احصائيات

الردود
2

المشاهدات
2484
 
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية

رضا الهجرسى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
138

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة
القاهرة ..مصر

رقم العضوية
12158
08-16-2013, 11:43 AM
المشاركة 1
08-16-2013, 11:43 AM
المشاركة 1
افتراضي الهروب العبيط ..فصل واحد .
الهروب العبيط
تأليف:رضا الهجرسي
...........................
يفتح الستار وفى صدر المسرح محل أقمشة أمام المحل منضدة موضوع عليها أقمشة بألوان مختلفة وبجانبها دكة خشبية يجلس عليها رجلان..(زيد ومسعود) الجميع يرتدون ملابس عصر هارون الرشيد ..
ويقف رجل(جعفر) والثلاثة فى الثلاثين من أعمارهم ..
الرجل والرجلان يتكلمون ويضحكون.. جعفر يرتب الأقمشة على المنضدة، ينتهى من ترتيب الأقمشة، ثم يجلس بجانب الرجلين ...
جعفر : ياله من يوم ، بغداد كلها فى السوق ، فالبيع والشراء لا ينقطع
زيد : احمد الله يا أخى.. فبضاعتك كلها رائجة..رابحة .. مسعود : رزق الهبل.. فكل نسوان بغداد .. تشترى من دكانك ..
جعفر : يالكما من حاسدين..ماكرين.. خبيثين..فرواج بضاعتى مكسبٌ لكما أيضا . فأنتم جالبوه من شتى بقاع الأرض.. تشترونه رخيصا..وأبيعه غاليا..
أربح وتربحون ..
زيد : و النساء يشترون..
مسعود : والأزواج المساكين يدفعون..
جعفر : النساء يلبسون والأزواج يدفعون... ونحن الرابحون...
الثلاثة معاً فى ضحكات عالية.
تدخل امرأة رشيقة القوام تلبس ملابس نساء عصر هارون الرشيد وتضع يشمك على وجهها . يتوقف الرجال عن الضحك عندما يرونها ويهبُّ جعفر واقفاً ويسرع لاستقبالها يرافقها حتى يقفا من ناحية دكة الأقمشة من الناحية الأخرى ويتغامز الصديقان عليهما ترفع المرأة اليشمك فنرى وجهها الجميل وهى شابة تخطت العشرين من عمرها
و فى قلق
جعفر : ما الذى أتى بك يازوجتى الحبيبة.. هل الأولاد بخير..
الزوجة : اطمئن الأولاد بخير..
جعفر : إذًا هو أبى ..هل هو مريض ..
الزوجة : أبوك بخير..اطمئن ..
جعفر : فما سبب مجيئك.. وما سبب الفزع البادى على وجهك ..
تمسكه من يديه فى حب وتتحسسه
الزوجة : هل أنت بخير هل تشعر بشئ من الإرهاق أو التعب أو المرض
جعفر : لا أشعر إلا بكمال الصحة والعافية..
تضع يدها على صدرها تستند على دكة الملابس
الزوجة : حمداً لله.. حمداً لله..
جعفر : اهدئي واحكى لى ما القصة.. ولمَ كل هذا الذعر البادى علي
وجهك..ستقتلينى يا امرأة قلقا.. تكلمى ..
الزوجة : لقد سمعت أن ملك الموت قد نزل السوق يحمل دفتره فانخلع قلبى
وأتيت مسرعة لأطمئن عليك..
يبتسم جعفر وفى حنان يضحك
جعفر : ياللنساء حقاً ناقصات عقل ودين اهدئى يا امرأة . لقد عاشرتنى وتعرفين أنى رجلٌ مؤمنٌ بالله وقدره ولا أهاب الموت ..
أو أخشاه.. فلينزل ملك الموت الى سوق بغداد أو لا ينزل
فقلب زوجك جعفر (فى طريقة خطابية )راسخٌ فى إيمانه..
مؤمن بقدره.. شجاعٌ فى مواجهة الموت و ملك الموت..
فاهدئي واطمئنى فملك الموت يأتى ليأخذ من حان أجله ويذهب.. أنا والحمد لله.. فى كامل عافيتى ولم يحن أجلى بعد..
يمسكها من يدها فى ود
جعفر : هيا هيا ..اهدئي واطمئنى..
يوجه كلامه وهو يتجه هو وزوجته الى صديقيه
جعفر : سأغيب عنكم برهة.. وأعود ..
عندما يخرج جعفرو زوجته من المسرح يتنهد مسعود ويضع يده
على قلبه فى مرح
زيد : آهٍ من الحب قاتل الرجال.. فجعفر رجل لا يهاب شيئا إلا زوجته
مسعود : صدقت فله قلب أسد يهابه الصناديد من الرجال ولا يهابهم يواجه
الوحوش بقلب وحش..و النمور بقلب نمر
زيد : ولكنه يواجه زوجته بقلب أرنب أو قل قطة.. إنه الحب ياعزيزى الحب
وأنت أعرف الناس بالحب ..وما يفعلة بصناديد الرجال..
يسمع صوت هرج ومرج بالخارج وصراخ
الأصوات : اهرب ، اختبئ ، إنه قادم من هذه الجهة لا لا إنه قادم من الجهة الشرقية

يدخل رجل تعدى الستين من عمره وهو يمشى ببطء يبتسم فى سخرية عندما يراه الرجلان يقفان فى احترام ويجرون ناحيته ويقبلون يده فى احترام..وهو أبو جعفر ..
يتحدث فى سخرية
أبو جعفر : ياللناس يدعون الإيمان بالله ويفزعون ويهربون عندما يرون... ملك الموت يهربون من لقائه.. المساكين ..الغافلون..
يفزع زيد ومسعود ويجرون
يصرخ فيهم أبو جعفر صرخة عالية
أبو جعفر :اثبت يا ولد..
يثبت الاثنان وجسدهما ينتفض ويرتعد وتصطك ركبهم فى بعضها وفى لهجة مرتعشة وفى تساؤل
زيد : أهو قادم الي هنا..
يقبل مسعود يد الشيخ فى رجاء
مسعود : أقبل يدك.. يا شيخنا.. قل لنا الحقيقة ..أهو في الطريق الي هنا..
أبو جعفر : اثبت ياولد.. وثبت قلبك وأيمانك..
يدخل جعفر مسرعاً وهو فى حالة فزع وهلع وأنفاس لاهثة يجلس على الدكةالخشبية وهو يضع يده على صدره ويلتقط أنفاسه بصعوبة يلتف حوله صديقاه ويتجه الشيخ ناحيته فى خطوات وقورة ويقف أمامه وينظر جعفر الى أبيه وهو يلهث
جعفر : انقذنى يا أبي.. انقذ ولدك الوحيد..
يمسكه من كتفه فى قوة
أبو جعفر : اهدأ يا بنى اهدأ وقل لى ما القصة..
جعفر : أين أختبئ.. أين أختبئ منه..
يحاول أن يختبئ خلف زيد و مسعود
زيد : من هو ؟..
مسعود : ممَّن .. ممَّن تختبئ
جعفر : ملك الموت.. ملك الموت..
تصطك أرجل زيد ومسعود فى بعضهما فى رعب وفى فزع
صارخاً فى قوة
أبو جعفر : اثبت ياولد أنت وهو وأنت اهدأ وقص علينا قصتك
جعفر : أقبل يدك ياأبى ..لابد أن أغادر بغداد علي الفور ..
أبو جعفر : تغادر بغداد؟؟ وما السبب؟؟.. وإلى أين؟؟
جعفر : إنه يطلبنى يطلبنى ، فمنذ خروجى من داري وهو يطاردنى
يتفحصنى فى تعجب ويفتح كتابه ويسألنى ما اسمك فأجيبه جعفر...
يعود و يسألنى ما اسم أمك فأجيبة.. سكينة فينظر فى كتابه ويتعجب..
يظل يردد هذا عجيب فأتركه وأجرى هارباً من أمامه مذعوراً يكاد..
قلبى يتوقف فجأة أجده أمامى يكرر سؤاله ما اسمك وما اسم أمك..
فأجيبه فيعود للتعجب و الإستغراب ويعود للنظر فى كتابه..
تدخل زوجه جعفر بدون يشمك وعلامات الفزع بادية على حركاتها..
وتتجه لجعفر فى هلع
الزوجة : ماذا حدث يا زوجي الحبيب.. كل سوق بغداد تتكلم عن مطاردة..
ملك الموت لك.. ولقد رأيته قادماً الى هنا ..
يرتعد كل من زيد ومسعود صارخين فى صوت واحد ومعاً
زيد ومسعود : الفرار... الفرار..الفرار..
يغادرون المسرح مسرعين ويفزع جعفر ويرتعد
وعلامات القلق على وجه أبو جعفر
أبو جعفر : اثبت يابنى وثبت إيمانك.. دعنى أقابله وأعرف منه القصة..
جعفر : تقابل ملك الموت.. تذهب إليه بقدميك.. لا يا أبى أخاف عليك منه
أبو جعفر : لا تخف يارعديد.. إنه مجرد آداة لتنفيذ إرادة الله . انتظرنى هنا
و لا تتحرك حتى أعود إليك ..
يغادر المسرح فى تؤده وبطء مع بعض الرهبة والخوف فى مشيته
الزوجة : يجب أن تهرب فوراً..
جعفر : أهرب..
الزوجة : نعم..يجب أن تغادر بغداد وتهرب
تخلع الحلي من يدها ورقبتها وتعطيه لجعفر
جعفر : أهرب..أهرب إلى أين ..
وهى تجره الى الناحية الأخرى من المسرح
الزوجة : إلى البصرة هناك قافلة تتحرك إلى البصرة هيا هيا الحق بها..
اختبئ بالبصرة حتى يغادر ملك الموت بغداد هيا أسرع.. أسرع
يتحرك جعفر بظهره إلى الناحية الأخرى من المسرح وهو يشير إلى زوجته بالوداع وهى ترفع يدها مودعة إياه إلى أن يغادر المسرح
يدخل أبو جعفر من الناحية الأخرى وقد بدت عليه علامات الحزن الشديد ويتحرك بإعياء شديد
يقف أبو جعفر فى مواجهة زوجة جعفر فى منتصف المسرح
أبو جعفر : أين جعفر؟
الزوجة : هرب..
أبو جعفر : هرب؟؟ الى أين؟؟
الزوجة : الى البصرة فقد لحق بالقافلة المتوجهة الى البصرة..
صارخا
أبو جعفر : يا الله.. يا اللة ..عفوك ..وغفرانك..
الزوجة : لقد أعطيته كل ذهبى لينجو بنفسه...
أبو جعفر : أيتها التعيسة لقد أرسلته لقدره وساعته ..
لقد سألت ملك الموت ..
عن سبب تعجبه كلما رأى جعفر فأجاب الملك الكريم ..
إنه مكتوبٌ فى الكتاب لديه إنه سيقبض روحه بعد يومين بالبصرة وعندما رآة ببغداد.. تعجب..وسألة ليتأكد أنه المكتوب لديه ..
تنكس رأسها وتسقط الزوجة على ركبتيها ويردد أبو جعفر صارخا
أبو جعفر : اللهم لا مهرب منك إلا إليك..
اللهم لا مهرب منك إلا إليك ..

تسدل الستار


قديم 09-15-2013, 05:54 PM
المشاركة 2
آية أحمد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الله يا أستاذ رضا... لقد أبدعت حقا...

هي قصة نواتها من التراث، ولكنك استطعت صياغتها في
قالب مسرحي جذاب ومؤثر وفي غاية الروعة...

سعيدة بالقراءة لك أستاذ رضا...

أعطر تحياتي...

قديم 09-25-2013, 09:24 AM
المشاركة 3
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الله يا أستاذ رضا... لقد أبدعت حقا...

هي قصة نواتها من التراث، ولكنك استطعت صياغتها في
قالب مسرحي جذاب ومؤثر وفي غاية الروعة...

سعيدة بالقراءة لك أستاذ رضا...

أعطر تحياتي...
السيدة الفاضلة ..آية احمد..
شكرا لرأيك الراقى ومرورك الرقيق ..


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: الهروب العبيط ..فصل واحد .
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الهروب إلى متى عبد الحميد سحبان منبر القصص والروايات والمسرح . 3 06-08-2022 05:54 PM
الهروب من النقاش : اسبابه و دوافعه وحججه أحمد الورّاق منبر الحوارات الثقافية العامة 6 05-18-2012 01:07 PM
قصيدة الهروب إلى الأمام (+ إلقائي لها) محمد حمدي غانم منبر شعر التفعيلة 2 12-16-2011 05:08 PM
الهروب إلى الأمام محمد عبدالرازق عمران منبر مختارات من الشتات. 0 09-27-2011 12:50 AM

الساعة الآن 03:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.