتفوق فيه وتتميز من خلاله وتبدع بما لم يأت به الآخرون. فلا تحجر واسع العطاء والإبداع والتجديد. بل خض غمار رحلتك كما خاض غيرك.

إن معالم حياة كل واحد منا ومراسمها تخط في كياننا أخاديد خاصة بنا وبذاتيتنا كما تمايز بيننا بصمة أصابعنا. فخذ دعما ومحفزا من نجاحات غيرك لتبني بخصوصياتك أنت ومقدراتك كيانك المستقل، وضع خطوطك العريضة لأهدافك وغاياتك المنبثقة من محضنك الاجتماعي والفكري. لتتبلور على جدار الزمن بصمتك المتميزة بك. ومهما بذلت فلا تحقرن سعيك في سبيل ذلك، فإثبات نفسك وتكوين بصمتك هو النجاح الحقيقي.
[/justify]


قديم 09-23-2017, 02:03 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ
لا شك انك تكتب بصورة جميلة ولغة رصينة واسلوب ممتع ومشوق وتعالج الفكرة بصورة سليمة تقود الى خلاصة تحمل حكمة ووصية وفكرة.

لكني اختلف معك في طرحك بخصوص البحث عن الذات بعيدا عن سير حياة وقصص نجاح العظماء. ذلك لان احد اهم ادوات النجاح هي اتخاذ القدوة الحسنة وقد وجد علم البرمجة اللغوية العصبية ان السلوك الانساني للشخص الناجح هو مجموعة من البرمحات اللغوية العصبية وانك اذا ما اتخذت قدوة فانك في الواقع تختصر الزمن في الوصول الي النجاح لانك تستفيد من خلاصة تجربة ذلك الانسان الذي لا بد ان يكون قد استفاد هو أيضاً ممن سبقوه. التفرد في الاسلوب والإنجازات يأتي تحصيل حاصل لان كل فرد كما تقول يعيش ظروف اجتماعية وزمنية مختلفة ولذلك *لا يمكن ان يأتي إنجاز شخص في عصر ما متماثلا مع إنجاز من اتخذه قدوة من زمن سابق لان الإضافة تحصيل حاصل.
لذلك اجد بان اتخاذ القدوة اقصر الطرق للنجاح وقد وجه الله جل وعلا سيدنا محمد لاتخاذ الرسل الذين جاؤوا قبله قدوات له كما ورد في الآية الكريمة "أُولَئك الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ، فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ". كما أوصنا بان نتخذ من الرسول الكريم محمدا أسوة حسنة للبشرية بقوله " *لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" .
ذلك لان اتخاذ القدوة نهج تربوي يوصل الى النجاح ويختصر الزمن ويسرع في الإنجاز الذي لا بد ان يأتي متميزا لان حركة الزمن تفرض الإضافة المتفردة وكذلك التراكم المعرفي فكل فرد انما يضيف في إبداعه وانجازه لبنة جديدة في هرم المعرفة الانسانية التراكمي.
فالبحث عن الذات يجب ان لا يكون غاية بحد ذاتها لان الذات تفرض نفسها وانما الغاية هي السعي الدؤوب لتحقيق النجاح بعد تحديد الاهداف والغايات .

قديم 10-13-2017, 11:06 PM
المشاركة 3
عبد الرحيم صابر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أهلا بك أستاذ أيوب وبتفاعلك الجميل القيم.
أوافقك فيما تفضلت به ولا أخالفك، لكن لعلي لم أكن واضح الفكرة أو لأن لها خلفيات واقعية استحببت عدم ذكرها وهي تتلخص في مثال منها أنه كانت لنا أخت تعرفنا عليها في هذا العالم الافتراضي كما يقال وكانت من نفس نوعية مرضي (إعاقة ضمور العضلات) وتشبعت بقصص بعض الناجحين من ذوي الاعاقة هناك ببلاد الغرب، فامتلأت طموحا وخطت سيرها دون مراعاة سواء لاختلاف البلدان وما يتبعه من غياب الدعم ماديا ومعنويا وغياب ثقافة تقبل نجاح امثالنا اجتماعيا ووو أو لنوعية هذه الاعاقة والتي تضعف قوة العضلات مع الزمن. فكان ان انهت ما احبته وهو تخصص طب الاطفال لكن كانت خائرة القوى عن مزاولة مهنتها وتحقيقها على ارض الواقع مما ادى لازمة نفسية حادة.. والحديث يطول.
ولدي من الوقائع الكثير مما تعجز اناملي عن تحريره وكلها تحث العبرة منها على ما صغته من التوفيق بين اتخاذ القدوة وبين صناعة الذات والكيان الخاص بكل منا.
وأعتذر عن تأخر ردي لظروف صحية.
بوركت أخي الفاضل وأسعدني هذا الحوار معك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.