احصائيات

الردود
13

المشاهدات
5873
 
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة

روان عبد الكريم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
238

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Aug 2009

الاقامة

رقم العضوية
7565
09-17-2010, 03:02 PM
المشاركة 1
09-17-2010, 03:02 PM
المشاركة 1
افتراضي وشم العائلة
دقت بقدميها على وتيرة اهازيج الفرح المقام على روحها, بينما تتماوح الاضواء الراقصة على ثوبها الاخضر اللامع وهى تدور مع أوانى الخضاب النازفة بالشموع حولها

تذكرته وهو يجلس على درجات السلم الرخامى فى الجامعة يسألها عن الوشم الذى يحتل ذقنها :-

اجابته ضاحكة :-

هو وشم العائلة ..تقليد مميز ..فى الصغر, يدق ثلاثون ابرة تترك ورماً قرمزياً تتحول للون الازرق بعد ثلاثة ايام

هتف فى غرابة:-
يا لالقسوة

قالت فى قوة :-

تراث ..الوشم يلحقنا حتى قبرنا

تدافعت النساء حولها فى صخب يصفقن وهى تدور وتخبط بقدميها الارض كنورية , تلطم بضافائرها العارمة وجهها فى قسوة علها تفيق من كابوس زفافها لكنها تغرق فى كابوس اخر

ظنت ان حب ابيها الجارف لها , يشفع لحبيبها حينما اتى يطلب يدها...لكن جدها الطاغية اجاب طلبه بان اعطاه الامان حتى يخرج من قريتهم عند غروب الشمس ..وكان الوقت قبل الغروب بقليل .. غادرها و تسابقت خطواته عبر الطريق الترابى مخلفاً وراءه كثير من الغبار كثير من الدموع وصوت جدها الظالم يصرخ فى أبيها الصامت:-

اخبرتك البنت عار من المهد للحد



حجلت بقدميها ودارت لهفى حول خصرها وقد تناثرت حبات العرق فوق خال وشمها ورنات الخلخال الثقيل تدوى فى اذنها. حينما أبصرت نور القمر المكتمل يطل عليها خجلاً غصت وهى تتذكر انه انطفأت على رحيله عشرة أقمار فى ارض اخرى

اشتعل آوار الحماسة حولها وطبول النار تدق رأسها وكفوف لاهبة تصوغ كفنها ..توقفت تلطم الصخب الهادر وكلمات تشق قلبها:-

البنت عار من المهد للحد.. البنت لابن عمها

حلت ضفائرها فصارت كغيمة سوادء امامها ثم نثرت التراب فوق الشموع واطفأتها

وقفت النسوة الطيبات حولها فى وجوم وغمغمن:-
طار عقل الفتاة ومصمصن الشفاه :-

المسكينة..الحمقاء

انسلت من بينهم كغزال طليق يناديها الليل النداء الاخير بينما يهرول فى اثرها ابن عمها الموتور

غسل الندى الغافى على اكمة الورود وجهها ... غرس الشوك النامى جسده ...أستيقظ الزرع الناعس على هزيز شعرها ييتطاير خلفها فى حبور ...داس فى طريقه الازهار الغضة وافزع فى سعيه الحقود فراشات الليل اللامعة فاطفات نورها بعد ان توجست الشر

توقفت تلتقط النسيم..توقف يتنفس الغضب ..رأها تداعب تحت ضوء القمر طائر غريرفلم تقهره البراءة تغلفها ولا التفاف الطائر الفضى حول رسغها يداعبها..نظر لرصاصته الكامنة فى عقله ولكن قلبه الاسود عنفه وقال :-

لا تستحقها

هجم عليها وزين بسكينه البارد جيدها البض بوشم اخر دموى.. إرتاع الطائر وطار صارخاً .. وقعت فاحتضنتها الارض الطيبة بينما افترش شعرها الارجوانى اللامع بماء الحياة اعراش النخل المنحنى..

طارت روحها شعاعين جزءً ليسكن قلب ابيها الخامل فتوقف عن النبض وجزءً ليعبر بحر لجى فاصل بينها وبين الحبيب وقد استيقظ وقلبه يعتصره الالم فى بلده البعيد و قبض كفيه بعنف ..توقف الألم ..فتح كفيه فوجد وشمها الدموى يحتله ...فانتحب فى صمت.


قديم 09-17-2010, 05:12 PM
المشاركة 2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
روان عبد الكريم

أيتها المحلقة في سماء الأدب قد أبدع حرفك وسكنت كلماتك الروح رغم المرارة التي غلّفت مجريات القصة


نعم .

لقد كان حرفك مشرطا غاص عميقا في ظلام العادات والتقاليد التي تكبل الروح وتشدها إلى الخلف كلما حاولت

الانعتاق من ربقة الماضي

وتبقى العبارة الشؤم : " البنت عار من المهد للحد" و "
البنت لابن عمها " هي المحرك الأساسي لجل المشاكل

, وهي القيد الذي يكبّل خاصرة الأنثى رغم ثقافتها ..

وقد جنت هذه العادات البالية على من أرادت أن تتحرر من أغلالها وتختار طريقا آخر لها ..

جنت على من حاولت أن تتخلص من وشم العائلة .

فالثورة على الموروث قابلته العائلة بالقصاص

وكم كان القصاص ظالما

إنه الموت لكل من يخرج من دائرة الوشم .

الكاتبة : روان

قصة صالحة لكل زمان ومكان

فمثل هذه العادات مازالت متجذرة بمجتمعاتنا ولو أنها تختلف في الحدة من مجتمع إلى آخر

سلمت وسلم مدادك .



قديم 09-18-2010, 12:09 PM
المشاركة 3
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
روان عبد الكريم

أيتها المحلقة في سماء الأدب قد أبدع حرفك وسكنت كلماتك الروح رغم المرارة التي غلّفت مجريات القصة


نعم .

لقد كان حرفك مشرطا غاص عميقا في ظلام العادات والتقاليد التي تكبل الروح وتشدها إلى الخلف كلما حاولت

الانعتاق من ربقة الماضي

وتبقى العبارة الشؤم : " البنت عار من المهد للحد" و "
البنت لابن عمها " هي المحرك الأساسي لجل المشاكل

, وهي القيد الذي يكبّل خاصرة الأنثى رغم ثقافتها ..

وقد جنت هذه العادات البالية على من أرادت أن تتحرر من أغلالها وتختار طريقا آخر لها ..

جنت على من حاولت أن تتخلص من وشم العائلة .

فالثورة على الموروث قابلته العائلة بالقصاص

وكم كان القصاص ظالما

إنه الموت لكل من يخرج من دائرة الوشم .

الكاتبة : روان

قصة صالحة لكل زمان ومكان

فمثل هذه العادات مازالت متجذرة بمجتمعاتنا ولو أنها تختلف في الحدة من مجتمع إلى آخر

سلمت وسلم مدادك .

الاستاذ العزيزطارق شكرا لقراءتك النص الوشم رمز لتقاليد تعرقل حياتنا وتصهر ارواحنا

قديم 09-18-2010, 01:41 PM
المشاركة 4
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة روان عبد الكريم المحترمة

قصتك هنا دخلت في غياهب الأعراف القديمة . .
المليئة في أحيان كثيرة بالظلم والقهر واللامنطق . .
وقد تميز القص بلغته الأدبية المميزة العالية . .
وقد أعجبتني القصة كثيراً . .

تقبلي دعائي بالتوفيق الدائم . .
كما أني أدعوك لمطالعة قصتي +البنت لابن عمها+
فهي تتكلم عن نفس هذه الأعراف . . ولكن بشكل تفاؤلي استثنائي يناسب العصر . .

تقبلي تحيتي واحترامي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **

قديم 09-18-2010, 03:03 PM
المشاركة 5
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

الكاتبة روان عبد الكريم

نص يحمل في طياته لغة وتصويرا ً عميقا ً يفيض إحساسا ً بالتجربة

ولكني أتساءل هل ما زالت هذه العادات موجودة ؟

سلامي لك والمودة

قديم 09-19-2010, 02:11 PM
المشاركة 6
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

الكاتبة روان عبد الكريم

نص يحمل في طياته لغة وتصويرا ً عميقا ً يفيض إحساسا ً بالتجربة

ولكني أتساءل هل ما زالت هذه العادات موجودة ؟

سلامي لك والمودة
\
استاذى العزيز
شكراً للك
بالطبع مازالت موجودة وبشدة وكنت ابغى اهداء القصة لصديقتى س التى غابت عنى منذ سنوات رحمها الله
وكما قلت النص يحمل احساسا بالتجربة فقد عاصرت من حولى الكثير ممن عصرتهم التقاليد

قديم 09-19-2010, 03:18 PM
المشاركة 7
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

حسبي الله ونعم الوكيل

الجهل آفة الآفات , وإذا اقترن بالفقر , كانت الطامة

لذلك يجب علينا الصدوع بالحق , دون خوف أو مدارة , كل من جهته , خاصة علماء الدين , عليهم أن ينشروا شرع الله بين عباده

ويبينوا عظم ارتكاب هذه الجرائم باسم الشرف أو ما شابه , كالعادات والتقاليد التي مآلها إلى الجاهلية

وهذا يقع على عاتق كل أحد , كل حسب اختصاصه وقدرته

لك سلامي أخت روان , وإنا لله وإنا إليه راجعون

قديم 09-25-2012, 10:25 AM
المشاركة 8
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي

حسبي الله ونعم الوكيل

الجهل آفة الآفات , وإذا اقترن بالفقر , كانت الطامة

لذلك يجب علينا الصدوع بالحق , دون خوف أو مدارة , كل من جهته , خاصة علماء الدين , عليهم أن ينشروا شرع الله بين عباده

ويبينوا عظم ارتكاب هذه الجرائم باسم الشرف أو ما شابه , كالعادات والتقاليد التي مآلها إلى الجاهلية

وهذا يقع على عاتق كل أحد , كل حسب اختصاصه وقدرته

لك سلامي أخت روان , وإنا لله وإنا إليه راجعون
الصديق العزيز المؤلم ان تكون عاصرت اشخاص وقعت عليهم هذه الماساة

قديم 09-25-2012, 10:28 AM
المشاركة 9
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
الأديبة الكريمة روان عبد الكريم المحترمة

قصتك هنا دخلت في غياهب الأعراف القديمة . .
المليئة في أحيان كثيرة بالظلم والقهر واللامنطق . .
وقد تميز القص بلغته الأدبية المميزة العالية . .
وقد أعجبتني القصة كثيراً . .

تقبلي دعائي بالتوفيق الدائم . .
كما أني أدعوك لمطالعة قصتي +البنت لابن عمها+
فهي تتكلم عن نفس هذه الأعراف . . ولكن بشكل تفاؤلي استثنائي يناسب العصر . .

تقبلي تحيتي واحترامي . .
دمت بصحة وخير . .

** أحمد فؤاد صوفي **
الصديق العزيز قرأت قصتك واعجبنى تفاؤلها ولكن الاعراف ليست قديمة .بل انى عاصرت بعضها لصديقة عرفها ..ادعو لها بالرحمة والمغفرة

قديم 09-27-2012, 12:19 PM
المشاركة 10
أحمد فضول
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تسلسل رقراق للأحداث تسجل فيه الأديبة أثر التقاليد في مصير البراءة في حق الأنثى في مجتمعنا العربي ، ومن خلال كلمة الوشم الذي وشمت به الفتاة " تذكرته وهو يجلس على درجات السلم الرخامى فى الجامعة يسألها عن الوشم الذى يحتل ذقنها :-

اجابته ضاحكة :-

هو وشم العائلة ..تقليد مميز ..فى الصغر, يدق ثلاثون ابرة تترك ورماً قرمزياً تتحول للون الازرق بعد ثلاثة ايام .

هتف فى غرابة:-
يا للقسوة
قالت فى قوة :-

تراث ..الوشم يلحقنا حتى قبرنا "

وهذا التقليد كان هو مؤشر موتها على يد ابن عمها والذي باركه الجد منذ رفضه لمن تقدم لخطبتها بالطريق الواضح البين ، ولكن التقاليد التي وشمت الفتاة بذلك الوشم وقفت عائقا وحاجزا أمام سعادتها لتكون جثة هامدة والأب الغلوب على أمره ينظر بنظرة المعاتب نحو والده وتجلجل في أعماقه " حسبي الله ونعم الوكيل " وتتوزع في أرجاء السموات والأرض على كل من رسخ هذه التقاليد ولم يأتمر بأمر الله ورسوله في مشورة الفتاة عند الزواج .
القصة تعالج قضية لازالت تقبع في بعض مجتمعاتنا العربية وتوضح أثر التقاليد السلبية التي لاترحم .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: وشم العائلة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نبني العائلة " كتاب pdf " محمد اكرم منبر رواق الكُتب. 1 03-05-2022 07:43 PM
نعمة الخاصية الاجتماعية و نعمة العائلة و التشكيلات الاجتماعية د محمد رأفت عثمان منبر الحوارات الثقافية العامة 0 03-24-2016 05:59 AM
العائلة التي كانت تعيش بسلام /أ. ب. هوايت ريم بدر الدين منبر الآداب العالمية. 2 04-21-2011 09:41 PM

الساعة الآن 08:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.