احصائيات

الردود
2

المشاهدات
1630
 
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


ياسر علي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,595

+التقييم
0.38

تاريخ التسجيل
Dec 2012

الاقامة

رقم العضوية
11770
12-29-2013, 01:51 AM
المشاركة 1
12-29-2013, 01:51 AM
المشاركة 1
افتراضي القرين
لم أنتبه أنني كنت مراقبا على الدوام ، فقريني يتقن التخفي كالحرباء ، أينما حل تقمص هيأته ، كنت أمشي وحيدا في تلك الغابة عندما استقر نظري على حجلة تخلفت عن السرب ، سمعتها تلهج لاهتة و تمشي بما أوتيت من جهد دون أن تتقدم إلا بضعة أمتار ، تلوح بجناحيها اللذين يصفعان الأرض و ريشها يغادر مغرسه . كلما همت بالفرار تعثرت خطواتها و تساقط ريشها ، استسلمت للحظة . تفحصت عيناي المكان و صوبتهما إلى السماء ، فرأيت نسرا يحوم حولي غير بعيد .
حضنت الحجلة الخائرة قوتها ، والخافق قلبها والمرتعد بدنها . فحصتها بدقة ، فلم أقف على جرح و لا شائبة بجسدها يحدان من نشاطها و يعطلان ممشاها . جمعت الريش المتطاير حولي فوجدت آثار قبضات اقتلعته من منبته ، تعجبت من هذا الفاعل الذي سعى ليحول بينها وبين الطيران . لا يزال الجارح مسترسلا في دورانه حين سمعت ضحكة في الجوار ! فجأة انخرطت في مصارعة بعيني المقفلتين اتقاء الغبار المتطاير ! السياط تتوالى على جسدي ، تلفني مكبّلة خطواتي ، أخلص يداي المقيدتان و أدفع بهما جسما غريبا و أنا مطروح أرضا . هدأت الأحوال بسرعة البرق ، فوجدت يداي تدفعان جلمودا صخريا . كانت بقايا الغبار تصعد السماء ، و بعض ريش تائه لا يزل هناك ، تذكرت الحجلة فرجعت ببصري إلى يدي الفارغتين ، أتكون قد صعدت إلى الكاسر لقمة سائغة و قد عز عليه الهبوط ، فعرج بها إلى سماء لم تكن يوما قادرة على ملامستها ، هناك فقط ستسبح روحها آمنة .
قمت أنفض عني الغبار فسمعت ضحكة أخرى فأيقنت منذ ذلك اليوم أن قريني هنا يصطحبني ، يشاغبني ، يمازحني ، يتوعدني . عدت إلى بيتي مرعوبا . تحت المرشة أطرد رهبتي بماء دافئ ، أغسل صرعي بصابون منعشة رائحته ، أمام المرآة أمسح بلل الماء و العرق ، كانت حرارة جسمي تزداد سخونة . عندها كانت الضحكة تحمل طابع ازدراء ! و سمعت هاتفا بعيدا كأنه آت من بئر سحيق يقول : " لا تخف و لا تحزن ، فبيننا عهدة صداقة ، بل بعض وصاية ، فلا تضعف كثيرا فيسهل امتطاء أمانيك ، ترجّل يا صاحبي ، فنحن نحب بعض العناد ."
لعب على وتري الحساس ، فانتفضت معاركا الأوهام ومستردا بعض السيطرة مدافعا عن حريتي و امتلاك مصيري ، لكن كلما أمعنت في فعل تذكرت ضحكاته المتصاعدة ، فبدأت أراجع تاريخي باحثا عن نفسي ، و عن رفيقي ، إذ ذاك سمعته يقول بصوت صريح : " أصبحت تقلق راحتي يا صاحبي ، فمتى فكرت في التمرد كنت عشاء للكاسر " نظرت إلى روحه الغاضبة المنهزمة و أنا أصوب نحوه سهما لاذعا : " أنت قوي يوم كنت واء الستار ، أما اليوم فأنت رهن حساباتي "


قديم 12-29-2013, 05:09 PM
المشاركة 2
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
قرين مشاغب ونهاية مفاجئة قلبت الموزايين عن الطرف الاقوى

قديم 12-31-2013, 11:51 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


أهلا بالروائية روان عبد الكريم .

لكل منا قرين مشاغب داخله يحاول كبح طموحه كلما حاول الإقدام على فعل جيد ، فتكون تلك الهواجس مصدر إزعاج دائم ، ترويض القرين ليس دائما سهلا ، لأننا نعيش مع الحدث وفق تصور خاطئ ينثر عليه سحره ، وحتى فعلنا يركب عليه القرين فلا نكاد نعرف ذاتنا من تلك النسخة التي تتصرف أحيانا ، فكثيرا ما استفسر الفرد هل أنا فعلا من فعل هذا .

هو ليس قويا ، لكن يتحين فرصة ضعفنا ليظهر جبروته .

تحية على هذا المرور العطر .


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.