احصائيات

الردود
2

المشاهدات
4046
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
09-22-2010, 01:01 PM
المشاركة 1
09-22-2010, 01:01 PM
المشاركة 1
افتراضي تعلم كيف تنتفض .. وتعلم كيف تثور
رسالة الى من لا يدرك .. لعله يدرك


ما رأيك ..

لو صحبتنى للحظات بسيطة الى رحلة داخل نفسك نتأمل سويا ..
ولن تضيرك تلك الدقائق التى ستضيع ..
فكم ضيعنا ـ نحن العرب ـ أياما وشهورا

أخبرنى ..
من أنت .. ؟!

مواطن عربي من ضمن عشرات الملايين عبر أرجاء الوطن العربي المتفق لغة ومنهاجا وعقيدة .. المتفرق شعبا وحكما ..
ترسخ تحت حكم ملك أو أمير أو رئيس .. لا فارق
فالمسميات مختلفة لنظام واحد .. والأوطان مختزلة فى شخص واحد
شخص واحد .. لكنه بالتأكيد ليس أنت ..

والسؤال .. أيها العالم .. ما الذى صنعته بعلمك .. ؟!
وأنت أيها المثقف ما الذى غيرته بثقافتك ؟!
وأنت أيها المقاتل فى جيش لا يتحرك ..وفى انتظار معركة لن تأتى ..!!
ما الذى فعلته بتدريبك ؟!
وأنت أيها الشرطى .. ما الذى فعلته بما تعلمته .. هل حميت النظام والقانون ؟أم رقصت مع الراقصين على أنغام القانون .. ؟!
وتأمل حياتك وأخبرنى ..
كم مرة وجهت فيها سلاحك حماية للجالس على السلطة .. وكم مرة وجهته لحماية المستضعفين .
قارن ولا تخبرنى .. فقط أخبر نفسك ..

منذ أكثر من نصف قرن من الزمان .. ونحن نتغنى والعالم من حولنا يتحرك ..
حتى ألفنا مكاننا فى ذيل كل ركب .
واليأس هو الشيئ الوحيد الذى يوحد بين أهل العروبة ..
الخنوع هو الشيئ الوحيد الذى جمع بينهم ..

ربما جال بخاطرك .. أن تسألنى بدورك ..
وماذا فعلت أنت أيها الناصح ..؟!
وهذا حقك بالطبع .. بيد أنك أخطأت الاتجاه .. أتعرف لماذا .. لأننى على الأقل تكلمت ..
فربما أسمعت كلماتى فردا ما فأيقظت حميته لحريته فانتفض ..
وما أسهل على حملة الأقلام من أن يؤدوا رسالتهم كحملة العلم وحملة السلاح .
فقط لو بدأت بنفسك ..
والأمر بالغ البساطة لو تعلمون ..
الحرية حق مكفول بالرعاية الالهية للانسان منذ ولادته .. فلم تتخلى عنها ..
ولن أثقل عليك بذكر أمجاد القرون الماضية .. فقط ..
تأمل أجدادنا فى القرن الماضي أثناء قيام العزيمة بحثا عن الحرية .. كانوا وهم راسخون تحت أنياب الاستعمار .. أشد شعورا بالحرية منا ألف مرة
لأن المقهور اذا تحرك دفاعا عن نفسه فما هو بذليل بل مجاهد
أما من هم مثلي ومثلك , الراكعون الساجدون المسبحون بحمد السلاطين ..
فليسوا بمثقال ذرة منهم ..
ستقول وماذا نفعل .. وكيف نتحرر وكيف نواجه وكيف ننتفض ؟!!
وهذه أيادى البطش على أيدى المواطنين لا تريد فكاكا ..
سأقول لك ببساطة ..
دع عنك كل أفكار الثورات التى رأيناها فى الجيل الماضي البائس الذى ختم جهاد المجاهدين بأسوأ أنواع القهر مما لم يلاقوه من المحتل نفسه ..
فثورتهم تلك لم تكن لوطن .. ولم تكن لأجل حرية ..
بل لأجل منصب ..
وكما يقال .. اذا أردت أن تعرف الرجل .. فأعطه سلطة ..
فأعطيناها اياهم وعرفناهم لكننا صمتنا طيلة هذه السنوات ونحن نورث بأنكى ما كنا نورث أيام الاحتلال
دع عنك تلك الثورات ..

فالثورة الحقيقية .. أن تنتفض أنت بذاتك سعيا لحرية ذاتك ..

مقهور .. نعم ..
وما الضير فى ذلك ..؟
لكن الفارق ضخم يا صاحبي بين من يتقبل الظلم وهو راكع ومن يقيم ظهره فلا يحنيه الا مع اكراه
اجعل الحرية تتشرب الى داخل نفسك .. وآمن بها .. ودافع عن حقك بيدك ولسانك ..
لا تنتظر مناصرا أو زعيما .. ابدأ بنفسك ولو ظللت وحدك فى ميدان البائيسين ..
فلن يضيرك أن تكون الرجل الوحيد فى عالم من النساء ..
آمن بحريتك وحقك فى نيلها ثم تأمل حولك .. ان صادفت زعيما يقودك الى ثورة بيضاء فافعل
وان وجدت مناصرا فاتبعه ودعك من الثورات الحمراء التى عرفناها فى التاريخ كله فلم تنجب الا الحكم العسكري ورجالا ظنوا أنهم أصحاب فضل على الوطن بما فعلوه
نحن بحاجة الى ثورة بيضاء .. ثورة شعوب لا ثورة جيوش

وليست غريبة ..
حدثت ولا زالت تحدث .. ومهما طال اشتعالها فهى آتية بنتيجة ..
فعلها الانجليز فى القرن الثامن عشر وثار النبلاء على الملك واقتنصوا منه
" العهد الأعظم " أو " الماجنا كارتا "
والذى أنجب الديمقراطية البريطانية العريقة التى سمحت لبريطانيا المتهالكة فى الوقوف أمام هتلر وجيوشه وقوته الرهيبة
وواجهت حربه الديكتاتورية بالديمقراطية قبل أن تواجهه بالأسلحة ..
ففي قلب الحرب حكمت احدى المحاكم البريطانية بنقل مطار حربي من منطقة مأهولة بالسكان الى منطقة أخرى فامتثل رئيس الوزراء البريطانى " ونستون تشرشل " لحكم المحكمة وقال ..
" خير لبريطانيا أن تخسر الحرب على أن تعطل حكما للقضاء "
بهذه الروح تغلبت برطانيا


وفعلها المجاهدون فى أقطار الإسلام المحتلة , المجاهدون الحقيقيون لا أولئك أصحاب الإعلام ,
وانتفضوا وتعاونوا فيما بينهم ولم ينتظروا عونا أو معونة من أحد ,
وكان الله عز وجل حاميهم وناصرهم , ورغم افتقادهم للإعلام الذى يبرز بطولاتهم ,
إلا أن مأزق الإحتلال الأمريكى فى العراق وأفغانستان ومن قبله الإحتلال السوفيتى فى أفغانستان والشيشان , يخبر عن مضمون ما فعله هؤلاء الأبطال

فدعك من أفكار الثورات الحمقاء ولن أقول الحمراء .. تلك التى صدعوا بها رؤوسنا بزعامات الألسنة فلما جاء أوان الفعل .. كانت النكسة
وانظر وتأمل حولك ابحث عن زعيم بمقاييس الزعامة الحقيقية ..
فالثورة الحقيقية لأجل الحرية تتطلب أسبابا ثلاثة يجب أن تتوافر مجتمعه
شعب متجاوب .. وزعيم صادق .. وعقيدة تمد الثقة بين الشعوب وزعمائها
وكل من تقلد مقعد الزعامة فى الوطن العربي كان يفتقد الى الصدق مع نفسه فما بالك مع شعبه
فكان طبيعيا أن ننتهى الى ما انتهينا اليه
انظر حولك .. وبعد أن تتشرب نفسك أنفاس الحرية ..
تأمل حولك مرات ومرات .. بحثا عن قائد يقود حماسك الدفين ومع طول البحث لا تيأس لأنك حتما ستجده
ان لم يكن فيمن حولك فستجده فى نفسك ..
فما المانع أن تكون القائد
لكن قائد بمعنى القيادة .. لا بمعنى القواده
قائد ينظر للمسئولية لا الى التباهى والتوارث
ابدأ بنفسك وتأمل حولك كل أفلاك الظلم التى تدور بها لسنوات وسنوات وأنت راض ومرغم
وابحث عن حقك وحريتك وانتزعها انتزاعا فهى ورب العباد لا تمُنح بل تنتزع
فان أحسنت الظن بالله
وأحسنت الظن بنفسك ..
وبدأت أولى خطوات ثورتك .. وحررت نفسك ..
حاول أن تبث حميتك تلك لخمسة أفراد فقط من حولك
فقط خمسة أفراد ..
فان أقنعتهم ... فثق أنك أديت واجبك نحو وطنك ..
لأن كل واحد من الخمسة سيجلب خمسة ..
وتفور فى أعماق كل منهم كراهية الاستعباد .. وحب الحرية ..
واحرص تماما ..
ولا تنسي أن لا تقتل .. بل تقاتل .. والفارق كبير
دافع عن حريتك كما تدافع عن حياتك
لكن لا تعتدى ..
وأمامك ما شئت من وسائل التعبير .. وأنت بحاجة الى أبسط أدواتها لتشعل النار فى قلوب كل من حولك فالمصيبة جامعه يا صاحبي

فالأحمق وحده هو من يظن أنه بقتله الشرطى المواجه له .. قد اقتص لظلمه
لا بل العكس لقد ازداد ظلمه ..
فالشرطى البسيط الذى يوجه عصاه لمتظاهر هو أجدر بالشفقة من المتظاهر المضروب نفسه
لأنه مثلك .. مظلوم ومقهور
لكن الفارق بينك وبينه أنك حررت نفسك أولا ثم بحثت عن حرية مجتمعك
أما هو .. فلم يتحرر بعد من سجون نفسه
أو ليس جديرا بالشفقة ..

وأخيرا ..
أعد تأمل تلك الحروف مرة أخرى ..
ستجدها عامة خالية من التحديد .. أتعلم لماذا ..؟
لأن التفاصيل والتحديد فى أعماقك أنت وحدك
اترك الكلمات تسري حرة فى دمائك وسجد طريقها الى قلبك فتوقظه من سباته
والى عقلك فتوقظه من مواته
وأدرك نفسك قبل أن ترتكن الى شجرة نهاية العمر وتسند رأسك الى جذعها
وتقول " يا ليتنى قاتلت الفئة الباغية "

وعندئذ لن تفيدك الحسرة ولن تنجيك من مخالب الندم


قديم 09-22-2010, 02:21 PM
المشاركة 2
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
... أخي / محمد

... ما زلت المتميز حرفاً ولوناً ...

وما زلت تجتهد في أناقة كلماتك ...

فلا نملك إلا أن نقف احتراماً لجمالية عباراتك ...


... هلا تقبلت احترامي ؟

... اتمنى لك الخير ...

سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !
قديم 09-23-2010, 05:09 PM
المشاركة 3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
بارك الله فيك أخى الحبيب عمر
افقدناك طويلا
وشكرا جزيلا لتقديرك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: تعلم كيف تنتفض .. وتعلم كيف تثور
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وتعلم القلب. همام عبدالسيد منبر شعر التفعيلة 6 05-31-2014 02:59 PM
السعادة شوف عينك تنتفض مذبوحة!!! منال الشايع منبر الشعر الشعبي والمحاورات الشعرية. 5 03-21-2011 07:10 PM
تعلم كيف تعترض .. وتعلم كيف تعارض .. محمد جاد الزغبي منبر النصوص الفلسفية والمقالة الأدبية 2 09-01-2010 03:19 AM
تعلم كيف تحاور .. وتعلم كيف تناظر .. محمد جاد الزغبي منبر الحوارات الثقافية العامة 13 08-31-2010 03:33 AM

الساعة الآن 02:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.