احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4740
 
محمد معمري
مُحـب للحكمـة

محمد معمري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
97

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Dec 2008

الاقامة

رقم العضوية
6100
10-26-2010, 11:28 AM
المشاركة 1
10-26-2010, 11:28 AM
المشاركة 1
افتراضي الحل القويم لكتابة القصة القصيرة جدا الجزء 3/4
الحل القويم لكتابة القصة القصيرة جدا


الجزء 3/4

12- البنية
لا يمكن لأي نص أن يكون من جنس القصة إلا إذا احتوى على العناصر الأساسية للقصة؛ فإن كانت القصة القصيرة قد حافظت على المتن القصصي فالقصة القصيرة جدا يجب كذلك أن تحتفظ على جوهر القص الذي هو الحكي المتمثل في التوتر، العقدة، الحل؛ ويستغني الكاتب عن المقدمة لأن في فن القص هناك من يدخل مباشرة في فضاء الأحداث.. وإذا سقطت إحدى عناصر القص الأساسية من الحكي فلا يمكن أن نسمي النص قصة مهما كان الأمر.. وقد سميت هذا الجنس الخالي من العناصر الأساسية للحكي، والبعيد عن الخاطرة "إكسير القصة"...
وبما أن هذا النوع يفرض مساحة صغيرة فعلى الكاتب أن يكون بارعا في التكثيف، والإيجاز، والاختزال، والحذف، والإضمار، والرمزية، والترقيم..
وقد كُتبتْ قصص قصيرة جدا لم تتجاوز الستة أسطر بعناصر القص الأساسية وكانت في مستوى عال جدا...

ويختلف كل كاتب عن الآخر في طريقة السرد باختلاف البصمات؛ وما السرد إلا طريقة يروي بها الكاتب حكياته بتحويله أحداثها إلى نسيج سردي يُكوّن بنية النص...

13- السرد
إن السرد هو العمود الفقري للقصة؛ وهو طريقة عرض القصة وأحداثها باتباع أسلوب "المنولوج"، و"المنولوج" هو ذلك التفكير والتصور الباطني الذي يترجمه الكاتب إلى نص أدبي مكتوب... وإذا فقد النص الحبكة السردية فحتما لا نسميه قصة...

وقد يختلط الأمر على المبتدئ إذ يُسوّي بين النبرة، والأسلوب السردي؛ وما يجعله لايفرق بينهما هو كما سبق الذكر أن أساليب السرد تتعدد بتعدد البصمات، والنبرة هي تلك الصورة التي تطغى على النص الساخر، أو النص الشاعري... فكل ما يطغى على النص هو نبرة وليس بأسلوب سردي؛ وتسمى كل نبرة باسمها، أي نبرة السخرية، نبرة اللغة الشاعرية...

ونجد النقاد يقسمون السرد إلى السرد الموضوعي وهو الذي تكون فيه الشخصيات هي من تنقل أحداث القصة للقارئ.. والسرد الشخصي وهو الذي تكون فيه شخصية واحدة تروي أحداث القصة...

14- الشخصية
لكل شخصية سلوكيات وميزات وقيم ومبادئ وإعاقات وثقافة ومهارات وهوية وجاه ومنصب وذكريات وتاريخ... وكل شخصية هناك من هو أقوى منها في خط متزايد، كما لها من هو أدنى وأحقر منها في خط تنازلي...
ولازال سائر الكتاب لا يضعون شخصيات قصصهم ورواياتهم كما يجب أن تكون تلك الشخصية على أرض الواقع! لماذا؟ لأن الكاتب قد يختار شخصية وهمية وهنا يقع في خطأ كبير حيث لا يصف تلك الشخصية كما لو أنها حقيقية؛ وقد يختار لقصته شخصية حقيقية إنما يخطأ في وصفها الباطني لأنه لم يعاشرها من جهة، ثم من جهة أخرى لا نجد في علم النفس ما هو متفق عليه علميا؛ ولكن هناك ما هو متعارف اجتماعيا...

وهناك أنماط كثيرة أشهرها الشخصية السوية التي تستطيع أن تخلق توازنا مع نفسها والبيئة التي تعيش فيها، وتقابلها الشخصية المضطربة التي تتميز بالعناد ولا تستطيع أن تتكيف مع محيطها... والشخصية الانبساطية التي تستطيع أن تتعايش مع جميع شرائح المجتمعات بسهولة ويسر... الشخصية الهستيرية وهي شخصية شبه كوميدية حيث تجيد لعب الأدوار، تميل إلى حب ملذات الحياة، وتبالغ في كل شيء؛ وتقابلها الشخصية الهستيرية المضطربة... كما أن هناك الشخصية الوسواسية وهي الشخصية المبالغة في كل أعمالها وتصرفاتها.. وكذلك الشخصية القهرية وهي الشخصية المترددة والمتشككة في كل ما يجري حولها وحتى في نفسها.. والشخصية الانفعالية الذي يبدو في أغلب الأحيان متوثرا، وقد يكون متقلب المزاج، ويغضب بسرعة... والشخصية الزاهدة التي لا تغريها الدنيا ولا تتصف بالطمع...

وإن كنا لا نستطيع تحديد الأنماط فالمطلوب من الكاتب عندما يختار شخصية لقصته يجب أن يصفها بما تتميز ويجعل الأحداث طبقا لنمط الشخصية؛ إذ لا يعقل أن تكون شخصية انبساطية ويصف لنا الكاتب سلوكياتها بالهستيرية على سبيل المثال...

15- المقابلة
المقابلة هي التعبير الذي يقابل على الترتيب التعابير، أو المعاني المتوافقة؛ وقد نستعمل "الطباق"، وقد تكون المعاني متكافئة، حينها التعبير أو المعاني التي تضاد، أو تكافئ هي المقابلة؛ مثل قوله تعالى: {فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا}، فالضحك ضد البكاء، والقليل ضد الكثير، فجاءت هنا المقابلة اثنين باثنين في جملة جد قصيرة.
وتنقسم المقابلة في القصة إلى ثلاثة أقسام وهي: 1- منظمة، 2- غير منظمة، 3- شبه منظمة. والمنظمة هي التي تأتي على الترتيب وواضحة بالأضداد، وغير منظمة تأتي على غير ترتيب وتكون واضحة بالأضداد، والشبه منظمة تكون فيها المعنى هي ضد المعنى المقابل وليس المفردات أو الأفعال...
والغير، والشبه منظمة يتفنن الكاتب في صناعتهما من أجل جمالية التعبير والبناء والسرد، وكذلك لحث القارئ على البحث والتدقيق في التعابير...
وللمقابلة أنواع كثيرة منها المقابلة من أجل معرفة، من أجل تحقيق، مقابلة الشخصيات، مقابلة تقاليد وأعراف المجتمعات.. مقابلة الظواهر، مقابلة الأوهام بالحقائق، مقابلة الوالدين بالأبناء، مقابلة الديانات مع التعليم...

16- المقاربة
وهي لغة تعني تقريب المعنى للحقيقة بدليل قاطع...
المقاربة هي طريقة لمعالجة وضع فكري بين مسألتين متضاربتين تجعل القارئ يقترب من الحقيقة في عرض سردي يحددها مفهوم ما بعد البنيوية للمعنى، والتأويل...
فعلى سبيل المثال إن كانت المقاربة لشخصية وسيرته يجب الإشارة إلى المصادر المعروفة واستشهاد بدليل قاطع...
ومثال آخر عن المقاربة؛ هناك قوانين تنظم حياة وعلاقات المواطنين، وهناك أعراف وتقاليد وعادات لدى المجتمعات، وهناك أخلاق ومبادئ وسلوكيات لكل فرد؛ هنا نستطيع أن نتناول الموضوع بثنائية، أو ثلاثية لمجتمع واحد، كما يمكن أن نتناول كل حالة على حدة ونقاربها مع حالة مماثلة لمجتمع آخر.. في هذه الحالة تقتضي المقاربة تساؤلات حول القواعد التي تنظم الحياة.. وفي القصة القصيرة جدا نترك هذه التساؤلات للقارئ...

17- المفارقة
المفارقة هي تصوير لتناقض ظاهري؛ والحقيقة أن المفارقة هي الخاتمة المحيرة التي تبدو في الوهلة الأولى غير مقبولة..
والمفارقات تظهر في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..، إلا أنها تناقض بشكل أو آخر الحقيقة...
والمفارقة هي أسلوب بلاغي يُخفي المعنى الحقيقي في تضاد، أو سخرية مع المعنى الظاهري، أي أنها تقوم بشكل أساسي على التضاد بين المفاهيم الظاهرية والمعاني الباطنية. وهي عمل فكري يخلق ذبذبات التوتر في القصة مما يجعلها تضحك بمأساتها، وقد تبكي بسخريتها...
وتعتبر المفارقة جوهرة في بنية القصة القصيرة جدا لأنها تعكس وظيفة القصة النهائية حيث نصل إلى صورة النص الحقيقية عن طريق اللذة والدهشة..
والمفارقة ليست تنميقا ولعبا بالمصطلحات.. بل هي رؤية جوهرية يجسدها الكاتب لغة بأسلوب المفارقة عن طريق التفاعل مع الأحداث...
وتنقسم المفارقة إلى ثلاثة أقسام:
1- المفارقة اللفظية
وهي التي يكون فيها المعنى واضحا لا يشوبه الغموض، كما يجب أن يتميز بالدلالات المؤثرة، ويكون المعنى الظاهري والباطني في مواجهة مباشرة.

2- المفارقة التركيبية
تعتمد هذه المفارقة على الانزياح الدلالي باستعمال الفنتازيا الساخرة في الحوار، أو السخرية، والاستفهام البلاغي، والتعجب الحمال لنفيه، والاستعارة التنافرية، والمبالغة المعكوسة...

3- مفارقة الحدث
إذا كان في المفارقة اللفظية المعنى الظاهري والباطني في مواجهة مباشرة فإن مفارقة الحدث تخفي طرفي المفارقة داخل بنية القصة؛ مما يجعل القارئ يلتجأ إلى التأويل أو الاستنباط عن طريق دراسة وتحليل القصة، أو ربطها بالتناص...


وتنقسم مفارقة الحدث إلى ثلاثة أقسام:
1- مفارقة الحدث
وهي أسلوب يعتمده الكاتب لإيهام القارئ بعدم وجود حدث تبنى عليه القصة.

2- مفارقة الشخصية
وهي أسلوب يعتمده الكاتب لإيهام القارئ بعدم وجود شخصية يُبنى عليها الحدث.

3- مفارقة الزمكان
وهي أسلوب يعتمده الكاتب لإيهام القارئ بعدم وجود زمكنة تدور فيهما الأحداث.


هذه المفارقات الثلاث يعتمدها الكاتب بأسلوب المراوغة من أجل التعدد الدلالي، والتناص، وتوظيف انشراخات علائقية بين الشخصية والزمكنة عن طريق التضاد المتميز بالسخرية.

18- الإيماء
الإيماء هو حركات يقوم بها الإنسان أثناء حديثه مع الناس، أو حواره، أو خطبته، أو استقباله للناس، أو أثناء جلوسه...
وينقسم الإيماء إلى أربعة أقسام:
1- الإيماء الواضح
وهو الإيماء المفهوم بسهولة ويُسر، حيث إذا أشار الإنسان برأسه من الأعلى إلى الأسفل مع ابتسامة فإن الإيماء يدل عن الرضا والقبول؛ وإذا أشار برأسه يمينا وشمالا مع عبوس فإن الإيماء يدل عن عدم الرضا وعدم القبول...

2- الإيماء الغير واضح
وهو الإيماء الذي لا نستطيع فهم صاحبه، ومثال ذلك عندما نسأل شخصا عن إبداء رأيه فيرفع كتفيه مع انعراج في شفتيه؛ فلا نحن نفهم أن رأيه من رأينا، ولا أن رأيه رأي آخر، ولا أنه حتى راضي على استفساره...

3- إيماء الاحتمالين
وهو الإيماء الذي يحتمل وجهين؛ ومثال ذلك إذا كان شخصان يتحاوران وبدأ أحدهما يلامس طرف أنفه؛ يعني الإيماء هنا إما الذي يلامس أنفه كاذبا، أو الآخر هو الكاذب..

4- إيماء الترائي
وهو الحركات التي يقوم بها بعض الأشخاص عند جلوسهم، أو أثناء حديثهم، أو طريقة لباسهم وتحليق رؤوسهم وطريقة مشطه، ومشيهم... وهذه الحركات تدل عن الكبرياء، العجرفة، الكراهية، الحب، القوة، السلطة، الغنى، التقليد...
والإيماء ليس علما أو دراسة بل هو ظواهر عند الناس.. والغريب في الأمر أن كثيرا من الحركات عامة عند كل البشر! فمثلا عند شعور الإنسان بالتوتر الجسدي نجد الذكر يقضم أظافره، والأنثى تداعب شعرها، كما عند البعض نراهم يهزون أحد ساقيهما...
من هذه الزاوية فالقاص يحتاج إلى البحث عن الإيماءات والتعمق فيها وإدراجها بأسلوب يثير به انتباه المتلقي...

يتبع
بقلم: محمد معمري


قديم 10-26-2010, 11:47 AM
المشاركة 2
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
... أخي / محمد

... جُهدٌ رائع ما قُمت به حول القصة قصيرة جداً ...

وبِما أنني أكتب أحياناً في هذا اللون الأدبي ، فقد اشتركتُ في مسابقة لهذا النوع من القصة ...

وسأعرضها عليك في الوقت المناسب ، لإبداء أي ملاحظات حولها ...

... متمنياً لك الخير

سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 11-10-2010, 07:26 PM
المشاركة 3
محمد معمري
مُحـب للحكمـة
  • غير موجود
افتراضي
... أخي / محمد

... جُهدٌ رائع ما قُمت به حول القصة قصيرة جداً ...

وبِما أنني أكتب أحياناً في هذا اللون الأدبي ، فقد اشتركتُ في مسابقة لهذا النوع من القصة ...

وسأعرضها عليك في الوقت المناسب ، لإبداء أي ملاحظات حولها ...

... متمنياً لك الخير
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم عمر مسلط أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك ومشاعرك الطيبة وتعليقك القيم...
أنا في انتظار موضوعك بصدر أرحب.
مودتي وتقديري

قديم 11-15-2010, 10:23 PM
المشاركة 4
احمد ماضي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
لازلت اجد نفسي تلميذا مهذبا

امام هذه الثروة الادبية الهائلة

استاذي معمري

لك محبتي حيث انت




لا سواكِ يكبلني بالحُب


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الحل القويم لكتابة القصة القصيرة جدا الجزء 3/4
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما القصة القصيرة ؟ مصطفى الطاهري منبر القصص والروايات والمسرح . 2 12-25-2014 10:19 PM
أبو القصة القصيرة عبدالله باسودان منبر الآداب العالمية. 4 11-18-2011 12:46 AM
الحل القويم لكتابة القصة القصيرة جدا // الجزء 2/4 محمد معمري منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 12-03-2010 10:47 AM
الحل القويم لكتابة القصة القصيرة جدا // الجزء 4/4 محمد معمري منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 11-15-2010 10:25 PM
الحل القويم لكتابة القصة القصيرة جدا // الجزء 1/4 محمد معمري منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . 4 10-24-2010 04:55 PM

الساعة الآن 03:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.