احصائيات

الردود
1

المشاهدات
1930
 
فاتحة الخير
من آل منابر ثقافية

فاتحة الخير is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
135

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Mar 2013

الاقامة

رقم العضوية
12039
04-21-2013, 11:42 PM
المشاركة 1
04-21-2013, 11:42 PM
المشاركة 1
افتراضي أنا وهي
السلام عليكم ورحمة الله


أنـــــــــا وهــــــــــــــي


تجلس على مائدة إفطارها الروتيني ... نفس البرنامج يوميا... شاي، خبز محمص، زبدة، مربى وبيض نصف نيئ ... عادة ورثتها عن أبيها... تتذكر أباها كانت لديه شدة في التعامل وقسوة في التربية...... تحن لأمها التي طالما كانت حصنا منيعا ضد ثورات والدها ولن تنسى مناكشات ومناوشات إخوتها ... لكن عملها أجبرها للانتقال بعيدا، لا صديقات ولا زيارات متبادلة... تعيش شبه وحدة ...باستثناء ذاك الهاتف في دواخلها
تأخذ جريدتها الصباحية... وكالمعتاد ... كوارث في الصفحة الأولى وكأنه لم يعد في الدنيا غير ذلك.
تمرر بصرها الحائر بين الصفحات ولسانها يدندن بأغنية للكبيرة ماجدة (أخرج من معطفه الجريده .. وعلبةَ الثقاب ...)
---لا أعرف لم دائما يتغنى لساني بهذه الأغنية؟ !---
يقع نظرها على خبر في زاوية بعيدة غيّر شيئا من سحنتها... الشاعر الكبير... شاعر القضية والرومانسية يحيي ليلة سمر بين أحضان الكلمة...
---سبحان الله شاعر كبير في زاوية صغيرة... قصيدته الأخيرة رائعة... صور فيها الحبيبة وكأن ليس لها مثيلا بين البشر.---
*هؤلاء هم الشعراء ... يطيرون كالنحل من زهرة لأخرى*
---كم أحب هذا المبدع بل اعشقه----
* لو سمعك أحدهم ماذا عساه يقول؟!*
----بل انا من سيقول... أنني تمنيت كثيرا لو كنت حبيبته----
*طبعا ليحبك في الشطر الأول ويتركك في نهاية القصيدة*
تزيح خصلة عن عينيها بتوتر ...
حتى في أوج العمل التفكير في الأمسية الشعرية لم يبرح مخيلتها
- ---يجب أن أكون الأحلى والأجمل... فربما وقعت عيناه علي –---
*آه نعم وكأنك الوحيدة المتواجدة هناك*
تعود من عملها مسرعة... تأخذ حماما دافئا..
- ---الماء الفاتر يبقي البشرة لامعة دائما –----
تمسح ضباب الحمام عن المرآة ... تقف برهة تتأمل وجهها الشاحب ... تمرر أصابعها على شفتيها بدلال ... فتلاحظ طلاء أظافرها...
- ---علي أن أغيره ليكون متماشيا مع لون الفستان-----

و هاهي واقفة أمام دولاب فساتينها

*الظاهر أننا سنتأخر... فهذا ليس دولابا بل متاهة *
ترتعد من هذه الأفكار التي تطفئ كل حيوية ورغبة لديها ...ويبدأ عرض الأزياء ...
--- الأبيض لبسته مرات عديدة... ربما الأسود... لالالا... الأسود أغلب سيدات المجتمع المخملي ترتديه ... سأختار الأرجواني ...
- *الأرجواني ؟ إنه قصير جدا *
تعقد حاجبيها غضبا وتسحب الأحمر مبتسمة ... هذا هو إنه رائع...
- ----أعرف رأيك... لكن من الأفضل لكلينا أن تصمتي .......-----
تلقي آخر نظرة على نفسها في المرآة ... ترفع حاجبيها إعجابا...
- ---حسنا فعلت عندما اخترت اللون الكستنائي لشعري مع مثبت رموش من نفس النوع ... وأحمر الشفاه ( ياااااااااااي ) أضفى على شفتي بعض شقاوة ...
ترمي قبلة سريعة على صورتها في المرآة... تركب سيارتها وتنطلق....
المدينة تتلألأ أضواء وكأنها تسير وسط سماء مزدانة بنجوم ...تتوقف أخيرا أمام باب المسرح، لم تصدق ما رأت...
- ----أكل هذه السيارات... لم أكن أعرف أن للشاعر كل هذا الكم من المعجبين –----
*ظننتِه سيحيي الحفلة من أجلك أنت فقط !!!*
----سأوقف سيارتي أينما كان ---
*لا تفعلي... احترام مواقف السيارات ضروري*
- ---ألا تري بنفسك الازدحام الشديد... أم تريدينني أن أوقفها فوق سطح البناية....إنها التاسعة ليلا والكل منشغل بالأمسية... سأحاول الخروج قبل الآخرين –---
ارتفعت التصفيقات وعم السكون ... وكأن على رؤوسهم الطير....وانطلق كروان الشرق ...
----يا لصوته العذب وذبذباته... كأنها موسيقى مصاحبة وتلك البحة التي تضفي على شعره رومانسية بالغة... هي الفكرة ذاتها ... البحث عن وطن بين أحضان المعشوقة...هنيئا لمن كانت ملهمته...----
- ----من أرى هناك... إنها هي لا محالة... دائما تحاول سرقة الأنظار ... تضحك وتصفق دون انقطاع...----
بدأ الحضور يمتعض ... فهكذا أمسيات... الهدوء والصمت مطلوبان جدا ... لتجد القصيدة طريقها للأعماق
* أرأيت فستانها ... مفتوح جدا ... وفتحة صدره واسعة... وظهرها عار بأكمله ...ما هذه الأخلاق... من تظن نفسها ... عارضة أزياء...*
---- بل أنت من تظن نفسها الورعة التقية... أصبحت أكره انتقادك لي دائما... أكره تدخلاتك في خصوصياتي ... أكره أسلوبك المستفز ... تنظرين للجميع نظرة استعلاء وتهكم ... مللت منك... اغربي عني ... لم أعد أريدك في دواخلي ... ألا تفهمين ؟؟... أريد أن أعيش حياتي كما أريد ... اتركيني بسلام...-
انتبهت لنفسها ... الكل يحدق إليها باستغراب وذهول... الوشوشات والابتسامات الخبيثة مرتسمة على وجوه تعرفها...ونظرات شفقة في أعين البعض الآخر...
- مسكينة ... حالتها متأخرة جدا -
أحست بصدرها يضيق .... غصة في الحلق... وخفقات قلبها تكاد تتوقف... فتداعت على الكرسي بانكسار.


قصتي الجديدة أتمنى أن تنال إعجابكم، كما أتقدم بالشكر لجنود الخفاء الذي ساعدوني لإخراجها للنور، وصوبوا فيها كل معوج ... فشكرا لهم


قديم 04-23-2013, 10:47 AM
المشاركة 2
حامد الشريف
كاتب وناقد سعـودي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

[justify]
السلام عليكم ورحمة الله
أنـــــــــا وهــــــــــــــي
تجلس على مائدة إفطارها الروتيني ... نفس البرنامج يوميا... شاي، خبز محمص، زبدة، مربى وبيض نصف نيئ ... عادة ورثتها عن أبيها... تتذكر أباها كانت لديه شدة في التعامل وقسوة في التربية...... تحن لأمها التي طالما كانت حصنا منيعا ضد ثورات والدها ولن تنسى مناكشات ومناوشات إخوتها ... لكن عملها أجبرها للانتقال بعيدا، لا صديقات ولا زيارات متبادلة... تعيش شبه وحدة ...باستثناء ذاك الهاتف في دواخلها
تأخذ جريدتها الصباحية... وكالمعتاد ... كوارث في الصفحة الأولى وكأنه لم يعد في الدنيا غير ذلك.
تمرر بصرها الحائر بين الصفحات ولسانها يدندن بأغنية للكبيرة ماجدة (أخرج من معطفه الجريده .. وعلبةَ الثقاب ...)
---لا أعرف لم دائما يتغنى لساني بهذه الأغنية؟ !---
يقع نظرها على خبر في زاوية بعيدة غيّر شيئا من سحنتها... الشاعر الكبير... شاعر القضية والرومانسية يحيي ليلة سمر بين أحضان الكلمة...
---سبحان الله شاعر كبير في زاوية صغيرة... قصيدته الأخيرة رائعة... صور فيها الحبيبة وكأن ليس لها مثيلا بين البشر.---
*هؤلاء هم الشعراء ... يطيرون كالنحل من زهرة لأخرى*
---كم أحب هذا المبدع بل اعشقه----
* لو سمعك أحدهم ماذا عساه يقول؟!*
----بل انا من سيقول... أنني تمنيت كثيرا لو كنت حبيبته----
*طبعا ليحبك في الشطر الأول ويتركك في نهاية القصيدة*
تزيح خصلة عن عينيها بتوتر ...
حتى في أوج العمل التفكير في الأمسية الشعرية لم يبرح مخيلتها
- ---يجب أن أكون الأحلى والأجمل... فربما وقعت عيناه علي –---
*آه نعم وكأنك الوحيدة المتواجدة هناك*
تعود من عملها مسرعة... تأخذ حماما دافئا..
- ---الماء الفاتر يبقي البشرة لامعة دائما –----
تمسح ضباب الحمام عن المرآة ... تقف برهة تتأمل وجهها الشاحب ... تمرر أصابعها على شفتيها بدلال ... فتلاحظ طلاء أظافرها...
- ---علي أن أغيره ليكون متماشيا مع لون الفستان-----
و هاهي واقفة أمام دولاب فساتينها
*الظاهر أننا سنتأخر... فهذا ليس دولابا بل متاهة *
ترتعد من هذه الأفكار التي تطفئ كل حيوية ورغبة لديها ...ويبدأ عرض الأزياء ...
--- الأبيض لبسته مرات عديدة... ربما الأسود... لالالا... الأسود أغلب سيدات المجتمع المخملي ترتديه ... سأختار الأرجواني ...
- *الأرجواني ؟ إنه قصير جدا *
تعقد حاجبيها غضبا وتسحب الأحمر مبتسمة ... هذا هو إنه رائع...
- ----أعرف رأيك... لكن من الأفضل لكلينا أن تصمتي .......-----
تلقي آخر نظرة على نفسها في المرآة ... ترفع حاجبيها إعجابا...
- ---حسنا فعلت عندما اخترت اللون الكستنائي لشعري مع مثبت رموش من نفس النوع ... وأحمر الشفاه ( ياااااااااااي ) أضفى على شفتي بعض شقاوة ...
ترمي قبلة سريعة على صورتها في المرآة... تركب سيارتها وتنطلق....
المدينة تتلألأ أضواء وكأنها تسير وسط سماء مزدانة بنجوم ...تتوقف أخيرا أمام باب المسرح، لم تصدق ما رأت...
- ----أكل هذه السيارات... لم أكن أعرف أن للشاعر كل هذا الكم من المعجبين –----
*ظننتِه سيحيي الحفلة من أجلك أنت فقط !!!*
----سأوقف سيارتي أينما كان ---
*لا تفعلي... احترام مواقف السيارات ضروري*
- ---ألا تري بنفسك الازدحام الشديد... أم تريدينني أن أوقفها فوق سطح البناية....إنها التاسعة ليلا والكل منشغل بالأمسية... سأحاول الخروج قبل الآخرين –---
ارتفعت التصفيقات وعم السكون ... وكأن على رؤوسهم الطير....وانطلق كروان الشرق ...
----يا لصوته العذب وذبذباته... كأنها موسيقى مصاحبة وتلك البحة التي تضفي على شعره رومانسية بالغة... هي الفكرة ذاتها ... البحث عن وطن بين أحضان المعشوقة...هنيئا لمن كانت ملهمته...----
- ----من أرى هناك... إنها هي لا محالة... دائما تحاول سرقة الأنظار ... تضحك وتصفق دون انقطاع...----
بدأ الحضور يمتعض ... فهكذا أمسيات... الهدوء والصمت مطلوبان جدا ... لتجد القصيدة طريقها للأعماق
* أرأيت فستانها ... مفتوح جدا ... وفتحة صدره واسعة... وظهرها عار بأكمله ...ما هذه الأخلاق... من تظن نفسها ... عارضة أزياء...*
---- بل أنت من تظن نفسها الورعة التقية... أصبحت أكره انتقادك لي دائما... أكره تدخلاتك في خصوصياتي ... أكره أسلوبك المستفز ... تنظرين للجميع نظرة استعلاء وتهكم ... مللت منك... اغربي عني ... لم أعد أريدك في دواخلي ... ألا تفهمين ؟؟... أريد أن أعيش حياتي كما أريد ... اتركيني بسلام...-
انتبهت لنفسها ... الكل يحدق إليها باستغراب وذهول... الوشوشات والابتسامات الخبيثة مرتسمة على وجوه تعرفها...ونظرات شفقة في أعين البعض الآخر...
- مسكينة ... حالتها متأخرة جدا -
أحست بصدرها يضيق .... غصة في الحلق... وخفقات قلبها تكاد تتوقف... فتداعت على الكرسي بانكسار.
قصتي الجديدة أتمنى أن تنال إعجابكم، كما أتقدم بالشكر لجنود الخفاء الذي ساعدوني لإخراجها للنور، وصوبوا فيها كل معوج ... فشكرا لهم
[/justify]

[justify]
جميلٌ هذا المزج بين الواقعية والفنتازيا التخيلية في هذا السرد القصصي المشوق
تفاصيل دقيقة جداً يُوقف عندها ليس عبثاً بل توظف في اطار العمود الفقري للقصة فتزيد من انبهارنا بها .
ترابط بين كل جزئيات القصة يوصلنا من بداية مشوقة لنهاية رائعة فتكتمل أمامنا عناصر القصة التي نطلبها .
لندع كل ذلك جانباً ونغوص في ثنايا النص وصولاً للفكرة الأساسية التي لم تبتعد كثيراً عن الصراع الذي تعيشه النفس البشرية في قبولها أو رفضها للمستجدات التي لم تألفها أو لرفضها لبعض القيم الأخلاقية التي لا تناسب دينها أو مجتمعها مما يخلق منها شخصيتين متناقضتين ، وقد يتجسد هذا الصراع الهائل الذي صورته لنا القاصة على أرض الواقع حتى يصل للمدى الذي يكون فيه الحوار علنياً حتى يُعتقد أن صاحبه وصل لمرحلة الجنون .
هذا ليس خيالاً بل واقعاً ، مثل هذه الحوارات تدور كثيراً في صراعاتنا اليومية مع كل جديد يقترب من حواسنا .
لا أخفي اعجابي بهذا النص وبفكرته وقدرته على الحبكة الدرامية دون الحاجة في مجمل النص إلا لنفس واحدة تسهم في ايصال كل الأفكار بانشطارها لنفس أخرى تخوض معركة بين الخير والشر .
أختي فاتحة كل الشكر لك على هذه النصوص الابداعية ومزيداً من التألق والتأنق في فضاء أدب القصة القصيرة ... تحياتي
[/justify]

صفحتي على تويتر
H_motafael@

مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:20 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.