احصائيات

الردود
4

المشاهدات
2833
 
نبيل عودة
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


نبيل عودة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
244

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Aug 2011

الاقامة

رقم العضوية
10276
02-09-2013, 03:09 PM
المشاركة 1
02-09-2013, 03:09 PM
المشاركة 1
افتراضي حسام يبحث عن الحب

حسام يبحث عن الحب

قصة: نبيل عودة

حسام مأزوم.كوابيس الحب عذبته. يبلغ من العمر 23 سنة ولم يعرف حتى الآن فتاة تحبه ويحبها.. الشوق يتفجر في قلبه كلما لمح ظل انثى.. بات التعرف على فتاة شغله الشاغل، بل كابوس حياته الذي لا يفارقه في نومه أو في يقظته. أخوه التوأم يبدل كل أسبوع صديقة ويختار أخرى جديدة.. دائماً تلفونه الخلوي رنان.. يختلي في غرفته وترتفع ضحكاته... دائماً يحدثه عن مغامراته، مما يثير الغيرة في نفسه والحسرة في قلبه.
كاد حسام يصاب بالجنون. كلما اقترب من فتاة "تعطيه ظهرها"... تجرأ مرة مع فتاة أعطته ظهرها. قال:
- الوجه جميل ولكن الظهر يأخذ العقل.
التفتت إليه وصفعته بقوة حيث استمر رنينها في أذنه ليوم كامل.
كان يخجل من مصارحة أخيه بعجزه للوصول إلى قلب فتاة، وبما انهما توأمان متشابهان بالشكل وكأنهما نقطتا ماء، فكر أن يقترح على أخيه أن يتعرف هو على فتاة، ثم يستبدلان الأدوار، بحيث ان لا تعرف أنها مع الشق الثاني من التوأم، وليس مع الشخص الذي سبى قلبها.
تردد وخاف من عواقب أفكاره... ثم حسم أمره وتردده وخجله واعترف لأخيه بمشكلته في الوصول إلى قلب فتاة واحدة، سيخلص لها كل العمر...
- أنت تعشقها بالكلام وأنا أعشقها بالفعل...
- ما هذا الهراء يا حسام؟ أنا لن أقبل لك هذا الوضع.. أنت لا تختلف عني.. لا ذكاء ولا علماً ولا شطارة..
- أكاد أطق.. لا أعرف كيف أتصرف، وبتُّ أجفل من وقوع صفعة جديدة.
- لا عليك يا أخي.. سأرشدك لأساليب تكفل الوصول لهدفك.. وبعد أول مرة ستجد الطريق مفتوحة مثل الاوتوسترادا السريعة...
- كيف..؟
- إذا التقيت بفتاة ضعيفة الجسم، فعليك الإهتمام بثلاث نقاط أساسية، أولاً امدح نحافتها الرائعة وقدرتها في الحفاظ على جسد متناسق تتمناه عارضات الأزياء... بعد ذلك اسألها عن عائلتها، لتفهم انك جاد لا مجرد مغامر يريدها لنزوة.. وثالثاً إظهر لها اتساع ثقافتك وأنك كامل العقل وتفهم الفلسفة!!.. أما إذا كانت ممتلئة، أو تميل إلى السمنة، فهي بالتأكيد تحب المأكولات الجيدة والدسمة، هذا يعني أن تسألها عن الطعام والمأكولات الفاخرة التي تحبها، مثلاً دجاج محشي، رقبة خروف محشية، قص خروف محشي، محمر، مسخن، مشاوي، وكل ما يخطر على بالك من الأكل الفاخر.. ولا تنسَ بعد ذلك أن تسألها عن عائلتها لتفهم انك تهتم بها وتفكر بها جدياً.. وانهِ اللقاء بالحديث عن الفلسفة لتفهم انك مثقف واسع الاطلاع.. وأعتقد انك أشطر مني في هذا الموضوع. وسترى انك بارع وساحر للجنس اللطيف..
سجل حسام الملاحظات على ورقة ثم دسّها في جيبه ليحفظ تفاصيل الخطط للوصول إلى قلب فتاة أحلامه.
وخرج للصيد...
لمح من بعيد فتاة ضعيفة الجسم، تنطبق عليها المواصفات الأولى..، قرأ ملاحظاته في الورقة وتمتم مردداً: "جسد عارضة أزياء، عائلتها والفلسفة".
اقترب منها. نحافتها شديدة لدرجة أن عظم صدرها يكاد ينجلي. لا بأس.. التغذية ستصلح حالها.. وباشرها بدون مقدمات:
- مرحبا
- مرحبا
ردت عليه باستغراب.
- هل تحبين أن تكوني عارضة أزياء؟
لم تفهم ما قال، ولم تفهم ما يريده منها.. فلم ترد.
- هل تعيشين مع والديك؟
- والدي توفيا.. وأعيش في ملجأ؟
- كيف تفسرين القانون الفلسفي "تحول الكم إلى كيف" في حياتك العملية؟
فصفعته صفعة جعلته يشعر أن خده الأيمن انتقل إلى الجهة اليسرى من وجهه، ابتعدت عنه غاضبة تثرثر بشيء لم يسمعه لأن رنين الصفعة المدوية أغلق منافذ اذنيه!!
عاد إلى البيت خائباً باكياً، أخرج كيس ثلج من البراد، لفه بفوطة، ووضعها على خده ليبرد حرارة الصفعة وحرارة الخيبة...
مساء اليوم التالي استعاد ثقته وتصميمه.. وانطلق بقرار مسبق أن يبحث عن فتاة ممتلئة وحتى لو كانت تميل إلى السمنة..
بحث ووجد ضالته... فتاة في جيله كما يبدو، تجلس أمام طاولة في مقصف وتلتهم البوظة بشراهة واضحة.
اشترى حبة بوظة واقترب منها...
- البوظة رائعة وشهية.. أليس كذلك ؟
التفت إليه ولم تعره اهتماماً... واصلت التهام بوظتها.
- آنستي الرائعة... هل تحبين أكلة أل... أل..
غابت أسماء المأكولات الفاخرة عن ذهنه وكان من المعيب والمهين له أن يخرج ورقة الملاحظات من جيبه أمامها.. وأخيرا، تذكّر ما أعدّته والدته للغذاء اليوم، فعاد يسأل:
- هل تحبين أكلة المجدرة؟
نظرت إليه والبوظة تملأ فمها مما منعها من النطق، ولكن كانت هناك إشارات ضحكة كبيرة بثقت من عينيها.
- المجدرة يا آنستي مع فحل بصل وزيت زيتون أكلة رائعة، لا شك انك تحبينها.. ها..؟
نجح أن يجعلها تبتسم ابتسامة أكبر.. غير قادرة على بلع البوظة أو الضحك بصوت مرتفع.. خوفاً من التشردق بالبوظة. غمرته السعادة والنشوة انه على الطريق الصحيح.. ها هي تبتسم، بل تضحك سعيدة، وما هي إلا خطوة صغيرة أخرى حتى تكون برفقته في جولة داخل الحديقة القريبة، يتبادلان الحديث عن عائلتها والفلسفة.
- أمي تطبخ مجدرة ممتازة، كل من ذاق مجدرتها يقول أنها أحسن طباخة مجدرة في الحارة. مثلاً جارتنا التحتا تقول أنها أفضل طباخة مجدرة في المدينة كلها، وجارتنا الفوقا تقول أنها أحسن طباخة مجدرة في الدولة كلها، وخالتي التي تسكن بقربنا تقول انها أفضل طباخة مجدرة في العالم، ولكن أمي تقول لهم ببساطة أنها أحسن طباخة مجدرة في هذه الحارة.
ارتفع ضحك الصبية بعد أن التهمت ما تبقى من بوظتها.. وكانت تضحك دون قدرة على التوقف.. وعيناها تدمعان سعادة وهو منفعل ويسوق الحجج عن شطارة والدته في إعداد المجدرة.. التقطت أنفاسها وسألته وهي تهتز من كثرة الضحك:
- هل تريد أن تحدثني عن شيء آخر غير المجدرة؟
- هل لديك أخوة ؟
- لا أنا وحيدة.
- لو كان لديك أخوة، هل كانوا سيحبون المجدرة..؟
انتابتها نوبة ضحك قوية جديدة، لدرجة أن وجهها احتقن من الضحك الشديد وعدم قدرتها على التقاط أنفاسها. هذا أسعده وأشعره انه سيد الموقف وفارس العشاق. قال لنفسه: "حان وقت الفلسفة".
- آنستي الرائعة.. هل تعرفين الفرق بين ديالكتيك هيغل وديالكتيك ماركس؟
انفجرت بنوبة ضحك أخرى غير متوقعة لسؤال فلسفي بكلمات معقدة لم تسمعها بحياتها. خبطت بيديها على الطاولة وهي في نوبة ضحكها ملفتة نظر جميع رواد المقصف.. كانت تحاول أن تقول شيئاً لمن يجلسون على الطاولة المجاورة.. ولكن الضحك الشديد يمنعها، وعندما هدأ ضحكها بعض الشيء، التفتت للطاولة القريبة ونادت أحدهم:
- سعيد.. تعال ابعد هذا المجنون عني.
الحمد لله.. عاد إلى البيت هذه المرة بدون صفعة!!


نبيل عودة – كاتب وناقد وإعلامي فلسطيني

nabiloudeh@gmail.com


قديم 02-09-2013, 06:31 PM
المشاركة 2
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حياك الله أستاذ نبيل.
حقيقة أحببت نصك الساخر.
ولا أخفيك انتابتني نوبة ضحك منذ الصفعة الأولى إلى آخر إبعاد، أكثر من الشابة البدينة.
ماهر أنت في اقتناص مشاهد بسيطة تحولها إلى حكي مؤثر ، قد أرجع لاحقا للنص حين أكون في لحظة هدوء .
شكرا لك سيدي

قديم 02-17-2013, 02:31 AM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
"كان يخجل من مصارحة أخيه بعجزه للوصول إلى قلب فتاة " أظن اللام هنا ثقيلة
"بحيث أن لا تعرف أنها مع الشق ..." الصياغة لا تروق لي
"سأرشدك لاساليب تكفل الوصول لهدفك " هناك شيء ناقص في هذه الجملة
"وبعد أول مرة ستجد الطريق ...." أظن لأول مرة ، أو وبعد أول خطوة ..
"بفتاة ضعيفة الجسم" نحيلة ، هزيلة ، رشيقة ، نحيفة ، حتى الجسم يمكن تغييره للحصول على لغة أدبية
أما إذا كانت ممتلئة أو تميل إلى السمنة " تكرار
على العموم نصك جميل
فيه ذكاء وفطنة وحضورك مميز
مازال نصك يدغدغ مشاعري
شكرا

قديم 02-28-2013, 11:43 PM
المشاركة 4
نبيل عودة
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مشكلة العربية كثرة اساليب التعبير اللغوية..
لا اخفي اني احيانا اعيد صياغة الجملة باشكال مختلفة..
واقع بتردد .. اي جملة اقرب للتعبير الذي أنشده؟
بعض التكرار له ضرورته الفنية احيانا..واحيانا يكون زائدا..هذا يتعلق باحساس الكاتب أكثر من عقله. شكرا على ملاحظاتك أقبلها بكل انفتاح وفهم.

قديم 03-01-2013, 10:04 AM
المشاركة 5
راما فهد
رشة عطر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بصراحة جميلة هي قصتك وأعجبتني
حزنت على الشاب من كثرة الصفعات ...لكن أجدها ضرورية في حالته

اما فتاة البوظة فشعرت بأنها تشبهني بمعنى لو كنت مكانها لضحكت حتى اصاب بالإغماء

وشوشة تتبعها إبتسامة:: ما بوكل الصفعات غير الشاطر(هاردلك)

تقبل مرور العطر على حروفك


مواقع النشر (المفضلة)



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: حسام يبحث عن الحب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حزام الصمت أ محمد احمد منبر ذاكرة الأمكنة والحضارات والأساطير 2 04-15-2022 09:20 PM
" فيضل الله من يشاء ويهدى من يشاء " سرالختم ميرغنى المقهى 2 11-16-2020 05:44 PM
لا يزال هناك ~ صفاء الأحمد منبر البوح الهادئ 12 01-15-2013 08:36 PM
النَّهْــرُ جَاء محمد نديم منبر شعر التفعيلة 9 02-03-2011 11:33 PM
من خصال الإيمان عبدالسلام حمزة منبر الحوارات الثقافية العامة 2 01-11-2011 08:48 AM

الساعة الآن 04:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2021, Jelsoft Enterprises Ltd.