احصائيات

الردود
0

المشاهدات
2872
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
10-07-2010, 12:16 AM
المشاركة 1
10-07-2010, 12:16 AM
المشاركة 1
افتراضي الشاعر التركي متين قندقجي
الشاعر متين فندقجي

ترجمة د. عبد القادر عبداللي



ولد الشاعر متين فندقجي في مدينة ماردين عام 1961. وبعد أن أنهى تعليمه الأول والمتوسط في ماردين، هاجر مع أسرته إلى أنقرة. درس الثانوية هناك، عمل موظفاً في البداية، ثم مترجماً في شركة تجارية، ثم خرج إلى التقاعد. وهو يكتب الشعر ويترجم، ومقيم في إسطنبول.
بدأ كتابة الشعر في عام 1980. وبالتوازي مع هذا بدأ بترجمة الشعر العربي، لتقديمه للقارئ التركي. ونشر أشعاره وترجماته الشعرية في كثير من المجلات الأدبية الكبرى. أكثر الشعراء العرب الذين اهتم بهم: أدونيس، نزار قباني، نازك الملائكة.
لديه خمس مجموعات شعرية هي: «أخبار- 1992»، «قلبي تحت الماء ـ 1996» «مسافة القرنفل- 2001»، «منسي- 2004»، «سترة من صحراء ـ 2006»..
ترجم عدداً من المجموعات الشعرية من العربية إلى التركية، منها: «أدونيس» ـ أشعار مختارة (ثلاث مجموعات)، «محمود درويش» (ثلاث مجموعات شعرية)، «نزار قباني».
كما ترجم أعمالاً لكل من غادة السمان، وحنان عواد، وعائشة بصري، وأعد كتاباً بعنوان: «مختارات من الشعر العربي»..

* * *


بدرية

تُدمى يا تين من حيث أكسر غصنك، ما علاقتك
بالطريق النازل إلى الأنهار عندما أنزل بيننا.

بالأمس القريب وجدت أزهار الغطاء الذاوية
جلستِ وسترتك زرقاء، ومنامتك زرقاء، وجدارك أزرق.

وجهك يصرخ نحو البعيد، فيرتعد الماء لو سمع
مع تقدم شغل الدانتيل بيدك يسقط إلى العتبة.

في يوم ينقص من عشق في «سيلوبي» على هذه الديوانة
وكيفما نظرت إلى هذه الصورة، تبدو أنك في يوم عطلة.

نتذكر البعيد من طعم الماء في فمينا
كلما اجتمعت أنا وأنت.



التوت الأسود

ضاق وقته كثيراً.
معتقلٌ قديم كالقمر
في بيت سيُهجر
تساقط على عيون الطيور،
توت أسود، زجاجة مياه غازية مكسورة، مسمار صدئ
انغرز في القدم،
الذكريات التي تنادينا الآن
تشقق جدارها كثيراً.
نجوم قصصتها من ورق لامع
سقط ضجيجها من جيبه إلى اليوم.
ضاق وقته كثيراً،
العشق الذي نسينا رائحته
لتلك الأيام التي تعلقنا بها
الملتصقة أسرارها على بشرتنا حتى لو لم نجدها.
في الوقت الذي ضاق الآن،
نمزق جسدنا، ونصلح عيون الطيور،
بالأصابع التي تمزقها الحجارة
غسلت جثة أبي العارية اليوم فقط
وبقيت على غصنك «حكايات لا تُنسى»...

حريق أخشاب بابل
«هذا الوضع ينتشر مثل قطرة الدم ويغطينا» غابرييل غارسيا ماركيز
أمامي ميناء الفرات المرتحل،
وفي هذا الخليج الصغير الذي ذهب إليه البرابرة
ألقي مرساتي.

التف دجلة «بشاله الأحمر»
وفي رقبته عقد من أحجار ميناء الزمان
بقيت من لعبة نهب.
أفتح وجهي على حريق خشب ساحة الفردوس
أجساد كهرمان تتدفق من تحت الجسر
عودك مكسور، وصوته الحزين
يترك جسدي لليلة «ورقة».

أقطع خان مرجان، أور، أوروك
تغط قدماي بالدم
يمضي التاريخ في مهد بابل الصغير
الليل فراش من حبل غليظ.
يا ما بين السماء والأرض.
يا من أنت قفل ومفتاح في آن
يا حبيبة تعلن الحداد من آلاف السنين
الشمس تشرق على حجرك، وتغيب منه
على حجرك يكتمل قوس رسمه خروف وعنكبوت
على حجرك ينتظر الزيتون و ظل حملك الطويل شمسهما.

طوفان من جهة،
وسجدة من جهة
تفسخ لحم الزمان
وقميصك مبتل بالدم.

تيلمون، لاغيش، غيرصو
أشعر بموت آخر في حضني، وحلم قديم.
أشعر بموت آخر في حضني إلا حلماً
أشعر بدم آخر في فراشي، ويتفسخ ماء
أشعر بمرآة أخرى على وجهها قناع ماء فضة
أشعر بك مرة أخرى، ويُقذف القمر إلى الليل
* * *
مرة أخرى،
لا تسأل عن هذه الأيام الدموية وليس من العشق.
لا تسأل عن هذه الحضارة المزالة وليس من الظلام.
لا تسأل عن هذه الباحة المقصوفة، وليس من السرعة.
لا تسأل عن جذور التين والزقوم هذه، وليست من الماء.
لا تسأل عن هذه الجغرافية التي تزرع فيها الطلقات.
لا تسأل عن هذا الموت الذي يطوف من الشمال إلى الجنوب.
التاريخ المختبئ في شق عميق
الواصل بالنواح والصياح
وكل ما دونت ملاحظته للغد، لا تسأل عنه.
لا تسأل عن الأجساد «الذائبة في أكفان الحروف»
لا تسأل عن الجسد الذي لا تجده لتدفنه
من بغداد إلى بابل

لا تسأل عن «الأنبياء الذين ولدوا مع الموت»
وعن الماء الذي أغسل فيه يدي ورجلي،
وأتطهر به.
من بغداد إلى بابل
عرفنا الرمل الذي سيخرج من حليب الأم وعين الطفل
عرفنا فراش الفلوجة ليلة نمنا

لا تسأل
من بغداد إلى بابل
عرفنا الرؤوس المحمولة على رؤوس الرماح
مما تبقى من الأزمنة الغابرة
والدم الممزوج بالنفط
ومن الحسين إلى غرفتنا
ومن قابيل إلى مائدتنا.
وعرفنا مرة أخرى
الإرث المنهوب
وأراضي الطواف
وبرودة التاريخ في المشرحة
من بابل حتى يومنا، فلا تسأل.
طوفان من جهة،
وسجدة من جهة
تفسخ لحم الزمان
وقميصك مبتل بالدم.
* * *
إشارات منصوبة في أجساد الأطفال المقتولين
هذا لك،
وذاك لك.
أكسر أختاماً شمعية
ولا أستطيع الوصول إليك.
من بابل إلى يومنا
جرى حليب المرضعة الأحمر الذي ترضعه للزمن
لا أستطيع إيجاد المعراج الأسود في عينيها
لا أستطيع الوصول إليك.
وفي أعماق المعراج الأسود في عينيك
أهجئ الرمل ووجه العقرب.
خوفي يتبع رائحة التوابل
وبمعراج الخشب المحترق ألتف بالرمل والجراح
وفي معراج امرأتي تذوب الأختام الشمعية، فلا تسأل!

ها هو ذا باب الباحة المنهوبة
وهذه هي بشرتك التي تفوح برائحة القهوة يا حبيبتي.

من بابل إلى يومنا
جئتك بعادة بقيت عندي من قديم
ها هو ذا
جرح آلاف الآبار التي تؤلم قلبي هنا.
ها هو ذا
جسد بغداد المثقب
بإذن الله
من الشرق إلى الغرب
ومن الشمال إلى الجنوب.
أنا قادم من الفراش الذي تضاجع فيه الشمس الرمل.
ومن الطريق الذي فتحته الوحشية بالنار
يفوح برائحة القهوة والتوابل والميرمية.
من معراج عشقي الضائع في حضني
قادم منك وإليك.■

نشرت في مجلة الاداب العالمية الصادرة عن وزارة الثقافة السورية 2007



مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الشاعر التركي متين قندقجي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المعنى الشامل لحقيقة العصا واليد البيضاء بلسان عربي مبين​ فجر الاعلون منبر الحوارات الثقافية العامة 0 08-22-2019 02:13 PM
كيف سيؤثر الربيع التركي على الربيع العربي؟؟؟؟؟؟ ايوب صابر منبر الحوارات الثقافية العامة 6 08-19-2016 12:30 AM
آه الشاعر في منفاه. علاء الأديب منبر الشعر العمودي 17 04-29-2015 08:39 PM
الشاعر لحسن ملواني منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 4 09-03-2012 11:42 PM

الساعة الآن 06:35 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.