احصائيات

الردود
8

المشاهدات
5352
 
نزار ب. الزين
عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب

نزار ب. الزين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
189

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
May 2007

الاقامة

رقم العضوية
3374
10-11-2010, 02:16 AM
المشاركة 1
10-11-2010, 02:16 AM
المشاركة 1
افتراضي فرحة ما تمت - ق ق - نزار ب. الزين
فرحة ما تمت



قصة قصيرة


نزار ب الزين*
*****

اعتاد فادي على ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميا في حديقة الحي المجاورة لبيته ، و بخلاف الفائدة التي كان يشعر بها ، فقد كان يستمتع بمصافحة كل شجرة أو شجيرة و عناق كل زهرة أو فراشة ؛ و اكثر ما كان يطربه ، زقزقزة العصافير الدورية و أبي الحناء ، و هديل الحمام و اليمام ، أما الشحارير فكانت المطربة الرئيسية في جوقة الأطيار ، فكان يقلد صفيرها باتقان حتى لتخاله يخاطبها و تخاطبه ، أما العصفور الطنان فكان يوقفه مشدوها ، هذا المعجزة الذي يزيد قليلا عن حجم فراشة و الذي لا يمكن لعين مجردة أن تتابع حركة جناحيه السريعين ، ما أن يشاهد زهرة حتى يتوقف في الفضاء ليمتص رحيقها ، و كأنه امتلك القدرة على مقاومة الجاذبية الأرضية ، فيتوقف فادي عن السير حتى يمضي الطائر مختفيا عن الأنظار بسرعة البرق.
أما اليوم فقد اختلف قليلا عن الأيام المعتادة ، إذ مر بقربه بائع (الآيس كريم) فسال لعابه ، قاوم الفكرة في البداية ، فهو يتريض ليحرق السكر المخزون في جسمه ، فإذا تناول إصبع الآيس كريم فسيضيع جهده الرياضي لهذا اليوم سدى ...
و لكن....
نفسه الأمارة بالسوء غلبت إرادته ، فاشترى إصبع الآيس كريم بالشوكولاته التي يعبدها ، ثم تابع رياضته و هو يلتهم حبيبته على مهل ، و أذ اقترب من نهايتها ، أصبح لزاما عليه أن يلقي بالعود و الغلاف في سلة القمامة ، فإلقاؤها على الأرض سيكلفه غرامة ثمانين دولار .
تلفت حوله باحثا عن سلة قمامة ، إنها هناك في الزاوية ، و لكن ثمت مجموعة من الشبان تكأكؤوا معا و انخرطوا في جدال ، بدأت أصواتهم تعلو كلما اقترب منهم :
" و ما يهمني من جدلهم أو خلافهم أو حتى شجارهم ؟ سألقي مابيدي من بقايا في سلة القمامة و أمضي في سبيلي . " همس لنفسه .
إلا أنه ذهل تماما عندما لمحه أحدهم ، فنبه رفاقه ، و بلمح البصر انفرط عقدهم ، و تركوا العنان لأرجلهم تسابق الرياح .
تجمد في مكانه : " ترى ما الذي أخافهم ؟ " ؛ تساءل في سره ، ثم تلفت حوله ، ثم تساءل ثانية : " ترى هل أخافهم أحد ؟" و لما لم يجد أحدا ، ابتسم ، و همس إلى ذاته : " إذا أنا المرعب الذي أخافهم ، أنا كامل الأوصاف ، اللي يخوف و ما يخاف " عبارة سمعها من بطل إحدى المسرحيات الفكاهية الخليجية لطالما أضحكته .
اقترب الآن من سلة القمامة ، القى ما بيده فيها ، و فجأة ...... لفتت نظره حقيبتان من نوع حقائب رجال الأعمال مسجيتان فوق بساط النجيل الأخضر.
تردد طويلا قبل أن يتجرأ ؛ و لكنه تجرأ ، و بيد مرتعشة أمسك الحقيبة الأولى ، رفعها ، احس بوزنها الثقيل ، أعادها ، و قد ازدادت مخاوفه ، جثا على ركبتيه ، قرب أذنه منها ، و متأثرا بمسلسلات ( شيرلوك هومز و جيمس بوند ) أصغى جيدا ، و لما لم يسمع شيئا ، زفر بارتياح ، و أسر إلى نفسه : " بالتأكيد ليست قنبلة " .
تجرأ الآن ، فتح الحقيبة ، و بسهولة فغرت فاها ، ليرى ، و يا لهول ما رأى ، أكياسا من اللدائن مرصوصة و مليئة بالمسحوق الأبيض .
ارتعشت كل فرائصه و اضطربت كل عضلة من عضلات جسده ، القاها أرضا و أراد الهرب ، إلا أن الفضول الشديد جذبه بقوة نحو الحقيبة الثانية .
تمالك أعصابه و أفرغ ما في الحقيبة في سلة القمامة ثم ألقاها خلف سياج من شجيرات ( البسكوسيا ) ؛ ثم عاد إلى الحقيبة الثانية . تلفت حوله من جديد ليتأكد من خلو المكان ، ثم اقترب من الحقيبة ، ففتحها على مهل .
و صعقته المفاجأة عندما شاهد جوفها مكدسا بالأوراق الخضراء من فئة المائة دولار ..
" غنينا و ما درينا " صاح في سره بينما أخذ قلبه يقرع دفوف الفرح ، اما دماغه فبدأت تدور به كدوامة بحرية في عاصفة هوجاء ، حتى كادت تفقده رشده ..
استغرقت وقفته فترة لم يدرك مداها قبل أن يتماسك و يجمع شتات نفسه و روابط جأشه ؛ و كلص محترف ، تلفت حوله قربا و بعدا ، ثم حمل الحقيبة و مضى مسرعا إلى بيته .

*****

بادرته زوجته بالسؤال : " ماذا تحمل يا فادي ؟ " أغلق الباب وراءه ، و رفع الحقيبة إلى أعلى و أخذ يرقص و هو يغني : " يا سعدنا يا هنانا غنينا و السعد جانا "
تتقدم نحوه زوجته محاولة اختطاف الحقيبة فينقلها إلى يده الأخرى ، و هو لا زال يرقص و يغني ، حتى أنهكه التعب ، فتهالك على أول وثير .
-ما الحكاية يا فادي ؟ لقد شوقتني حتى الثمالة و شغلت بالي و وترت أعصابي !
= فقط نصف مليون دولار هبطت علينا من السماء !!!!!.
تمالك أعصابك يا هدى ....انظري....
و فتتح الحقيبة ...
فما أن رأتها المسكينة حتى جحظت عيناها ،
ثم ازرورقت شفتاها ،
ثم شحب وجهها ،
ثم تخاذلت ركبتاها ،
ثم وقعت على الأرض مغشيا عليها ..

*****

عندما صحت و هدأت حكى لها قصة الحقيبة و كيف عثر عليها ، إلا أنها – على عكس ما توقع – أصابها خوف شديد حتى الذعر ، و كادت يغمى عليها من جديد .
قالت له جادة و هي لا تزال ترتعش من هامة رأسها حتى أخمص قدمها :
-أولا إنها نقود حرام ، ثانيا قد تكون مسروقة من بنك ، و ستوقعنا في مشاكل نحن في غنى عنها ، ثالثا سيكون مصيرك السجن و مصيرنا التشرد لو شاهدك أحد و أبلغ الشرطة ؛ تخلص منها يا فادي في الحال ...
كانت روان و منير قد عادا لتوهما من مدرستهما الثانوية ، و سرعانما علما بامر الثروة الهابطة على الأسرة من السماء ..
قال منير : " في السنة القادمة سأبغ السادسة عشر ، أريد أن أتعلم القيادة ، و أريد أن تشتري لي سيارة ( بورش ) "
قالت روان : " أريد دزينة من بناطيل الجينز ، و دزينتين من القمصان من مختلف الطرز الحديثة و من جميع الألوان ، و دزينة من الأحذية تناسبها ، و أريد طقما من الحلي الفضية آخر موديل ..لا بل طقمان .. بل ثلاثة أطقم !..."
قالت أمهما : " لن يفرح أحد بهذه النقود ، فالحقيبة بما فيها ، سيسلمها والدكما منذ صباح الغد إلى الشرطة .."
و احتدم النقاش ، لم يتمكن أي منهم من تناول طعام الغذاء أو حتى العشاء ، لم يتمكن أي منهم من النوم ؛ و الجدل لا يزال يدور ، فيحتدم حينا و يهدأ حينا ، و الأصوات تعلو لفترة حتى لتخالهم يتشاجرون ، ثم تخفت لتحسبهم يتصالحون . أما الشابان فكانا في صف والدهما ، و أما أمهما فكانت لوحدها في جبهة المعارضة الشديدة ...
و بينما بدا أنهم - كالحكومات العربية - لن يصلوا إلى أي اتفاق ، ومضت في راس فادي شعلة إلهام ، أقنعت زوجته و هلل لها ولداه : " أحمل صباح الغد إلى البنك مبلغا بسيطا لا يلفت نظر أحد ، و ليكن عشرة آلاف دولار ، فأدخله في حسابي ، و بعد فترة تفتحين باسمك حسابا في بنك آخر تدخلين فيه مبلغا آخر ، و هكذا ...و ليستغرق الأمر سنة كاملة ، فهذا لا يهم ، المهم أننا أصبحنا من الأثرياء ! " .

*****

حمل الحقيبة و فيها عشرة آلاف دولار ، و توجه فورا إلى البنك ..
وقف في الطابور و هو في غاية التوتر ..
و أخذ يقترب رويدا رويدا من كوى الموظفات ..
ثم جاء دوره ..
نادته إحداهن سائلة : " بماذا يمكنني أن أخدمك ؟ " فأجابها : " أريد إدخال مبلغ عشرة آلاف دولار في حسابي ، لو سمحت . " ثم ناولها استمارة إدخال النقود بعد أن ملأها وفق الأصول ، ثم ناولها المبلغ .
انتقت إحدى الورقات النقدية ثم مررتها فوق ضوء بنفسجي ..
تريثت قليلا ، قبل أن تستأذنه لبرهة ..
" لعلها ذهبت إلى بيت الراحة ؟؟! " أسر في نفسه .
و عندما طالت غيبتها ...
التفت حوله فلمح اثنين من رجال الأمن الخصوصيين ، يسر أحدهما في أذن أحد الزبائن أمرا ، فيترك الزبون الطابور و ينصرف خارجا ..
ثم تنبه إلى أن الصرافين في جميع الكوات قد اختفوا الواحد إثر الآخر ..
و أنه لم يبقَ في الميدان غيره ..واقفا كالأبله ..
فبدأت تنتابه الشكوك و الوساوس ..
و فجأة ...
اقتحم رجال الشرطة البوابة الرئيسية للبنك ..
" ارفع يديك عاليا و إلا أطلقنا عليك النار !!!.."
تساءل مصعوقا : " أنا ؟!!!!"
" نعم أنت .."
" الآن ..انبطح أرضا و ضع يديك خلف ظهرك .."
ثم ...
انقض عليه شرطيان فقيدا يديه ثم قدميه ..
ثم.....
حملاه و قد بلل سرواله !..

*****

و في مكتب المحقق فقط ، يعلم فادي أن النقود التي عثر عليها ، مزيفة !
----------------------
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com


قديم 10-11-2010, 10:08 PM
المشاركة 2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي

إن كانت الأشجار الخضراء جعلته يستمتع بزقزقة العصافير فإن الأوراق الخضراء رمت به إلى مكتب المحقق ..

وإن كانت حلاوة الآيس كريم قد هدته إلى الكنز الطارىء فإن الشوكولاطة التي تغلفه قد رمت به في ظلمات السجن

وبين هذا وذاك تتسارع الأحداث لتجعل الحلقات متماسكة وتجعلنا نلهث للبحث عن الحلقة المفقودة والأهم في القصة

خاتمة الطمع المشروع الذي يقبع بعيدا في ركن مظلم من النفس متربصا , منتظرا الفرصة ليطفو ويخرج من قمقم

النهي والأمر..

لقد رفع الستار على مشهد هادىء رتيب يجعلنا نعتقد أن فادي رجل قد غلّف حياته بالنظام , فهو قد اعتاد ممارسة

الرياضة , وأوجد لحياته نظاما غذائيا صارما يحميه من متقلبات الصحة المفاجئة ...

هذا النوع من الناس, صعب أن تؤثر فيه مجريات الأمور أو متقلباتها ..

لكن يبقى الطمع - تلك الشهوة الكامنة فينا - غول يحث الخطى خلفنا ..

وقد سقط " فادي " من أول إغراء ..

كان ينافق ؟..

ربما .

فما كان ذاك البهرج الذي غلّف به حياته إلا درءا لوقوعه في الأسوإ ..

ووقوعه في الخطإ سيجره حتما إلى المزيد من الأخطاء..

وكانت بداية النهاية بسقوطه في فخ الآيس كريم عدوّ صحته , والتي يسعى للحفاظ عليها بممارسة الرياضة ..

ومن هانت عليه حياته لا يرفض الانجراف خلف الخطإ..

حلقات من الخطإ سعى فادي لتحطيمها على مساحات عمره وشواطىء عائلته الهادئة ..

حلقات حاول نزار ب الزين أن يعيد جمعها بعد أن نفخ فيها من روحه لتصلنا كأجمل ما تكون ..

وجمالها يكمن في إقحامنا في مجريات الأمور لنكون شهودا على فادي وهو يخفي حقيبة الدولارات بين طيات ثيابه

بعد أن طوقها بنبضات قلبه المتسارعة وحطم أجراس الضمير بأمانيه التي تفرعت أغصانها ..

فادي الذي نسي كمية السكر التي ربما يكون إصبع الآيس كريم قد رفّعها.. لقد أحرق الكنز حذره ونظامه وعقله ..

وكيف يحتمل العقل هذه الصعقة المفاجئة ؟

لقد تخدرت الحواس واستيقظ مارد الطمع يفتح أمامه أبواب الأحلام الموصدة , ويدخله مملكة الثراء..

وقد حاول فعلا أن يدخل هذه المملكة.. لكن أنّى له ذلك ومارد الطمع لم يستطع أن يئد خوف الزوجة من المجهول ..

حاول .. ومرات حاول ..

فانبثق الصراع الأزلي بين الشر والخير .. بين الطمع والقناعة .. بين التهور والعقل .. بين شهوة النفس وحكمة

الضمير ..

صراع لم تكن فيه الغلبة لأحدهما .. ناما ليتواصل الصراع من الغد .. وإلى الأبد ..

حاول فادي أن يبرم صلحا مع نفسه ومع زوجته ..

وليته لم يفعل ..

لقد كانت الهاوية التي ارتمى فيها حين أقنع نفسه أنه قادر على دخول مملكة الغنى من باب غسل الأموال وهو لا

يدري أنه يغسل مبادئه ليتخلص من آخر نبضة ضمير فيه ..

وسقط المسكين فريسة الطمع ..

سقط في هوة السجن ..

والله أعلم أين ستحمله تلك الهوة ...

كاتبنا المبدع : نزار ب الزين

أمتعتني حد الثمالة .. أحسست فعلا أني أقرأ قصة ..

لذلك لا تلم قلمي الذي سال حبره بين جنبات إبداعك ..

أتمنى ألا يكون قد شوّه هذه الرائعة بثرثرته ..

هكذا قرأت قصتك وأتمنى أن أكون قد وفقت في بعضها ..

ولتبق كما أنت رائع دوما ..


قديم 10-11-2010, 10:26 PM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأديب الكريم نزار بهاء الدين الزين المحترم

ما أنسب العنوان للأحداث . .
هذا أولاً . .
أما القصة . .
فقد عشنا مع بطلها حلم الحدائق والعصافير والجمال . .
في البداية . .
ثم تحول شعورنا تدريجياً إلى الترقب . .
ثم حصل ما كنا لا نتمناه . .
لقد وقع صاحبنا في الخطأ . .
وتمكن منه الطمع . .
فلقي جزاء ما عمل . .

الأديب الصديق . .
بوركت وبورك قلمك . .
تقبل مني كامل المنى . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 10-13-2010, 06:40 AM
المشاركة 4
نزار ب. الزين
عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب
  • غير موجود
افتراضي

إن كانت الأشجار الخضراء جعلته يستمتع بزقزقة العصافير فإن الأوراق الخضراء رمت به إلى مكتب المحقق ..
وإن كانت حلاوة الآيس كريم قد هدته إلى الكنز الطارىء فإن الشوكولاطة التي تغلفه قد رمت به في ظلمات السجن
وبين هذا وذاك تتسارع الأحداث لتجعل الحلقات متماسكة وتجعلنا نلهث للبحث عن الحلقة المفقودة والأهم في القصة
خاتمة الطمع المشروع الذي يقبع بعيدا في ركن مظلم من النفس متربصا , منتظرا الفرصة ليطفو ويخرج من قمقم
النهي والأمر..
لقد رفع الستار على مشهد هادىء رتيب يجعلنا نعتقد أن فادي رجل قد غلّف حياته بالنظام , فهو قد اعتاد ممارسة
الرياضة , وأوجد لحياته نظاما غذائيا صارما يحميه من متقلبات الصحة المفاجئة ...
هذا النوع من الناس, صعب أن تؤثر فيه مجريات الأمور أو متقلباتها ..
لكن يبقى الطمع - تلك الشهوة الكامنة فينا - غول يحث الخطى خلفنا ..
وقد سقط " فادي " من أول إغراء ..
كان ينافق ؟..
ربما .
فما كان ذاك البهرج الذي غلّف به حياته إلا درءا لوقوعه في الأسوإ ..
ووقوعه في الخطإ سيجره حتما إلى المزيد من الأخطاء..
وكانت بداية النهاية بسقوطه في فخ الآيس كريم عدوّ صحته , والتي يسعى للحفاظ عليها بممارسة الرياضة ..
ومن هانت عليه حياته لا يرفض الانجراف خلف الخطإ..
حلقات من الخطإ سعى فادي لتحطيمها على مساحات عمره وشواطىء عائلته الهادئة ..
حلقات حاول نزار ب الزين أن يعيد جمعها بعد أن نفخ فيها من روحه لتصلنا كأجمل ما تكون ..
وجمالها يكمن في إقحامنا في مجريات الأمور لنكون شهودا على فادي وهو يخفي حقيبة الدولارات بين طيات ثيابه
بعد أن طوقها بنبضات قلبه المتسارعة وحطم أجراس الضمير بأمانيه التي تفرعت أغصانها ..
فادي الذي نسي كمية السكر التي ربما يكون إصبع الآيس كريم قد رفّعها.. لقد أحرق الكنز حذره ونظامه وعقله ..
وكيف يحتمل العقل هذه الصعقة المفاجئة ؟
لقد تخدرت الحواس واستيقظ مارد الطمع يفتح أمامه أبواب الأحلام الموصدة , ويدخله مملكة الثراء..
وقد حاول فعلا أن يدخل هذه المملكة.. لكن أنّى له ذلك ومارد الطمع لم يستطع أن يئد خوف الزوجة من المجهول ..
حاول .. ومرات حاول ..
فانبثق الصراع الأزلي بين الشر والخير .. بين الطمع والقناعة .. بين التهور والعقل .. بين شهوة النفس وحكمة
الضمير ..
صراع لم تكن فيه الغلبة لأحدهما .. ناما ليتواصل الصراع من الغد .. وإلى الأبد ..
حاول فادي أن يبرم صلحا مع نفسه ومع زوجته ..
وليته لم يفعل ..
لقد كانت الهاوية التي ارتمى فيها حين أقنع نفسه أنه قادر على دخول مملكة الغنى من باب غسل الأموال وهو لا
يدري أنه يغسل مبادئه ليتخلص من آخر نبضة ضمير فيه ..
وسقط المسكين فريسة الطمع ..
سقط في هوة السجن ..
والله أعلم أين ستحمله تلك الهوة ...
كاتبنا المبدع : نزار ب الزين
أمتعتني حد الثمالة .. أحسست فعلا أني أقرأ قصة ..
لذلك لا تلم قلمي الذي سال حبره بين جنبات إبداعك ..
أتمنى ألا يكون قد شوّه هذه الرائعة بثرثرته ..
هكذا قرأت قصتك وأتمنى أن أكون قد وفقت في بعضها ..
ولتبق كما أنت رائع دوما ..
******
اخي الرائع طارق الأحمدي
قدمت هنا ، تحليلا قيِّما للغاية
أضاء جميع جوانب النص مما رفع من قيمته و أثراه
هذا إضافة لما صاحبه من بحث شامل للعوامل النفسية التي تأثر بها فادي و التي تتناول أيضا الإنسانية بشكل عام فأجدت و أبدعت
***
أما ثناؤك أخي الكريم فهو إكليل غار زيِّن نصي و توَّج هامتي
فالشكر الجزيل لك و الإعتزاز العميق بك
نزار

قديم 10-13-2010, 06:55 AM
المشاركة 5
نزار ب. الزين
عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب
  • غير موجود
افتراضي

الأديب الكريم نزار بهاء الدين الزين المحترم

ما أنسب العنوان للأحداث . .
هذا أولاً . .
أما القصة . .
فقد عشنا مع بطلها حلم الحدائق والعصافير والجمال . .
في البداية . .
ثم تحول شعورنا تدريجياً إلى الترقب . .
ثم حصل ما كنا لا نتمناه . .
لقد وقع صاحبنا في الخطأ . .
وتمكن منه الطمع . .
فلقي جزاء ما عمل . .

الأديب الصديق . .
بوركت وبورك قلمك . .
تقبل مني كامل المنى . .
دام يومك بهيجاً . .

** أحمد فؤاد صوفي **
*****
اخي المكرم أحمد فؤاد
ما أسعدني بزيارتك و تعقيبك الوافي

الذي غاص عميقا في مرامي النص

مما رفع من قيمته

أما إطراؤك النيِّر فقد غمرني بدفئه

فلك الشكر و الود ، بلا حد

نزار

قديم 10-13-2010, 09:19 AM
المشاركة 6
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
صباح الورد
أعتقد أن فادي لم يكن يحمل في داخله أية قيم عليا
فهو لا يرمي القمامة في الأرض خوفا من الغرامة و ليس لشعور أصيل في ذاته و قد ألقى في سلة القمامة حقيبة المخدرات خوفا منها و لو امتلك الشعور بالمسؤولية لما القاها هنا لأي عابر ربما قد يتأذى منها بينما احتفظ لنفسه بالنقود و لم يكن لديه أي نوزاع نحو أن يسلم النقود أبدا فيما تولت زوجته دور الملاك الخيّر لكنه لم يفكر لحظة بالإصغاء لها
بكل اختصار يستحق أن يقوده طمعه و التزامه الزائف بالقانون الى هنا
أ. نزار الزين
سرد متميز و مشوق و عبرة رائعة
همسة : الشوكولاته التي يعبدها ... لعلها كانت مبالغ فيها ؟
تحيتي لك

قديم 10-13-2010, 10:24 PM
المشاركة 7
سهى العلي
أديبة وقاصة لبنانية
  • غير موجود
افتراضي
أستاذنا الراقي نزار


شاب مليء بالتناقضات
فالنفس أمارة بالسوء



وهذا ما جعل الحدث أكثر واقعية



أعجبني أسلوب الانتقال
البداية صغيرة والنهاية مصيبة كبيرة

جميلة..
استمتعتُ بقراءتها

دمتَ بكل خير



مِلءُ السَنابِلِ تَنْحَني بتواضُعٍ والفارِغاتُ رؤوسُهنّ شوامِخُ

كُنْ في الحَياة كَشارِب القَهْوة.. يسْتَمتِعُ بها رُغْم سَوادِها ومَرارَتِها


.

قديم 10-25-2010, 05:30 AM
المشاركة 8
نزار ب. الزين
عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب
  • غير موجود
افتراضي
صباح الورد


أعتقد أن فادي لم يكن يحمل في داخله أية قيم عليا
فهو لا يرمي القمامة في الأرض خوفا من الغرامة و ليس لشعور أصيل في ذاته و قد ألقى في سلة القمامة حقيبة المخدرات خوفا منها و لو امتلك الشعور بالمسؤولية لما القاها هنا لأي عابر ربما قد يتأذى منها بينما احتفظ لنفسه بالنقود و لم يكن لديه أي نوزاع نحو أن يسلم النقود أبدا فيما تولت زوجته دور الملاك الخيّر لكنه لم يفكر لحظة بالإصغاء لها
بكل اختصار يستحق أن يقوده طمعه و التزامه الزائف بالقانون الى هنا
أ. نزار الزين
سرد متميز و مشوق و عبرة رائعة
همسة : الشوكولاته التي يعبدها ... لعلها كانت مبالغ فيها ؟

تحيتي لك
*****
اختي الفاضلة ريم

لا شك أن المال يعمي بصائر الكثيرين


و لكن بقليل من التفكير لأدرك أن المال مشبوه


و خاصة عندما اقترن بحقيبة المخدرات


***


ممتن أختي الكريمة لمشاركتك القيِّمة


و ثنائك الدافئ


مع خالص المودة و التقدير


نزار

قديم 10-25-2010, 05:39 AM
المشاركة 9
نزار ب. الزين
عضو الجمعية الدولية للمترجمين العرب
  • غير موجود
افتراضي
أستاذنا الراقي نزار

شاب مليء بالتناقضات

فالنفس أمارة بالسوء

هذا ما جعل الحدث أكثر واقعية
****
اختي الفاضلة سهى
أسعدني إعجابك بالقصة و تعقيبك التفاعلي عليها
عميق مودتي لك
نزار


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: فرحة ما تمت - ق ق - نزار ب. الزين
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المتشردة - نزار ب. الزين نزار ب. الزين منبر القصص والروايات والمسرح . 4 09-05-2012 04:23 PM
قسم - ق ق ج - نزار ب. الزين نزار ب. الزين منبر القصص والروايات والمسرح . 6 05-26-2012 08:23 PM
قسم - ق ق ج - نزار ب. الزين نزار ب. الزين منبر القصص والروايات والمسرح . 0 05-21-2012 12:24 AM
إذا وقع القدر - قصة نزار ب. الزين نزار ب. الزين منبر القصص والروايات والمسرح . 0 03-02-2012 01:09 AM
إنه ولدي - نزار ب. الزين نزار ب. الزين منبر القصص والروايات والمسرح . 2 05-03-2011 03:24 AM

الساعة الآن 11:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.