احصائيات

الردود
4

المشاهدات
4235
 
فارس كمال محمد
من آل منابر ثقافية

فارس كمال محمد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
65

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Apr 2014

الاقامة

رقم العضوية
12850
10-14-2014, 08:36 PM
المشاركة 1
10-14-2014, 08:36 PM
المشاركة 1
افتراضي نقل وانشاء .. اتباع وابداع - بقلم فارس كمال محمد
نقل وانشاء .. اتباع وابداع
فارس كمال محمد


"من الذين عرفوا انفسهم فاعربوا عن رغبتهم بتولي منصب عالٍ في الحكم ، ذاك الذي وصفه احد المارين عليه في بلدته ( دون ان يعرفه ) فقال انه رأى رجلا قبيحا ، ذا وجه كئيب كوجه كلب ضال ، فقد كان قبيحا حقا ، له شفاه كشفاه الثور، وفم واسع كسعة البحر ، انه (( كونفوشيوس )) ذاك الرجل العظيم والمربي الكبير الذي اخفى روحه السامية وعقله الكبير وحكمته البالغة خلف قناع الجسد .. وكانّه يلقننا درساً بان لا يوهمنا المظهر يوما فنوقر السافل الدنيء الجبان ، ونهين ابيَّ النفس ، كريم الأصل عالي الاخلاق ...
لقد اعلن على الملأ يوماً ، ان لو أولاه الامراء منصبا لقدم للناس والبلد من الأعمال الجليلة ما يرقى بهم الى مستوى متقدم وبلغ بهم الكمال في فترة لا تتجاوز النيّف من السنين .. وقد تحقق له الحلم ، وأُسند اليه منصب كبير قضاة احدى المدن ، فاصدق وعده واثبت للعالم جدارته لدرجة ان شاع في وقته الشرف والامانة بين الناس حتى بلغ الحال ان لو سقط من احدهم شيء بقي في مكانه حتى يعاد اليه .. وأصبح الوفاء والإخلاص شيمة الرجال .
(( يذكرنا هذا بحال اسلافنا المسلمين أيام الخليفة عمر بن الخطاب والخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما فقد نام الاول تحت ظل شجرة في العراء دون حارس ولا مانع من وصول احد اليه ، اما الثاني فلشدة ورعه وعدله وللأثر الحسن على رعيته قالوا ان الذئب كان يرعى الغنم في أيامه – رضي الله عنهما ))
وترك للصين تراثا ، وفكرا، ومدرسة للأخلاق ، تتناقلها الاسلاف جيلا بعد جيل، ولم ينضب ماء النبع بل فار وساح وتشعب في مساربه حتى غطى عموم الصين اجمع ، واضحت الكنفوشية الدين الرسمي للدولة ، وبقيت أفكاره على حيويتها وقوة نشاطها الفي عام من بعده .
ورغم كل هذه الهمة العالية والنفس الابيّة المتشوّفة الى ذرى المجد ، فقد كان متواضعا في عظمته ، ولم يدّع ان الذي جاء به أمر مستحدث وفكر مبتدع واخلاق صيغت من جديد بل هو النقل عن الاولين والاباطرة المعظمين ..
كان ينصح تلاميذه بالوضوح في الطرح والتفكير ، والصراحة في الإجابة عّما يوجه اليهم من سؤال ، فان كان يعلم فليتمسك بقوله انه عالم ، اما ان جهل فليقر بذلك دون خجل .
وصف نفسه بانه ناقل وليس بمنشئ ، وكل الذي عمله لا يعدو نقل ما تعلمه من الغير اليهم ..
والسؤال الذي يعنينا من كل هذا .. الم يكن كونفوشيوس مبدعا في الفكر الذي تركه من بعده .. ؟
وهل الصحيح انه لم يقم الا بجمع كل التراث الخلقي للأسلاف وان الكتاب الذي جُمعت فيه أقواله ونصائحه لم يخرج عن الدعوة الى الالتزام بقوانين الاخلاق التي سادت والالتزام بقيمها .. ؟
لو كان الذي صاغه نقلا عن ما هو سائد قبله ، لخرج عمله صورة مطابقة للمنقول ، ولسادت الافكار القديمة بأسماء حامليها .. وليس من مبرر لأن تعيش المدرسة المسماة باسمه ( المدرسة الكونفوشية ) آلاف السنين ، وتندثر أسماء أصحابها الاولين ..
ان ما تميز به هذا الرجل هو حبه الشديد للتفرد ولا فرق عنده إن تبوّء مكانة اجتماعية بين الناس وعرفوه او ظل نكرةً بينهم دون ان يلتفتوا اليه ، بل الأهم هو ان يكون جديرا باحترام الناس له وخليقا بان يعرف بينهم .
فما أروع هذا الخُلق وما احوجنا اليه ، ونرى ان في شيوعه بيننا إشاعة للمحبة والتسامح ، ولكُبح جماحُ العدوانية بيننا ولصار التنافس شريفا عندنا ، ولصار الكل اصيلا في سلوكه وتفكيره ، متفردا بشخصيته .
وكان حريصا على ان يعلم تلاميذه الّا يهاجموا غيرهم من المفكرين ويهدروا اوقاتهم بنقض أفكارهم .. ولعمري ان هذا ما يفتقده البعض من أصحاب القلم ، من الادباء والمفكرين الاعلام ، ومن كتاب المقالات في منتديات الانترنيت ، وان كنا نرى ان في شيوعه بين بعض الاعلام ، حدة في الطبع وتعصب في التفكير واعتزاز بما عندهم من فكر، منهم على سبيل المثال ( العقاد ) و ( د . عبد الرحمن بدوي ) .. اما كتاب المقالات في المنتديات ، فلأحاسيس العجز عن الملاحقة والتنافس نصيب كبير يأتي بعده دافع الانتقاص من مخالفي مبادئهم وانتماءاتهم . ونحمد الله ان كتاب منتدانا ، كبار على جميع الصُعد في الفكر والمنزلة والدور الذي يمثلونه ، ولهم إحساس بالواجب الإنساني المطلوب في رعاية المستوى الفكري المطروح .
وكان يحرص كل الحرص على ان يُعمل الطالب لديه عقله ويتجاوب مع أمور الفكر ومستجداته بذهن متفتح وعقل متفرد وشخصية لها كيان مستقل .. وتلك من مقومات الابداع وصفات المبتكرين .

المقالة خاطرة ثانية في سلسلة صغيرة من الخواطر التي يجمعها العنوان ( المقالة بين الاستنساخ والابداع ) دعاني الى الاخذ بهذا الاسلوب صعوبة جمع مادة المقالة في عرض واحد بالرغم من ان الفكرة العامة حاضرة واقتباسات الموضوع متوفرة ، ولايماني بنصيحة الفيلسوف ( هنري برجسون ) لاحد تلاميذ الفلسفة ، حينما طلب منه الاخر النصح في معالجة مشكلته اذ جمع مادة كبيرة جدا من المعلومات المتعلقة بالموضوع الذي يريد الكتابة عنه ورغم ذلك فهو عاجز عن الكتابة وعن البداية فيه ، فكان جواب برجسون بلزوم دوام المطالعة واعمال العقل فيها حتى تاتي اللحظة التي يرى فيها ان كل الافكار تدور حول محور او مركز يضفي عليها الوحدة والتجانس . امنت بالنصحية وان انا على بينة بالفرق فلست فيلسوفا ولا طالب فلسفة بل دائر حول اروقتها ولم استطع الدخول .
للحديث بقية ارجو ان يوفقني الله تعالى في تناول موضوع الابداع واقوال فلاسفتنا فيه


قديم 10-17-2014, 09:25 PM
المشاركة 2
خالد البلوشي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
أهلا بالاستاذ الكريم : فارس كمال محمد

استوقفني كثيرا في ما تفضلت به المحور المتعلق بتعليم التلاميذ بعدم الهجوم على المفكرين المناقضين للأفكار لأنها مضيعة للوقت و الحقيقة أن هذا الجانب متعلق بشكل مباشر بمسألة الرقي الذي لا ينفصل مطلقاً عن الإحترام .. لذا من أراد أن تُحترم صنيعته فليحترم صنيعة من حوله .. و الصنيعة نقصد بها كل عمل خير غير مذموم دينيا أو أخلاقيا .. و يجب أن نعلم أن مسألة الهجوم اللا مبرر قد يصل للاحتقار الذي تكون له دوافع أخرى كالإنتقام من شخص ما بسبب الغيرة مما قد وصل إليه ..

إذن .. الإحترام و الإحتقار يحضران في شتى المجالات و على من أراد الرقي بنفسه و بمحيطه أن يعمل بمبدأ الاحترام لا سواه ..

لك الود و الورد سيدي الكريم ..


الأَفكارُ مُعْفَاةٌ مِنَ الضّرِيبَة.

" كامدن "

*
twitter : @k4rak

قديم 10-18-2014, 10:09 AM
المشاركة 3
فارس كمال محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
سلمت وسلم قلمك استاذنا خالد البلوشي .. اسعدتمونا وشرفتمونا بمروركم الكريم

قديم 10-18-2014, 11:50 AM
المشاركة 4
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مرحباً استاذ فارس

جميل ما تفعل هنا .
لو كنت مكانك لقمت على وضع مبرر الكتابة للمقال الوارد في نهاية المقال في المقدمة ثم ركزت في حديثي في متن المقال حول كونفوشيوس وأفكاره ثم أضع في الخلاصة أفكاري وملاحظاتي مثل الحديث عن سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه . طبعا هذه هي الطريقة التقليدية في صناعة المقال لكن ربما ما تقوم به يكون فيه شيء من الإبداع .

يقال ان الادب تقليد للحياة وتقليد للتقليد فلا احد يأتي بأفكاره من الفراغ لكن اصحاب الفلسفات والمدارس الفكرية الوضعية لا بد انهم يقومون على صهر ما تحصلوا عليه من معارف وافكار وجاؤوا بشيء جديد اصيل وغير مسبوق .
ولا بد ان كونفوشيوس واحد من العباقرة الذين وان اعتمد على افكار من سبقه كان قادرا على بلورتها بقالب جديد وأضاف لها من عبقريته أبعادا جعلتها مدرسة فكرية متميزة .


*

قديم 10-19-2014, 02:12 PM
المشاركة 5
فارس كمال محمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
شكرا لك استاذي الكريم .. وما بينتموه في مداخلتكم كان ثمينا ، لما لك من خبرة واسعة واطلاع شامل على فنون الكتابة والادب
ارجوان تغفر لي نهجي الذي سرت عليه .. فانا احس بصدق ان منابر منتدانا قد نصبت ليحس الذي اعتلاها بحريته في التعبير، وثقة بان من يستمع اليه اشخاص قد ارتقوا سلالم الابداع الى منتهاها ، وبلغوا من سمو النفس مراحل تغري لأن يقول الخطيب ما يريد قوله حتى ولو ان قواعد الادب والمقالة لم تعتمد .
انها منابر حرة حقا
.

واتماما لمقال كونفوشيوس كتبت هذه الاسطر على ان اعود الى ذكر بعض الذي قيل عن الابداع في الفكر والفلسفة وتقبل استاذي الكريم فائق الشكر والاحترام

(( عندما مر الحديث على ذكر (( كونفوشيوس )) لم يكن المعني به هو احياء ذكرى هذا الفيلسوف الحكيم والمربي العظيم والدعوة الى الاهتداء بتعاليمه وتثبيت القيم الروحية التي شاعت في مدرسته ، فلدينا من القيم الروحية والأخلاق السامية والنظرة المتكاملة ما يغنينا عن الحاجة الى نصيحة اي مربي وحكيم وفيلسوف مها كان الفكر الذي جاء به مستخلصا من دراسة واسعة وفهم عميق للنفس الإنسانية والفكر الجمعي بشكل عام (( ولا ينفي الحقيقة هذه ما يشيع بين الكثير من أبناء امتنا اليوم من تدنٍ خلقي وتخلف فكري وانهيار للمنظومة الأخلاقية المسؤولة عن تماسك مكونات المجتمع واحاسيسهم بالانتماء وحرصهم على تطويره ، فللانهيار أسباب خارجية ولا تعد في أي حال تصدعاً في البناء وقصوراً عن فهم النفس الانسانية او التوائم والتكيف مع الواقع المتطور للمجتمع .. ويكفي لتصديق هذه الحقيقة الاعداد الكبيرة من عامة أبناء الغرب و مفكريهم وهي تعلن انتسابها الى دين الإسلام وقيامهم بالدفاع عنه والدعوة اليه وهم يشاهدون بأم الاعين الوحل لذي غطى أجساد المسلمين ورؤوسهم ، والتدهور المهين الذي اعتراهم ، والواقع المقرف الذي اصبحوا فيه ، فقد امعنوا النظر وادركوا ان الدين سالم والأخلاق مكتملة .. وعرفوا اين يقع مكمن الخطأ . )) .
والمعني إذن هو اثارة السؤال عن الخيط الذي يرتبط بكل من طرفي النقل والانشاء ، والاتباع والابداع ، والماضي والمستقبل ، والذكرى والاستشراف ..
وان الفكر الذي تركه كونفوشيوس للصين لم يكن نقلاً لأخلاق الذين سبقوه وتاريخهم وحسب ، فلو كان الامر على هذه الصورة لم يتخلّد اسم كونفوشيوس حتى يعبد، وتصبح تعليماته مدرسة يتناقل افكارها الصينيون ويعلمونها أولادهم طوال الفي عام حتى حلّ النظام الشيوعي الحديث ، وكان الاجدر ان تخلد أسماء أصحاب أفكاره الأصليين ويخلدون .
لقد كان كتاب التاريخ الذي خلفه ، خلطا من احداث حقيقية عاشتها الصين في اعظم مراحلها وخطب واقاصيص وضعها من نفسه .. فكان عمله ابداعاً تفرد به لا صورة مستنسخة ، وقصصاً تاريخية وشاها بزخرفه وفنه ، وعملاً فنيا يحمل بصمته .
والمعني بعد هذا ان الابداع ، عمل تجتمع فيه ابعاد عديدة ، الخبرة والتجربة ، الإشكال والحل ، المأساة والامل ، العالم والعقل و ... و ... و ...
ولو اجلنا النظر في العمليات الفكرية ( الواعية ) وآلياتها عند الانسان بشكل عام لادركنا ان ما قيل عن التأثيرات المتشابكة ( المؤثرة ) في صميم العملية الإبداعية هي نفسها حاضرة في ديمومة الوعي وانتقاله عبر ابعاد الماضي والحاضر والمستقبل .. ولو اجتزأنا الصورة التي تمر أمام اعيننا في هذه اللحظة من فلم سينمائي نشاهده واخضعناها الى التحليل ، لن نجد ابعاداً أخرى خارجة عنها ، لا ذكرى للحظة الماضية ولا إحساس أو توقع لما سيحدث لاحقا .. اما عند الانسان فالأمر مختلف تماما .. اذ أن الوعي في كل لحظات مروره ، يتّكئ على ماضٍ مرّ به ويتطلع الى مستقبل آتيه لاحقا ، انه في حالة دائمة من الارتكاز على الماضي والانعطاف نحو المستقبل ، بحسب تعبير ( برجسون ) .
ففي لحظة الوعي الحاضرة عند كل انسان ، يجتمع الماضي بالمستقبل ، والاشكالات المستعصية بالحلول اللازمة ، والآلام التي عاناها بالآمال التي يرتجيها .. انها (البراديغم النفسي ) اوالبِنية التي تشكل عقل الانسان وتحدد نهج تفكيره ، وتنتظم وفقها افكاره ..
ويتساوى في هذا كل واعٍ مفكر ، العادي والمتميز والفنان والعالم والمتبع والمبدع و المتخلف والعبقري ..
وما قيل عن لحظات الوعي ، يقال عن تلك الاوقات التي يُنشئ فيها المبدع موضوعه المتميز ، فهو في كل الأحوال ابن بيئة يعيش فيها ، وارض يمشي عليها ، وامة او جماعة ينتمى اليهم ويعيش بينهم .. وله طفولة قضاها، وتربية استوعب مراميها ، واخلاق تشربها كما تتشرب الأرض ماء المطر ، تداخلت وتشابكت في أعماق نفسه وتركيبة ضميره ..
)) وللكلام بقية ارجو ان يوفقني الله لاتمامها


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: نقل وانشاء .. اتباع وابداع - بقلم فارس كمال محمد
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من يصنع التاريخ - بقلم فارس كمال محمد فارس كمال محمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 7 09-18-2016 11:00 AM
الاستاذ ايوب صابر - بقلم فارس كمال فارس كمال محمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 11-08-2014 08:58 AM
اياكم والضرب على الرؤس - بقلم فارس كمال محمد فارس كمال محمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 11-02-2014 10:18 AM
بين الاتكاء على الماضي والانعطاف نحو المستقبل بقلم فارس كمال محمد فارس كمال محمد منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 10-22-2014 09:08 AM
(( تأوهات فارس )) بقلم \ أحمد جمال قدورة أحمد قدورة منبر شعر التفعيلة 8 06-01-2012 08:08 PM

الساعة الآن 07:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.