احصائيات

الردود
5

المشاهدات
3747
 
عبدالله أحمد الباكري
من آل منابر ثقافية

عبدالله أحمد الباكري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
10

+التقييم
0.00

تاريخ التسجيل
Feb 2007

الاقامة

رقم العضوية
2939
09-17-2010, 11:47 PM
المشاركة 1
09-17-2010, 11:47 PM
المشاركة 1
افتراضي السكرتيرة
السكرتيرة


حضر الباشا إلى مكتبه الأنيق كعادته متأخراً ما يقارب الساعتين عن الدوام الرسمي لشركته ، وارتمى على كرسيه الفاخر وهو مثقل بالضجر والملل من سهرة الأمس ، ووجد على مكتبه ورقة عنوانها استقالة زادته كمداً وحسرة على ما هو عليه ، فقد استقالت سكرتيرته ميرفت من عملها وبررت الحجة أنها وزوجها قد وجدا عملاً في الخليج العربي وسيسافرا بعد أيام قلائل 0

لم تذيل الإستقالة بشيء من الإمتنان له ولا بالشكر على العمل معه ولكن ذلك لا يفرق معه ، فكل الإستقالات التي ترمى على مكتبه على هذه الشاكلة إن لم تكن متضمنة شيء من الشتيمة والسباب !!!

استدعى الباشا مسؤول الدعاية والإعلان في الشركة واسمه ( سامر ) وكان شاباً قصير القامة ، تلمح من جبهته بدايات الصلع ، وتتفرس من ملامحه سمات المكر والدهاء ، وعندما قابله قال له :
- سامر ، أريدك أن تنشر للشركة إعلاناً في جميع الجرائد تعرض فيه عن وظيفة شاغرة في السكرتارية وبراتب مغري 0
- حاضر يا سعادة الباشا 0
وفي صباح اليوم التالي نزل الإعلان في الصفحات الأولى للجرائد 0
وفي اليوم المحدد للمقابلات الشخصية بخصوص الوظيفة ، شرعت الصبايا الحسان يتوافدن من كل الأقاليم والمحافظات وكأنهن جراد منتشر ، ويدخلن على الباشا واحدة تلو الأخرى ، فالراتب ضخم جداً على هذه الوظيفة قد لا يحصل على مدير عام إحدى المصالح الحكومية !!!

وفجأة توقف الدور ولم يكتمل بالرغم من وجود عدد هائل من السكرتيرات اللواتي لم يحظين بمقابلة الباشا ، ولكن الباشا توقف فجأةً عند واحدة لعلها أخطأت في قراءة الإعلان !! وتوهمت أنه مسابقة في الجمال ، أما الباشا فلم يتصفح سيرتها الذاتية وشهاداتها بل اكتفى بتصفح جسدها عضواً عضواً ، فقد أبهرته بطولها السامق كما أنه انهبل من جسدها المشدود ، وانخبل من مشيتها المتراقصة نغماً على عينيه الشادقتين 0
- ما اسمك ؟
- اسمي ليلى 0
- عاشت الأسماء يا ست ليلى ، وهل ترغبين في العمل معنا ؟
- نعم ، وبكل سرور 0
- إذاً فاعتبري نفسك موظفة عندي من صباح يوم غد 0
- وستجدني عند حسن ظنك بي ،، مع السلامة 0
- مع السلامة 0

وفي صباح يوم الغد ، حضر الباشا باكراً إلى مكتبه على غير عادته ، وكان جذلاناً فرحاً تسري البهجة في شرايينه وروحه ، وقابله على السلم موظفه سامر والذي رافقه إلى مكتبه 0
- سعادة الباشا ، هل أطلب لك قهوتك ؟
- نعم ، ولكني أريدها اليوم سكر زيادة ، سكر زيادة 0
وأخذ يترنم بأغنية وردة الشهيرة ( يا حبيبي كنت وحشني ، من غير ما شوفك وتشفني ، والقدر الحلو جبني ، وجبك علشان تقابلني ) 0
- سامر ؟
- ادعيلي السكرتيرة الجديدة 0
- ولكنها لم تحضر حتى الآن يا سعادة الباشا 0
- لماذا ؟ ألم تخبروها بمواعيد دوامها 0
- بلى ، ولكنى تأخرت 0
- حسناً ، إذا حضرت فأدخلها علي ، أريدها ضروري 0
- حاضر يا سعادة الباشا 0
وعاد الباشا يترنم بأغنية وردة ، ويحتسي قدحه من القهوة ، ويعيد ويكرر في مقطعه الغنائي المفضل حتى أنهى القدح تماماً ، فضغط بإصبعه على زر النداء الآلي العام ، ونادى : سامر ، سامر 0
- نعم ، يا سعادة الباشا 0
- هلم إلى مكتبي فوراً0
- حاضر يا سعادة الباشا 0

وبعد برهة من الزمن ، حضر سامي إلى مكتب الباشا وقد انتابته موجة من القلق لأنه يعلم مثل هذه المواقف جيداً ويدرك مدى قلق الباشا 0
- سامر ، ألم تأت السكرتيرة الجديدة بعد ؟!!
- لا ، يا سعادة الباشا 0
- ألم تتصل عليها وتستفسر عن السبب ؟!!
- سأتصل الآن 0
- حسناً ، وأبلغني النتيجة 0
- حاضر يا سعادة الباشا 0

أخذ التوتر يشق طريقه إلى الباشا ، وبدأت نفسه تموج وتضطرب اضطراباً عنيفاً ، وفتح درج مكتبه وتناول قرصاً من دواء الضغط ( اتينيلول ) وتناول بعده كوباً من الماء الدافئ ، وبعدما يقارب الربع ساعة ، اتصل الباشا على سامر :
- سامر ، ألم تتصل على السكرتيرة الجديدة ؟!!
- بلى ، ولكنها اعتذرت – يا سيدي – عن العمل معنا في الشركة 0
- ماذا ؟ كيف تعتذر وقد قبلناها من بين العشرات !!
- ولكنها اعتذرت عن العمل 0
- ألم تخبرك عن السبب ؟!!
- بلى ، قالت إنها وجدت عملاً في الخليج 0
- الخليج!!! ما حكاية الخليج هذه الأيام ؟!!
- لا أدري يا سعادة الباشا 0
- حسناً ، إعطني رقم هاتفها ، وسأتصل عليها بنفسي 0
- حاضر ، خذ عندك 3287903

تناول الباشا هاتفه السيار من على المكتب ، وأخذ يضغط على الأرقام رقماً رقماً والدهشة تملأ نفسه :
- ليلى 0
- نعم 0
- أنا الباشا صاحب الشركة التي تعاقدت معك بالأمس 0
- أهلاً أهلاً ، يا سعادة الباشا 0
- أخبرني سامر أنك اعتذرت عن العمل معنا في الشركة 0
- نعم يا سعادة الباشا 0
- ولمه ؟!! ألم أعرض عليك راتباَ طائلاَ لا تحلمين به في أي مكان 0
- بلى ، ولكني وجدت عرضاً أفضل في الخليج 0
- الخليج ، الخليج ، أنت تعرفين متاعب الغربة !!
- سأستعد لها وأهيئ نفسي لمثل هذه الظروف 0
- أظنك صغيرة على مثل هذه البهذلة 0
- سعادة الباشا ، أرجوك أرجوك ، 000لن تجدي محاولاتك جدوىً معي0
- ولكن ، ولماذا ؟!! ألم نكن متفقين بالأمس 0
- بلى ، ولكن حصل الذي حصل 0
- وماذا حصل ؟
- أرجوك يا سعادة الباشا ، لا تحاول الضغط علي 0
فكر الباشا هنية من الوقت ، ثم قال لها :
- أرجوك يا ليلى ، أخبريني شيئاً واحداً فقط ، هل التقيتي بزوجتي عنايات ؟
ترددت ، ثم قالت :
- نعم يا سعادة الباشا 0
- إذن مع السلامة يا حلوتي ، وأتمنى لك حياة سعيدة 0


قديم 09-18-2010, 02:32 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الأديب الكريم عبد الله أحمد الباكري المحترم

ترحيب حار أقدمه لك من أسرة منابر الخير . .
أملاً أن تجد مايسرك ويفيدك . .

أما عن القصة . .
فهي عبارة عن مسلسل مصري متكامل . .
واقعي ولا يخلو من البسمة والسخرية . .
وجدت اللغة مناسبة وواثقة . .

أرجو تقبل تحيتي وودي
دمت بخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 09-18-2010, 02:54 PM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
أخي الكريم
سلام الله عليك .. وأهلاً بك في منابر

القصة كفكرة جميلة .. ولغتك قوية ومتينة والأسلوب مشوق
حتى النهاية كانت غريبة حيث رغبتني في معرفة ماذا قالت زوجته عنايات للسكرتيرة الجديدة
ويبدو أنها ليست المرة الأولى ولهذا أكثر من تفسي
تحية لقلمك ..

وملاحظاتي : أعتقد أنها طالت أكثر مما ينبغي

..... ناريمان

قديم 09-19-2010, 02:52 AM
المشاركة 4
عبدالله أحمد الباكري
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي شكر
شكراً للأساتذة - أحمد فؤاد صافي و ناريمان الشريف على النقد الطيب والملاحظات اللافتة ،، وفي الحقيقة أنني اكتب المقالة منذ زمن ،،، وهذه أولى تجاربي في القصة القصيرة ولذا سأحاول مرات ومرات في هذا الصرح النير ولعل الجميع يتلاقح ثقافياً وفكرياً وفنياً هنا حتى نرتقي بالقصة واللغة إلى أسمى ما نرنو الوصول إليه ،،، والله يرعاكم

تحياتي
عبدالله الباكري

قديم 09-19-2010, 10:37 PM
المشاركة 5
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كان السرد موفقا هنا و نجح في رسم المشهد في خيال القارىء
أما ما حملته القصة من معنى عميق يختبىء وراء القصة الظاهرة فهذا بيت القصيد
كان هناك شيئا غير منطوق عليه متفق عليه بين السكرتيرة الراحلة و مديرها و بين الزوجة المتربصة
لنا أن نتساءل هنا من الذي يدير دفة الحدث ؟ هل هو الباشا أم زوجته؟
أرى هذه الحالة تنسحب على جميع علاقات الرؤوساء بالمرؤوسين مع اختلاف المسميات لأن هناك فئة تعيش ما بينهما و تتولى إدارة الكثير من الأمور خفية
بكلام آخر يمكنني أن أقول أنني قرأت إسقاطا سياسيا بارعا
أ. عبد الله أحمد الباكري
سعدت أنني قرأت لك
تحيتي

قديم 09-20-2010, 12:44 AM
المشاركة 6
عبدالله أحمد الباكري
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذة : ريم بدر الدين
وأنا سعيد والله بهذا الإطراء الذي شجعني على كتابة المزيد من القصة ،،، والله أسال أن نكون موفقين دائماً نحو الإبداع الراقي 0


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.