احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4163
 
سليمان المهدي
كـاتـب

سليمان المهدي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
61

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Mar 2009

الاقامة

رقم العضوية
6596
11-21-2010, 07:20 AM
المشاركة 1
11-21-2010, 07:20 AM
المشاركة 1
افتراضي هوى كل نفس حيث كان حبيبها
لَئِن حالَ رَسمُ الدارِ عَمّا عَهِدتُهُ فَعَهدُ الهَوى في القَلبِ غَيرُ مُحيلِ
يولّد المكان شعريّة خاصّة به ، قد تأتي من الحبّ بقدر ما قد تأتي من المقت ، ولا ريب أن المكان يبدو في الإبداع الشعري أروع مما هو في الحقيقة ذلك ، أن الشاعر يصور الجمال في المكان وينظر له بنظرة شاعرية متميزة عن النظرة العادية ، وهنا تظهر مقدرة الشاعر الخيالية والتصويرية حيث يبدع صوراً لا يتخيلها غيره من الناس ، فنجد بعض الشعراء يفضل أماكن مخصوصة لأن له عاقة ما بها أو لأنه يحبذ فيها نمط من العيش محدّد نتأمل في بيت رائع لأحمد شوقي ( شاعر الأمراء )
خيمةٌ في البيد خيرٌ من قصور تبخلُ الشمسُ علَيها بِالمرور
هنا يفضل الخيمة على القصر لأن الخيمة تزدهي بمرور الشمس عليها بينما القصر تحجب أسواره مرور الشمس فهو لا يحسن أن يعيش المكان بلا شمس .
طالما أحببنا مكاناً ما لأن له في مخيلتنا تذكار نقشناه بحروف الهوى أو بدموع الجوى ، ومن يبتعد أو يهجر يشعر بمدى تعلقه بأماكنه التي عاش فيها من طفولته إلى شبيبته ويدرك قدر الذكرى التي مرت به في هذا المكان أو ذاك خاصة الذكرى المتعلقة بالأهل والأحباب فلها في النفس وقع يكون بمثابة الوشم في التصور والشعور .
نرى شاعر البادية عمر الفرا في قصيدة الغربة كيف يصور ارتباطه بالمكان وتفاصيله ويتمنى أن يحمل إلى ذلك المكان
( فمن لي للهوى العذري يحملني
إلى صحرائنا الحلوة
إلى لحنٍ إلى غنوة
إلى جملٍ إلى هودج
لزهر الشيح والعوسج
إلى القيصوم والحرمل
إلى ظبيٍ نجفّله فلا يجفل
إلى بدويةٍ نسيت نسيم الليل
يعبث في ضفيرتها ولا يخجل
وضوءُ البدر طرّز ثوبها المخمل
هو الثاني يداعبها ولا يخجل )
هنا نرى شاعرية فذة تتخيل المكان بتفاصيل جمالية فيها الزهور والألحان والنسيم وضوء البدر والثياب المخملية والضفائر الناعمة ، وهكذا يخيل لنا الجمال من منابعه التي يستقيها الشاعر من المكان الذي ارتبط به وتوثق بعراه .
ودوماً يكون ( هوى كلّ نفس حيث كان حبيبها ) وحيث هذه توحي هنا فقط بالمكان ، فحيث كان الحبيب يكون الهوى ويكون الخيال والشعور ويبنى ويهيأ الرسم الأمثل لهذا المكان أو الدار فيأتي الحس يصوّر مواطن الجمال وتفاصيله وأثره في النفس .
في وحل الاغتراب يتهم المرؤ نفسه بالتنكر للمكان وفي هذا تجني وظلم ، فالنفس تحاول أن تبدي تجلداً أمام العوائق التي يسببها الرحيل والغربة ، ولو نستدرج أهواءنا كلما نبتعد عمن نحب وننزع إلى أوطاننا بقدر اللهفة الأولى لذهبت أنفسنا في هوى حب المكان وساكنيه .


قديم 11-24-2010, 12:39 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الاماكن ...كلمة مهمة جدا في اعتقادي
كثيرا ما ترتبط ذواكرنا بالمكان الذي اقترف فيه الحدث ، أي حدث مهما كان صغيرا او كبيرا حزينا او سارا ... لكن ما ننزع دوما للحنين اليه هو ذاك المكان الذي احتوى اجمل الذاكرة و اجمل الذاكرة ليس بالضرورة متعلق بمقدار السرور الذي يحققه بل بمقدار الوشيجة الانسانية التي بنيت في مكان ما في وقت محدد و هذا ما يجعلنا دوما على بوابة الحنين لذاك المكان
ذاك المكان الذي نحن له اكثر ربما يكون بسيطا و اقل ترفا مما نحن عليه في وقتنا الراهن لكن دوما تحيط به هالة من جمال ندفع عمرنا لكي نعيد لحظة مرت هناك
أ. سليمان مهدي
ثرثرت كثيرا هذا الصباح لكن الموضوع استثارني بفكرته الرائعة و طريقة عرضه المميزة
تحيتي لك

قديم 11-24-2010, 07:45 PM
المشاركة 3
سليمان المهدي
كـاتـب
  • غير موجود
افتراضي
أهلاً بهذا الهطول
ريم سيدتي
سأفتخر هنا بإضافتك التي أنارت صفحتي
وزادت فكرتي تألقاً
دمت سادنة للحرف الشريف
لك الف تحية من صغير تلاميذك

قديم 12-01-2010, 11:01 AM
المشاركة 4
سليمان المهدي
كـاتـب
  • غير موجود
افتراضي
سأبقى وفياً لأي رمل يحتويني

قديم 12-01-2010, 11:58 AM
المشاركة 5
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
... أخي / سليمان المهدي

... ما يربطنا بالمكان ، هو " علاقة " وليست "جغرافيا " ...

... فكل ما ذكرته ، سببه هذه العلاقة الحميمة بين الإنسان والمكان ...


... لغة المقال الهادئة ، تناسبت مع جمالية المضمون ...

... أتمنى لك الخير ...

سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 12-01-2010, 09:23 PM
المشاركة 6
سليمان المهدي
كـاتـب
  • غير موجود
افتراضي
... أخي / سليمان المهدي

... ما يربطنا بالمكان ، هو " علاقة " وليست "جغرافيا " ...

... فكل ما ذكرته ، سببه هذه العلاقة الحميمة بين الإنسان والمكان ...


... لغة المقال الهادئة ، تناسبت مع جمالية المضمون ...

... أتمنى لك الخير ...
أستاذي العزيز
أشكرك على تفاعلك مع حرفي العزيل
لك ألف تحية على شرف الحرف الشريف

قديم 12-01-2010, 11:08 PM
المشاركة 7
جيداء عبد الرحمن
رحمها الله تعالى وأسكنها فسيح الجنة
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ سليمان

الشاعر يملك أدواته التي تجعله يرى ما لا يرى غيره من الناس فيرسم بقلمه نبضات القلب ورؤى العين

والاماكن تحفر داخلنا بنصل والذكريات تجعلنا نتلمس الحنين إليها مهما اغتربنا

مقالك رائع بما يحتويه من اسلوب جميل للعرض و إثراء في المحتوى

لك كل الاحترام والتقدير

قديم 12-02-2010, 08:22 PM
المشاركة 8
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أخي سليمان
سلام الله عليك
استمتعت جداً بمقالتك ..
عادة المقالات تبدو جافة على الأسماع
ولكن مقالتك مطربة للآذان .. فكأنها جاءت قراءة في قصائد بينت فيها مواضع الجمال
في الحقيقة ..
المكان يترك فينا الكثير عندما نرحل عنه
وكل منا يحن إلى أيام الطفولة .. فهذا شارع لعبنا فيه مع أترابنا
وهذا الحي تسامرنا فيه مع أصدقائنا
وهذا المكان التقينا فيه مع الأحبة ..
وكل مدينة عبر التاريخ تركت في شاعر أثراً جعله ينظم القصائد والدواوين يتغنى بالمكان الذي جمعه بمحبوبته
وشعراء العصر الجاهلي أبدعوا أيما ابداع حين كانت مطالع قصائدهم في معظمها وقوفاً على أطلال الحبيبة
أو دوراً درستها الأزمان ..

أشكرك أخي سليمان مقالتك رائعة وهادئة



تحية ... ناريمان

قديم 12-02-2010, 09:36 PM
المشاركة 9
سليمان المهدي
كـاتـب
  • غير موجود
افتراضي
الاستاذ سليمان

الشاعر يملك أدواته التي تجعله يرى ما لا يرى غيره من الناس فيرسم بقلمه نبضات القلب ورؤى العين

والاماكن تحفر داخلنا بنصل والذكريات تجعلنا نتلمس الحنين إليها مهما اغتربنا

مقالك رائع بما يحتويه من اسلوب جميل للعرض و إثراء في المحتوى

لك كل الاحترام والتقدير
غاليتي
الروعة في ذوقك الفذ وقريحتك المتقدة
أرجو أن استمتعت بما قرأت
وأن أكون عن حسن ظنك بصغير تلاميذك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: هوى كل نفس حيث كان حبيبها
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مكسيم غوركي - حبيبها - قصة قصيرة ترجمة د, زياد الحكيم د. زياد الحكيم منبر الآداب العالمية. 5 08-24-2020 05:40 PM

الساعة الآن 07:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.